" بوح لغة " (3) ..

[قُطْرُب]

...
لو لم تكن اللغة العربية لغة مدنيةٍ وعمران ، ولو لم تكن متسعة الآفاق غنيةً بالمفردات والتراكيب ، لما استطاع أسلافكم أن ينقلوا إليها علوم اليونان وآداب فارس والهند ، ولألزمتهم الحاجة إلى تلك العلوم تعليم تلك اللغات ، ولو فعلوا لأصبحوا عرباً بعقولٍ فارسية وأدمغةٍ يونانية ، ولو وقع ذلك لتغير مجرى التاريخ الإسلامي برمته .

قامت اللغة العربية في أقل من نصف قرن بترجمة علوم هذه الأمم ونُظُمها الاجتماعية و آدابها فوعت الفلسفة بجميع فروعها ، والرياضيات بجميع أصنافها ، والطب والهندسة والآداب والاجتماع ، وهذه هي العلوم التي تقوم عليها الحضارة العقلية في الأمم الغابرة والحاضرة .

إنَّ كثيراً من العلوم التي بنيت عليها الحضارة الغربية لم تصلها إلا على طريق اللغة العربية بإجماع الباحثين منا ومنهم ، وإنَّ المنصفين منهم ليعترفون للغة العربية بهذا الفضل على العلم والمدنيَّة ويوفونها حقها من التمجيد والاحترام ، ويعترفون لعلماء المسلمين بأنهم أساتذتهم في هذه العلوم ، عنهم أخذوها وعن لغتهم ترجموها ، وإنهم يحمدون للدهر أن هيأ لهم مجاورة المسلمين بالأندلس وصقليِّة وشمال إفريقيا وثغور الشام ، حتى أخذوا عنهم ما أخذوا واقتبسوا عنهم ما اقتبسوا ، ولا يزال هؤلاء المنصفون يذكرون فضل معاهد الأندلس العربية ومعاهد شمال إفريقيا ومعاهد الشام على الحضارة القائمة ، ولا يزالون يردون كل شيء إلى أصله ، ويعترفون لكل فاضلٍ بفضله ...

من كتاب " آثار الإمام محمد البشير الابراهيمي 1/374-375 "

[هيفاء البنيان]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا بالبوح الثالث .

ذكرتني بأمر أثناء بحثي ضمن مسابقة في نور المعرفة اقرأ :

هزم المسلمون في معركة (بلاط الشهداء) في حين لو انتصروا لأسقطوا باريس وانهارت أوروبا برمتها تباعا .. يقول المأرخون (الغرب) بسبب انهزام المسلمين :
بواتيه ( وهذا اسم المعركة عندهم) إنها نكبة كبيرة أصابت أوربة بحرمانها من الحضارة قرونا .

أنظر سبحان الله ! مع أن جيش المسلمين لا يقارن أصلا بجيش الصليبيين (وكان جيشهم خليط من رعاع القوم إلى أسيادهم في حين جيش المسلمين كلهم هدفهم نشر الدين .. 400,000 كافر x مسلم 50,000 .
ومع ذلك تأسف مؤرخوهم ع انتصار قومهم .

وهذي مقالة متواضعه كنت كتبتها قديما لمسابقة المهم أن فيها ما أريد قوله (غضوا الطرف عن الأخطاء المقالية ) ::

هل سنقدم للغة العربية استقلالها؟



خلف القضبان تقبع متهمة بالتقصير زورا ، نظر القاضي إليها شزراً وعلامات اللامبالاة بادية على وجوه من حضر الجلسة ،وكلهم من أقارب المتهمة؛إلا أن مجموعة ظهرت على وجوههم مسحة الرضا وعلت محياهم ابتسامة شيطانية،ومن مقعد يتيم من مقاعد المحامين الفارغة نهض حافظ إبراهيم قائلا:أنا البحر في أحشائه الدر كامن..........،حينها قرع القاضي
ـ عفوا ـ قرعت الأستاذة على الطاولة قاطعة شريط مخيلتي وهي تقول:رحم الله شاعر النيل،وأكملت بلهجة عامية:يوم ألف هذي القصيدة بلسان اللغة العربية،في هذه الأثناء علا صوت الجرس فقالت الأستاذة وبالعامية أيضاً:معليش نكمل شرح الأبيات في الحصة الجاية O.K ؛ومن ثمَّ خرجت .
هنا أعزائي القراء تبادر إلى ذهني سؤال، لماذا لا نتحدث باللغة العربية الفصحى؟ وليس من وسيلة لحفظ لغة أمة أقوى من استعمالها في التعليم والتعلم،ولا واسطة لنماء علم بين بنيها غير استعمال لغتها،فبديهي أن استعمال أمة لغة غير لغتها في التعليم والتعلم ، هو هجر للغتها وإماتة لها.
جال في خاطري طرح اقتراحي على الجهات المختصة، اتصلت وعرضت فكرتي على مسؤول.
دعونا ننظر الآن إلى ألمانيا كونها افتخرت باللغة الألمانية ولا ترضى بلغة غيرها ، فحاول وتحدث هناك بغير الألمانية، حينها لن تسمع جواباً وستكون بينهم أشبه بالحشرة؛ هذه الألمانية التي لم ينزل بها كتاب وعدد الدول التي تتحدث بها تعد على الأصابع،فما كل هذا الزهو والفخر؟ . أو لسنا أجدر منهم وقد نزل القرآن الكريم بلغتنا العربية ؟،أو لسنا الأجدر وقد كانت الفصحى آنذاك لغة للعالم لا يتعارفون الناس إلا بها ، قد كان شباب الأسبان يتفاخرون بينهم بإلقاء التحية بالعربية الفصحى "السلام عليكم" مما أقلق الكنيسة ؛ والجدير بالذكر أن أحد فلاسفة الألمان قد أوصى تلاميذه قائلا:"إذا أردتم أن تكتبوا فكراً تأمنون عليه كرور الأجيال، فاكتبوه بالعربية ، فإن لها دون غيرها من اللغات مزية . فقالوا :وما مزيتها؟.فقال:"لأن في العالم أمة عظيمة العدد،في أصول دينها تلاوة كتاب فيها يسمى (القرآن) ،ولا شك في بقاء الأديان في الأمم العظيمة الشأن وحينئذ فلا ريب أن هذا الكتاب يبقى ما بقي هذا الدين وأن اللغة العربية تبقى ما بقي هذا الكتاب" .
هذا بالنسبة لألمانيا ،لكن عندما نسمع أن فرنسا بدأت تحذوا حذوها وأن الصين تتوقع أن تسود لغتها الصينية في العالم خلال السنين القادمة؛أولا نصاب بالغيظ و الاغتباط؟ والأدهى من ذلك وأمر؛ عندما نرى هؤلاء الشرذمة الطفيليين اليهود يحيون لغتهم الميتة وينتشلونها من الماضي ،وكأنهم وهبوها إكسير الحياة ومع ذلك يباهون بها العالم بشتى الطرق والوسائل سواء إعلامية أو تعليمية أو غيرها..
يحكي الكاتب الكبير فهد الأحمدي عن نفسه أنه التقى ذات مرة بشخص مغربي الجنسية لم يستطع الأستاذ فهد الحديث معه سوى بالإنجليزية ،بالله عليكم ...بعد كل هذا أفلا نغار على لغتنا،فبالمحافظة عليها نحافظ على ديننا وأنفسنا ، أفلا نغار عليها بعد أن نعلم أن عدد كلمات الفرنسية 25ألف كلمة والإنجليزية 100ألف كلمة والعربية عدد موادها 400ألف (مادة لا كلمة)..فما مصدر فخرهم مع أن ماضيهم التاريخي أسوداً أيضاً.
وبعد ذلك نأتي ونفتتح في كل شبر معهداً لتعليم اللغات وهنالك أماكن للأطفال لمن هم في سن السابعة على أكبر تقدير إذ لم يقوم لسان الطفل ونطقه بعد، نحاول جهدنا إدخال الإنجليزية خاصةً في ثنايا حديثنا ، وليت النطق يكون صحيحا " أحشفاً وسوء كيلاً " وعندما نلتقي بشخص أجنبي نسابقه بالحديث بلغته،وأخيراً اقترح البعض إدراج الأدب الشعبي والقصائد العامية في التعليم‘حينها سوف أنظم إلى من يتحدثون بالإشارة..
تحدث أحد كبار المسؤولين في الدولة عن إمكانية تدريس الطب بالعربية ولــكن.......! ألم نعلم أن الإنجليز كانوا يتعلمون الطب يوماً بالعربية..
عندما نرى أنفسنا أمة متقهقرةً ومتراجعة عن العالم سياسياً و تقنياً و...و...،نفكر لماذا وننسى أننا تركنا أمنا خلف القضبان ، هنا يأتي قول الرافعي "ما ذلت لغة شعب إلا ذل " قبل أن أنهي مقالي أريد أن أخبركم بما رد علي المسؤول حين سمع اقتراحي،رد قائلاً بلهجةٍ عامية :ما يكفي ان الدروس بالفصحى.

وننتظر بوحها الرابع جزاكم الله خيرا

[Marshen Guy]

إن للغتي هذه مكانة لا ترى لها مدى ، فهي بلا نهاية ! تعجز الكلمات عن وصفها ، فطالما هي لغة تميزنا بالكتاب المنزل من الرب على الحفي الأمين ، فبذلك الكل يعي بأن عليه أخذها.

[قُطْرُب]

" داكوتا " :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

تعليقٌ موفق
وبالنسبة للمقال فلا أحب أن أكون مدَّاحاً أو أن أغرق في بحر الإطراء
غير أني أرى موهبةً من الخسارة ان تضيع دون أن يستفيد منها المسلمون

شكراً

[ღ ريـ م ـي ღ]

.
.
وع’ـليڪم س’ـلًَامٌ م’ـن ربـي و برڪآت . ~

أهلًا أخ’ـي ،،

طرحٌ م’ـميـز ،، ج’ـزيتم ڪلَّ الخ’ـيْر !

