السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أهلا بمن اشتاق إلى إلى بلاد الأفراح


وتاقت روحهه إلى الجنات ورؤية رب الأرض والسماوات


هلم بنا نرحل إلى عالم ما فوق العنان


عالم أروع وأجمل من الوصف والخيال



دعنا ننسى الدنيا الدنية قليلا

ننسى الفقر


والجوع


الهم والتعب


والظلم


والمرض والألم


والدمار والعناء


والوداع والفراق


ولنرحل حيث

الراحة


والجمال


ومالذ


وطاب


والكنوز


والقصور


والهناء


لنرحل إلى ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

وإن أردت أيها المشتاق أن تدرك معنى ذلك

سأطلب منك أن تأتي لي بلونا جديدا لم يره أحد من الخلق حاول أن تفكر وتبتكر لونا جديدا

ستجد أن عقلك قد عجز عن الإتيان بالمطلوب أو الإستيعاب والتخيل

فهناك في الجنات سنرى مالم نراه هنا مطلقا بل سنرى مالم تستطع عقولنا إدراكه



فلنرحل أيها المشتاق إلى أجمل الرحلات

وكما في القرآن والسنة سنصف الحور والجنة


أبواب الجنة :



قال تعالى : ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين ) .

والوارد أن للجنة ثمانية أبواب وعن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما منكم من أحد يتوضأ فيبالغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيهما شاء ).ومن بعض أسمائها باب يسمى الريان و هذا لا يدخله إلا الصائمون ,باب الصدقة وباب الجهاد, , باب الصلاة وغيرها.

سعة أبواب الجنة : :

قال عليه أفضل الصلاة والسلام: ( والذي نفس محمد بيده ما بين المصراعين من مصا ريع الجنة لكما بين مكة وهجر.أو هجر ومكة ) وفي لفظ ( لكما بين مكة وهجر, أو كما بين مكة وبصرى ) .


درجات الجنة :



وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ,قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى , والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين )

. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين ما بين السماء والأرض ,فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ,فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة , وفوقه عرش الرحمن , ومنه تفجر أنهار الجنة ) .

أعلى درجات الجنة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة , والصلاة القائمة, آت محمدا الوسيلة والفضيلة , والدرجة الرفيعة , و ابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته , إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة ) .

قال ابن القيم : ومعنى الوسيلة من الوصلة , ولهذا كانت أفضل الجنة وأشرفها , وأعظمها نوراً . ولما كان رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أعظم الخلق عبودية لربه وأعلمهم به ,وأشدهم له خشية ,وأعظمهم له محبة كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله وهي أعلى درجة في الجنة , وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يسألوها له لينالوا بهذا الدعاء زلفى من الله وزيادة الإيمان .


أنهار الجنة :


قال الله تعالى : ( تجري من تحتها الأنهار ) . وقال عز وجل : ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسنِ وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذةٍ للشاربين وأنهارٌ من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ) : ( من سره أن يسقيه الله الخمر في الآخرة , فليتركه في الدنيا ,أنهار الجنة تفجر من تحت تلال_ أو جبال_المسك ,ولو كان أدنى أهل الجنة حلية عدلت حليته بحلية أهل الدنيا جميعاً , لكانت حلية أدنى أهل الجنة ,أفضل من حلية أهل الدنيا جميعاً) - هذا ليس بحديث وقال عنه الشيخ الأباني رحمه الله -موضوع-

ضفة الكوثر: قال الله تعالى: ( إنّا أعطيناك الكوثر * فصلّي لربك وانحر * إنّ شانئك هو الأبتر ) .والكوثر هو أشهر نهر في الجنة . وعن أنس في حديث المعراج .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتيت على نهر , حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ,فقلت: ما هذا جبريل؟ فقال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله عز وجل ) .
نهر بار ق في الجنة : قال عليه أفضل الصلاة والسلام: ( الشهداء على بار ق نهر على باب الجنة في قبة خضراء, يخرج إليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً ).

وعن ابن عباس أيضاً أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: ( أنزل الله من الجنة خمسة أنهار : سيحون , وهو نهر الهند, و جيحون ,وهو نهر بلخ , و دجلة والفرات وهما نهرا العراق , والنيل وهو نهر مصر, نزلها الله تعالى من عين واحدة ,من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل ,فأستودعها الله , وأجراها في الأرض , وجعل فيها منافع للناس , من أصناف معايشهم وذلك في قوله تعالى: ( وأنزلنا من السماء ماءً بقدرٍ فأسكناه في الأرض ) . فإذا كان خروج يأجوج و مأجوج , أرسل الله جبريل ,فرفع من الأرض القرآن العظيم , والعلم كله , والحجر السود , من ركن البيت بمقام إبراهيم , وتابوت موسى بما فيه, وهذه الأنهار الخمسة ,فرفع كل ذلك إلى السماء , فذلك قوله تعالى: (وإنّا على ذهاب به لقادرون ) . فإذا رفعت هذه الأشياء , فقد حرم أهلها خير الدنيا والآخرة ) .


