|
|
رمضان مبارك عليكم جميعًا آل مسومس..
أسأل الله أن يعيده علينا باليمن والبركات..
ولأن رمضان شهر القرآن، سيكون من العظيم لو تدارسناه هنا معًا..
وشاركنا الآخرين أفكارنا وتجاربنا معه..
فكرة الموضوع ببساطة، هي أن تختار آية، أيّة آيةٍ قرأتها اليوم (أو خلال الأيام الماضية)..
آية أثرت فيك، أو فتحت لك آفاقًا، أو منحتك فكرة، أو عرّفتكَ معلومةً أو فائدةً جديدة..
ثم شارك هذه الآية معنا هنا مرفقةً بتجربتك..
ربما ترفق خاطرة..
أو فكرةً عملية..
أو فائدةً قصيرة..
أو مشاعر مررتَ بها..
أو حتى صورةً ذكرتك بها..
شاركها معنا هنا، لتكون جلسة تدبرٍ لنا بإذن الله
ولا بأس من النقاشات حول المشاركات الأخرى كذلك..
حياكم الله وبانتظار مشاركاتكم
|
وعليكم السلام .. ورحمة الله .. وبركاته ...
فكرة سديدة تشيزوكو لعل الله ينفعنا بها جميعًا ^__^
سأبدأ أنا .. بهذه المعلومة .. حول هذه الآية .. في سورة يوسف ...
الآية: " اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا ... " ...
تعلقتْ تلك الآية وقتها .. بمجال دراستي ... لم أتعمق بالبحث كثيرًا .. ذاك الحين ...
لكن .. ما عرفتُه وقتها ... أن العلماء بالفعل .. توصلوا لاستخلاص قطرة للعين .. مستخلصة من عرق الإنسان ...
وذاك بعد الربط بين القميص .. الذي سيحوي عرقًا للشخص ... وبين العين
في أمان الله ...
عين الظلام
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بارك الله لنا ولكم في الشهر الكريم، وجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا. أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما وعملا، إنه على ذلك قدير.
قال الله تعالى: "ما جعل الله من بَحِيْرَةٍ ولا سائبةٍ ولا وَصِيلةٍ ولا حامٍ ولكنّ الذي كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون" المائدة 103.
وما ورد في الآية من بدع الجاهلية التي لم يشرعها الله لهم ولا أمرهم بها. فهي على التفصيل:
البحيرة: الناقة التي تقطع أذنها إذا أنجبت عددًا معينًا، وذلك علامةً على تخليتها فلا تركب ولا تنحر ويكون لبنها للأصنام
السائبة: الناقة التي إذا بلغت سنًا معينة تركت للأصنام
الوصيلة: الناقة التي تنجب أنثى ثم أنثى أخرى
الحامي: فحل الأبل إذا نتج عدد من الإبل من صلبه
فهذه كلها لم يشرع الله تعطيلها أو تسخير لبنها أو وبرها للأصنام.
وفي لسان العرب: بَحَرْتُ أُذنَ الناقة بحراً: شققتها وخرقتها. (مادة بحر)
سَيَّبَ الشيءَ: تركَه.
وسَيَّبَ الدَّابَّةَ، أَو الناقةَ، أَو الشيءَ: تركَه يَسِـيبُ حيث شاءَ. (مادة سيب)
وبالمناسبة فقد نعى الله على المشركين مثل هذا التحريم الذي فرضوه على أنفسهم بلا نور من الوحي في آيات أخرى كقوله جل وعلا: "ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرّم أم الأُنثيَين أمّ ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصّاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبًا ليُضِلّ الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" الأنعام 144
المصادر:
- المختصر في التفسير، مركز تفسير للدراسات القرآنية، مرفق بتطبيق آية
- تفسير ابن عاشور، عبر مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود
- لسان العرب، عبر موقع الباحث العربي
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
باركك ربي تشيكو وجعل هذا الموضوع نورًا لك يوم القيامة وزادًا يوم لا زاد إلا صالح الأعمال
.......................××××××..................... ...
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } (التوبة:129)
يمتن الله تعالى على عباده المؤمنين بأنه قد بعث فيهم نبيًا من أنفسهم، يعرفون حاله ، ويتمكنون من الأخذ عنه
ولا يأنفون عن الانقياد له ، وهو صلى الله عليه وسلم في غاية النصح لهم ، والسعي في مصالحهم .
يشق عليه الأمر الذي يشق عليهم ويعنتهم .
يحب لكم الخير، ويسعى جهده في إيصاله إليهم ، ويحرص على هدايتهم إلى الإيمان
ويكره لهم الشر، ويسعى جهده في تنفيرهم عنه. شديد الرأفة والرحمة بهم، أرحم بهم من والديهم.
الآية في المجمل خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فيما يجب عليه قوله وفعله في حال إعراض من جاء
بدعوتهم عن الاهتداء بهديه، والانتفاع بما يدعوهم إليه، وإخبارهم بأن الله كافيه أمر توليهم وإعراضهم، وما يعقبه
من عداوتهم له، وصدهم عن سبيل الله، وقد بلغ الرسالة وما قصر، وأدى الأمانة وما فرط.
لكنها أيضًا خطاب خالد للمؤمن بالقول: لئن ودعتك الموجودات كلها، وانعدمت ومضت في طريق الفناء...
وإن فارقتك الأحياء، وجرت إلى طريق الموت...
وإن تركك الناس، وسكنوا المقابر...
وإن أعرض أهل الدنيا والغفلة والضلالة، ولم يصغوا إليك، وتردوا في الظلمات، فلا تبالِ بهم، ولا تغتم
بل قل: {حسبي الله} فهو الكافي، فإذ هو موجود، فكل شيء موجود...
وعلى هذا، فإن أولئك الراحلين لم يذهبوا إلى العدم، وإنما ينطلقون إلى عالم آخر لرب العرش العظيم
وسيرسل بدلاً منهم ما لا يعد ولا يحصى من جنوده المجندين...
وإن أولئك الذين سكنوا المقابر لم يفنوا أبداً، وإنما ينتقلون إلى عالم آخر
وسيبعث بدلاً منهم آخرين يعمرون الدنيا، ويشغلون ما خلا من وظائفها...
وهو القادر على أن يرسل من يطيعه، ويسلك الطريق المستقيم، بدلاً ممن وقعوا في الضلالة من الذاهبين.
