ولنا عظات ودرر منثورة من حياتك ايها البطل ..
في آخر محادثة بيننا ..
اكثر من مرتين سألتني عن حالي وعن حال الوالدة خاصةً ..
فكأنك كنت ترسل لي رسالة مبهمة .. انه آخر حديث بيننا ..
آي والله .. انها وصية لكـ إلي .. فكان سؤالك ملفتاً حتى اني سألتك حينها عن تكرارك بالسؤال عن الوالدة ..
فكانت هذه وصيتك .. وهل من وصية اعظم من هذه أخي الكبير !
وتلك اللوحة التي رسمتها بيمناك ..
وابدعت في تنسيق الألوان .. وتركيب المعاني والصور ..
وقد شملت كل المعاني ..
فذلك هم الأمة ..
ومن ثم هم الآخرين ..
وبعدها نصيحة لرسم الإبتسامة ..
ابدعت واوصلت رسالتك اخي الحبيب بإهدائك هذه الهدية الغالية ..
فشكراً لكـ .. مداد من الشكر لا ينتهي .. ورحمكَ الله أخي الكبير ..
فلم تكن هذه الهدية كأي هدية .. ولقد ضاعت من جهازي وعملت المستحيل حتى أعيدها !
تعلمت منكـ الكثير والكثير ..
وارشدتني إلى ما فيه خير لي ..
وكم من مرة مديت يد المساعدة والعون ..
لن يكفي هذا المربع الصغير حتى اعبر عن ما قمت به ..
وتبقى بعض الأمور حبيسة القلب .. وحاجز الصمت موجود!
اشفق على حالي .. عندما اتذكر ما فعلته في فترة قصيرة - ما شاء الله تبارك الرحمان - ..
فيا سعدك يا ايها البطل وانت قد تركت علماً يورث ..واصدقاء أوفياء يكملون ما بدأته ..
فرغم كل الآلام والأتعاب والآحزان والمآسي ..
ورغم فقدك لمن تحب .. وفقد الأب أمر صعبُ جداً .. وقبل ذلك فقد الأم أصعب وأصعب!
فرغم كل الأمور التي لا نعلمها والتي نعلمها .. سرت شامخاً في مسيرة الدعوة إلى الله بخطى ثابتة ..
ولذلك كنت دائماً تردد تلك الآية التي لم نفهمها إلى بعد رحيلك ..
لم تكتفي بذلك بل حملت معك هم الأمة .. وكنت من اشد المتابعين للآحداث ..
وارفقت المتابعة بالعمل .. فكنت حقاً مجاهداً بطلاً ..
ومع كل هذه الأمور .. كنت تحب أن يتعرف عليك الكثيرون من خلال النت وكنت ذا شخصية تحب أن يرمي كل إنسان بهمه إليك ..
ولكنكـــ .. لم تود أن ترى دمعة غلى وجه احدنا فحفظت في نفسك كل ما تواجهه من متاعب صحية ونفسية ..
يا الله.. كم كنت جميل النفس ..طيب القلب .. رقيق المشاعر ..جميل الروح ..
وضع الله لكـ القبول في الأرض .. فرحم الله هذه النفس الطيبة..
وارحم يا رب تقصيرنا .. ارحمنا يا كريم فنحن مقصرون ..
فعند رحيلك وبعد رحيلك ظهرت الكثير من البشرى السارة والحسنة .. فكم اتعظنا بعد رحيلك أخي الكبير !
فعلى حسب الأخبار ..
أنه مات متوضئاً فجر اليوم الجمعة ، ومات وشفتاه مبتسمتان بعد أن ردد الشهادتين ، فلله الحمد والشكر على حسن الختام ..
وبعد الانتهاء من دفنه رحمه الله .. أسلم 5 نصارى من معارِفه ، وأسلمت امرأة عجوز عمرها 70 عاماً ، كان يعولها ويغدق عليها إحساناً لها وترقيقاً لقلبها لتدخل في الإسلام .. وكتب الله لها أن تُسلم اعتباراً بموته رحمه الله ، طبت حياً وميتاً عزيزي ..
فاليوم نكتب عنكـ .. وغداً سوف يكتب عنا ..
فلقد كان بيننا منذ لحظات .. لكنه الآن رحل ..
.فانظر ماذا اعددت لذلك اليوم ؟
وكيف سوف تقابل ربك الكريم الرحيم الحليم ..
رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
فماذا اعددت لذلك اليوم ..؟
وهل بإمكانك ان تقول أنكـ لا تفزع من الموت حتى للحظة .. لأنك اعطيت الكثير في هذه الحياة .. !
وليكن رحيله مرحلة انطلاق لكـ واستمرارية في مجال الدعوة إلى الله عز وجل وإيصال الرسالة ..
ولتجعلها مرحلة تضيء لكـ الطريق الحق .. وتستمر في عطائك .. وتتعلم مما قام به .. رحمه ربي ..
فليست هنالك أصعب من مصيبة موت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
لم تتوقف يداي من إرتعاشها ودمعي جف من كثرة البكاء .. فلقد كان دمعاً يحرق العيون!
فاليوم اكتب عنه .. وغداً سوف يكتب عني .. فماذا يا ترى سوف يكتبوا عني .. اللهم اني اسألك ان ترحمني برحمتك وتلطف علي بلطفك يا كريم ..
أخيراً ::
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
كانت هذه الكلمات إثر دمعات ..
حاولت أن افرش بساط كلماتي في هذا المربع الصغير ..
وقلمي تحدث بما في قلبي من أسى وحزن وألم ..
