السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله الذي أعز الدين , وأعلى لواء المجاهدين ...
أبرم لهم خير الألوية , و ميزهم بنصرته , وعند الموت باصطفائه , وفضلهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما
والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وسيد الغر المحجلين وقائد كتائب الموحدين بأبي هو وأمي
كتب عليه القتال والتحريض , ووالذي نفسي بيده لو انفض عنه كل الناس لقاتل وحده ولنصره الله
فاللهم صل وسلم صلاة وسلاما دائمين كاملين تامين عليه وعلى اله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته الى يوم الدين ..... وبعد
ففي هذا الزمان الذي يشهد أحداثا غير أحادية المنشأ , فهي أقرب الى أوباما منها الى بوش , تتغير المفاهيم وتنقلب الركائز وتحوي الكلمات بين طياتها معان عجاف وقلما تجد أصلا مفهوما أو كلاما مؤصلا في تلك المعامع
وأصبح الحليم فعلا حيرانا , وصار المستقيم أعوجا ليس لأنه أحب الاعوجاج بل لسؤ احداثيات المستوى الذي يقطنه
وفي خضم هذه الدكادك وبين ثنايا تلك الهزاز تجد قلة قليلة لا تزال تحافظ أو ان شئت فقل تحفظ أصولها وثوابتها بحفظ الله لها
تكفل الشارع الحكيم بحفظ الشريعة السمحة وجعل من ضيع أصولها مضيعا لأصوله وركائزه مستحقا لهذا التخبط وذلك التيه
ومن المفاهيم التي ضاعت أو عميت أو أصلت بغيرما تأصيل , ( مفهوم زيغة الحكيم) !!!
روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يقول لأصحابه :
وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلال على لسان الحكيم .
قال الراوي : وما يدريني أن الحكيم قد يقول كلمة ضلال
فقال: ( بلى , اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال فيها ماهذه ولا يثنك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع وتلق الحق اذا سمعته فإن على الحق نورا )
فتحصل من كلام معاذ رضي الله عنه هجر الأقوال الشاذة من كلام أهل العلم وتركها مع احترام العالم واجلاله وتوقيره وهي سنة مهجورة ينبغي العمل بها
ولا يخفى على ذي عينين ما آلت اليه الساحة الاسلامية من غريب أقوال وتبرير أفعال كلها من من مفهوم زيغة الحكيم
بل صار ذلك الزيغ عادة واعتناقه عبادة
وصار الناس به يتدينون وعنه ينافحون وعليه يوالون ومن أجله يبرؤون وله يخوضون المنايا والمنون .
فالحجاب عند بعضهم ... بدعة
ونصرة الكافرين على المؤمنين ....من الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة
والسحر ......... صار أمرا بمعروف
وحكم الردة .... محل نقاش
وتهنئة الكفار بأعيادهم ... محل نزاع بين أهل العلم
والولاء والبراء ..... لا يفيد علاقات متزنة مع الأعداء
أما عن بغض من بغض الصحابة رضي الله عنهم ... لا يخدم فقه الموازنات
والتشديد في الانكار على المبتدع ... هفوة سلفية
وعيد الأم وعيد الميلاد والمولد النبوي والعيد الوطني ... تحتاج الى مراجعة للنظر في بدعيتها
والموسيقى في خلفية النشرات الاخبارية ... لا بأس بها لأن ابن تيمية رحمه الله فرق بين السماع والاستماع
وكما قال بعضهم التدريس واجب ولا أستطيعه بدون تدخين فما لا يتم الواجب الا به صار واجبا
وصلاة المرأة بالرجال ... صار حسنا
وغيرها الكثير من المفاهيم المقلوبة والعقول المسلوبة
فهل نتبع كل ما شذ ؟!
رحم الله ابن عبد البر حينما قال معلقا على رجوع الحبر ابن عباس رضي الله عنه عن قوله في ربا الفضل : ( رجع ابن عباس أم لم يرجع , في السنة كفاية عن قول كل أحد ومن خالفها رد اليها , قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ردوا الجهالات الى السنة )
ولا شك ولا مراء , أن في الناس بقية من خير يدرؤون عن الدين ويدافعون عنه ويدعون اليه وينقونه مما شابه من هذه الترهات
فالدعاة الى الله هم بقية من ركب الدعوة الأولى تخلفوا عن بدر والقادسية ليأتوا في كهولة الزمن ليعيدوا الاسلام غضا طريا كما نزل
ومع هذه المقدمة الطويلة
وبعد هذا العرض السريع نطرح تساؤلنا :
لو قال قائل ما :يجوز للمرأة أن تجمع بين زوجين !!!
هل يعد قوله من زيغة الحكيم أم من الكفر البواح لأنه أحل ماحرم الله ؟
حتى هذه انقلب فيها الحق باطلا والباطل حقا
وانسلبت عقول العالمين عن التفكير فيها ولا أعلم لماذا ؟!
زيغة الحكيم ترد الى القران والسنة
والكفر البواح يوجب القتل ان صدر بعد اسلام
وبين الأمرين تفاوت أو ان شئت قل تفاوتا بين الأمرين
والان وبنظرة سريعة على الأحداث
غزة أرض ...... سنعتبرها امرأة كما قال هيكل ( ليس معنى استدلالي بكلام شخص أنني معجب بارائه )
فهل يجوز لها أن تجمع بين وزجين
المسلمين واليهود ؟
هل في هذا خلاف ؟!
هل هناك شك في أن الاعتراف بدولة اليهود وبأحقيتهم بديار المسلمين ومعاونتهم على ذلك من الكفر البواح وليس من زيغة الحكيم ؟
اذن لماذا انقلبت المفاهيم ؟! ولماذا تداخلت اللرؤى ؟!
هل لأننا نستحق الاعوجاج كالمستقيم الذي ترك احداثياته ؟!
اذن ماحكم من حارب اخواننا وفرح لفرح اليهود ؟!
هل يمكن الاتحاد مع من يفرحون بقتل اخواننا تحت أي ظرف ؟!
هل الشعب الفلسطيني كما يزعم هؤلاء أهم أم رب العالمين ( يذكرني بقول قائلهم : يجب أن نلزم المقاومة بالتهدئة وأكره العنف ولو كان الذي قال لنا أن نحارب هو رب العالمين )؟!
وتبقى الاجابات مفتوحة
وكما قال وحي القلم ... من أراد أن يفهم فسيفهم
كتبه :
أبو عبد الملك الدسوقي المصري
في الأول من صفر لعام 1430
يجوز النقل بغير استئذان ولاذكر المصدر
المفضلات