فما دام الأمر هكذا، فهو الكفيل، وهو الوكيل، وهو البديل عن كل شيء
ولن تعوض جميع الأشياء عنه، ولن تكون بديلاً عن توجه واحد من توجهات لطفه لعباده ورحمته بهم
وإن الكائنات تتهادى جيئة وذهاباً في مسيرة كبرى؛ إنهاء لخدمات مستمرة، وقياماً بواجبات مجددة دائمة
عبر رحلة ذات حكمة، وجولة ذات عبرة، وسياحة ذات مهام، في ظل إدارة الحكيم الرحيم العادل القدير ذي الجلال
وضمن ربوبيته الجليلة البالغة، ورحمته الواسعة.
|
السلام عليكم شكرا تشيزوكو على الموضوع المميز ومبارك عليك الشهر - الأية التي اثرت فيني او فتحت لي افاقا آيه في سورة يونس اول مره قرأتهابتدبر مع اني مرات سابقة قرأتها لكني لم انتبه لها لكن المره الأخيرة لما قرأتها قلت سبحان الله فهذي الأيه حجه على كل شخص فعليه محاسبة نفسه لأنه كل شئ مسجل عليه سواء خير اوشر فعليه التزود باالتقوى وفعل الخيرات -وهذه الأيه (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (61)
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله فكرة مميزة جعلها الله في ميزان حسناتك ياا رب ()
إن شاء الله سأحاول المشاركة ولو بالقليل بما يستوقفني من آيات وأفكار وتدبر أو حتى تفسير
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
دار حديث استلهام ونقاش حول الأنفس ولغات الحب بيني وبين أختي اليوم، وكان مما ألهمني الله لتدبره وقوله
أن سبحان من خلق الأنفس حينما يتفكر الإنسان بها وباختلافاتها وتنوعها
لماذا اختص الله النفس بالتغيير دون غيرها من الجوارح أو العقل مثلاً ؟
قد يغلب المنطق ويحصل التغيير؟! لكن الأنفس تعي وتستشعر على غير العقل
عندما تستشعر النفس ذاتها وتنأى بها إلى خلوة ومحاسبة ومراجعة مستمرة يحصل حينها التغيير
(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)
قد يكتفي البعض فيها بالتأمل في الخلق والبشر والطبائع لكن الأنفس أعمق من ذلك بكثير
النفس بأنواعها وتعددها تستوجب علينا حقاً ليس التأمل فقط بل الاستبصار بها بعد التأمل !
وحينها وحده يستطيع المرء أن يتصالح مع ذاته، يستوعب نفسه، ويحصل الوعي ثم التغيير
وعندما يتخذ الإنسان المبادرة بالتغيير يظهر على جوارحه وأفعاله وردوده جميعها
تستشعر التغيير الأنفس من حوله فتكون نفسه الملهمة لمن حولها، تستمد الأنفس منه التغيير فتبادر وتتغير
وهكذا تحدث منظومة التغيير في المجتمع وتأتي مشيئة الله بتغيير المجتمع
بذرتها نفس، وعت، استشعرت، فبادرت، فتغيرت !
وعندما يتفكر الإنسان بنفسه يستشعر عظمة الله وقربه منه جداً
حينها فقط يمده الله بالبصيرة فيمشي بنور الله وبصيرته في أفعاله
وتكون نفسه ملهمة لمن حولها فهو بقرب الله يستكين به ويهتدي ببصيرته
تستشعرها الأنفس من حوله فيتوقون للقرب من الله، يستلهمون، فتاطلهم البصيرة !
اللهم لا تحرمنا أنسك والقرب منك ()
|
ظهور خاطف .. أطرح به آية أخرى ... وإن كان المخطط أن أطرح أكثر .. لكن ضيق الوقت .. حال دون ذلك! ...
سأتحدث عن هذه الآية " وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " ...
فكلنا نعلم أجر الصيام .. الوافر لمن يخلص العمل والنية .. وعظيم الجزاء ...
لكني سأتحدث هذه المرة .. عن الجانب الطبي .. لهذه الآية ...
فما أثبته العلم الحديث ... أن جسم الإنسان .. وبعد أن تمر قرابة 8 ساعات .. أو تزيد .. من الامتناع عن الأكل والشرب ...
يبدأ الجسم .. بالبحث عن مصدر تعويضي .. إما لتوزيع الغذاء على خلايا الجسم .. أو الحصول على خلايا جديدة .. بأقل مردود من الطاقة ...
فيفرز الجسم .. مواد معينة ... لا تعمل إلا بعد انقضاء مدة الـ8 ساعات .. أو تزيد ... والتي تكون ساعات من النشاط والإنجاز ...
لا ساعات نوم ... لأن جسم الإنسان بطبيعته ... يدخل في وضع أشبه بتوفير الطاقة .. حينما ينام الشخص ...
وبالتالي ستمر الساعات .. دون أن نصل لتلك المرحلة .. التي نحتاج فيها البحث عن ذاك المصدر ...
علاوة على ذلك ..
أجهزة الجسم .. عمومًا ... لا تؤدي وظائها بالشكل الصحيح .. حينما ينام الشخص ... وبالتالي .. قد لا يتمكن الجسم .. من فعل ذلك .. حتى لو احتاجه ...
المهم .. ماذا يحدث في تلك العملية ... التي تدعى " Autophag "؟! ...
هو ببساطة .. تناول خلايا الجسم .. لخلايا الجسم الأخرى ...
ولكن تلك العملية .. لا تحدث بشكل عشوائي! ...
وإنما تُلتهم الخلايا الضارة .. أو التالفة فقط! ...
ماذا يستفيد الشخص من هذا؟!! ...
أولًا .. وقاية من الأمراض ... لأنه قد تلتهم العديد من الخلايا المصابة بالمرض .. والتي ستنشر المرض في الجسم ... فنحد من انتشاره ...
بل أيضًا ... من أكثر من يُدمر من الخلايا المريضة الضارة ... تلك الخلايا السرطانية ...
بمعنى ..
لعل الصيام .. أفضل وقاء ممكن .. من السرطان! ... (فسبحان الله!)
عدا عن ذلك ..
بالتخلص من الخلايا التالفة ... فإن الجسم يُجدد .. فيستعيد حيوته ونضرته ... من خلال التخلص من الخلايا التالفة .. والتي سيحل محلها خلايا جديدة شابة ...
ومن هذا ..
فالصيام .. بمثابة .. درع مناعي + رعاية وعناية بالجسم ... هذا كله غير الأجر .. والثواب العظيم .. من الله ...
فمن قصّر في الصوم .. عمومًا ... فلم يصم سوى رمضان .. وترك السنن والنوافل ...
علمًا أن الطب الحديث ... ينصح بممارسة عملية الامتناع عن الأكل والشرب .. ما بين 2 - 3 مرات أسبوعيًا ...
والنبي - صلى الله عليه وسلم - ... كان يصوم الاثنين والخميس + الأيام البيض ... بمعدل يومين وثلاثة أرباع في الأسبوع ...
فهل نركن نحن للكسل .. وهذا من ديننا ... والغير صار يمارسه .. لأجل أهميته الصحية! ...
لوالله نحن أحق به منهم ... أن نصوم .. على الدوام .. بغير تقصير في الصيام ...
وأن نصوم بجدٍ واجتهاد .. لا بتكاسل وتقاعس .. يفضي بالفرد .. أن ينام معظم ساعات النهار! ...
لأنه من قصر أو تقاعس عن الصيام ... فقد حُرم والله من أجر الدنيا والآخرة! ...
كتب الله لنا جميعًا دومًا الخيرات ... ورزقنا التقوى قوة الصلة به .. ودوام العبادات ...
وأختم كلمي .. بما بدأتُ به .. قائلًا ...
