حكم الأغاني والموسيقى والرد على شبه المستحلين

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 1 من 15 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 281
  1. #1

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Thumbs up حكم الأغاني والموسيقى والرد على شبه المستحلين

    بسم الله الرحمن الرحيم {قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب }

    الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه المصطفى وآله المستكملين الشرفا، ثم أما بعد:

    يعيش أهل الإسلام في ظل هذا الدين حياة شريفة كريمة، يجدون من خلالها حلاوة الإيمان، وراحة اليقين والاطمئنان، وأنس الطاعة، ولذة العبادة، وتقف تعاليم هذا الدين حصنا منيعا ضد نوازع الانحراف وأهواء المنحرفين، تصون الإنسان عن نزواته، وتحميه من شهواته، وتقضي على همومه وأحزانه، فما أغنى من والى دين الله وإن كان فقيرا، وما أفقر من عاداه وإن كان غنيا.

    وإن مما يحزن المسلم الغيور على دينه أن يبحث بعض المسلمين عن السعادة في غيره، ويبحثون عن البهجة فيما عداه، يضعون السموم مواضع الدواء، طالبين العافية والشفاء في الشهوات والأهواء. ومن ذلك عكوف كثير من الناس اليوم على استماع آلات الملاهي والغناء، حتى صار ذلك سلواهم وديدنهم، متعللين بعلل واهية وأقوال زائفة، تبيح الغناء وليس لها مستند صحيح، يقوم على ترويجها قوم فتنوا باتباع الشهوات واستماع المغنيات.

    وكما نرى بعضهم يروج للموسيقى بأنها ترقق القلوب والشعور، وتنمي العاطفة، وهذا ليس صحيحا، فهي مثيرة للشهوات والأهواء، ولو كانت تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم.

    عباد الله من كان في شك من تحريم الأغاني والمعازف، فليزل الشك باليقين من قول رب العالمين، ورسوله صلى الله عليه وسلم الأمين، في تحريمها وبيان أضرارها، فالنصوص كثيرة من الكتاب والسنة تدل على تحريم الأغاني والوعيد لمن استحل ذلك أو أصر عليه، والمؤمن يكفيه دليل واحد من كتاب الله أو صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف إذا تكاثرت وتعاضدت الأدلة على ذلك. ولقد قال سبحانه و تعالى في كتابه العزيز: { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا }

    ونظرا لخطورة الأغاني، وأنها سبب من أسباب فتنة الناس وإفسادهم وخاصة الشباب منهم، أحببت أن أجمع لكم هذا البحث المختصر والذي يحتوي على موقف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأئمة أهل العلم من الغناء والموسيقى.
    وهذه المادة هي محاولة أردت بها خدمة دين الله عز وجل، ومنفعة المسلمين، سائلا الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وهو حسبنا و نعم الوكيل.

    أدلة التحريم من القرآن الكريم:
    قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } [سورة لقمان: 6]

    قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).

    قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } ، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم).

    وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان).

    ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقا على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".


    وقال تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا} [سورة الإسراء:64]
    جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".

    و قال الله عز وجل: { والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} [الفرقان: 72].
    وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: { والذين لا يشهدون الزور } قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
    وفي قوله عز وجل: { و إذا مروا باللغو مروا كراما } قال الإمام الطبري في تفسيره: { وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء }



    أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).

    وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).

    وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين: أولاهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.
    ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).

    وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة » (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).

    وقال صلى الله عليه و سلم: « صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة» (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)

    وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:« ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف» (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)

    قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر» (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).

    وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: « سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا» (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116).
    و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).


    أقوال أئمة أهل العلم:
    قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)، ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي. فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي). وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
    قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
    وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
    قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه. و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.

    قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان) وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فورا. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقا على مذهب الإمام أبو حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".

    وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سئل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".

    أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سئل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تقبل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.

    قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).

    قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان). وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولدا وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفا، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفا، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظورا ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن). ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع)

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).

    قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحدا عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علما وعملا، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:

    حب القرآن وحب ألحان الغنا

    في قلب عبد ليس يجتمعان
    والله ما سلم الذي هو دأبه

    أبدا من الإشراك بالرحمن
    وإذا تعلق بالسماع أصاره

    عبدا لكـل فـلانة وفلان


    و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.


    الاستثناء:
    ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).



    الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:
    قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)،

    وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).


    ابن حزم و إباحة الغناء
    من المعروف والمشهور أن ابن حزم رحمه الله يبيح الغناء، كما هو مذكور في كتابه المحلى.
    لكن الذي نريد أن ننبه عليه أن الناس إذا سمعوا أن ابن حزم أو غيره من العلماء يحللون الغناء، ذهب بالهم إلى الغناء الموجود اليوم في القنوات والإذاعات وعلى المسارح والفنادق وهذا من الخطأ الكبير. فمثل هذا الغناء لا يقول به مسلم، فضلا عن عالم؛ مثل الإمام الكبير ابن حزم. فالعلماء متفقون على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية.

    ونحن نعلم حال الغناء اليوم وما يحدث فيه من المحرمات القطعية، كالتبرج والاختلاط الماجن والدعوة السافرة إلى الزنى والفجور وشرب الخمور، تقف فيه المغنية *************** أو شبه *************** أمام العيون الوقحة والقلوب المريضة لتنعق بكلمات الحب والرومانسية. ويتمايل الجميع رجالا ونساء ويطربون في معصية الله وسخطه.

    ولذلك نقول: إن على من يشيع في الناس أن ابن حزم يبيح الغناء، أن يعرف إلى أين يؤدي كلامه هذا إذا أطلقه بدون ضوابط وقيود، فليتق الله وليعرف إلى أين ينتهي كلامه؟! وليتنبه إلى واقعه الذي يحيا فيه.

    ثم أعلم كون ابن حزم أو غيره يبيح أمرا جاء النص الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريمه لا ينفعك عند الله،
    قال سليمان التيمي رحمه الله: لو أخذت برخصة كل عالم، أو زلة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله.
    وقد قال الله جل وعلا: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [الحشر:7]،
    وقال أيضا: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [ النور:63].
    ولله در القائل:


    العلم قال الله قال رسوله إن صح


    والإجماع فاجهد فيه

    وحذار من نصب الخلاف جهالة





    بين الرسول وبين رأي فقيه





    أما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقى فهو كالأتى:
    صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم، في سفرهم وحضرهم، وفي مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق، قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال: « اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة » . فقالوا مجيبين: نحن الذين بايعوا محمدا، على الجهاد ما بقينا أبدا" (رواه البخاري 3/1043).

    وفي المجالس أيضا؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم، وينكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه" (مصنف ابن أبي شيبة 8/711).

    فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية، والنشيد في اللغة العربية: رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق (القاموس المحيط). وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر وضعها لنا أهل العلم وهي: عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد، عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته وتضييع الواجبات والفرائض لأجله، أن لا يكون بصوت النساء، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش، وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف. وأيضا يراعى أن لا يكون ذا لحن يطرب به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني.

    وللاستزادة يمكن مراجعة: كتاب الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، وكتاب السماع لشيخ الإسلام ابن القيم، وكتاب تحريم آلات الطرب للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.

    وختاما..
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان: "اعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق، ونباته فيه كنبات الزرع بالماء.

    فمن خواصه: أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، فإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغي، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كله، ويحسنه، ويهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها، ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح، فهو والخمر رضيعا لبان، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان..إلخ".

    فيا أيها المسلمون: نزهوا أنفسكم وأسماعكم عن اللهو ومزامر الشيطان، وأحلوها رياض الجنان، حلق القرآن، وحلق مدارسة سنة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، تنالوا ثمرتها، إرشادا من غي، وبصيرة من عمي، وحثا على تقى، وبعدا عن هوى، وحياة القلب، ودواء وشفاء، ونجاة وبرهانا، وكونوا ممن قال الله فيهم: { والذين هم عن اللغو معرضون }.
    وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم والبصيرة في أمرهم إنه قريب مجيب.
    و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..


    وأضيف كلام الأخ شحروري جزاه الله خيرا لما له من أهمية


    بسم الله الرحمن الرحيم

    و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلى على الظالمين ، و أصلي و أسلم و أبارك على أفضل الخلق سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    هذا الموضوع الثاني في المنتدى عن نفس الموضوع و حدث به نقاش مماثل انتهى بإغلاق الموضوع - على الراجح -
    فعندما نقول بالحرمة يأتي من الأخوة من يقول بأن الشيخ يوسف القرضاوي أحله
    تمنيت والله بأن يأتي من يقول بذلك بأدلة الشيخ و يطرحها علينا
    فبعد بحث قصير في الجوجل وصلت إلى بعض كلام الشيخ في كتابه
    و منها جملة مفتاحية :
    «والخلاصة ان الأحاديث التي استدل بها القائلون بالتحريم إما صحيح غير صريح، أو صريح غير صريح، ولم يسلم منها حديث صريح واحد مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح دليلاً للتحريم»
    فيكفي ردا ً على ذلك ، الحديث في البخاري الذي ذكره لنا صاحب الموضوع بارك الله فيه ، و قال الشيخ القرضاوي بأنه معلق و لكنه موصول بوصل البيهقي و الطبراني له و تصحيح الألباني للحديث في السلسلة الصحيحة
    فهذا حديث صحيح صريح عنى به الشيخ بأنه صريح غير صحيح
    و حديث آخر ذكره صاحب الموضوع
    وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:« ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف» (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
    فهذا حديث صحيح صريح و أنا متلهف لأقرأ ما كتب الشيخ عنه ، إن شاء الله الرحلة القادمة إلى الوطن أشتري الكتاب و أطلع عليه ^^
    ثم إن أحاديث النبي عليه الصلاة و السلام تكمّل بعضها فإن ورد أحدها بصورة غير صريحة ، صرّحها الصحيح منها !
    طبعا ً نحن هنا لم نناقش الأيات القرآنية المحكمة في تحريم الغناء
    ثم يبدأ الشيخ بفصل عنوانه : الأدلة من السنة الصحيحة على اباحة الغناء
    و ذكر منها أحاديث كثيرة لا نخالفه عليها و منها :
    حديث غناء الجاريتين في البيت النبوي : فعن عائشة رضي الله عنها ان ابا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بدفين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مستتر بثوبه فنهرهما أبوبكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه وقال «دعهما يا أبابكر فإنها أيام عيد» وفي رواية قالت «دخل عليّ أبوبكر وعندي جاريتان تغنيان بما تقاولت به الانصار يوم بعاث، فقال أبوبكر أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! وذلك في يوم عيد، فقال ر سول الله صلى الله عليه وسلم « يا ابا بكر ان لكل قوم عيداً وهذا عيدنا» والحديث في الصحيحين.
    لا أفهم حقيقة مقصد الشيخ ، هل هذا الحديث يبيح البيانو و الغيتار و المزمار و غيرها ؟!
    إن كانت الآيات و الأحاديث أتت بتحريم المعازف كافة ، و جاء حديث كهذا يبيح الغناء للجواري فالعيد ، هل معنى ذلك أن المعازف مباحة ؟!؟!
    الرد يأتي من صاحب الموضوع بارك الله فيه حيث قال : - و لعلنا لم نقرأ الموضوع أصلا ً فأمة أقرأ لا تقرأ-


    الاستثناء:
    ويستثنىمن ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليهالأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى اللهعليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربنبالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهدهيضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساءوالتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجالبالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضيالله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصارتغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبوبكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيدالفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذاعيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).
    و كل الأحاديث التي أطلعت عليها من كتاب الشيخ لا تتجاوز هذا الإستثناء
    أولا ً بأنهن نساء
    ثانيا ً في عيد أو عرس !

    لكن الصحابة رضوان الله عليهم لم يفعلوا شيئا ً من ذلك
    و صاحب الموضوع ذكر ذلك حيث قال

    الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:
    قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئةالاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيدوفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاقوالشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإنالصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسولالله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتينولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونهوتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقولوالأفهام" (مدارج السالكين)،

    وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعدبلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذمالغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).
    ثم ذكر الشيخ ضوابط الغناء : دعونا نقرأ معا ً
    <<الغناء بآلات أو بدونها مباح ولكن ضمن الشروط التالية :
    1ـ سلامة مضمون الغناء من المخالفة للشرع فلا يجوز التغني بما يناقض العقيدة الإسلامية أو يخالف اخلاقيات وتشريعات الإسلام، كتلك الأغنية التي تقول «الدنيا سيجارة وكأس».
    2ـ سلامة طريقة الأداء من التكسر والاغراء.. فطريقة الأداء التي تتعمد الاثارة والاغواء والتهييج للغريزة الجنسية تنقل الغناء من الحل إلى الحرمة.
    3ـ عدم اقتران الغناء بأمر محرم : كشرب الخمر، والخلاعة، والمجون.
    4ـ تجنب الاسراف في السماع، فالغناء ككل المباحات يجب ان يقيد بعدم الاسراف فيه، لقوله سبحانه وتعالى «ولاتسرفوا انه لا يحب المسرفين» «الاعراف 31».
    5ـ ما يتعلق بالمستمع فإذا كان هنالك نوع من الاغاني يثير في نفس شخص ما دواعي الفتنة ويجعل الجانب الحيواني يطغى على الجانب الروحي فيه، فعليه ان يجتنبه.>>
    فلا خلاف مع الشيخ إلا في نقطة واحدة ، و هي قوله : >>الغناء بآلات أو بدونها مباح ولكن ضمن الشروط التالية<<
    فالراجح تحريم الموسيقى و آلاتها ، و ذم الغناء المصاحب لها
    أما ما كان دون معازف ففيه تفصيل:
    للنساء في العرس و الفرح و العيد
    و للرجال ما يقال له الآن الإنشاد – مع قول بعض أهل العلم بتحرميه - بالشروط التي ذكرها الشيخ محمد صالح المنجد في فتواه في موقع الإسلام سؤال و جواب






    السؤال :


    ما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقي ؟؟


    الجواب :


    الحمد لله


    .جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة على إباحة إنشاد الشعر واستماعه ، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم ، في سفرهم وحضرهم ، وفي مجالسهم وأعمالهم ، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق ، قال :


    فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال :


    " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة "


    فقالوا مجيبين :


    نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا


    رواه البخاري 3/1043


    وفي المجالس أيضا ؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه " 8/711


    فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز ، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية ، والنشيد في اللغة العربية : رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق .


    وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر :


    عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد .


    عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته ، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله .


    أن لا يكون بصوت النساء ، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش .


    وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون .


    وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف .


    وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني ، وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن . والله ولي التوفيق .


    المراجع : فتح الباري 10/ 553 - 554 - 562 - 563


    مصنف ابن أبي شيبة 8/711


    القاموس المحيط 411


    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ محمد صالح المنجد


    وهذه إضافة أخرى للأخ الفاضل sharloc holmez


    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

    يبدو أن الكلام قد كثر في موضوع الغناء .

    بعيدا عن كل الإساءات و التجريحات بغض النظر من بدأ ومن قال و أنا قلت وهو قال و لماذا ...

    و ليكون النقاش هادفا ... ربما نختصر بعض الأفكار .

    أولا و قبل كل شيء ... هذه النقاط هي تلخيصي لكل مواضع النقاش هنا .

    1 -هل الأغاني تشمل الموسيقى الهادئة ( المعازف ) في التحريم أم أن الموسيقى الهادئة ( المعازف ) لها حكم آخر .
    2 -هل المقصود بالأغاني ( الماجن منها و المحرك للشهوة " المايع " ) فقط أم كل أنواع الغناء بما فيه الأناشيد .
    3 - ما هي مواضع و قيود الغناء المباح ؟
    4 - إن كنت اسمع الأغاني فهل لن أجد حلاوة القرآن أو لن أستمتع بالقرآن ؟
    5 - إذا اكانت الأغاني حرام فإن الأنيمي حرام أيضا !!
    6 - هل يمنعني سماع الأغاني من إنكارها أو إنكار حكمها !!
    7 - بعض العلماء قد أحلوا ( توضيح : لم يرد لفظ حلال على لسانهم أبدا بل قيدوا الإباحة ) الأغاني و الاستماع لها . ( مثل الشيخ القرضاي و الشيخ الغزالي و استدلوا بابن حزم في التفسير و تضعيف الأحاديث ... و علماء آخرون . )

    الأخ أناكوتا .
    الأخ أسامة .
    الأخ رونقة .
    ولكل من أراد أن يعلم الحق في هذا الأمر

    و أقول قبل كل شيء وفقني الله لأستطيع الإقتباس من قول أكثر العلماء . و أذكركم بقوله تعالى :

    (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)

    و أقول ثانيا :

    لقد تم إيراد كل من قول الأئمة الأربعة في المسأله بين الكره و التحريم مسبقا و لا يوجد من قال بالإباحة .
    من كتاب ابن الجوزي تلبيس إبليس .



    مدخل :

    قال المصنف رحمه الله وقد تكلم الناس في الغناء فأطالوا فمنهم من حرمه ومنهم من أباحه من غير كراهة ومنهم من كرهه مع الاباحة وفصل الخطاب أن نقول ينبغي أن ينظر في ماهية الشيء ثم يطلق عليه التحريم أو الكراهة أو غير ذلك والغناء اسم يطلق على أشياء منها غناء الحجيج في الطرقات فان أقواما من الأعاجم يقدمون للحج فينشدون في الطرقات أشعارا يصفون فيها الكعبة وزمزم والمقام وربما ضربوا مع إنشادهم بطبل فسماع تلك الأشعار مباح وليس إنشادهم إياها مما يطرب ويخرج عن الاعتدال وفي معنى هؤلاء الغزاة فإنهم ينشدون أشعارا يحرضون بها على الغزو وفي معنى هذا إنشاد المبارزين للقتال للاشعار تفاخرا عند النزال وفي معنى هذا أشعار الحداة في طريق مكة .



