حَصادُ الخيباتِ ..

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1

    الصورة الرمزية ابن الفاتح

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    984
    الــــدولــــــــة
    السودان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي حَصادُ الخيباتِ ..

    بسم اللهِ الرحمنِ الرّحيمِ ..

    السّلامُ عليكُم و رحمةُ الله تعالى و بركاتهُ .. و تحيّةٌ طيّبةٌ لكلّ من مرّ من هُنا ..

    توطئةٌ ما:

    قد أحجمتُ عنِ الكتابةِ زمناً لا أطيقُ فيهِ صريرَ قلمٍ و لا أقوى فيهِ على تحمّلِ الحديثِ أبداً .. و قد مُنيتُ في هذا العامِ الذي أحجمتُ فيهِ عن إطالةِ مقالٍ بفكرٍ واعٍ متدبّرٍ ناظرٍ إلى الأمورِ بحقيقةِ نهاياتِها لا بغرورِ بداياتها .. و قد درجنا قديما على معرفةٍ مسبقة تكونُ لدى كلّ طفلٍ ناشىءٍ بيننا ألا و هي المقولة المُشتهرةُ: من زرعَ حصدَ و من جدّ وجدَ .. و لا أحسبُنا إلا كما قالتْ صاحبةُ المثلِ لا نُعطى إلا الذي أُعطينا .. لذا كانَ عنوانُ نصّي حصادُ الخيباتِ و إن كانَ في ظاهرهِ مبتئساً فهو لا يعدو كونهُ تصويراً لواقعٍ نعايشهُ و نراهُ في حياتنا اليوميّةِ و ما كانَ من صوابٍ فيما أوردتُ فتوفيقاً من ربّي و إلا فمن نفسي و الشّيطانِ إذ ينزغُ في النّفسَ نزغاً .. و لعلّ من يعرفني حقيقَ المعرفةِ يستغربُ نحوي مثلَ هذا النّحو في الكتابةِ إذ أنّني أكتبُ بقلمٍ أملٍ لا ينكسرِ و قلبِ محبّةٍ لا تخبتُ .. و لكن عُذرا فقد ناءتِ النّفسُ عن الحملِ ثقلا ..

    بارقةٌ ما:

    إذ أنا شارعٌ في كتابةِ هذا النصّ تلقيّتُ مكالمةً من أحدهِم كانَ مُفادُها: هذهِ الدّنيا لا تسوى عندَ من خَبِرها شيئاً و إنّ الأقدارَ غيرُ مأمونِةِ الأخبار فلا تحملنّ بقلبكَ عليّ شيئاً لا أنفدُ منهُ يومَ أن ألقى اللهَ .. !

    بطنُ النصّ أحسبهُ:

    لم أعمدْ إلى وريقةٍ فأخطّ فيها هذهِ الخواطرَ فيما تبادرَ لذهني ترتيبهُ .. لذا ستكونُ مرتّبةً وفقَ توافدها عليّ من بوابةِ الذّاكرةِ المهترئةِ فلا تعتمدوا في قراءتِها نسقاً معيّنا .. ثمّ إنّها جثاثةُ من الرّوحِ أبت إلا أن تستريحَ ببعضِ بوحٍ يخفّفُ عنها بعضَ ما تجدهُ فلا تُحكموها بمعيارِ العقلِ و الحكمةِ إذ أنّهُ يتعذّرُ عليّ الضّبطُ حالياً ..

    البذرِةُ الأولى:

    أحسبُ أن كلّ إنسانٍ ما هو إلا خلاصةُ قيمٍ و أخلاقٍ و تعاليمٍ درجَ عليها في سلوكياتهِ و معاملاتهِ و تربيتهِ، فما كانَ من خيرٍ أصابَ خيراً و ما كانَ من شرٍّ إمّا أن يستقرّ بقاعهِ أو يُحالَ بعدَ الوعيِ خيراً .. و تبدأُ البذرةُ رحلتها في أوّلِ الكلماتِ التي تُلقى إليها لذا كانَ الأذانُ في أذنِ الطّفلِ حالَ مولدهِ لكي تستقرّ لديهِ أصولُ التّوحيدِ و العبوديّةِ حتّى من غيرِ أن يعيها فهما .. فهو لم يُصغْ بعدُ .. و تبدأُ الأعوامُ الأولى في كنفِ الأهلِ يتشرّبُ ما يُعلّمُ من قولٍ و فعلٍ حذوا بحذوٍ و خطوةً بخطوةٍ حتّى يبدأ الخطوَ لوحدهِ و يغدو مستقلاً بذاتهِ عن من يعينهُ على الانتقالِ .. و الطّفلُ في تلكَ الحالِ أشبهُ باللوحةِ البيضاءِ التي ترسمُ عليها ما تريدُ من الألوانِ فما كانَ أسوداً سيبقى أسوداً و ما كانَ أبيضاً سيشيبُ أبيضاً .. و أستغربُ للآباءِ يُداعبونَ أطفالهمِ باعوجاجِ ألسنتهمِ في المقالةِ و هم يحسبون أنّ فعلهُم في صالحِ الطّفلِ .. و العلمُ يقولُ حادثِ الطّفلَ بوعيٍ تامٍّ كأنّكَ تحادثُ عاقلاً بالغاً فذلكَ معينٌ على تبكيرِ الوعيِ و فصاحةِ اللسانِ .. و الدّاهيةُ كما يقولُ العُلماءُ أن يُخيفَ الآباءُ الطّفلَ بوصفٍ حيوان أو كائنٍ أو فعلٍ يفزعهُ ليصمتَ عن بكاءهِ تخوّفاً .. و من ثمّ نرتجي أن يكونَ لنا فُرسانُ يقتحمونَ الوغى مصابرةً و رجولةً .. فكيفَ تُبنى الرّجولةُ لدى الأطفالِ و أساسُ البنيانِ قد صُوّرَ لهُ شبحُ فزّاعةٍ منذُ الصّغرِ .. و من ثمّ .. نعودُ إلى السّلوكياتِ و قد وردَ في المثلِ سابقاً: إن كانَ ربُّ البيتِ بالدفِّ ضارباً فشيمةُ أهلُ البيتِ الرّقصُ .. فلا تتمنّى بالبيتِ حافظاً لقرآنٍ و قد أقيمَ بالبيتِ مغانٍ و معازفٌ و فسادُ أشبعَ النّظرُ و السّمعُ منهُ حتّى أشربَ قلبهُ فما يجدُ لنورِ الحقِّ سبيلاً .. هذهِ أولى أعوامِ البذرِ إن لم تراعى فيها حقوقُ الزّرعِ فواللهُ لا ينبتُ إلا معوجّا هشا رقيقاً .. فمن أرادَ أن يبتدأ الزّرعَ فعليهِ أوّلا أن يقيمَ لهُ تربةً صالحةً طيّبةً نظيفةً حتّى يزرعَ فيها زرعهُ ..

    البيت:

    إن ما نراهُ من رعايةٍ الآباءِ للأبناءِ في مثلٍ هذا الزّمانِ لهو المُبكي بعينهِ المرُّ تجرّعهُ السيءُ شرابهُ، فأبناءٌ تقومُ على نظريّةِ الإسلامِ و فلسفةِ المعاني و لا تجدُ لحقيقتهِ تطبيقاً لهي أولى الأقوامِ بضياعٍ هويّةٍ و تشتّتِ شملٍ و تفرّق قيمٍ .. و أنّ الإسلامَ ما علّقَ في شمّاعةِ "الزّمنُ لا يصلحُ الآنَ" إلا خيّمتْ على دارهِ غربانُ التشرّدِ و الاضمحلالِ و الذّوبانِ في أي ثقافةٍ فما مَثَلُهم إلا كحبّاتٍ سكّر أذيبتْ في ماءٍ كثيرْ .. فيتنافى ما يتلقّنهُ الطّفلُ من مثاليّاتِ الإسلامِ و بينَ ما يراهُ من تعاملِ أولياءِ أمره .. فهو ما بينَ "القافلةُ تسيرُ" و أنت واقفٌ ماذا تنتتَظِرْ؟! .. ثمّ إنّ المُجتمعاتِ الإسلاميّةَ ما هي إلا تمثيلُ عوائلٍ خرجتْ لعالمِ الحياةِ فعكستْ تجربتها في البيتِ و عكستْ نظرتها عن العالمِ منهُ .. فتكميمُ الأفواهِ يبدأ بقتلِ حريّةِ التّعبيرِ ابتداءً من البيتِ إذ لا يُسمعُ للطفلِ قولٌ و لا يحاورُ في كلامٍ بحجّةٍ أنّهُ صغيرُ عُمرٍ .. فما بالُ أولئكَ الذينَ حفظوا القرآن و هم أولو خمسٍ من الأعوامٍ أجنٌّ همُ أم بشرْ؟! .. يقولُ الآباءُ: هؤلاءِ القُدامى و نحنُ الجُددْ!! .. فيَنشّأُ الطّفلُ مكبوت الرأي معقودَ اللسانِ حتّى إذا تنفّسَ صعداءَ الحريّةِ في مجرى عمرهِ انفلتَ فلا تدرّجَ في القولِ و لا عرفَ لهُ أدباً و لا تهذيباً فهو لم يُنشّا على أن يقولَ و يحترمْ فهو لم يعرفْ أن يتحدّثَ و يخطأ ثمّ يُوجّهُ و يُصحّحْ .. فنغدو ما بينَ أخرسٍ يَتّبع و متكّلّمٍ يرتَعْ ..

    المدرسةُ:

    قد تطرّقتُ للبيتِ و لم أتطرّقَ لقرينهِ المدرسة .. و هما في الملامةِ سواءٌ من أعلاها لأدناها .. فكم من معلّمٍ أقامَ لطالبِ علمٍ فكرهُ و أدّى لهُ حقّهُ من تربيةِ و تعليمٍ فوردَ إليهِ زرعهُ كريماً طيّباً باسقاً مثمراً .. و كم من آخرٍ قطعَ الصّلاتَ بينهُ و بين تلامذتهِ فما هو إلا مذياعٌ يردّدُ ما بالمناهجِ خطأ كانَ أم صواباً .. فيلقّنُ العلمَ تلقينَ القولِ للببّغاءِ فهو يكررّهُ و لا يفقهُ منهُ شيئاً .. و أعودُ إلى مناهج الدّراسةِ نفسها فهي لم تُقمِ للعلمِ تجربتهُ و لم تفتحِ للعقلِ آفاقهُ فما تعدّتْ كونها تُقرأ و تكتبُ و تُمتحنُ آخرَ العامِ قدرتكَ على حفظِ أكبرِ كميّةِ من الورقِ المملوءِ حبراً .. فما وعتهُ أذهانُهم و ما تفطّنتِ لغورهِ قلوبُهمْ و علمٌ لا يزيدُ إيماناً فلا فائدةً منهُ أقولها و كلّي قناعةُ بحقيقةِ ما أقولُ .. و الخُلاصةُ .. جيلٌ متخبّطٌ بينَ إعلامِ التغريبيّينَ و ثوابتِ التّقريبيّينَ لا يدري أيهما صوابٌ و لعلّهُ يملُّ من كلّ هذا فينزوي في رايةِ العقلانيينَ فهو آنذاكَ منزوٍ في حمى العقلِ البشريّ النّاقص .. و هل أوكت إلا يداهُ؟! يُقالُ لهُ بعدَ نهايتهِ .. نعمْ فقدْ أوكتْ يدا من علّمهُ السّباحةَ على اليابسةِ حتّى إذا تبلّلَ في الماءِ وجدَ نفسهُ غريقاً ميتاً إلا أن تتداركهُ يدُ منجدٍ ماهرٍ ..