وأن تصوموا خيرٌ لكم .. [ إن ] كنتم تعلمون!
عين الظلام
|
ونحن على اواخر شهر رمضان نسأل الله يتقبله منا ويعيده علينا اعواما عديدة ونحن في صحة وعافية وتقى وان يعز الاسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين -
|
(( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ))
الدعاء أهم مقامات العبودية، ومن أفضل العبادات
والدعاء هو سلاح المؤمن، يستعين به على درب الحياة.
قال السدي في تفسيرهذه الآية : ليس من عبد مؤمن يدعو الله إلا استجاب له
فإن كان الذي يدعو به هو له رزق في الدنيا أعطاه الله، وإن لم يكن له رزقًا في الدنيا ذخره له إلى يوم القيامة، ودفع عنه به مكروها .
وقال أهل العلم: في ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام
إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر.
وأيضاً هي إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وأن شهر رمضان مرجوة دعواته، واستحباب الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان.
وفيما ثبت أن أوقات استجابة الدعاء هي:
عند السَّحَر، وفي الثلث الأخير من الليل، ووقت الفطر، وما بين الأذان والإقامة، وأوقات الاضطرار
وحالة السفر والمرض، وعند نزول المطر، والصف في سبيل الله، والعيدين
والساعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة: وهي من الإقامة إلى فراغ الصلاة.
ومن الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء : في الكعبة، وفي الحرم، وفي المشاعر المقدسة، كعرفات، وعند الجمرات، وعلى الصفا والمروة.
وباب الدعاء مفتوح على مصراعيه،لكل عبد - صالحًا كان أو غير صالح -
وقد قال سفيان بن عيينة رحمه الله : لا يمنعن أحد من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله تعالى قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس:
(( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون)) [الحجر:36]
فاستجاب الله له، وذلك قوله: ((قال فإنك من المنظرين))[الحجر:37].
فحريٌّ بنا أن نجتهد في الدعاء، ولا نتوانى في ذلك.
فـ أمر الدعاء في حياتنا هو منّة من الله سبحانه وتعالى وفضل لا يجب أن يُقلَل من شأنه
ولا أن يحرم شخص نفسه من هذا الخير الذي أكرمنا الله به، بل يجب أن نحرص على الخير
أولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واحرص على ما ينفعك)
فلنتأمل في قوله صلى الله عليه وسلم: (احرص) سيتبين لنا قيمة هذا الهدي النبوي.
ولا شك فإن النفع كل النفع في الدعاء، ويؤكد هذا ما خُتمت به الآية الكريمة ((لعلهم يرشدون ))
فما أجمل العبد وهو يظهر فقره وعبوديته بدعاء مولاه، والانكسار بين يدي خالقه ورازقه، ومَنْ ناصيته بيده!
وما أسعده حينما يبتهل أوقات الإجابة ليناجي ربه، ويسأله من واسع فضله في خيري الدنيا والآخرة!
نسأل الله تعالى أن يرزقنا صدق اللجأ إليه، والانطراح بن يديه، وكمال التضرع له، وقوة التوكل عليه، وأن
لا يخيب رجاءنا فيه، ولا يردنا خائبين بسبب ذنوبنا وتقصيرنا.
|
يبدو هذه المرة .. سأتطفل على رد غيري .. وأكمل معقبًا .. في ذات محور ردكِ بوح!
سأتحدث - من بعد إذنكِ - .. عن نقطتين .. حول الآية .. المذكورة .. في الرد أعلاه ...
النقطة الأولى .. " قريب أجيب "! ...
بتأمل تلاصق هاتين الكلمتين .. دون فاصل يفصلهما .. من حروف العطف .. ولا حتى الواو ...
يبث في النفس - من الجانب اللغوي - .. سرعة الإجابة .. من الله .. في الدعاء ...
كقولنا في عموم حياتنا ... " تعطيني أعطيك " .. " تزورني أزورك " ... ممّا يوضح .. سرعة التلبية .. وحصول الشيء! ...
النقطة الثانية .. " موضع هذه الآية .. تحديدًا "! ...
ذكرتْ الأخت بوح .. وألفتتْ النظر .. إلى أنّ الآية .. واقع بين آيات الصيام ...
ولكن! ..
إذا أمعنا النظر أكثر .. سنجد أنها واقعة في مكان معين .. من فترات رمضان ...
فالآيات قبلها ... " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ... " .. " أيامًا معدودات ... " .. " ... فعدة من أيامٍ أخر ... " ...
بينما الآية التي بعدها ... " أحل لكم ليلة الصيام ... " ...
فوقوع هذه الآية .. تحديدًا بين الآيات التي تسبقها .. وتتحدث عن الصوم .. ونهار الصوم .. من جهة! ...
وبين الآية التي تليها .. والتي تتحدث .. عن الليل .. وليلة الصوم .. من جهة أخرى! ...
لهو إشارة عظيمة .. إلى أهمية الدعاء .. في الوقت بين نهار الصوم وليلته ... والذي هو وقت [ الفطر ]! ...
فمن انشغل .. بالسفرة والأكل سراعًا عن الدعاء .. عقب الأذان وبداية الفطر ... فقد حرم نفسه خيرًا كثيرًا! ...
أشكر عمومًا بوح .. على ذكر الآية .. التي من خلالها تذكرتُ هذا الكلم .. فأوردتُه ...
وأعتذر إن كانتْ نقطتي الثانية .. هي ما قصدتْه تحديدًا في ردها .. غير أني لم أدرك الأمر كاملًا! ^^"
فقد قرأتُ الكلم حول أوقات الاستجابة ... لكني شعرتُها عامة .. وقد ذكر فيها مواضع كثيرة .. حتى بما يخص رمضان! ...
فقلتُ لعلي أنوه أكثر على هذه!
المهم! ..
كفاني ثرثرة! ^ ^ ...
ولعلي أعود في يوم لاحق .. بردي الذي كنتُ سأتحدث فيه عن آية أخرى! >> أيضًا معلومة طبية! XD
غير أني آثرتُ الحديث حول هذه .. قبل أن ينقضي رمضان كليًا! ... باعتبار أن تلك .. لا علاقة لها بالصيام!
