قصة من تأليفي بعنوان ^ كلنــــا لها ^ ..

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 11 من 11

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية الدرة المصونة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المـشـــاركــات
    1,054
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي قصة من تأليفي بعنوان ^ كلنــــا لها ^ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم ،،
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

    أخواتي إخواني أعضاء منتدى مسومس المبدعين ،، هذه أول مشاركة لي في هذا القسم الرائع ،، وأرجو أن تنال مشاركتي اعجابكم ،،

    هذه قصة قمت بتأليفيها قبل فترة قصيرة ،، وأردت أن أسمع آراءكم بها وانتقاداتكم لها ،،
    قراءة ممتعة ^^



    كلنـــــا لها ،،

    كان مزعجاً ذاك الحلم الذي أجبرني على الاستيقاظ فزعة في ساعة متأخرة من الليل ، إذ رأيت كابوساً مزعجاً .. لم أستطع استيعاب ما حدث فيه ، ولكنه كان سيئاً ومخيفاً جداً ، خشيت أن يلحق بهذا الكابوس خبر مؤلم ، ومع ذلك رميت تلك الأحاسيس وراء ظهري وألقيت بذلك الحلم بعيداً وتفاءلت ولم أعره بالاً..!


    أكملت ذلك الليل الطويل متقلبة على سريري ، فقد بقيت ساهرة طوال الليل ولم يزر النوم عيناي مطلقاً إلى أن بدأت الشمس تمد خيوط أشعتها الذهبية من نافذة غرفتي تنبؤني بمجيئ الصباح ! ومع بداية شروق الشمس بدأتُ أشعر بالنعاس ، وهمّت عيناي أن تغفو ، ولكن قاطع بداية غفوتي صوت رنين الهاتف ، تفاجأت ..! فالوقت ما زال مبكراً على استقبال المكالمات.. رفعت السماعة وأجبت ، سمعت صوتاً ليس بغريب عني ، ألقى إلي بضع كلمات وأقفل الخط !!

    تشنجت مكاني برهة لهول ما سمعت إذ كانت تلك الكلمات تخبرني بخبر سيئ ، ذلك الخبر الذي كان الأسوأ في حياتي وكان أقبح خبر تلقيته مطلقاً ، كانت مفاجأة ، ولكن من نوع آخر !!

    ارتديت ملابسي مسرعة ، وهممت لأخرج من المنزل لأذهب إلى ذاك المكان ، ولكن كان صوت أمي أسرع من خروجي : إلى أين يا عائشة ؟! التفت إليها بفزع إذ لم أكن ألحظ وجودها ولم يكن ناظري إلا على الباب ! وعندما أخبرتها بوجهتي أصرّت على القدوم معي ومرافقتي إلى هناك ، إلى ذاك المكان الذي لا أطيق الدخول إليه ..

    كانت الدقائق التي أمضيتُها في طريقي إلى هناك طويلة جداً ، شعرت بأن المسافة قد طالت بالرغم من قصرها ، وأن السيارة بطيئة جداً بالرغم من سرعتها !!

    وصلنا إلى هناك.. حيث كانت الفتاة التي أنارت حياتي تتمدد على سرير في أحد غرف المشفى ، مضمدة من كل ناحية ، غائبة عن الوعي ، على جانبها الأيمن أمها تمسك بيدها وعلى الجانب الآخر شقيقتها التي حدثتني .

    عندما لَمَحَتها عيناي تسمرت مكاني من الدهشة ، لقد أردت أن ألقاها ولكن على غير هذه الحال ، وأردت أن تلتقلي عيناي عينيها ولكن وهي تقف أمامي وتحدثني كعادتها ..!

