عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 35
  1. #1

    الصورة الرمزية monmona

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    تحية طيبة وبعد..

    توقفت عند هذا الكتاب كنت قد قرأته منذ عامين تقريبا وعندما رأيته مرة أخرى قررت أن اقرأه مرة أخرى ..
    فقلت لأضعه بين أيديكم ..أتمنى أن يعجبكم وتستفيدوا منه .. : )

    الكتاب :قصص التائبين في عنبر الحياة .. الإعدام سابقا..
    المؤلف: الدكتور أحمد فريد ..

    ما بعد المقدمة -قمت بالاختصار قدر الاستطاعة- ^^"

    يقول الكاتب:


    (كانت تطالعنا الجرائد اليومية،والمجلات التي تخصصت في نشر أخبار الحوادث،بجرائم شنيعة تقشعر منها جلود المؤمنين،وتطيش عقولهم من هول ما يقرأون ويشاهدون..وتشير هذه الحوادث إلى أن أصحابها تجردوا من دينهم،وإنسانيتهم وآدميتهم ،وإلا فكيف يجرؤ من فيه بقايا من الآدمية على سفك دم أمه وأبيه.

    جمع القدر بين هؤلاء الشباب الذين وقعوا في هذه الجرائم الشنعاء،وبين أحد إخواننا الكلام الذين تربوا في ربوع الدعوة السلفية المباركة وهو (أبو عبد الرحمن)حيث قدر له أن يسجن في عنبر الحياة -الإعدام سابقا-، فإذا به يتعرف على الشباب الذي يرتدي البدلة الحمراء،بعد أن حكم عليه بالإعدام،ففتح لهم قلبه واستمع إلى قصصهم -قصص الضياع والجريمة والشقاء- فشكوا إليه ما يقطع قلوبهم مما جنت أيديهم ،وسالت الدموع غزيرة تحكي مرارة الألم الذي يعصر قلوبم كلما تذكروا جرائمهم النكراء، وكأنهم كانوا في عالم غير الذي نعيشه ،أو كانوا سكارى ثم أفاقوا من سكرهم على الواقع المرير،إنهم قتلوا بأيديهم أَحَنَّ عليهم ,وأرحم الناس بهم ،وهم الآن يرتدون البدلة الحمراء ،وينتظرون مع إشراق كل صباح أن يفتح عليهم باب الزنزانة،حتى يلاقوا جزاء جرائمهم ,فيساقون إلى حبل المشنقة ,وكيف يكون حال من قتل أمه وأباه في الآخرة،إنها ظلمات بعضها فوق بعض ،إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ، إنه ضنك وشقاء وهم وغم وحزن في الدنيا ينتقل منه إن لم يتداركه الله برحمته إلى حفرة من حفر النار في القبور ،ثم الحساب الذي لم يكن في حسابه ,ثم النار نعوذ بالله من حال أهل البوار،إنها مفاوز ومتاهات وفيافي وقفار كلها تبشر وتنذر بالسخط والهلاك والبوار والدمار،ومنهم من فكر وهو ينتقل إلى هذا السجن في الانتحار ،ويظن أنه هو الحل لما هو فيه من شقاء،ولا يظن أنه يستعجل بذلك عذاب الآخرة،وعذاب الآخرة أدهى وأمر..

    مارس أخونا الفاضل (أبو عبد الرحمن )وظيفته في الدعوة إلى الله -عزوجل-مع هذا الشباب الضائع المهموم المغموم ،وكان فقيها في دعوته ،وفتح لهم باب الرجاء وحدثهم عن رحمة الله، وذكرهم بقول الله عزوجل "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" [الزمر:53]..وحدثهم عن قاتل المائة نفس وكان صادقا في توبته.

    ونحسب أخانا أبو عبد الرحمن كان من المخلصين في دعوتهم ،فيتسرب النور إلى قلوبهم فتحيا بعد أن أوشكت على الموت قبل أن تموت أجسادهم،وإذا بالظلمات تتبدد من قلوبهم،فتسابقوا إلى حفظ القرآن،والقيام،والصيام،والذكر،والاستغفار،وإذا بالخوف من حبل المشنقة ينقلب إلى حب له ،لأنه يطهرهم ويسرع بهم إلى أرحم الراحمين..

    فما عرفوا الحياة الحقيقة إلا في هذا المكان ،وقد كانوا من قبل يعيشون كالأنعام..