أعتذر على الإطالة .. ودمتم بخير! ^___^
عين الظلام
جزاكم الله خيرًا بكل حرف
أسأل الله تعالى أن يرفع مقامكم في الدارين لما أفدتمونا به
|
تقبل الله منّا ومنكم
بارك الله فيكِ وأجزل لكِ المثوبة
بإقتراب شهر الصيام وإثراءً للموضوع الطيّب وددت المشاركة بآية الصيام من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي حفظه الله
*****
اللمسات البيانية في آيات الصيام:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) البقرة)
موقع آيات الصيام كما جاءت في سياقها في القرآن الكريم: آيات الصوم هذه (يا أيها الذين آمنوا) إلى أواخر آيات الصوم وقعت بين آيات الشدة وذكر الصبر وما يقتضي الصبر. قبلها قال (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)) والصوم نصف الصبر كما في الحديث والصبر نصف الإيمان وتقدّمها أيضاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى (17)) هذه شدة وتحتاج إلى صبر وقبلها (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)) هذه شدة وتحتاج إلى الصبر وبعدها آيات القتال (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ (190)) (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ (191)) (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ (193)) الصوم من المشاق والقتال من المشاق والقتال يقتضي الصبر (اصبروا وصابروا ورابطوا) والصوم نصف الصبر. بعدها ذكر آيات الحج لأن الحج يقع بعد الصيام بعد شهر رمضان تبدأ أشهر الحج فذكر (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197)) ثم ذكر المريض في الحج كما ذكر المريض في الصوم وذكر الفدية في الحج ومن الفدية الصيام (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ (196)) إذن موقع آيات الصيام تقع بين آيات الصبر وما يقتضي الصبر وعموم المشقة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183))الفعل كُتب مبني للمجهول وجاء مع (عليكم) تحديداً مع أنه ورد في القرآن (إلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ (120) التوبة)؟
نلاحظ ربنا تعالى قال يا ايها الذين آمنوا ناداهم بنفسه ولم يقل (قل يا أيها الذين آمنوا) لم يخاطب الرسول وقال له قل وإنما ناداهم مباشرة لأهمية ما ناداهم إليه لأن الصيام عبادة عظيمة قديمة كتبها تعالى على من سبقنا فنادنا قال (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام)ولم يأمر الرسولrبالقول إذن نادنا مباشرة ولم ينادينا بالواسطة. استعمال كتب فيه شدة ومشقة وما يستكره من الأمور عموماً لما يقول كُتب عليكم يكون أمر فيه شدة وشقة وإلزام، في أمور مستثقلة ومن معاني كتب ألزم ووجب وفرض مثلاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى (17)) فيه شدة، (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)) شدة، (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ (216))، (وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) الحشر) أما (كُتب له) فهو في الخير (إلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ (120) التوبة)هذا خير، وفي يتامى النساء قال (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ (127) النساء) (وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (121) التوبة) كلها خير (وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ (187)). إذن كُتِب عليكم فيه شدة ومشقة وإلزام والصوم مشقة يترك الطعام والشراب والمفطرات من الفجر إلى الليل فيه مشقة لذا قال كتب عليكم ولم يقل لكم. قال تعالى (قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (12) الأنعام) أي ألزم نفسه تعالى بذلك، كتب على فيها إلزام. أحياناً تأتي كتب بدون على أو لكم. كُتب عليكم فيها شدة ومشقة وإلزام.
بناء الفعل للمجهول (كُتِب) لأن فيها مشقة لأن الله تعالى يظهر نفسه في الأمور التي فيها خير أما في الأمور المستكرهة وفي مقام الذم أحياناً يبني للمجهول مثل (حبب إليكم الإيمان وزينه في لقوبكم) و(زّين للناس حب الشهوات) مبني للمجهول التي فيها شر لا ينسبها لنفسه ومثلها آتيناهم الكتاب وأوتوا الكتاب: في مقام الذم يقول أوتوا الكتاب مطلقاً وفي مقام الخير يقول آتيناهم الكتاب. لما كان هناك مشقة على عباده قال كُتب ولم يقل كتبنا. في الأمور التي فيها خير ظاهر يظهر نفسه (كتب الله لكم) (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ (21) المائدة) هذا خير (أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ (22) المجادلة) (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (12) الأنعام) (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الأعراف) إذن البناء للمجهول في الأمور التي فيها مشقة وفيها شدة. قوله تعالى (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ (45) المائدة) هذه فيها إلزام لهم، كتب على بني إسرائيل الأمور التي شددها عليهم شدد عليهم لأنهم شددوا على أنفسهم. حرف الجر يغير الدلالة وأحياناً يصير نقيضها مثل رغب فيه يعني أحبّه ورغب عنه يعني كرهه، وضعه عليه يعني حمّله ووضعه عنه أي أنزله.
دلالة استخدام الصيام لا الصوم:هذا من خصائص التعبير القرآني لم يستعمل الصوم في العبادة وإنما استعملها في الصمت فقط (إني نذرت للرحمن صوماً). الصوم هو الإمساك والفعل صام يصوم صوماً وصياماً كلاهما مصدر وربنا استعمل الصوم للصمت وهما متقاربان في اللفظ والوزن (الصوم والصمت) واستعمل الصيام للعبادة أولاً المدة أطول (صيام) والمتعلقات أكثر من طعام وشراب ومفطرات فهو أطول فقال صيام. (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ)لم يستعمل الصوم في العبادة وهذا من خواص الاستعمال القرآني يفرد بعض الكلمات أحياناً بدلالة معينة كما ذكرنا في الرياح والريح في الغيث والمطر في وصى وأوصى ومن جملتها الصوم والصيام. في الحديث الشريف يستعمل الصوم والصيام للعبادة "الصوم لي وأنا أجزي به"، " الصوم نصف الصبر" لكن من خواص الاستعمال القرآني أنه يستعمل الصيام للعبادة.
ختمت الآية (لعلكم تتقون) فما اللمسة البيانية فيها؟قال (كما كتب على الذين من قبلكم)، قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)هذا يدل على علو هذه العبادة وعظمتها وربنا كتب هذه العبادة على الأمم التي سبقتنا معناها هذه العبادة عظيمة ولا نعلم كيفيتها لكن كان الصيام موجوداً. ثم يدل على الترغيب في هذه العبادة لأهميتها بدأ بها تعالى في الأمم السابقة ثم أن الأمور إذا عمّت هانت والصيام ليس بِدعاً لكم وإنما هي موجودة في السابق فإذن هذا الأمر يدل على أهميتها ويدل على تهوينها أنها ليس لكم وحدكم وإنما هي مسألة قديمة كما كتبت عليكم كتبت على الذين من قبلكم. كلمة (تتقون) أطلقها ولم يقل تتقون كذا كما جاء اتقوا النار أو اتقوا ربكم يحتمل أشياء مرادة تحتمل تتقون المحرمات وتحذرون من المعاصي لأن الصوم يكسر الشهوة ويهذبها (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يتسطع فعليه بالصوم فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) الصوم من هذه الناحية وقاء للشاب يكسر الشهوة ويحُدّها. تتقون المفطرات والاخلال بأدائها أي تحفظون الصيام وتتقون المفطرات الإخلال بأشياء تؤدي إلى ذهاب الصوم، لعلكم تتقون تحتمل تصلون إلى منزلة التقوى وتكونوا من المتقين فإذن فيها احتمالات عديدة وهي كلها مُرادة. إذا كان تتقون المعاصي فهي تحتمل لأن الصوم يكسر الشهوة وإذا كان تتقون المفطرات تحتمل وإذا كانت تصل إلى منزلة التقوى أيضاً تحتمل. في هذا السياق تكرر ذكر التقوى والمتقين قال (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)) (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)) (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)) (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)) (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)) تكررت التقوى في السياق وهي مناسبة لأنه في أول السورة قال تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)). في عموم السورة إطلاق التقوى. وسورة البقرة تردد فيها التقوى ومشتقاتها 36 مرة. التقوى فِعلها وقى وقى نفسه أي حفظ نفسه وحذر، المتقون أي حفظوا نفسهم من الأشياء التي ينبغي أن يبتعدوا عنها. قسم يقول أن التقوى هي أن لا يرك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك يعني الابتعاد عن المحرمات والانهماك في الطاعات هذه هي التقوى. جاءت التقوى في سورة البقرة على الإطلاق ومنها قوله (لعلكم تتقون) يعني تتقون أي شيء عموماً.
(أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ)لماذا معدودات وليس معدودة؟
فيها أمران من حيث اللغة قد يكون معدودات تقليلاً لها لأن معدودة أكثر، معدودات قليلة. الجمع في غير العاقل معدودات تدل على القلة ومعدودة تدل على الكثرة هذا قياس في اللغة. في غير العاقل المفرد يدل على الكثرة والجمع يدل على القلة حتى يذكرون بقولهم: الجذوع انكسرت (الجذوع كثرة فاستعمل انكسرت بالمفرد) والأجذاع إنكسرن (الأجذاع قِلّة فاستعمل انكسرن بالجمع) وفي الآية (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ (36) التوبة). جمع القلة يكون من واحد إلى عشرة، قالوا(أياماً معدودات) تقليلاً لهن تهويناً للصائم. وقسم يقول أنها في أول فرض العبادة كانت ثلاثة أيام في كل شهر ولم يبدأ بالشهر كاملاً ثم نُسِخ وجاء شهر رمضان فصارت معدودات، ثم قال شهر رمضان بعد هذه الأيام. المعدودات تدل على القلة (حتى العشرة) ومعدودة أكثر من عشرة وإذا رجعنا إلى طتب التاريخ العرب تؤرخ بالليالي (لثلاث خلون، لأربع خلون يأتي بها بالجمع) (لإحدى عشرة ليلة خلت يأتي بها بالمفرد تدل على الكثرة) حتى نلاحظ في العدد نقول ثلاثة رجال، عشرة رجال، إحد عشر رجلاً، مائة رجل، مليون رجل.
أياماً ما هواليوم؟ المشهور الأيام بمقابل الليالي (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا (7) الحاقة)
(فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)لماذا على سفر؟
يقال لأنه أباح للمتهيء للسفر أن يفطر إذا اشتغل بالسفر قبل الفجر، على سفر أي لم يسافر وإنما هو متهيئ للسفر مثل (وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ (283)) أي تتهيأون. (على سفر) لا تعني أنه سافر بالفعل وكثير من الفقهاء قالوا على سفر أي أباح للمتهيء للسفر وإن لم يكن مسافراً وقالوا لو كان للمسافر يعني المهتيئ للسفر لا يحق له الإفطار. لذا قال أو على سفر معناه أباح للمتهيء للسفر أن يفطر.
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
كلمة يطيقونه فيها كلام قسم قال المقصود في بدء فرض الإسلام عند بداية الفريضة أنهم لم يكونوا متعودين على الصوم فمن شاء يصوم ومن شاء يفدي في زمن الرسولrلما نزلت هذه الآية كأنهم فهموا أنهم مخيّرون بين الصوم والافطار. ما المقصود بـ (يطيق)؟ قسم قالوا هذه الآية نسخت لأنه فعلاً في أول الاسلام كانوا مخيرين من شاء يفطر ويفدي ومن شاء يصوم. وقسم قال أطاق أي تكلفه بمشقة وصعوبة وتكون الهمزة للسلب يعني سلبت طاقته وجهده. الفعل الثلاثي طاق أي تحمل وأطاق فيها خلاف ما هذه الهمزة؟ هل أطاقه بمعنى قدر عليه؟ أو همزة السلب أي سلب طاقته؟ يعني الذي لا يستطيع الصوم يسلب طاقته بحيث لا يتمكن أن يصوم فيفدي (طعام مسكين) وإذا كانت بمعنى التحمّل يصوم (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ) الصيام أفضل. الفدية مرهونة بعدم الصيام وعدم الصيام هو أحد أمرين إذا كان كما يقولون أنه في أول الاسلام كان المسلمون مخيرين في الافطار ودفع الفدية أو الصوم والصوم خير وإن كان غير ذلك أن الهمزة للسلب تبقى على دلالتها وليست منسوخة فالذي لا يستطيع أن يصوم والصوم يسلب طاقته بحيث لا يتمكن من الصوم فرب العالمين رخص الله تعالى بالفدية كالشيخ الكبير الهِرم والمريض الذي لا يرجى شفاؤه. تبقى على دلالتها مستمرة ليس فيها نسخ إذا جعلت للسلب والحكم عام ساري إلى يوم القيامة.
سؤال من المقدم:(وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ) ما اللمسات البيانية في هذه الآية؟
الآيى التي ذكرنا جزءاً منها في الحلقة الماضية (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) فذكرنا ما المقصود بـ على سفر والذين يطيقونه وفمن تطوع خيراً فهو خير له بأن زاد على القدر المذكور أو فعل أكثر من المطلوب يُطعم مسكينين أو أكثر أو جمع بين الصيام والفدية وبين الإطعام والصيام وقال وأن تصوموا خير لكم يعني أيها الأصحاء أن تصوموا خير لكم ملتفتاً من الغيبة إلى المخاطب تحوّل الضمير من الغائب (على الذين يطيقونه) إلى المخاطب (وأن تصوموا). كان يمكن أن يقال في غير القرآن لم يقل وأن يصوموا لكنه التفت من الغيبة إلى الخطاب لئلا يخص المرضى والمسافرين لأنه لو قال لو يصوموا خير لهم هذا يخص المرضى والمسافرين وتتداخل مع قوله (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ) لكن هذه أعم كل من هو مرخص له بالإفطار من صام خير له وليس فقط هؤلاء وخاصة وإذا صح الكلام أنه في أول الصيام كان مخيراً بين الفدية والإطعام قبل أن يفرض شهر رمضان، كان مخيراً إما يصوم أو يخرج فدية لما قال أن تصوموا خير لكم دخل الجميع فيه لكن لو قال وأن يصوموا لكان يخص المرضى والمسافرين فقط بينما لما قال وأن تصوموا شمل الجميع المرخّص لهم وغيرهم وليس خاصاً بالمرضى والمسافرين فهذا الالتفات كان للجمع وهذا اسمه إلتفات في الخطاب.
