كيف حالكم جميعاً ؟
لا أجيدُ المقدّماتِ لذا سأختصر
نظراً لصعوبةِ إجراء المقابلاتِ مع الفتيات، خصوصاً إذا كان المقدّمُ فتى، لذا بدءاً من الآن سيُعرض برنامجُ الورقاتِ المخفيّة لحوّاء، معي –بإذن الله-. كما تعلمون، فهذه نسخةٌ مطورة من برنامج كشف الورقات المخفيّة، حيثُ أضفنا بعض الفقرات لتزيد من متعة البرنامج، و لتزيد أيضاً من متابعيه و مشجّعيه.
الفقرات:
---·--فقرة الأسئلةالعامة (20 سؤال يجب الجواب على 15 منها(.
---·--فقرة ضد / مع (20سؤال مجبرة الجواب عليها).
---·--فقرة أبيض وأسود (20 سؤال مجبرة الجواب عليها).
---·--فقرة الحقيقة (17 سؤال مجبرة الجواب على 15منها).
---·--فقرة خير الكلامِ ما قلَّ و دل (تعبّر بكلمة واحدة عن 10 اسماء من 11).
ضيفتُنا اليوم أحبّائي، لا تخفى على أيّ عضوٍ هُنا، فهي مميزة بحق –ماشاءالله تبارك الله-، تأتينا دائماً بمواضيع مميّزة في كلّ مرة، ردودها منسّقة جميلة، أخلاقُها عالية.. مشرفةٌ استحقّت الإشراف و بجدارة =).
للذكرى حنين، و هل يخفى القمر ؟
مُلاحظة: أنا سأكتبُ باللون الوردي، أما هي فستكون بالبني.
-
بدايةً عزيزتي، كيف حالكِ ؟
الحمد لله بخير حال، أتمنى أن تكونوا جميعًا بخيرٍ وعافية.
هل أنتِ مستعدةٌ للأسئلةِ التي ستقابلينها ؟
أجل مستعدة ^^.
إذاً لنبدأ على بركةِ الله ^.^
على بركة الله .
-
1. ما المقصود بإحدى مشاركاتكِ القائلة: "أحياناً أجدُ الوقتَ يُنادي أُناساً و يتركُني" ؟
قصدتُ أني: أجدُ أني أبحثُ عن أوقات أتفرّغ فيها؛ لأكتب أو لأضع طاقتي، فلا أجد.. أحس أني في حالة أريد فيها الكتابة كثيرًا، لكن أكون في منتصف عملي أو منتصف حل واجباتي.. أو أكون مشغولة فيرد اتصال مهم فلا أطيل رغم رغبتي بالطول؛ لأجل الوقت.. لكنه يتركني..
بينما أجد بعضهم يقول: ملل، فراغ، لا أعلم ماذا أفعل، اليوم مرّ كالسابق.. ما صار ذلك إلا لأن وقتهم خالٍ من المشاغل، فكأنه يأتيهم ويناديهم؛ ليشغلوه بينما يتركني.. ولا أقصدُ أني معترضةٌ على هذا بل هو تلميحٌ وتمنٍّ أن أجد وقت فراغ فترةً معينة.
2. "استمتع بحياتك" كتابٌ أعجبتِ به كما قلتِ في إحدى مشاركاتكِ، و قلتِ أيضاً: "فنحنُ بحاجة للإستمتاع بهذه الحياة بعد فُقداننا لها"؛ فهل فقدتِ شيئاً في حياتكِ ؟ و ما هو ؟
كفقد نعم فقدتُ الكثير، سواءً كان على صعيد المشاعر أو الأشخاص..
لكن أظنها سنة الكون أن تفقد شيئًا و تُعطى آخر.. حتى لو كان هذا الشيء محوريًّا من وجهة نظرك يومًا..
إن أردتم أن أرتب من فقدتُ فما أستطيع؛ لكثرتهم، فقدتُ الإحساس الجميل بالجدة والجد، كنتُ أملكُ جدين وجدتين، أحد الأجداد لم أره طوال حياتي فقد مات من قبل أن يبلغ والدي السابعة عشرة
والآخرُ مات وأنا صغيرةٌ وما أتذكرُ إلا القليل عنه، مثل الحلم تتذكرين وتتمنين أن من الجميل لو كانا بجانبك، لكن "لو" قد تعود بالضرر
وفقدتُ جدةً بعد جدي بفترةٍ قصيرة، وكنتُ أسكن معها مع أهلي فكان لديّ تعلّقٌ بها، و بعدها الجدة الثانية في سنٍّ بين الطفولة والمراهقة، ووقتها أتذكرُ أواخر الزيارات لها، و يوم العزاء
في الطفولة فقدتُ أمورًا واكتسبتُ أخرى، كنتُ طفلةً هادئة إنما لستُ باردة، ثم تحوّلت للشقاوة قليلًا، ثم تأرحجتُ بين الاثنين في المتوسطة
وحينها تغير الكثير فيّ، خصوصًا في الصف الأول المتوسط، إذ صاحبتُ مجموعة طالبات وكنتُ أرغب ألا يتركنني فأضحيتُ المرسال بينهن وبين مجموعة أخرى (حين يختلفن يُرسلنني، حين يتفقن يتركنني)
وبعدها أحسستُ أنني لا شيء تقريبًا، فلا شخصية محددة لي بل كنتُ أتبع قائدة المجموعة فقط، وقررتُ حينها أن أتغير وأغيّر، وفي الصف الثاني متوسط وجدتُ صديقتي المقربة الآن..
لكنني فقدتها (كحضور ووجود ورؤية وتواصل دائم) في أول الثانوية، وكنتُ قد بدأتُ الكتابة قبلها بقليل، عندها ربما تحجر جزءٌ من قلبي ناحية الصداقة وانهالت الكتابة، فمحدثتكم من نوع الوفاء لواحدة وكنت أخشى إن وجدتُ صديقة أخرى ولم أرتح لها من
تبعات قراري، لذا فقد كنتُ بلا صديقة محددة طوال الثانوية، مما جعلني أشعر بأن جانبًا مهمًّا جدًّا في حياتي مفقود.. إنه أن تكون بجانبكِ صديقة، ولكن أيضًا اكتسبتُ قربي من الكتب وتفوقتُ أكثر من ذي قبل ووجدتُ حلمًا
أتعقبه، ثم إني فقدتُ الجزء الأكبر وهو الدعم في سنةٍ دراسيةٍ ما في الثانوية، إذ حصل موقفٌ غيّر بعض النفوس عليّ بشكلٍ كبير، وتبينتُ فيه رأي من كنتُ أظن أنها تكن لي ودًّا على الأقل (ولا أقول هذا دعوةً لسوء الظن)..
