سوريا والحرية
الثورة ليست مسألةً بسيطة ، مع ذلك عادةً تبدأ بشخصٍ واحد
اليوم أصبح كل أصدقائي بين شهداء ومساجين، وحدي رفضتني السجون
الكثير منا موزع بين أقبية الموت المنسية والمحاكم العسكرية
أبطال ثورتنا لا يصلون أبداً للسجون.. لأنهم يموتون في غرف التعذيب
ثورتنا لن تهدأ.. حمص لن تستريحٍ
غريب أن يعتاد الإنسان على الأرقام الكبيرة للشهداء..
وينسى أن كل رقم هو نهاية حياة عائلة بكاملها
حاولي يا حلب أن تتخيلي عيون أهل حمص وهم يموتون
بشرف.. بقوة.. دفاعاً عن شرفنا عن كرامتنا
في عيونهم فقط ستقرأين مرارة الأرقام الكبيرة
حمص أنت كل مدن العالم ولكنك لست مدينة
في حمص..
كانت رائحة دماء الشهداء أقوى من عطور النساء
كانت رجولة شبابها أقوى من رجال الكون
سنأكل ترابك يا حمص.. حتى لا نكون عبيداً لهم
فاليوم سقط في أرضك الطاهرة سبعة وعشرين شهيداً
ثائراً راغباً بالحرية.. بالشرف بالكرامة
أفتحي أرضك يا حمص الأبية
إستقبليهم في مقابرك الطاهرة
دعيهم يرقدوا بسلام
فنحن نموت من أجلك سوريا
لن ننتظر جامعة الفشل العربية
ما عاد يكفي أن نثور
لم يعد يكفي أن ننتفض
فثورتنا بدأت مع سبق الإصرار والترصد
صامدون حتى سقوط هذا المشروع
الذي أهلكنا على مدى الأربعين عاماً
فالبقاء والصمود في حمص العدية
هما إحتمالان لا ثالث لهما
فما دام يحكمنا الفرعون
والأحمق والمجنون
سنرى كلابً مستشبحة
ستتحول حقول القطن والزيتون
إلى ألغام تقتل فلاحيها
لا أحد منا يستطيع النوم
ودرعا تقصف
وحمص تدمر
وإدلب تُباد
قلوبنا ليست في صدورنا
قلوبنا مع إدلب ودرعا
يا أيها اللصوص
أعيدوا ما سرقتوه منا
أعيدوا أربعين عاماً من شباب الوطن
أعيدوا بسمة الأطفال
أعيدوا ثروة الوطن
أعيدوا شهدائنا.. كرامتنا
ولا تأخذوا ما تبقى من حريتنا المسلوبة
إني أحتار يا حمص
حين يستشهد أبناءك
فمن يضحي لأجل الآخر نحن أم أنتِ
أعرف أني عندما أكتب عنك يا حماة
أشرع في عملية أشتهادية مجهولة المستقبل
كيف أصبح العالم كله حماة
يا نبض قلبي.. يا عشق جنوني
علميني
علميني الحرية.. علميني الثورة
كم مرة دعوتيني للحرية
ولكنني لم أرتقي لمبادئك
وأنتي يا مهد الثورة
يا من يستمد الشعب السوري قوته منها
تخيلي كيف سيكون واقعنا وحياتنا
لو لم تضحي بأطفالك لإطلاق شرارة الثورة
اليوم إنتفضت دمشق
اليوم فقط إستيقظ أبناءها
أستيقظوا من غفلتهم
ولكنهم لن يناموا بعد الآن
سيشاركون حمص وحماة ودرعا
شرف تحرير الوطن
تحرير سوريا
فالبارحة لم يمت في حمص عشرين شهيداً
بل ماتت الإنسانية بكاملها
ومن قاسيون سأبقى أطل عليك سورية
أراقب إزدهارك.. إستماتتك للتحرر من الظلم والعبودية
فأينما فقدت الحرية وجبت العبودية
ونحن طلبنا الحرية ورفضنا العبودية
لن نموت ولن نسجن.. سنبقى خالدين نحرس هذا الوطن
فاحرسنا يا الله واحرس حمص
المفضلات