{ وَصية ممَّن كانَ هنَا } التَّمَلق .. [ حِزْب المَواضِيعِ النَّثْريّة ]
[ مُحَاوَلات ]
كان من العجيب أن أصبحت فردا من أفراد المجتمع هذا ؛ فأنا لا أمت بصلة قربية ولا بعيدة لما
يقولون أو حتى يتمنون أو يفعلون ..
ولكن الظروف مُغَيِّرَة , و الحياة ليست على حالها ..
بذلت جهدي لأكون فردا منه - أي المجتمع - , و تمنيت ذلك بشدة , وليتني لم أتمنَّ !
[ نَجَاح ]
بعد الكثير من المحاولات والملاحظات التي أجريتها على المدى الطويل , تبينت لي البنود الأساسية
التي يسير عليها هذا المجتمع , فصرت أتبعها حرفا حرفا !
[ انْخِرَاط ]
بعد ثلًة من السنين , توضح للجميع كم أنا متصل بهذا المجتمع , إذ أنني صرت كشجرة وسط غابة !
لا فرق بيني و بينهم , إلا في كوني فعلت ذلك بالدراسة و التعب , -مما يعني أن هذه ليست طبيعتي-,
و كونهم توصلوا لما هم عليه كنتيجة لحياتهم الطبيعية العادية .
[ اقتِنًاع ]
حين أتذكر أيامي الماضية , قبل أن أنخرط في هذا المجتمع , لا أعلم لماذا , ولكن السعادة تتسلل لقلبي
, فتجرني للحنين إليها .
و حالما أعود للواقع الحالي لا الماضي , أعلم أنني كنت في جنة , فرميت بنفسي في لهيب من نار !
[المُجْتَمع ]
لم أفصح لكم عن حقيقة هذا المجتمع الذي انتقدت , لأنني و بكل بساطة , لم أفصح لنفسي عنه صراحةٌ
!
و السبب في ذلك يرجع إلى كوني لا أريد تصديق حقيقته الواهنة الساذجة !
أتعلمون ؟
أن هناك مجتمعا يُقَدِّم الكذب على الصدق ؟
و يقرب الكاذب لأعلى العليين , و يُقْصِي وينزل الصادق لأسفل السافلين !
حديثهم مجاملات , و تملق عجيب ..
يصفون الشخص بالشيء الجيد الذي لاتوجد علامة على وجوده فيه أصلا !!
و ينفون السوء عنه , رغم تسربه من كل بقعة فيه !
بمعنى أصح :
أناس بارعون في قلب الحقائق المرئية الواضحة , إلى كذبات خفية ماهرة ..
وَصِيَةُ مَنْ عَاشَ هَذِهِ الحَيَاةِ ...
تملقوا الناس بارائهم , و خدعوهم باعتقاداتهم , كل ذلك لأجل أن يقال عنهم خلوقين , متحضرين ..
رغم أن المثل الخلقية تنأى بنفسها عنهم , و الحضارة تنوح لنَسْب أنفسهم لها !
ألفاظهم معسولة دائما , تقطر من حلاوتها , و هي أيضا في الوقت ذاته , سيف حاد قاطع !
يُقْتل به الحق , و يعدم !
لماذا يقولون ما هو ليس بموجود ؟
لأنهم لا يريدون الحقيقة , لأن عيونهم تحترق من ضوئها , فلا هم لهم سوى إطفاء نورها , لأجل أن
لايقال عنهم : وقحون , أو جريئون جرأة لامعنى لها !
أو ربما رمت بهم الظروف لفعل ذلك , فهم يريدون من يوصلهم لما يريدون , و أسهل الطرق , هي
الاتصال بمن هم واسطاء أو شفعاء , و تملقهم وخداعهم بالمدح والكلمات الفائضة بالحلاوة الزائفة ,
ليصلوا , بســرعة و ســلام لما يريدون !
::[تراهم قويين ,و لكن قلوبهم شتى, و أخلاقهم مرة,و نفوسهم و عزائمهم أوهن من بيت العنكبوت]::
المفضلات