الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1

    الصورة الرمزية أنــس

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    493
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !

    .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ====

    الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !



    .

    (1)
    كلمة أولى :



    بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء.

    تمضي السنوات، فالعقود، فالقرون، وبمضيِّها تزداد الحقائق تجلياً، وتزداد بعض الشبهات ضراوةً في نفس الوقت، من شأن الظل أن يكون أكثر حدةً إن كان النور أقوى، فإذا ضعف النور تلاشت حدودُ ما بينه وبين الظل، أو كادت.

    شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراع. ومازال زمننا المعاصر يعرض أمام أعيننا من تجليات النبوة ما يؤمن له الكافر، ويتوب له العاصي، ويبرُّ له الفاجر، ومازالت الأيام ترينا بعين اليقين ما كان عند صحابة رسول الله علمَ يقين.

    ليس هذا المقال دراسةً، أو رداً على فكر، أو مناقشةً عقدية، بل ليس يعدو أن يكون تسجيلاً لملاحظاتٍ لاحظتُها، على أشخاصَ عرفتهم أو رأيتهم، أو قرأت لهم أو عنهم، قامت دليلاً على ما تردد من نشوء دعوةٍ منكرة لتدجين الإسلام وتغريبه، وتشويه حقائقه وإفراغه من محتواه، وإلحاقه بمعسكر العدو تابعاً له نازلاً عند أمره.

    الاستنارة، الانفتاح، الاعتدال، طفرة العقل، تحرر الفكر، مصطلحاتٌ لامعةٌ كثيرةٌ، ومفاهيم حقٍّ أريد بها باطل، لها دعاتها وأنصارها من الذين يمَّموا وجوههم شطر البيت الأبيض، جاثين على أعتابه مسبِّحين بحمده، طالبين لرضاه.

    هم مسلمون نعم، أو هكذا يقولون، لكن ما إسلام هؤلاء ؟

    كيف تشتغل أدمغة الليبراليين العرب ؟



    (2)
    مقدمة :



    حدث كثيراً، أن اصطدمتُ مع بعضهم في نقاش، وقرأتُ لبعضهم مقالاتٍ وكتباً وروايات، ورصدتُ مواقف بعضهم وآراءهم تجاه العقائد والأفكار والقضايا، ولمحتُ انقباض أقلامهم أحياناً، وهو انقباضٌ كانقباض ملامح الوجه كراهةَ شيءٍ ما، ولمحتُ وانشراح تلك الأقلام أحياناً أخرى، وهو انشراحٌ كتهلُّل أسارير الوجه فرحاً وسعادة.

    يسمي أحدهم نفسه ليبرالياً، ويعتز بذلك كل اعتزاز، ثم يقول بأنه مسلم، لكن بغير اعتزاز، وكأنْ لا تناقض بين المصطلحين ! ويتباكى إن اتُّهم يوماً في دينه، ثم إذا أمن على نفسه وآنس غفلةً ما غدر بالإسلام ومفاهيمه وأحكامه، وكتب داعياً إلى القطيعة مع تراث هذا الدين العظيم، وإلى تجفيف منابعه الأصيلة، طلباً لرضاء أسياده الغربيين يبتغي عندهم العزة، فهو بهم منبهرٌ ولفكرهم عميل، وينتفش كبراً إن حصل له يوماً بهم تشبُّه، أو تناهى إلى سمعه منهم ثناء.

    يكاد الليبرالي يبكي ! ودموعه دموع التماسيح، خوفاً على الإسلام وضناً به أن تتشوه صورته، ويسعى جاهداً، كما يزعم، إلى تلميعه وتزيينه وحذف الشوائب عنه، وتقديمه إلى الغرب منتوجاً منقحاً لا يشكل خطراً عليه، ولا يستدعي خوفه منه، وليس يتورع في سبيل ذلك عن إنكار السنة، وإعادة تفسير القرآن، والبث في أكبر مسلّمات الدين بعقله ورأيه، المهم عنده أن يرضى الغرب على إسلامه الهجين، وأن يحصل على شهادةٍ موقعةٍ بأيدي غربية، تقرُّ بأن ثمة في العالم العربي إسلاماً مستنيراً يقبل العلمانية، ويَدين بالديمقراطية، ويعلن القطيعة مع أصوله الأولى، ومَعينه الصافي.