    قال تعالى :"أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها" [الأنعام :122]
    فأطلقوا على عنبر الإعدام -الذي ماعرفوا الحقيقة إلا فيه- عنبر الحياة ،وأطلقوا على حبل المشنقة حبل الحياة لأنه يوصلهم إلى رحمة الله -عز وجل-.)

    قام الكاتب بكتابة عدة وقفات حتى ينتفع الناس بهذه القصص..
    في ردي القادم أقوم بكتابة ما تيسر بإذن الرحمن..



  2. #2

  3. #3

    الصورة الرمزية ابن الفاتح

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    984
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    جميل ، لي عودة إن مد الله لنا في عنبر الحياة ...

    وبانتظار الإكمال ...

  4. #4

    الصورة الرمزية سُلوان

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,001
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    لااااااااااااااااااااااااا كنت عاوزة ابقى اول رد بس ده انا وعداها بس شارلوك واسلام خدوا مكانى يلا نعوضها بس مبارك عليكى التثبيت يا طنط*** بتمزج اوى وانا بقولك كده
    بالنسبة للكتاب فعلا احنا اشتريناه السنة اللى فاتت من معرض الكتاب تحفة ماشاء الله وحكايته فظيعة وسبحان الله الواحد لما يقراها يحس اد ايه ربنا عظيم وكريم وغفور وودود ولما تقرايها يااااه ربنا غفر للى عمل الحاجات دى
    انا بحبك يارب
    والله القصص تخليكى تعيطى على حالك طبعا بكلم على نفسى وهاستنى الباقى و بلاش طنط عشان ماتزعليش** يا تيتة

  5. #5

    الصورة الرمزية monmona

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    وقفات لابد منها ..

    الوقفة الأولى

    من عجائب النفس البشرية استعدادها للخير والشر

    يظهر ذلك في هذه القصص عموما عجيبة من عجائب النفس البشرية ،وهي استعداد النفس للخير والشر..فالذين وقعوا في أكبر الكبائر،من القتل والسرقة وتعاطي المخدرات هم الذين صاروا بعد ذلك من حملة القرآن..وأهل الصيام والقيام..

    فالنفس التي سولت لصاحبها أن يقتل أمه وأباه ،هي كذلك النفس التي صارت بطاعة الله -عز وجل-.

    والله -عزو جل-قرر لنا هذه الحقيقة بعد أحد عشر قسماً متوالياً فقال تعالى : "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)إِذَا يَغْشَاهَا (4)وَمَا بَنَاهَا(5)وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا(6)وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9)وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(10) "
    وليس في القرآن كله من أوله لآخره أقسام متوالية على هذا النسق ،وبهذه الكثرة،والله تعالى لا يحتاج إلى قسم ،فمن أصدق من الله قيلا،ومن أصدق من الله حديثاً؟

    ولكن الله -عز وجل- يريد أن يلفت أنظارنا إلى هذه الحقيقة،وهذه العجيبة من عجائب النفس،وهي استعدادها للتزكية وهي التنمية ،والتطهير والإصلاح بطاعة الله ورسوله ,وكذا استعدادها للتدسية ،وهي التحقير والتصغير بمعصية الله والتمرد على شرعه .

    فمن زكى نفسه أفلح وأنجح في الدنيا والآخرة.

    فالله تعالى شرع لنا الشرع المتين من أجل أن نسعد في الدنيا والآخرة فالله تعالى لا يستفيد شيئا من طاعات العباد ولا يتضرر بشئ من معاصيهم.

    قال تعالى : "لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ"

    وقال أيضا : "وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً "

    وقال في الحديث القدسي : "يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ,ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا " -رواه مسلم-

    فالعباد أنفسهم ينتفعون بطاعتهم,وهم أنفسهم يتضررون بمعاصيهم .

    قال تعالى "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ "

    فالزكاة طهارة للمال ،وطهارة لنفس المزكي من الشح وحب المال ،وطهارة للفقير من حسد الغني ،وطهارة للمجتمع من السلب والنهب ،إذا علم الفقير أن له حقا معلوما في مال الغني ،ولذلك سميت الصدقة الواجبة زكاة.

    وهكذا سائر العبادات والطاعات تزكية دائمة مستمرة ,وليس على العبد إلا أن يكون بين يدي مشرع ,كالميت بين يدي مغسل ,فالميت ليس له إرادة تخالف إرادة مغسله ، فيتولى الشرع تنظيفه وتهذيبه ,فإذا زكت نفسه واطمأنت بطاعة اللع عزوجل دخل العبد جنة الدنيا قبل جنة الآخرة كما قال شيخ الإسلام :إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة .

    وقال إبراهيم بن أدهم : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من نعمة لجادلونا عليها بالسيوف.

    وقال بعضهم : إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة كما نحن فيه ،إنهم والله لفي عيش طيب.

    فالحياة الحقيقة هي الحياة بدين الله وبطاعته ،ومن لم يعبد ربه بأمره ونهيه فهو ميت يمشي على الأرض ،كما أن من لم يعرف ربه ولم يعبده بأمره ونهيه لن يجد الحياة الحقيقية وإنما يحيا من أجل أن يأكل ،ويأكل من أجل أن يحيا فحياته شبيهة بحياة العجماوات .

    كما قال تعالى : "يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم "

    وقال تعالى : "أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون "

    قال بعض السلف :احذر الموت وأنت في هذه الدار ،قبل أن تصل إلى دار تتمنى فيها الموت فلا تجده .

    فالحياة الحقيقية في الدنيا هي الحياة في طاعة الله والعمل من أجل الحياة الباقية الدائمة في جوار الله -عز وجل- في الجنة.

    قال الشاعر ..

    لا دار للمرء بعد الموت يسكنها .. إلا التي كان قبل الموت بانيهــا
    فإن بناها بخيــر طــاب مسكنه.. وإن بنـاهــا بشــرٍ خـاب بانيـهـا

    فالذين يقعون في جرائم القتل والنهب والزنا والسرقة وسائر الموبقات لم تخلق نفوسهم شريرة من أول يوم ,بل كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ..ولم يقل النبي يسلمانه ..لأن الفطرة هي الإسلام .


    فإذا وجدت النفس البشرية من يرشدها إلى سبيل حياتها الطيبة في الدنيا وسعادتها الأبدية السرمدية ،وفقت للعمل بذلك،صار العبد من الزهاد والعباد ،الذين يجمعون بين سعادة الدنيا والآخرة حيث تترعرع شجرة الإيمان في قلوبهم ،وتثمر أطيب الثمرات ،من الأحوال الإيمانية الشريفة, والأعمال الصالحة .

    وإذا وجدت النفس البشرية من يزين لها الكفر والفسوق والعصيان ,وخذلها الرحمن ،وسعت من هذا الميدان ،ميدان الذل والهوان والضنك والشقاء في الدنيا والعذاب المستديم في الآخرة، فيخسر العبد دنياه وآخرته ،وإذا به يقتل أقرب الناس إليه وأولاهم ببره وإحسانه ،لأنه مطموس البصيرة ،منكوس القلب.

    فالنفس بطبيعتها مهيأة ومستعدة للخير والشر ,وهذه القصص الواقعية التي نسوقها من عنبر الحياة (الإعدام سابقا)أكبر شاهد على ذلك فالين قارفوا الكبائر وماتقشعر منه النفوس المؤمنة ,هم أنفسهم الذين صاروا حملة القرآن ومن أهل الصيام والقيام .

  6. #6

    الصورة الرمزية monmona

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    شارلوك وإسلام في انتظار العودة ..
    رحمة ..
    حسابك معي وأحنا لوحدنا بلاش على الملأ >>شفتي الطيبة

    قمت بتنزيل أول وقفة ^^

    بارك الله لكم ..

  7. #7

    الصورة الرمزية ابن الفاتح

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    984
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    رائع و بانتظار البقية للتعليق على الموضوع كاملا ...

    اقتراح : لماذا لا تضعين الوقفة في الموضوع الاساسي أو المشاركة الاولى و تنبهي على ذلك بمشاركة .

    وعلى فكرة " نحن متابعين للموضوع و بشدة " .

    و بارك الله فيكي .

  8. #8

    الصورة الرمزية monmona

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sharloc holmez مشاهدة المشاركة
    رائع و بانتظار البقية للتعليق على الموضوع كاملا ...

    اقتراح : لماذا لا تضعين الوقفة في الموضوع الاساسي أو المشاركة الاولى و تنبهي على ذلك بمشاركة .

    وعلى فكرة " نحن متابعين للموضوع و بشدة " .

