ماذا تفعل لو تدمرت حياتك فجأة ؟

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    كلهن ضدي
    [ ضيف ]

    افتراضي ماذا تفعل لو تدمرت حياتك فجأة ؟

    لو شعرت أنك أعجز من طفل يتيم وسط أشخاص لئام تجردوا من إنسانيتهم؟
    ماذا تفعل عندما تشعر بأن تدميرك تم تحت خطة محكمة تكاتفت على تنفيذها أيدي كثيرة لا تربطهم اي صلة ببعض سوى الهدف الرئيس و هو تدميرك أنت
    عندما ترى كل الناس يقفون مع بعضهم إلا انت لا يقف معك أي أحد
    ليس هناك شيطان يعطف عليك ولا إنسان يقتلك و يريحك من بؤسك ؟
    عندما يهزء بك معارفك و يتبرأ منك أهلك و يطعنك في ظهرك كل أصدقائك
    عندما ترى الحق باطلا و الباطل حقا ؟
    عندما تكون أقل شخص في بلدك
    و كل الكائنات لها حق إلا أنت
    عندما تشعر بحرقة الظلم و لا تجد من ينصرك و يقف بجانبك
    عندما يصبح حضن الأم جحيم و تستحيل رحمتها و ودها الى شياطين و مردة مخيفة عندما يؤكل حقك و ليس من يقف يجانبك عندما يتم تدمير مستقبلك و قلبك و عندما تطالب بحقك تكون أنت المخطئ و انت الملام
    عندما تُقتل و يكون قاتلك بطلاً يثني عليه الجميع و تكون عليك غمامات اللعنة الى يوم يبعثون

    عندما تنفى مشردا ببلدك و تكون غريبا مع نفسك عندما تحاول التخلص من نفسك بالانتحار و تكون آخرتك إلى النار

    ماذا تفعل عندما تعرف أنه ليس هناك أمل من أجلك أبداً لو مهما حدث و مهما يحدث ؟

    اترك لكم الرد


    - كلهن ضدي -





    سعادة البشرية

    للإمام الشهيد : عبد الله عزام





    سعادة البشرية في ظل المنهج الرباني

    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له، و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و نشهد أن محمدا عبده و رسوله، بلغ الرسالة، و أدى الأمانة و نصح الأمة فجزاه الله عن المسلمين خيرا و بعد .



    فهذه القضية ليست رأيا خاصا لي ، فالأمر أكبر من أن يفتي فيه البشر ، إنها سنن الله في الحياة ، شهدت بها الآيات البينات ، و أيدتها الأحاديث الشريفة ، و عاشتها النفوس الصادقة واقعا حيا نظيفا ، و ذاقته البشرية الشاردة عن منهج الله مرارة و ألما و شقاء .

    لقد قرر رب العزة هذه الحقيقة في كتابه العزيز فقال:
    (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى)
    (طه: 123 - 124)

    فهي معادلة ربانية لا تتخلف خلاصتها :
    طاعة الله -عز و جل- تساوي السعادة في الدارين .
    عصيان الله -عز و جل- يساوي الشقاء في الدارين .
    هذه المعادلة الربانية ، و القاعدة الإلهية للحياة البشرية تعيش في ظلها البشرية في الأولى ، و لا يتوقف عمل القاعدة عند هذه الحياة بل تواصل إنطباقها فيما وراء هذه الدنيا ، و لئن اعتاد البشر أن يروا السنن الالهية الكونية التي تخص المخلوقات لا تنطبق في عالم البرزخ ، فإن السنة الربانية للحياة البشرية متصلة أولاها بأخراها .
    فدوران الكواكب ، و إضاءة الشموس ، و إنارة الأقمار ، و بزوع الشمس من مشرقها ، كل هذه السنن الالهية في الكون تتوقف ، و يضطرب نظام الكون عند القيامة ، و تبزغ الشمس من مغربها ، و تنطفئ شعلتها، ويظلم قرصها.
    (إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا الجبال سيرت، وإذا العشار عطلت، وإذا الوحوش حشرت، وإذا البحار سجرت)(1) ... (التكوير: 1 - 6)

    1- كورت: ذهب نورها، انكدرت: تساقطت، العشار: النوق الحوامل مفردها عشراء أي مر على أشهر حملها عشرة، عطلت: تركت بلا راع وبلا حلب، سجرت: أوقدت فصارت نارا أو صارت بحرا واحدا ، انفطرت: انشقت (انظر تفسير الجلالين، نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن للسجستاني .