    إنها ولا شك ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو، ابتسامةُ منبهرٍ ساذجٍ يعاني خللاً في الانتماء، وأزمةً في الهوية، ابتسامةٌ لا تصدر إلا عن المنهزم الذليل الذي باع دينه بما يختلج في نفسه من كِبرٍ ونفاق.

    قلتُ، بأني لست في هذا المعرض مناقشاً لفكر هؤلاء، ولا راداً عليهم، وإنما جئتُ اليوم ملاحِظاً فقط، راصداً لظواهرَ فكريةٍ يجب أن تُرصد طلباً للحقيقة وإحقاقاً للحق، فهذه الكائنات التي تعيش بيننا، وتنطق بلساننا، هي أكثر مراوغةً من الزئبق، وأخطر على هويتنا من العدو الصريح المحارب بالسلاح. وعلامة أحدهم أن تسأله هل أنت ليبرالي ؟ فيجيبك جواباً هو ليس بالإنكار، وليس بالإثبات أيضاً فيقول : وماذا تعرف عن الليبرالية ؟

    إذاً، ها هي ذي، بعض صفاتهم أضعها بين أيديكم، فهل لاحظها أحدكم كما لاحظتُها ؟

    ذلك مؤكدٌ ولا شك ! وإن لم يكن، فليمتحن الواحد منا أحد هؤلاء بناءً على ما سيأتي، وسيجد أن ما سيأتي من صفاتٍ يشكِّل برنامجهم الذهني الموحد، والذي يسهل بناءً على الوعي به توقع أفعالهم وأقوالهم، وكذا مواقفهم تجاه مختلف الأفكار والقضايا.



    (3)
    في العقيدة :



    يؤمن الليبرالي (المسلم) بضرورة إعادة قراءة القرآن وتفسيره تفسيراً معاصراً، وإعلان القطيعة مع تفاسير السلف له، وهدفه من ذلك إفراغه من محتواه وتأويل آياته بما يتوافق مع أهدافه وغاياته التمييعية.

    يحارب الليبرالي (المسلم) الحديث النبوي الشريف والسنة المطهرة، ويلمز المتمسكين بدراستهما بأنهم أصحابُ تخلفٍ ورجعية.

    لا يهتم الليبرالي (المسلم) سوى بما هو مادي، وما هو ماديٌّ فقط، ليس لليبرالي (المسلم) أيُّ اهتمام بالغيبيات العقدية، بل ربما أنكرها إنكاراً تاماً.

    لا يؤمن الليبرالي (المسلم) بعقيدة الولاء والبراء، بل لا يعتبر المعيار العقدي ذا أولوية أصلاً في الحكم على الأفكار والأشخاص والجماعات.

    الليبرالي (المسلم) ينكر حقيقة أن للإسلام أعداءً يستهدفونه ويريدون القضاء عليه، وربما سخر من الذين يعتقدون بذلك وقال بأن من نظنهم أعداء لهم من الأهداف ما هو أهم من محاولة القضاء على دينٍ من الأديان.

    الليبرالي (المسلم) ينكر حقيقة أن في العالم كفاراً ومسلمين، وأن الكفار يكرهون المسلمين ويكيدون لهم المكائد المختلفة على جميع الأصعدة. فهو ينكر حقيقة وجود حربٍ عقديةٍ أزليةٍ وأبديةٍ بين الحق والباطل، بين الإيمان والكفر.

    الليبرالي (المسلم) ينكر مسألة الكفر والإيمان ، ويستبدلها بحرية العقيدة.

    الليبرالي (المسلم) لا يتحدث مطلقاً عن الآخرة، ولا وجود لها في دائرة اهتمامه مطلقاً.



    (4)
    في الفكر والثقافة :



    الليبرالي (المسلم) ينكر مسألة الحق والباطل، ويستبدلهما بالرأي والرأي الآخر.

