إخوتي في اللـــــــــه هذا الموضوع يحتاج منكم زيادة تركيز وزيادة تأني في القراءة وعدم الاكتفاء بقراءة واحدة
لأنه دقيق وفهمه ينبني على التسليم لعقيدة أهل السنة والجماعة
ولا تغتر بفهمك أمام فهم الجبال
فبدأ معي داعيا الله الفهم والسداد والتوفيق لفهم هذه المسألة
وإصابة الحق والتوفيق لمايرضيه عنا انه ولي ذالك والقادر عليه
الموضوع حصري بهذا المنتدى المبارك
التنبيه على خطأ في العقيدة يقول الشيخ عبد الحميد حفظه الله : قرأت مشاركة لبعض الإخوة الأعضاء عنونها ( أقلام اغتالت شبابنا)
فاستوقفتني عبارة وردت في المشاركة المذكورة رأيت من الواجب التنبيه عليها والتحذير منها لما فيها من مخالفة صريحة للعقيدة الإسلامية ، وهذه العبارة هي قوله : والقلم أول ما خلق الله تعالى من الخلق
وقد قرر أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية انه لا يقال في مخلوق من المخلوقات : إنه أول المخلوقات على الإطلاق ، لما ينبني عليه من التعطيل لصفتي الخلق والكلام لرب العالمين ، وربنا جل وعلا لم يكن في وقت من الأوقات معطلا عن كماله المقدس
فمن قال إن القلم أول مخلوق *على الاطلاق ولم يقيدها بهذا العالم مثلا *فيقال له : و قبل أن يخلق القلم هل كان معطلا عن الخلق ومعطلا عن الكلام الذي يكون به الخلق؟
ألا ما أشنع هذا القول ، وهو في الحقيقة قول المتكلمين المعتزلة و الأشعرية
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الناس في هذه المسألة على ثلاثة مذاهب:
الأول : أن الخلق قديم نوعا وآحادا وهو قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم
الثاني : أن الخلق حادث نوعا وآحادا وهذا قول المتكلمين ومن قال : إن القلم أول مخلوق * على الاطلاق ولم يقيده بهذا العالم وجعل الله من غير خلق قبل أن يخلق القلم أو العرش على الخلاف القائم بين علماء السنة في اولية مخلوق في هذا العالم * فقد سلك مع هؤلاء وقال بقولهم في هذه المسألة * وهو قول للأشاعرة و الماتوريدية كما قرره صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية وهذا القول يوافق ماقرروه في باب الاسماء والصفات مع تعطيلهم لصفة الكلام التي يكون الخلق تبع لها كما في كتاب الله ويلزم فأصحاب هذا القول يجعلون الله معطل عن الفعل والكلام كالميت وقتا غير محدود وغير معقول *
الثالث : أن الخلق قديم النوع حادث الآحاد وأن تسلسل الحوادث في الماضي ليس ممتنعا لا عقلا ولا شرعا كما أن تسلسل الحوادث في المستقبل كذلك
وهذا قول السلف والأئمة وهو القول الذي قام به شيخ الإسلام ابن تيمية ونصره في عدد من كتبه ورد أباطيل الفلاسفة وأباطيل المتكلمين
وقد غلط الأشاعرة على شيخ الإسلام ورموه بقول الفلاسفة كما غلط عليه بعض المعاصرين حيث لم يفهموا كلامه في هذا الموضع الدقيق، الذي هو مزلة أقدام ومضلة أفهام فغلطوه من غير حجة ولا برهان في هذه المسألة
وقد شاع تغليط شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة بين طلبة العلم في هذا العصر كما شاع بينهم القول الذي قالت به المعتزلة والأشعرية من غير تحقيق ولا تدقيق
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
وكتبه أبومالك عبدالحميد الجهني
قلت : وهذا زيادة بيان لهذه المسألة العظيمة التي زلت فيها أفهام وأقلام