    قبل أن ندخل في إباحته أو تحريمه أو كرهه :

    نقول ينبغي للعاقل أن ينصح نفسه وإخوانه ويحذر تلبيس إبليس في إجراء هذا الغناء مجرى الأقسام المتقدمة التي يطلق عليها اسم الغناء فلا يحمل الكل محملا واحدا فيقول قد أباحه فلان وكرهه فلان فنبدأ بالكلام في النصيحة للنفس والاخوان فنقول معلوم أن طباع الآدميين تتقارب ولا تكاد تتفاوت فاذا ادعى الشاب السليم البدن الصحيح المزاج أن رؤية المستحسنات لا تزعجه ولا تؤثر عنده ولا تضره في دينه كذبناه لما نعلم من استواء الطباع فان ثبت صدقه عرفنا أن به مرضا خرج به عن حيز الاعتدال فان تعلل
    فقال إنما أنظر إلى هذه المستحسنات معتبرا فأتعجب من حسن الصنعة في دعج العينين ورقة الأنف ونقاء البياض قلنا له في أنواع المباحات ما يكفي في العبرة وههنا ميل طبعك يشغلك عن الفكرة ولا يدع لبلوغ شهوتك وجود فكرة فان ميل الطبع شاغل عن ذلك وكذا من قال ان هذا الغناء المطرب المزعج للطباع المحرك لها إلى العشق وحب الدنيا لا يؤثر عندي ولا يلفت قلبي إلى حب الدنيا الموصوفة فيه فانا نكذبه لموضع اشتراك الطباع ثم ان كان قلبه بالخوف من الله عز وجل غائبا عن الهوى لأحضر هذا المسموع الطبع وان كانت قد طالت غيبته في سفر الخوف وأقبح القبيح البهرجة ثم كيف تمر البهرجة على من يعلم السر وأخفى

    ثم ان كان الأمر كما زعم هذا الشخص فينبغي أن لا نبيحه إلا لمن هذه صفته والقوم قد أباحوه على الأطلاق للشاب المبتدىء والصبي الجاهل حتى قال أبو حامد الغزالي ان التشبيب بوصف الخدود والأصداغ وحسن القد والقامة وسائر أوصاف النساء الصحيح أنه لا يحرم

    قال المصنف رحمه الله فأما من قال اني لا اسمع الغناء للدنيا وإنما آخذ منه إشارات فهو يخطىء من وجهين أحدهما أن الطبع يسبق إلى مقصوده قبل أخذ الإشارات فيكون كمن قال اني أنظر إلى هذه المرأة المستحسنة لا تفكر في الصنعة والثاني انه يقل فيه وجود شيء يشار به إلى الخالق وقد جل الخالق تبارك وتعالى أن يقال في حقه أنه يعشق ويقع الهيمان به وإنما نصيبنا من معرفته الهيبة والتعظيم فقط وإذ قد أنتهت النصيحة فنذكر ما قيل في الغناء مذهب الامام أحمد أما مذهب أحمد رحمه الله فانه كان الغناء في زمانه إنشاد قصائد الزهد إلا أنهم لما كانوا يلحنونها اختلفت الرواية عنه فروى عنه ابنه عبد الله انه قال الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني وروى عنه اسماعيل بن اسحاق الثقفي أنه سئل عن استماع القصائد فقال أكرهه هو بدعة ولا يجالسون وروى عنه أبو الحارث أنه قال التغيير بدعة فقيل له أنه يرقق القلب فقال هو بدعة وروى عنه يعقوب الهاشمي التغيير بدعة محدث وروى عنه يعقوب بن غياث أكره التغيير وأنه نهى عن استماعه

    قال المصنف فهذه الروايات كلها دليل على كراهية الغناء قال أبو بكر الخلال كره أحمد القصائد لما قيل له انهم يتماجنون ثم روى عنه ما يدل على أنه لا بأس بها قال المرزوي سألت أبا عبيد الله عن القصائد فقال بدعة فقلت له انهم يهجرون فقال لا يبلغ بهم هذا كله

    قال المصنف وقد روينا أن أحمد سمع قوالا عند ابنه صالح فم ينكر عليه فقال له صالح يا أبت أليس كنت تنكر هذا فقال إنما قيل لي انهم يستعملون المنكر فكرهته فأما هذا فأني لا أكرهه قال المصنف رحمه الله قلت وقد ذكر أصحابنا عن أبي بكر الخلال وصاحبه عبد العزيز إباحة الغناء وإنما أشار إلى ما كان في زمانهما من القصائد الزهديات وعلى هذا يحمل ما لم يكرهه أحمد ويدل على ما قلت أن أحمد بن حنبل سئل عن رجل مات وترك ولدا وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال لا تباع على أنها مغنية فقيل له أنها تساوي ثلاثين ألف درهم ولعلها إذا بيعت ساذجة تساوي عشرين دينارا فقال لا تباع إلا على أنها ساذجة

    قال المصنف وإنما قال هذا لأن الجارية المغنية لا تغني بقصائد الزهديات بل بالأشعار المطربة المثيرة للطبع إلى العشق وهذا دليل على أن الغناء محظور إذ لو لم يكن محظورا ما أجاز تفويت المال على اليتيم وصار هذا كقول أبي طلحة للنبي «صلى الله عليه وسلم» عندي خمر لأيتام فقال أرقها فلو جاز استصلاحها لما أمره بتضييع أموال اليتامى وروى المرزوي عن أحمد بن حنبل أنه قال كسب المخنث خبيث يكسبه بالغناء وهذا لأن المخنث لا يغني بالقصائد الزهدية إنما يغنى بالغزل والنوح فبان من هذه الجملة أن الروايتين عن أحمد في الكراهة وعدمها تتعلق بالزهديات الملحنة فأما الغناء المعروف اليوم فمحظور عنده كيف ولو علم ما أحدث الناس من الزيادات مذهب الإمام مالك

    قال المصنف وأما مذهب مالك بن أنس رحمه الله فأخبرنا محمد بن ناصر نا أبو الحسين بن عبد الجبار نا أبو اسحاق البرمكي نا عبد العزيز بن جعفر ثنا أبو بكر الخلال وأخبرنا عاليا سعيد بن الحسن بن البنا نا أبو نصر محمد بن محمد الدبيثي نا أبو بكر محمد بن عمر الوراق نا محمد بن السري بن عثمان التمار قالا أخبرنا عبد الله بن أحمد عن أبيه عن اسحاق بن عيسى الطباع قال سألت مالك بن مالك بن أنس عن ما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال إنما يفعله الفساق

    أخبرنا هبة الله بن أحمد الحريري قال أنبأنا أبو الطيب الطبري قال أما مالك بن أنس فانه نهى عن الغناء وعن استماعه وقال إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له ردها بالعيب وهو مذهب سائر أهل المدينة إلا ابراهيم بن سعد وحده فانه قد حكى زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا مذهب أبي حنيفة وأما مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه أخبرنا هبة الله بن أحمد الحريري عن أبي الطيب الطبري قال كان أبو حنيفة يكره الغناء مع إباحته شرب النبيذ ويجعل سماع الغناء من الذنوب قال وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة إبراهيم والشعبي وحماد وسفيان الثوري وغيرهم لا أختلاف بينهم في ذلك قال ولا يعرف بين أهل البصرة خلاف في كراهة ذلك والمنع منه إلا ما روى عبيد الله بن الحسن العنبري أنه كان لا يرى به بأسا مذهب الشافعي وأما مذهب الشافعي رحمة الله عليه قال حدثنا اسماعيل بن أحمد نا احمد بن احمد الحداد نا أبو نعيم الأصفهاني ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا احمد بن محمد بن الحارث ثنا محمد بن إبراهيم بن جياد ثنا الحسن بن عبد العزيز الحروي قال سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول خلفت بالعراق شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغيير يشغلون به الناس عن القرآن

    قال المصنف رحمه الله وقد ذكر أبو منصور الأزهري المغيرة قوم يغيرون بذكر الله بدعاء وتضرع وقد سموا ما يطربون فيه من الشعر في ذكر الله عز وجل تغييرا كأنهم إذا شاهدوها بالألحان طربوا ورقصوا فسموا مغيرة لهذا المعنى وقال الزجاج سموا مغيرين لتزهيدهم الناس في الفاني من الدنيا وترغيبهم في الآخرة وحدثنا هبة الله بن احمد الحريري عن أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال قال الشافعي الغناء لهو مكروه يشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه شهادته قال وكان الشافعي يكره التعبير قال الطبري فقد أجمع علماء الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري وقد قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» عليكم بالسواد الأعظم فإنه من شذ شذ في النار وقال من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية

    قال المصنف قلت وقد كان رؤساء أصحاب الشافعي رضي الله عنهم ينكرون السماع وأما قدماؤهم فلا يعرف بينهم خلال وأما أكابر المتأخرين فعلى الانكار منهم أبو الطيب الطبري وله في ذم الغناء والمنع كتاب مصنف حدثنا به عنه أبو القاسم الحريري ومنهم القاضي أبو بكر محمد بن مظفر الشامي أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الانماطي عنه قال لا يجوز الغناء ولا سماعه ولا الضرب بالقضيب قال ومن أضاف الى الشافعي هذا فقد كذب عليه وقد نص الشافعي في كتاب أدب القضاء على أن الرجل إذا دام على سماع الغناء ردت شهادته وبطلت عدالته

    قال المصنف رحمه الله قلت فهذا قول علماء الشافعية وأهل التدين منهم وإنما رخص في ذلك من متأخريهم من قل علمه وغلبه هواه وقال الفقهاء من أصحابنا لا تقبل شهادة المغني والرقاص والله الموفق



    الأدلة على حرمة الغناء و كرهه .

    قال المصنف وقد استدل أصحابنا بالقرآن والسنة والمعنى فاما الإستدلال من القرآن فثلاث آيات الآية الأولى قوله عز وجل « ومن الناس من يشتري لهو الحديث » أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ويحيى بن علي قالا نا أبو محمد الصريفيني نا أبو بكر بن عبدان ثنا عبد الله بن منيع ثنا عبد الله بن عمر ثنا صفوان بن عيسى قال قال حميد الخياط أخبرنا عن عمار بن أبي معاوية عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء قال سألت ابن مسعود عن قول الله عز وجل « ومن الناس من يشتري لهو الحديث » قال هو والله الغناء أخبرنا عبد الله بن علي المقري ومحمد بن ناصر الحافظ قالا نا طراد بن محمد نا ابي بشران نا ابن صفوان ثنا أبو بكر القرشي ثنا زهير بن حرب ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس « ومن الناس من يشتري لهو الحديث » قال هو الغناء وأشباهه

    أخبرنا عبد الله بن محمد الحاكم ويحيى بن علي المدبر قالا نا أبو الحسين بن النقور نا ابن حياة ثنا البغوي ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن بن مسلم عن مجاهد
    «ومن الناس من يشتري لهو الحديث » قال الغناء أخبرنا ابن ناصر نا المبارك بن عبد الجبار نا أبو إسحاق البرمكي نا احمد بن جعفر بن مسلم نا احمد بن محمد الخالق ثنا أبو بكر المرزوي ثنا احمد بن حنبل ثنا عبده ثنا إسماعيل عن سعيد بن يسار قال سألت عكرمة عن لهو الحديث قال الغناء وكذلك قال الحسن وسعيد بن جبير وقتادة وإبراهيم النخعي

    الآية الثانية قوله عز وجل « وأنتم سامدون » أخبرنا عبد الله بن علي نا طراد بن محمد نا ابن بشران نا ابن صفوان ثنا أبو بكر القرشي ثنا عبيد الله بن عمر ثنا يحيى بن سعد عن سفيان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس « وأنتم سامدون » قال هو الغناء بالحميرية سمد لنا غنى لنا وقال مجاهد هو الغناء يقول أهل اليمن سمد فلان إذا غنى

    الآية الثالثة قوله عز وجل « واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك » أخبرنا موهوب بن احمد نا ثابت بن بندار نا عمر بن إبراهيم الزهري نا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي ثنا الحسين بن الكميت ثنا محمد بن نعيم بن القاسم الجرمي عن سفيان الثوري عن ليث عن مجاهد « واستفزز من استطعت منهم بصوتك » قال هو الغناء والمزامير أما السنة أخبرنا ابن الحصين نا ابن المذهب نا احمد بن جعفر نا عبد الله ابن احمد ثنى ابي ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أنه سمع صوت زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه وعدل راحلته عن الطريق وهو يقول يا نافع أتسمع فأقول نعم فيمضي حتى قلت لا فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق وقال رأيت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» سمع زمارة راع فصنع مثل هذا

    قال المصنف رحمه الله إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال فكيف بغناء أهل الزمان وزمورهم أخبرنا محمد بن ناصر نا المبارك ابن عبد الجبار نا الحسين بن محمد النصيبي ثنا إسماعيل بن سعيد بن سويد ثنا أبو بكر بن الأنباري ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار ثنا ابن ابي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن عمر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال نهى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» عن شراء المغنيات وبيعهن وتعليمهن وقال ثمنهن حرام وقرأ « ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين »

    أخبرنا عبد الله بن علي المقري نا أبو منصور محمد بن محمد المقرى نا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران نا عمر بن احمد بن عبد الرحمن الجمحي ثنا منصور بن أبي الأسود عن أبي الملهب عن عبيد الله بن عمر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال نهى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» عن بيع المغنيات وعن التجارة فيهن وعن تعليمهن الغناء وقال ثمنهن حرام وقال في هذا أو نحوه أو وقال شبهه نزلت علي « ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله » وقال ما من رجل يرفع عقيرة صوته للغناء إلا بعث الله له شيطانين يرتد فانه أعنى هذا من ذا الجانب وهذا من ذا الجانب ولا يزالان يضربان بأرجلهما في صدره حتى يكون هو الذي يسكت وروت عائشة رضي الله عنها عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال إن الله عز وجل حرم المغنية وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها ثم قرأ « ومن الناس من يشتري لهو الحديث » وروى عبد الرحمن بن عوف عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة وصوت عند مصيبة

    أخبرنا ظفر بن علي نا أبو علي الحسن بن احمد المقتدي نا أبو نعيم الحافظ نا حبيب بن الحسن بن علي بن الوليد ثنا محمد بن كليب ثنا خلف بن خليفة عن إبان المكتب عن محمد بن عبد الرحمن عن عطاء بن أبي رباح عن بن عمر قال دخلت مع رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فاذا ابنه إبراهيم يجود نفسه فأخذه رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فوضعه في حجره ففاضت عيناه فقلت يا رسول الله أتبكي وتنهانا عن البكاء فقال لست أنهي عن البكاء إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لعب ولهو ومزامير الشيطان وصوت عند مصيبة ضرب وجه وشق جيوب ورنة شيطان

    أخبرنا عبد الله بن علي المقري نا جدي أبو منصور محمد بن احمد الخياط نا عبد الملك بن محمد بن بشران ثنا أبو علي احمد بن الفضل بن خزيمة ثنا محمد بن سويد الطحان ثنا عاصم بن علي ثنا عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن نحام الثقة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي «صلى الله عليه وسلم» قال بعثت بهدم المزمار والطبل
    أخبرنا ابن الحصين نا أبو طالب بن عيلان نا أبو بكر الشافعي ثنا عبد الله ابن محمد بن ناجية ثنا عباد بن يعوق ثنا موسى بن عمير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي قال قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بعث بكسر المزامير

    أخبرنا أبو الفتح الكروجي نا أبو عامر الأزدي وأبو بكر العورجي قالا نا الجراحي ثنا المحبوبي ثنا الترمذي ثنا صالح بن عبد الله ثنا الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء فذكر منها إذا اتخذت القيان والمعازف

    قال الترمذي وحدثنا علي بن حجر نا محمد بن يزيد عن المستلم بن سعيد عن رميح الجذامي عن أبي هريرة قال قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» إذا اتخذ اتخذ الفىء دولا والأمانة مغنما والزكاةمغرما وتعلم لغير الدين وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع

    وقد روي عن سهل بن سعد عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال يكون في أمتي خسف وقذف
    ومسخ قيل يا رسول الله متى قال إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر
    أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري في كتاب السنن لابن ماجه قال نا أبو العباس أحمد بن محمد الأسدابادي نا أبو منصور المقومي نا أبو طلحة القاسم بن المنذر نا أبو الحسن بن ابراهيم القطان ثنا محمد بن يزيد بن ماجه ثنا الحسين بن أبي الربيع الجرجاني ثنا عبد الرزاق أخبرني يحيى بن العلاء أنه سمع مكحولا يقول أنه سمع يزيد بن عبد الله يقول أنه سمع صفوان بن امية قال كنا مع رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فجاء عمرو بن قرة فقال يا رسول الله إن الله عز وجل قد كتب على الشفوة فما أراني أرزق إلا من دفي بكفي فأذن لي في الغناء في غير فاحشة فقال له رسول الله «صلى الله عليه وسلم» لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة عين كذبت يا عدو الله لقد رزقك الله حلالا طيبا فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله ولو كنت تقدمت اليك لفعلت بك وفعلت قم عني وتب إلى الله عز وجل أما إنك لو قلت بعد التقدمة اليك ضربتك ضربا وجيعا وحلقت رأسك مثله ونفيتك من أهلك واحللت سلبك نهبة لفتيان المدينة فقام عمرو وبه من الشر والخزي مالا يعلمه إلا الله عز وجل فلما ولى قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» هؤلاء العصاة من مات منهم بغير توبة حشره الله عز وجل عريانا لا يستتر بهدبة كلما قام صرع

    وأما الآثار فقال ابن مسعود الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل وقال إذا ركب الرجل الدابة ولم يسم ردفه الشيطان وقال تغنه فان لم يحسن قال له تمنه ومر ابن عمر رضي الله عنه بقوم محرمين وفيهم رجل يتغنى قال ألا لا سمع الله لكم ومر بجارية صغيرة تغني فقال لو ترك الشيطان أحد لترك هذه وسأل رجل القاسم بن محمد عن الغناء فقال أنهاك عنه وأكرهه لك قال أحرام هو قال أنظر يا ابن اخي إذا ميز الله الحق من الباطل ففي أيهما يجعل الغناء

    وعن الشعبي قال لعن المغني والمغنى له أخبرنا عبد الله بن علي المقري ومحمد بن ناصر قالا نا طراد بن محمد نا أبو الحسين بن بشران نا أبو علي بن صفوان ثنا أبو بكر القرشي ثنى الحسين بن عبد الرحمن ثني عبد الله بن الوهاب قال أخبرني أبو حفص عمر بن عبيد الله الأرموي قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمان جل وعز فانه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه وقال فضيل بن عياض الغناء رقية الزنا وقال الضحاك الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب وقال يزيد بن الوليد يا بني أمية إياكم والغناء فانه يزيد الشهوة ويهدم المروءة وأنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر فان كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء فان الغناء داعية الزنا

    قال المصنف رحمه الله وأما المعنى فقد بينا أن الغناء يخرج الإنسان عن الاعتدال ويغير العقل وبيان هذا أن الإنسان اذا طرب فعل ما يستقبحه في حال صمته من غيره من تحريك رأسه وتصفيق يديه ودق الأرض برجليه إلى غير ذلك مما يفعله أصحاب العقول السخيفة والغناء يوجب ذلك بل يقارب فعله فعل الخمر في تغطية العقل فينبغي أن يقع المنع منه

    أخبرنا عمر بن ظفر نا جعفر بن أحمد نا عبد العزيز بن علي الأزجي نا ابن جهضم نا يحيى بن المؤمل ثنا أبو بكر السفاف ثنا أبو سعيد الخراز قال ذكر عند محمد بن منصور أصحاب القصائد فقال هؤلاء الفرارون من الله عز وجل لو ناصحوا الله ورسوله وصدقوه لافادهم في سرائرهم ما يشغلهم عن كثرة التلاقي
    أخبرنا محمد بن ناصر نا عبد الرحمن بن أبي الحسين بن يوسف نا محمد بن علي العبادي قال قال أبو عبد الله بن بطة العكبري سألني سائل عن استماع الغناء فنهيته عن ذلك وأعلمته أنه مما أنكرته العلماء واستحسنه السفهاء وإنما تفعله طائفة سموا بالصوفية وسماهم المحققون الجبرية أهل همم دنيئة وشرائع بدعية يظهرون الزهد وكل أسبابهم ظلمة يدعون الشوق والمحبة بإسقاط الخوف والرجاء يسمعونه من الأحداث والنساء ويطربون ويصعقون ويتغاشون ويتماوتون ويزعمون أن ذلك من شدة حبهم لربهم وشوقهم إليه تعالى الله عما يقوله الجاهلون علو كبيرا



    الشبه التي تعلق بها من أباحه ، على الترتيب الشبهة و الرد عليها :


    فمنها حديث عائشة رضي الله عنها أن الجاريتين كانتا تضربان عندها بدفين وفي بعض ألفاظه دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر أمزمور الشيطان في بيت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فقال رسول الله دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا وقد سبق ذكر الحديث ومنها حديث عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال النبي «صلى الله عليه وسلم» يا عائشة ما كان معهم من اللهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو وقد سبق ومنها حديث فضالة بن عبيد عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال الله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته قال ابن طاهر وجه الحجة أنه أثبت تحليل استماع الغناء إذ لا يجوز أن يقاس على محرم ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال ما أذن الله عز وجل لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن ومنها حديث حاطب عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال فصل ما بين الحلال والحرام الضرب بالدف .

