الدرس السادس
بعدم انتهينا من بيان معنى كلمة التوحيد أبين في هذا الدرس شروطها
تققر عند أهل العلم أن لكلمة التوحيد لوازم وحقوق وشروط ، وهذه هي التي عنون لها أهل العلم بشروط ( لا إله إلا الله ) ؛ فلا تنفع قائلها إلا باجتماعها،قيل لوهب بن منبه أليست لاإله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك و إلا لم يفتح لك )أخرجه البخاري
وهذه الشروط بالجملة هي :
1- العلم النافي للجهل .
2- اليقين المنافي للشك .
3- الإخلاص المنافي للشرك .
4- الصدق المنافي للكذب .
5- المحبة المنافية لعدمها .
6- القَبول المنافي للرد .
7- الانقياد المنافي للترك .
نأتي للتفصيل :
أولا : العلم المنافي للجهل:
ومقصوده : معرفة ما تحتويه كلمة التوحيد من الأركان و هي ( النفي و الإثبات ) أي : نفي العبودية لغير الله وإثباتها له وحده . وهذا الشرط بدهي يعرفه كل إنسان . ومن لايعرف معنى ل إله إلا الله ما نفعته .
قال تعالى: (( إلا من شهد بالحق وهم يعلمون )). قال أهل التفسير : شهد بالحق أي : بكلمة توحيد وهم يعلمون ما نطقت به ألسنتهم .
قال عليه الصلاة و السلام: (( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ))
ثانيا: اليقين المنافي للشك:
هذا الشرط أخص من الشرط السابق ومقصوده : أن يعلم معناها يقينا يتنافى الشك معه.
قال تعالى: (( وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون )) هذه الآية خاصة بالمنافقين حيث كانوا يعلمون الكلمة ويتشككون فيها .
قال عليه الصلاة و السلام (( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلق الله بهما عبد غير شاك بهما إلا دخل الجنة )) أو كما قال .
ثالثا: الإخلاص المنافي للشرك :
ومقصوده : أن يقول هذه الكلنة خلصا لوجه الله عز وجل دون أدنى شائبة للشرك .
سأل أبو هريرة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم (( من أسعد الناس بشفاعتك قال : من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ))
وقال أيضا : (( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ))
رابعا : الصدق المنافي للكذب :
ومقصوده : أن يقولها بصدق مواطئا قلبه لسانه .
قال تعالى (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ..)) الآية
وقس على ذلك كل آية في المنافقين .
قال عليه الصلاة و السلام (( من مات وهو يعلم أن لاإله إلا الله صادقا من قلبه دخل الجنة ))
خامسا : المحبة المنافية لعدمها :
ومقصودها: أن يكون محبا لما تقنضيه كلمة التوحيد من نفي العبودية لغير الله وإثباتها له وحده .
وأساسها : أنها روح العقيدة فمن أحب الله ورسوله أحب دينه.
قال تعالى (( والذين آمنوا أشد حبا لله .. ))
قال عليه الصلاة والسلام (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و الناس أجمعين ))
سادسا: القبول المنافي للرد :
ومقصوده : أن يقبل ما تحتويه كلمة التوحيد من النفي و الإثبات , أن يكون ملازما لها.
سابعا: الانقياد المنافي للترك :
ومقصوده : أن يعمل بما تقتضيه كلمة التوحيد من النفي و الإثبات وينقاد لشريعته بالكلية.
وهذا الشرط بنتفي بأمرين :
1- الشرك .
2- عدم الانقياد بالكلية .
مالفرق بين الإخلاص والصدق وبين اليقين و الصدٌق؟
الإخلاص : المنافي للشرك وهذا يكون في من اتفى عنده قول القلب أما الصدق فهو المنافي للكذب و هذا في من انفى عنده قول اللسان .
أما الفرق بينه و بين اليقين:
كلاهما ينافي الكذب ، فاليقين ينافي طائفة من المنافقين والصدق صائفة أخرى منهم ، فاليقين قال تعالى فيه (( وارتابت قلوبهم فهم فيريبهم يترددون )) و الصدق (( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ))
ما الفرق بين القبول و الانقياد؟
القبول : الاتزام بالتوحيد و الدخول فيه و الانصياع له والتسليم له وعدم الاعتراض عليه . أما الانقياد : فهو ثمرة القبول .
إلى هنا يكون قد انتهى الدرس
إلى اللقاء في الدرس القادم
شطر خاص للأخ : slayt
المفضلات