    (إذا السماء انفطرت، واذا الكواكب انتثرت، وإذا البحار فجرت، وإذا القبور بعثرت)
    (الإنفطار: 1 - 4)







    و قبل أن نبدأ بعرض تفاصيل القاعدة و شواهدها لابد لنا أن نتذكر حقائق كبرى كثيراً ما يغفل الانسان عنها في زحمة الحياة.

    الحقيقة الأولى :

    أن المخلوقات جميعا صدرت من بين يدي رب العالمين.

    (الله خالق كل شئ وهو على كل شيء وكيل)
    (الزمر: 62)


    الحقيقة الثانية :

    لكل مخلوق قانون يسير عليه، لا يستطيع أن يند عنه، ولا يملك الخروج عليه.

    (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (القمر: 49)

    (... وكل شيء عنده بمقدار)(الرعد: 8)


    (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض و من أنفسهم و مما لا يعلمون، و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ، و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم، و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون)
    (يس: 36 - 40)


    فالشمس و القمر و النجوم و جميع المخلوقات تحكمها قوانين لا تتخلف لحظة في الدنيا، و تسيرها سنن ربانية لو خرجت عنها لحطمت وتحطمت وانتهى دورها.



    الحقيقة الثالثة :

    الإنسان كمخلوق من مخلوقات الله تحكم جسده قوانين ، و تسير أجهزته سنن ربانية ، فالعين تبصر و لا تسمع و الاذن تسمع و لا تبصر، و القلب ينبض الدم و لا يملك أن يغير وظيفته لهظم الطعام أو للأبصار.
    ومن الناحية الأخرى: أنزل الله له قوانين تحكم سيره في الحياة ، و تنظم علاقته بما حوله من المخلوقات ، و هذه القوانين ترك له الحرية في انتهاجها أو تنكبها ، فإن اتبعها فقد وازن بين القوانين التي تحكم فطرته و بين القوانين التي طبقها في حياته و تعامله ، و كذلك نسق بين قوانين حياته و بين قوانين الله التي تحكم الكون .

    الحقيقة الرابعة :

    و هي منبثقة من الثالثة : القوانين التي تحكم الأفلاك و المجرات و الحياة من عند رب العالمين ، و القوانين التي نزلت للانسان من عند رب العالمين كذلك ، و لذا فهي لا تصطدم ، و هنا تنشأ السعادة لأن التناسق و التوافق بين النفس البشرية بجزئيها (الإرادي و اللاإرادي) ، بين النفس البشرية و الكون حولها ينشأ من اتباع قوانين واحدة، مصدرها واحد ، و هدفها واحد هو طاعة رب العالمين و اتباع منهاجه.

    (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الارض، والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس، وكثير حق عليه العذاب، ومن يهن الله فماله من مكرم، إن الله يفعل ما يشاء)
    (الحج: 18)


    الحقيقة الخامسة :

    أن الله أعلم بما خلق، و يحب الخير لها، و لذا فهو يرسم لها طريق السعاده ، (ألا يعلم من خلق ؟ و هو اللطيف الخبير) بلى ، يعلم .
    و الله -عز و جل- بالناس رؤوف رحيم ، غني عن مخلوقاته و لكنه يرعاها و هو أرحم بها من أمهاتها ففي الحديث المتفق عليه عن عمر رضي الله عنه في قصة المرأة التي فقدت ابنها في السبي ثم لقيته فقال صلى الله عليه و سلم أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قلنا : لا ، فقال الله أرحم بعباده من هذه بولدها . متفق عليه (رياض الصالحين) باب الرجاء .


