الجزء الثانى من تفسير تيسير الكريم الرحمن لتفسير كلام المنانعقيدتـــــه : -
للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن السعدى
سلفى العقيدة دافع فى كتابه عن عقيدة السلف وأثبت الأسماء والصفات الإلهية ، ورفض تأويلات الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ورد عليها .
قال فى قوله تعالى " الرحمن الرحيم " : إسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيىء وعمّت كل حي وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله ، فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة ومن عداهم فله نصيب منها " .
ثم قال : " وأعلم أنّ من القواعد المتفق عليها بين سلف الأئمة وأئمتها الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكام الصفات ، فيؤمنون مثلاً بأنه : رحمن رحيم ذو الرحمة التى اتصف بها المتعلقة بالمرحوم ، فالنعم كلها أثر من أثار رحمته ، وهكذا فى سائر الأسماء ، يقال فى العليم : إنه عليم ذو علم يعلم به بكل شيىء ، قدير يقدر على كل شيىء " .
وقال فى قوله :
{ هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة } ( 1 / 122 – 123 ) : -
" ... وذلك أن الله تعالى يطوي السموات والأرض وتنتشر الكواكب وتكور الشمس والقمر وتنزل الملائكة الكرام فتحيط بالخلائق ، وينزل البارى تبارك وتعالى فى ظلل من الغمام ليفصل بين عباده بالقضاء العدل ، فتوضع الموازين وتنشر الدواوين وتبيض وجوه أهل السعادة .... " إلى ان قال "وهذه الأية وما اشبهها دليل لمذهب أهل السنة والجماعة المثبتين للصفات الاختيارية كالاستواء والنزول والمجيء ، ونحو ذلك من الصفات التى أخبر بها تعالى عن نفسه وأخبر بها عنه رسول الله صلى الله عليه سلم ، فيثبتونها على وجه يليق بجلال الله وعظمته ، من غير تشبيه ولا تحريف ، خلافاً للمعطلة على إختلاف أنواعهم من الجهمية والأشعرية ونحوهم ممن ينفى هذه الصفات ويتأول لأجلها الأيات بتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان ، بل حقيقتها القدح في بيان الله وبيان رسوله ، والزعم بأن كلامهم هو الذى تحصل به الهداية فى هذا الباب ، فهؤلاء ليس معهم دليل نقلي ، بل ولا دليل عقلي !
أما النقلي فقد اعترفوا أن النصوص الواردة فى الكتاب والسنة ظاهرها بل صريحها دال على مذهب أهل السنة والجماعة ، وإنها تحتاج لدلالتها على مذهبهم الباطل أن تخرج عن ظاهرها ويزداد فيها وينقص ، وهذا كما ترى لا يرتضيه من في قلبه مثقال ذرة من إيمان .
وأما العقل فليس في العقل ما يدل على نفي هذه الصفات ، بل العقل دل على أن الفاعل أكمل من الذي لا يقدر على الفعل ، وأن فعله تعالى المتعلق بنفسه والمتعلق بخلقه هو كمال ، فإن زعموا أن إثباتها يدل على التشبيه بخلقه قيل لهم : الكلام على الصفات يتبع الكلام على الذات ، فما أن لله ذاتا لا تشبهها الذوات ، فلله صفات لا تشبهها الصفات ، فصفاته تبع لذاته ، وصفات خلقه تبع لذواتهم ، فليس في إثباتها ما يقتضي التشبيه بوجه .
ويقال أيضا لمن أثبت بعض الصفات ونفى بعضها ، أو أثبت الأسماء دون الصفات ، إما أن تثبتوا الجميع كما أثبته الله لنفسه وأثبته رسوله ، وإما ان تنفي الجميع ، وتكون مُنكرا رب العالمين ! وأما إثباتك بعض ذلك ونفيك لبعضه فهذا تناقض فَـفَـرّق بين ما أثبته وبين ما نفيته ولن تجد إلى الفرق سبيلاً ، فإن قلت : ما أثبته لا يقتضى تشبيهاً ، قال لك أهل السنة والإثبات لما نفيته لا يقتضى تشبيهاً !! فإن قلت : لا أعقل من الذى نفيته إلا التشبيه ، قال لك النفاة: ونحن لا نعقل من الذى أثبته إلا التشبيه !! فما أجبت به النفاة أجابك به أهل السنة لما نفيته .
"والحاصل أن من نفى شيئاً وأثبت شيئاً مما دل الكتاب والسنة على إثباته فهو متناقض لا يثبت له دليل شرعي ولا عقلي بل قد خالف المعقول والمنقول " .
وقد افرد فصلاً فى شرح أسماء الله الحسنى ضمن أصول فى التفسير طبعت فى آخر الجزء الخامس من كتابة التفسير ...
موقفه من الأسانيد والحديث : -
قليل التعرض لذكر الأحاديث النبوية لكنه يذكر معناها في سياق تفسيره للآيات ، وإذا ذكرها لم يعزها غالباً، لاهتمامه ببيان المعنى بأسهل طريق ....
موقفه من الأحكام الفقهية : -
يشرح الأحكام الفقهية الواردة فى الأيات بعبارة سهلة يذكر فيها ما ترجّح لديه من أقوال الفقهاء ولا يذكر الختلافات بين الآئمة ، ويشير أحياناً إلى أن هذا هو قول الجمهور أو قول الصحابة أو أحدهم .
{ والسعدى فقيه متمكن مجتهد ، من قرأ " الفتاوى السعدية " و " منهج السالكين " وكتبه الفقهية الأخرى علم ذلك }......
ويتبــــــــع
المفضلات