السّلام عليكُم ورحمة اللهِ وبركاتُه
كيف أنتُم ؟ وكيف حالكُم مع الله ؟ أتمنّى أن تكُونوا في حالٍ يرضاهُ سُبحانه ..
أقامت وحدة النّشاط في جامعتناً يوماً برنامجاً دعوياً متنوعاً , كان مختلفاً عمّا كان وسيكُونْ
لأنّهُ تفرّد بضيفة شرفٍ فريدة من نوعها , سمعنا أنّها حديثةُ عهدٍ بإسلامْ , أسلمت منذٌ أربع
سنواتٍ فقطْ . . وكلُّ ما كُنّا نعرفُه أنّها أسلمت بعد قرائتها للقرآنْ , كيف ؟ متى ؟ أينْ ؟ لم ؟
كلّها أسئلةٌ وٌعِدنا أن نعرفها تفصيلاً . . إذ أنها ستحكِي لنا قصّة إسلامِها كامِلةْ . .
كنتٌ اتفحّصُها على مقعدها الذي تجلسُه برزانْ . . تبادلني النظرات والبسماتْ . . لطيفة !
هي منسّقة قسمنا قسم اللغة الانجليزيّة . . والتي تعُود إلى أصلٍ كندِيّ . . !
,
وقفَت , كانت خجِِلة , متبسّمة , سعِيدة ! التمستُ جميع مشاعرِها وكأنّ هناك رادار
بداخلِي يرصُد احساسها .. كانت بداية قّصتها تعريف عن نفسِها .. بأنها هي المسلمة
الوحِيدة من عائلتها , العائلة النصرانية المتديّنة والمواظبة على زيارة الكنِيسة . . تؤدي
صلاتها , حياتها مقتصرةُ المدرسَة .. البيتْ .. الكنيسة . . ! هادئة كانت , تقيّة بالنسبة
لجماعتها .. لا تعلمُ عن دينٍ يُسّمى ( الإسلام ) , وان سمعت عنهُ عرضاُ فهو الدّين
المتهكّم الارهابِي - وحاشاه - والذي لا يصلُح لأن يُقتنى أبداً .. !
في يومٍ من الأيام تحدّث في درس الدِّين معلّمهم عن الأديان الرئيسية الأربعة في العالم
النصرانية , اليهودية , لا اذكر الثالثة و ذكر الاسلامْ . . والذي قرع لاسمه قلبها وشعرت
على حدّ قولها بأنه مُثير !! . . رغم ما اتمّ به حديث عن سلبياتٍ لا تُعد عن هذا الدّيـنْ !
عادت تكررّ ما كانت عليه في النّصرانية من التزامها , والذي رافقه بضع اشياء محيّرة لا
تدرِي لها جواباً , لم تترُك ديناً الا وبحثت عن اجاباتٍ لأسئلتها , هندوسية , يهودية ,
نصرانية ! لا شيء كان يروي فضولها و يكلل بحثها بإجابةٍ شافية . . إلا دينٌ قرع لاسمهِ
قلبُها و ظنّتُه مُثيراً رُغم ما يُشاعُ عنه .. وعكفت تبحث و تبحث في المكاتِب و المراجِع
التي تتحدّث عن الاسلامْ , لكنّها أيضاً لم تجد سوى ديناً يُتحدث عنهُ بسُوءْ . . لكنّها
ما كلّت وما ملّت .. حتى وجدت ما أطلقت عليه ( الكِتاب السرّي ) . . وخمّنُوا ماهو ؟
نعمْ , وجدت نُسخةً مترجمة للقرآن الكرِيمْ , عكفت على قرائته ودراستهْ و اقتنعت به !
كانت حيرتُها في دينها أنّها كانت تتبعُ شرائع نصّها البشر , كان عقلُها يأبى ان تتبع
ماقالهُ بشري مثلُها لا يُعصم عن خطأ .. قالت بأنها بعد قرائتها للقرآن الكرِيمْ , تحققت
أن الشرائع التِي نصّ عليها القُرآن ليست بشرية , تفُوق مقدرة البشر , حكمة البشر
قدرة البشَر , هي قوانين وشرائع ( الهية ) , وهذا ما كان فؤادها ظامئ إليـه .. !
توجّهت إلى أقرب مكتب إسلامِي , سألتُهم بضع أسئلة و أجابُوها . . من ثمّ تحررتْ
وقالتْ .. : " أشـهدُ أن لا إلــه إلا اللـه , و أشهدُ أن محمـداً رسُـولُ الله " . . كان فؤادي
ينبضُ معها .. أتمّت قائلةً . . ( ولأوّل مرة في حياتي أشعرُ بالسّـلام الدّ’خلِي ) =")
كانت تصف كيف كان الأنُاس في المكتب يكبّرُون ويهللُّون .. كانو سعيدين بها ..
صّورواها و هنأوها و فرحُوا بها كثيراً , لقد وُلِدت من جديدْ , ودخلت ديناً كرّمها اللهُ به
و اختارَها سبحانه له , من بين كلّ الذي سمعُو درس الأديان الأربعة .. فهنيئاً لها !
كانت سعيدةً جداً وهي تُخبرنا أن الكُتب التي حصلت عليها للتعرف على دين الإسلام
كانت طباعة سعوديّة , وكم هي سعيدة ان جاءت الى المملكة العربية السعودية من
بين الدول العربية .. ! لتتعلم اللغة العربيّة . . و القرآن . . !
و كانت آخر كلماتها أنها تتمنّى كثيراً ان نجدّ في الدعوة إلى الله , لأن الكثير ممن هم
لا يعلمون عن الاسلامِ شيئاً , كانت تتمنى ان يشعُر الجميع بالسّلام الداخلي الذي
شعرته ! والطمأنينة التي غمرتها , ..
هنيئاً لها .. هنيئاً هنيئاً هنيئا .. يا الله ! !
كانت تبحث عن الحقّ فجازاها الله سبحانه بأن هيئ لها الأسبابْ لاعتناق دين الحقْ
هنا يكمنُ الفرق بين دينٍ اعتنقناه وراثةً أباً عن جدْ , ودين اعتنقته اقتناعاً وايماناً وثقة !
,
سألتُ نفسِي بعدها وأنا أنظرُ إلى جموع الحاضراتْ . . هل رأت منا أخلاق المسلمِينْ ؟
ما كان انطباعهُها عنا أول وهلةٍ رأتنا فيها ؟ .. لا حضارة , لا أدب ’ لا أخلاقيات في التعامُل
نادرُ ارتسام الاسلام في ملامحنا وتصرّفاتنا . . وكم من حديث عهدٍ بإسلامٍ قال الحمدُ
لله اني اعتنقتُ الاسلام قبل أن أرى المُسلمِينْ ؟!
وكم مّمن أبى اعتناق الاسلام مما رآه من تصرّفات المسلِمينْ , !
أحدُهم زميل أخِي في العمَل , استقدمهُ شخص من دولته ووعده بكلّ شيء حتى رقّ
قلبه لُخلقٍ سامٍ عجيبْ ! و أسلم ! , بعد ان اكتشف زور ما قِيل له ارتد ! فلا اله الا الله !
اللهم اجعلنا هُداةً مهتدِينْ , اللهم يارب العالمين اجعلنا سبباً في هدايةٍ الناس لا ضلالهم
كان يوماً لا يُنسى من الذّاكرة , فأردتُ أن أشارككُم بهْ
اذكروا الله وصلُّوا على الحبيبْ
رعاكُم الله
المفضلات