    الليبرالي (المسلم) يتعامل مع الإسلام بتعالٍ وتكبر، مصطنعاً الحياد التام في ذلك، حتى يخيل إليك أن المتحدث عن الإسلام خارجٌ منه لا ينتمي إليه، بل ينظر إليه من فوق، من برجٍ عالٍ، كأنه يستنكف أو يخجل من التصريح بالانتماء إلى دينه وإلى جماعة المسلمين.

    الليبرالي (المسلم) يحب أمريكا، وفيها هوى قلبه، ولا يراها عدواً سياسياً أو فكرياً أو عقائدياً للمسلمين.

    ليس لليبرالي (المسلم) مرجعٌ واضحٌ يستند عليه لتعريف العدو، فهو إما ينكر وجود العدو بتاتاً، أو يعتبر من يسميهم بالأصوليين الظلاميين أعداءً، وهم المسلمون السنة في الواقع، المهم أنه لا يرى في أوربا ولا أمريكا عدواً للإسلام والمسلمين.

    الليبرالي (المسلم) يدعو إلى الديمقراطية، ويتعاطف مع العلمانية، وينبذ كل التيارات الإسلامية.

    الليبرالي (المسلم) مستعدٌّ ليقرأ، ويُعجب، وربما يتبنى، أيَّ فكرٍ شرقيٍّ أو غربي، قديمٍ أو جديد، منذ فلاسفة اليونان وحتى عصرنا الحديث، ما عدا الفكر الإسلامي الصحيح القائم على الكتاب والسنة.

    الليبرالي (المسلم) مستعدٌّ ليقتبس من أقوال الفلاسفة الغربيين جميعهم، وربما اقتبس واستشهد من أقوال الفلاسفة العرب ممن أثاروا الجدل واتُّهموا في أخلاقهم وعقائدهم، لكن نفسه تشمئز وتتقزز من متون الحديث النبوي الشريف.

    لا يجد الليبرالي (المسلم) حرجاً في اتهام المسلم السني بأنه رجعيٌّ وظلاميٌّ متخلف، إذا دعا إلى تحكيم الكتاب والسنة، ويستشهد على ذلك بأن الخلافة الراشدة عهدٌ مضى، وأحكام الشريعة كان ممكناً تطبيقها في الماضي الجميل، والماضي فقط، في حين أنه يعتبر الاقتباس من فلسفة اليونان تفتحاً وحضارة، رغم أن فلسفة اليونان أقدم من الشريعة الإسلامية بقرونٍ عديدة !



    (5)
    في الهوية والانتماء :



    من المستحيل أن تسمع من الليبرالي (المسلم)كلمةً واحدةً في الاعتزاز بانتمائه الديني، وبأنه مسلم، وقد يجد حرجاً شديداً في ذلك إذا اضطر له يوماً لتحقيق مأربٍ ما، لكنه لا يجد حرجاً على الإطلاق في الاعتزاز بانتمائه للوطن، أو الحزب، أو لأيِّ تيارٍ فكريٍّ أو سياسي.

    هو عند الليبرالي (المسلم) حريةٌ شخصيةٌ يعتقد بوجوب ضمانها والدفاع عنها، أن يقلد المعجبون من المراهقين والشباب شخصياتهم المفضلة من الممثلين واللاعبين، لكنه يشمئز ويتقزز، وتظهر عليه علامات النفور والكراهة، إذا رأى أبسط مظهرٍ من مظاهر الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

    يعتز الليبرالي (المسلم) بانتمائه، أياً كان ذلك الانتماء، بحرارةٍ شديدة ، فربما يرتدي ما قد يدل على ذلك الانتماء من الملابس ويلتحف الرايات ويرفع الشعارات، لكن الشرط الوحيد لذلك الانتماء ألا يكون ذا إيحاءٍ إسلامي، في حين نجده يشنِّع، وبشدة، على أي شخصٍ رفع شعاراً إسلامياً ولو كان، فقط، على سبيل الاعتزاز بالدين لا أقل ولا أكثر.

