الحمد لله معز الإسلام بنصره ومذل الشرك بقهره ومصرف الأمور بأمره ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله وجعل العاقبة للمتقين بفضله.
والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه.
أما بعد :
توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
*****************
وقال الشافعي فيمن ييأس من لطف الله:
إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه ... وأفاض من نعم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليـدا
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا
لك الحـــمد والنعماء والـــملك ربــنا
ولا شيء أعلا منك مجداً وأمجدُ
مليكٌ على عرش ِالــــسماء مهـــيمنٌ
لعــزتهِ تعنــوا الوجـــوه وتسجدُ
فــسبحان من لا يقــْدُرُ الـــــخلقُ قدرهُ
ومن هو فوق العرش ِ فردٌ موحدٌ
ومن لم تُنــازعهُ الخـــلائـــق ملــــكهُ
وإن لــم تُــفــردهُ الـــعبادُ فـمنفردُ
مليـك السماوات الشـداد وأرضـــــــها
ولـــيس بشيءٍ عن قـــضاهُ تأودُ
هو الله ُ باري الخــلق والخلق ُكلــــهم
إمــاءُ له طــوعاً جـــميعاً وأعْـبدُ
تسبحهُ الطـيرُ الجـــوانحُ فـي الخــــفا
و إذ هـــي في جو السماءِ تصــعدُ
ومن خوفِ ربي سبح الرعـد ُ فـــوقنا
وســبحهُ الأشــجارُ والوحشُ أبّـَد
وسبــحه ُالنيــــنانُ والبـحرُ زاخــــراً
وما طـــَم من شــيء وما هو مقلد
ألا أيـــها الــقلبُ المقيمُ على الــهـوى
إلى أي حـــينٍ مـــنكَ هذا التصددُ
عن الحقِّ كالأعمى المميط عن الهدى
و لـــيس يرد ُ الحـــقذَ إلا مـــفــندُ
*****************
ندم وحزن هز كل كياني فانساب دمعي واستكان لساني
النفس حيرى .. والذنوب كثيرة والعمر يمضي ... والحياة ثواني
يا نفس كفي عن معاصيك التي كادت تميت الحس في وجداني
أنسيت أن الموت آت, فاجمعي يا نفس من طيب ومن إحسان
أنا لست أخشى الموت , بل أخشى الذي بعد الممات, وعسرة السؤلان
ماذا أقول إذا فقدت إرادتي وتكلمت بعدي يدي ولساني؟
ماذا .... وكل جوارحي تحكي بما... صنعت ...ولست بعالم النسياني
أخشاك يا شمس الشتاء فكيف لا أخشى العذاب وحرقة النيران
أنا يا الهي حائر, فتولني ولأنت تهدي حيرة الحيران
أنا إن عصيت فهذا لني غافل ولقد علمت عواقب العصيان
أنا أن عصيت فهذا لأني ظالم والظلم صنع من يد الإنسان
لكنك الغفار فاغفر ما جنت نفسي على نفسي....فأنت الحاني
أشكو إليك ضآلتي... ومذلتي فارفع بفضلك ما أذل زماني
ادعوك في صمتي, وفي نطقي, وفي همسي بقلب دائم الخفقان
ادعوك, فاقبل دعوتي, وارفع بها شأني, وكن لي يا عظيم الشأن
لك في الفؤاد مهابة...ومحبة يا من بحبك يستضئ كياني
أنا يا الهي عائد من وحدتي أنا هارب من كثرة الأشجان
من لي سواك يجيرني, ويعيدني من عالم الأهواء.... والشيطان
سدت بوجهي كل أبواب المنى فأتيت بابك طالب الغفران
يا رب أني قد أتيتك تائبا فاقبل بعفوك توبة الندمان
استودعكم الله
المفضلات