    اقتربت منها والخوف يمزّق جسدي ولا أدري لماذا !! ربما لأنني خشيت فقدها ! سألت عن حالها ، ولكنه لم يكن مطمئناً أبداً .. أخبِروني ، ما السبب ؟؟

    أجابتني شقيقتها والحزن بادٍ على صوتها : أُصيبت زينب بحادث سيارة ، والأخطر من هذا أن إصابتها كانت في الجهة السفلى من رأسها .. ومنذ أن نُقِلت إلى هنا لم تحرّك ساكناً ، ولم تهمس بكلمة ، فقط ، كانت تتمتم باسمك يا عائشة ! وقد أخبرنا الطبيب أن هذه اللحظات قد تكون الأخيرة لها في هذه الدنيا !!


    كانت كل كلمة من كلمات شقيقة صديقتي تنزل عليّ كالصاعقة ! لم أستطِع استيعاب ما حدث ، لقد تغيّر كل شيء فجأة ، كانت معي بالأمس بكامل صحتها وحيويتها ونشاطها المعهود ، تجاذِبُني أطراف الحديث .. هل من الممكن أن يكون حديثي معها بالأمس هو آخر حديث ؟! هل يا ترى ستأتي لزيارتي ثانية ، أم كانت زيارتها لي بالأمس هي آخر زيارة ؟؟!

    فجأة !! قاطع حبل أفكاري وتساؤلاتي صوت زينب المتقطع الضعيف الذي يخرج من أعماقها .. نعم ، لقد تكلمت أخيراً ، فتحت عينيها الجميلتين ونظرت إليّ ، وعندما التقت عيناي عينيها تبسمت ، فهي كعادتها ما زالت تبتسم حتى وهي تصارع الموت !! دنوت منها أكثر ، أمسكتُ بيديها الباردتين ، هَمَسَت بصوت متقطع : سيكون لقاؤنا القادم هناك يا عائشة ، في جنة عرضها السماوات والأرض .. ثم نظرت لمن كان حولها وتمتمت بكلمات لم تصل إلى مَسمَعي ، ثم شَخَصَت بِبَصَرها إلى السماء ، وأغمضت عينيها ثانية ، ولكن هذه المرة نامت من غير أمل في اليقظة أبداً ..! نعم ، ماتت زينب ! ماتت من أنارت حياتي بروعتها وحنانها ، ماتت التي أضاءت دروب حياتي بإيمانها ، ماتت تلك التي كانت كلماتها تغمرني بالفرحة والسعادة والأمل كلما سمعتها ، ماتت الفتاة التي كانت أوفى صديقة عرفتها ، وأروع أخت قابلتها ، وأعز شخص رافقني أيام حياتي منذ الصِغَر ، ماتت أختي التي قاسمتني الأحزان والأفراح وقاسمتني الألم والراحة ، والسعادة والتعاسة ، ماتت تلك الفتاة التي كانت الابتسامة لا تفارق شفتيها والتي كانت تملأ قلبي سعادة بتلك الابتسامة ..


    نعم ماتت ولكنها لم تمت في قلبي ولا في ذاكرتي ، مات جسدها ولكن روحها ستبقى معي دائماً.. ستبقى تواسيني عندما أحزن ، وستبقى تبعث الأمل في نفسي عندما أيأس .. هي لن تموت أبداً في مخيلتي وستبقى خالدة في ذاكرتي إلى الأبد !!


    مضى ذلك اليوم سريعاً ، دُفِنَت زينب .. اليوم هو أول يوم لها في ذلك المكان الضيق الموحش ، اليوم هو اليوم الذي ستُسأل فيه .. الليلة هي أول ليلة تبيت بها على سرير وغطاء من تراب بلا ضوء ولا هواء ولا ماء ..!

    أمضَيتُ الليل أدعو لها ، لم تتوقف عبراتي عن التدفق لحظة ، حتى أني خشيت أنها لن تتوقف أبداً !! ولكن لابد لي من متابعة حياتي ..!



    يتبـــــــــــــــــــع ،،
    التعديل الأخير تم بواسطة الدرة المصونة ; 13-2-2009 الساعة 06:50 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...