ما قصّةُ مسجد الضرار ؟؟
قول جلّ وعلا: (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ))
أول ما نزل النبيُّ -صلى الله عليه وسلّم المدينة- نزل في قباء (عند المسجد المؤسس اليوم) وكان مكانه دارٌ لرجل اسمه كلثوم بن الهدم من بني عمرو بن عوف، وكان دخوله عليه الصلاة والسلام يوم الإثنين ومكث حتى صبيحة الجمعة خرج قبل الزوال حتى وصل إلى المسجد المسمّى اليوم (مسجد الجمعة) فصلّى فيه ثم أتى قباء وأناخ راحلته وأسس مسجد التقوى (قباء) ولم يبنيه إنما بناهُ بنو عمرو بن عوف (من الأوس) بعد ذلك.
كان لبني عمرو بن عوفٍ جيرانٌ من الخزرج منهم قومٌ نشأوا على الشركِ والضلالة وأكثرهم منافقون، فبنوا مسجداً منازعاً لمسجد قباء الذي كان يغصّ بالمصلين فتجتمع الكلمة وتتآلف القلوب ويتوحّد الصف، فبنوا المسجد في زعمهم لذي العلّة والليلة المطيرة الشاتية وقالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- إنما بنينا مسجداً لهذه الأسباب ونريد منك أن تأتيه وتصلّي فيه كما صليت في مسجد قباء لإخواننا من بني عمرو بن عوف، فاعتذر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه على شغل وأنه على سفر إلى تبوك، فلما رجع من سفره أنزل الله تبارك وتعالى عليه الآية ((والذين اتخذوا مسجداً ضراراً ......)). وفيها الأمرُ الإلهي: (( لا تقُم فيه أبداً ...))
فانتدب النبيُّ -صلى الله عليه وسلم_ نفراً من الصحابة منهم رجلٌ يقال له مالك ومنهم وحشيٌ (قاتل حمزة) ليحرقوا المسجد الضرار ويهدموه، فهدموا المسجد وأخرج مالكٌ من بيته شعلة نار وأحرق المسجد وهدمه، ثم أمر -عليه الصلاةُ والسلام- أن يكون المسجدُ مكاناً كُناسة أي توضع فيه القمامات والفضلات نكالاً بهم. هذا هو مسجد الضرار.
وللحديث بقية بإذن الله ..
" غداً بإذن الله "
أخوكم المحب / الثغر المبتسم
المفضلات