وعندها بكيتُ كما لو لم أبكِ في حياتي قط، كان من تبعات ما حصل (وقد كان موقف ظلمٍ) أني أبكي طوال اليوم، لا أستطيع الذهاب للمدرسة؛ خوفًا أن أتذكر وأرى وأسمع.. وبعدها ابتعدتُ أكثر عن الفتيات وركزتُ على نفسي
لكن معلمةً وقفت إلى جانبي وقالت بعض كلمات لا أنساها للآن، وحينها طلبتُ من أهلي ومن الجميع أن لا يعيروا أهمية للموضوع، وعدتُ كما أنا، ثم تغيرت معالم شخصيتي بعدها.. وجدتُ صديقتين في فترةٍ ما
ولكن فقدتهما بعدها على غرار صديقتي، لكنني أراهما الآن، و توفيت أستاذةٌ لي أعزّها، ثم ابنة خالتي، في شهرٍ واحدٍ، وبعدها توفيت طفلةٌ صغيرة لمعلمة أعتبرها قدوتي في العصر الحالي، وحين ذهبتُ لزيارتها كانت صامدة
بينما بكيتُ على طفلتها.. والمرء ما إن يُقابل أحدًا إلا وتُحفر في ذاكرته صورته وملامحه، صوته و تحركاته، وتُستدعى حينما يموت، لذا فإن ذاكرتي كانت تستدعي صورة ابنة خالتي وهي تحتضر وآخر أيامها، وصورةً لها حين استيقظت
فجأة في الليل مما أفزعني، وصورةً للطفلة التي كنتُ ألاطفها و أعطيها هديةً و تقول لي إنها لا تضرب أخاها..
فقدتُ الكثير، أناسًا كانوا بجانبي، وأمورًا كانت لي فقررتُ التخلي عنها بمحض إرادتي، وأمورًا كثيرة بين طيّاتها، ربما أجزمُ أني فقدتُ شيئًا مهمًّا عند أهلي يومًا، لكنني عملتُ جاهدةً لأستعيده..
لكنني لا اشعر أني فقدتُ شيئًا وأنا ساخطة، فلدي قناعةٌ لا تُفارقني، مهما كان ما سنحزن عليه اليوم، سنجدُ حتمًا بعدها يومًا سنضحك على دموعنا فيه
فالله وعد باليسرين بعد العسر، والوعد محقق..
3. "أيُّها القلمْ، إنّكَ لا تكتبُ حبرَ الأقلامِ ولا رصاصَ الأوهام، إنّكَ تكتبُ دم القلبِ المُعذب و لوعة الفؤاد"، يا لها من مشاركة مؤثرة كتبتِها، فقارني عزيزتي قولكِ بمواضيعكِ.
لا تصح المقارنة هنا؛ هذا النص له جو يخصه وكُتب فيه، ولهذا ننظر للنصوص بحسب الأحداث التي استدعت كتابتها، كتبتُ الخاطرة في غرفة استضافة وفي جوٍّ شبه معتم، كنتُ حزينة جدًّا و كنتُ قد فارقتُ صديقتي منذ فترة قصيرة، لذا جاء نصي..
أما موضوعاتي فلكل واحد منها جو وقصة وسبب غالبًا.. وكلها خرجت تحكي عن بعض خلجاتي، وبعضها حكى عن شخصي المباشر، عمّن فقدتهم وأحببتهم، وبعضها عامٌّ جدًّا.
4. سألتِ عضوةً معينة: "أتعلمين أيُّ حزنٍ يبعثُ المطر ؟"؛ ضعي نفسكِ مكان تلك الفتاةِ، فماذا سيكون جوابكِ ؟
هذه كتبتُها اقتباسًا من قصيدة الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب، قبل أن أعلم أنها عن العراق وفيها:
"ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوع..
مطرٌ مطرٌ ، مطر.."
الحق أن بدر هو السبب لحبي للشعر الحر، وأن المطر هنا رمزٌ لأمرٍ آخر..
ووقت وضعي لهذه الجملة، استعملتُ الجملة بمعناها الظاهر، وإن كنت سأردُّ بسطرٍ في القصيدة أيضًا، فأقول:
"كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !"
أهوى المطر لكنني أخشى إن زاد لدرجةٍ كبيرة، لنقُل إنني أحس وكأن صوت الرعد يخرق جسدي فأنتفض، وأحب أن أسير تحته ، هناك يغسل المرء قلبه، خاصةً إن هطل ليلًا، أحيانًا أصحو آخر الليل على صوته شتاءً وأظل أنظر للبعيد حيث تصبح السماء وردية، الجو يبدو وقتها وكأنه يشفُّ روحي أمامي، لكنه يذكرني فجأة بأحزاني لا أفراحي.. أبواب السماء المفتوحة، الانهمار الطويل للقطرات كمثل شلالٍ اتفقت قطراته أن تنزل منفردة، يُشعرُني حقًّا أن العالم مختلف لحظة المطر..
5. "للذكرى حنين"، فهنالك مواضيع ومشاركات تذكرين فيها: "والذكرى تنفع المؤمنين"، "والذكرى ... الذكرى" هل بعدَ رحيلك من المنتدى (لا سَمَحَ الله)، تريدنَ وضعنا في حنين وشوق ولوعة فؤاد، أم ماذا ؟
هذان سؤالان في سؤال، عن تردادي للآية الكريمة فأقصد وقتها أن تكرار التذكير بأمرٍ ما ينفع صاحبـ/ــته، وفيها ألمّح ولا أصرّح..