    والجواب أما حديثا عائشة رضي الله عنها فقد سبق الكلام عليهما وبينا أنهم كانوا ينشدون الشعر وسمي بذلك غناء لنوع يثبت في الإنشاد وترجيع ومثل ذلك لا يخرج الطباع عن الاعتدال وكيف يحتج بذلك الواقع في الزمان السليم عند قلوب صافية على هذه الأصوات المطربة الواقعة في زمان كدر عند نفوس قد تملكها الهوى ما هذا إلا مغالطة للفهم أو ليس قد صح في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لو رأى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ما أحدث النساء لمنعهن المساجد وإنما ينبغي للمفتي أن يزن الأحوال كما ينبغي للطبيب أن يزن الزمان والسن والبلد ثم يصف على مقدار ذلك وأين الغناء بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث من غناء أمرد مستحسن بآلات مستطابة وصناعة تجذب اليها النفس وغزليات يذكر فيه الغزال والغزالة والخال والخلد والقد والاعتدال فهل يثبت هناك طبع هيهات بل ينزعج شوقا إلى المستلذ ولا يدعي أنه لا يجد ذلك إلا كاذب أو خارج عن حد الآدمية ومن أدعى أخذ الأشارة من ذلك إلى الخالق فقد استعمل في حقه ما لا يليق به على أن الطبع يسبقه إلى ما يجد من الهوى وقد أجاب أبو الطيب الطبري عن هذا الحديث بجواب آخر فأخبرنا أبو القاسم الحريري عنه أنه قال هذ الحديث حجتنا لأن أبا بكر سمى ذلك مزمور الشيطان ولم ينكر النبي «صلى الله عليه وسلم» على أبي بكر قوله وإنما منعه من التغليط في الإنكار لحسن رفعته ولا سيما في يوم العيد وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت ولم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء وقد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها

    قال المصنف رحمه الله وأما اللهو المذكور في الحديث الآخر فليس بصريح في الغناء فيجوز أن يكون إنشاد الشعر أو غيره وأما التشبيه بالاستماع إلى القينة فلا يمتنع أن يكون المشبه حراما فإن الإنسان لو قال وجدت للعسل لذة أكثر من لذة الخمر كان كلاما صحيحا وإنما وقع التشبيه بالاصغاء في الحالتين فيكون أحدهما حلالا أو حراما لا يمنع من التشبيه وقد قال عليه الصلاة والسلام أنكم لترون ربكم كما ترون القمر فشبه أيضا الرؤية بإيضاح الرؤية وإن كان وقع الفرق بأن القمر في جهة يحيط به نظر الناظر والحق منزه عن ذلك والفقهاء يقولون في ماء الوضوء لا ننشف الأعضاء منه لأنه أثر عبادة فلا يسن مسحه كدم الشهيد فقد جمعوا بينهما من جهة اتفاقهما في كونهما عبادة وان افترقا في الطهارة والنجاسة واستدلال ابن طاهر بأن القياس لا يكون إلا على مباح فقيه الصوفية لا علم الفقهاء وأما قوله يتغنى بالقرآن فقد فسره سفيان بن عيينة فقال معناه يستغني به وفسره الشافعي فقال معناه يتحزن به ويترنم وقال غيرهما يجعله مكان غناء الركبان إذا ساروا وأما الضرب بالدف فقد كان جماعة من التابعين يكسرون الدفوف وما كانت هكذا فكيف لو رأوا هذه وكان الحسن البصري يقول ليس الدف من سنة المرسلين في شيء
    وقال أبو عبيد القاسم بن سلام من ذهب به إلى الصوفية فهو خطأ في التأويل على رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وإنما معناه عندنا إعلان النكاح واضطراب الصوت والذكر في الناس

    قال المصنف رحمه الله قلت ولو حمل على الدف حقيقة على أنه قد قال أحمد بن جنبل أرجوا أن لا يكون بالدف بأس في العرس ونحوه وأكره الطبل

    أخبرنا عبد الله بن علي المقري نا نصر بن احمد بن النظر نا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله المؤدب ثنا الحسين بن اسماعيل المحاملي ثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة ثنا عمر بن مرزوق ثنا زهير عن أبي اسحق عن عامر بن سعد الجبلي قال طلبت ثابت بن سعد وكان بدريا فوجدته في عرس له قال واذا جوار يغنين ويضربن بالدفوف فقلت ألا تنهي عن هذا قال لا أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» رخص لنا في هذا أخبرنا عبد الله بن علي نا جدي أبو منصور محمد بن أحمد الخياط نا عبد الملك بن بشران ثنا أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة ثنا أحمد بن القاسم الطائي ثنا ابن سهم ثنا عيسى بن يونس عن خالد بن الياس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» اظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال يعني الدف

    قال المصنف رحمه الله وكل ما احتجوا به لا يجوز أن يستدل به على جواز هذا الغناء المعروف المؤثر في الطباع وقد احتج لهن أقوام مفتونون بحب التصوف بما لا حجة فيه فمنهم أبو نعيم الأصفهاني فانه قال كان البراء بن مالك يميل إلى السماع ويستلذ بالترنم

    قال المصنف رحمه الله وإنما ذكر أبو نعيم هذا عن البراء لأنه روى عنه أنه استلقى يوما فترنم فانظر الى هذا الاحتجاج البارد فان الإنسان لا يخلو من أن يترنم فأين الترنم من السماع للغناء المطرب
    وقد استدل لهم محمد بن طاهر بأشياء لولا أن يعثر على مثلها جاهل فيغتر لم يصلح ذكرها لانها ليست بشيء فمنها أنه قال في كتابه باب الاقتراح على القوال والسنة فيه فجعل الاقتراح على القوال سنة واستدل بما روى عمرو بن الشريد عن أبيه قال استنشدني رسول الله «صلى الله عليه وسلم» من شعر أمية فأخذ يقول هي هي حتى أنشدته مائة قافية وقال ابن طاهر باب الدليل على استماع الغزل قال العجاج سألت أبا هريرة رضي الله عنه طاف الخيالات فهاجا سقما فقال أبو هريرة رضي الله عنه كان ينشد مثل هذا بين يدي رسول الله «صلى الله عليه وسلم»

    قال المصنف رحمه الله فانظر إلى احتجاج ابن طاهر ما اعجبه كيف يحتج على جواز الغناء بانشاد الشعر وما مثله إلا كمثل من قال يجوز أن يضرب بالكف على ظهر العود فجاز أن يضرب بأوتاره أو قال يجوز أن يعصر العنب ويشرب منه في يومه فجاز أن يشرب منه بعد أيام وقد نسي أن إنشاد الشعر لا يطرب كما يطرب الغناء وقد أنبأنا أبو زرعة بن محمد بن طاهر عن أبيه قال أخبرنا أبو محمد التميمي قال سألت الشريف أبا علي بن أبي موسى الهاشمي عن السماع فقال ما أدري ما أقول فيه غير أني حضرت ذات يوم شيخنا أبا الحسن عبد العزيز بن الحارث التميمي سنة سبعين وثلاثمائة في دعوة عملها لأصحابه حضرها أبو بكر الأبهري شيخ المالكيين وأبو القاسم الداركي شيخ الشافعيين وأبو الحسن طاهر بن الحسين شيخ أصحاب الحديث وأبو الحسين ابن شمعون شيخ الوعاظ والزهاد وأبو عبد الله بن مجاهد شيخ المتكلمين وصاحبه أبو بكر بن الباقلاني في دار شيخنا أبي الحسن التميمي شيخ الحنابلة فقال أبو علي لو سقط السقف عليهم لم يبق بالعراق من يفتي في حادثة بسنة ومعهم أبو عبد الله غلام وكان يقرأ القرآن بصوت حسن فقيل له قل شيئا فقال وهم يسمعون
    خطت أناملها في بطن قرطاس *** رسالة بعبير لا بأنفاس
    أن زر فديتك قف لي غير محتشم *** فان حبك لي قد شاع في الناس
    فكان قولي لمن أدى رسالتها *** قف لي لأمشي على العينين والرأس
    قال أبو علي فبعدما رأيت هذا لا يمكنني أن أفتي في هذه المسألة بحظر ولا أباحة

    قال المصنف رحمه الله وهذه الحكاية ان صدق فيها محمد بن طاهر فان شيخنا ابن ناصر الحافظ كان يقول ليس محمد بن طاهر بثقة حملت هذه الأبيات على أنه أنشدها لا أنه غنى بها بقضيب ومخدة اذ لو كان كذلك لذكره ثم فيها كلام مجمل قوله لا يمكنني أن أقول فيها بحظر ولا أباحة لأنه ان كان ان كان مقلدا لهم فينبغي أن يفتي بالأباحة وان كان ينظر في الدليل فيلزمه مع حضورهم أن يفتي بالحظر ثم بتقدير صحتها أفلا يكون اتباع المذهب أولى من اتباع أرباب المذاهب وقد ذكرنا عن أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رضوان الله عليهم أجمعين ما يكفي في هذا وشيدنا ذلك بالأدلة

    وقال ابن طاهر في كتابه باب إكرامهم للقوال وإفرادهم الموضع له واحتج بأن النبي «صلى الله عليه وسلم» رمى بردة كانت عليه الى كعب بن زهير لما أنشده بانت سعاد وإنما ذكرت هذا ليعرف قد رفقه هذ الرجل واستباطه وإلا فالزمان أشرف من أن يضيع بمثل هذا التخليط وأنبأنا أبو زرعة عن أبيه محمد بن طاهر نا أبو سعيد اسماعيل بن محمد الحجاجي ثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد المقري ثنا أبي ثنا علي بن أحمد ثنا محمد بن العباس بن بلال قال سمعت سعيد بن محمد قال حدثني ابراهيم بن عبد الله وكان الناس يتبركون به قال حدثنا المزني قال مررنا مع الشافعي وابراهيم بن اسماعيلي على دار قوم وجارية تغنيهم
    خليلي ما بال المطايا كأننا *** نراها على الأعقاب بالقوم تنكص
    فقال الشافعي ميلوا بنا نسمع فلما فرغت قال الشافعي لابراهيم أيطربك هذا قال لا قال فما لك حس
    قال المصنف رحمه الله قلت وهذا محال على الشافعي رضي الله عنه وفي الرواية مجهولون وابن طاهر لا يوثق به وقد كان الشافعي أجل من هذا كله ويدل على صحة ما ذكرناه ما أخبرنا به أبو القاسم الحريري عن أبي الطيب الطبري قال أما سماع الغناء من المرأة التي ليست بمحرم فان أصحاب الشافعي قالوا لا يجوز سواء كانت حرة أو مملوكة قال وقال الشافعي وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته ثم غلظ القول فيه فقال وهو دياثة

    قال المصنف رحمه الله وإنما جعل صاحبها سفيها فاسقا لأنه دعا الناس إلى الباطل ومن دعا إلى الباطل كان سفيها فاسقا

    قال المصنف رحمه الله قلت وقد أخبرنا محمد بن القاسم البغدادي عن أبي محمد التميمي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال اشترى سعد بن عبد الله الدمشقي جارية قوالة للفقراء وكانت تقول لهم القصائد
    قال المصنف رحمه الله قلت وقد ذكر أبو طالب المكي في كتابه قال أدركنا مروان القاضي وله جوار يسمعن التلحين قد أعدهن للصوفية قال وكانت لعطاء جاريتان تلحنان وكان اخوانه يسمعون التلحين منهما
    قال المصنف رحمه الله قلت أما سعد الدمشقي فرجل جاهل والحكاية عن عطاء محال وكذب وان صحت الحكاية عن مروان فهو فاسق والدليل على ما قلنا ما ذكرنا عن الشافعي رضي الله عنه وهؤلاء القوم جهلوا العلم فمالوا إلى الهوى وقد أنبأنا زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو عثمان الصابوني وأبو بكر البيهقي قالا أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري قال أكثر ما التقيت أنا وفارس بن عيسى الصوفي في دار أبي بكر الابريسمي للسماع من هزارة رحمها الله فانها كانت من مستورات القوالات
    قال المصنف قلت وهذا أقبح شيء من مثل الحاكم كيف خفي عليه أنه لا يحل له أن يسمع من امرأة ليست بمحرم ثم يذكر هذا في كتاب تاريخ نيسابور وهو كتاب علم من غير تحاش عن ذكر مثله لقد كفاه هذا قد حافى عدالته

    قال المصنف رحمه الله فان قيل ما تقول فيما أخبركم به اسماعيل بن احمد السمرقندي نا عمر بن عبد الله نا أبو الحسين بن بشران نا عثمان بن احمد نا حنبل بن اسحاق ثنا هرون بن معروف ثنا جرير عن مغيرة قال كان عون بن عبد الله يقص فاذا فرغ أمر جارية له تقص وتطرب قال المغيرة فأرسلت اليه أو أردت أن أرسل اليه إنك من أهل بيت صدق وأن الله عز وجل لم يبعث نبيه «صلى الله عليه وسلم» بالحمق وان صنيعك هذا صنيع أحمق فالجواب أنا لا نظن بعون أنه أمر الجارية أن تقص على الرجال بل أحب أن يسمعها منفردا وهي ملكه فقال له مغيرة الفقيه هذا القول وكره أن تطرب الجارية له فما ظنك بمن يسمعن الرجال ويرقصهن ويطربهن وقد ذكر أبو طالب المكي أن عبد الله بن جعفر كان يسمع الغناء

    قال المصنف رحمه الله وإنما كان يسمع إنشاد جواريه وقد أردف ابن طاهر الحكاية التي ذكرها عن الشافعي وقد ذكرناها آنفا بحكاية عن أحمد بن جنبل رواها من طريق عبد الرحمن السلمي قال حدثنا الحسين بن احمد قال سمعت أبا العباس الفرغاني يقول سمعت صالح بن احمد بن حنبل يقول كنت أحب السماع وكان أبي أحمد يكره ذلك فوعدت ليلة ابن الخبازة فمكث عندي إلى أن علمت أن أبي قد نام وأخذ يغني فسمعت حس أبي فوق السطح فصعدت فرأيت أبي فوق السطح يسمع وذيله تحت أبطه يتبخطر على السطح كأنه يرقص

    قال المصنف رحمه الله هذه الحكاية قد بلفتنا من طرق ففي بعض الطرق عن صالح قال كنت أدعو ابن الخبازة القصائدي وكان يقول ويلحن وكان أبي في الزقاق يذهب ويجيء ويسمع اليه وكان بيننا وبينه باب وكان يقف من وراء الباب يستمع

    وقد أخبرنا بها أبو منصور القزاز نا أبو بكر احمد بن علي بن ثابت نا احمد بن علي بن الحسين النوري ثنا يوسف بن عمر القواس قال سمعت أبا بكر بن مالك القطيعي يحكي أظنه عن عبد الله بن احمد قال كنت ادعو ابن الخبازة القصائدي وكان يقول ويلحن وكان أبي ينهاني عن التغني فكنت إذا كان ابن الخبازة عندي أكتمه عن أبي لئلا يسمع فكان ذات ليلة عندي وكان يغني فعرضت لأبي عندنا حاجة وكنا في زقاق فجاء فسمعه يغني فتسمع فوقع في سمعه شيء من قوله فخرجت لأنظر فإذا بأبي ذاهبا وجائيا فرددت الباب فدخلت فلما كان من الغد قال لي يا بني إذا كان هذا نعم الكلام أو معناه

    قال المصنف رحمه الله وهذا ابن الخبازة كان ينشد القصائد الزهديات التي فيها ذكر الآخرة ولذلك استمع اليه احمد وقول من قال ينزعج فإن الإنسان قد يزعجه الطرب فيميل يمينا وشمالا وأما رواية ابن طاهر التي فيها فرأيته وذيله تحت أبطه يتبختر على السطح كأنه يرقص فإنما هو من تغيير الرواة وتغييرهم لا يظنونه المعنى تصحيحا لمذهبهم في الرقص وقد ذكرنا القدح في السلمي وفي ابن طاهر الراويين لهذه اللفظات وقد احتج لهم أبو طالب المكي على جواز السماع بمنامات وقسم السماع إلى أنواع وهو تقسيم صوفي لا أصل له وقد ذكرنا أن من أدعى أنه يسمع الغناء ولا يؤثر عنده تحريك النفس إلى لهوى فهو كاذب وقد أخبرنا أبو القاسم الحريري عن أبي طالب الطبري قال قال بعضهم انا لا نسمع الغناء بالطبع الذي يشترك فيه الخاص والعام قال وهذا تجاهل منه عظيم لأمرين
    أحدهما أنه يلزمه على هذا أن يستبيح العود والطنبور وسائر الملاهي لأنه يسمعه بالطبع الذي لا يشاركه فيه أحد من الناس فإن لم يستبح ذلك فقد نقض قوله وإن استباح فقد فسق
    والثاني أن هذا المدعي لا يخلو من أن يدعي أنه فارق طبع البشر وصار بمنزلة الملائكة فإن قال هذا فقد تخرص على طبعه وعلم كل عاقل كذبه إذا رجع إلى نفسه ووجب أن لا يكون مجاهدا لنفسه ولا مخالفا لهواه ولا يكون له ثواب على ترك اللذات والشهوات وهذا لا يقوله عاقل وإن قال أنا على طبع البشر المجبول على الهوى والشهوة قلنا له فكيف تسمع الغناء المطرب بغير طبعك أو تطرب لسماعه لغير ما غرس في نفسك