    البيئةْ:

    قد أجريتُ مقارنةً عمليّةً سريعةً في الجامعةِ بينَ المتعلّمينَ فيما يعلمونَ و ما يعونَ فيما يعلمونَ؟! فوجدتُ أكثرهُم لا همَّ لهُ من العلمِ إلا دنياهُ و من الدّنيا إلا علمٌ يعملُ بهِ و لو أنّهُ اكتفى لاكتفيتُ و لكنّهُ زادَ عليها من اللهوِ و المزاحِ و المرحِ أكواماً أكواماً .. فأحدُهُم جامعيُّ لم يسمعْ باسمِ سورةٍ في القرآنِ و يحفظَ أسماءَ أغاني الفنّانِ الفلانيّ .. و آخرٌ لم يقرأ في السّيرةِ هجرتهُ صلى اللهُ عليهِ و سلّم و أتحدّاكُم أن يكونَ في كثيرِ من الجامعاتِ العربيّةِ ثلاثٌ بالمئةِ يعرفونَ الأشهرَ العربيّةَ كلّها على التّرتبيب أو بلا ترتيبٍ حتّى .. فكيفَ إذا نريدُ نهضةً و نحنُ لا نعي مقوّماتها الإسلاميّةَ بعدُ .. إن نهضةَ الإسلامِ تختلفُ عن نهضةِ باقي الشّعوبِ الإنسانيّةِ فنهضتنا إن لم تكُن إسلاميّةِ الطّيعِ فلا فائدةَ منها .. فقد رأينا من يتقلدُ القلائدَ في حياتنا يعرفُ أفلاطونَ و أرسطو و ديكارت و نيوتنَ و ما إلى هؤلاءِ من كثيفِ أسماءٍ لا نحطُّ من أقدارِ العلمِ لديهمْ .. و لكن إن سألتهُ من زوجاتُ الرسولِ تبلّدَ أمامكَ فاغراً فاهُ .. فهو لا يعرفُهمْ .. العشرةُ المُبشّرونُ بالجنّة .. لا تسمعُ إلا رجعَ صوتكَ خيابةً .. فالعلمُ لديهم فيزياءُ و كيمياءُ و أحياءُ و و اللهِ ما تقومُ لأمّةِ الإسلامِ قائمةُ بلا دينْ .. و إن ما نراهُ من تطوّرٍ عمرانيّ تبدو مظاهرهُ عاتيةً أمامَ أنظارنا حتّى ما تكادُ تدركهُ إن هو إلا قائمٌ على أنقاضِ مجموع الأخلاقٍ و القيمِ فهي تُداسٌ من طرفٍ و نحنُ عليها مكبّرونَ .. و إنّ ما نعيشُهٌ من زخمٍ عمرانيُّ لا أحسبهُ إلا كما قالَ أحدُ العلماءِ غاباتِ إسمنتٍ و حديدٍ هيَ إن لم تُرعى بالإسلامِ و تُغذّى بالقيمِ و الأخلاقِ و الآدابِ .. و عاقبةُ الأمرِ تحزّبٌ و تعصّبٌ و تكتّلٌ و كلّ بما لديهِم فرحونْ .. و كلّهُم يحسبُ أنّهُ على حقٍّ .. و كلّهم لا يقبلُ من الآخرِ قولاً و لا فعلاً .. و هكذا حتّى كُسرتْ شوكتنا و هدّت قائمتُنا فنحنُ كالتّرابِ مستوونَ على الأرضُ لا نُحسُّ منَ السّماءِ إلا مطرها ..

    الأهدافْ:

