السلام عليك ورحمـة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بك ..
كيف حالك؟ هل أنت بخير؟
الغضب
الغضب
لماذا أشعر أن العرب من الذين اشتهروا بالغضب السريع؟
بالتأكيد هناك أسباب لهذا الشعور الصحيح
- هل هو بسبب الطقس؟
- أم أخلاق البيئة المحيطة السيئة؟
- أم كلاهما؟
::
الغضب أمر كريه وبغيض، إنه كدواء سام يقصر العمر
الصراخ والنعيق أمر لا يجب أن يكون في أي منزل
لكن لم أصبحت القاعدة مقلوبة؟ وأصبح كل منزل يجب أن يعج بالصراخ في كل وقت
صباحًا ظهرًا ومساءً.. لماذا الشخص لا يمتلك أي مانع من الصراخ في كل زمان ومكان؟
الأغلبية عندما تلتقط آذانهم أي أمر لا يتوافق مع آرائهم ووجهات نظرهم التي باعتقادهم أنها صحيحة 100%
يشتعلون غضبًا.. ويبدؤون بالتلفظ بألفاظ غير لائقة، وإحداث تلوث سمعي للحاضرين.
لماذا هذه الكمية من العدم احترام للغير؟ ليس كل البشر يتماشون مع الصراخ ويتقبلونه كعادة يومية
وليس كل شخص يجب عليه أن يسمع نعيق الآخرين.. لكن ماذا يفعل إن كان ضحية بيئة فاسدة؟
عليه أن يلتزم الصمت أو يخرج من المكان الملوث حتى يحافظ على مزاجه الذي كاد أن يفسد.
عندما يبدأ شخص بالصراخ وأنا حاضرة في نفس المجلس، أشعر أني أتأمل هذا الشخص لدرجة أنه يشك بنفسه
وهو لا يعلم أني أتساءل داخل عقلي الذي لا يفهم الكثير من الأمور: ما باله بدأ يصرخ ؟ هذا مزعج للغاية!
رباه رحمتك.. لماذا هو غاضب من شيء تافه؟ هل لأنه شخص تافه؟ هل أخبره أنه تافه؟ لا.. بالتأكيد لا
أنا شخص لا يرغب بسماع المزيد من الصراخ، لذا يجب علي ألا أزيد الطين بلة.. لكن، لم لا يضبط
نفسه ويظهر أمام الآخرين كشخص مهذب؟ هل هو غبي؟ هل أخبره أنه غبي؟ ... لا ! لا!
ويقطع حبل أفكاري المتواصلة صرخة تكاد تخرق أذني من شخص يجلس بجانبي لدرجة أني شعرت أن مكاني
قد تغير بسبب صرخته التي ربما زلزلت الأرض وغيرت من ديكور المجلس.
[...]
كلنا يعلم قانون نيوتن الثالث: لكل فعل ردة فعل
والغضب ردة فعل الفعل الذي حصل وانتهى.
فمثلًا:
كان هناك شخص يقرأ بهدوء وسلام في مكتبة معينة، ليأتي الموظف قائلاً:
المعذرة لا يمكنك القراءة في هذا المكان كونه طريق للآخرين وأنت بذلك تعرقل الحركة.
ليرد القارئ: ماذا تقول يا رجل؟ هل يوجد لوحة هنـا تخبرنا أن الوقوف ممنوع؟
الموظف: لا يوجد لكنه أمر بديهي وواضح يا سيدي، بإمكانك الجلوس هنـاك ..
القارئ: اخرس!!! أين مديرك؟؟
انتهى.
^ في الحقيقة هذا مثال يدل على سوء الأخلاق و ليس الغضب..
- كما أن المثال متناقض قليلاً، فكيف لشخص مثقف يصرخ بسبب أمر تافه، هذا أمر نادر ربما -
لذا رأيت أن أكتب مثالا آخر يكون معبرًا بشكل أكبر:
اتفق شخصان على الالتقاء بمكان معين في وقت معين
حضر الشخص الأول وانتظر ما يقارب النصف ساعة
ولم يأت الشخص الآخر..
فاتصل ليتأكد: أين أنت؟ أنتظرك منذ وقت طويل..
ليرد الشخص الآخر: اعذرني حصلت ظروف وجعلتني أتأخر، انتظرني قليلاً فقد خرجت من المنزل.
الأول: ......
مرت نصف ساعة أخرى، ومن ثم أتى الشخص الآخر ليقول: المعـذ....
ولم يكمل حديثه بسبب المقاطعة التي حدثت له
الأول -يكاد أن ينفجر من الغضب-: أيها القذر عديم التربية والأخلاق يا .... يا ..... !!!
مرت ساعات وأنا أنتظر ظننتك قد مت!
والآن! عد إلى منزلك فلست بحاجة للخروج مع شخص مثلك أيها الـ ...... !!!
ويعود الأول للمنزل وهو ما زال على غضبه لتأتي والدته فتقول: أريد أن أطلب منــ
ولا تكمل جملتها الا وهو قد أغلق باب غرفته بقوة جعلت أمه تصرخ من الفزع.
ليُصبِحَ في اليوم التالي على صوت رسالة بهاتفه من الشخص الآخر :
المعذرة، عندما تأخرت في الخروج من المنزل كانت والدتي قد طلبت مني تنفيذ أمر ما
وبعد تنفيذه سارعت بالخروج -وقت اتصالك- ومن سوء الحظ أن الطريق كان واقفًا
تمامًا بسبب حادث مروري مما أخرني بشكل أكبر، أرجو أن تعذرني وتتفهم هذه الأمور وإلى اللقاء.
ليندم الشخص الأول على تسرعه في التلفظ بكلمات غير لائقة على صديقه الذي حدته الظروف على التأخر.
النتيجة النهائية : الندم
هل الندم أمر جيد أم سيء؟ أم كلاهما؟
::
الغضب عاطفة
ونحن بإمكاننا تهذيب أنفسنا وعواطفنا
وبإمكاننا الشعور أننا أشخاص عظماء عندما نصمت
في الوقت الذي سيبدأ أي شخص آخر بالصراخ والغضب.
علينا ألا نفكر كثيرًا بكيفية ارغام الشخص الآخر على الصمت بأية وسيلة وإن كانت الصراخ
بل أن نفكر بكيفية افحامه ونحن ما زلنا نمتلك مزاجًا رائعًا لم يفسد نتيجة كلمات لا تستحق الغضب أساسًا.
قنـاع
المفضلات