وأما عن الثاني وهو وضعكم في حنين وذكرى، فـلا أعلم كيف أحكم عليه الأمر يعود لكم وأظن أني لا أحب أن يحزن أحدٌ بشدة، لكن إن حصل (وهو سيحصلُ يومًا) فأتمنى من الجميع الدعاء و المسامحة لي.
وأما حديثي المستمر عن الذكريات فهو غير مرتبط بلقبي، ربما هو يظهر لا إراديًّا؛ لأنني دومًا أعتمد على الماضي في الحديث.
6. موضوعكِ، "رسالةٌ وصلتني أأُعيد إرسالها ؟"، بقسم قلم الأعضاء، ألا ترين بأنّ مكانه المناسب هو قسم نور على نور ؟ أم أنّكِ لا تريدين وضع مواضيعِ في قسم نور على نور، أم ماذا ؟
ربما، هو أنسب للقلم؛ لكثرة رواده، ولأن الرسائل شائعة بين الكثيرين، لكن لا مانع من وضع نسخة أخرى في قسم النور، الشق الثاني ترد عليه مشاركاتي في قسم نور، ليس الأمر لرغبة من عدمها لكن لأني أجد من هم أفضل مني في هذا المجال، ولأني إن وضعتُ فسأحرص أن يكون الموضوع أشبه بالبحث العلمي، مما قد لا يُناسب الغالب من شريحة رواد المنتدى.
7. موضوعكِ "طلباتُ الكتاباتِ الإنشائيّة"، فهو عن ما يطلبهُ الأعضاء من مواضيع إنشاء أو نصوص قصيرة أو تقارير، هناك عضو لم يتم تلبية طلبه.. لمَ ؟
أظن أن مشاركته قديمة، لكن الفهم ربما خاطئ.. موضوع التعابير هو موضوع مثل الاستفسارات تفاعليّ بين الأعضاء، وليس معناه أن أكتب أنا النص لمن يطلبه، فأنا ضد أن تتوقف وتنسخ ثم تلصق..
ربما لم أجد الوقت لألبي طلبه، وكذا ربما فهم الأعضاء أن تلبية طلب التعبير مقصورة على المشرفين، أو كان لهم عذرٌ آخر.
وأعتذرُ إن انزعج الأخ من هذا..
8. بإحدى مواضيعكِ ذكرتِ: "ثمّة أشياء تبحثُ عن الموتِ رغم حاجتها للبقاء"، هذا الشّعور حصل معكِ بلا شك؛ فتطرّقي لأحداثٍ تطابقُ قولكِ.
كتبتُها لأنني رأيتُ موقفًا ما يتمنى فيه المرء الموت رغم أنه يحتاج ليبقى لأن موته يعني أن الوضع سيتفاقم بعده..
حصل أن تمنيتُ الموت، لكن ذلك حصل حين أحسستُ أن الدنيا تضيق بي كافة، في كل مكان، وأني لا أستطيع أن أخبر أحدًا بذلك.. عدا رب العالمين.
لكن أعتذرُ عن ذكر الموقف بالضبط، تمنيتُ لو أختفي بعد أن اتهمتني فتاة بأمرٍ لم أفعله وصدّقها الجميع، وحصل أن أحد أقاربي جاء ليعلمني أمرًا ثم خرج وقال كلامًا سيئًا جدًّا عني ولا أعرف لمَ قاله ولا كيف فكّر أن يقوله فأنا أحترمه كقريب.. ثم أصبح يتكلم عن هذا الأمر طوال الوقت مع أهلي.. فأصبحتُ أتمنى لو أختفي.. فالغالب وقع تحت تأثير: ربما هو صادق! ولولا الله ثم أن والديّ يعلمان علم اليقين ماذا أفعل لصدقاه.
9. في أغلبيّة مواضيعكِ، أجدكِ تستعينين بحِكمٍ و مصطلحاتٍ مثاليّة، فهل هذا دليلٌ على أنّكِ تفضّلين الكلام المثاليّ على المنطقيّ ؟ وضحي.
ما الفرق بين المنطق والمثالية؟ قليلٌ جدًّا برأيي.. لا أفضّل أحدًا بقدر ما أنا أتبع إحساسي في الأدب.. أعلم أن للحب وجهين لكني أفضل أن أقرأ أنه جميل، أحب الحكم التي أجدها تنطبق علي أو على غيري، ولا أجدُ أن الأمر يستحق أن أُفاضل فالمنطق له وجوه حسنة وكذا المثالية..
11. بما أنّكِ مشرفة، (مما يعني بأنّ عملكِ هنا أصبح مكثفاً)، كيف توفقين ما بين "مسومس" و حياتكِ الواقعية ؟
أوفق بينهما بتقسيم الوقت، وأيضًا أوفق بين وقتي كتصفح وإشراف وبين عملي كتدقيق في فرق متعددة، لدي مفكرة أكتب فيها الأهم، ثم أضع علامة تدل على أن هذا العمل مستعجل كتثبيت أو وضع موضوع أسبوعي أو الرد على غيره، وأما البقية فأتركها (خصوصًا إن كانت ردًّا على موضوعاتي) على مكتبي وكلما وجدتُ وقت فراغ رددتُ..
فمثلًا أيام فراغي أعطي المنتدى وقتي الصباحي، ووقتي المسائي للدراسة، وأيام الامتحانات أقلل من تواجدي المستمر بالتصفح ومتابعة القسم فقط، وإن تفرغتُ ورددتُ وضعتُ أفكارًا.. وإن حصل وكان لدي عمل تدقيق عملتُ بين الحدين (الأدنى والأقصى) اللذان أحددهما أو يُحددان لي (مثلًا إن كان علي أن أسلّم العمل في أسبوع أحاول أن أسلمه في الأسبوع ما لم يحصل ما يمنع ذلك)..
أدخل المنتدى بشكلٍ يومي، وأتابع قسمي بشكلٍ مكثّف، وما زلتُ أشعر أني مقصّرة.. وأظن أن المنتدى أصبح يتداخل مع حياتي فهناك وقت له ووقت لحياتي الواقعية.