تربة الجنة :


عن أنس بن مالك ,عن أبي ذر,في حديث المعراج : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أدخلت الجنة فإذا فيها جنادل اللؤلؤ , وإذا ترابها المسك ). وجاء في حديث أبي هريرة وابن عمر في صفة بناء الجنة : (أن ملا طها المسك , وحصباءها اللؤلؤ والياقوت, وترابها الزعفران ) والله أعلم .


لباس أهل الجنة :


قال الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا * أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس و ا ستبرق متكئين فيها على الأرائك ) .
وفي قوله تعالى: ( ولباسهم فيها حرير ) . وهنالك الكثير من وصفهم .








الخيام في الجنة :


قال تعالى : (حور مقصورا ت في الخيام فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة , طولها ستون ميلاً , للمؤمن فيها أهلن يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً )

وعن ابن عباس قال : الخيمة من درة مجوفة ,طولها فرسخ, وعرضها فرسخ,ولها ألف باب من ذهب ,حولها سرادق دون خمسون فرسخاً , يدخل عليه من كل باب بهدية من الله عز وجل وذلك قوله تعالى : ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ) . وجاء الكثير في الأقوال في وصفها والله أعلم .



أشجار الجنة :


قال الله تعالى: ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا ) . وقال تعالى: ( مدهآمتان ) أي مائلتان إلى السواد , من شدة خضرتهما , واشتباك أشجارهما ..
وقال تعالى: ( متكئين على فرشٍ بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دانٍ ) أي قريب من التناول وهم على الفرش. وقال الله تعالى: ( وذللت قُطُوفُها تذليلاً ) ).وقال جل جلاله: ( فيها فاكهة ونخل ورمّان ) ).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما في الجنة إلا ساقها من ذهب ) . وجاء في الوصف الكثير .

شجرة طوبى : عن أبي سعيد , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن رجلا قال: يا رسول الله : طوبى لمن رآك وآمن بك فقال: ( طوبى لمن رآني , وآمن بي , وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني ) فقال رجل: يا رسول الله وما طوبى ؟ قال : ( شجرة في الجنة , مسيرة مائة سنة , ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ) .
شجرة في الجنة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ) .

سدر ة المنتهى : قال الله تعالى : ( ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدر ة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى ا لسدر ة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) . قال عليه أفضل الصلاة والسلام : ( يغشاها الألوان , لا أدري ما هي , ما يستطيع أحد أن ينعتها ) .



غرف الجنة وقصورها :


قال الله تعالى : ( لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبينة ) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها, وبطونها من ظهورها , فقام إعرابي فقال: يا رسول الله لمن هي ؟ قال: لمن طيب الكلام , وأطعم الطعام , وأدام الصيام , وصلى بالليل والناس نيام ) .

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أدخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا لشاب من قريش ,فظننت أني أنا هو , فقلت : ومن هو ؟ قالوا لعمر بن الخطاب ) ، وهنالك الكثير من الروايات في قصور الجنة وصفاتها وغرفها .


آنية اهل الجنة :


قال الله تعالى: ( يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأسٍ من معين ) . وقال جل جلاله: ( ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير ا * قوارير من فضة قدروها تقديرا )
.فالقوارير هي الزجاج ,فأخبر سبحانه وتعالى عن مادة تلك الآنية أنها من فضة, وأنها بصفاء الزجاج و شفافيته .و هذا من أحسن الأشياء وأعجبها وقطع سبحانه وتعالى توهم تلك القوارير من زجاج فقال تعالى : ( قوارير من فضة ). وهذا جزء بسيط من وصف آنية الجنة وصفاتها .



الحور العِين :


قال الله تعالى : ( حور مقصورات في الخيام ) .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة لمجتمعاً للحور العين يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قال: يقلن : (( نحن الخالدات فلا نبيد , ونحن الناعمات فلا نبأس , ونحن الراضيات فلا نسخط , طوبى لمن كان لنا وكنا له )) ضعيف
.