    فكما أن البشرية قد اعتادت أن ترد الآلات إلى مهندسها . لأنهم يعلمون أن أكثر الناس بها خبرة ، و أقدرهم على تشغيلها ، فلله المثل الأعلى هو الذي يجب أن ترد إليه -سبحانه- مشاكل البشر ليحلها.

    فمهندس الثلاجة أو السيارة يضع إرشادات لطريقة أعمالها ، و لا تسير السيارة بحالة إن لم نضع فيها الوقود التي أشار إليها المهندس ، و لابد أن نضغط على نفس الأزرار التي بينها ، و إن خالفنا تعليمات المهندس فإننا سنحرق الآلة أو نحاول عبثا إدارتها .

    و هذا الإنسان لا يعمل إلا بالطريقة التي رسمها رب العالمين في كتابه ، أو من خلال الوحي الذي انطلق ألفاظا شريفة على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم ، و كل محاولة لمخالفة صانع الإنسان و فاطره فهي محاولة لتعطيله أو إفساد فطرته .



    الحقيقة السادسة :


    القلوب صناعة علام الغيوب و بيده مفاتحها ، يفتحها متى شاء و يدخل إليها السعادة ، فإن اقفلها فلا فاتح لها.
    (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم)
    (فاطر: 2)


    الحقيقة السابعة :


    اتباع دين الله هو الحياة و البعد عنه هو الموت .



    (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)
    (الأنفال: 24)
    (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا...)
    (الشورى: 25)
    أي حياة للقلوب والنفوس.
    (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده)
    (النحل: 2)



    فدين الله روح و حياة، و بدونه الإنسان لا حياة فيه .

    (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها
    (الأنعام :122)

    أي ليس الكافر الذي مات قلبه كالمؤمن الذي احياه الله بالهدى .








    الحقيقة الثامنة :



    من وجد الله وجد كل شئ و من فقد الله فقد كل شئ، من عرف الله ذاق سعادة الدارين، و من نسي الله أنساه نفسه.
    (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)
    (الحشر: 19)






    الحقيقة التاسعة :


    قانون الذنوب و المصائب مصائب الناس قسمان : مصائب الأنبياء -و هم معصومون من الذنوب- لرفع الدرجات ، و مصائب غير الانبياء -غير المعصومين- لتكفير السيئات ثم رفع الدرجات .

    القانون يقول: الذنوب تؤدي إلى مصائب.
    مصائب زائد صبر يساوي مغفرة الذنوب.
    وهذا القانون مسطر في كتاب رب العالمين:
    (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)
    (الشورى: 30)

    و هذا القانون لخصه الإمام علي رضي الله عنه بقوله ما نزل بلاء إلا بذنب و لا رفع بلاء إلا بتوبة .
    و قال الحسن : بلغنا انه ليس أحد يصيبه خدش عود و لا نكبه قدم و لا خلجان عرق إلا بذنب و ما يعفو الله عنه أكثر(1) قال القرطبي قال الحسن : لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه و سلم و ذكر الحديث(2).

    وفي الحديث الصحيح : والذي نفسي بيده مايصيب المؤمن من نصب و لا وصب و لا هم و لا حزن إلا كفر الله عنه بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها .
    و في الصحيحين عن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ما يصيب المسلم من نصب و لا وصب و لا هم و لا حزن و لا أذى و لا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه (3).
    قال ابن خيرة (4) : -من أصحاب علي رضي الله عنه- جزاء المعصية : الوهن في العبادة، و الضيق في المعيشة، و التعسر في اللذة ، قيل و ما التعسر في اللذة ؟ قال لا يصادف لذة حلال إلا جاءه من ينغصه إياها .
    يقول مالك بن دينار (5) : إذا رأيت قساوة في قلبك و وهنا في بدنك ، و حرمانا في رزقك ، فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك .

    و هذا القانون يعم كل جوانب الحياة من أمراض بدنية و نفسية، و من ضيق في الرزق و ضنك في العيش، و شدة في الحياة ، و انحباس في المطر ، و محل في الأرض و قحط في الزرع ، كل هذا بسبب الذنوب.






