وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

بارك الله لنا ولكم في الشهر الكريم، وجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا. أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما وعملا، إنه على ذلك قدير.

قال الله تعالى: "ما جعل الله من بَحِيْرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وَصِيلةٍ ولا حامٍ ولكنّ الذي كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون" المائدة 103.

وما ورد في الآية من بدع الجاهلية التي لم يشرعها الله لهم ولا أمرهم بها. فهي على التفصيل:
البحيرة: الناقة التي تقطع أذنها إذا أنجبت عددًا معينًا، وذلك علامةً على تخليتها فلا تركب ولا تنحر ويكون لبنها للأصنام
السائبة: الناقة التي إذا بلغت سنًا معينة تركت للأصنام
الوصيلة: الناقة التي تنجب أنثى ثم أنثى أخرى
الحامي: فحل الأبل إذا نتج عدد من الإبل من صلبه

فهذه كلها لم يشرع الله تعطيلها أو تسخير لبنها أو وبرها للأصنام.

وفي لسان العرب: بَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً: شققتها وخرقتها. (مادة بحر)

سَيَّبَ الشيءَ: تركَه.
وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ. (مادة سيب)

وبالمناسبة فقد نعى الله على المشركين مثل هذا التحريم الذي فرضوه على أنفسهم بلا نور من الوحي في آيات أخرى كقوله جل وعلا: "ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرّم أم الأُنثيَين أمّ ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصّاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبًا ليُضِلّ الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" الأنعام 144

المصادر:

- المختصر في التفسير، مركز تفسير للدراسات القرآنية، مرفق بتطبيق آية
- تفسير ابن عاشور، عبر مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود
- لسان العرب، عبر موقع الباحث العربي