    و بارك الله فيكي .
    أشعر أنني لو فعلت ذلك الموضوع سيطول ^^"
    ومن يأتي للقراءة من البداية سيجده طويل..
    لو أردتم ذلك سأفعل >>من أجل راحة الزبون ..
    وفي جميع الأحوال روابط أجزاء الكتاب يتم وضعها في الرد الثاني ^_^
    وفيك ..
    وجزاك الله حيرا

  9. #9

    الصورة الرمزية Dek2on

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    1,901
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    بالفعل هذا الكتاب يحتاج تصفيق , وانتي يا مونمونا لك تصفيق احر من النار على مجهودك وكتابة ما يحويه الكتاب في هذا الموضوع

    بالفعل الكلمات والتعابير وكل شيئ جميل فيه استمتعت في القراءة

    تابعي والى الأمام ..

  10. #10

    الصورة الرمزية (عامر)

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    1,527
    الــــدولــــــــة
    سانت لوشيا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    وعليكمو السلامو ورحمة الله وبركاته
    إمممممـ
    والله الموضوع جميل وطريقة تنضيمه أجمل
    لكني أفضل أن أشتري المكتاب إن وجد
    قد أعود إن لم أجده
    بارك الله فيكي

  11. #11

    الصورة الرمزية monmona

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    وقفات لابد منها

    الوقفة الثانية

    فضل الدعوة إلى الله عز وجل

    المتأمل كذلك لقصص هؤلاء التائبين ،منهم من قتل أمه ومنهم من قتل أباه ،ومنهم من قتل أكثر من نفس ومنهم من قارف كل الكبائر ،والوقوع في هذه المعاصي بسبب قسوة القلب ،وخرابه من الخير،وتمكن الشيطان منه،فكيف انتقل هؤلاء من هذه الحفرة العميقة إلى أرقى العبادات وأسباب الدرجات من القيام والصيام وتلاوة القرآن ،وإنما كان ذلك بفضل الله ،ثم ببركة الدعوة الصحيحة وإخلاص الداعي ,فالدعوة أشرف وظيفة يمكن أن يتوظف فيها العباد لأنها وظيفة الرسل .. "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي"

    وقد أناط الله عز وجل الفلاح بالقائمين بالدعوة فقال تعالى : "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُون إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"

    وبين الله أن سبب خيرية هذه الأمة هو القيام بهذه المهمة ،فقال تعالى : "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَت لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ "

    وقال النبي عليه الصلاة والسلام في بيان ثواب الدعوة : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ) رواه مسلم .

    وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : (فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) -رواه البخاري-

    وحمر النعم هي الإبل الحمراء ،وهي أنفس الأموال عند العرب فانظر إلى هذه الدعوة الصحيحة كيف ارتفعت بهؤلاء من هوة سحيقة إلى قمة عالية ،وللأسف كم من إنسان ينفذ فيه حكم الإعدام وهو آيس من رحمة الله،لم يوفق لتوبة ,ثم كم من شاب تائه سادر ساه لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره ونهيه ,غارق في الشهوات أو مطموس القلب بالشبهات ,لو تيسرت له دعوة صحيحة من داعية صادق مخلص لتغيرت حياته وأشرق ساحاته،ولصار من جند الله المخلص ,الذي يبذل لإعزاز دين الله -عز وجل - ،ورفع رايته ،فيا له من دين لو وجد له رجال يقومون به فيقوم بهم ,ويعزوه فيعزهم الله به ،فما أحوج المسلمين إلى دعاة صادقين يهدونهم إلى طريق الله ويحيونهم بدينه فدين الله هو الروح وهو النور .

    قال تعالى : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

    فكيف يكون حال الجسد إذا فقد الرنور والروح ..؟!

    قال تعالى : (فَمَنْ يُرِدِ اللَّه أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ )

    فالذي يصعد في السماء يختنق لقلة ضغط الهواء في الطبقات العليا وقلة نقص الأكسجين.

    فحاجة الناس إلى شرع الله أكثر من حاجتهم إلى هذا الهواء الذي تنشرح به قلوبهم ,لأنه من عدم الهواء يختنق فيموت ويفقد الدنيا ,ومن حرم الإسلام خنق أيضا ولكنه لا يفقد الحياة الدنيا وحدها ,ولكنه يفقد الدنيا والآخرة..

    قال رسول الله : (نَضَّرَ اللَّه امْرَأَ سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ إلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهُ ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ) -رواه أحمد والترمذي -

    والدعوة أكبر من أن يقوم بها شخص بمفرده أو أشخاص متناثرون ,بل لابد من التعاون عليها كما قال تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمأُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ)

    وقال -عز وجل-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِر وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ )

    فإذا أثرت الدعوة الصادقة في القلوب التي وقع أصحابها في هذه الكبائر ،فكيف يكون أثرها في الشباب التائه الذي يجهل طريق الهداية ،والذي قارف صغائر الإثم ولم يصل للكبائر ،فضلا عن أكبر الكبائر.