    جاء في الحديث الصحيح (6) الذي رواه ابن ماجه و الحاكم عن ابن عمر مرفوعا : كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فأقبل علينا بوجهه فقال :



    يا معشر المهاجرين : خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن :

    1- ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين و الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا.
    2- و ما نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين و شدة المؤنة و جور السلطان.
    3- وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء و لو لا البهائم لم يمطروا.
    4- و لا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم.
    5- وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل بأسهم بينهم شديدا .




    قال الضحاك (7) : ما تعلم رجل القرآن و نسيه إلا بذنب

    وقال مرة الهمداني (7) : رأيت على ظهر كف شريح قرحة ، فقلت: يا أبا أمية ، ما هذا ، قال : هذا بما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير .
    و قال ابن عون(7) : إن محمد بن سيرين لماركبه الدين اغتم لذلك ، فقال : إني لأعرف هذا الغم هذا بذنب أحبته منذ أربعين سنة .
    و قال عكرمة (7) : ما من نكبة أصابت عبداً فما فوقها إلا بذنب لم يكن الله ليغفره له إلا بها ، أو لينال درجة لم يكن يوصله إليها إلا بها .
    وكلام عكرمة هذا هو خلاصة قانون المصائب : أنها إما بذنب فجاءت البلية لتكفره ، أو لأن الله يحب المرء فيريد رفع درجته عنده فيصيبه البلاء . و لكن لا ينزل البلاء كذلك بالصالحين الذين يريد الله أن يرفع درجاتهم إلا بسبب ذنوبهم وهفواتهم.


    و قد فهم الصحابة رضي الله عنهم هذا القانون فتراهم يفسرون الأحداث من خلاله، قال الحسن(8) : دخلنا على عمران بن الحصين فقال رجل: لا بد أن أسألك عما أرى بك من الوجع، فقال عمران : يا أخي لا تفعل، فو الله إني لأحب الوجع ومن أحبه كان أحب الناس إلى الله، قال الله تعالى (و ما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير) فهذا فما كسبت يدي، وعفو ربي عما بقي أكثر
    و قال أحمد بن أبي الحواري لأبي سليمان الداراني(8) ما بال العقلاء أزالوا اللوم عمن أساء إليهم ، فقال: لأنهم علموا أن الله تعالى إنما ابتلاهم بذنوبهم .

    وهذا القانون (الذنوب سبب المصائب) ورد في كثير من الآيات والأحاديث وعلى لسان الصحب الكرام والسلف الصالح كما أوردنا آنفا قبسات من مشكاتهم ففي الكتاب العزيز :
    (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)
    (الروم: 30)


    و أنت تلمح من خلال النظم الكريم رحمة الله الواسعة بأن الفساد كان عقوبة لبعض ذنوب الناس ، ولكن لو حاسب الله المخلوقات على جميع ذنوبهم ما ترك على ظهرها من دابة.
    (ولو يؤخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) .... (النحل:16)








    و ذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب (9) : (توشك القرى أن تخرب و هي عامرة؟ قال: إذا علا فجارها علي أبرارها، وساد القبيلة منا فقوها).

    و ذكر الإمام أحمد عن صفية (10) قالت : ( زلزت المدينة على عهد عمر فقال: يا أىها الناس ما هذا : ما أسرع ما أحدثتم، لئن عادت لا تجدوني فيها ففسر عمر سبب الزلزلة بالمعاصي التي أحدثت في المدينة.
    وقد يقول قائل : ان سبب الزلزلة أمر جيولوجي أرضي من تقلص في قشرة الأرض أو غير ذلك، ونحن نؤمن معه على هذا السبب الظاهري ، و لكن ما السبب الحقيقي الذي كانت نتيجته أن يأمر الله بالزلزلة، أنه الذنوب و الذنوب فقط.
    وروى الإمام أحمد (11) بإسناده عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقول : إذا ضن الناس بالدينار و الدرهم، و تبايعو بالعينة و اتبعوا أذناب البقر ، و تركوا الجهاد في سبيل الله، أنزل الله بهم بلاء، فلا يرفعه حتى يراجعوا دينهم و رواه أبو داود بإسناد صحيح.