    اخبرنا ابن ناصر نا احمد بن علي بن خلف ثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا القاسم الدمشقي يقول سئل أبو علي الرودباري عمن سمع الملاهي ويقول هي لي حلال لأني قدوصلت إلى درجة لا تؤثر في اختلاف الاحوال فقال نعم قد وصل لعمري ولكن إلى سقر

    قال المصنف رحمه الله فإن قيل قد بلغنا عن جماعة أنهم سمعوا عن المنشد شيئا فأخذوه على مقصودهم فانتفعوا به قلنا لا ينكر أن يسمع الإنسان بيتا من الشعر أو حكمة فيأخذها إشارة فتزعجه بمعناها لا لأن الصوت مطرب كما سمع بعض المريدين صوت مغنية تقول
    كل يوم تتلون *** غير هذا بك أجمل
    فصاح ومات فهذا لم يقصد سماع المرأة ولم يلتفت إلى التلحين وإنما قتله المعنى ثم ليس سماع كلمة أو بيت لم يقصد سماعة كالاستعداد لسماع الأبيات المذكورة الكثيرة المطربة مع انضمام الضرب بالقضيب والتصفيق إلى غير ذلك ثم إن ذلك السامع لم يقصد السماع ولو سألنا هل يجوز لي أن أقصد سماع ذلك منعناه

    قال المصنف رحمه الله وقد احتج لهم أبو حامد الطوسي بأشياء نزل فيها عن رتبته عن الفهم مجموعها أنه قال ما يدل على تحريم السماع نص ولا قياس وجواب هذا ما قد أسلفناه وقال لا وجه لتحريم سماع صوت طيب فاذا كان موزونا فلا يحرم أيضا وإذا لم يحرم الآحاد فلا يحرم المجموع فان أفراد المباحات إذا اجتمعت كان المجموع مباحا قال ولكن ينظر فيما يفهم من ذلك فان كان فيه شيء محظور حرم نثره ونظمه وحرم التصويت به

    قال المصنف رحمه الله قلت وإني لأتعجب من مثل هذا الكلام فان الوتر بمفردة أو العود وحده من غير وتر لو ضرب لم يحرم ولم يطرب فاذا اجتمعا وضرب بهما على وجه مخصوص حرم وأزعج وكذلك ماء العنب جائز شربه وإذا حدثت فيه شدة مطربة حرم وكذلك هذا المجموع يوجب طربا يخرج عن الاعتدال فيمنع منه ذلك وقال ابن عقيل الأصوات على ثلاثة أضرب محرم ومكروه ومباح فالمحرم الزمر والناي والسرنا والطنبور والمعزفة والرباب وما ماثلها نص الإمام أحمد بن حنبل على تحريم ذلك ويلحق به الجرافة والجنك لأن هذه تطرب فتخرج عن حد الاعتدال وتفعل في طباع الغالب من الناس ما يفعله المسكر وسواء استعمل على حزن يهيجه أو سرور لأن النبي «صلى الله عليه وسلم» نهى عن صوتين أحمقين صوت عند نغمة وصوت عند مصيبة والمكروه القضيب لكنه ليس بمطرب في نفسه وإنما يطرب بما يتبعه وهو تابع للقول والقول مكروه ومن أصحابنا من يحرم القضيب كما يحرم آلات اللهو فيكون فيه وجهان كالقول نفسه والمباح الدف وقد ذكرنا عن أحمد أنه قال أرجوا أن لا يكون بالدف بأس في العرس ونحوه وأكره الطبل وقد قال أبو حامد من أحب الله وعشقه واشتاق إلى لقائه فالسماع في حقه مؤكد لعشقه
    قال المصنف رحمه الله قلت وهذا قبيح أن يقال عن الله عز وجل يعشق وقد بينا فيما تقدم خطأ هذا القول ثم أي توكيد لعشقه في قول المغنى
    ذهبي اللون تحسب من *** وجنتيه النار تقتدح

    قال المصنف رحمه الله قلت وسمع ابن عقيل بعض الصوفية يقول أن مشايخ هذه الطائفة كلما وقفت طباعهم حداها الحادي إلى الله بالأناشيد فقال ابن عقيل لا كرامة لهذا القائل إنما تحدى القلوب بوعد الله في القرآن ووعيده وسنة الرسول «صلى الله عليه وسلم» لأن الله سبحانه وتعالى قال « وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا » وما قال وإذا أنشدت عليه القصائد طربت فأما تحريك الطباع بالألحان فقاطع عن الله والشعر يتضمن صفة المخلوق والمعشوق مما يتعدد عنه فتنه ومن سولت له نفسه التقاط العبر من محاسن البشر وحسن الصوت فمفتون بل ينبغي النظر إلى المحال التي أحالنا عليها الإبل والخيل والرياح ونحو ذلك فانها منظورات لا تهيج طبعا بل تورث استعظاما للفاعل وإنما خدعكم الشيطان فصرتم عبيد شهواتكم ولم تقفوا حتى قلتم هذه الحقيقة وأنتم زنادقة في زي عباد شرهين في زي زهاد مشبهة تعتقدون أن الله عز وجل يعشق ويهام فيه ويؤلف ويؤنس به وبئس التوهم لأن الله عز وجل خلق الذوات مشاكلة لأن أصولها مشاكلة فهي تتوانس وتتألم بأصولها العنصرية وتراكيبها المثلية في الأشكال الحديثة فمن ههنا جاء التلاوم والميل وعشق بعضهم بعضا وعلى قدر التقارب في الصورة يتأكد الأنس والواحد منا يأنس بالماء لأن فيه ماء وهو بالنبات آنس لقربه من الحيوانية بالقوة النمائية وهو بالحيوان آنس لمشاركته في أخص النوع به أو أقربه إليه فأين المشاركة للخالق والمخلوق حتى يحصل الميل إليه والعشق والشوق وما الذي بين الطين والماء وبين خالق السماء من المناسبة وإنما هؤلاء يصورون الباري سبحانه وتعالى صورة تثبت في القلوب وما ذاك الله عز وجل ذاك صنم شكله الطبع والشيطان وليس لله وصف تميل إليه الطباع ولا تشتاق إليه الأنفس وإنما مباينة الإلهية للمحدث أوجبت في الأنفس هيبة وحشمة فما يدعيه عشاق الصوفية لله في محبة الله إنما هو وهم اعترض وصورة شكلت في نفوس فحجبت عن عبادة القديم فتجدد بتلك الصورة أنس فاذا غابت بحكم ما يقتضيه العقل أقلقهم الشوق اليها فنالهم من الوجد وتحرك الطبع والهيمان ما ينال الهائم في العشق فنعوذ بالله من الهواجس الرديئة والعوارض الطبيعية التي يجب بحكم الشرع محوها عن القلوب كما يجب كسر الأصنام نقد مسالك الصوفية في السماع

    قال المصنف رحمه الله وقد كان جماعة من قدماء الصوفية ينكرون على المبتدىء السماع لعلمهم بما يثير من قلبه أخبرنا عمر بن ظفر المقري نا جعفر بن أحمد نا عبد العزيز بن علي الأزجي ثنا بن جهضم ثني أبو عبد الله المقري ثنا عبد الله بن صالح قال قال لي جنيد إذا رأيت المريد يسمع السماع فاعلم أن فيه بقايا من اللعب

    أخبرنا أبو بكر بن حبيب نا أبو سعيد بن أبي صادق نا أبو عبد الله بن باكويه قال سمعت احمد بن محمد البردعي يقول سمعت أبا الحسين النوري يقول لبعض أصحابه إذا رأيت المريد يسمع القصائد ويميل إلى الرفاهية فلا ترج خيره

    قال المصنف رحمه الله هذا قول مشايخ القوم وإنما ترخص المتأخرون حب اللهو فتعدى شرهم من وجهين أحدهما سوء ظن العوام بقدمائهم لأنهم يظنون أن الكل كانوا هكذا والثاني أنهم جرأوا العوام على اللعب فليس للعامي حجة في لعبه إلا أن يقول فلان يفعل كذا ويفعل كذا



    الرد على الشيخ القرضاوي و الشيخ الغزالي .


    اقتباس:
    أولا قبل كل شيء هذه كلماتي أنا ... المفروض في الإسلام أن تأخذ بالاجماع و ليس رأي الاثنين أو الثلاث .
    قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد

    عن النبي «صلى الله عليه وسلم» أنه قال اثنان خير من واحد وثلاثة خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة فعليكم بالجماعة فإن الله عز وجل لم يجمع أمتي إلا على الهدى

    رد الشيخ الحويني على فتوى القرضاوي :

    في بعض أسئلة متعلقة بدرس اليوم ، سؤالان عن حديث المعازف إللي في البخاري ، واحد بيقول يعني : هل البخاري فيه أحاديث ضعيفة؟!وذكر حديث المعازف إللي هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم << ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمروالمعازف >> وبيقول برضه إن الشيخ يوسف القرضاوي ضعف هذا الحديث!!!فإحنا بنقول لأخوانا إحنا في درس حديث ، وعلم الحديث لا يؤخذ إلا عن أهله!!إذا كان عايز ياخد عن الدكتور يوسف القرضاوي في الفقه مثلاً ماشي , لكن يعني لو إنتا هتقول هو ألصق بأي علم من العلمين دول مثلاً أقولك ألصق بالفقه مثلاً وفقهه في نظر وفيه كلام.

    هما كل إللي اتكلموا في حديث المعازف ده أخدوا كلام ابن حزم ، وابن حزم على جلالته لكنه كان ظاهرياً في كل شيء حتى في الحديث ، وله مشاكل في الحديث كثيرة ، ابن حزم لا يُؤخذ منه الحديث وزلاته في الحديث كثيرة مع سَعة فهمه وسَعة مَحفوظه ، ويقولك الحديث ده البخاري رواه معلقاً ، ماشي يا أخي هو المعلق ده لا يوجد موصولاً في مكان أخر ، ده البخاري يرويه عن شيخٍ من شيوخه لكنه لم يصرح بسماعه من شيخه يرويه عن هشام بن عمار وهشام بن عمار من شيوخ البخاري الذين لَقِيَهم وحدَّث عنهم ، لكن البخاري قال وقال هشام بن عمار ، كلمة وقال عند البخاري دي بيعتبروها من جملة المعلقات ، طالما البخاري لم يُصرح بتحديث كأن يقول حدثني بفروعها ، حدثني حدثنا ، أنبئني أنبئنا ، أخبرني أخبرنا ، أو يقول قال لي سماع ،البخاري لما يقول قال لي تساوي حدثني ، فالبخاري قال : وقال هشام بن عمار ، فقال كده معلق خلاص إيه المشكلة وُجد موصولاً وصله البيهقي وغيره انتهت المسألة دي ، فابن حزم يقول منقطع نقوله لأ مش منقطع معلق في البخاري ماشي موصول في غير البخاري ،ومعلقات البخاري موصوله كلها إنما الذي حدى بالبخاري أن يعلق الحديث الإختصار ،الحديث المعلق هو أن تحذف راوي أو اتنين أو تلاتة أو أربعه أوالسند كله من بدءالسند على التوالي ده اسمه الحديث المعلق ، يعني إنتا لما تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ده اسمه حديث إيه؟! اسمه معلق ليه؟!حذفت الإسناد من أوله وما أبقيت إلا طرفه الأعلى ،زي كدة الإسناد المعلق زي كدة ، ده إسناد هذه المسافة هنعتبرها إسناداً الإسناد له طرفين طرف دنيوي وطرف علوي الطرف الدنيوي هنا والطرف العلوي هنا ، فإحنا لو الإسناد ده هنقسمه مثلاً أربع طبقات كل مسافة طبقة ، البخاري مثلاً يقولك إيه؟!

    يقولك حدثنا أبو عاصم النبيل أهو ابو عاصم لحد هنا عن حريز بن عثمان عن عبد الله بن بسر ، يبقى السند ده كام طبقة ثلاثة مش كدة ، كدة متصل ولا لأ؟كدة متصل أهو ، لما نحذف أبا عاصم النبيل إللي هو لحد هنا ونقدر الحذف ده بكدة بقا منقطع من أوله ولا لأ؟!وبقا معلق ولا لأ؟!بقا معلق أهو ، فمعلق موصول من فوق ولكنه مقطوع من تحت من الجهة الدنيا ، ده اسمه إيه؟!اسمه الحديث المعلق إنك تحذف راوي من أول السند أو تحذف اتنين بس يكونوا على التوالي مش تحذف واحد وتثبت واحد وتحذف إللي بعديه لا ، تحذف واحد والتاني والتالت والرابع كله على التوالي ده اسمه الإسناد الإيه ؟ المعلق .

    طب البخاري كان بيعلق ليه؟إختصاراً قالك الحديث معروف باسناده عند أهل العلم وأنا مش عايز أطول الكتاب فيقوم الأحاديث التي يُمهد بها لفقه الباب كان يحذف إسنادها أوالآثار كان يحذف إسنادها من باب التخفيف لا أكثر ، فمعلقات البخاري كلها موصولة فلما ابن حزم يقولك ده منقطع بنقول لابن حزم لأ مش منقطع هذا معلق ووُجد موصولاً ، خلاص يبقى انتهت المسألة.

    فمسألة إن البخاري فيه أحاديث ضعيفة ولا لأ؟!الكلام ده لا يقدرهحق قدره إلا أهل العلم بالحديث ، لأن الحكم على الحديث فرع على الرواة ... على الكلام في الرواة ، يعني في واحد أنا وإنتا ممكن نختلف فيه إنتا تقولي الرجل ده صدوق وأنا أقولك كذاب بيحصل ولا لأ ؟ أنا بعتقد إنه كذاب لو روى لي حديثاً أقبله ؟طبعاً مش هقبله!!لو روى لك حديثاً إنتا هتقبله ، طيب قبول الأخبار من هذا الإنسان مبني على إيه؟مبني على حكم العلماء عليه ده يُقبل منه ولا يرد عليه ماشي .

    طب أنا هقولك على واقعة أكبر من كدة تخيل مثلاً ابن حزم لما سُئل عن الترمذي صاحب السنن تعرف يقول فيه إيه؟مجهول!!!بقى الترمذي مجهول!!محمد بن اسماعيل الصائغ مجهول!!الصفار مجهول!!ابن حزم أطلق لفظ التجهيل ده على رواه مشاهير ولذلك في ترجمة الترمذي من التهذيب شن عليه ابن حجرالغارة بسبب المسألة دي.

    فابن حزم لما يجي حديث من طريق الترمذي بيرده مثلاً على أساس إن الترمذي مجهول ، لكن إحنا عارفين مين الترمذي وعارفين إن هو ثقة فأناعرفت فإذا روى الترمذي حديثاً أنا أقبله ، فالعلماء لما بيختلفوا بقا في حكم على راوي بيختلفوا في قبول خبره ورده.

    كذلك الأمر بالنسبة للبخاري رحمه الله يأتي راوي مثلاً مُتَكلم فيه ، البخاري من أعلم الناس بحديثه إنتا لم تذكر أحاديث الراوي ده فإنتا متوقف في حديثه لكن أنا كرجل عالم بالراوي وعارف كويس صحيح أحاديثه من سقيمه خدت من أحاديثه وانتقيت ، تيجي ترد عليا وتقولي الحديث ده ضعيف ، ضعيف عندك أنت!!ولكن ليس ضعيفا عندي أنا هو صحيح ، وما من حديث اختلف فيه نظر البخاري مع غيره إلا وترجح نظر البخاري على نظر غيره ، رجل بهذه المثابة وهذه الذروة في الفهم في الحديث والفقه والحفظ شيء طبيعي أن يُرجح على غيره في الإختلاف . فلا يوجد في البخاري حديث ضعيف بالمعنى المنطبع في أذهان الجماهير إن حديث ضعيف يبقى ترميه لأ ،في أحاديث بعض أحاديث مش كلها طبعاً مختلف فيها بين البخاري وغير البخاري إحنا إذا حاققنا وحققنا ونظرنا وجدنا أن نظر البخاري أرجح مننظر غيره في هذا الأمر.

    عشان كدة لا يصلح أبداً أن يصرح إنسان كدة بهذا العنوان أن البخاري فيه أحاديث ضعيفة بل اتفق العلماء على صحة أحاديث الكتابين في الجملة .