    يدافع الليبرالي (المسلم)، باستماتةٍ متناهية، عن حقوق النصارى واليهود والملحدين، لكنه يحارب، وبضراوةٍ متناهية أيضاً، حقوق المسلمين، وربما وشى بهم إلى من يقدر على إيذائهم.

    الإسلام الوحيد الذي يرضى عنه الليبرالي (المسلم)، هو الإسلام الذي يرضى عنه الغرب.



    (6)
    في الحريات الشخصية :



    عندما يقلد المراهقون والشباب النماذج الغربية في الشكل واللباس، يرضى الليبرالي (المسلم) ويعجبه ذلك، ويبتسم بسعادة، ويقول : تفتحٌ وحرية.

    عندما تتجه الأقوال والأفعال والأذواق وأساليب الحياة الشخصية والاجتماعية نحو الثقافات الغربية، يرضى الليبرالي (المسلم) ويعجبه ذلك، ويقول : تقدمٌ وانفتاح.

    عندما يتجه الشباب نحو مظاهر الالتزام بالسنن النبوية في الشكل والمظهر، يتقزز منه الليبرالي (المسلم) وينفر من هيئته، ويقول : تخلفٌ ورجعية، أصوليةٌ ظلامية، إرهاب.

    يدافع الليبرالي (المسلم) عن الشواطئ المختلطة، وعن انتشار العري فيها، لكنه يرفض، وبشدة، المخيمات الإسلامية، ويقول بأنها احتكار للشواطئ، وتجمعاتٌ مشبوهةٌ لأناسٍ لا يؤمَن شرُّهم.



    (7)
    في الأدب والكتابة :



    الليبرالي (المسلم) لا يدعو إلى الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة في كتاباته، بل يدعو إلى الحريات المطلقة كما تعرِّفها الأنظمة الغربية.

    الليبرالي (المسلم) يشمئز من دعاة الأخلاق ويصفهم بالسطحيين والفارغين، ويفرح بدعاة الرذيلة والانحلال ويصفهم بالجريئين وأحرار الفكر.

    يكتب الليبرالي (المسلم) واصفاً نفسه بأوصاف التشتت والضياع النفسي والفكري، متمسكناً، وقد يتصف أحياناً ببعض الصفات الحميدة، لكن إذا رأيته يفعل ذلك فانتبه، فتلك مقدمةٌ لفكرةٍ مسمومةٍ قادمةٍ سيدسُّها بين السطور.

    يدعو الليبرالي (المسلم) إلى الحرية المطلقة في الأدب الكتابة، لكن حريته هذه تنطبق فقط على كتَّاب الانحلال والرذيلة، أما الكتَّاب الملتزمون فهو لا يتوقف عن وصفهم بالرجعيين والظلاميين والمتخلفين فكرياً.

    الليبرالي (المسلم) قد يدبِّج الصفحات ذوات العدد في مدح شخص الحاكم وتمجيده إلى حد المبالغة، لكنه لا يمانع أبداً من التطاول على لفظ الجلالة بأشنع الألفاظ في أشعاره ورواياته.

    يشمئز الليبرالي (المسلم) من الكلمة النظيفة الملتزمة الهادفة، ويطير فرحاً بالكلمة البذيئة المنحلة، ويعتبرها قفزةً حقيقيةً في طريق النهضة الأدبية.

    يحب الليبرالي (المسلم) أن يكتب عن المواضيع والقصص الإباحية بإسفافٍ مفرط، ويسمي ذلك تحرراً أدبياً وتنويراً اجتماعياً لا غَناء عنه من أجل اللحاق بركب التنمية والتقدم.

    الليبرالي (المسلم)، عندما يكتب يكون جريئاً جداً، لدرجة الوقاحة، في التعامل مع لفظ الجلالة والذات الإلهية، وقد يكتب كفراً صريحاً بها، لكنه يتباكى بجنونٍ لو تم تكفيره بسبب ذلك أو تفسيقه.

