بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~
عيدُكم سعيد , كيف حالكم جميعًا ؟ :")
منذ فترة لم أكتب شيئًا . .
ولكنّ صديقة عزيزة نجحت وأخبرتها أني سأصنع عرسًا هنا !
نعم باركوا لرحمة طارق لو سمحتم
ومبارك نجاحكم جميعًا , وحظًا موفقًا أتمناه لمن لم يوافقه الحظ هذه السنة...
[ أشاب الصغير وأفنى الكبير
مرور الليالي وكر العشي
إذا ليلة هرمت أختها
أتى بعد ذلك يوم فتي
نروح ونغدو لحاجاتنا
وحاجات من عاش لا تنقضي ]
" وحاجات من عاش لا تنقضي..."
لا تنقضي..
لدى كل واحد منّا أمنيته وحلمه .. صغر أو كبر..
تمرّ الأيام بسرعة , أشعر وكأننا جبل تنحته رياح الأيام ..
الزمن , في الحقيقة هو الأكثر رعبًا , هو الأكثر غموضًا ...
بين ليلة وضحاها ينقلب كل شيء .
خلال السنوات القلائل الفائتة , تغيرت أمور كثيرة في حياتي - وكذلك حياتك بلا شك عزيزي القارئ- ..
يحصل أحيانًا , أن تستلقي تحت ضوء القمر في ليلة باردة رياحها ساكنة ..
تتأمل السماء وتستعرض شريط حياتك بسرعة .. تصرفات طائشة , صديق يموت ..
زفاف آخر , أخت تبكي , ولحظات ألم , وأوقات سعادة , حفلات , ومآتم .... مواقف عشوائية , ضحكات وذكريات ... لا تتكرر إلا برفقة أولئك الذين رحلوا ...
" "Screen capture
تعرفون هذا الزر؟
نعم هو , الذي نضغطه ويصور الشاشة ...
سأصور بعض ما حدث لي في السنوات الفائتة باختصار 1 2 3 وهكذا .
دعونا لا نعاتب أنفسنا على شيء فعلناه , أو شيء تركناه ...
أو شخص نسيناه !
دعونا فقط نبوح ونتذكر , كما لو كنّا خارج الحدث .
_ 1 _
المكان: "بيت صديقتي"
المناسبة : "حفلة وداع للعزوبية"
في تلك الليلة , اجتمعنا .. وكان الاجتماع خاصًا , للأصدقاء المقربين والعائلة .
احتفلنا , رقصنا , ضحكنا ..
بعد العشاء , وبعد ذهاب بعض الضيوف وهدوء الجو , جلسنا وعروسنا الجميلة تتوسطنا , كالقمر بين النجوم .
لا أتذكر ما الذي انشغلت به بالضبط , فلم أسمع حديثهن , قالت لي صديقتي فجأة:
"فلانة, ودي أسألك..."
قلت :"اسأليني.."
قالت: " قولي لي عيوني تهتز ولا لا ؟ "( قالت ذلك وعيونها خائفة)
بلا تفكير أجبتها : "لا .. لا أبد . من قال لك؟"
فتدخلت صديقة ثالثة: "إلا , شوفيها زين ! عيونها تهتز والله ! "
في لحظة بائسة اتجهت عيوننا باتجاه عيني صديقتي الجميلة , وكانت تشبه بحرًا حزينًا , ولأول مرة في حياتي ألحظ أن عيونها – بالفعل- تهتز قليلاً , لا أدري كيف ولكن شيء غير ملحوظ , الذي لاحظته أكثر هو التماع الدموع بداخلها .
في الحقيقة , غضبت كثيرًا .. كنت أفكر : لماذا تخبرينها بذلك؟ ما الفائدة أصلاً ؟ وهي في وقت لا تسمع فيه عروس مثلها إلا كلام "يطيب الخاطر" ...
حتى بومي هذا لا أدري هل أصلحت الأمر أم أفسدته , ولكني تحدثت كثيرًا وأكدت لها أنها واهمة , وأنها ربما بسبب الارتباك فقط , واكتفيت بتوجيه نظرة معاتبة لصاحبة الملاحظة الذكية!
~
حتى وإن كانت حقيقة , لسنا بحاجة لمعرفة كل شيء حتى نكون بخير .
_ 2 _
المكان: بيت أقارب .
المناسبة : عزاء .
منذ زمن طويل , لم أذهب فيه لعزاء حقيقة ..
ولكن كان واجبًا علي _ بطريقة ما _ أن أحضر .
لا أدري , لماذا تكون رؤيتنا معتمة عندما يموت أحدهم , لا أدري لماذا تصبح الذكريات مظلمة , حتى وإن كانت الأنوار مضاءة بالفعل .
إن العزاء شيء إنساني عظيم .
أنا لا أعرفك , وأنت لا تعرفني , ولكني حزين لأجلك..وأريد التخفيف عنك.
عظم الله أجرك , جزاك الله خير ...
عظم الله أجرك , جزاك الله خير ...
ودمعة تندسّ هنا , ودمعة تنساب هناك ...
نعود للبيت , نتناول العشاء وهم يتناولون الحزن .
وننسى .
_ 3 _
المكان: مدرستي الثانوية .
المناسبة : آخر يوم دراسي .
صديقاتي العزيزات , قطع من قلبي .. نقف بجوار بعضنا البعض , لقد كان الصمت أبلغ من أي شيء آخر .