    رد الشيخ الألباني على فتوى القرضاوي ( الاثنين ) . ( التي تتكلم عن تقيييد الإباحة في الأغاني و التي ضعف فيها الحديث الشريف )

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
    أما بعد فقد كنت وقفت سنة ( 1373 ه ) في مجلة " الإخوان المسلمون " المصرية العدد ( 11 ) بتاريخ ( 29 ) ذي العقدة من السنة المذكورة على استفتاء حول الموسيقى والغناء نصه :
    " أنا شاب مسلم وأقوم بشعائر الدين ( ومخلص جدا ) ولكن هناك شيء يستولي على نفسي وهو حب الموسيقى والغناء بالرغم أني أحفظ القران الكريم فهل هذه الهواية حرام ؟ " .
    فأجاب فضيلة الأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة بما نصه :
    " بالنسبة للغناء إذا لم يكن فيه ما يثير الغريزة الجنسية فإننا لا نجد موجبا لتحريمه وإن العرب كانوا يرجزون ويغنون ويضربون بالدف وورد في بعض الآثار الدعوة إلى الضرب بالدف في الزواج وقيل : ( فرق ما بين الحلال والحرام الدف ) ومثل ذلك الموسيقى . ونجد أنه لما دخل الغناء الفارسي بالألحان في عهد التابعين كانوا فريقين :
    فريقا يميل إلى الاستماع ولا يجد فيه ما يمس الدين كالحسن البصري .
    وفريقا لا يميل إليه ويجده منافيا للزهادة والورع كالشعبي .
    وعلى أي حال فإنه من المتفق عليه أنه ما دام لا يثير الغريزة الجنسية ولا يشغل عن ذكر الله وعن الصلاة فليس فيه ما يمس الدين "
    قلت أي الشيخ الألباني : وقد كنت كتبت وقتئذ ردا على هذه الفتوى لمخالفتها للأحاديث الصحيحة ومذهب جمهور العلماء وأرسلتها إلى المجلة ولكن حال دون نشره فيما يبدو تعطيل المجلة في عهد عبد الناصر ومنعها من الصدور .
    وفي هذه الفتوى على اختصارها من الأخطاء والأوهام المختلفة ما كنت أتصور أن الشيخ أكبر من أن يقع في مثلها فلا بد لي من بيانها مع الاختصار قدر الإمكان إلا فيما له صلة تامة بموضوع الرسالة فأقول :
    الأغاني والموسيقى :

    1 - الموجب لتحريم الغناء الأحاديث الصحيحة الثابتة في كتب السنة كما سيأتي بيانها مخرجة مصححة من العلماء في هذه الرسالة فهل الشيخ وهو من كبار علماء الأزهر يجهلها أم هو يتجاهلها كبعض تلامذته كما سيأتي ؟ أحلاهما مر

    2- إن القيد الذي شرعه من عنده : أن لا يثير الغريزة الجنسية وقد قلده فيه بعض تلامذته كالشيخ القرضاوي والغزالي وغيرهما فقال الأول كما سيأتي نقله عنه في هذه المقدمة مفصحا : " ولا بأس بأن تصحبه الموسيقى
    غير المثيرة " يعني الغناء
    فأقول : هذا القيد نظري غير عملي ولا يمكن ضبطه لأن ما يثير الغريزة يختلف باختلاف الأمزجة ذكورة وأنوثة شيخوخة وفتوة وحرارة وبرودة كما لا يخفى على اللبيب .
    وإني والله لأتعجب أشد العجب من تتابع هؤلاء الشيوخ الأزهريين على هذا القيد النظري فإنهم مع مخالفتهم للأحاديث الصحيحة ومعارضتهم لمذاهب الأئمة الأربعة وأقوال السلف يختلقون عللا من عند أنفسهم لم يقل بها أحد من الأئمة المتبوعين ومن آثارها استباحة ما يحرم من الغناء والموسيقى عندهم أيضا ولنضرب على ذلك مثلا قد يكون لأحدهم زوجة وبنون وبنات كالشيخ الغزالي مثلا الذي يصرح وقد يتباهى بأنه يستمع لأم كلثوم ومحمد بن عبد الوهاب الموسيقار ( ) وأضرابهما فيراه أولاده بل وربما تلامذته كما حكى ذلك هو في بعض كتاباته فهل هؤلاء يستطيعون أن يميزوا بعلمهم ومراهقتهم بين الموسيقى المثيرة فيصمون آذانهم عنها وإلا استمروا في الاستماع إليها تالله إنه لفقه لا يصدر إلا من ظاهري جامد بغيض أو صاحب هوى غير رشيد .
    لقد ذكرني هذا بتفريق المذهب الحنفي بين الخمر المتخذ من العنب فهو حرام كله لا فرق بين قليله وكثيره وبين الخمر المتخذ من غير العنب كالتمر ونحوه فلا يحرم منه عندهم إلا الكثير المسكر
    أما كيف التفريق عمليا بين القليل غير المسكر فيه والكثير المسكر وإن
    أمكن ذلك فمتى ؟ أقبل تعاطيه ؟ أم بعد أن يسكر ؟ فهذا مما سكتوا عنه وتركوا الأمر للشارب كما فعل مثل ذلك الشيوخ المشار إليهم من التفريق بين الموسيقى المثيرة المحرمة والموسيقى غير المثيرة المباحة فهل يقول بهذا من يؤمن بمثل قوله صلى الله عليه وسلم : " . . ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه " . وقوله صلى الله عليه وسلم : " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " إلى غير ذلك من نصوص الكتاب والسنة التي عليها قامت قاعدة " سد الذريعة " والتي تعتبر من كمال الشريعة وأشاد بها الشيخ القرضاوي نفسه في مقدمة كتابه " الحلال والحرام " ؟ وضرب لها ابن القيم عشرات الأمثلة من الكتاب والسنة فراجعها فإنها هامة .
    وأسوأ من هذا التفريق وذاك ما كنت قرأته في نشرة لحزب إسلامي معروف أنه يجوز للرجل أن يقبل المرأة الأجنبية عند السلام عليها وليس مصافحتها فقط بل وتقبيلها أيضا قالوا : ولكن بنية طيبة وبغير شهوة .
    فأعرض هؤلاء جميعا عن تطبيق تلك القاعدة العظيمة المدعمة بعشرات الأدلة مع إعراضهم عن الأدلة العامة كما لا يخفى بل خالفوا مثالا آخر لم يذكره ابن القيم وفيه رد عليهم في الصحيح هؤلاء في استباحتهم تقبيل الأجنبيات ومصافحتهن وأولئك في الاستماع لأغانيهن كالغزالي مع أم كلثوم واعتبر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم نوعا من الزنا فقال :
    " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة :
    فالعينان زناهما النظر .
    والأذنان زناهما الاستماع .
    واللسان زناه الكلام .
    واليدان زناهما البطش ( وفي رواية اللمس ) .
    والرجل زناها الخطا .
    [ والفم زناه القبل ] .
    والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه " .
    رواه مسلم وغيره .
    قلت : فتبين مما تقدم بطلان تقييد الشيخ ( أبو زهرة ) ومن قلده الموسيقى والغناء المحرم بما يثير الغريزة الجنسية وأن الصواب تحريم ذلك مطلقا لإطلاق الأحاديث الآتية ولقاعدة سد الذريعة .
    ونحوه في البطلان ما يأتي .

    3 - قوله : " وأن العرب كانوا يرجزون ويغنون ويضربون بالدف "
    فأقول : هذا باطل من وجوه يأتي بيانها ومن الواضح أنه يريد ب ( العرب ) السلف وحينئذ فتعبيره عنهم بهذا اللفظ تعبير قومي عصري جاهلي يستغرب جدا صدوره من شيخ أزهري فأقول :
    الوجه الأول : أنه كلام مرتجل لا سنام له ولا خطام لم يقله عالم من
    قبل فليضرب به عرض الحائط .
    الثاني : أنه إذا كان يعني به خاصتهم وعلماءهم كما هو مفروض فيه فهو باطل فإن المنقول عنهم خلاف ذلك .
    والشيخ غفر الله له كأنه حين يكتب لا يكون عنده خلفية علمية أو على الأقل لا يراجع كتابا من الكتب الفقهية أو بحثا خاصا فيها لأحد محققي الأمة كابن تيمية وابن قيم الجوزية شأنه في ذلك شأن تلميذه الغزالي وأمثاله وإلا فأين هو من قول ابن مسعود رضي الله عنه : " الغناء ينبت النفاق في القلب " وروي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح موقوف كما قال ابن القيم في " إغاثة اللهفان " ( 1 / 248 ) ولذلك خرجته في " الضعيفة " ( 2430 ) ومن قول ابن عباس رضي الله عنه : " الدف حرام والمعازف حرام والكوبة حرام والمزمار حرام " .
    أخرجه البيهقي ( 10 / 222 ) من طريق عبد الكريم الجزري عن أبي هاشم الكوفي عنه .
    قلت : وهذا إسناد صحيح إن كان ( أبو هاشم الكوفي ) هو ( أبو هاشم السنجاري ) المسمى ( سعدا ) فإنه جزري كعبد الكريم وذكروا أنه روى عنه لكن لم أر من ذكر أنه كوفي وفي " ثقات ابن حبان " ( 4 / 296 ) أنه سكن دمشق والله أعلم . . . " ومما ذكره أبو بكر الخلال في كتاب " الأمر بالمعروف " ( ص 27 ) : " ويروى عن الحسن قال : ليس الدفوف من أمر المسلمين في شيء وأصحاب عبد الله كانوا يشققونها " إلى غير ذلك مما هو مذكور في موضعه . وانظر ( ص 102 103 ) .
    الثالث : أن الذين كانوا يضربون بالدف إنما هم النساء لا الرجال وبمناسبة الزفاف وفي ذلك أحاديث كنت ذكرتها في كتابي " آداب الزفاف " ( ص 179 183 ) أو بمناسبة العيد كما في حديث عائشة الآتي في آخر هذه الرسالة ولهذا قال الحليمي كما في " شعب الإيمان " ( 4 / 283 ) :
    " وضرب الدف لا يحل إلا للنساء لأنه في الأصل من أعمالهن وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء " .

    4- قوله : " وورد في بعض الآثار . . " إلخ : تعبير غير دقيق فإنه يعني ب " الآثار " الأحاديث التي أشرت إليها آنفا وأسوأ منه قوله عقبه : " وقيل : ( فرق ما بين الحلال والحرام الدف ) " فإن " قيل " من صيغ التمريض عند العلماء وهو إنما يقال في كلام البشر وهذا حديث نبوي معروف فإن كان يريد بقوله المذكور تضعيفه فقد أخطأ مرتين رواية واصطلاحا أما رواية فالحديث حسن كما قال الترمذي وصححه الحاكم والذهبي وهو مخرج في المصدر المتقدم وفي " الإرواء " ( 7 / 50 51 ) وأما اصطلاحا فإنه إنما يقال في الحديث الضعيف : " روي " وليس " قيل " .
    وثمة خطأ آخر وهو قوله في الحديث : " فرق " وإنما هو عندهم بلفظ : " فصل " .
    فتأمل كم في كلام هذا الشيخ الأزهري من جهل بالحديث ومصطلحه فلا عجب من تلميذه الغزالي أن يصدر منه ما هو أعجب وأغرب كما سيأتي الأمر الذي يدل على أن الأزهر لم يكن له عناية بتدريس الحديث دراية ورواية وأكبر دليل على ذلك أننا لا نرى في هذا العصر محدثا معروفا مشهورا بآثاره ومؤلفاته تخرج من ( الأزهر الشريف ) ويكفينا تدليلا على ما أقول هذا الكلام الهزيل من شيخهم هذا الكبير والله المستعان .

    5- قوله : " ومثل ذلك الموسيقى " فأقول : هذا قياس وهو يدل على
    أن الشيخ كتلميذه الغزالي يرفض الأحاديث المحرمة لآلات الطرب ومنها حديث البخاري عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري قال :
    " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .
    ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون : ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة " أو أنه يقبلها ولكنه لا يحسن القياس لأنه لا قياس في مورد النص كما يقول علماء الأصول وهذا ما أستبعده كيف لا وقد ألف في " أصول الفقه " أو أنه من ( العقلانيين ) كتلميذه لا يقف أمامه أصل ولا فرع لا حديث ولا فقه إنما هي الأهواء تتجارى . . ومع ذلك يقول فيه الزركلي رحمه الله في كتابه " الأعلام " : " أكبر علماء الشريعة الإسلامية في عصره "

    6- قال : " . . فريقا يميل إلى الاستماع . . كالحسن البصري وفريقا لا يميل إليه كالشعبي "
    كذا قال الشيخ غفر الله له جعل الغناء المحرم قضية ذوقية محضة مثل كل المباحات كالأطعمة والأشربة من شاء فعل ومن شاء ترك ولم يكتف بهذا بل نسب إلى السلف خلاف الثابت عنهم فالحسن البصري بريء مما نسب إليه فقد روى ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " ( رقم 62 و63 منسوختي ) بإسنادين عنه قال :
    " صوتان ملعونان : مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة " .
    وقد صح هذا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في الرسالة إن شاء الله تعالى : ( الحديث الثاني ) ( ص 51 ) .
    وأما الشعبي فقد روى ابن أبي الدنيا أيضا ( رقم 55 ) بسند صحيح عنه :
    أنه كره أجر المغنية .
    وروى ( رقم 45 ) بسند صحيح عن القاسم بن سلمان وثقه ابن حبان عنه قال :
    " لعن المغني والمغنى له " .
    وروى ابن نصر في " قدر الصلاة " ( ق 151 / 2 ) بسند جيد عنه قال :
    " إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع " .
    فهل مثل هذا وذاك يقوله الشعبي بميله الشخصي ؟ فاللهم هداك .
    وأما قوله : " فمن المتفق عليه . . " فقد ظهر بطلانه مما سبق فلا نطيل الكلام بالرد عليه .



    إذا هذا هو رد العلماء على العلماء ... وليس ردي على العلماء ... فلك بعد هذا كله أن تجاوب على هذه الأسئلة التي عرضتها لك فوق بنفسك لأنك أنتَ من سيُعرض على ربك و ستحاسب على سماعك أو عدمه للأغاني أو للموسيقى أو لغيرها وليس هذا للحصر بل لكل شيء تفعله أنت من سيحاسب عليه فانظر ماذا تفعل ليجازيك ربك به .

    أرجو من الجميع قراءة هذا الرد و أرجو أيضا ممن يقرأ ردي أن يحاول ينسى ما سبق من أي شيء و يفكر بنفسه ما الخطأ و ما الصواب ... ولا يجاوب إلا إن لم يقتنع بهذا الرد .

    --------------------------------------------------------

    وهذه إضافة أخرى من الأخت الفاضلة rora2008

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك أخي الفاضل عثمان ونفع بك
    موضوع رائع جدا .. سأشارك فيه بحملة كانت على أحد المنتديات الإسلامية أتمنى الا أزعجك ..
    _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    الحمدلله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إلى أحبتنا في العقيدة ..وإلى حملة مشعل الأنبياء.. نهدي هذه الحملة في ظل هذه الحياة والفتن التي تواجهنا ضارعين إلى الله مبتهلين في جنح الظلام أن ينفع بها ويكتب لها القبول والأخلاص في الأرض وفي السماء
    وأن يطهر قلوبنا وأسماعنا من الفتن والأهواء.






    °° °° سَمُّــــــوهَـا أغاني °°


    كم هو محزن .. أن نرى نشيد اليوم قد لبس طوق الغناء
    فبعد أن كان صوت يشدو لرفع الهمم.. للإقبال على الله


    /


    °° °° سمــــــوها أغاني °°

    أصبحت الآن ديدن الصالحين إلا من رحم ربي
    تدرجت بالناس رويدا رويدا ..
    حتى ألفتها القلوب .. وقبلتها العقول
    فعميت عن حكمها ..
    وتجاهلت عواقبها

    //

    قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

    " أما ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية : فقد أُعطي أكثر مما يستحق من الوقت ، والجهد ، والتنظيم ، حتى أصبح فنّاً من الفنون ، وأقبل على استماعه كثير من الشباب والشابات ، حتى شغل كثيراً من وقتهم ،
    وأصبح استماعه يزاحم تسجيلات القرآن الكريم ، والسنَّة النبوية ، والمحاضرات ، والدروس العلميَّة المفيدة \".


    "
    "


    ماذا عن ...؟؟


    القلب الذي تعّود على القران يوما ..
    اشتكى من ألم دفين ..غفل صاحبه عن سببه ..
    لم يعد القلب مطمئنا كما كان سابقا
    فقد فارقه سماع القران..
    فلم يعد يجد لتدبره حلاوة
    ولسماعه طلاوة

    //


    قال الشيخ المنجد:-

    وقد لهث خلف هذه الأناشيد بعض أهل القرآن ممن وهبهم الله صوتاً رائعاً ، وقراءة خاشعة ، تحزن القلب ، وتدمع العين ، فلهث بعض هؤلاء إلى النشيد وأخرجوا إصدارات مشينة لا تليق بمقامهم


    /

    /


    ==للتحميل من هنا رابط مباشر==

    يتبع

    يــــا الله ..

    اطمأن الصالح .. لصلاحه
    وحسب أن الشيطان .. قد صُرف عنه
    لكن هيهــــــــات هيهــــــــــات
    فقد سلك الشيطان معه مسلكا أخر... ليوقع به


    دخل إلى قلوب بعض الصالحين من باب المباحات

    فأشغلهم بها .. وذكّر ضمائرهم بحلها

    فصدقوه ..

    حتى حاد بهم عن الطريق.. وهم عن ذلك غافلون

    _________________________________


    نداء مشفق صادق!!
    يا أخوتي .. ما بالكم ..
    تعلمون أن كثرة المباحات تؤدي إلى قسوة القلب
    فما بالكم لو دخل على المباح دنس الحرام ؟!!!

    نشيد اليوم .. ؟؟؟
    لبس طوق الغناء>>>> فاحذر
    فأثره على القلب كأثر الغناء


    أناشيد أم .. أغاني؟؟
    أغااااني >> فانتبه يا أخي

    لقلبك وتيقن

    واختبر قلبك وتفطن

    هل ما زال بالقران يتلذذ

    أم أصبح اللسان يتحرك به ويتعجل

    هجرت القران أم .. هو الذي هجرك
    فالقراااان فريد ,, لا يقبل شريك




    *********همسة ********

    لا تشغل قلبك بكثرة سماع الأنشاد.. فلن تجد الهدى والرشاد إلا في كتـــــــاب الله العظيم

    أخواني وأخواتي .. دعونا نتعاون لمواجهة هذه الفتنة التي

    نالت الصالحين منا قبل المقصرين ..

    /

    لنعد النظر في أنفسنا .. وفي ما نسمع ..

    ولنصرف عنا غير القرآن شاغلا..

    فالقرآن هو الأنس والرفيق الذي يرافقك في دنياك وآخرتك
    .. ولنتعاون على نشر الخير فالدال على الخير كفاعله..


    هنا بعض من التواقيع فلانبخل بوضعها بتواقيعنا ولاننسى احتساب الأجر ..












    ******


    وللجوال معنا نصيب في هذه الحملة "وسائط للجوال "فلا تبخل في نشرها



    ***


    ***


    ***





    *****



    وهذه بعض الفتاوى في حكم الأناشيد



    2-تحب الأناشيد الإسلامية وتأخذ كثيرا من وقتها؟
    يتبع

    ضوابط وشروط النشيد الجائز:

    وبتأمل كلام العلماء والمشايخ الثقات يمكننا جمع الضوابط والشروط الشرعية التي يجب تحققها حتى يكون النشيد جائزاً ، ومن ذلك
    :
    1. أن تخلو كلمات النشيد من الكلام المحرم والتافه .
    2. أن لا يصاحب النشيد معازف أو آلات موسيقية ، ولم يُبح من المعازف إلا الدف للنساء في أحوال معينة ،
    3. أن تخلو من المؤثرات الصوتية التي تشبه صوت الآلات الموسيقية ؛ لأن العبرة بالظاهر والأثر ، وتقليد الآلات المحرمة لا يجوز ، وخاصة أن أثرها السيئ هو نفسه الذي تحدثه الآلات الحقيقية .
    4. أن لا تكون الأناشيد ديدناً للمستمع ، وتستهلك وقته ، وتؤثر على الواجبات والمستحبات ، كتأثيرها على قراءة القرآن ، والدعوة إلى الله .
    5. أن لا يكون المنشد امرأة أمام الرجال ، أو رجلاً فاتنا في هيئته أو صوته ، أمام النساء .
    6. أن يتجنب سماع أصحاب الأصوات الرقيقة ، والمتكسرين في أدائهم ، والمتمايلين بأجسادهم ، ففي ذلك كله فتنة ، وتشبه بالفساق .
    7. تجنب الصور التي توضع على أغلفة أشرطتهم ، وأولى من ذلك : تجنّب ظهورهم بالفيديو كليب المصاحب لأناشيدهم ، وخاصة ما يكون من بعضهم من حركات مثيرة ، وتشبه بالمغنين الفاسقين .
    8. أن يكون القصد من النشيد الكلمات لا الألحان والطرب

    _____________________________________________



    ختــــــــــاماً ...