    قال ابن القيم(21) و إن الذنوب لتعم مصائبها الحيوانات و الحشرات و الجعلان في جحورها ، يقول الله عز و جل :
    (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)
    (البقرة: 159-160)
    قال صلى الله عليه و سلم : اللاعنون: دواب الأرض (31) رواه ابن ماجة بإسناد حسن
    قال مجاهد و عكرمة(41): هي الحشرات و البهائم يصيبها الجدب بذنوب علماء السوء الكاتمين فيلعنونهم
    قال ابن مسعود (41) : كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن آدم.
    قال أبو هريرة (41) : و الذي نفسي بيده إن الحبارى لتموت هزلا في وكرها لظلم الظالم.
    قال عكرمة(51) : دواب الأرض و هوامها حتى الخنافس و العقارب يقولون : منعنا القطر بذنوب بني آدم.
    لقد كان إهلاك الأمم السابقة ، و دمار عمرانها ، و بوار إنتاجها ، و سحق أبنائها بسبب الإنحراف عن منهج الله وتنكرها له.

    (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا)
    (يونس: 13)
    (بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد)
    (سبأ: 8)


    فالذين انطمست بصائرهم، و جحدوا فطرتهم، و أنكروا آخرتهم في عذاب واصب، و شقاء دائب، و تيه مستمر و جحيم مستقر في هذه الدنيا و في الآخرة و إلا فاخبرني بربك ما الذي أغرق الأرض بأحيائها و أشجارها و أناسيها زمن نوح عليه الصلاة و السلام إلا الإعراض عن منهج الله.
    و ما الذي أهلك عادا إرم ذات العماد، فاحالها كاعجاز نخل منقعر، سوى البعد عن دين الله، و ما الذي أرسل الصيحة على ثمود فأصبحت كهشيم المحتظر سوى التنكب لطريق الله أيكفيك هذا ؟ أم لا بد أن تمر بخرائب مدين ، و خرائب أصحاب الأيكة لتدرك أن مغبة الإعراض عن دين الله عاقبته وخيمة، و نهايته خطيرة . و سنرى بالتفصيل من خلال الصفحات القادمة كيف تسبب الذنوب ضيقا في الرزق و هزيمة في المعركة و نسيانا للعلم .










    ففي الرزق : (ان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه(61) و لفظ ابن ماجة عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يزيد في العمر الا البر، و لا يرد القدر إلا الدعاء ، و إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه و في الزوائد : إسناده حسن.
    و قد جاء في الحديث الذي رواه الحاكم(71) و قال صحيح الإسناد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : خرج نبي من الأنبياء يستسقي فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال ارجعوا فقد استجيب لكم من شأن النملة . و جاء في بعض رواياته اللهم نحن خلق من خلقك فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم .

    و أما هزيمة المعركة فقول الله تعالى:
    (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا و لقد عفا الله عنهم )
    (آل عمران: 159)

    فهزيمة المعركة كانت نتيجة لبعض الذنوب و أما العلم فعن ابن مسعود مرفوعا (81) : إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به الشئ من الرزق ، و أنه ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم كان قد علمه ، و إنه ليذنب الذنب فيمنع قيام الليل .
    و كل هذا سنراه تفصيلا و نحن نطرق أبواب السعادة البشرية باباً باباً ، و ندرك أثر طاعة الله في السعادة ، و نتيجة الذنوب حدوث المصائب و المحن و الشقاء و البوار، و الحق أن هذه القاعدة هي جماع الأمر كله في هذا الدين ، بل خلاصة دين الله هي هذه القاعدة ، و لذا لا يستطيع الإنسان أن يوفيه حقا و لو كان من كبار العلماء و أساطينهم فكيف بعبد صغير جاهل مثلي ؟

    و إذا ضربنا أمثلة فإنما هي علي سبيل توضيح القاعدة لا على سبيل الحصر فإن الأمثلة كثيرة من الشواهد القرآنية و الأحاديث النبوية و دعنا نرى بعض الأمثلة الشاهدة لهذه القاعدة الكبرى .