كانت عيوننا تبكي , وصمت مطبق.. نتأمل بعضنا وكأننا نتشبث بآخر الساعات لنا معًا .
نحتضن بعضنا كل دقيقة , ونذكر بعضنا كم هو عظيم حبّنا ... وتختنق الأصوات .
حتى أكثر صديقاتي بعدًا عن سرعة التأثر كانت عيونها غارقة في الدموع !
قالت لي مكابرة : أنتي اللي بكيتيني !
لأني لاحظتها وهي تحاول أن لا يحدثها أحد , تحاول أن تبتعد بنفسها عن أجواءنا ..
شعرت أن كل ما كان ينقصها هو أن يحتضنها أحدهم , لتنفجر بكاءً !
وهذا ما فعلته , وهذا ما حصل .
أي طالبة تخرجت من الثانوية , ستتذكر أنها بكت في البيت أكثر من المدرسة .
معلمة لا تحبني , وأنا أبادلها الشعور .
في آخر يوم سلمت عليها وقلت لها : "سامحيني..."
قالت لي: "أنتي اللي سامحيني! ومسامحتك , الله يبيح منك .. "
شعرت في تلك اللحظة أن وجهي تجمد بالفعل , شعرت أني لا شيء !
لقد مرّ الوقت سريعًا , لتصبح تفاهاتنا أصغر بكثير مما كنّا نظن , لتصبح مواقف العداء الصغيرة لا شيء يذكر , والندم يغطي على كل شيء .
- 4 –
- يوميات تتكرر لا نشعر بجمالها –
أصحو مع وقت صلاة الفجر , أمي وجدتي بالطبع استيقظوا مسبقًا .
ولأن غيابي كثير تكرر جدتي على مسمعي هذه الكلمات دائمًا : "أنتي بتفصلين ! ليش ما تقعدين في البيت وترتاحين؟ "
عدت مرة من المدرسة وأنا أحمل شهادة التفوق , رفعتها عاليًا وأنا أخبر جدتي:
"شفتي؟ أنا شاطرة !"
فترد عليّ بطريقتها التي أحبها (والتي تجعلك لا تثق بنفسك أكثر من اللازم) :
"مبروك , وشدي حيلك أكثر ... وخلي عنك الغياب "
..
طفلين في الصف الأول الابتدائي كل يوم يزعجوننا بتهريجهم .
" أنا أدغدغ نفسي " هاهاهاها..
أقول له: " نصاب! أصلاً الواحد ما يضحك إذا دغدغ نفسه !"
ويستمر في الضحك , ويتكرر الموقف بشكل مستمر .
- 5 –
المكان : مستشفى .
المناسبة : ظرف طرأ على قدمي .
برفقة مراهق طائش , يدفعني على كرسي متحرك بسرعة خيالية ويضحك ! والغريب أني أضحك معه !
بعد أن نجحت العملية ولله الحمد , عدت للبيت ونمت .
عندما استيقظت – حسبت أن كل شيء سيعود كما كان – حاولت الوقوف ..
فإذا بي أسقط على وجهي .
لم أستوعب , ولم أصدق .. حاولت مرة أخرى وأخرى ...
بلا فائدة : وصلت المعلومة أخيرًا : أنا غير قادرة على المشي .
دخلت علي أمي وأنا مستلقية على الأرض , أسرعت إلي بخوف , حاولت أن أخفي دموعي حتى لا أحزنها , ولكن عندما التقت أعيننا انفجرت بكاءً : " يمه .. أنا ما أمشي ! "
ساعدتني أمي على النهوض وضمتني إلى صدرها وهي تبكي وأخبرتني أن الأمور ستتحسن مع الوقت.
حفلة بمناسبة سلامتي !
حضرتها على قدم واحدة ... وسقطت على وجهي عشرات المرات , لا أدري لماذا المكابرة ؟
كنا في فصل الشتاء ولذلك أشعلوا النار , جلسنا في خيمة , أجواء دافئة .
أتذكر وجوه إخواني وأخواتي والأطفال ... يحاولون إبهاجي , لم أكن سعيدة بقدر ما كنت ممتنة لهم .
كانت تلك الأيام , دروس قاسية ...
تعلمت خلالها, أن قوتي ليست دائمة , وأنها في أي لحظة قد تنتزع مني !
أدركت.. أن الناس مهما أحبوني فهم لن يصلوا قطرة في بحر حب أمي لي ,
تأكدت .. أننا سنستمتع وقت الحفل , وتقدم لك الهدايا والورود ...
ويغادرون , ويبقى الألم رفيقًا لك .
أنا مضطرة للبقاء دون حركة لمدة طويلة , لذلك فالأكل الدسم أو الكثير خطأ خطأ ...
ولكن الاكتئاب يشجعك على الأكل !
كنت أقول لنفسي : هذه القطعة الصغيرة ستأكلينها والباقي تكرار لنفس الطعم !
وهكذا أتوقف .
صديقاتي في الفيسبوك , دعموني بشكل كبير , كنت أقرأ كلامهم وأبكي وأدعو لهم ...
..
أعلم ...
توجد أشياء أهم لأذكرها , ولكن هذا ما خطر في بالي حاليًّا, والآن دوركم التقطوا أي شيء يخطر على بالكم , وليكن الموضوع متجددًا , أو كما تريدون :")
تحيّاتي ~



رد مع اقتباس

.gif)

0" class="inlineimg" /> ..
.. 

المفضلات