    /

    يقول سبحانه وتعالى :

    سورة الحديد ..

    يقول ابن مسعود رضي الله عنه :
    لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات ,,
    فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا ..
    فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول:
    ألم تسمع قول الله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ..

    فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا ..

    فهل شعرت - أخي وأختي - أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية..
    فهلم إلى باب الرحمن الرحيم وابكِ ندماً وحسره على مافرطت في جنب الله ..

    -----------------------------------------






    وهذه إضافة من صاحب الموضوع حتى يكون الموضوع جامعا، وذلك من كتاب الشيخ الفوزان : الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام ، ردا على شبه القرضاوي:

    مقدمة:
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين - وبعد‏:‏
    فمن المعلوم ما يجتازه المسلمون في عصرنا الحاضر من محن قاسية بسبب تيار الحضارة الغربية المسمومة وما يحمل إلينا من أخلاق وعادات يتنافى كثير منها مع أحكام ديننا فكان يجب على المسلمين عامة والعلماء منهم خاصة أن يقفوا من هذا التيار الخبيث موقف الدفاع عن دينهم ودحض شبهات المشبهين - ولكن يا للأسف نجد بعض مثقفينا وحملة الأقلام منا بدلا من أن يقفوا هذا الموقف المشرف راحوا يروجون لكثير من هذه الأباطيل الوافدة ويلتمسون المسوغات ولو على حساب الدين‏.‏ فصاروا يبحثون عن الأقوال الشاذة وأغلاط المجتهدين ليقيموا منها مستنداً لهم فيما يفعلون‏.‏
    ومن هذا الصنف صاحب كتاب الحلال والحرام فقد ضمن كتابه هذا كثيرا من هذا النوع‏.‏ وكنت قد نبهت على سقطاته في هذه الرسالة التي أقدمها للقراء في طبعتها الثانية
    - وقد سبقني إلى الرد عليه فضيلة الشيخ عبد الحميد طهماز فكتب في ذلك رسالة قيمة طبعت منذ عدة سنوات‏.‏ نقلنا منها جملا طيبة في هذا الرد وكذلك نجد دار الاعتصام عندما قامت بنشر الكتاب المذكور في طبعته الثامنة تفضلت مشكورة فأبدت تعقيبات وملاحظات عليه أرفقتها في آخره تبلغ أربعة عشر تعقيبا - وهي تعقيبات قيمة جزى الله من قام بها خير الجزاء - لأن هذا مما يقتضيه واجب النصيحة‏.‏
    وفي الختام أتقدم بوافر الشكر لله سبحانه ثم لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي قامت بنشر هذه الرسالة ضمن ما تنشر من كتب التراث النافع والبحوث القيمة - وفق الله القائمين عليها لما فيه نصر الإسلام ونفع المسلمين وأثابهم خير الثواب - والحمد لله رب العالمين - وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏
    المؤلف



    سلسلة الردود على من أباح الغناء والموسيقى:

    الرد المفحم رقم 1 :

    من كتاب الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ الفوزان ردا على القرضاوي.


    وردا على من يتعصب للقرضاوي ويترك قول ربه وقول رسوله صلى الله عليه وسلم.

    .................................................. ......................

    بحث المؤلف موضوع الغناء والموسيقى ابتداء من صحيفة ‏(‏218‏)‏ حتى صحيفة ‏(‏221‏)‏ وقد جانب الصواب في عدة مسائل‏:‏
    منها قوله‏:‏ ‏(‏ومن اللهو الذي تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب وتنعم به الآذان الغناء وقد أباحه الإسلام ما لم يشتمل على فحش أو خنا أو تحريض على إثم‏.‏ ولا بأس أن تصحبه الموسيقى غير المثيرة واستحبه في المناسبات السارة إشاعة للسرور وترويحا للنفوس وذلك كأيام العيد والعرس وقدوم الغائب وفي وقت الوليمة والعقيقة وعند ولادة المولود‏)‏‏.‏ اهـ‏.
    والملاحظ على هذه الجملة عدة أمور‏:‏
    الأمر الأول‏:‏ وصفه الغناء بأنه تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب وتنعم به الآذان وهو يريد بوصفه بهذه الأوصاف تحسينه للناس وترغيبهم في استماعه - فنقول له‏:‏ ليس الضابط في إباحة الشيء وحسنه مجرد كونه يحصل به راحة للنفوس وطرب للقلوب دون نظر إلى ما يترتب عليه من المفاسد وما يجر إليه من المضار ، وأكثر النفوس تميل إلى الباطل وتستريح إليه أفنقول إنه حلال ، كلا ، قال العلامة ابن القيم في مدارج السالكين ‏(‏1-491‏)‏‏:‏ فإن جهة كون الشيء مستلذا للحاسة ملائما لها لا يدل على إباحته ولا تحريمه ولا كراهته ولا استحبابه فإن هذه اللذة تكون فيها الأحكام الخمسة تكون في الحرام والواجب والمكروه والمستحب والمباح فكيف يستدل بها على الإباحة من يعرف شروط الدليل ومواقع الاستدلال وهل هذا إلا بمنزلة من استدل على إباحة الزنا بما يجده فاعله من اللذة وإن لذته لا ينكرها من له طبع سليم وهل يستدل بوجود اللذة والملاءمة على حل اللذيذ الملائم أحد وهل خلت غالب المحرمات من اللذات وهل أصوات المعازف التي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تحريمها وإن في أمته من سيستحلها بأصح إسناد وأجمع أهل العلم على تحريم بعضها وقال جمهورهم بتحريم جملتها إلا لذيذة تلذ السمع‏.‏ اهـ‏.‏
    وقال العلامة ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس‏:‏ اعلم أن سماع الغناء يجمع شيئين - أحدهما أنه يلهي القلب عن التفكير في عظمة الله سبحانه والقيام بخدمته ، والثاني‏:‏ أنه يميله إلى اللذات العاجلة التي تدعو إلى استيفائها من جميع الشهوات الحسية ومعظمها النكاح وليس تمام لذته إلا في المتجددات ولا سبيل إلى كثرة المتجددات من الحل فلذلك يحث على الزنا فبين الغناء والزنا تناسب من جهة أن الغناء لذة الروح والزنا أكبر لذات النفس ولهذا جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏الغناء رقية الزنا‏)‏‏.‏ اهـ‏.‏
    الأمر الثاني مما يلاحظ على المؤلف‏:‏ قوله عن الغناء‏:‏ ‏(‏وقد أباحه الإسلام ما لم يشتمل على فحش أو خنا أو تحريض على إثم‏)‏ فقد تخيل المؤلف خلو الغناء من هذه المفاسد وبنى على هذا التخيل الحكم بإباحته ونسب ذلك إلى الإسلام‏.‏ وهذا من المجازفة في القول ومن القول على الله بلا علم - لأن الواقع خلافه ، فاٍلإسلام ما أباح الغناء بل حرمه بأدلة كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى‏:‏ {‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ‏}الآيات ، قال العلامة ابن القيم رحمه الله‏:‏ ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود قال أبو الصهباء‏:‏ سألت ابن مسعود عن قوله تعالى‏:‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ‏} فقال‏:‏ والله الذي لا إله غيره هو الغناء يرددها ثلاث مرات‏.‏ وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء - إلى أن قال - ولا تعارض بين تفسير لهو الحديث بالغناء وتفسيره بأخبار الأعاجم وملوكهم وملوك الروم ونحو ذلك مما كان النضر بن الحارث يحدث به أهل مكة يشغلهم به عن القرآن وكلاهما لهو الحديث ولهذا قال ابن عباس‏:‏ لهو الحديث الباطل والغناء - فمن الصحابة من ذكر هذا ومنهم من ذكر الآخر ومنهم من جمعهما والغناء أشد لهوا وأعظم ضررا من أحاديث الملوك وأخبارهم فإنه رقية الزنا ومنبت النفاق وشرك الشيطان وخمرة العقل‏.‏ وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه - إذا عرف هذا فأهل الغناء ومستمعوه لهم نصيب من هذا الذم بحسب اشتغالهم بالغناء عن القرآن وإن لم ينالوا جميعه فإن الآيات تضمنت ذم استبدال لهو الحديث بالقرآن ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا وإذا يتلى عليه القرآن ولى مستكبرا كأن لم يسمعه كأن في أذنيه وقرا وهو الثقل والصمم وإذا علم منه شيئا استهزأ به فمجموع هذا لا يقع إلا من أعظم الناس كفرا وإن وقع بعضه للمغنيين ومستمعيهم فلهم حصة ونصيب من هذا الذم‏.‏ اهـ‏.‏ من إغاثة اللهفان ‏(‏1-258-259‏)‏‏.‏
    ومن أدلة السنة على تحريم الغناء قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولن ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة‏)‏ رواه البخاري محتجا به - قال ابن القيم‏:‏ وفي الباب عن سهل بن سعد الساعدي وعمران بن حصين وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وأبي أمامة الباهلي وعائشة أم المؤمنين وعلي بن أبي طالب وأنس بن مالك وعبد الرحمن بن سابط والغازي بن ربيعة - ثم ساقها - رحمه الله‏ فكيف يزعم المؤلف ( يقصد بالمؤلف الشيخ القرضاوي) مع هذا كله أن الإسلام أباح الغناء

    ------------------------------------------------

    الرد المفحم رقم 2:

    ذكر طرف من أقوال العلماء في تحريم الغناء


    ونذكر جملة من أقوال علماء الشريعة في حكم الغناء‏:‏


    ذكر الإمام القرطبي في تفسيره ‏(‏14-55-56‏)‏ عن الإمام مالك أنه قال في الغناء إنما يفعله عندنا الفساق‏.‏ قال وذكر أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال‏:‏ أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه وقال‏:‏ إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردها بالعيب وهو مذهب سائر أهل المدينة إلا إبراهيم بن سعد فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا - إلى أن قال‏:‏ قال أبو الطيب الطبري‏:‏ وأما مذهب أبي حنيفة فإنه يكره الغناء مع إباحته شرب النبيذ ويجعل سماع الغناء من الذنوب‏.‏ وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة - إبراهيم والشعبي وحماد والثوري وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك وكذلك لا يعرف بين أهل البصرة خلاف في كراهية ذلك والمنع منه إلا ما روي عن عبيد الله بن الحسن العنبري أنه كان لا يرى به بأسا‏.‏ قال‏:‏ وأما مذهب الشافعي فقال الغناء مكروه ويشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته - ثم ذكر القرطبي نقلا عن ابن الجوزي‏:‏ أن الإمام أحمد سئل عن رجل مات وخلف ولدا وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال‏:‏ تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية فقيل له إنها تساوي ثلاثين ألفا ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفا فقال لا تباع إلا أنها ساذجة‏.‏ قال أبو الفرج‏:‏ وإنما قال أحمد هذا لأن هذه الجارية المغنية لا تغني بقصائد الزهد بل الأشعار المطربة المثيرة إلى العشق وهذا دليل على أن الغناء محظور إذ لو لم يكن محظورا ما جاز تفويت المال على اليتيم وصار هذا كقول أبي طلحة للنبي صلى الله عليه وسلم عندي خمر لأيتام فقال أرقها فلو جاز استصلاحها لما أمر بتضييع مال اليتامى - قال الطبري‏:‏ فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏عليك بالسواد الأعظم‏)‏ ‏(‏ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية‏)‏‏.‏
    قلت‏:‏ما إباحه إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري من الغناء ليس هو كالغناء المعهود المثير للنفوس والباعث على الشوق والغرام المهلب لها من وصف الخد والعينين ورشاقة الشفتين‏.‏ تقعد المغنية أمام المذياع فتؤدي غناها بصوت رخيم يبعث على الوجد والأنات‏.‏ يسمع صوتها من بعد ومن قرب فحاشا هذين المذكورين أن يبيحا مثل هذا الغناء الذي هو في غاية الانحطاط ومنتهى الرذالة‏.‏
    ثم قال القرطبي‏:‏ قال أبو الفرج وقال القفال من أصحابنا لا تقبل شهادة المغني والرقاص‏.‏ قلت‏:‏ وإذ قد ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز وقد ادعى أبو عمر بن عبد البر الإجماع على تحريم الأجرة على ذلك وقد مضى في الأنعام عند قوله‏:‏ ‏{‏وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ‏} وحسبك‏.‏ اهـ كلام القرطبي وما ذكره في سورة الأنعام هو قوله ‏(‏7-3‏)‏ قال أبو عمر بن عبد البر في الكافي‏:‏ من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذ الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله‏.‏ أهـ

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ‏(‏30-215‏)‏ في أثناء كلام له على ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه مر براع معه زمارة فسد أذنيه‏.‏
    قال‏:‏ الوجه السادس أنه قد ذكر ابن المنذر اتفاق العلماء على المنع من إجارة الغناء والنوح فقال‏:‏ أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على إبطال النائحة والمغنية كره ذلك الشعبي والنخعي ومالك وقال أبو ثور والنعمان ويعقوب ومحمد‏:‏ لا تجوز الإجارة على شيء من الغناء والنوح وبه نقول‏.‏
    وقال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان ‏(‏1-245‏)‏ في ذكر أقوال العلماء في الغناء نقلا عما ذكره أبو بكر الطرطوشي في كتابه ‏(‏تحريم السماع‏)‏ قال‏:‏ أما مالك فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه وقال إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب وسئل مالك رحمه الله عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال إنما يفعله عندنا الفساق - قال‏:‏ وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك ولا نعلم خلافا أيضا بين أهل البصرة في المنع منه قال ابن القيم‏:‏ قلت‏:‏ مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب وقوله فيه أغلظ الأقوال وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف حتى الضرب بالقضيب وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة وأبلغ من ذلك أنهم قالوا إن السماع فسق والتلذذ به كفر هذا لفظهم ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه - قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض - وأما الشافعي فقال في كتاب أدب القضاء‏:‏ إن الغناء لهو مكروه يشبه الباطل والمحال ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله‏.‏ إلى أن قال ابن القيم وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه‏:‏ سألت أبي عن الغناء فقال الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني ثم ذكر قول مالك‏:‏ إنما يفعله عندنا الفساق‏.‏ اهـ فهذا حكم الغناء كما تراه وكما يدل على منعه الكتاب والسنة والإجماع إلا من شذ فلا يهولنك ما عليه كثير من الناس اليوم من استباحتهم له وتساهلهم في سماعه ونسبة من أنكره إلى الجمود والتحجر وصيرورته كالمضغة في الأفواه البذيئة فليقولوا ما شاءوا فهذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لم نكن ندعهما لقول قائل ولا إرضاء أحد من الناس كائنا من كان‏.‏

    وأما قول المؤلف‏:‏ ‏(‏ولا بأس أن تصحبه الموسيقى غير المثيرة‏)‏فمعناه إباحة شيء من المعازف والمزامير والملاهي التي جاء الحديث الصحيح بتحريمها كلها والوعيد لمن استباحها في قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف‏)‏ الحديث - والمعازف جمع معزفة ويقال معزف بكسر الميم وفتح الزاي فيهما قال الجوهري‏:المعازف الملاهي والعازف اللاعب بها والمغني وقد عزف عزفا‏.‏‏.‏ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ‏(‏11-576‏)‏‏:‏ مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام‏.‏ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير - والمعازف هي الملاهي كما ذكر أهل اللغة جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها أي يصوت بها ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا‏.‏ ا هـ‏.‏
    وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان ‏(‏1-277-278‏)‏‏:‏ فصل في بيان تحريم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصريح لآلات اللهو والمعازف وسياق الأحاديث في ذلك‏:‏ عن عبد الرحمن بن غنم قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏‏(‏ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف‏)‏ هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه محتجا به وعلقه تعليقا مجزوما به فقال‏:‏ ‏(‏باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه‏)‏ إلى أن قال ابن القيم‏:‏ ووجه الدلالة منه أن المعازف هي آلات اللهو كلها لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك ولو كانت حلالا لما ذمهم على استحلالها ولما قرن استحلالها باستحلال الخمر والخز - إلى أن قال‏:‏ وقال ابن ماجه في سننه حدثنا عبد الله بن سعيد عن معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن ابن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير‏)‏ وهذا إسناد صحيح وقد توعد مستحلي المعازف فيه بأن يخسف الله بهم الأرض ويمسخهم قردة وخنازير وإن كان الوعيد على جميع هذه الأفعال فلكل واحد قسط في الذم والوعيد‏.‏ ا هـ فتبين أنه لا يباح شيء من آلات اللهو لا موسيقى ولا غيرها والله أعلم‏.‏

    وقول المؤلف عن الغناء‏:‏إنه استحبه الإسلام في المناسبات الخ‏.‏‏.‏‏.‏
    لا ندري من أين أخذ هذا الاستحباب والإطلاق وغاية ما في الأمر الرخصة بإنشاد شيء من الشعر للنساء والجواري خاصة في مناسبات معينة - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ‏(‏11-565‏)‏‏:‏‏(‏ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال‏:‏‏(‏التصفيق للنساء والتسبيح للرجال‏)‏ ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ولما كان الغناء والضرب بالدف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ويسمون الرجال المغنين مخانيث وهذا مشهور في كلامهم ومن هذا الباب حديث عائشة رضي الله عنها لما دخل عليها أبوها رضي الله عنه في أيام العيد وعندها جاريتان تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏(‏أبمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معرضا بوجهه عنهما مقبلا بوجهه الكريم إلى الحائط فقال‏:‏ دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا أهل الإسلام‏)‏ ففي هذا الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاجتماع عليه ولهذا سماه الصديق مزمار الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم أقر الجواري في الأعياد كما في الحديث‏:‏ ‏(‏ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة‏)‏ وكان لعائشة لعب تلعب بهن ويجئن صواحباتها من صغار النسوة يلعبن معها‏.‏ وليس في حديث الجاريتين أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك والأمر والنهي إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا بما يحصل منها بغير الاختيار‏.‏ ا هـ‏.‏