13. أنتِ كمشرفة، ما أصعب الأعمال التي قد تواجهينها ؟
الأصعب هو أن أجد عضوًا أو عضوةً متميز/ة لفترةٍ طويلة ثم أجد ذلك الشخص مخالفًا، قد أبدو عاطفية هنا، لكن مع أني أهتم بالقانون وتطبيقه إلا أني أفكر كثيرًا في تبعات ما صنعتُ وما سأصنع، صحيح أنه تعامل مع شبكة وأفراد خلف شاشات، لكن إن حصل ظلمٌ فهو ظلم سواءً حقيقة أو هنا..
ويتبع ذلك، ماذا سأوصل من رسالة للعضو/ة المخالفـ/ـة بحيث لا أجعلهم يعتقدون أنهم مطرودون كليًّا بل مرحب بهم متى ما التزموا النظام؟
15. ما هي إيجابيات و سلبيات المنتدى ؟
إيجابيات المنتدى: تلاحم أعضائه في غالب الأقسام، التفاعل الجيد، الحرص على وجود الموضوعات غير المكررة، وجود شيء يميزه عن غيره (كونه رائد في ترجمة كونان)، حرصه على صحة المشاركات دينيًّا، وجود كوكبة رائعة من الأعضاء تعتبر مثل أهلك وأحبابك وتعاونك، الصراحة والشفافية عند بعض الأعضاء حين النقد أو المناقشة.
أما سلبياته: فكثرة الشجار بين الأعضاء، وهذا أمرٌ موجودٌ في كل منتدى تقريبًا يقل أو يكثر، وجود تحزبات قليلة من نوع (أنا وابن عمي على الغريب).
16. احتفلتِ سابقاً بألفيّتكِ الأولى، فهل ستحتفلين بالثانية ؟
نعم، إن شاء الله.
17. أيوجد لديكِ نقطةُ تحوّلٍ كان سببها المنتدى ؟ اذكريها.
أجل نوعًا ما، في كوني التزمتُ الفصحى في الشبكة لكن قد أخرقها في منتديات أخرى لكن في مسومس قررت التزام استخدامها إلا في حالات نادرة..
19. سببٌ ما يمنعكِ من دخول مسومس للأبد -لا سمح الله-، أمامكِ ساعة واحدة أخيرة للبقاءفيه، فماذا ستكون مشاركتكِ الأخيرة ؟ أو موضوعكِ إن أمكنكِ ذلك ؟
سيكون طلبًا لأن يُسامحني الجميع، والدعاء لي.. وأني سعدتُ بلقائهم والتعرف على عالمٍ كهذا والعمل فيه.. وأني أتمنى أن يقودوا المنتدى للأفضل..
1. مع أم ضد تغطية الوجه ؟
مع تغطية الوجه، لدي قناعةٌ تكوّنت بعد رفض غالب ما أعتبره قناعات ومبادئ الآن، لتغطية الوجه قصةٌ معي، إذ كنتُ ممن غطّاهنّ والدهنّ مبكرًا (تقريبًا الصف الخامس أو قبله) وكنتُ أرتدي العباءة على الرأس منذ الصف الأول الابتدائي، مما جعل الطفلات معي يعتقدن أنني لستُ مثلهن، بطريقةٍ ما هذا يدل على بعض المذاهب في مدينتي، لذا تملكني الخجل يوميًّا، لكنني كنتُ فخورةً حين أخرج مع أهلي فلا أحد سيتحدث، وكانت هناك طفلة معي مشاكسة ^^ تُدعى سارة وكانت تسألني إن كنتُ مثلهن أو لا، ثم لمّا تغطيتُ باكرًا (يفعل والدي هذا؛ كي تعتاد الطفلة على الحجاب فلو حصل و وجب عليها تكون قد اعتادته قبل) لكن المشكلة أني كنتُ غير مقتنعة كليًّا، وفي المتوسطة أردتُ ألا أغطي وجهي أكثر، فغالب الفتيات في عمري يرتدين الغطاء وقتها ثم ينزعنه خارج المدرسة، ولن أكون مثالية فأقول إني كنتُ طوال الخط متمسكة به، حتى ناقشتنا معلماتنا فيه واقتنعتُ، وبعدها وقع خصام بيني وبين صديقة العمر حول هل تُغطي المرأة وجهها أم لا "أعلم أن هناك خلاف" وعلى إثره قرأتُ كتاب المتحجبات المتبرجات، واستمعتُ لأشرطة عززت الأمر فيّ وناقشتها.
عن تغطية الوجه، أنا معها؛ لأنها تقي الفتيات -خاصةً في زمننا- أمورًا كثيرة، فطفلات هذه الأيام هنّ أشبه بالفتيات في الصف السادس الابتدائي، وسمعتُ قصصًا كثيرة عن طفلات وفتيات تعرضن لتحرشات وأمور غير جيدة بسبب عدم سترها عند الخروج، لن أقول إن السبب رقم 1 هو أن رأي التغطية عندي أقوى وأنه من الدين بمكان، ربما لأن بعضهم ينفر من جعل الدين أوامر (افعل ولا تفعل).. وإلا فتغطية الوجه في سن مبكرة ساعدني على تقبله، وإن نظرنا للموضوع بموضوعية فلا شيء تخسرينه إن تغطيتِ، ومسألة الحر والاختناق و عدم الرؤية كلها محلولة، ولا تقولي إنني غير جميلة فقد كنتُ أقول لأبي هذا الكلام فقال: إن وجه الفتاة قد يكون جذابًا عند رجل ما حتى لو ظنت أنها غير جميلة.. وألاحظ أن الفتيان يحدقون أكثر في الفتيات اللاتي يفتحن وجههن؛ لأن السواد الأعظم لدينا هو تغطية الوجه، وإن ضايقها تضايقت، فعجبًا !
لا أنكر أنه موضع خلاف، ولكن بما أنه خلاف ورأيان فالأمر بين يديكِ، وحتى في الدول الأخرى التي يسود فيها فتح الوجه هناك عدد يغطي وجهه، فالأمر ليس مستحيلًا، في مصر أو الشام وغيرها..