فاعذروا بعثرة وفوضى كلماتي ..
فهي من القلب إلى القلب ..
واعذروا إطالتي .. فما زال في القلب الكثير !
أصعب العبرات المسكوبة عندما يأخذ القدر شخصاً عزيزاً على قلبك ..
ولكنك ترى من حولك يبكي عليه ولكنكـ تبتسم فقط لتنسيهم همهم ..
أو لأن أخاك قد أوصاك بأنه لا يود أن يغطي الحزن رسمة الإبتسامة على محاياكم ..
إلهي .. من لي سواك ؟
فدمعي بات يجفوني .. ويخرج من بين أجفاني بلا أستئذان ..
آه من شوق وحنين إليكـ ..
وقلبي تفطر ألماً ..
إلهي .. أرجوا رحمتكــ ولطفكـ ..
نعم الرجل كان .. نعم الصديق كان .. نعم الأخ كان ..
ارحمه يا إلهي .. وتقبله من الشهداء ..
وان غابت رسائلك وكلماتك فلن نفول وداعاً ..
لا .. وألف لا لن نفول الوداع
فمع الحب لا يكون الوداع
بل إننا لا نجد في قواميس الحب كلمة الوداع!
انتظرنا فذات يوم سنلتقي بإذن الكريم الرحيم
في جنات الخلد ..
نسأل الله أن يجمعنا بكـ في جنات الفردوس الأعلى ..
وختاماً ::
اللـهـم ارحمنا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وتأكدت فجيعة الفراق وحكَمً القضاء فليس من واق ..
اللـهـم ارحمنا اذا حملنا علي الاعناق إلى ربك يومئذ المساق وداعا ابديا للدور الاسواق والاقلام والاوراق الي من تذل له الجباه والاعناق ..
اللـهـم ارحمنا اذا ورينا التراب وغلقت القبور والابواب وانقض الاهل والاحباب فإذا الوحشة والوحدة وهول الحساب ...
اللـهـم ارحمنا اذا فارقنا النعيم وانقطع النسيم وقيل ماغرك بربك الكريم ..
اللـهـم ارحمنا اذا أقمنا للسؤال وخاننا المقال ولم ينفع جاه ولامال ولا عيال وقد حال الحال وليس إلا فضل الكبير المتعال ...
اللـهـم ارحمنا اذا نَسي اسمنا ودَرس رسمنا وأحاط بنا قسمنا ووسعنا ...
اللـهـم ارحمنا اذا اَهملنا فلم يزرنا زائر ولم يذكرنا ذاكر ومالنا من قوة ولا ناصر فلا امل الا في القاهر القادر الغافر يامن اذا وعد وفي , واذا توعد عفا , وشفع يارب فينا حبيبنا المصطفي واجعلنا ممن صفا ووفا وبالله إكتفي يا ارحم الراحمين ياحي يا قيوم يا بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام ...
اللـهـم انه عبدك و ابن عبدك و ابن امتك مات و هو يشهد لك بالوحدانية و لرسولك بالشهادة فأغفر له إنك انت الغفار...
اللـهـم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده و اغفر لنا و له و اجمعنا معه في جنات النعيم يا رب العالمين .
اللـهـم انزل علي اهله الصبر والسلوان و ارضهم بقضائك.اللـهـم ثبتهم علي القول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره ويوم يقوم الاشهاد.
اللـهـم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اّله وصحبه وسلم إلي يوم الدين
رِيحُ الْجِنَانِ مَعَ الصَّبَاحِ تَضَوَّعَا
فَاجْمَعْنَا يَا رَبَّ الْعِبَادِ بِإِخْوَتِي
رَحَلَ أَخِي فَدَمْعُ عَيْنِي تَدَفَّقَ
وَ الْقَلْبُ بَاتَ بِحَسْرَةٍ يتَقَطَّعَ
رَحَلَ الذِي عشتُ الحَيَاةَ بِظِلِّهِ
وَ مَضَى إِلَى الْعَلْيَاءِ يَخْطُو مُسْرِعَا
تَرَكَ الْحَبِيبُ أَخَاهُ يَبْكِي حَسْرَةً
وَ بِغُصَّةٍ فِي الْقَلْبِ رُحْتُ مُوَدِّعَا
سَالَتْ عَلَى الْوَجْنَاتِ خاَلَطَهَا دَمِي
وَ تَسَرْبَلَتْ كَالنَّارِ تَكْوِي الْأَضْلُعَ
كُنَّا مَعًا نَرْجُو لِقَاءَ مَلِيكِنَا
وَ الْبَيْنُ نَادَى بِالْفِرَاقِ وَ صَدَّعَ
فَمَتَى أَرَى ذَاكَ الْخَلِيلُ أَضُمُّهُ
تَسْتَاقُ نَفْسِي لَيْسَ ذَاكَ تَصَنُّعَا
بِي لَوْعَةٌ إِنَّ الْمَصَائِبَ حَرَّة ٌ
لَا الدَّمْعُ يُجْدِي وَلَا الْبُكَاءُ سَيُرْجِعَ
رَحِمَ الْإِلَهُ حَبِيبَ قَلْبٍ كَانَ لِي
نَامَ الصَّدِيقُ وَ فِي الْمَخَاطِرِ مُولَعَا
فَاجْمَعْنَا يَا رَبَّ الْعِبَادِ بِإِخْوَتِي
رِيحُ الْجِنَانِ مَعَ الصَّبَاحِ تَضَوَّعَا
http://www.youtube.com/watch?v=R7ZM1...&feature=share
المفضلات