    ----------------------------------------------------

    الرد المفحم رقم 3:

    الجواب عن الشبه التي تعلق بها المؤلف ( اي الشيخ يوسف القرضاوي) لإباحة الغناء


    ثم نقل المؤلف‏:‏ عن الغزالي أنه ذكر في كتاب الإحياء أحاديث غناء الجاريتين ولعب الحبشة في مسجده صلى الله عليه وسلم وتشجيع النبي صلى الله عليه وسلم لهم بقوله‏:‏ ‏(‏دونكم يا بني أرفدة‏)‏ وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة‏:‏ تشتهين أن تنظري ووقوفه حتى تمل هي وتسأم ولعبها بالبنات هي مع صواحبها - ثم قال فهذه الأحاديث كلها في الصحيحن وهي نص صريح في أن الغناء واللعب ليس بحرام - الخ ما نقل‏.‏


    والمؤلف موافق للغزالي في استدلاله بهذه الأحاديث على إباحة الغناء مطلقا لأنه ساق كلامه مستشهدا به ومقررا له ، ولا يخفى أن هذه الأحاديث لا تدل بوجه من الوجوه على إباحة الغناء وإليك بيان ذلك‏:‏
    أما حديث لعب الحبشة فليس فيه ذكر الغناء أصلا إنما فيه أنهم كانوا يلعبون بحرابهم ودرقهم وذلك جائز بل قد يكون مستحبا لما فيه من التدريب على استعمال آلات الحرب والتمرن على الجهاد‏.‏

    قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم ‏(‏6-184‏)‏ فيه جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد ويلتحق به ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد‏.‏ ا هـ‏.‏
    وقد ترجم عليه البخاري في صحيحه‏:‏ ‏(‏باب الحراب والدرق يوم العيد‏)‏
    قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ‏(‏2-304‏)‏ واستدل به على جواز اللعب بالسلاح على طريق التواثب للتدريب على الحرب والتنشيط عليه واستنبط منه جواز المثاقفة لما فيها من تمرين الأيدي على آلات الحرب‏.‏ ا هـ‏.‏
    هذا ما فهمه هؤلاء الأئمة الأجلاء من حديث لعب الحبشة وهو الذي دل عليه الحديث لا ما فهمه الغزالي والمؤلف‏.‏ والله أعلم

    وأما حديث غناء الجاريتين فلا دلالة فيه أيضا على إباحة الغناء لأنه يدل على وقوع إنشاد شيء من الشعر العربي في وصف الحرب من جاريتين صغيرتين في يوم عيد - قال العلامة ابن القيم في مدارج السالكين ‏(‏1-493‏)‏‏:‏ وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم فأين هذا من هذا ‏؟‏ والعجب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولا استماعهما أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام‏.‏ ا هـ‏.‏

    وقال ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس صفحة ‏(‏217‏)‏‏:‏ والظاهر من هاتين الجاريتين صغر السن لأن عائشة كانت صغيرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرب إليها الجواري فيلعبن معها - ثم ذكر بسنده عن أحمد بن حنبل أنه سئل أي شيء هذا الغناء قال غناء الركب‏:‏ أتيناكم أتيناكم ثم قال ابن الجوزي في صفحة ‏(‏229‏)‏ من الكتاب المذكور‏:‏ أما حديث عائشة رضي الله عنها فقد سبق الكلام عليهما وبينا أنهم كانوا ينشدون الشعر وسمي بذلك غناء لنوع يثبت في الإنشاد وترجيع ومثل ذلك لا يخرج الطباع عن الاعتدال وكيف يحتج بذلك في الزمان السليم عند قلوب صافية على هذه الأصوات المطربة الواقعة في زمان كدر عند نفوس قد تملكها الهوى ما هذا إلا مغالطة للفهم أوليس قد صح في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المساجد‏.‏ وإنما ينبغي للمفتي أن يزن الأحوال كما ينبغي للطبيب أن يزن الزمان والسن والبلد ثم يصف على مقدار ذلك وأين الغناء بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث من غناء أمرد مستحسن بآلات مستطابة وصناعة تجذب إليها النفس وغزليات يذكر فيها الغزال والغزالة والخال‏.‏ والخد والقد والاعتدال‏.‏ فهل يثبت هناك طبع هيهات بل ينزعج شوقا إلى المستلذ ولا يدعي أنه لا يجد ذلك إلا كاذب أو خارج عن حد الآدمية - إلى أن قال‏:‏ وقد أجاب أبو الطيب الطبري عن هذا الحديث بجواب آخر - فأخبرنا أبو القاسم الجريري عنه أنه قال‏:‏ هذا الحديث حجتنا لأن أبا بكر سمى ذلك مزمور الشيطان ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قوله إنما منعه من التغليظ في الإنكار لحسن رفعته لا سيما في يوم العيد وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت ولم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء وقد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها‏.‏ ا هـ‏.‏

    وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم ‏(‏6-182‏)‏ قال القاضي‏:‏ إنما كان غناؤهما بما هو من أشعار الحرب والمفاخرة بالشجاعة والظهور والغلبة وهذا لا يهيج الجواري على شر ولا إنشادهما لذلك من الغناء المختلف فيه إنما هو رفع الصوت بالإنشاد ولهذا قالت وليستا بمغنيتين أي ليستا ممن يتغنى بعادة المغنيات من التشويق والهوى والتعريض بالفواحش والتشبيب بأهل الجمال وما يحرك النفوس ويبعث الهوى والغزل كما قيل الغناء فيه الزنا وليستا أيضا ممن اشتهر وعرف بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن ولا ممن اتخذ ذلك صنعة وكسبا والعرب تسمي الإنشاد غناء‏.‏ ا هـ‏.‏

    وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ‏(‏2-442-443‏)‏‏:‏ واستدل جماعة من الصوفية بحديث الباب ‏(‏يعني حديث غناء الجاريتين‏)‏ على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة ويكفي في رد ذلك تصريح عائشة في الحديث الذي في الباب بعده بقولها‏:‏ ‏(‏وليستا بمغنيتين‏)‏ فنفت عنهما بطريق المعنى ما أثبته لهما اللفظ لأن الغناء يطلق على رفع الصوت وعلى الترنم الذي تسميه الأعراب النَّصْب بفتح النون وسكون المهملة وعلى الحداء ولا يسمى فاعله مغنيا‏.‏ وإنما يسمى بذلك من ينشد بتمطيط وتكسير وتهييج وتشويق بما فيه تعريض بالفواحش أو تصريح ، قال القرطبي‏:‏ قولها ‏(‏ليستا بمغنيتين‏)‏ أي ليستا ممن يعرف بالغناء كما يعرفه المغنيات المعروفات بذلك وهذا منها تحرز من الغناء المعتاد عند المشتهرين به وهو الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن - إلى أن قال‏:‏ وأما التفافه صلى الله عليه وسلم بثوبه ففيه إعراض عن ذلك لكون مقامه يقتضي أن يرتفع عن الإصغاء إلى ذلك لكن عدم إنكاره دال على تسويغ مثل ذلك على الوجه الذي أقره إذ لا يقر على باطل والأصل التنزه عن اللعب واللهو فيقتصر على ما ورد فيه النص وقتا وكيفية تقليلا لمخالفة الأصل - والله أعلم‏.‏ ا هـ‏.‏

    فاتضح من هذه النقول عن هؤلاء الأئمة في معنى هذا الحديث أنه لا يدل بوجه من الوجوه على ما ادعاه الغزالي والمؤلف القرضاوي من إباحة الغناء مطلقا والله أعلم‏.‏

    وقول المؤلف‏:‏وقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين أنهم استمعوا الغناء ولم يروا بسماعه بأسا‏.‏ هذا دعوى منه ونحن نطالبه بإبراز الأسانيد الصحيحة إلى هؤلاء الصحابة والتابعين بإثبات ما نسبه إليهم ‏ وأن هذا الغناء المنسوب إليهم استماعه هو من جنس ما يغني هؤلاء من إلهاب النفوس الباعث على الوجد والغرام والمشتمل على أوصاف المحاسن من النساء وأنى له ذلك ومجرد الدعوى لا يثبت به حكم



    والدعاوى إذا لم يقيموا بينات ** عليها أهلها أدعياء


    -----------------------------------------------



    الرد المفحم رقم4:



    اعتراض المؤلف ( القرضاوي) على أدلة تحريم الغناء والجواب عنه



    يلاحظ على المؤلف في هذا الموضوع قوله عن أدلة تحريم الغناء‏:‏ ‏(‏وأما ما ورد فيه من أحاديث نبوية فكلها مثخنة بالجراح لم يسلم منها حديث من طعن عند فقهاء الحديث وعلمائه‏)‏‏.‏



    ونجيب عن قوله هذا من عدة وجوه‏:‏



    الوجه الأول‏:‏ أن نقول إن أدلة تحريم الغناء ليست مقصورة على الأحاديث فقط بل هناك أدلة على تحريمه من القرآن الكريم منها قوله تعالى‏:‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ‏} الآية وقد تقدم الكلام عليها‏.‏ ومنها قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ‏} الآية عن مجاهد قال‏:‏ استزل منهم من استطعت‏.‏ قال وصوته الغناء والباطل‏.‏ قال ابن القيم في إغاثة اللهفان‏:‏ وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن إضافة الخيل والرجل إليه كذلك‏.‏ فكل متكلم في غير طاعة الله أو مصوت بيراع أو مزمار أو دف حرام أو طبل فذلك صوت الشيطان‏.‏ وكل ساع في معصية الله على قدميه فهو من رجله وكل راكب في معصية الله فهو من خيالته كذلك قال السلف كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس‏:‏ ‏(‏قال رجله كل رجل مشت في معصية الله‏.‏ ا هـ‏)‏



    ومنها قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ‏.‏ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ‏.‏ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ‏}‏ قال عكرمة عن ابن عباس السمود الغناء في لغة ************ يقال اسمدي لنا أي غني وقال عكرمة كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذه الآية وقال ابن كثير رحمه الله وقوله تعالى‏:‏{‏وَأَنتُمْ سَامِدُونَ‏} قال سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال‏:‏ الغناء - هي يمانية - اسمد لنا غن لنا وكذا قال عكرمة‏.‏ ا هـ إلى غير ذلك من الآيات‏.‏



    الوجه الثاني‏: أن نقول للمؤلف من هم فقهاء الحديث وعلماؤه الذين طعنوا في الأحاديث الواردة في تحريم الغناء سمهم لنا هل هم البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وأبو داود والترمذي والنسائي ويحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأمثالهم من أئمة الجرح والتعديل أم هم ناس غير هؤلاء ممن يبيح الغناء



    الوجه الثالث‏:أن نقول للمؤلف إن الأحاديث الواردة في تحريم الغناء ليست مثخنة بالجراح كما زعمت بل منها ما هو في صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله‏.‏ ومنها الحسن ومنها الضعيف وهي على كثرتها وتعدد مخارجها حجة ظاهرة وبرهان قاطع على تحريم الغناء والملاهي


    ---------------------------------------------




    الرد المفحم رقم 5:




    زعم المؤلف ( يوسف القرضاوي) أن العلماء ما حرموا الغناء إلا لاقترانه بمحرمات والجواب عنه

    ثم قال المؤلف‏:‏ وقد اقترن الغناء والموسيقى بالترف ومجالس الخمر والسهر الحرام مما جعل كثيرا من العلماء يحرمونه أو يكرهونه‏.‏‏.‏ الخ ما قال‏.‏
    وجوابنا عن ذلك أن نقول‏:ليس تحريم العلماء للغناء من أجل اقترانه بهذه الأشياء فقط بل إن تحريمهم له من أجل الأدلة على تحريمه في نفسه ولو لم يقترن بهذه الأشياء التي ذكرتها‏.‏ فهذا الذي قاله المؤلف ادعاء منه على العلماء أنهم ما حرموه إلا من أجل ذلك وهو ادعاء مردود‏. ثم قال‏:‏(‏ومن المتفق عليه أن الغناء يحرم إذا اقترن بمحرمات أخرى كأن يكون في مجلس شراب أو تخالطه خلاعة أو فجور فهذا هو الذي أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله وسامعيه بالعذب الشديد حين قال ‏:‏ ‏(‏ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير‏)‏‏.‏
    والجواب عن هذه الجملة كالجواب عن الجملة التي قبلها‏:‏ إن الغناء حرام ولو لم يقترن به محرم آخر‏.‏ كما أن شرب الخمر المذكور في الحديث الذي ساقه المؤلف حرام ولو لم يكن معه غناء‏.‏ قال العلامة الشوكاني في نيل الأوطار ‏(‏8-107‏)‏ مجيبا على هذه الدعوى ما نصه‏:‏ ‏(‏ويجاب بأن الاقتران لا يدل على أن المحرم هو الجمع فقط وإلا لزم أن الزنا المصرح به في الحديث ‏(‏يريد حديث‏:‏ ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف‏)‏ لا يحرم إلا عند شراب الخمر واستعمال المعازف واللازم باطل بالإجماع فالملزوم مثله‏.وأيضا يلزم مثل قوله تعالى‏:‏‏{‏إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ‏.‏ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ‏} أنه لا يحرم عدم الإيمان بالله إلا عند عدم الحض على طعام المسكين فإن قيل تحريم مثل هذه الأمور المذكورة في الإلزام قد علم من دليل آخر فيجاب بأن تحريم المعازف قد علم من دليل آخر أيضا كما سلف‏.‏ ا هـ‏.‏

    ------------------------------------------------

    الرد المنفحم رقم6:

    اعتراضه على تفسير لهو الحديث بالغناء والجواب عنه

    ثم قال فضيلة المؤلف‏:‏ قال بعضهم‏: ‏(‏إن الغناء من لهو الحديث المذكور في قوله تعالى‏:‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ‏} وقال ابن حزم إن الآية ذكرت صفة من فعلها كان كافرا بلا خلاف إذا اتخذ سبيل الله هزوا لكان كافرا فهذا هو الذي ذم الله عز وجل‏.‏ وما ذم سبحانه قط من اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروح به نفسه لا ليضل عن سبيل الله‏)‏

    والجواب عن هذا من وجوه‏:‏



    الوجه الأول‏: أن قول المؤلف‏:‏ ‏(‏وقال بعضهم إن الغناء من لهو الحديث‏) بهذه الصيغة يفيد التقليل من شأن هذا القول وتضعيفه وتجاهل من قال به من أكابر الصحابة والتابعين كابن عباس وابن عمر وابن مسعود ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير وقتادة والنخعي‏.‏ كما يأتي بيانه وهذا خطأ بين‏.‏

    قال القرطبي في تفسيره‏:‏ ‏(‏ولهو الحديث‏)‏‏:‏ الغناء في قول ابن مسعود وابن عباس وغيرهما‏.‏ إلى أن قال‏:‏ قال ابن عطية وبهذا فسر ابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبد الله ومجاهد وذكره أبو الفرج بن الجوزي عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والنخعي‏.‏ ثم قال القرطبي قلت‏:‏ هذا أعلى ما قيل في هذه الآية وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أنه الغناء روى سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري قال‏:‏ سئل عبد الله بن مسعود عن قوله تعالى{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ‏} فقال الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات وعن ابن عمر أنه الغناء وكذلك قال عكرمة وميمون بن مهران ومكحول‏.‏ وروى شعبة وسفيان عن الحكم وحماد عن إبراهيم قال‏:‏ قال عبد الله بن مسعود‏:‏ الغناء ينبت النفاق في القلب‏.‏ وقاله مجاهد وزاد أن لهو الحديث في الآية الاستماع إلى الغناء وإلى مثله من الباطل‏.‏ وقال الحسن‏:‏ ‏(‏لهو الحديث‏)‏‏:‏ المعازف والغناء‏.‏ ثم ذكر القرطبي الأقوال الأخرى في تفسير الآية ثم قال‏:‏ قلت‏:‏ القول الأول أولى ما قيل به في هذا الباب للحديث المرفوع وقول الصحابة والتابعين فيه‏.‏ ا هـ‏.‏
    الوجه الثاني‏:‏ أن نقول وبما تقدم من ذكر من فسر{‏لَهْوَ الْحَدِيثِ‏} بالغناء من أجلاء الصحابة والتابعين يحصل الجواب عما نقله المؤلف عن ابن حزم من تفسيره الآية بما يخالف ذلك فيقال من هو ابن حزم وما تفسيره بجانب هؤلاء وتفسيرهم حتى يقابله بهم - نقول هذا مع إجلالنا لابن حزم واعترافنا بمكانته العلمية - لكن لا نتابعه على خطأ ولا نقدم قوله على قول من هو أجل منه لا سيما من الصحابة والتابعين‏.‏ قال العلامة ابن القيم‏:‏ ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء ‏,‏ إلى أن قال‏:‏ قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير من كتاب المستدرك‏:‏ ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل هو عند الشيخين حديث مسند وقال في موضع آخر من كتابه هو عندنا في حكم المرفوع ، وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم فهم أعلم الأمة بمراد الله عز وجل في كتابه فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة وقد شاهدوا التفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل ا هـ من إغاثة اللهفان‏.‏ وبه وبما قبله من القول تعلم أن تفسير {‏لَهْوَ الْحَدِيثِ‏}‏ بالباطل دخل الغناء دخولا أوليا فيه كما لا يخفى والله أعلم‏.‏

    -----------------------------------------------

    الرد المفحم رقم 7:
    والأخير:


    هل يكون الغناء مقويا على طاعة الله ‏؟‏



    ثم نقل المؤلف عن ابن حزم أنه قال‏:‏ ‏(‏فمن نوى بالغناء عونا على معصية الله فهو فاسق وكذلك كل شيء غير الغناء ومن نوى ترويح نفسه ليقوى بذلك على طاعة الله عز وجل وينشط نفسه بذلك على البر فهو مطيع محسن وفعله هذا من الحق ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه كخروج الإنسان إلى بستانه متنزها وقعوده على باب داره متفرجا وصبغة ثوبه لازورديا أو أخضر أو غير ذلك‏)‏ ا هـ‏.‏