2. مع أم ضد حرية المرأة –التي أصبحت شُغل النّاس الشاغل- ؟
ما هو مفهوم الحرية لديهم؟ بصراحة أجدُ أن هذا المصطلح لا يُرددُ إلا في السعودية أكثر، لمَ؟ نحنُ نساهم فيه؛ للموضوعات التي نتميز فيها، فقيادة السيارة، تغطية الوجه، وجود هيئة نسائية عاملة، و عدم الاختلاط، هذا الأمر غريب ومستهجن عند الآخرين، وعلى ذكر هذا الأمر، هناك وفدٌ قدِم للسعودية من دولةٍ غربية من النساء، أتين ليثبتن هذه الفكرة، فاجتمعن بمجموعة نساء عاقلات، فقلن بصوتٍ واحد: نحنُ غير مظلومات، بل إننا نتساوى مع الرجل وقد نفوقه حقًّا (هناك إجازات أمومة، حق الميراث للأم ..إلخ).. المشكلة أن هناك من وضع فكرة ما، وهناك من تقبلها ولم ينظر للموضوع بكل جوانبه، هناك من تتمنى أن لا تقود سيارة كمثل السعودية التي تشبه الأميرات فهي دومًا لا تكلف نفسها بالقيادة، و في المجتمع الغربي تأخذ المرأة نصف راتب الرجل، بينما تنافسه هنا وقد تزيد عليه، وأما مسألة الحجاب وتغطية الوجه، فبعض الغربيين يعتقدون أن النساء يغطين وجوههن؛ لأنهن قبيحات، والصحيح أن الفتيات لدينا من أجمل الفتيات، ولا غرو فهن حزن الجمال العربي، وبإمكانها أن تتأنق كأي امرأة مع المحافظة على الحجاب، والاختلاط أمرٌ آخر أرفضه تمامًا، تعالوا للجامعات السعودية وشاهدي لباس الفتيات وتخيلوا أن الرجال معنا، ربما تضاعفت أرقام بعض الجرائم بسبب اللباس فكيف لو اختلطنا؟ وأما مسائل الفكر وغيرها فلا أعتقد أبدًا أنها ستكون لدرجة كلمة (ظلم).
وصدقيني إن أوائل من يدعو للحرية تجدينه غالبًا لا يطبّق كلامه على أهله، فهناك من هو معروفٌ بأنه يدعو لأن تنزع المرأة الحجاب لكنه لا يرضى لامرأته أن تتخلى عن غطاء رأسها ووجهها.
3. مع أم ضد الحداثة في الشعر ؟
الحداثة مصطلحٌ له معنى قديمًا وحديثًا، عمومًا معناه قديمًا هو أن تنحو منحى جديدًا لكن لا تُلغي القديم، أما الآن فمعناه أنك تلغي القديم نهائيًّا وتلتزم بالمعايير الإنجليزية في الشعر، ومن لم يدرس الفروق بين الشعر العربي والإنجليزي لا يعرف لمَ المصطلح خطيرٌ جدًّا، فاللغة الإنجليزية لا تلتزم بوزن ولا بقافية مثل العربية بل هناك نظامٌ خاص بها، وهي تدعو -على لسان نقّادها- إلى التحرر من القافية تمامًا أو ألا يلتزمها الشاعر لأكثر من بيتين، و هناك فروق في المعاني فالغربيون يأنفون من الفخر والمدح و يعدونهما نوع من مجانبة الصدق، لذا فحين أقول إنني حداثية هل أعني أنني سأخرج على القديم الذي يقوم على نظام التفعيلات والعروض الخاص بالعربية؟ أم سأغير فقط في الموضوعات؛ لتناسب القوالب فتضحي جديدة؟
أنا مع الحداثة المعتدلة التي لا تُلغي القديم، ولستُ مع الحداثة التي لا تلتزم بشيء حتى ليختلط الشعر بالنثر، من مثل القصيدة النثرية التي هي عبارة عن سطور مسجوعة أو لها نغم معين وتُسميها "قصيدة"!
4. مع أم ضد إغلاق موضوع الطاولة الوردية للبنات فقط ؟
لا أعرف سبب إغلاقه، لكن لكل موضوع نقاش إيجابيات وسلبيات، فربما زادت سلبياته على إيجابياته فوجب غلقه، لكنني ضد إغلاقه إن كان نافعًا، وقد كان برأيي كذلك.
5. مع أم ضد إغلاق موضوع الملاذ ؟
أشاركُ في الملاذ لذا كأي عضو يُشارك ويهتم بالملاذ سأكونُ ضد إغلاقه، لكنني على استعداد لأن أكون مع إغلاقه إن خرج نهائيًّا عن فكرته، فسابقًا كنتُ أتلهف لأقرأ الملاذ سطرًا سطرًا.. ولكن الآن ألاحظ أن الفكرة مكررة، أو أن الحزن يسود على المرء، أو أن هناك شجارًا بين الكلمات.. كان من الجميل لو فتحوا موضوعًا للدردشة وتحدثوا بدل أن يعدوه (ملاذ الحكايات والمشاجرات)..
فكروا قبل إضافة المشاركات، هل ستضيفُ جديدًا؟ فحين يقرأ شخصٌ ما فكرة آخر عن الحب مثلًا، ثم يقرأ فكرة عن العلم والمنطق أو الدين، أو عن خواطر النفس البشرية، أو حكمة من موقفٍ ما، يشعر أنه اكتسب كثيرًا.. أما إن دخل و رأى الموضوع يدور في فلكٍ واحد متشابه فسيبدو له أنه من الأفضل لو عُنون الملاذ بعنوان آخر أو توقف فلا إضافات..
6. مع أم ضد حرية التعبير ؟
تقصدون التعبير عن الرأي؟ أنا مع حرية التعبير.. لكن لكل شيء حد ومقدار، من حق الناس أن يتكلموا عن وجهة نظرهم، لكن ليس من حقهم أن يتطاولوا بحجة التعبير عن الرأي، فمثلًا أريد من أهلي أن يستشيروني في مسألةٍ ما لكن ليس من حقي إن أبديتُ رأيي أن أُشعرهم أنهم لا يحسون وأنهم لا يفهمون (يحصل أن تحس الفتاة أو الفتى بهذا ولا أنكر أنه حصل لي)..