    إذا مات أحد أعلام الفكر المتعفن أو الأدب المنحل، يتحول الليبرالي (المسلم)، فجأة، إلى تقيٍّ ورعٍ يترحم على الراحل ويدعو له بالعفو والمغفرة، حتى وإن كان الميت من أعتى كتاب الكفر والإلحاد، ثم ينتقد الذين يمتنعون عن الترحم عليه ويتهمهم بتهم الظلامية والتكفير.

    الليبرالي (المسلم) يعشق الأسلوب الحداثي القائم على الترميز وإحداث الغموض في المعنى، ويستغله في اللمز والغمز بالإسلام والمسلمين. وطبعاً يرفض المساءلة النقدية عن مكتوبه الحداثي والإفصاح عما يريد قوله فعلاً.

    الليبرالي (المسلم) لا يعبر عن رأيه بصراحةٍ كاملة، بل يلفُّ ويدور، ويعتِّم ويدلِّس، ويرد على السؤال بسؤال، وكثيراً ما يتهرب من الجواب، وذلك لإخفاء أحقاده الدفينة على الإسلام والمسلمين.

    الليبرالي (المسلم) قد يقول الحق ! لكن فقط لتبرير باطلٍ ما.

    الليبرالي (المسلم) قد يستشهد بالآية والحديث، لكنه يفسرهما برأيه الخاص، ويخدم بهما أهواءه الخاصة وأفكاره المنحرفة.

    بإمكان القارئ الذكي أن يلحظ ألواناً من لحن القول الذي يُعرف به المنافقون في كتابات الليبرالي (المسلم)، فهو يسيئ الأدب مع الصحابة الكرام والسلف الصالح، ولا يحترمهم، كما أنه لا يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره، وربما اكتفى بكتابة (محمد) مجردة، ولا يُتبع القرآن بلفظ (الكريم) متعمداً، بل يقول (القرآن) مجردة، وإذا اطَّلعت على محاوراته في المنتديات المكتوبة فستلحظ أنه ينفر من استعمال تحية الإسلام (السلام عليكم)، وربما استعمل بدلاً منها أيَّ تحيةٍ أخرى عربيةٍ جاهليةٍ أو غربيةٍ مستوردة.



    (8)
    في قضايا المرأة :



    عندما تتبرج الفتاة وتنزع حجابها، ينشرح وجه الليبرالي (المسلم) وتتهلل أساريره، ويرضى ويعجبه ذلك، ويقول : حريةٌ وتقدم.

    عندما تسبغ الفتاة حجابها، أو تفكر في ارتداء النقاب، يشمئز الليبرالي (المسلم) بشدة، ويتمعَّر وجهه، ويقول : أصوليةٌ ظلامية. وربما تظاهر بالإشفاق عليها حتى يكاد يبكي رأفةً لحالها !

    يقول الليبرالي (المسلم) بأن تعرية المرأة احترامٌ لأنوثتها، وأن حجابها إهانةٌ عظيمةٌ لها، ونظرةٌ ذكوريةٌ دونيةٌ تسلِّط سهامها عليها وتعتبرها مجرد جسدٍ مستهلَك.

    يتبنى الليبرالي (المسلم)، ويدافع باستماتةٍ خارقة، عن كل القضايا التي تهدف لإخراج المرأة من بيتها وقتل حيائها وتعويدها على الاختلاط بالرجال في كل زمان ومكان.

    يبذل الليبرالي (المسلم)، جهوداً مضنيةً في سبيل تنفير المرأة من أحكام دينها، وإيهامها بأن الأحكام الشرعية المتعلقة بها هي ظالمةٌ لها وخانقةٌ لحريتها، وأنَّ عليها أن تتحرر منها. ثم يوهمها أيضاً، بأن هناك تياراً إسلامياً بديلاً يدعم توجهها المتحرر في مواجهة التيار المنغلق الهادف إلى خنقها.

    يستميت الليبرالي (المسلم)، في سبيل خلق الصراع بين المرأة والرجل، فيصوِّر للمرأة أن الرجل عدوٌّ لها، وأن عليها أن تثور في وجهه وأن تخرج عن وصايته، وأن تعلنها معه حرباً لا هوادة فيها من أجل استلام مواقع القرار على مختلف المستويات.

