بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أوحى إلي بألف معنى ، لم أكن فيها ظنين، فحديثه الصمت العميق وصخبه هذا السكون
قلبوها ، فزادوا الخرق من حيث لا يشعرون
تريدُ بقول متعمدٍ تُطفئُ ما بدا---ومن لا يترك ما لا يعنيه مسه العطبُ
حُرمت وصولا للحقيقة عندما---أضعت أصولا من يُضعها يتوهُ
ستبدي لك الأيام ما جهلتا---ويُنبيك دهر ما فعل البديلُ
والذئب أصبح مسك الضأن مُرتديا---ليبتغي الصيد من أغرارٍ هم القتيلُ
...قلبوها فزادوا الخرق من حيث لا يشعرون أو شعروا.
وإن للأيام لأنباء يراها من يراها كالشمس في كبد السماء ، ويتعامى من يتعامى عنها ممن أشرب قلبه عجل الهوى فعطل القلب والعقل ، وحكم العاطفة فأرديَ قتيلا يتشحط في دمه .
فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
اللهم عليك بالماكرين ، اللهم عليك بهم، واللهم عليك بالظالمين ومن أعان الظالمين، اللهم واكشف زيفهم ودمر كيدهم ، اللهم إنا ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سألت به أعطيت أن تنزل عقوبتك بالظالمين عاجلا غير آجل ، اللهم عليك بالكاذبين، اللهم افضحهم في عقر دارهم ، اللهم افضح من جعل الكذب وجعل الأراجيف والأوهام دينا ، وشتت اللهم شملهم، اللهم عليك بالمتذبذبدين المتلونين بألوان النفاق ، لهم ألف وجه بعدما ضاع وجههم ، فلم تدر فيها أي وجه تصدقه .
لا تغفلوا عن حاقد يقظان---يرقب نومكم كالوحش في الآجام
قلبوها، فزادوا الخرق من حيث لا يشعرون أو شعروا
والحق يعلو والأباطل تسفلُ---والحق عن أحكامه لا يُسأل
وإذا استحالت حالة وتبدلت---فالله عز وجل لا يتبدلُ
إن الأذى وأساليب المنافقين من سخرية وتهكم لا ينفكون عنه أبدا ، ولن يُهزم إعتقاد القلب أبدا
يا من أجبت دعاء نوح فانتصر---وحملته في فلكك المشحون
الخرفان كثيرة ومنها ما لا يصلح معها إلا سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين
لو كل كـ لـ ب عوى ألقمته حجرا---لأصبح الصخر مثقالا بدينارِ
ومن عاتب الجهال أتعب نفسه---ومن لام من لا يعرف اللوم أفسده
ومنهم مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
قلبوها فزادوا الخرق من حيث لا يشعرون أو شعروا.
وكم من عائب قولا صحيحا---وآفته من الفهم السقيم
تجمعت وتجمهرت ، وجمعت ألوانا من أصناف النفاق والبهتان ، فذاك يصنع الكذبة ليلا ليليقها في الصباح، فإن لم تنفع صنع الكذبة الأخرى بعد أختها، وذاك في نفسه شيء، عنيد مستهتر متهكم ، وذاك يسخر وللكفر ينشر ، وذاك يلبس لبستان لبسة مع أهل الإيمان ينصر ولبسة مع أتباع إبليس يفجر فيصنع الأوهام مذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، اليوم يصنع الفرية لصاحبه وغدا يصنعها لك، عجائب تترا يكاد العقل يطيش لها، وذاك إن وُوجِه أنكر وزمجر وأرعد وأبرق ، وإن قُوبل بالحقيقة في وجهه إشتعل وأنذر، وذاك من حقده في عقر داره أبصر ، فما صبر المسكين حتى فجر الكبت وشمر ، ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر.
وذاك أقام الدنيا وأقعدها عليك وأنذر ، فلما أرسلت له البرهان وأبصر ، أخلف الوعد وفر بعدما وقع في فخهم وما فكر .
العبر والكلام قد أوضحت وأفصحت، ولكن النفوس من سكرها ما صحت .
أما الذي عاقك هو مختدع، تلمح فتلمحك العقل وُضع، كأنه ما شبع من جاع وما جاع من شبع
يا مظلم القلب متى تجلوه، يا مغترا بالزخارف والتمويه، تُعجب بما تجمعه من الدنيا وتحويه ، هلك والله ذو عجب أو كبر أو تيه، ونجا والله أشعث أغبر، فتأهب للنقلة فما يُستوطن معبر .
قلبوها فزادوا الخرق من حيث لا يشعرون أو شعروا .
أين من كان يتلون في أرجائها ، خدعته والله بغرورها ، بعد أن ساس الرعايا ودبر ، ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر .
ستنقله يوما صريعا سريعا، وتسلبه كلما يجمعه جميعا ، أتراه يفتخر عندها ويتكبر ، ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر.
تنبه من رقداتك وكن وصي نفسك في حياتك ، فلقد بالغت الكلمات والزواجر في عظاتك وأنت لا زلت عنيدا متعقلنا مزعجا في سباتك ، كم تسمع موعظة والكبر يرفض الحق ، لذلك القلب ما أخبر، وحُرمت الخير ولو جلست تحت منبر ، فالكبر عن الحق ينفخ في عقلك حتى تبخر ، فأصبح كالصخر يجادل في آيات الله وقول رسوله ، وإن رأى مجادلا غيره بالحجة، نهى عما هو فاعله وأنكر .
قلبوها، فزادوا الخرق من حيث لا يشعرون أو شعروا
حلال عليهم عقلانيتهم في الدين ، حرام علينا أصوليتنا في الجدال ، هذا دأبهم ، تاهت عقولهم بعدما تاهت أنفسهم فما دروا لليمين شمالا ، إن قلت أسودا قالوا أبيضا ، وإن قلت أبيضا قالوا أسودا .
يا لها من نصيحة لو وجدت نفاذا، هي حجة عليك إن لم تكن ملاذا، وقولي إن لم ينفعك فربما آذاك ، وأنت ياهذا بعد هذا بنفسك أخبر ، ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وآخر .
وتستمر الحياة مع كثرة الألوان إلى أن يشاء ربي وأحق القول قول ربي.
قلبوها فزادوا الخرق من حيث لا يشعرون أو شعروا .
وللخربشات معاني: عثمان بالقاسم
المفضلات