فكرة عامة عن الآية:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)):
الملاحظ أنه ذكر الفريضة أولاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) لم يحدد وقتاً ولا مدة ولا شيء وإنما ذكر الفريضة ثم بعدها ذكر الأيام مبهمة قال (أياماً معدودات)، إذن ذكر الفريضة ثم ذكر أيام معدودات مبهمة لم يُحّددها ثم بيّن بقوله (شهر رمضان) هذا فيما بعد، الآن تعيّن الوقت للصيام وحدد بقوله (شهر رمضان) إذن أصبح الفريضة هي صيام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أي الذي ابتدأ فيه نزول القرآن من اللوح المحفوظ جملة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل منجماً فيما بعد على مدى ثلاث وعشرون سنة. (أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) فيها دلالتان إما ما ذكرناه الآن أي ابتداء إنزال القرآن فيه أو أنزل في شأنه القرآن أي في تعظيمة، أُنزل في الكلام عنه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وفي بيان تعظيم هذا الشهر. إذن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) فيها دلالتان أنه نزل فيه وأنه أُنزل في شأنه القرآن وهو من باب تعظيم هذا الشهر كما نقول قال فيه كلاماً طيباً والاحتمالان مرادان لما قال (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي أنزلناه في ليلة القدر وأنزل في تعظيمها قرآن. (الذي أنزل فيه) يعود الضمير على الشهر كله. فقال (أُنزل فيه القرآن) ولم يقل أنزلنا فيه القرآن لأنه يتكلم على شهر رمضان وليس على مُنزِله لو قال أنزلنا يكون الكلام عن الله وليس على الشهر لو قال أنزلنا يعود إلى ضمير المتكلم لكنه يريد الكلام على الشهر قال أنزل تعظيماً لهذا الشهر وليس على منزل هذا القرآن. بينما قال أنزلنا الحديد تعظيماً لله تعالى وعظمته والنعمة التي أنعمها على خلقه. (تنزيل من حكيم حميد) أنزل إليك ثم قال من لدن حكيم حميد لأن الكلام عن الكتاب وتعظيم الكتاب وليس عن الله . لهذا قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) السياق في الشهر وليس على مُنزل القرآن لو قال أنزلنا يكون الكلام عن الله . سياق الكلام على شهر رمضان وليس على مُنزل القرآن أي ليس الكلام عن الله تعالى فالكلام كله يتعلق بالشهر وليس بالمنزل لهذا قال أُنزل فيه القرآن الفعل مبني للمجهول والفاعل مُضمر محذوف ليس له ذكر لأن الكلام على الشهر الذي أُنزل فيه القرآن وليس على الذي أنزل القرآن. كل السياق هكذا لذا قال أنزل فيه القرآن.
سؤال من المقدم:في الآية قبلها قال (أياماً معدودات) جمع قلة والشهر ثلاثون يوماً وجمع القلة حتى العشرة فكيف نفهمها؟
يجوز من باب البلاغة للتكثير يجوز وضع أحدهما مكان الآخر كما يستعمل القريب للبعيد والبعيد للقريب لكن قلنا هنالك أمران الأمر الأول أنه تهوين الأمر على الصائمين أنه شهر، أياماً معدودة وهو لا يقاس بالنسبة للأجر أنت تدفع هذه الأيام بالنسبة لما في الأجر فهي قليلة جداً، أنت تدفع هذه الأيام بالنسبة للأجر لا يقاس بأجره العظيم لما فيه من عظمة الأجر جزاء هذا الذي تعمله شيء قليل وليس كثيراً هذا ثمن قليل لما سيعطيك ربك هذا ثمن قليلة فهي معدودات. ومن ناحية قالوا أن الصيام كان فعلاً ثلاثة أيام في الشهر (أياماً معدودات) وكان مخيراً بين الفدية والصيام، فإذن كان فعلاً اياماً معدودات (ثلاثة أيام) إذن تؤخذ من باب التهوين وأنها هي قليلة بالنسبة لما سيعطيك الله تعالى فهي قليلة وتهوينها على الصائم وهي فعلاً كانت كذلك فهي إذن هي أيام معدودات.
سؤال من المقدم:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)ما إعراب كلمة هدى؟
فيها احتمالان أن تكون حال أي (هادياً للناس) أُنزل القرآن هادياً للناس أو مفعول لأجله أي لأجل هداية الناس. المفعول لأجله لا يشترط أن يسبق بلام وإنما هذا معنى المفعول لأجله وليس لازماً (فعل ذلك ابتغاء مرضاة الله) لم يقل لابتغاء مرضاة الله، معنى اللام أو معنى من ولكن هي في المعنى هكذا (يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ (19) البقرة) من الحذر، (حذر) مفعول لأجله. المفعول لأجله بيان عِلّة الفعل وسبب حدوث الفعل أي السبب الذي من أجله حدث الفعل سواء كان علّة مبتغاة كما تقول أدرس طلباً للنجاح هذه علة مبتغاة غير موجودة أو هي الدافع للنجاح. تقول قعد جبناً ليس لابتغاء الجبن لكن الجبن سبب قعوده، الجبن هو علة القعود. إما أن يكون هنالك أمر غير موجود يبتغيه الشخص كابتغاء مرضاة الله وإما يكون السبب الدافع قتل نفسه أسفاً مثلاً أو قعد خوفاً، هذه العلة الدافعة للفعل وليست لابتغاء الفعل. إذن المفعول لأجله نوعين إما أن يبتغي شيئاً غير موجود أو أن يكون هو الدافع لطلب الفعل علّة موجودة في نفسه دفعته إلى القيام بهذا الفعل. (هدى للناس) في الآية هداية للناس الهداية غير موجودة لولا القرآن، لولا القرآن لم تكن هنالك هداية فإذن هي ابتغاء علة لم تكن حاصلة لكن بالقرآن يحصل هذا الأمر. فإذن فيها أمرين: إما حال وإما مفعول لأجله، بهذه الطريقة يجمع معنيين معنى الحالية ومعنى المفعول لأجله ولو أراد الحالية لقال هادياً للناس وهناك فرق بين الحال والمفعول لأجله الحال يبين هيئة صاحبه. إذا أراد الحالية قال (هادياً ) إذا أراد التنصيص على الحالية يقول هادياً. ما الفرق بين هادياً وهدى؟ هادياً إسم فاعل وهدى مصدر وهناك فرق كبير بينهما حتى لو كان التنصيص على الحاليّة في غير هذا فهناك فرق كبير المصدر وإسم الفاع، فرق كبير بين أقبل راكضاً وأقبل ركضاً وكلتاهما حال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً (15) الأنفال) ما قال زاحفين هذه حال، (يأتينك سعياً) لم يقل ساعيات مع أنها حال لكن لماذا اختار؟ إسم الفاعل أو الوصف عموماً يدل على الحدث وذات الفاعل أي شيئين لما تقول قائم القيام مع الشخص الذي اتصف به، الحدث وذات الفاعل، إذن قائم فيها شيئين الحدث وهو القيام وذات الفاعل لكن القيام هو المصدر المجرد ليس فيه نفس الارتباط الذي مع اسم الفاعل. لما تقول أقبل راكضاً، راكضاً يدل على الحدث وصاحب الحدث، أقبل ركضاً تحوّل الشخص إلى مصدر، هو صار ركضاً. ولذلك هذا ليس قياساً عند الجمهور مع أنه يقع كثيراً وربنا تعالى لما ذكر إبراهيم (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا (260) البقرة) ما قال ساعيات اي ليس فيهن شيء يُثقلهن من المادة يتحولن من أقصى الهمود إلى حركة أي هنّ أصبحن سعياً ولو قال ساعيات يعني فيها صفة من الصفات فيها الحدث وصاحب الحدث، هناك فرق أقبل ماشياً أقبل مشياً ليس فقط ماشياً وإنما تحوّل إلى مشي.