كما ذكر على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى ويعطى لونا من الطيب ليس منهن لون على ريح الآخر , لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء , موشحة بالدر والياقوت ,على كل سرير سبعون فراشاً أريكة , لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها , وسبعون ألف وصيف ,مع كل وصيف صفحة من ذهب فيها لون من طعام تجد لآخر لقمة لذة لم تجد لأوله , ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر عليه سوران من ذهب موشح بياقوت أحمر , هذا بكل يوم صامه من شهر رمضان سوى ما عمل من الحسنات )

. وروي الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن حور العين من أي شيء خلقن فقال من ثلاثة أشياء : أ سفلهن من المسك وأوسطهن من العنبر وأعلاهم من الكافور وشعورهم وحواجبهم سواد خطَ من نور ) .




أما ننساء الجنة فما أدراكم ما نساؤها :


وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم، فهن الكواعب الأتراب، اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما لبسته الخدود، وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور، وللدقة واللطافة ما دارت عليه الخصور.

تجري الشمس في محاسن وجهها إذا برزت، ويضيئ البرق من بين ثناياها إذا تبسمت، وإذا قابلت حبها فقل ما شئت في تقابل النيرين، وإذا حادثته فما ظنك في محادثة الحبيبين، وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين، يرى وجهه في صحن خدها، كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها [الصيقل: جلاء السيوف، والمقصود هنا تشبيه وجه الحوراء بالمرآة التي جلاها ولمعها منظفها حتى بدت أنظف وأجلى ما يكون]، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم، ولا يستره جلدها ولا عظمها ولا حللها.

لو أطلت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحاً، ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا وتكبيراً و تسبيحاً، ولتزخرف لها ما بين الخافقين، ولأغمضت عن غيرها كل عين، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم، ولآمن كل من رآها على وجه الأرض بالله الحي القيوم، ونصيفها (الخمار) على رأسها خير من الدنيا وما فيها.

ووصاله أشهى إليها من جميع أمانيها، لا تزداد على تطاول الأحقاب إلا حسناً وجمالاً، ولا يزداد على طول المدى إلا محبةً ووصالاً، مبرأة من الحبل (الحمل) والولادة والحيض والنفاس، مطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس.

لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها، ولا يخلق ثوب جمالها، ولا يمل طيب وصالها، قد قصرت طرفها على زوجها، فلا تطمح لأحد سواه، وقصرت طرفه عليها فهي غاية أمنيته وهواه، إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته فهو معها في غاية الأماني والأمان.
هذا ولم يطمثها قبله أنس ولا جان، كلما نظر إليها ملأت قلبه سروراً، وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثوراً، وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نوراً.



رؤية الرب عز وجل

:

هذا، وإن سألت: عن يوم المزيد، وزيارة العزيز الحميد، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه،
كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر،

كما تواتر النقل فيه عن الصادق المصدوق، وذلك موجود في الصحاح، والسنن المسانيد، ومن رواية جرير، وصهيب، وأنس، وأبي هريرة، وأبي موسى، وأبي سعيد، فاستمع يوم ينادي المنادي:

يا أهل الجنة

إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيى على زيارته، فيقولون سمعاً وطاعة، وينهضون إلى الزيارة مبادرين، فإذا بالنجائب قد أعدت لهم، فيستوون على ظهورها مسرعين، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعداّ، وجمعوا هناك، فلم يغادر الداعي منهم أحداً، أمر الرب سبحانه وتعالى بكرسية فنصب هناك، ثم نصبت لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، وجلس أدناهم - وحاشاهم أن يكون بينهم دنئ - على كثبان المسك، ما يرون أصحاب الكراسي فوقهم العطايا، حتى إذا استقرت بهم مجالسهم، واطمأنت بهم أماكنهم، نادى المنادي:

يا أهل الجنة

سلام عليكم.
فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام. فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول:

يا أهل الجنة

فيكون أول ما يسمعون من تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني، فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة:
أن قد رضينا، فارض عنا، فيقول:

يا أهل الجنة

إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، هذا يوم المزيد، فسلوني فيجتمعون على كلمة واحدة:
أرنا وجهك ننظر إليه.

فيكشف الرب جل جلاله الحجب، ويتجلا لهم فيغشاهم من نوره ما لو لا أن الله سبحانه وتعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا. ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة، حتى إنه يقول:

يا فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب ألم تغفر لي؟

فيقول: بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.

فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة.

ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة. ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة.

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ [القيامة:22-25]


فحيى على جنات عدن فإنها *** منزلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم






أسأل ربي العظيم الرحيم وأسأله بوجهه الكريم

أن يرزقنا جميعا جنة الفردوس الأعلى

بغير حساب ولا عقاب

وأن يجعل خير أيامنا يوم نلقاه فيه

وان يجعل حياتنا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر