كيف حالكم جميعا إخوانى الكرام ؟؟؟
الحمد لله أقولها متمنيا أن تتدفق على ألسنة البشر
الحمد لله تملأ الوجدان والكيان كإكسير يغذى السمع والبصر
الحمد لله رب العالمين خالق السماوات والارض منشئ السحاب وماء المطر
الحمد لله عن قناعة وفضل لمن يترك قرآنه في نفوسنا أثر
الحمد لله حين تنبع من القلوب نزداد خيرا ونأخذ منها العبر
الحمد لله تعم أرجاء الكون فيصبح متوهجا كضوء الشمس والقمر
سنتناول اليوم معنى هذه الجملة التى نذكرها كثيرا عند البدء في عمل شئ ما
ألا وهى ( بسم الله الرحمن الرحيم )
اختلف العلماء على قولين
الأول /هل هى آية من كل سورة افتتحت بها
الثاني / هل هي آية مستقلة نزلت للفصل بين السور وللتبرك بالابتداء بها
والمختار القول الثاني
واتفقوا على أنها جزء آية من سورة النمل واتفقوا على تركها في سورة براءة لقول بعضهم أن الانفال وبراءة كالسورة الواحدة أو أنها رحمة وبةراءة إنما نزلت بآية السيف التي نسخت ما نسخت من آيات المهادنة والموادعة ولم يناسب أن يكون في أولها البسملة
البدء بالبسملة شأن جميع المؤلفين اقتداء بكتاب الله عزوجل حيث ابتدأ الله عزوجل بها فى كل سورة ما عدا براءة واستنادا لسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان يبدأ بها في مكاتباته لما ورد عن الخطاب الذي أرسله لهرقل كما ثبت فى الصحيحين
بٍِسم : الباء للاستعانة وهي متعلقة بمحذوف قدره بعضهم فعلا وقدره بعضهم اسما والقولان متقاربان كما ورد فى القرآن
قال تعالى : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
وقال تعالى : ( بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا )
ولما كان الأصل فى العمل الأفعال لا الاسماء فاتجه الرأى أن المحذوف فعلا
فكان المحذوف فعلا ومتاخرا مناسبا للمقام
مثال على ذلك /
بسم الله أقرأ
بسم الله أشرب
فالباء للاستعانة تتعلق بمحذوف مُقًََدّر فعلا ويكون متأخرا لفائدتين
الأولى / الحصر والقصر
لأنه تقديم ما حقه التأخير أو تاخير ما حقه التقديم يفيد الحصر والقصر
الثانية / التيمن بالبداءة باسم الله سبحانه
وقد حذف الفعل هنا حتى لا يتقدم سوى ذكر الله ولا يكون في قلبه سوى ذكر الله سبحانه وتعالى
فكما تجرد ذكره فى قلب المصلى تجرد ذكره فى لسانه
فعندما نصلى نقول ( الله أكبر ) وتعنى الله أكبر من كل شئ ولكن يحذف المفضل عليه حتى يكون مجردا بذكر الله وكذلك فى البسملة نحذف الفعل حتى لا يتقدم الا ذكر الله عزوجل
ومن فوائد حذف الفعل /
1- أن الفعل اذا حذف صح الابتداء بالتسمية فى كل عمل وقول وليس فعل أولى بها من فعل فكان الحذف أعم من الذكر فعندما تقول بسم الله الرحمن الرحيم تتبرك به عزوجل فى أى عمل أو قول
2- أن الحذف أبلغ لأن المتكلم بهذه الكلمة كأنه يدّعى الاستغناء بالمشاهدة عن النطق فالمشاهدة تغنيه عن النطق بالفعل وكل فعل انما هو باسمه تبارك وتعالى .
معنى كلمة ( الله ) لفظ الجلالة
الرحمن : تدل على صفة الرحمة وفيها تكون ( الرحمة واسعة عامة )
الرحيم : تدل على فعل الرحمة وفيها تكون ( الرحمة خاصة بالمؤمنين )
قال السهيلي : فائدة الجمع بين الصفتين الرحمن والرحيم الاِخبار عن رحمة عاجلة وآجلة وخاصة وعامة وهذا شائع بين المفسرين .
قال ابن القيم : اما الجمع بين الرحمن والرحيم ففيه معنى هو أحسن من المعنيين الذين ذكرهما السهيلى وهو أن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم
قال تعالى : ( وكان بالمؤمنين رحيما ) ( إنه بهم رؤوف رحيم )
فالرحمن عامة لكل المخلوقات أم الرحيم خاصة بالمؤمنين
المرجع / كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات