بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على الرسول الأمين ، وعلى صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
من أفضل ما يتخلق به الإنسان وينطق به اللسان الإكثار من ذكر الله -سبحانه وتعالى- وتسبيحه، وتحمديه وتلاوة كتابة العظيم والصلاة والسلام على رسوله محمد -صلوات الله وسلامه عليه- مع الإكثار من دعاء الله -سبحانه- وسؤاله جميع الحاجات الدينية والدنيوية، والاستعانة به، والالتجاء إليه بإيمان صادق وإخلاص وخضوع وحضور قلب يستحضر به الذكر والداعي عظمة الله وقدرته على كل شيء وعلمه بكل شيء واستحقاقه للعبادة...
أمّا بعد :
إنّ الله سخّر لهذا الدِّين رجالا أكفّاء تحمّلوا في سبيلِه عناء السفر ووحشة الطريق .. قاسوا ألم الفراق إذ هجروا الأهل والخِلّان .. فصبروا واحتسبوا وثابروا لينالوا منازلا لا يبلغها الإنسانُ بمال .. هؤلاء الرجال الذي ذلّ لهم صاحب الجاه بعد أن كان عزيزا .. ولان لهم القاسي بعد أن كان شديدا ..

دخل الخليفة المهدي إلى المسجد النبوي ، فقام لهُ كلّ من بالمسجد إلّا ابن أبي ذئب الزاهد العابد .. فقال لهُ المهدي : لما لم تقُم لنا
؟! قال : تذكرتُ قول الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ
﴾، فتركتُ القيام لذلك اليوم ..

العلماء هم أئمّة الأنام ، حفظوا على الناس دينهم من التغيير والتكدير .. قال فيهم الإمام أحمد رحمه الله: (
يدعون من ضلّ إلى الهُدى، ويصبرون منهم على الأذى، يُحيون بكتاب الله تعالى الموتى، ويُبصرّون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوهُ، وكم من ضالٍّ تائه قد هَدَوْهُ
) ..

قال ميمون بن مهران رحمهُ الله: (
العلماء هم ضالّتي في كلّ بلد، وهم بغيتي إذا لم أجدهُم، وجدتُ صلاح قلبي في مجالسة العلماء
) ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (
فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإنّ العلماء ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُوَرِّثُوا دينارا ولا درهما، ولكنّهُم وَرثُّوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر) [ رواهُ الإمام أحمد وابن ماجه والترمذي وأبو داود]
..

ا
لنَّاس من جهةِ التِّمثالِ أكفَّاءُ .. أبوهم آدمُ و الأمُّ حوّاءُ
فإن يكون لهم في أصلهم نسبٌ .. يُفاخرون به ؛ فالطينُ والماءُ
ما الفضلُ إلّا لأهل العلم إنّهم .. على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
وقدرُ كلّ امرئ ما كان يحسنُه ..
إنّ الجاهلين لأهل العلم أعداءُ

هم رجال وأيُّ رجال .. حملوا أمانة أبت الجبالُ أن تحملنها .. إنّها رسالة الأمّة الدعوة إلى الله سبحانهُ وتعالى .. أدّبوا الخلق بأخلاقهم فكانوا لهم قدوة .. وعلمّوا الجاهل بعلمهم فكانوا له منارة وأسوة ..

هذا ابن حنيفة رحمهُ الله كان لهُ جارٌ إسكافي .. إذا ما حلّ الليلُ سكر وأخذ ينشُد طول الليل إلى أن ينام ..
أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا .. بيوم كريهة وسدادِ ثغري ..
والإمامُ يبيتُ الليل في عبادة وقيام، وجارُه في سكرِه نشوان .. ثمَّ فقدهُ ليلة فتفقّده وسألَ عنهُ ، فأخبرهُ أصحابُه أنّهُ في الحبس فذهب أبو حنيفة برجليه إلى الأمير وطالب بالإفراج عنه ففعل .. ثمّ قال لجارِه: هل ضيّعناك يا فتى
؟!
.. قال: بل حفظت ورعيت، فجزاك الله خيرًا عن حرمة الجوار، ثم تاب.. ولم يعُد إلى ما كان يفعل ..

إذا تأمّلت من أخلاقهم خلقا .. علمت أنّهم من حلية الزمن ..

وهذا حضر أحد حلقات الشيخ محمّد أمين الشنقيطي رحمهُ الله وذكر مسألة لم يشأ الخوض فيها .. ثم تكلّم وقال: لكن يا شيخ، المسألة فيها قولان !
.. فقال له الشيخ: بل فيها ثلاث عشر قولا وأخذ يسْردُهم الواحد تلو الآخر ..