سأضربُ مثالًا قريبًا من حياتي، هناك اجتماعٌ خاص بالفتيات نقيمه كل أسبوع في عائلتي، ونحن "أي الفتيات" متحمسات جدًّا لنرى بعضنا كل أسبوع، خاصةً وأنها تقتصر على الفتيات وتتنوع فيها الأحداث، حصل أن أحد الكبار أراد أن يغير في منهج الاجتماع قليلًا و يضيف أمرًا فجأة، وكان ذلك الشخص هو والدي، فمن منهجنا أن نتحدث عن أخبارنا وأن نعطي معلومات ثقافية ودينية ونختبر اختبارات شخصية ونتحدث عن انطباعاتنا وغيرها (ليس منهج بالمعنى الحرفي)، فأراد أن يحضر شيخًا ليلقي كلمة، وقرر ذلك و حدّث الشيخ في نفس اليوم وأخبر الفتاة التي ستستضيف، مما جعلها تغير ما أعدت و تحضر صديقاتها وتزيد في المأكل والمشرب، فشعرتُ أن من الأفضل لو استشارنا قبل إحضاره بأسبوع وليس بأن يحضره فقط "للتوضيح لست ضد إحضاره بل ضد أن يتم اتخاذ قرار يخص مجموعة دون استشارتهم"، وتحدثتُ معه حتى قارب الموضوع ليكون جدالًا شديدًا، فأخبرني أنه لا رأي ليأخذه لأن وجوده كعدمه (قالها لأنه غاضب) عندها شعرتُ بالحرقة، فقلتُ له: هل لأن الاجتماع للفتيات أصبح رأيهن وجوده كعدمه؟ فرد بالنفي، عندها أخبرته بشكل واضح أنني كنتُ أريد منه أن يستشيرنا وأن يُشعرنا بأن لرأينا أهمية، فربما رضيت الفتاة لأنها خجلت أن ترده فهو ليس والدها، لكن أن تدخل رجلًا فجأة في منزل أحد أقربائك دون علم رجل البيت أمرٌ غريب حتى لو قال بعضهم إنه عادي، بالطبع جادلني و أخبرني أنني لا يحق لي الاعتراض ما دامت صاحبة الشأن راضية وكفى.
شرحتُ له مع أختٍ لي رأينا، وبدا لي غاضبًا جدًّا، وكذا لا أنكر أني غضبتُ لكنني لم أندم لأني عبرتُ عن رأيي الخاص حتى لو كان غاضبًا، فغضبه ناتج أنه يظن أنني أعانده وأني ضد قراره بينما أنا أريد منه أن يسمع رأيي ويقنعني، وكان لأمي ذات رأيي، وبعد الزيارة وجدتُ أنه عاد لهدوئه فعلمتُ أن الرسالة وصلت.
وأيضًا هناك مواقف تجعل من الأفضل ألا تبدي رأيك، مثلًا في مسألة لا تريدين أن يعلم الآخرون عنها، فالأفضل ألا تعبري، أو إن قاد رأيك لجدل لا مبرر له.
7. مع أم ضد التلفاز ؟
التلفاز تقنية، ووضعه في إطار مع أو ضد صعب، فكأنكم تقولون: هل أنتِ مع أم ضد التقنية؟
هو جهاز يطوّع لما تريدين خصوصًا في الزمن الحاضر، لستُ مدمنةً عليه لذا فهو شبه ثانوي عدا الأخبار والبرامج المهمة، والقليل من التسلية، لذا فمحدثتكم مع التلفاز النافع كقنوات المجد و جهاز الفلك، وبعض القنوات الأخرى.
وضد التلفاز -خصوصًا للرجال- الذي يعرض أمورًا لا داعي لها، وأعتقد أن التباهي بأن أخي مثلًا يشاهد الممثلة الفلانية أو أنه يريد مثلها هو أمر غريب، فمن طبع الفتاة الغيرة، وإن لم تكن تغار على أهلها فلمَ تتوقع أنها ستغار على زوجها؟ ومن طبعي ألا أتحمل فكرة أن ينظر رجل لامرأة أخرى باهتمام إن كان يهتم بي، مجرد النظرة أفسرها بشكلٍ غريب وأشعر بها، والنساء يملكن هذا الإحساس، لذا لن أقول إنني مثالية في هذا الأمر فحتى لو كنتُ أسير مع والدي في مشفى وتعمدت الممرضة الحديث إليه أرد عليها بدلًا عنه إن أحسستُ أن الأمر خارج عن الحد الطبعيّ، فلمَ تذهب له وتتركني ما دمتُ أمامها، أو تمد له الورقة وتتركني؟ قد يبدو رأيي متطرفًا/ متخلفًا عند بعضهم، لكنني حينها أحس أني فتاة تحمي رجلًا مهمًا لديها، سواءً كان أبًا أو أخًا أو غيرهم، وأعينه على نفسه.. فكيف بممثلة؟ فكيف بفتاة نصف عارية؟ لا تقولوا إن الرجل ينظر نظرة عابرة فما أُمرنا بغض البصر إلا لأن العين ترى و تكون بريدًا للخيال والقلب.
8. مع أم ضد قصص الجن ؟
لم أفهم الفكرة، الجن موجودون حقيقة وهي عقيدة لدينا، لذا ما المانع من قصص الجن؟
معها إن كان الشخص الذي سأحكي له القصة لا يعاني من الخوف الزائد من الجن، سابقًا كنتُ أخشى السير ليلًا في مكان مظلم، أو أتحاشى الخروج من الغرفة إن سكن المنزل، وكنتُ أتخيل أن الجن دومًا في دورات المياه -أعزكم الله- وكنتُ أقرأ عن مثلث برمودا وعن قصص الجن الذي يتلبس بالإنس ويتحدث على لسانه، وأسمع قصصًا أخرى.
لكن بعدها وبالتمعن والسماع لشرح سورة الجن، أدركتُ أن الأمر لا يدعو للخوف بقدر ما هو يدعو لليقين، فالجن لمّا وجدوا العرب تخشاهم (زادوهم رهقًا) وإلا فهم خلقٌ خلقهم الله، ليس بيدهم شيء ما لم يُكتب ويقدر، وهناك الأذكار والأوراد واليقين بالله و التوكل عليه و ترك الضعف.. ولا أنكر أن هناك مواقف أضعف فيها فأخشى، لكنها أقل بكثير مقارنةً بالسابق، حاليًا أستطيع السهر ليلًا وحدي والجلوس في المنزل وحدي، أو إحضار شيء ما من مكان بعيد.
