الرسالة التاسعة من كتيب ( لأنكِ غالية ) لعبدالمحسن الأحمد
(( التبرج والسفور ))
حديث سمعته قاله من لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه حديث أقض مضجعي فلم أنم وأذرف دمعتي من حرقة الألم
وطال تفكيري بتلك الأخت الغالية التي سيسكن قصرها غيرها وسيستمتع بفرشها غيرها وسيأمر خدمها غيرها
تلك الفتاة التي أنعم عليها ربها بسمعها وبصرها وأكمل لها حسنها وخلقها ثم أمرها بما ينفعها ونهاها عما يضرها وزين جنته لنزولها وأجرى من تحته أنهارها وأنبت الله على شواطئها أشجارها
الولدان والخدم ينتظرونها والملائكة الكرام حافين بالقصر يستشرفونها فسبحان من أمرهم بالسلام عليها وحتى إلى قصرها يزفونها
نعم والله قد تهيأوا يرتقبونها فأما التاج لها فأعد والموائد بكل ما تشتهيه تمتد
فإذا بالضعيفة المسكينة تتنكب عن سبيلها وتقوم خصمة لربها كشفت الزينة التي أمرت بسترها واستمعت الأغاني التي أمرت بهجرها
ربها ينظر إليها ويحلم ويزيدها من النعيم ويكرم فإذا هي تغتر بستره عليها اشترت لعنته بشعرات تنتفها من حاجبيها لبست البنطال وتشبهت بالرجال فحلت لعنة الله عليها باعت حرير الجنان بعباءة على كتفها رخيصة فيا لخسرانها
قال عليه الصلاة والسلام : " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " رواه مسلم
فاستحقت بعصيانها بدلاً عن الجنة نارا وعن أساور الذهب قيوداً وأغلالا وعن شراب السلسبيل حمماً من الصديد وماء يشوي الوجوه
فلو رأيتها بعد ذاك الكبر والغرور وهي تحشر على وجهها يوم البعث والنشور تحشر مع من أحبتهم وتشبهت بهم من الغرب وأهل الطرب والتبرج والسفور فما أذلها وأحقرها
قال الله تعالى { سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ْصَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُون }
فقد صح الخبر عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام حينما قال : " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة فكيف يصنعن النساء بذيولهن قال يرخين شبرا فقالت إذا تنكشف أقدامهن قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه" رواه الترمذي
سبحان الله لهذا الحد ديننا لا يجيز أن تنكشف أطراف الأقدام ؟
التي ليس فيها عينان مكحلتان ولا شفاه ولا خدود ( سبحان الله ) !
فإذا كان الحكيم حرم هذا لمنع الفتنة فكيف بموضع جمال المرأة ( وجهها ) ؟
لأجل هذا قالت عائشة رضي الله عنها في قصة حادثة الإفك ( فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ) رواه البخاري
بل قال تعالى { وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ }
حتى صوت الأقدام وضربها في الأرض لكي لا يتحرك قلب الرجل فكيف بمن أبدت وأظهرت الزينة ؟
وبدلاً من أن تكون العباءة حاجبة للزينة أصبحت هي في ذاتها زينة فسبحان الله
{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }
وقال تعالى { فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ }
لكن نقول لمن غرها حلم الله عليها
اعلمي أن غيرك ممن تحشمت بحجابها كتب لها عظيم الأجر وأعد لها عند ربها جنات ونهر
أما من تعرضت لغضب الجبار فخرجت بحجاب يجلب الأنظار فيراها ذاك ويفتن والآخر يراها فيخاف عليها ويحزن وهي بذلك تحمل أ وزارها وأوزارهم وهي لا تعلم
{ لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }
فيأتي آلاف الناس يوم القيامة يتعلقون بعنقها وهي كسيرة عارية حافية بين يدي ربها فيا خسرانها !!!
أسأل الله لي ولكم الهداية والثبات
المفضلات