أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ

أي عميق

يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ

أثبت القرآن وجود ظلمات في البحر العميق

هناك حقائق في أعماق البحار، متى كشفت؟ كشفت بعد اختراع الغواصات والإنسان في تاريخه الطويل

ركب البحر على سفينة، أما أن يغوص في أعماق البحر بغواصة يرى كل شيء في الأعماق السحيقة هذا شيء جاء متأخراً


لذلك مضمون هذه الآية ينطبق تمامًا على أحدث الكشوفات العلمية

لا أحد يعلم أن في البحر طبقة عليا وطبقة سفلى


والبحر بحران؛ بحرٌ فوق وبحرٌ تحت، ولكل بحر موج، ولكل بحر تيارات مائية

وهذا البحر ظلامٌ دامس، فأشعة الشمس ينعدم ضوءها كلياً بعد مئتي متر ما بالك إن اختفت خلف السحاب:

انعدام أشعة الشمس والظلمة في عمق البحر وظلمة الموج فالأمواج السفلية

في الطبقة السفلى من البحر
له أمواج، وله خصائص، وله تيارات، وله حركة، لا علاقة لها بالبحر العلوي أبداً

هذا مثال ضربه الله لأعمال الكفار يقول تعالى ذكره : ومثل أعمال هؤلاء الكفار في أنها عملت على خطأ

وفساد وضلالة وحيرة من عمالها فيها ، وعلى غير هدى

مثل ظلمات في بحر لجي ، ونسب البحر إلى اللجة وصفًا له بأنه عميق كثير الماء

وعن ابن عباس رضي الله عته قوله : ( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ) . . إلى قوله : ( من نور ) قال :

يعني بالظلمات : الأعمال ، وبالبحر اللجي : قلب الإنسان ، قال : يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب

قال : ظلمات بعضها فوق بعض ، يعني بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر

وعن أبي بن كعب رضي الله عته في قوله : ( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج ) . . الآية ، قال : ضرب مثلًا آخر للكافر ، فقال
( أو كظلمات في بحر لجي ) . . الآية ، قال : فهو يتقلب في خمس من الظلم :

فكلامه ظلمة ، وعمله ظلمة ، ومدخله ظلمة ، ومخرجه ظلمة ، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة إلى النار .