لكنني ضد أن يُفزع الأطفال بقصص لا داعي لها، وضد القصص الخرافية فالمهم لدي أن تكون القصة موثوقة إما حصلت للمتكلم أو حصلت لمن يعرفهم شخصيًّا.
9. مع أم ضد المعتقدات الملحدة ؟
ضدها بالطبع، هي تدلّ على أدنى مستويات العقل عند البشر بل ربما تدل أنه بلا عقل، فكل البشر (باختلاف دياناتهم) يدينون بالفضل للخالق أن خلقهم، ويجتهدون في عبادته بطرقهم، إلا ذلك المتكبر الذي يجدُ في نفسه أمرًا عظيمًا، فيرفضُ الله العظيم الكريم الحليم، الذي رزقه أنفاسًا ولسانًا يتحدث به، ويكفيه ذاك مثالًا، وإلا فدقائق الخلق والرزق تكفي لتوقن بأن هناك إلهًا تفوق قدرته قدرتك، وأنه يمدك بخيره.
الإنسان النصراني، أو اليهودي، الذي يتخذ أصنامًا أو يتخذ واسطة بينه وبين الله غيره هم أصنافٌ خاطئة، لكنها أقل لدي من الملحد الذي ألغى الإله.. وإن كانت في ميزان الشرع متساوية تقريبًا..
10. مع أم ضد الضرب ؟
هذا سؤالٌ عن حقوق الإنسان ، ضرب من؟
أظنكم تقصدون ضرب الأطفال، مع وضد أيضًا.. لماذا؟ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال في طفل العاشرة (اضربوهم) وهو لدينا طفل، لذا فهناك أمورٌ يحتاجها المرء ليؤدب طفله.
لكن للضرب قواعد في الشرع، وهذا ما يجهله الغالب، فالرسول نهى عن ضرب الوجه؛ ذلك ينطوي على تحقير الآخر أو إهانته، وبالطبع لا يكون الضرب لمواطن حساسة أو يؤدي لعاهات..
وأن نتدرج في التأديب -وهو ما نفتقده الآن- الأصل أن يتعلم الطفل أن يرتدع بنظرةٍ منك حازمة، ثم بنظرةٍ غاضبة تبين عدم رضاك عن فعله، ثم بالكلام الحازم معه، وآخرها ضربه..
نحن نقفز للضرب فتعلم أطفالنا أن النظرة والكلام عاديان ما دمنا ضربنا فالأمر بالنسبة له لا شيء، وسيعتاد الضرب ولن يكون ناجحًا كوسيلة..
وهناك أطفال فعلًا يحتاجون للضرب، فيهم النبيه الذي يعلم ويعي ما يفعل ويتعمده؟ فهل أواسيه ثم يعيدها وأواسيه؟
بعضهم يتشرب فكرة الغرب أنهم لا يضربون أطفالهم وهذا غير دقيق، برأيي أن تكون ضد الضرب حتى سن السابعة، لكنك قبلها تستخدم وسائل كالتي رتبتها سابقًا، فطفل الرابعة لا يفهم بالضبط آلية غضبك ويجد أنك تؤذيه.. لكن بعدها يمكنك الضرب بحدود..
لدي أختٌ أعتبرُ مربيتها (أخذتها من سن الولادة حتى الروضة) ولم أضربها ولا لمرة قبل سن الوعي والفهم، لكن كنتُ أوجه لها نظرة أو كلمة فتفهم تمامًا، لكن بعدها لا أنكر أني أضربها إن وصل الأمر لحد لا أستطيع معه إلا الضرب، ولا ألوم الأمهات إن تقطع قلبها وهي تضرب طفلها، فحين تكونين مع طفل لفترة ترعينه وتركزين جهدك لتحمينه أكثر من إيذائه.
أما الضرب لمن هم فوق العاشرة فيختلف عند البنات والأولاد، فالفتاة في سن المراهقة يؤلمها أن تُضرب أكثر من الفتى، وإن كان الأمر سيّان في وجود الألم والإحساس به، وأظن أن غالب الآباء يزداد ضربه لابنه في سن الصف الأول المتوسط/ السابع؛ لبداية تمرده.
وأما أن تضرب فتاة صديقة أو غيرها فضده تمامًا بأي شكل ولأي سبب، الضرب وسيلة يستخدمها فقط الأبوان لوجهٍ ما، أو تستخدم في حد شرعي لكن لا يحق للغير أن يضربوا غيرهم بلا سبب.
11. مع أم ضد الكذب ؟
ضده طبعًا، لكنني مع التورية إن احتاج الأمر لذلك، هناك فئات من الناس تحتاجين معهم إلى أن لا توضحي الأمر بالشكل الذي هو عليه، فمثلًا تقولين جزءًا وتتركين الباقي، أو تقولين الصدق بطريقة تفهمها هي لا كما تفهمينها.
كمثال هناك أناس يحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم، فتحقق معكِ في مسألة لا تودين الحديث عنها، فأعطيها الخطوط الأساسية أو أعطيها الحكاية بشكل مختصر واتركي مخيلتها تنسج ولا تكذبي حينها.
الكذب غير مشروع وغير مستحب أبدًا إلا في حالات ذكرها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وغيرها لا تعتادي عليه، فالصادق حين يضطر للكذب يحس بألم الكذبة حين ينطقها، والكاذب الذي يعتاد الكذب ينسى كيف يصدق، وينسى الشعور بالخزي.
12. مع أم ضد المُفكرين ؟
مع المفكرين العقلاء، وضد المفكرين الذين يوظفون فكرهم بطريقة خاطئة.. هناك نماذج رائعة لأناس يفكرون لكنهم لا يتعدون حد العقل والشرع، وهناك مفكرون قرؤوا وتعلموا بشكلٍ خاطئ، فوظفوا علمهم بفهم خاطئ، وستكون آفة المجمعات إن كان مفكروها لا ينتجون إلا فكرًا يهدمها.
لا حضارة ولا تقدم ولا تطور للمجتمع إلا بالفكر، فهو نتاج وذخيرة المجتمعات.. لكن الفكر الذي يؤدي للتطور هو الفكر الناضج السليم.
