بسم الله الرحمن الرحيم
حقارة الدنيا
هي جذابة، لكنها حقيرة، هي ممتعة، لكنها راحلة، استمتع بها قليلا، إذا لم يكن هناك شيء قريبا، استيقظ، أنت هو النائم، هل رأيت أغنياء يتسابقون للحصول على ريال؟ الريال رائع لكنه زهيد، هل رأيت أصحاء يتقاتلون للحصول على قطعة ثلج؟ الثلج بارد ومنعش لكنه زائل، إن انتهيت من الضحك على هؤلاء، فاضحك وابكي على نفسك، لأنك تتسابق وتتقاتل على الدنيا.
الدنيا رائعة، والحياة فيها خيالية، لا تتمنى غير البقاء، استمتع، لا تبكي، لا تصمت، افعل كل شيء، إذا كانت باقية غير فانية، إذا ضمنت المكوث طويلا، إذا ضمنت النار، ولكن كيف تستمر بالاعتقاد، وأنت ترى الناس يموتون، وتسمع أخبار الجنة والنار والمضحون، والسبب في الاعتقاد، هو النوم والغفلة، فهلا استيقظت قبل الندم والحسرة.
سحرة فرعون، عندما رأوا الموت، بالصلب والقتل وقد اشتد الصوت، ما سبب الصبر، وانتظار الفرج والظفر، هو إيقانهم بأن الدنيا حقيرة، والتقاتل لأجلها فضيحة، ونحن نرى الأخبار، ونخاف من النار، ومع ذلك، ننشغل بفلسفة الكفار، وننسى تذكرة الأخيار، ونتقاتل لأجل الدنيا ويا للعار.
إن أعطيتك ريال، وقلت استمتع والقادم جنة ونار، هل ستنشغل بهذا الريال، عن الموصل إلى مزاحمة الأخيار، في جنة يدخلها الأبرار، يا له من حمار، من نسي الجنة لأجل الريال، استمتع بالريال، واستعمله بكل افتخار، ولكن لا تنس العمل، وإياك والملل، عن فعل الطاعات،والتحلي بالأخلاق والسمات، هذا الريال هو الدنيا المزرعة، المفيدة للبررة، الضارة للفجرة.
بقلمي: الدافور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المفضلات