أخي عثمان بالقاسم : جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الشيق والجميل ،،
وقد كنتُ هممتُ أنْ أضع موضوعاً على غرار موضوعك هذا في شعر الحكمة .. ولكن قصر الهمة وكثرة الشغل حالت دون ذلك .. فأحببتُ أن أشاركك ببعض ما توفر لدي اللحظة وأرجو المعذرة على مزاحمتي إياك في صفحتك ...
************
1- أمية بن أبي الصلت الشاعر الجاهلي يعاتب ولده ..
غدوتك مولوداً ومُنْتُك يافعاً **** تعلُ بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلةٌ نابتك بالشكو لم أبت *** لشكواك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي *** طُرِقْتَ به دوني فعيني تهمُلُُ
تخاف الردى نفسي عليك وإنني *** لأعلم أن الموت حتم مؤجَّلُ
فلما بلغتَ السن والغاية التي *** إليها مدى ما كنتُ فيك أُؤمِّلُ
جعلتَ جزائي غلظةً وفضاضةً *** كأنك أنت المنعم المتفضَّلُ
*********
2- ..
أرى الدنيا لمن هي في يديه *** عذاباً كلما كثرت لديه
تهين المكرمين لها بصغر *** وتكرم كل من هانت عليه
إذا استغنيت عن شيء فدعه *** وخذ ما أنت محتاج إليه
***************
3- ...
إلهي لا تعذبني فإني *** مقر بالذي قد كان مني
فما لي حيلة إلا رجائي *** لعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في الخطايا *** وأنت علي ذو فضل ومنِّ
إذا فكرت في ندمي عليها *** عضضت أناملي وقرعت سني
أجن بزهرة الدنيا جنونا *** وأقطع طول عمري بالتمني
ولو أني صدقت الزهد عنها *** قلبت لأهلها ظهر المجن
يظن الناس بي خيراً وإني *** لشر الناس إن لم تعفو عني
*****
4- من أشعار أبي الأسود الدؤلي
وإذا طلبت من الحوائج حاجة *** فادع الإله وأحسن الأعمالا
فليعطينك ما أراد بقدرة *** فهو اللطيف لما أراد فعالا
إن العباد وشأنهم وأمرهم *** بيد الإله يقلب الأحوالا
فدع العباد ولا تكن بطلابهم *** لهجاً تضعضع للعباد سؤالاً
*****
5- العجير السلولي في حسن الخلق مع الجارة
يبين الجار حين يبين عني *** ولم تأنس إليَّ كلاب جاري
وتظعن جارتي من جنب بيتي*** ولم تُسْتَرْ بستر من جداري
وتأمن أن أطالع حين آتي *** عليها وهي واضعة الخمار
كذلك هذي آبائي قديماً *** توارثه النِّجار عن النجار [ النجار : الأصل والحسب]
فهديي هديهم وهمُ افْتَلَوْني *** كما افْتُلي العتيق من المهار
افتلي: العزل يعني الفطام , والمعنى فطموني عن جهل الصبا , والعتيق الفرس الرائع الكريم
**************
6- أحمد بن محمد بن أبي محمد اليزيدي
إني امرؤ أعذر إخواني *** في تركهم بري وإتياني
لأنه لا لهو عندي ولا *** لي اليوم جاهٌ عند سلطان
وأكثر الإخوان في دهرنا *** أصحاب تمييز ورجحان
فمن أتاني منعما مفضلا *** فشكره عندي شكران
ومن جفاني لم يكن لومه *** عندي ولا تعنيفه شاني
أعفو عن السيء من فعلهم *** وأُتبع الحسنى بإحسان
حسبُ صديقي أنه واثق *** مني بإسراري وإعلاني
************
7- ...
أخي ما بال قلبك ليس ينقى *** كأنك لا تظن الموت حقا
ألا يا بن الذين فنوا وبادوا *** أما والله ما ذهبوا لتبقى
وما للنفس عندك من مقام *** إذا ما استكملت أجلاً ورزقا
وما أحد بزادك منك أحظى *** ولا احد بذنبك منك أشقى
ولا لك غير تقوى الله زاد *** إذا جعلتَ إلى اللهوات ترقى
******************
8- ...
أية نارٍ قدح القادح *** وأي جدٍ بلغ المازح
لله در الشيب من واعظ *** وناصح لو ح الناصح
يأبى الفتى إلا اتباع الهوى *** ومنهج الحق له واضح
فاعمد بعينيك إلى نسوةٍ*** مهورهن العمل الصالح
لا يجتلي العذراء في خدرها *** إلا امرؤ ميزانه راجح
من اتقى الله فذاك الذي *** سيق إليه المتجر الرابح
فاغد فما في الدين أغلوطة *** ورح بما أنت له رائح
********************
9- ...
يارب إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بأن عفوك أعظمُ
إن كان لا يرجوك إلا محسن *** فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا *** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا *** وجميل ظني ثم إني مسلمُ
***************
10- ...
إني رضيت أبا حفص وصاحبه *** كما رضيت عتيقا صاحب الغار
وقد رضيت عليا قدوة علما *** وما رضيت بقتل الشيخ في الدار
كل الصحابة عندي فاضل علم *** فهل علي بهذا القول من عار
إن كنت تعلم إني لا أحبهم *** إلا لوجهك فاعتقني من النار
******************
11- الحسن بن هانئ أبو نواس
يا نواسي توقر *** وتعزى وتصبر
إن يكن ساءك دهر *** فلما سرك أكثر
ياكبير الذنب عفو الـ *** ـله من ذنبك أكبرْ
أكبر الأشياء في أصــ *** ــغر عفو الله يصغر
ليس للإنسان إلا *** ما فضى الله وقدر
ليس للمخلوق تدبيـ *** ـرٌ بل الله المدبر
**********************
12- ينسب لأبي العتاهية
اصبر لكل مصيبة وتجلد *** واعلم بأن المرء غير مخلد
أوما ترى أن المصائب جمة *** وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة *** هذا سبيل لست فيه بأوحد
فإذا ذكرتَ محمداً ومصابه *** فاذكر مصابك بالنبي محمد
******************
13- وأختم برثاء الصحابية الجليلة صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لابن أخيها سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ..
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** وكنت بنا براً ولم تكن جافياً
وكنت رحيماً هادياً ومعلماً *** ليبك عليك اليوم من كان باكياً
لعمرك ما أبكي النبي لفقده *** ولكن لما أخشى من الهرج آتياً
كأن على قلبي لذكر محمد *** وما خفت من بعد النبي المكاويا
أفاطم صلى الله رب محمد *** على حدث أمسى بيثرب ثاوياً
فدى لرسول الله أمي وخالتي *** وعمي وآبائي ونفسي وماليا
صدقت وبلغت الرسالة صادقاً *** ومت صليب العود أبلج صافياً
فلو أن رب الناس أبقى نبينا *** سعدنا ولكن أمره كان ماضياً
عليك من الله السلام تحية *** وأدخلت جنات من العدن راضياً
أرى حسناً أيتمته وتركته *** يبكي ويدعو جده اليوم ناعياً
**************************
والله الموفق ....
المفضلات