    والجواب‏:‏ أن هذا الكلام من ابن حزم مبني على مذهبه أن الغناء حلال له حكم سائر المباحات وقد علمنا أن هذا مذهب باطل ترده الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة الدالة على تحريم الغناء واستماعه فلا يلتفت إليه‏.‏ وعده استماع الغناء مما يتقوى به على طاعة الله وأنه من الحق هو من قلب الحقائق والمغالطة الواضحة لأن الغناء على العكس مما ذكر يصد عن طاعة الله ويضل عن سبيل الله كما قال تعالى‏:‏ {‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ‏}ولهو الحديث هو الغناء كما تقدم بيانه فقوله هذا مصادم للآية الكريمة والاستماع الذي يستعان به على طاعة الله هو الاستماع إلى القرآن الكريم‏.‏ قال العلامة ابن القيم في مدارج السالكين‏:‏ ‏(‏1-485‏) والمقصود أن سماع خاصة الخاصة المقربين هو سماع القرآن بالاعتبارات الثلاثة إدراكا وفهما وتدبرا وإجابة‏.‏ وكل سماع في القرآن مدح الله أصحابه وأثنى عليهم وأمر به أولياءه فهو هذا السماع وهو سماع الآيات لا سماع الأبيات وسماع القرآن لا سماع مزامير الشيطان وسماع كلام رب الأرض والسماء لا سماع قصائد الشعراء وسماع المراشد لا سماع القصائد وسماع الأنبياء والمرسلين لا سماع المغنيين والمطربين - إلى أن قال‏:‏ ويا لله العجب أي إيمان ونور وبصيرة وهدى ومعرفة تحصل باستماع أبيات بألحان وتوقيعات لعل أكثرها قيلت فيما هو محرم يبغضه الله ورسوله ويعاقب عليه - إلى أن قال‏:‏ فكيف يقع لمن له أدنى بصيرة وحياة قلب أن يتقرب إلى الله ويزداد إيمانا وقربا منه وكرامة عليه بالتذاذه بما هو بغيض إليه مقيت عنده يمقت قائله والراضي به وتترقى به الحال حتى يزعم أن ذلك أنفع لقلبه من سماع القرآن والعلم النافع وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يا لله إن هذا القلب مخسوف به منكوس لم يصلح لحقائق القرآن وأذواق معانيه ومطالعة أسراره فبلاه بقراءة الشيطان كما في معجم الطبراني وغيره مرفوعا وموقوفا ‏(‏إن الشيطان قال يا رب اجعل لي قرآنا قال قرآنك الشعر قال اجعل لي كتابا قال كتابك الوشم قال اجعل لي مؤذنا قال مؤذنك المزمار قال اجعل لي بيتا قال بيتك الحمام قال اجعل لي مصائد قال مصائدك النساء قال اجعل لي طعاما قال طعامك ما لم يذكر عليه اسمي‏)‏ والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏ انتهى‏.‏


    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ‏(‏11- ابتداء من صفحة 557‏)‏ ما نصه‏: فأما السماع الذي شرعه الله تعالى لعباده وكان سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم يجتمعون عليه لصلاح قلوبهم وزكاة نفوسهم فهو سماع آيات الله تعالى وهو سماع النبيين والمؤمنين وأهل العلم والمعرفة‏.‏


    إلى أن قال‏:‏ وبهذا السماع أمر الله تعالى كما قال تعالى‏:‏ {‏وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏} وعلى أهله أثنى كما قال تعالى‏:‏‏{‏فَبَشِّرْ عِبَادِ‏.‏ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ‏} إلى أن قال‏:‏ {‏وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً‏}وقال تعالى‏:‏ {‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏}‏ إلى أن قال رحمه الله‏:‏ ‏(‏وهذا هو السماع الذي شرعه الله لعباده في صلاة الفجر والعشاء وغير ذلك وعلى هذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمعون وكانوا إذا اجتمعوا أمروا واحدا منهم يقرأ والباقون يستمعون‏.‏ وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأبي موسى ذكرنا ربنا فيقرأ وهم يستمعون‏.‏ وهذا هو السماع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهده مع أصحابه ويستدعيه منهم‏.‏ ثم ذكر حديث عبد الله بن مسعود حين أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه القرآن‏.‏ إلى أن قال‏:‏ وبذلك يحتج عليهم يوم القيامة كما قال تعالى{‏يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي‏} إلى أن قال‏: وهذا السماع له آثار إيمانية من المعارف القدسية والأحوال الذكية يطول شرحها ووصفها وله آثار محمودة من خشوع القلب ودموع العين واقشعرار الجلد وهذا مذكور في القرآن ثم قال وبالجملة فهذا السماع هو أصل الإيمان‏.‏ ثم قال‏:‏ وبالجملة فقد عرف من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبادهم وزهادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقديد والدف كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعة واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ولا لعامي ولا لخاصي‏.إلى أن قال‏:‏ ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به ‏[‏يعني الغناء‏]‏ لا يحن إلى سماع القرآن ولا يفرح به ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات بل إذا سمع القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب وتعاطت المشروب‏.‏ ثم قال رحمه الله في موضع آخر‏:‏ فلما كان هذا السماع لا يعطي بنفسه ما يحبه الله ورسوله من الأحوال والمعارف بل قد يصد عن ذلك ويعطي ما لا يحبه الله ورسوله أو ما يبغضه الله ورسوله لم يأمر الله به ولا رسوله ولا سلف الأمة ولا أعيان مشائخها‏.‏ وبالجملة فعلى المؤمن أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئا يقرب إلى الجنة إلا وقد حدث به ولا شيئا يبعد عن النار إلا وقد حدث به وإن هذا السماع لو كان مصلحة لشرعه الله فإن الله يقول‏:{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً‏) وإذا وجد فيه منفعة لقلبه ولم يجد شاهد ذلك لا من الكتاب ولا من السنة لم يلتفت إليه‏.‏ اهـ المقصود من كلامه رحمه الله‏.‏


    وأما قول ابن حزم عن الغناء‏:‏ ومن لم ينو طاعة ‏(‏أي بسماع الغناء‏)‏ ولا معصية فهو لغو معفو عنه كخروج الإنسان إلى بستانه وجلوسه على بابه وصبغه لثوبه‏.‏‏.‏


    فنجيب عنه‏: بأن هذا قياس مع الفارق لأنه قياس محرم على مباح وقياس ما فيه مضره على ما لا ضرر فيه - إلى غير ذلك من الفوارق فهو قياس باطل - والعجب أن ابن حزم لا يقول بالقياس وينكره فكيف يقيس هنا هذا القياس الفاسد‏.‏




    إنتهى بحمد الله عز وجل.


    التعديل الأخير تم بواسطة عثمان بالقاسم ; 2-3-2010 الساعة 03:53 AM سبب آخر: إضافات جديدة

  2. #2

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    الأدلة من الكتاب والسنة واضحة في تحريم الموسيقى وآلات اللهو والطرب، والرجال تُعرف بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال،فكيف من يسمع ويقرأ الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف ثم يعرض عنها إلى قول فلان أو علان، فالعلم بدليله لا بقائله.

    نسأل الله أن يهدي شباب المسلمين ، ومن لم يرد الهداية فليس بعد الهدى إلا الضلال.
    وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

  3. #3

    الصورة الرمزية sakura_hana

    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المـشـــاركــات
    217
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    الله يعطيك العافيه يا أخوي عثمان ويجعلها في ميزان حساناتك ياااارب
    واللهم أن يهدنا جميعا الى طريق الصواب وأ يوفقنا بما يحبه ويرضى
    وألف شكر على هذه المعلومات القيمه والراائعه
    من جد استفدت منها وان شاء الله يهديني يارب
    مشكوووووور والله ويعطيك الف عافيه ^^

  4. #4

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك

  5. #5

    الصورة الرمزية الفجر القريب

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    6,398
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة osamah مشاهدة المشاركة
    أنصح بقراءة كتاب (فقه الغناء) للدكتور العلامة : يوسف القرضاوي _حفظه الله_ فأنا فعلاً إستفدت منه كثيراً

    أنصحك بكتاب اسمه ( القرِآن) نزل من فوق سبع سماوات على محمد صلى الله عليه وسلم ...
    جرب أن تقرأه قليلاً ...


    جوزيت خير يا عثمان

  6. #6

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    بارك الله فيك أخي فتى المجهول، وجزاك الله خيرا على مرورك

  7. #7

    الصورة الرمزية أبــ عبد الملك ــو

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    1,476
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة osamah مشاهدة المشاركة
    أنصح بقراءة كتاب (فقه الغناء) للدكتور العلامة : يوسف القرضاوي _حفظه الله_ فأنا فعلاً إستفدت منه كثيراً

    ما شاء الله
    الغناء صار له فقه ؟!!
    الغناء الذي نقل الأئمة الأربعة تحريمه عدا الأحناف الذين قالوا بأن الاستمتاع به كفر !!!!
    صار له فقه
    صدق الإمام مالك حين قال :
    كل إمام يؤخذ منه ويرد الا صاحب هذا المقام ( يقصده صلى الله عليه وسلم )

  8. #8

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    جزاك الله خيرا أخي أبو عبد الملك وجزاك الله خيرا.
    يبدو أن البعض لا تعجبهم الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف، نسأل الله أن يهديهم إلى الصواب

  9. #9

    الصورة الرمزية osamah

    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المـشـــاركــات
    1,076
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    ايشبكم يا شباب حسستوني إني عارضتكم واللا قلت انها حلال دحين !!!!!
    أنا قلت أنصحكم بقراءة الكتاب واللي ما يبغى يقرأ هو وراحته .
    وبعدين هذا ماهو كتابي واللا كتاب أبويا هذا كتاب لعالم مشهور بفقهه ومكانته حتى بين العلماء الكبار أنفسهم فلا تتفلسفوا وتسووا لي شيوخ.
    ولو واحد قال شيء على الشيخ القرضاوي فردي له بـ4 كلمات لا أكثر:
    انتبه فلحوم العلماء مسمومة
    حتى وإن كان العالم قد أخطأ فليس من حقك التكلم عليه بأي وسيلة من الوسائل.

    أتمنى أن يـــــكون هناك تقبل أكثر من ذلك لوجهات النظر الأخرى
    واعذروني فأنا صراحة لا أطيق محاورة من لا يمتلك فنون الحوار.

    هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.


  10. #10

    الصورة الرمزية سر الليل

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المـشـــاركــات
    257
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    بارك الله فيك اخي عثمان على الموضوع المهم جدا ووقانا الله جميعا من فتنة الغناء

    تقبل مروري

  11. #11

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    ابارك الله فيك أخي سر الليل، وجزاك الله خيرا على مرورك.
    ونقول للأخosamah، أولا نحن لسنا بسبابين ولا لعانين ، ونحن لم نتكلم في عالم ما حتى تقول لنا لحوم العلماء مسمومة، والتعصب إنما يكون للكتاب والسنة أما التعصب للأشخاص فهذا باطل ولو كان عالما، فإن خالف العالم مع احترامنا له نصوص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ، فلا نتبعه وقوله مردود وباطل، إنما الأصل هو قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة وهم الصحابة الكرام والتابعين الأخيار، فإن كان قول العالم مخالف للكتاب والسنة نرمي به عرض الحائط ولا نلقي له بالا، كما قال الإمام مالك رحمه الله: إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه.
    وقال الإمام الشافعي: إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت.
    وقال الإمام أحمد:من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة.
    وقال أبو حنيفة:إذا صح الحديث فهو مذهبي.
    ويقول الشاعر:

    إن قلت قال الله قال رسوله---همزوك همز المنكر المتغالي
    أو قلت قال الصحابةوالأولى--- تبع لهم في القول والأعمال
    أو قلت قد قال الشافعي وأحمد---وأبو حنيفة والإمام العالي
    صدوا عن وحي الإله ودينه---واحتالوا على حرام الله بالإحلال
    يا أمة لعبت بدين نبيها---كتلاعب الصبيان في الأوحال
    حاشا رسول الله يحكم بالهوى--- والجهل تلك حكومة الضلال

    ولا شك أن من يتبع قول فلان أو علان وهو يعلم أنه مخالف لقول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة، أنه متبع للهوى وهو على خطر عظيم إن لم يتب، يقول تعالى:{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب آليم}
    التعديل الأخير تم بواسطة عثمان بالقاسم ; 15-10-2009 الساعة 11:34 PM

  12. #12

    الصورة الرمزية osamah

    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المـشـــاركــات
    1,076
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    يعني انتا تتوقع مسوي كتاب كامل وماهو ذامر فيه أي دليل
    أنا شخصياً قريت الكتاب واقتنعت تماماً بكلام الشيخ فيه
    واختلاف العلماء رحمة ...

  13. #13


    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المـشـــاركــات
    21
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    جزاك الله خيراً أخي عثمان
    ولكن لي تعقيب بسيط ,

    فإن كان قول العالم مخالف للكتاب والسنة نرمي به عرض الحائط ولا نلقي له بالا
    من المستحيل أن يأتي الشيخ يوسف القرضاوي بما يخالف الكتاب والسنة , قد يكون قد خالف بعض أعلام السلف ولكنه اجتهد في تفسيره للأدلة المحرمة للغناء , وهو ممن يحق لهم الإجتهاد لما يشهد له من العلم ,

    وإن خالف أقوال الصحابة فذلك لا يحط من قدره ولا يجعل كلامه خاطئ 100% ^^

    شكراً لكم~

  14. #14

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    لا حول ولا قوة إلا بالله، يبدو أنك مصر على استماع الغناء، والخلاف ليس برحمة كما قلت، يقول تعالى:{ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وقال تعالى:{ ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون} فإن اقتنعت بكلام الشيخ ولم تقتنع بكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإنك على خطر عظيم ، بل إنك على شفا حفرة من النار والعياذ بالله، فلو أنك قلت نعم الموسيقى حرام الله يهديني لكان خيرا لك كما فعلت الأختsakura_hanaجزاها الله خيرا ونسأل الله أن يهديها، ولن ولن تجتمع الأمة على ضلالة، ويبدو أنك تتعصب للشيخ القرضاوي مع أن الشيخ يبرأ ممن يتعصب له.
    ومن هذا المتفيقه الذي قال بأن اختلاف الأمة رحمة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان دائما يحذر من الفرقة ويأمر بالجماعة، وقد صح عنه أنه قال بأن الأمة ستفترق إلى إثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، فسأله الصحابة رضوان الله عليهم: من هي رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: ما أنا عليه اليوم وأصحابي.
    أي الدين كما طبقه الصحابة وليس أن تطبقه على هواك
    وكل خير في اتباع من سلف---وكل شر في ابتداع من خلف

    ثم يا أخي الكريم، إنا مشفقون عليك، وناصحون لك ، فلا نريد لك إلا الخير، ونخشى أن تكون ممن قالوا سمعنا وعصينا.

  15. #15

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    أقول للأخdok116جزاك الله خيرا على مرورك،.
    وبالنسبة للموضوع فإن الكتاب والسنة تُفهم على فهم السلف لا على الخلف، وهذا هو الأصل الثالت بعد الكتاب والسنة وهو فهم سلف الأمة، فلو تركنا القرآن والسنة دون الأصل الثالث لرأيت كل إنسان يفسره على هواه.
    ثم إن الشيخ القرضاوي مع احترامنا له له أخطاء رد عليه العلماء فيها وعلى رأسهم الشيخ الألباني رحمه الله إذ خالف فيها إجماع السلف والخلف.

  16. #16

    الصورة الرمزية اخت فواز

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    45
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    يعطيك العافية

    وانشاء اللة في ميزان حسانتك

    وننتظر جديدك

  17. #17

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    بارك الله فيك أخت فواز وجزاك الله خيرا

  18. #18

    الصورة الرمزية أبــ عبد الملك ــو

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    1,476
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة osamah مشاهدة المشاركة
    ايشبكم يا شباب حسستوني إني عارضتكم واللا قلت انها حلال دحين !!!!!
    أنا قلت أنصحكم بقراءة الكتاب واللي ما يبغى يقرأ هو وراحته .
    وبعدين هذا ماهو كتابي واللا كتاب أبويا هذا كتاب لعالم مشهور بفقهه ومكانته حتى بين العلماء الكبار أنفسهم فلا تتفلسفوا وتسووا لي شيوخ.
    ولو واحد قال شيء على الشيخ القرضاوي فردي له بـ4 كلمات لا أكثر:
    انتبه فلحوم العلماء مسمومة
    حتى وإن كان العالم قد أخطأ فليس من حقك التكلم عليه بأي وسيلة من الوسائل.

    أتمنى أن يـــــكون هناك تقبل أكثر من ذلك لوجهات النظر الأخرى
    واعذروني فأنا صراحة لا أطيق محاورة من لا يمتلك فنون الحوار.

    هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.

    عفا الله عنا وعنك
    مسحت المشاركة لأني لم أحب أن أدخل قبري وهي هنا
    التعديل الأخير تم بواسطة أبــ عبد الملك ــو ; 2-2-2009 الساعة 01:54 PM

  19. #19

    الصورة الرمزية أبــ عبد الملك ــو

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    1,476
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dok116 مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً أخي عثمان
    ولكن لي تعقيب بسيط ,



    من المستحيل أن يأتي الشيخ يوسف القرضاوي بما يخالف الكتاب والسنة , قد يكون قد خالف بعض أعلام السلف ولكنه اجتهد في تفسيره للأدلة المحرمة للغناء , وهو ممن يحق لهم الإجتهاد لما يشهد له من العلم ,

    وإن خالف أقوال الصحابة فذلك لا يحط من قدره ولا يجعل كلامه خاطئ 100% ^^

    شكراً لكم~
    يا أخي الحبي لا تتكلم بما لا تعلم
    روي عن معاذ أنه كان يقول : وإياكم وزيغة الحكيم
    كل انسان يؤخذ منه ويرد
    ثم من يكون القرضاوي أمام الحبر العلم الامام أبو حنيفة رحمه الله ؟
    والامام أبو حنيفة أخطأ رحمه الله ورد عليه أحمد والشافعي رحمة الله على الجميع بل خالف النص غير مرة
    يا أخي والله لو أردت تتبع زلات العلماء فسأتعبك
    ساتيك بعلماء أجلاء أجازوا لحم الكلاب
    وعلماء أجلاء أجازوا زواج البنت من الزنا
    وعلماء أجلاء قالوا بجواز الغناء
    لكن هذا ليس دأب باحث عن حق
    مايجب أن تعلمه
    أن كل ابن ادم خطاء وليس أحد معصوم الاه صلى الله عليه وسلم
    ثم يا أخي أنت لا تعلم شيئا على مايبدو على حجية عمل الصحابي وقوله لتقول هذا الكلام
    نصيحتي لك : تعلم جيدا

  20. #20

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: حكم الأغاني والموسيقى

    جزاك الله خيرا أخي أبو عبد الملك على إضافتك، وبارك الله فيك

صفحة 1 من 15 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...