    قال سفيان بن عيينه :أشرف الناس منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الأنبياء والعلماء.

    فمن فوائد هذه القصص شحذ همم الدعاة إلى الله -عز وجل-لبذل غاية جهدهم في الدعوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشباب الذي يحتاج إلى بصيص من النور فإذا به من أسبق الناس إلى الطاعة والاستجابة لأوامر الله والرسول ,خاصة في السجون والمعتقلات حيث البعد عن زخارف الدنيا وزينتها ومشاغلها ,فيتسنى للدعاة أن يمارسوا دعوتهم داخل الأسوار ,فإذا الثمار كثيرة وطيبة ،خاصة مع صدق الداعي وإخلاصه وكذلك نعمة الصحة والفراغ وهما متوافران في هذه الأماكن ..

    ولما سجن العلاقة المحقق ابن قيم الحوزية مع شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية سجد على باب السجن سجودا طويلا ،صم رفع رأسه وقال الحمد لله الذي أزاح عني الشواغل ،وفرغني لذكره وعبادته.

    وكان شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول :لو أملك ملئ القلعة ذهبا ما استطعت أن أكافئهم على ما قدموه لي من خير.

    وكان يكثر أن يقول في سجوده وهو مسجون : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

    ولما أُدخل القلعة نظر خلف الباب وقال :فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب.

    وكان يقول :المحبوس من حبس قلبه عن ربه ,والمأسور من أسره هواه.
    وقد اختار يوسف- عليه السلام- السجن عن الحياة في قصر عزيز مصر حيث الاختلاط والتبرج والكر به من أجل إيقاعه في المعصية.
    فقال عليه السلام : (ربِّ السِّجْن أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)

    ولما دخل السجن مارس الدعوة إلى الله فقال : (يَا صَاحِبَي السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)

    فنسأل الله أن لايحرمنا من شرف الدعوة إليه ,وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

  12. #12

    الصورة الرمزية ابن الفاتح

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    984
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    لا بد أن أحجز للتعليق على هذه الوقفة الرائعة ... و لا زلت بانتظار الإكمال ...

    وفقك الله أخيتي ... .

  13. #13

    الصورة الرمزية monmona

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    وقفات لابد منها

    الوقفة الثالثة

    العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية

    من يتأمل بداية أصحاب هذه القصص يقشعر قلبه ويرجف فؤاده ,من بشاعة الجرائم التي وقعوا فيها ويظن قطعا أنهم من أهل النار..

    ثم يتأمل حالهم كيف كانوا قبل تنفيذ حكم الإعدام فيهم من الاهتمام بحفظ القرآن ,والإكثار من الصيام والقيام لعله يقول:
    كيف يعذب هؤلاء الذين حرموا من زينة الدنيا وشهواتها,وكانت نهاية حياتهم كلها طاعة وعبادة لله ,ثم تنفيذ حكم الإعدام أو القصاص فيهم لا بد أنه يكفر هذا الذنب العظيم الذي وقعوا فيه.

    فإن هذه حدود الكفارات ولذا أصر ماعز والغامدية على إقامة الحد عليهما لأنهما يعلمان أن الحدود مطهرة ,وإلا فلو ستروا على نفسيهما وتابا إلى الله فإن الله -عز وجل- يتوب عليهما ,ولكنهما أرادا أن يطهرا من الذنب كأنه لم يكن.

    والرجل الذي قتل مائة نفس من بني إسرائيل ولم يفعل شيئا من الطاعات إلا التوبة الصادقة مع أنه لم يصل بعد إلى البلد التي سيعمل فيها بطاعة الله,وقبضت روحه ملائكة الرحمة,فكيف بمن تاب وختم القرآن ,وداوم على طاعة الرحمن ,وكان آخر كلامه لا إله إلا الله وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" -حسنه الألباني-

    والجواب عن كل ما سبق هو أن العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية ..فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالخواتيم " -رواه البخاري-

    وإنما أداة حصر في اللغة أي لا يصلح العمل كله ولاتحمد عاقبة العبد حتى يختم بعمل صالح كما قال صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات" -رواه البخاري-

    أي أن الأعمال مهما كانت موافقة للشرع فإنها لا تكون مقبولة عند الله ولا ينتفع بها العبد في الآخرة حتى تتوفر النيات الصالحة ودل هذا المعنى قول رسول الله : "فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يدركه ما سبق له في الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يدركه ما سبق له في الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " -رواه البخاري-

    وتقول عائشة -رضى الله عنها-: إن الرجل ليعمل زمانا بعمل أهل الجنة وهو من أهل النار.

