أؤيد هذه الجملة
بعض الحقائق في سرها أسمى، وفي جهرها جلدٌ للعلاقات والأفكار..
ذكرني كلامكَ بالمؤلف المنفلوطي والذي يرى أن للكتابة أسرارًا لا يجبُ أن يُطلع الكاتب عليها غيره..
فكتابتك وصناعتك لها سرٌّ تتميز به، وأجده محقًّا خاصةً في زمننا الحاضر..
وكذا تذكرتُ كلام أحد الأطباء والمختصصين في مجال العلاقات.. وقوله إن الفتاة إن كانت لديها علاقةٌ قبل الزواج.. وانتهت
فالأفضل ألا تقول ذلك لزوجها، حتى لو أصرَّ على ذلك، لأن المرأة تغفر مهما كان الجرم من الرجل إن اعترف لها، فهي بذلك
تراه قد أمِنها ويهمها أنها الآن له ومعه..
أما الرجل فمهما حاول أن ينسى سيظل الموضوع في ذهنه مهما حاول له دفعًا..
وكلامه هذا لا يعني به تشجيع العلاقة قبل الزواج لكن يعني به ماذا تفعل الفتاة إن وقعت في الأمر وانتهت منه..
أضيفُ إلى كلامه: أن تحاول الفتاة الستر على نفسها وإنهاء الوضع بنفسها.. وهناك نماذج كثيرة قامت بذلك..
بدل أن تُكتشف فيحصل ما لا تُحمد عقباه، أو يتطور الأمر..
وسيظل ذلك سرًّا أفضل من أن تراه في عيون من تُفشي لهم السر..
وعليه فإن بعضهم قد يُحب في حياته مرةً لكن من الحكمة ألا يتكلم..
أيضًا الأسرار العائلية والعلاقات الخاصة بين الأم والأب لا يحق لنا أن نخبر بها أحدًا بزعم أنه صديق أو أن صديقتي يجب أن
تعرف ما في بيتي؛ دلالةً على صدق وفائي ومحبتي لها.. فكم هُدمت بيوتٌ لأجل هذا.. وهذه الأسرار هي ليست حقًّا
لكِ بل جميع من نقلتِ عنهم الحكاية تخصهم ومن حقهم عليكِ أن تستأذنيهم قبل إفشاء أي شيء عنهم..
في حياة الإنسان هناك أمورٌ يجب أن يعتبرها سره وأمورًا لا يستطيع إفشاءها، حتى في مجال الخير من الجميل لو
جعلنا لأنفسنا عملًا ندّخره عند رب العباد وندعو به، سرٌّ نعلم أننا نريده للآخرة فقط.. لا ليُقال: محسنٌ أو ما شاء الله فعل كذا..
ولستُ أعني ما اتُفقَ عليه بين العلماء أن لا يُخفى عن الزوج أو الخاطب العيوب الأساسية أو الأمراض التي عند الفتاة والعكس..
بل بعض الأمور التي من المصلحة سترها وعدم نشرها.. والمرء يستطيع أن يوازن بين ما يعلم أنه يضره أو ينفعه نظريًّا..
ألا ترون أننا إن وُضعنا موضع خطرٍ حاولنا الحذر ما استطعنا؟
ومع تدريب النفس، سنستطيع أيضًا أن نكتم سر الآخرين، ونكون موضع ثقة..
وإلا فسنكون كما قال الشاعر: إذا ضاقَ صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسهِ
** فصدرُ الذي يستودعُ السرَّ أضيقُ
.
.
.
المفضلات