لطالما شدتني طريقة وصولك للمعاني ..أتخبط أحياناً لكن ما إن أجمع الكلمات مرة تالية إلا وأفهم المغزى الذي ترمين إليه..
أسمحي لي أن أقول أول شيء طرأ في بالي فور انتهائي من قراءة نصك..لقد تذكرت أمي ..نعم ..خطر ببالي أني أحمل ملامحها في وجهي..وأدبها ومثاليتها التي جعلتني بفضل الله أتخطى المشاكل..
لكن لن أطيل المدح ،فأنا نفسي أكره أن يمدح الناس نصوصي دون أن يخبروني بزلات قلمي ،وفكري..يزعجني ذلك..وأنا متأكد أنك تتطلعين لصوت يضع قلمك على الطريق الصحيح..
رغم أني لست بناقد أو أديب ،فسأدلك عليه لأنني متذوق كأي فرد يقرأ ليحس ويحلل ،ويتأثر في نهاية الأمر بالذي أردت الوصول إليه..
لاحظت في أسلوبك بعض الشتات الذي يجعل المتذوق ينتقل من فكرة لأخرى ومن شعور لآخر ،باحثاً عن الهدف الذي تخفينه خلف رموزك وكلماتك. فمثلا في هذا النص:
لقد افترضتُ أن المواد ،والأشخاص ،والملامح واللقطات هي أشياء متعادلة ومتكاملة ،ولكن الماء ظهر في الأولى كشيء داخل في تركيبها ،وفي الأخيرة عبرت عنه بنهر المشاعر التي تجتاح قلوبنا عند الحزن. فبالنسبة للمواد هو شيء مؤثر فقط لايظهر بعد ذلك تقريباً. وأما نهر الأخيرة فكان شكلاً في هيئة الشخص المهموم ،وأثراً عميقاً في قلبه. تمنيت لو أن مقطع الأشخاص حوى شيئاً من الماء! لقد فكرت أن جسد الإنسان يملأه الماء في أكثر من ثلثيه ،وهو أثر إذ الصحة والنشاط ،وشكل أيضاً. يتجلى ذلك الماء في طيبة الشخص ونبله ،وفي الصحة في تعب الشخص وإجهاده.
كل شيء من الماء ،صدقت!
ومن الماء ماهو أثر ،ومنه ماهو شكل فقط هذا مانعتقده!
وفي النهاية فقد كان هنالك شخص طيب ،ثلثي بدنه من ماء معين ،لو جرى على (البحر) لأحاله إلى فراتَ! بحر الأحزان ومحن الحياة ،فلو وصفتيه بالبحر لكان أبلغ.
لقد جعلت من الربط بين هذه الأشياء عقده ،وحللتها في الأخير ،ولقد وصلت حقاً..الماء شكل وأثر!!
دام أسلوبك الصافي ،
والسلام عليكم ..
المفضلات