يسرني أن أقدم هنا المشاركة الأولى لي والتي أسأل الله أن يبارك فيها وأن ينفع بها , وكل أملي من كتابتها أن يعود الناس إلى تأمل جمال القرآن وجمال لغته ودقتها.
قال الله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } سورة النمل18
قد يرى القارئ للوهلة الأولى هذه الآية بأنها ذات معنى بسيط فقط وهوأنه لما بلغ سليمان - عليه السلام- وادي النمل قالت نملة: يا أيها النمل ادخلوا بيوتكم لا يهلكنَّكم سليمان وجنوده, وهم لا يشعرون بذلك.
لكن ليتأمل معي القارئ الكريم ما قاله د.فاضل السامرائي- وفقه الله- في أفعال هذه النملة التي بلغت 13 فعلاً,قال:هذه النملة...
· أحسّت (بوجود سيدنا سليمان-عليه السلام- وجنوده).
· بادرت (بإخبار النمل عن الأمر).
· نادت ( يا أيها النمل ).
· نبّهت (ها التنبيه في أيها )والغاية أن يسمع جميع النمل النداء ويفر من الخطر الوشيك.
· أمرت ( ادخلوا )وعجباً كيف خاطبت النمل بخطاب من يعقل ( ادخلوا ) فيستمع إلى النصيحة.
· نهت (لايحطمنـّكم )نهت النمل عن التواجد في المكان الخطر لكي لا يُحطموا.
· أكـّدت (يحطمنـّكم)نون التوكيد.
· نصحت ( بأمرها للنمل بدخول مساكنهم )وقد قالت: ( مساكنكم)أي لا تدخل أي نملة إلى أي مكان بل إلى مسكنها المخصص لها والذي تستقر فيه.
· بالغت (لايحطمنـّكم) أي جميعكم وليس بعضكم أو واحدة منكم .
· بيّنت ( من الذي سوف يحطمهم وهم سيدنا سليمان-عليه السلام- وجنوده )وقد ذكرت الاسم( سليمان) ولم تذكر صفة من صفاته مثلا: القوي,الشجاع..الخ)لأن الجميع يعرفه ولا يجهله,وحتى يبادر الجميع بالطاعة والدخول.وقد قالت: ( جنوده)ولم تقل: (الجند) لأن الثانية قد تعني البشر فقط ,لكن (جنوده)تشمل الإنس والجن والطير قال الله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }النمل17
· أنذرت ( النمل).
· أعذرت (سيدنا سليمان-عليه السلام- وجنوده بأنهم سيحطمونهم وهم لا يشعرون )التماس العذر.
· نفت ( شعور سيدنا سليمان-عليه السلام- وجنوده بالنمل).
هذه هي الأفعال 13 التي قامت بها هذه النملة.
والله تعالى أعلم
ملحوظة:
أتمنى أن أسمع رأي القائمين على المنتدى وكذلك الأعضاء
دمتم بخير والله يحفظكم ويرعاكم
المفضلات