كَـأنّـهُ في صُـرَاخِ الـوَجْـدِ شَـادِيَـةٌ
مَضَـتْ عَليْـهَا دُهُـورٌ تَكْتَسِـي النِّقَمَـا
تَـخِـذتِ لَيْـلَكِ يا ثَـارَاتُ أُغْـنَـيَـةً
عَلَى صَـدَاهَا يَحِـلُّ اللّيلُ مُنْسَـجِـمَـا
يَـا وَرْدَةً فِـي خَـرِيفِ الحُـبِّ ذَاوِيـةً
هَـاكِ السِّـقـاءَ, وذَاكَ العَاشِـقُ الْحُرُمَا
خِلاّن مَا الْتَقَـيَـا فِـي الْكَـوْنِ والْتَـأَمَـا
إِلاّ وَعَـادَ نَـدِيْـمُ الْحُـزْنِ مُبْـتَسِـمَـا
كُـفِّـي النُّـوَاحَ وذُودِي فِـي مُقَـارَعَـةٍ
تَسْتَنْـزِفُ العِـزَّ والأَخْـلاقَ والذِّمَـمَـا
يَا (غَزَّةً) فِي أَعَالِي الطَّـودِ شَـامِخَـةً
لِيَهْنِـكِ الْعَيْـشُ... يَبْقَى الدِّينُ مُرْتَسِمَـا
وَهَادِنِي الْمَجْدَ فِي سَـاحَات جِـدَّتـنـا
وَصَيِّرِي المَوْتَ يُمْسِي عَظْـمُه رِمَـمَـا
يَا نَشْـوَةً مِنْ مَرَاقِي الخَيـرِ أَبْعَثُـهَـا
تَسْتِنْطِقُ الـزَّادَ فِي آثاَرِ مَا انْصَـرَمَـا
وَتَسْتَـشِـفُّ رُبُـوعَ النَّـصْلِ فِي أَلَقٍ
تَرُومُ سَـعْـدَاً وَعَمَّـارَاً وَمُعْتَصِـمَـا
إِنِّـي بَكَيْتُـكِ يَا ظَمْـآنَـةَ النَّـجْـوَى
حَتَّى أَحَرْتُ هَزِيـعَ الصَّمْتِ والنَّجْـمَا
وَكَمْ تَعَشّقْـتُ ذِي الشَّمْطَـاءَ فِي وَلَـهٍ !
دهـراً... وَ لِـيْ مِـنْ عِشْـقِهَا مَرْمَى
أُعَانِقُ النَّـصرَ والرَّايـاتُ فِي كَـنَـفٍ
مِنَ الإِبَـاءِ تُقِيـمُ البَـيْـعَـةَ الْعُظْمَـى
لا تَجْـزَعِي فَسَلِيـلُ الْمَجْـدِ مُؤْتَـلِـقٌ
وَإِنْ تَحَـجَّـبَ مِنْ أَنْـظَـارِهِ الأَعْمَى
إِنَّـا غُذِينـَا بِـأَذْنَـابٍ لَهَـا عِـلَـقٌ
مِـنَ التَّـخَـاذُلِ لاَ تَسْـتَنْـبِحُ الْقَـلَمَا
فَـذَا خُـوَارٌ مَـعَ الأَدْيـَانِ مَـرْتَـعُهَا
وَمَجْمَـعٌ لِبَنِي الأَجْـرَابِ قَـدْ عَـقِـمَا
بَلْ صَارَ جُـلُّ رُؤَانَـا خَصْـرُ غَانِيَـةٍ
أَوْ لُعْـبَةٌ تَبْـتَغِي الدِّهْـقَانَ والْلَّـمَـمَـا
كَأَنَّـنَـا فِـي عِـدَادِ الـذِّكْـرِ مَقْـبَـرَةٌ
قَـدْ أَقْـفَـرَتْ مَوْتَاً وَحَـيَّـتِ الظُّـلَـمَا
حَتَّى النُّفُـوسُ التّي فِـي رِدْئِـهَا أَنَـفٌ
قَدْ أُلْبِسَتْ خَرَسَاً يَسْتَصْـحِبُ الصَّمَمَــا
يَا رَبِّ إنَّ حَيَـاتِـي اليَوْمَ فِي عَـجَـبٍ
أَسْتَطْلِقُ الصَّوْتَ يَأْتِي الصّوتُ قَدْ هَرِمَـا
وأسـتعـين علـى الأعـدا بقافـيتـي
فيزأرُ الحرفُ!!: هَوِّنْ؛ لَنْ تَرَى حِمَمَـا
مَاذا نُـرِجِّي فِي الأُمُورِ ؟! قَدْ رَقَـصَتْ
زُهْرُ الكِلاَب وَخَـارَ الليّـثُ مُنْـهَزِمَـا
يَـا (غَـزَّةَ) في طريق الحرب لاَ تَـقِـفِــي
أَوْ تَبْتَغِي النَّصْرَ ممّـن يَجْحَدُ النِّـعَمَـا
هَـذَا عَـزَائِـي وَنَصْـرُ اللهِ أَرْقُـبُـهُ
فِـي كُـلِّ رَابِيَــةٍ تَسْتَكْبِـرُ الهِمَـمَا
الله أَكْبَـرُ يَـا ثَــارَاتِ (غَـزَّتِـنَـا)
الله أَكْبَـرُ دَوِّي الْحَـرْبَ والسِّـلْـمَـا
الله أكْبَـرُ شُـدِّي العَـزْمَ وانْطَـلِقِـي
والله أَكْبَرُ خَـارَ العِلْـجُ مَرتَـطِـمَـا
الله أكْـبَـرُ لا عُـرْبٌ ولاَ عَــجَـمٌ
الدِّينُ يَسْمُو وَيَعْلُو شَاهِـقَـاً قِـمَـمَـا
أبو الليث الشيراني 4/12/1429هـ
مكة المكرمة -حرسها الله-
المفضلات