    يحارب الليبرالي (المسلم)، أحكام المرأة المتعلقة بإدناء الجلباب، والقرار في البيت، وعدم الخضوع بالقول، ولزوم الحشمة والحياء، ويدعو بحماسةٍ شديدةٍ إلى ضدِّ هذه المبادئ.

    يسعى الليبرالي (المسلم) إلى إقناع المرأة بأن طاعتها لزوجها في المعروف هو ظلمٌ لها، وعارٌ ومذلةٌ لا تليق بها وبمكانتها.

    يهدم الليبرالي (المسلم)، التصور الإسلامي للأسرة المسلمة، ويجحد دور المرأة كربَّة بيتٍ ومربية أولاد، وفي مقابل ذلك يزيِّن لها الخروج والعمل ومنافسة الرجال على المناصب القيادية، موهماً لها بأن ذلك من أسباب تقدمها.

    يدعو الليبرالي (المسلم) إلى المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، لدرجة أنه يجحد نصوص الشرع التي شرَّعت لكل نوعٍ أحكاماً تليق بخصائصه الجسمية والنفسية والعقلية والعاطفية المختلفة عن الآخر، والمكمِّلة له.



    (9)
    كلمة أخيرة :



    نعم هو برنامجٌ ذهني، جذره النفاق، وسماده الكِبر، وثماره قلوبٌ مريضةٌ كره أصحابها ما أنزل الله فأحبط أعمالهم.

    برنامجٌ ذهنيٌّ كان قديماً ولا يزال، وسيدوم مادام التدافع بين الحق والباطل قائماً.

    عسى بعضكم أيها القراء الكرام قد عرف بعضاً، أو كثيراً من هذه الصفات في أسماء نعرفها، وفي أقوامٍ من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، دعاةٌ على أبواب جهنَّم من أجابهم إليها قذفوه فيها.

    ولما كان هؤلاء يعيشون بين ظهرانينا، ويسيطرون على مقاليد إعلامنا وما يقدَّم إلى الناشئين منا من موادَّ تبني عقولهم وأفكارهم، عسى أن يكون من الخير أن تُرصد أدمغتهم، وأن تُعتقل آليات تفكيرهم، وأن تُنشر بين الناس بصراحةٍ تحرجهم، وتضيِّق صدورهم، فيزيدهم الانفعال كشفاً لأنفسهم، وإخراجاً لمكنون حقدهم فيُعرفون ويُجتنبون.

    ومن يريد منكم رؤيتهم رأي العين، فليتوجه إلى موقعٍ اسمه “الشبكة الليبرالية السعودية الحرة”، وسيجد هناك من أمثال هذه النماذج الكثير الكثير، وإني أكاد أجزم، بل أجزم، أن الواحد منا لو أخذ عينةً من بعضهم قلَّت أو كثُرت، وساءلها عن بعض ما هو مطروحٌ من القضايا في الدين والفكر والأخلاق، فلن يجد في معظم الإجابات ما يختلف عما تفضلتم بقراءته في السطور أعلاه.

    وسبحان الذي ذكرهم في كتابه قبل أربعة عشر قرناً، ومازالت أوصافهم في قرننا هذا لا تختلف عن أوصاف المنافقين التي ذكرها القرآن الكريم في غير قليل من المواضع.

    ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ، يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ، فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ، وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون، اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ، أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ، يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

    ولله الحمد أولاً وآخراً.





  2. #2

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !



    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
    كثيرة هي الأفكار والنظريات والمذاهب الهدامة التي صنعها اليهود على أعينهم ، وصاغوها ، ثم نشروها في العالم ، وأشغلوا الناس بها عن مصادر القوة الحقيقية . فمن ماركسية إلى داروينية إلى فرويدية إلى ماسونية ....الخ .
    ومن تلك الأفكار والنظريات ما ذكرته أخي الكريم والتي تعني " حرية الإعتقاد ، وحرية السلوك ، والتعددية ...الخ الزخارف " .
    هل يعي القوم أن الطريق الذي يسيرون عليه لن يوردهم إلا المهالك خسروا الدنيا وسيخسرون الآخرة إن لم يتوبوا ويراجعوا أنفسهم، ويعودا إلى حياض الدين والمُجتمع عندها سيكون لهم صولة وجولة وسيجدون من يستمع لهم ؟