13. مع أم ضد المتشائم ؟
ضد التشاؤم، لكنني لستُ ضد الحذر.. كم سنعيش من مرة؟ إنها واحدة، وما الذي ستخسره إن كنت متفائلًا؟ لا شيء، ما آخر الأضرار إن كنت متفائلًا؟ هل ستموت؟ غالبًا لا .. إذًا لنتفاءل : )
اليوم يمر على المتشائم كغمامة سوداء، وينطبع في ذاكرته قاتمًا، لكنه أبيضٌ مشرق عند المتفائل..
ولكن لا يعني هذا أن تتوقع دومًا خيرًا فيما يظهر بالأدلة شره، وتزعم أنك متفائل به.. فالمسلم كيس فطِن، ومن الفطنة أن توازن الأمور وتنظر لها بمنظار إيجابي، لكن ليس جميع الأمور.
14. مع أم ضد الحدود ؟
أي حدود؟ مثلًا القوانين على البشر؟
معها بالطبع، الحرية التامة تجلب العشوائية، وعليه فاحتمالية أن يدوس امرؤ على آخر واردة جدًّا، وهذا من تبعات النظام الرأسمالي.
الحد هو أمرٌ يعطيك تصورًا عن الوضع الذي ستكون فيه وليس قيدًا بالضرورة، هناك حدود تعجبنا وأخرى لا تعجبنا، لكن لا شك أن التزام بعضها سيعود بنتيجة..
مثلًا لا تستطيع التقدم في منهج دراسي ما لم تعرف ضوابطه و معاييره ودرجاته، ولن تنضبط في عملك وتنشط إلا إذا عرفت الحدود، ولن تكون عبادتك بدعة إن التزمت بحدود الشرع.. وهكذا في كل شيء..
حتى في المشاعر، أجل أميل أن لا حد لها لكن لا تصل لمرحلة التأليه أو الخروج عن العقل.
أما حدود البلاد الإسلامية فأنا ضدها من ناحية ما ومعها بالذات في بلدي، ولا أظن أن القصد هو هذا لذا لن أفصّل فيه.
15. مع أم ضد التضحية (بشكل عام) ؟
مع التضحية، هي خلقٌ جميلٌ و رائعٌ إن طُبّق بالمعنى الصحيح.. وليس بمعنى إلغاء ذات الإنسان في سبيل آخر، بل هو كما لو أنك تعطي أحدًا جزءًا من روحك وذاتك و وقتك، وتسخّر له ماء عينيك وجهدك، لكن لفترة ولأجل أمرٍ محدد، وبلا تعدٍ على ذاتك.
16. مع أم ضد اليأس ؟
ضد اليأس، اليأس ينهك المجتمعات ويقعد الفرد عن العطاء، ومتى ما قعدت همة الفرد توقف سير حياته، ولهذا من الجميل ألا نستسلم من محاولةٍ واحدة، فـمحدثتكم لم تصل لمرحلة الكتابة دون عقبات ودون فشل، هناك مسابقات و أحيان أعتبر فيها لستُ بفائزة، وأعتبرها فرصةً لأكتشف من هي (للذكرى حنين) وما الإمكانات التي لدي، وأن أنظر بصدق لذاتي ولنقاط الضعف الكثيرة فيّ.
17. مع أم ضد العادات الغربية ؟
بين بين، أي شيء يفد من مجتمع آخر يخضع للدين، ثم للعقل وللظروف، قد أُبهر بفكرة ما لدى الغرب لكن تطبيقها شبه مستحيل هنا، فتلك العادة ظهرت في مجتمع ما بظروف هيأت لها ذلك الظهور، وبفكر آخر..
لكن إن كانت حسنة ولا مانع اجتماعي وعقلي وديني، فلا مشكلة لدي.. وأيضًا فهناك عادات لدينا أرفضها؛ لأنها لا تمت للدين بصلة أو للفكر السليم.
18. مع أم ضد المدارس المختلطة ؟
ضد المدارس المختلطة، المدارس غير المختلطة فيها ما يكفي من مشاكل الإعجاب بين الفتيات فكيف إذا جاء الفتيان؟ أحب أن أنظر للشيء في إطاره وليس فقط أذوب مع التيار، فالحقيقة والواقع أن أولادنا في هذا العصر لا يُتركون هكذا، وما أكثر المشاكل ونحن بلا اختلاط فكيف إن اختلطنا؟
ربما من عاش في المجتمع المختلط يحس بفارق لكن من يعيش في مجتمع لا يختلط يشعر أن المرأة مرتاحة، لدينا حرية في اللباس دون أن يزعجني رجل بنظراته فأجلس اليوم كله ألوم نفسي، ولدينا الحرية في الحديث والعمل مع الرجل دون اختلاط، فهل تتوقف الدنيا بالاختلاط؟
ومسألة الاختلاط حساسة جدًّا في سن المتوسطة والثانوية لذا لا أؤيدها، ربما فقط في الروضة والابتدائية للصف الرابع، الآن الأطفال يعطون تحليلًا كاملًا لجسد المعلمة فكيف بطفل ذكر؟ وكيف بفتى يرى معلمة جميلة؟ ربما تفكيري يصل للبعيد، لكن الأصح أن تنظر للأمام وللعاقبة وليس لما هو موجود فقط قبالتك و في عينيك.
19. مع أم ضد الكبرياء ؟
أتقصدون التمسك بالكبرياء؟ ذكرني كلامك بموقف حصل لأستاذ الفصل الماضي، فقال إن لكل إنسان كرامة معينة، وهو مستعدٌ أن ينسى أي شيء ويسامحك عليه عدا إن أحس بجرح أو خدش أو أن تطأ على كرامته. وفي كلامه صحة..
مع الكبرياء الذي يمنع المرء من الرذيلة أو ما يشين، وضدها إن أصبحت مسألة تمنعه من بذل الجيد بحجة كبريائه.
20. مع أم ضد الحرية ؟
كأنها سؤال التعبير عن الرأي ، مع الحرية التي لها قيود، وبهذا لن تكون حرية كاملة، وضد الحرية الكاملـــة.
برب، محدش يرد !!
المفضلات