(الذي أُنزل فيه القرآن هدى)يذكرون في الإخبار المصدر عن الذات أو العكس أو الوصف: محمد ساعٍ، محمد سعيٌ، محمد شاعٍ عادي لكن محمد سعيٌ هذا لا يجوز إلا على ضرب من التجوز أي محمد تحوّل إلى سعي لذا قالوا هذا لا يجوز إلا على ضرب من التجوّز لذلك لما قال تعالى لنوحu(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ (46) هود) لم يقل عامل أي إبنك تحول إلى كتلة عمل غير صالحة لم يبق فيه شيء من البشرية. في موطن آخر (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (135) الأنعام) عمل غير صالح تحول إلى كتلة عمل غير صالح ليس فيها شيء من الإنسانية والبشرية ولذلك هذا لا يجوز إلا على ضرب من التجوّز والمبالغة. طبيعي أن تقول إنه عملاً بالنصب هذا تعبير طبيعي، إنه عملٌ لا يجوز إلا على ضرب من التجوّز والمبالغة. قال تعالى (وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى (189) البقرة) البِر مصدر ومن اتقى شخص، كيف البر هو الذي اتقى؟ البارّ هو الذي يتقي وليس البِرّ، البارّ من اتقى وليس البر، البِرّ عمل وهو فعل الخير، لو تحول البر إلى شخص لكان شخصاً متقياً. فهم القرآن وأسراره هذا اختصاص والآخرين غير مكلفين بهذا وبوابة الدخول لفهم القرآن معرفة اللغة العربية والقدامى اشترطوا فيمن من ينظر في القرآن يريد أن يفسِّره قالوا التبحر في علم اللغة والبلاغة والتصريف والاشتقاق ولم يقولوا معرفة اللغة.
(هدى للناس)هدى لها إعرابان إما حال وإما مفعول لأجله والاثنان مطلوبان لأنه لو أراد الحالية لقال هادياً.
المعنى الدلالي للمفعول لأجله هو بيان العلة. (بينات) (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات) أي وأُنزِل آيات بينات واضحات الدلالة، (وبينات) الواو حرف عطف، بينات معطوفة على هدى، العطف يصح من دون تقدير، مثل أقبل محمد وخالد أي أقبل محمد وأقبل خالد، لا يحتاج إلى تقدير فعل مغاير هنا افعل واحد إذن أُنزِل آيات بينات واضحات الدلالة أُنزل هدى للناس وأُنزل آيات بينات واضحات الدلالة من الهدى والفرقان (بينات صفة منصوبة)، الصفة لا نقصد إعرابها نعتاً ولكن هي صفة يعني إما إسم فاعل أو إسم مفعول أو صفة مشبهة أو صيغ مبالغة أو إسم تفضيل هذه تسمى صفات وهذه صفة مشبهة (فيعل) مثل ميّت، جيّد، طيّب، ليّن، هيّن، بيّن، هذه صفات مشبهة. هنا أُنزل آيات بينات واضحات الدلالة فتكون بيّنات حال لأنها مصدر والمفعول لأجله لا بد أن يكون مصدراً هذا ليس مصدراً وإنما صفة مشبهة والحال إسم فضلة منصوب أما المفعول لأجله فلا بد أن يكون مصدراً مصدر فضلة مفيد عِلأّة (فضلة يعني لا مسند إليه ولا مُسند، والركن هو المسند والمسند إليه)، (بينات) حال. الفرقان أي الفارق بين الحق والباطل أي أُنزل بينات من الهدى، هو هدى للناس هذا للعموم وفيه آيات بينات تبين الحجج الدامغة على أنه من عند الله هذه هدى وفيها أحطام عظيمة جداً تهدي الناس. هدى للناس هذه عامة، وبينات من الهدى والفرقان خاصة. في أول سورة البقرة قال (هدى للمتقين) هنا قال (هدى للناس) والآيتين في البقرة فإذن القرآن فيه هداية عامة وفيه هداية خاصة (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)، هداية عامة (هدى للناس) (وبينات من الهدى) فيه آيات بينات تستدل منها على أن هذا القرآن قطعاً من فوق سبع سموات، فيه دلائل آيات واضحة تحتج بها على أن هذا القرآن هو من عند الله وهناك آيات أحكام هادية للناس في معاملاتهم تفرق بين الحق والباطل إذن هناك هداية عامة وهداية خاصة واستخدم الكلمتين بالمعنيين هنا، هدى للناس هدى عام وبينات من الهدى هدى خاص إذن نوعين هداية هداية عامة وهداية خاصة. الفرقان يفرق بين الحق والباطل، والفرقان تأتي ليس خاصة فقط بالقرآن، (قرآناً فرقناه) نزل مفرّقاً بين الحق والباطل. الفاروق صفة مبالغة (فاعول) والفرقان مصدر وهي أقوى.
سؤال من المقدم:(فمن شهد منكم الشهر) كيف يشهد الشهر؟ هل يراه مثلاً؟
(فمن شهد) أي من كان حاضراً غير مسافر، من كان مقيماً وليس مسافراً شهد الشهر ليس شاهد الهلال أو رأى الهلال. تقول أشهِدت معنا؟ أي كنت حاضراً معنا؟. (فمن شهد) أي من كان حاضراً (وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) وشرط الشهادة أن تكون حاضراً وليس مسافراً لأنه ذكر المسافر فيما بعد. أي من شهد منكم الشهر أي من حضره. ثم قال (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) لم يقل من كان منكم مريضاً كما قال ومن شهد منكم الشهر. قال في الأولى كُتب عليكم الصيام باستخدام عليكم فلماذا قال منكم؟ قال كُتب عليكم، الفرق في الاية الأولى قال (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) تقدمها قوله (كما كتب على الذين من قبلكم) لو قال فمن كان مريضاً ما قال منكم كات يُظن أن هذا حكم الأولين وليس لنا هذا الحكم (أي منكم وليس من الذين من قبلكم). هنا قيّد فلا بد أن يذكر (منكم) لئلا ينصرف المعنى للذين من قبلكم، إنما ليس لها نفس المكان في الثانية (ومن كان مريضاً) وليس في القرآن ولا حرف زائد مطلقاً. لم يقل تعالى (وأن تصوموا خير لكم) كما قال في سابقتها لأنه إذا قرأنا الآية نفسها (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) قال يريد بكم اليسر فكيف يقول أن تصوموا خير لكم؟ وهذا من تمام رأفته ورحمته بنا .