    و نبدأ الآن بذكر بعض أبواب السعادة البشرية :

    1- السعادة النفسية و الراحة القلبية :

    لا يختلف اثنان أن غاية ما يصبو إليه الإنسان هو إدراك السعادة في أعماق فؤاده ، و الشعور بلذة العيش و طيب الحياة ، فكده و اجتهاده ، و نصبه و وصيه كله من أجل تحقيق الراحة النفسية و الطمأنينة في كيانه، و مفتاح هذا الباب خارج عن إرادة البشر ، و ليس بمقدور الانسان ، لأن القلب الذي هو مستقر السعادة بين أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ، و لذا فليس من سبيل إلى راحة الروح و روح القلب الا باستمطار رحمة الله ليفتح هذا الفؤاد بمفاتحه و ينعم عليه بالسعادة ، و لا مفر للإنسان -إن شاء أن يسعد- إلا أن يسلك هذا الطريق الوحيد للسعادة النفسية . و إلا فليعش في الشقاء كيف يشاء.

    لأن الروح التي هي من أمر الله ، و هي صبغة الله ، و فطرته لا يمكن أن تجد الراحة الا أن تشبع ، و تشبع بنظام رباني ، شأنها شأن المعدة الجائعة التي لا تهدأ إلا بالطعام و الغذاء و لا يسد جوعتها و لا يؤمن راحتها رؤية المال و لا ضجيح الإعلام ، و لا هتاف المجد من أفواه الملايين ، إنما يريح المعدة الجائعة قطعة خبز تدخلها فتوقف اعتصارها بالألم عنه.
    و كذلك الروح لا يريحها قناطير الذهب، و لا وسائل الترفيه و لا أدوات الراحة المادية ، إنما يشبعها صلة بربها فتهدأ ، و تفيض السعادة منها على النفس البشرية و لعلنا بحاجة أن نرى بعض النصوص الشاهدة على هذا .

    ففي الذكر الحكيم:
    (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون)
    (النحل: 97)
    والآية تشير بوضوح أن العمل الصالح يثمر الحياة الهانئه الوادعة المباركة الطيبة و يقول جل شأنه :
    (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى و يؤت كل ذي فضل فضله)
    (هود: 3)

    والمتاع الحسن كما قال ابن كثير(91) في الدنيا و معناه سعة الرزق و رغد العيش كما ذكره القرطبي(02).

    و جاء في محكم التنزيل :
    (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)
    (طه: 123)
    (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة الأعمى)
    (طه 124)

    قال بعضهم(12) لا يعرض أحد عن ذكر الله إلا أظلم عليه وقته، و تشوش عليه رزقه و كان عيشه في ضنك.
    روى خالد بن يزيد عن السفيانين عن التيمي عن خيثمة عن ابن مسعود (22) مرفوعا : لا ترضين أحدا بسخط الله، و لا تحمدن أحدا على فضل الله، و لا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله، فآت رزق الله لا يسوقه حرص حريص و لا يرده عنك كراهيه كاره ، و أن الله بعدله و قسطه جعل الروح و الفرح في الرضى و اليقين، و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط .
    و السعادة النفسية ثمرة طبعية و نتيجة منطقيه مباركة لعقيدة القدر التي تشيع جو الطمأنينة في أرجاء النفس .

    (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك علي الله يسير لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور)
    (الحديد 22 - 23)

    فالمسلم هادىء النفس، مستقر الضمير، هانئ السريرة، منشرح الصدر، لا يستخفه متاع قليل فيبطر و يأشر، و لا يفجعه عرض زائل فيكفر ، قال جعفر الصادق(32): (يا ابن آدم مالك تأس على مفقود لا يرده عليك الفوت، أو تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت )










    و قال الفضيل بن عياض(32): ( الدنيا مبيد و مفيد، فما أباد فلا رجعة له ، و ما أقاد آذن بالرحيل).


