أحيا من فِراشي هائمة...
أمشي باهتداءي لزوايا الجدران...
أغسل وجهي ببارد الماء .... أنظر مرآتي...
بيدي أمسح بقايا البخار ...
أمسح وأنظر....
باستغرابٍ أنظر....
وبما بقي في عينيَّ من مقدرة عن الرؤية أنظر...
ملامحي..! هل تغيَّرت؟
ما زال أنفي في مكانه ....
عيناي ما تزالا بذات اللون الذي كان يحبه أبي ... كعينيِّ أُمي ...
أضعتُ نفسي في ذاك الازدحام ...
أنظر بين الوجوه أبحثها ....
أنظر مرآتي .... أهو أنا؟ أهذا أنا؟؟
أملأ يدي بحفنةٍ أخرى ... بخشونةٍ اغسل وجهي .... في المرآة أنظره ...
ويلي! إنها أنا ....
فأين أضعتُ نفسي أنا؟
بين المارةِ أبحث من جديد ....
وإذا بي بالقرب من مغسلتي ....
فأين المارة والطريق ....
ألتفت يمنةً ويسرة ....
أرى ذاك الدفتر هناك ... حيث أُدوِّن ضحكاتي الساذجة ....
وأرى هناك تلك الصورة ... حيث أبتسم بصدق ....
فأين أنا؟
كضياعٍ ضائع ... فإن ضاع الضياع .... هل بعده من ضياع؟
أغسله من جديد .... تزرَّقُ شفتاي ... وترتجف يداي ....
ببطءٍ أفتح عينيَّ .... باحمرارهما أُدرك .....
لا زلتُ بذات المكان....
لا زلت هنا....
أهذا أنا ....
وحدي ولا أحد!
المفضلات