ليتهـم يق’ـدرون لغ’ـتنآ ‘‘ ح’ـقَ قدرهآ و لَا يلج’ـئون للغ’ـآتِ الغ’ـربِ الم’ـزريـة !

يآ للسخ’ـريـة ! ف’ـي ح’ـيآتـي ل’ـمْ أرى غ’ـربياً يتح’ـدثُ لغ’ـتنآ ڪم’ـآ نفع’ـلُ نح’ـن بلغ’ـتهـم

أص’ـبحَ البع’ـضُ لَا يج’ـيدُ الع’ـربيـة ‘‘ ڪم’ـآ الِإنج’ـليزيـة .. !

يآ لق’ـومٍ ج’ـآهليـن !

أج’ـدد الش’ـڪر الج’ـزيلَ لطرح’ـڪ ~

ف’ـي رع’ـآيةِ الڪريـم ~

.
.

.

[قُطْرُب]

" ريمي " :

إنما أنا أخٌ ولست أختاً

كلامك واقعٌ ملموس غير أنَّه بالهمة والعمل نستطيع التغيير - فلنبدأ بأنفسنا -

شكراً لك أخيَّه

[ღ ريـ م ـي ღ]

الس’ـلَام ع’ـليڪم . ~

ع’ـذراً أخ’ـي ع’ـلى الخ’ـطأ ..

ت’ـم التع’ـديـل .

[حَيَاةَ]

.
.
وع’ـليڪم س’ـلًَامٌ م’ـن ربـي و برڪآت . ~

أهلًا أخ’ـي ،،

طرحٌ م’ـميـز ،، ج’ـزيتم ڪلَّ الخ’ـيْر !

ليتهـم يق’ـدرون لغ’ـتنآ ‘‘ ح’ـقَ قدرهآ و لَا يلج’ـئون للغ’ـآتِ الغ’ـربِ الم’ـزريـة !

يآ للسخ’ـريـة ! ف’ـي ح’ـيآتـي ل’ـمْ أرى غ’ـربياً يتح’ـدثُ لغ’ـتنآ ڪم’ـآ نفع’ـلُ نح’ـن بلغ’ـتهـم

أص’ـبحَ البع’ـضُ لَا يج’ـيدُ الع’ـربيـة ‘‘ ڪم’ـآ الِإنج’ـليزيـة .. !

يآ لق’ـومٍ ج’ـآهليـن !

أج’ـدد الش’ـڪر الج’ـزيلَ لطرح’ـڪ ~

ف’ـي رع’ـآيةِ الڪريـم ~

ما تقولين إلّا حقاَ!!!

يا أسفاه، على لغتنا ما أجملها من لغة!!

و أنا أختي ريمي أعرف شخصاً عربي مئةً بالمئة، و للأسف لا يجيد نطق جميع الأحرف و الكلمات العربية بشكل جيد!!

أتمنى لو تُغيري طريقة كتابتكِ ، عيناي تَحّول .

لكِ كُلُ حُبي

[المشرقة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة’’

أولاً::نشكر أخينا قُطْرُب على هذا الموضوع الرائع فجزاكَ الله ألف خير..

ثانياً::أختي ريمي..

إذا كُنا حقاً نتمنى أن يكون لِاُغتنا شأنُ عظيم فانظُري إلى الماضي وكيف كان شأنها..

شأن الجاهليَّةِ ماعلِمُو..

فوزانٌ نحن بموْزِنوهُ بين زمننا وزمن الرسول صلى الله عليه وسلم..

انظري إلى علومنا إنظري إلى شأننا إنظري إلى إسلامنا فماكنا هكذا نحن راكدون..

و إذا كان ماتتمنيه فالا تقولِ يالِالسخريه على معرفت الناسُ بلغتنا..

فالخطأُ خطأُنا..نحن عَلَيْهِ مُعاتَبونْ..

هُم يلجؤون إلى اللغات الغربية المزريه..لأنها قامت بعهدها و أكبست على عهدنا..

فوالله إذا عرف الإنسان الإسلام حقُّ المعرفه!!..لقام عن طريق الشوائب وسار على طريق الحق..

كلما زِدتِ عن معصيت الله زادت حلاوة الدنيا لكي’’هذا ما سمعته من أختي سابقاً..

تقبل الله منا ومنكم جميع الأعمال الصالحة’’

في أمان الله تعالى..

[معتزة بديني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على طرحك الطيب هذا
نعم فاللغة العربية بما تحوى من خصائص جعلها تتميز على اللغات الأخري بل وتتفوق على اللغات الحية بما فيها من عدد أصوات للحروف ليست في مثيلاتها ، وهي أيضا أغنى اللغات فى تعدد أصول الفاظها ، وكثره مفرداتها ودقة قواعدها .
وحقيقة أن أردنا حصر ما في لغتنا من مميزات لن نحصرها .
أحسنت وبارك الله فيك