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك ربي فيكي وجعل هذا الموضوع نورًا لك يوم القيامة
|
يقول الله تعالى ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)
من فوائد هذه الآيات :
•وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن به فلاح الامة وسبب تميزها
•الافتراق والاختلاف الواقع في هذه الأمة في قضايا الإعتقاد فيه مشابهه لمن سبق من أهل الكتاب
المرجع (المختصر في تفسير القرآن الكريم )
|
قال الله جل وعلا في سورة آل عمران: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)"
أي: يا معشر من صدّق الله ورسوله =" اتقوا الله "، خافوا الله ورَاقبوه بطاعته واجتناب معاصيه =" حقّ تُقاته "، حقّ خوفه، (12) وهو أن يُطاع فلا يُعصى، ويُشكر فلا يكفر، ويُذكر فلا يُنسى = " ولا تموتن "، أيها المؤمنون بالله ورسوله =" إلا وأنتم مسلمون " لربكم، مذعنون له بالطاعة. مخلصون له الألوهةَ والعبادة.
واختلف المفسرون هل هي منسوخة بقوله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم" أم لا؟ فمن قال إنها محكمة غير منسوخة قالوا: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته "، فإن لم تفعلوا ولم تستطيعوا، فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. وهو القول الراجح بالجمع بين الآيتين.
المصدر:
تفسير الطبري
تفسير القرطبي
|
.
.
قال تعالى .. "
يَأَيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَ لا تمُوتُنّ إِلا وَ أَنتُم مّسلِمُونَ (102) وَ اعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَت اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلّف بَينَ قُلُوبِكُمْ فَأَصبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَ كُنتُمْ عَلى شفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنهَا كَذَلِك يُبَينُ اللّهُ لَكُمْ ءَايَتِهِ لَعَلّكمْ تهْتَدُونَ (103) وَ لْتَكُن مِّنكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إِلى الخَْيرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالمَْعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولَئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَ لا تَكُونُوا كالّذِينَ تَفَرّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَت وَ أُولَئك لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَض وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌ فَأَمّا الّذِينَ اسوَدّت وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَنِكُمْ
فَذُوقُوا الْعَذَاب بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَ أَمّا الّذِينَ ابْيَضت وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ (107) "
آل عمران
.
وَقفات تدبُّريَّة
- " يَأَيهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَ لا تمُوتُنّ إِلا وَ أَنتُم مّسلِمُونَ "
المقصود بـ ( تقوى الله حقَّ تُقاته )
قال السلف ؛ ابن مسعود وغيره؛ كالحسن وعكرمة وقتادة ومقاتل :
" حقَّ تُقاته : أن يُطاع فلا يُعصى ، أن يُشكر فلا يُكفَر ، وأن يُذكَر فلا يُنسى " ابن تيمية:116/2
.
- " وَ اعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوا "
*دلالة كلمة ( جميعاً ) في الأمر بالعتصام في الآية
أي : لا تدعو أحداً منكم يشذ عنها، بل كُلما عثرتم على أحدٍ فارقها -ولو قيد شبر- فردُّوهُ إليها، ولا تُناظروه، ولا تُهملوا أمر،
ولا تغفلوا عنه؛ فيختل النظام؛ وتتعبوا على الدوام ، بل (لن) تزالوا كالرابط ربطاً شديداً حزمة نبل بحبلٍ ، لا يدع واحدة منها تنفرد عن الأخرى . البقاعي 131/2
** ليس كُل اختلاف في وجهات النظر يُعتبر تفرُّقاً وتمزُّقاً
وليس فيه دليل على تحريم الاختلاف في الفروع ، فإن ذل ليس اختلافاً؛ إذ الاختلاف ما يُتعذَّر معهُ الائتلاف والاجتماع،
وأما حكم مسائل الاجتهاد فإن الاختلاف فيها بسبب استخراج الفرائض ، ودقائق معاني الشرع ، وما زالت الصحابة يختلفون في أحكام الحوادث، وهم مع ذلك مُتآلفون. القرطبي241/5
.
- " وَ لْتَكُن مِّنكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إِلى الخَْيرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالمَْعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولَئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
مراتب الناس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الناس في تغيير المنكر والأمر بالمعروف على مراتب: ففرض العلماء فيه تنبيه الحكَّام والولاة؛ وحملهم على جادة العلم ، وفرض الولاة تغييره بقوتهم وسلطانهم...
وفرض سائر الناس رفعه إلى الحُكَّام والولاة بعد النهي عنهُ قولاً ؛ وهذا في المُنكر الذي لهُ دوام ، وأما إن رأى أحد نازلة بديهة من المنكر؛ كالسلب ونحوه، فيُغيِّرها بنفسه بحسب الحال والقدرة. ابن عطية:486/1
.
- " وَ أَمّا الّذِينَ ابْيَضت وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ "
سبب التعبير عن دخول الجنة بالرحمة.
( ففي رحمة الله ) أي:الجنة؛ فهو من التعبير بالحال عن المحل ...
وإنما عبَّر بالرحمة إشعاراً بأنَّ المُؤمن وإن استغرق عُمره في طاعة الله فإنه لا ينال ما ينال إلا برحمته تعالى. الألوسي26/4
.
.
|
قال تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"
قوله : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) قيل ( بحبل الله ) أي : بعهد الله ، كما قال في الآية بعدها : ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس )[ آل عمران : 112 ] أي بعهد وذمة وقيل : ( بحبل من الله ) يعني : القرآن ، كما في حديث الحارث الأعور ، عن علي مرفوعا في صفة القرآن : " هو حبل الله المتين ، وصراطه المستقيم " .
وقوله : ( ولا تفرقوا ) أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة ، وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يرضى لكم ثلاثا ، ويسخط لكم ثلاثا ، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، ويسخط لكم ثلاثا : قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال " .
وقد ضمنت لهم العصمة ، عند اتفاقهم ، من الخطأ ، كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضا ، وخيف عليهم الافتراق ، والاختلاف ، وقد وقع ذلك في هذه الأمة فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة ، منها فرقة ناجية إلى الجنة ومسلمة من عذاب النار ، وهم الذين على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
وقوله : ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا [ وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ] ) إلى آخر الآية ، وهذا السياق في شأن الأوس والخزرج ، فإنه كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية ، وعداوة شديدة وضغائن ، وإحن وذحول طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم ، فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه من دخل منهم ، صاروا إخوانا متحابين بجلال الله ، متواصلين في ذات الله ، متعاونين على البر والتقوى ، قال الله تعالى : ( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم [ إنه عزيز حكيم ] )[ الأنفال : 62 ] وكانوا على شفا حفرة من النار بسبب كفرهم ، فأبعدهم الله منها : أن هداهم للإيمان . وقد امتن عليهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قسم غنائم حنين ، فعتب من عتب منهم لما فضل عليهم في القسمة بما أراه الله ، فخطبهم فقال : يا معشر الأنصار ، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ، وعالة فأغناكم الله بي ؟ " كلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله أمن .
والله أعلم .
المصدر: تفسير ابن كثير
|
|
وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)
وهكذا قال هاهنا : ( وما يفعلوا من خير فلن يكفروه ) أي : لا يضيع عند الله بل يجزيكم به أوفر الجزاء . ( والله عليم بالمتقين ) أي : لا يخفى عليه عمل عامل ، ولا يضيع لديه أجر من أحسن عملا .
المفضلات