    فلنجتمع يا شباب الدين قاطبة *** لنصرة الحقِّ في جدٍّ من العمل
    وأيسر الأمر أن تلقي بضاعتهم***ردَّت إليهم جزاء المارق الثَّمل
    ...
    بارك الله فيك أخي الكريم كفيت ووفيت وأوضحت الكثير .. لا حرمنا الله قلمك الرائع

  3. #3


    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المـشـــاركــات
    3
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !

    كلمه رائعه

    الاسلام وسط بين الانحلال و الغلو في كل شيء

  4. #4

    الصورة الرمزية aboalwleed

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    2,967
    الــــدولــــــــة
    الفلاح
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !

    لا فضَّ فوك ولا عاشَ حاسدوك أخي العزيز .. كتبت فأجدت ، وشرحت فأوضحت ، فبارك الله فيك وشكر الله سعيك ..

    ومثل هؤلاء المتلونين يصدق فيهم قول المولى عزوجل في محكم التنزيل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

    وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ

    قال أنس -- : "ما خفي على رسول الله - - بعد نزول هذه الآية شيء من المنافقين ، كان يعرفهم بسيماهم" .

  5. #5

    الصورة الرمزية blue star

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    3,034
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !


    وعلييـكم السّسلام ورحمة الله وبركآته ،

    تبآرك
    الله () بآرك الله في قلمك ولا حرمنآ إبدآعك ،
    شّشكراً لك ع موضوع ذو المعنـى العميق ,
    أجدت توضيح تلك الحقيقة التي يجآهد الناس لينكروها . ويصدقوا أمثال هؤلآء البشّر!
    والمصيبةُ الكـبرى أن البعض يتخذونهم قدوةً له ويتبعونهم في آرائهم التي لآ معنى لها ,
    وقد كثّثر وتعدد هؤلآء الناس حتى أصبحنا نراهم حولنا بكل مكآن ، أو نرى أثر كلامهم وتأثر الناس بهم أينما ذهبنا !
    أسّسأل
    الله -عزوجل- أن يقنا ويحمينا من فتنتهم ,
    وإن أردت
    ربنـا فتنةً بأهل الآرض فأقبضنا اليك غير مفتونين () ،

    جزآك
    الله خيرآ وبآرك الله في فكركْ ورفع قـدركـ ,
    في حفظ الله ،

  6. #6

    الصورة الرمزية هيفاء البنيان

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    2,226
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    فقط أردت أن أشارك بشيء كان دائما يخطر ببالي ..
    ألا وهو :
    أريد أن أعرف بما يرد علي أصحاب الشهوات والهوى من الفرق والطوائف الضالة لو سألتهم بـ إنني أدعو الله أن ينصرنا عليكم فأنتم من تدعون ؟
    إذن أينا أحق بالله إن كنتم صادقين .

    أشكر لقلمكم ما خط .

  7. #7

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !

    الليبراليون العرب ؛ عمالة تحت الطلب

    ونهاية الوظيفة تأشيرة وإقامة في باريس ولندن ونيويورك

    رفع الله قدرك أخي الفاضل وزادك علماً وعملاً

    وسلامتكم

  8. #8

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الليبرالي المسلم .. ابتسامةٌ بلهاء في وجه العدو !

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أحسنت أخي أنس .
    إشتقنا لكم .
    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع .
    وقبح الله أولائك المنافقون وبني عَلمان .
    بالمناسبة هناك بعضهم يغتاظ غيظا وحنقا عندما يسمع كلمة بني عَلمان .
    سنُسمِعها لهم ونضيف عليها خسئتم يا زنادقة يا منافقين يا أعداء الله ورسوله كلاب الغرب لاعقي أحذية بني صهيون .
    فليبحثوا لهم كما قال أخونا عمر عن إقامة في باريس أو في نيويورك ، فالإسلام قادم.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...