    وحمل العلماء الحديث السابق على أن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو ظاهرا,وفي قلبه دسيسة من دسائس السوء ,من الكبر أو العجب أو الرياء ,فيظهر ذلك في آخر عمره ويختم له بسوء والعياذ بالله.

    وقال النووي رحمه الله :إن الغالب في الناس من يعمل عمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبقه كتابه فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها , وأن من النادر فيهم من يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.

    وهذه القصص الواقعية شاهدة على ذلك ,فقد وقع إصحابها في أكبر الكبائر،ثم وفقوا للتوبة النصوح واستقاموا على طاعة الله ،فالعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية.

  14. #14

    الصورة الرمزية ابن الفاتح

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    984
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    جميلة جدا هذه الوقفة ...

    يااه اتمنى لو أن الكتاب لدي ... لا بأس نتابعه معك ... تابعي وفقك الله ...

    لي عودة بإذن الله للتعليق ...

  15. #15

    الصورة الرمزية monmona

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    وقفات لابد منها

    الوقفة الرابعة

    التوبة من أحب العبادات إلى الله عز وجل

    قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُحِب التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"

    وقال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

    وقال النبي -صلى الله عليه وسلم : "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " -رواه مسلم-

    وقال صلى الله عليه وسلم : "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " -رواه مسلم-

    فانظر كيف يحب الله التائبين ويفرح بتوبتهم مع أن الله تعالى غني عن طاعتهم ,وطاعتهم لا تزيد في ملك الله شيئا ,ومعاصيهم لا تضره شيئا .

    كما قال تعالى : " إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُم وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ"


    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل فأتى راهبا فسأله فقال له هل من توبة قال لا فقتله فجعل يسأل فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له "

    وفي رواية:"كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنَ تَوْبَةٍ فَقَالَ لاَ. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ وَلاَ تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ فَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ. وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِىٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِى أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ." -رواه البخاري-

    قَالَ قَتَادَةُ فَقَالَ الْحَسَنُ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ.


    فهذا الحديث يدل على سعة رحمة الله ,وإن جاز في بني إسرائيل مع الأصار والأغلال ففي الأمة المرحومة التي رفعت عنها الأصار والأغلال أمة الرحمة المهداة أجوز وأجوز .وهذا الرجل لم يكن له حسنة إلا التوبة ,فقد كان صادقا في طلبها شديد الحرص عليها ,وبلغ من حبه لها أن الراهب لما أخبره بأنه لا توبة له قتله ,فكمل المائة نفس ,ثم أخذ يسأل عن أعلم أهل الأرض وهذا هو الواجب على من وقع في قضية يحتاج أن يعلم حكم الشرع فيها,أن يبحث عن أعلم أه الأرض وليس العلم في التشدد ولكن العلم أن تأتيك الرخصة من العالم عندما أخبره بأن باب التوب مفتوح .

    قال الرسول-صلى الله عليه وسلم- : "إن الله يقبل توب العبد ما لم يغرغر " -رواه الترمذي-

    فهذا الحديث مع قول الله تعالى : "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِين أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "

    يشير إلى أن الله يقبل العبد على كل حال,إذا تاب وأناب, ورجع إلى الله الواحد الوهاب..ولما كان من أفتاه عالما أعانه على التوبة بأن أرشده إلى ترك لأرض التي هو فيها لعل أهلها يستهينون بالدماء ولعل فيها قرناء يدفعونه إلى المعصية فأمره بالارتحال إلى أرض طيبة يتشاغل أهلها بطاعة الله,حتى يبدأ حياته الجديدة في أرض جديدة ,بعيدة عن أرض المعصية ,كما قيل في الحكمة من تغريب الزاني غير المحصن عاما,حتى يبعد عن أرض المعصية فيبعد عن أسبابها.

    التوبة هي أول المنازل وأوسطها وآخرها فلا يفارقها العبد السالك لربه ,وقد قسم الله الناس إلى تائب وظلم,وليس ثمَّ فريق ثالث ,قال تعالى : "مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِك هُمُ الظَّالِمُونَ"

    قال بعض السلف :من لم يتب كل صباح ومساء كان من الظالمين.