    و لو عشت حياة السلف الصالح ساعة لاستصغرت حياتك كلها ، بل أدركت أنك عشت فقط تلك الساعة ، لو رأيتهم و هم يصفون ساعات حياتهم ، و يعبرون عن مقدار صفو عيشهم، و هناء قلوبهم ، فقد كانوا يتعاملون مع الله المسير للقدر بنفسية راضية مطمئنة ، أن ما يتنزل عليهم من أمور الدنيا هو الخير لأنفسهم ، لأن الله يعلم ما لا يعلمون ، فإذا أصابتهم بلية أبصروا ببصائرهم مصدر المصيبة فصبروا ، و اذا اسبغ الله عليهم نعمة نظروا إلى يد المنعم فشكروا .
    قال الربيع بن صالح(32) : (لماذا أخذ سعيد بن جبير رضي الله عنه بكيت، فقال: ما يبكيك ؟ قلت: أبكي لما أرى بك، و لما تذهب إليه، قال، فلا تبك، فإنه كان في علم الله أن يكون . ألم تسمع قوله تعالى :

    (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير)
    (الحديد: 22)


    بل إن بعضهم ليستريح ويفرح إذا أصابه البلاء لما ينتظره من الثواب.
    فعن أبي سعيد(42): (قلت يا رسول الله! أي الناس أشد بلاء ؟ قال: (الأنبياء) :قلت يا رسول الله! ثم من ؟ قال : ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتي ما يجد أحدهم إلا العباءه يحويها ، و إن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء ) قال أبو مسلم الخولاني : ( ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال و لا إضاعة المال ، إنما الزهادة في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يديك و إذا أصبت بمصيبة كنت أشد رجاء لأجرها من إياها لو بقيت لك (52) و قد عبر بعضهم عن هذه السعادة قائلا (62) : لو علم الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف و قال آخر (62): إنه يمر بالقلب أوقات أقول فيها : إن كان أهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب.
    و قال ابن تيمية(72): إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة و قد أشار النبي صلى الله عليه و سلم (82) إلى هذه الجنة بقوله: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا : و ما رياض الجنة ؟ قال: حلق الذكر .
    يقول ابن القيم(92) قال لي الشيخ ابن تيمية مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي و بستاني في صدري ، اين رحت فهي معي لاتفارقني . إن حبسي خلوة ، و قتلي شهادة، و إخراجي من بلدي سياحة.
    و قال لي في السجن : المحبوس من حبس قلبه عن ربه، و المأسور من أسره هواه ، و ليس يعني هذا إلا أن الأمور عندهم كلها خير ، و هم مطمئنون لقضاء الله ، لا تهزهم أعراض الدنيا التي يموت أهلها كمدا إذا فاتتهم ، و ينتحرون إذا أملوا ببعض متاعها فأخطأهم . أما السلف ، و الخلف الذين ساروا على نهج السلف ، فإنهم يجعلون الفرح شكرا ، والحزن صبرا كما قال عكرمة(03) -تلميذ ابن عباس-.
    يقول ابن مسعود (13) : لأن أمس جمرة أحرقت وما أحرقت و أبقت ما أبقت أحب إلى من أن أقول لشئ لم يكن ليته كان.

    و ما أجمل كلام ابن القيم في هذا :
    و إذا اعتـرتك بليـة فاصبر لهـا صبـر الكـريم فـإنه بك أكـرم
    و إذا شكـوت الـى ابـن آدم إنمـا تشـكـو الرحيـم إلـى الذي لا يـرحم
    قال قتيبة بن سعيد : دخلت على بعض أحياء العرب فإذا أنا بفضاء مملوء من الأبل الميتة بحيث لا تحصى ، و رأيت شخصا على تل يعزل صوفا فسألته ، فقال : كانت باسمي فارتجعها من أعطاها ثم أنشأ يقول:
    لا و الذي أنـا عبـد مـن خلائقـه و المرء في الدهر نصب الرزء و المحن
    ما سـرني أن أبلي في مبـاركهـا و ما جرى من قضاء الله لـم يكـن
    و لذلك فحال المؤمن يتدرج بين الصبر و الشكر، بل بعضهم يرتقي من منزلة الصبر على المصيبة إلى الرضا و كان أحدهم يعبر عن الرضا فيقول:
    حسبي من الحب أني لمـا تحـب أحـب
    أي أني أحب ما تحبه يا رب .
    هذه النفوس العالية كيف تهزها الأحداث؟! هذه الصدور الكبيرة كيف تقلقها النوازل ؟! هذه القلوب المطمئنة كيف تزلزها المحن ؟! هذه الأقدام الثابته كيف يزعزها سراب الدنيا و متاعها الرخيص ؟!.
    إنها قمم سامقة لا تتسلقها النفوس الصفيقة ، و لاتصعدها الأقدام الواهنة، و لا تقوى عليها القلوب المريضة السقيمة .







