خواطر جندي
"الأسير"
نظرت تجاهه نظرة استحقار .. أعظمتها في نفسي .. نظرت نحوه نظرة جندي معركة لأسيره .. لكن ليس هذا فقط .. لقد رأيته قبلاً .. كنت وقتها أنا الأسير .. و لو تكلمت عن كرم ضيافتهم .. لأفرغتم ما في أمعائكم يا سادة .. كم من قذارة أكلت .. و كم مما لا يصح ذكره شربت .. و لكم التخيل .. و لكني هربت .. و أنقلب الحال .. و وقع هو أسير .. فأي معاملة يستحق ..
"عقاب"
تباً لأوقات الحروب .. خاصة الطارئ منها .. تجد كل الكتائب تتقدم لتنتحر تحت طلقات المدافع و إنهمارات الرصاص .. حتى تكاد تباد عن بكرة أبيها .. أصوات الإنفجارات تكاد تصك مسامعي .. بقي لدي أمل واحد .. أن أصك مسامعهم بطلقاتي .. ابتسمت و أنا أفعلها .. أخيراً سأعاقبهم على فعلتهم بآذاني .. شعرت بعامود من النار يخترق الضلع الثالث لقفصي الصدري و يخترقه في نصفه .. لم أكن يوماً بهذه الدقة .. و آخر يصيبني في عظم الكعبرة .. رغم أني لا أعرف مكانها أو أين هي أصلاً أو ما هي .. أخيراً مت و استيقظت في المستشفى .. و كان هذا أكبر عقاب ..
"كنت وحدي"
أنطلق الرصاص همراً .. تساقط الرفاق و الأحبة .. الزملاء و الرفقة .. أخرجوني من مشفاي لأعود إليه مجدداً .. لم يكن هناك عامود من النار هذه المرة .. بل خوازيق .. تكادوا تضحكون .. لم تروا المعركة .. ربما رأيتم مكانها و عرفتم زمانها .. لكنكم لم تعيشوا مدتها .. على أي حال .. لم تدم طويلاً .. سويعات .. و انتهى الأمر .. و اكتست الأرض لباسها الجديد .. دماء و أشلاء .. أنسجة و أعضاء .. من هنا و هناك .. و ذاك و هذاك .. انتهى يومي .. و كنت وحدي ..
غريب الأندلس(نور الدين محمود)
مكة المكرمة : 07/05/2009
الخميس 06:07 مساءً
المفضلات