وممن قرر هذه المسألة تقريرا ينصر فيه عقيدة أهل السنة والجماعة السلفية وهو الشيخ ابي عبد المعز الحنفي رحمة الله عليه فقال في شرحه للعقيدة الطحاوية بعدما ان قرر أن في هذه المسألة تصورين تصور فاسد وتصور واجب فقال رحمه الله :والتسلسل الواجب :مادل عليه العقل والشرع ,من دوام أفعال الرب تعالى في الابد , وانه كلما انقضى لاهل الجنة نعيم أحدث لهم نعيما آخر لانفادله ,وكذالك التسلسل في أفعاله سبحانه من طرف الازل ,وان كل فعل مسبوق بفعل آخر , فهذا واجب في كلامه , فانه لم يزل متكلما إذا شاء , ولم تحدث له صفة الكلام في وقت , وهكذا أفعاله التي هي من لوازم حياته عزوجل , فان كل حي فعال , والفرق بين الحي والميت : الفعل * قلت فمن يحارب قول شيخ الاسلام يجعل الله كالميت * ولهذا قال غير واحد من السلف : الحي فعَّال
وقال عثمان بن سعيد رحمة الله عليه :كل حي فعَّال , ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلا عن الكماله , من الكلام والارادة والفعل. ..........ولايلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه ’ لانه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدما لاأول له , فكل مخلوق أول , والخالق سبحانه لا أول له , فهو وحده الخالق و كل ماسواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن . انتهى كلامه رحمه الله صفحة 130 طبعة المكتب الاسلامي
وكذالك قرر الشيخ صالح آل الشيخ المحقق لعقيدة السلف فقال حفظه الله كما في شرح الطحاوية : ومن مذهب أهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العالم غير هذا العالم الذي نراه , فجنس مخلوقات الله تعالى أعم من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن , فلابد أن يكون تمة مخلوقات أوجدها الله تعالى وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلى , وأن أسماء الله وصفاته لابد أن يكون لها أثر لأن الله سبحانه فعال لمايريد فما أراده سبحانه فعله , ووصف نفسه بهذه الصفة على صفة المبالغة الدالة على الكمال في قوله فعال لمايريد .* فالله أول آخر بأسمائه وصفاته ولم يكن معطلا لا في الأول ولا في الآخر *
قلت بهذا التقرير يتبين نزاهة شيخ الاسلام في سعيه لرد الأمة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله السلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم وصدق عليه وصف الغربة انهم يصلحون ما أفسد الناس ومن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم
فالمخالف لشيخ الاسلام إما خالف عن جهل وسوء تصور للمسألة فهذا تجده يحفظ لشيخ الاسلام قدره ومكانته
وإما عن سوء طوية وحسد وغل وحقد لمن يسعى في تجديد هذا الدين وتطهيره من البدع والأهواء فهذا يطير بالقول الذي لم يفهه هو فيقرر الباطل ويكفر أهل الحق
وهذا تجده يطعن ويجرح وتجد له من المثالب ماله أي هذا المخاصم لشيخ الاسلام كالقول بخلق القرآن
بنفي الصوت والحرف من كلام الله عزوجل
وليست هذه المسألة وحدها التي شنعت على شيخ الاسلام وبان ان التتريب والتشنيع على المشنع بل هناك أخرى نوقش فيها من شيوخ زمانه ودعي للمناظرة فأفحمهم فعندما لم يجدوا حجة لجؤوا لتحريش السلطان وانه طالب حكم فسجن وحورب رحمه الله رحمة واسعة وهذا جعله يدخل لقلوب اهل السنة
ولكن شاء الله ان تكون العاقبة للمتقين فقول شيخ الاسلام في طلاق الثلاث بلفظ واحد أو في مجلس واحد يعد طلقة واحده, هو المعمول به الان في جل المحاكم وعند جل المشايخ
والله متم نوره, فاما الزبد فيذهب جفاءً وأما ماينفع الناس فيمكث في الارض
ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل
نسأل الله ان يكون عملنا له وحده لاشريك له
وان يجعلنا للحق انصارا
مافيه قلت وبين النجمتين * * هو من كلامي أسال الله التوفيق
كتبه أخوكم في الله
رشدين أبوعاصم
وأتقدم بالشكر لأخي سنايبر الذي قدم الموضوع في هذه الحلة
الجميلة ومن كان عنده استفسار فاليتفضل
مشكورا وبعون الله نبين له ماصعب عليه
.
المفضلات