    وقال الحسن البصري في قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِين وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ "

    انظروا إلى رحمة أرحم الراحمين حرقوا أولياءه ,ثم يدعوهم إلى التوبة.

    فمهما كثرت ذنوب العبد فرحمة الله أوسع من ذنوبه ..

    كما قال الإمام الشافعي :
    ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي..جعلت الرجا مني لعفوك سلما
    تعاظمني ذنبي فلما قرنته ..بعفوك ربي كان عفوك أعظم

    وقد يوهم الشيطان من أكثر من معصية الله ,أنه إذا عاد إلى الله فإن الله لا يقبله,وأنه ليس أمامه إلا طريق الشيطان.

    قيل للحسن البصري :أما يستحي أحدنا يذنب ثم يتوب ,ثم يذنب ثم يتوب ,ثم يذنب ثم يتوب ..فقال :ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه فلا تملوا من الاستغفار.

    فالعبد ليس له باب إلا باب سيده,ومن داوم طرق الباب يوشك أن يفتح له.

    أيها العاصي ما يقطع من صلاحك الطمع,ما نصبنا اليوم شرك المواعظ إلا لتقع.فإذا خرجت من المجلس وأنت عازم على التوبة .فقال لك رفقاؤك في المعصية هلم إلينا فقل لهم كلا ذاك خمر الهوى الذي عهدتمون قد استحال خلا ..يا من سود كتابه بالسيئات,أما آن لك بالتوبة أن تمحو ,ياسكران القلب بالشهوات ,أما آن لفؤادك أن يصحو ..

    فالبدار البدار إلى التوبة ,قبل أن تعمل سموم الذنوب بروح الإيمان عملا يجاوز أمر فيه مجهود الأطباء واختبارهم ,فلا ينفع بعد ذلك نصح الناصحين ووعظ الواعظين وتحق الكمة عليه أنه من أصحاب الجحيم.

    التوبة التوبة قبل أن يأتيكم من الموت نوبة فلا تحصلوا إلا على الخسران والخيبة ,والإنابة الإنابة قبل غلق باب الإجابة ,الإفاقة الإفاقة فقد قرب وقت الفاقة.

  16. #16

    الصورة الرمزية ابن الفاتح

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    984
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    اللهم إني أتوب إليك و أستغفرك من كل ذنب ...

    لي عودة ... بإذن التواب الرحيم ...

  17. #17

    الصورة الرمزية dr memesa

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    324
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    جزاكم الله خيرا يا منمونا
    ليكى وحشة جامدة واللهى
    بجد الموضوع جاد ومتميز جدااااااااااااااااااا
    keep on
    فى حفظ الله

  18. #18

    الصورة الرمزية monmona

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    dek2on

    مشكور لمرورك وردك وكلماتك المشجعة..
    تابع معنا وبإذن الله القادم يكون أجمل.. ^ـ^
    حفظك الله..

    عــامــر

    أهلا بك ..
    مشكور على ردك..
    أتمنى لو عندي نسخة أخرى ^^"
    ربك يقدر الخير..
    أتمنى تواجدك معنا..
    حفظك الله

    dr memesa

    وإياكِ حبيبتي..
    وأنتي لكي وحشة أكبر..
    أنرت الموضوع بتواجدك..
    حفظك الله ووفقك لما يحب ويرضى..

    شارلوك هولمز

    جزاك الله خيرا على المتابعة ..
    لاحرمك الله الأجر..

  19. #19

    الصورة الرمزية monmona

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    وقفات لا بد منها

    الوقفة الخامسة

    شؤم الذنوب والمعاصي

    قال بعض السلف :المعاصي سلسلة في عنق العاصي,لا يفكه منها إلا الاستغفار والتوبة .

    وقال بعضهم :أرقهم قلبا أقلهم ذنوبا .

    وقال بعضهم :ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة.

    وقال بعضهم :من علامة من غرق في الذنوب أن لا ينشرح صدره لقيام الليل وصيام النهار.

    وقيل لبعضهم :لا نستطيع قيام الليل. قال :أبعدتكم الذنوب.

    وقال سفيان الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أصبته.

    وقال بعضهم :إذا أجمع العبد على ترك الذنوب ,أتته الأمداد من الله عز وجل من كل جانب.

    قال ابن الجوزي :أين من كان في سرور وغبطة ,أين من بسط اليد في بسيط البسطة ,جسروا على المعاصي فانقلبت على الجيم نقطة,بينما هم في الخطأ خطا إليهم صاحب الشرطة ,هذا دأب الزمان إن صفا فلحظه.