وآخر حضر حلقة لأحدِ المشايخ، وكلّما تكلّم الشيخ رفع هذا يدهُ ليقول: فائدة يا شيخ، وأخذ يُقاطِعُ كلامهُ في كلّ حين .. حتّى قال صاحبي : كدتُ أن أضربهُ بنعلي ..

وآخر يقول: لقد أخطأ شيخ الإسلام ابن تيميّة في مسألة كذا وكذا .. ليس الغريب في هذا والمعصوم من عصمهُ الله .. لكنْ لو سألتهُ عن مقصود الشيخ قال ما لا يُفهمُ من كلام الشيخ بتاتا .. فليس كلّ من هبّ ودبّ يفهم كلام شيخ الإسلام .. إنّهُ كلام شيخ الإسلام رحمهُ الله ..
وأيّ كلام!!

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنّهُ قال : (من طلب العلم ليُجاري به العلماء، أو ليُماري به السُّفهاء، ويصرف وجوه الناس إليه أدخلهُ الله النار) [ أخرجهُ الترمذي وقال: حديث حسن ]
.. أهناك بعد هذا وعيد !!


قال عكرمة رحمهُ الله: (
إيَّاكم أن تؤذوا أحدا من العلماء، فإنّ من آذى عالما فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم
) ..

وهذه موعظة للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي للاستماع والتحميل :
[
داء الغرور وأثره على طلبة العلم]
أنصحُ بها إخواني ..

ثمّ يأتي
مجهولو المقال والإعلام من لا نعرفُ لا إسلامه ولا اسمهُ (ن.ع) .. ليتحدّث عن أحد المشايخ بكلّ سفاهةٍ وقبح وتنسب لهُ أقوال لم يقلها .. والأدهى والأمرّ أنّ كثيرا من النّاس يُصدّقون ولا يتأكدّون .. وقال الله تعالى: ﴿ يَا أيُّهَا الذِّينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ[الحجرات:6]
..

وكيف إن كان
الانتقاص من واحد من أهل العلم، وروي عن الإمام أحمد رحمهُ الله أنّه قال: (إنَّ لحوم العلماء مسمومة، من شمّها مرض، ومن أكلها مات
) .. فهم ورثة الأنبياء ..

قال أهل العلم : (ومن مخاطر الطعن في العلماء:
التسبب في تعطيل الانتفاع بعلمهم. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبّ الديك لأنهُ يدعو إلى الصَّلاة فكيف يستبيحُ قومٌ إطلاق ألسنتهم في ورثة الأنبياء الدَّاعين إلى الله عزّ وجل؟!
).

قال بعض السلف : "
إنَّ من حقّ العالم عليك أن تُسلِّمَ على القومِ عامة، وتخُصّه بالتحيّة، وأن تجلس أمامهُ، ولا تشيرُ عندهُ بيدِك، ولا تغمزّن بعينِك، ولا تُكثِر عليه بالسؤال. ولا تُعينهُ في الجواب، ولا تلّح عليه إذا كسل، ولا تراجعُه إذا امتنع، ولا تأخُذ بثوبِه إذا نهض، ولا تفشي له سرّا، ولا تغتابنّ عندهُ أحد، ولا تطلبنّ عثرته، وإن زلّ قبلت معذرته، ولا تقولنّ له: سمعتُ فلانا يقول كذا، ولا أنّ فُلانا يقول خِلافك. ولا تصِفنّ عندهُ عالما، ولا تُعرضنَّ من طُولِ صحبتِه، ولا ترفع نفسك عن خدمتِه، وإذا عرضت له حاجة سبقت القوم إليها، فإنّما هو مثل النخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء
" .

وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ برِكاب زيد بن ثابت رضي الله عنه وهو يقول:
هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء ..

وكما قيل: إن العلماء هم عقول الأمّة، والأمّة التي لا تحترمُ عقولها غير جديرة بالبقاء ..

كتاب حرمة اهل العلم - محمد اسماعيل المقدم pdf
24 ميجا - 417 صفحه
http://s203841464.onlinehome.us/waqfeya/books/01/0028.rar
او

http://www.waqfeya.com/open.php?cat=22&book=44

شرح كتاب حرمة أهل العلم
رابط الشرح للشيخ سامح طه قنديل


http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...series_id=3285



وهنا ثناء العلامه الاسير سليمان العلوان على الكتاب في الدقيقة 2.03
http://uploadfile.org/download.php?i...wlIKSqN2IDLYZU

او
http://uploaded.to/file/75kprk

وهذه مكتبة كاملة على حرمة اهل العلم
على هذا الرابط
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=550&lang=Ar

هذا واللهُ أعلم وأجلّ..
فلياخذ كل منا بيد اخيه او اخته و بل ابوك و امك و ولدك و يعرفهم قيمة العلم و حرمة اهله
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل و هو حسبنا و نعم الوكيل.
استودعكم الله