    و ما أجمل قول الرسول - صلى الله عليه و سلم - : عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر ، فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له (رواه مسلم، أنظر رياض الصالحين (29)) .
    و قد ذكر ابن القيم في زاد المعاد أسباب انشراح الصدر و ذكر منها :
    1- التوحيد:
    (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون)
    (الأنعام: 125)
    وتأمل في النص القرآني الذي يصف قلب المؤمن بالسعة و الراحة، و أي لذة و أى نعيم في الدنيا يعدل راحة القلب و سكينته و سعة الصدر و سلامته، و كيف أن قلب الكافر ضيق فهو متوتر الأعصاب ، حرج : و الحرج أضيق الضيق كما قال الزجاج (23) : كأنما تحمله في مركبة فضائية ، و تطلقه في السماء فيكاد يختنق لضيق التنفس ، بل قد ينفجر مالم توفر له جوا يعادل الضغط الداخلي ، إنها معجزة القرآن الذي نزل من عند رب العالمين في وقت لم يكن أحد في الأرض قد صعد الآفاق العليا ، و جرب ضيق التنفس ، و حرج الصدر ، و النزيف الداخلي ، ثم يعقب رب العزة قائلا (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) و الرجس : هو العذاب كما قال ابن زيد(23) و أصل الرجس في اللغة : هو النتن ، فحياة الكافر في العذاب و النجس و النتن .


    قال ابن مسعود(23) يا رسول الله ! و هل ينشرح الصدر ؟ فقال : نعم يدخل القلب نور ، فقال : و هل لذلك علامة ؟ فقال عليه الصلاة و السلام : التجافي عن دار الغرور ، و الإنابة إلى دار الخلود ، و الإستعداد للموت قبل نزول الموت .
    2- العلم النافع : فإنه يشرح الصدر ، و يسر القلب ، و أما الجهل فيورث الضيق و الحصر و الحبس .
    3- المحبة فإنها نعيم القلب و سعادة الروح و سرور النفس ، و محبة غير الله سجن للقلب و عذاب للروح بالشئ الذي تعلق به و هو عذاب الروح و ضيق الصدر .
    4- الإحسان: فإن المحسن أطيب الناس نفسا و أشرحهم صدرا و أنعمهم قلبا .
    الشجاعة: فهي سرور النفس و لذتها و نعيمها و ابتهاجها، و هذه كلها محرمة على كل جبان.
    5- ترك فضول النظر و الكلام و الاستماع و المخالطة و الأكل و النوم، فإن هذه الفضول تورث الإما و هموما و غموما في القلب تحصره و تحبسه و يتأذى بها



    انتهى كلامه رحمه الله










  2. #2

    الصورة الرمزية مدينة النخيل

    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المـشـــاركــات
    177
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ماذا تفعل لو تدمرت حياتك فجأة ؟

    اهلين خيو صراحه موضوعك جميل ومعبر
    بس ابغى اعرف هل هذا من واقعك او لا
    واذا كان من واقعك صدقني الصبر احلى حل والله اذا احب احد ابتلاه

    وبعدين مستحيل كل الناس سوا اذا في واحد ضدك حتلاقي مليون واحد معاك

    وانا اولهم...

    اعطي نفسك فرصه ودور الجانب المشرق في حياتك ولاتنكر انه مرت عليك لحضات حلوة


    تقبل مروروي ولي عوده مرة اخرى

    "مدينه النخيل"

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...