    القارئ لقصص التائبين في عنبر الحياة -الإعدام سابقا- يقف على حقيقة الشرع الحنيف أتم بيان ,وهي شؤم الذنوب والمعاصي,فمن وقع في قتل أمه وأبيه عياذا بالله من ذلك,لا بد أنه وقع قبل ذلك في معاصي كثير دون هذه المعصية ,أسلمته معصية إلى معصية حتى وقع في هذه الورطة العظيمة..

    وقديما قال السلف : المعاصي بريد الكفر

    أي رسوله :وذلك أن العبد إذا أكثر من معصية الله دخل في طاعة الشيطان فيبعده ويمينه ويضله ويغويه ولا يرضى منه دون الكفر ما استطاع إلى ذلك سبيلا ,فمن أكثر من معصية الله تصير المعاصي هيئات راسخات ,حتى يفعل المعاصي ولا يجد لذة في فعلها ,ولكنه يخاف من الألم عند فراقها .

    كما قال بعضهم :
    وكأس شربت على لذة ,, وأخرى تداويت منها بها

    وقال آخر :
    فكانت دوائي وهي دائي بعينه ..كما يتداوى شارب الخمر بالخمر

    فالمعاصي يولد بعضها بعضها ,كما أن الطاعات يولد بعضها بعض.

    فإذا تكاسل عن معصية الله نزلت عليه الشياطين ,تؤزه إليها أزها ,وتزعجه إليها إزعاجا.

    كما قال تعالى : "أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا"

    فوقوع هؤلاء الشباب في هذه الجرائم الخطيرة,والفواحش العظيمة كان بسبب ذنوب أخرى,أضاعت عليهم دنياهم,وصاروا في السجون وهي مقابر الأحياء,وينتظرون في كل صباح أن يعلق في رقابهم حبل المشنقة ,وكادت هذه الجرائم أن تضيع عليهم آخرتهم ,لولا توفيق الله لهم للتوبة والإنابة ,والاجتهاد في الطاعات.

    وقد عظم الله حرمة دماء المسلمبن وأموالهم وأعراضهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم : "إن دماؤكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يوكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.." -رواه مسلم-

    وقال أيضا: "كل المسلم على المسلم حرام ,دمه وماله وعرضه" -رواه البخاري-

    وقال أيضا: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" -رواه البخاري-

    وكان ابن عباس -رضى الله عنهما -ينظر إلى الكعبة ويقول :إن الله حرمك وعظمك وشرفك والمؤمن أعظم
    حرمة عند الله منك.

    وسد النبي -صلى الله عليه وسلم- : (الذرائع إلى هذا الذنب العظيم وهو سفك دم المسلم بغير حق فنهى عن بيع السلاح في الفتنة ,ونهى أن يشير المسلم إلى أخيه بحديدة ,خشية أن ينزغ الشيطان يده فيقع في حفرة من النار.

    وأمر من يمشي بين المسلمين يحمل سهما أن يأخذ بنصالها خشية أن تصيب مسلما)

    وأعظم الذنوب بعد الشرك بالله قتل المسلم بغير حق ..قال تعالى : "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُل مؤمِنًا إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا"

    ثم قال عز وجل : "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "

    فإذا كان هذا جزاء من قتل مؤمنا ليس له عليه حق إلا الأخوة الإيمانية فكيف بمن قتل أحق الناس ببره,وأعظم الناس عليه حقا بعد الله ورسوله..

    وكأني بهؤلاء الذين وقعوا في هذه الذنوب العظيمة بعد أن شرح الله قلوبهم بالإيمان ,وأحياها ببراهين القرآن كلما تذكروا جرائمهم تتقطع قلوبهم,والله أسأل أن يغفر لهم ذنوبهم ويرحمهم,ويتجاوز عن سيئاتهم,وإن كانت عظيمة فرحمة الله أوسع ,وأسأله تعالى أن يجنبنا وإخواننا المسلمين طرق الغواية والشياطين فإنها طرق مشئومة,ليس فيها إلا النكد ,والغم,والخراب,والدمار,والبوار في الدنيا,والعذاب الدائم في الآخرة.

  20. #20

    الصورة الرمزية ابن الفاتح

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    984
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: عنبر الحياة (الإعدام سابقا)

    ومن الذنوب ما يهلك ...

    لي عودة أيضا ...

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...