    عادةً ما أستفتحُ لقاءَ عامٍ "هجريٍّ أو ميلاديٍّ" جديدٍ بسؤالٍ يتيمٍ لا أجدُ لهُ من الكثيرينَ إجابةً إلا "لا أعلمُ" "لا شيءَ مُحدّد" .. و السؤالُ: ما هوَ هدُفكَ؟! .. فإن لم تستقرَّ لديكَ قرارةُ الهدفِ فكيفَ السّعيَ؟! .. أيكونُ الأمرُ خبطَ عشواءٍ أو كما قالَ مُفكّرهُم .. كيفما تأتي فلتأتي فهي لن تتغيّرَ كثيراً!! .. إنّ هذا الفراغَ في نفوسِ الشّبابِ إن لمْ يُملاً بخيرٍ ملىءَ بباطلٍ .. لتجدَ مُجملُ الأفكارِ .. مُشاهدةُ تلفازٍ أو تصفّحُ انترنتٍ أو سماعُ أغنيةٍ .. و مضمونُ الأهدافٍ .. طربٌ و متعةٌ و ترويحٌ و كأنهم قد فتحوا القدسَ بعدَ جهدٍ جهيدٍ و صَلّوا فيها الفجرَ جمعاً ثمّ إنّهمْ أرادو أن يروّحوا عن أنفسهمِ ليتّجهوا بعدها إلى الأندلسِ ليفتحوها .. أقول: يفتحُ اللهُ عليكُمْ .. إن ما نراهُ من ضيقِ الأفقِ و تعنّتِ الجاهدينَ و فجاجةِ العاملينَ و تذمّرِ المُقترينَ إن هوَ إلا فراغٌ أهدافٍ ما وضعتْ بأنصبِ ميزانها فهي تتمايلُ ذاتَ يمينٍ و شمالٍ كمن تخبّطهُ الشّيطانُ بمسٍّ .. فهو لا يرى أمامهُ و لا يتّزنُ في مشيتهِ .. و فكيفَ يتّزنُ و هو كالسّكرانِ في غمرةٍ من الملذّاتِ لا يفيق .. إمّا تضييعُ وقتٍ أو تفريطٌ بواجبٍ أو تقصيرٌ في مطلوبٍ و لا أراهُ يخرجُ من هذهِ الثّلاثْ و إن اجتهدَ و ابتذَلْ .. و يا حسرةً على العبادِ إن كانتْ هذهِ آمالُهُم و هكذا أحلامُهمْ .. فأسامةُ قادَ الجيشَ و هو ابنً السّابعةَ عشر عاماً .. و مُحمّدُ الفاتحِ قد فتحَ القسطنطينيّةَ و هو ابنُ اثنينَ و عشرينَ و عاماً .. فكم بلغتَ من العُمرِ و كم بلغتَ من الأهدافِ بل كم حقّقتَ لنفسكَ من علمٍ أو أدبٍ أو منهجٍ أو إصلاحٍ أو دعوةٍ لا أقولُ جهاداً فإنما سلّطتْ عليكَ نفسكَ الآن فاكتفي بها جهاداً ..

    الجدّيةُ:

    أعجبُ من سذاجةِ السُّذّاجِ حينما يقولُ لي أحدُهمْ: إني ملّانٌ و لا أجدُ ما أفعلهُ .. و كأنّهُ يرىَ من العمرِ مدّ البصرِ من أثرٍه فهو يُمنّي نفسهُ بقولِ .. فيما بعدُ .. إن بلغتُ كذا فعلتُ كذا .. لسوفَ .. و حينها ..و يرسمُ و يرقعُ و يخطّطُ في الهواءِ ما يذهبُ بهِ النّسيمُ من الهواء فلا هوَ أنجزَ و لا هي تحقّقتْ لهُ .. إن الاستخفافَ و الاستهتارَ فيما نراهُ من أبناءِ جيلنا يُعزى إلى ضعفِ الطّموحِ و قلّةِ التفكّرِ و انعدامِ الجدّيةِ في الحياةِ .. فأغلبُهمْ بينَ مازحٍ و ضاحكٍ و لاعبٍ و لاهٍ و هذهِ الدّنيا بعينُها .. و من أحَبَّ ابتُليَ فيما أحبّ كما أشارُ ابنُ القيِمِ .. فاللعبُ على اختلافِ ألوانهِ من كرةٍ أو مصارعةٍ أو ما شابهَ .. هو ملهاةٌ أيّما ملهاةُ و ما امتلأتِ مقاهينا بالرّوادِ إلا من قلّةِ الزوّادْ .. أما اللهوُ فتصفّحُ و هواتفٌ و حواسيبٌ و ما جدّ و ما قدُم و ما اختلفَ فيه و ما اتّفق و لا تخرجُ منَ الأمرِ إلا بعلمٍ لا ينفعُ و جهلٍ لا يضرُّ و وقتٍ مؤودٍ بينَ ذلكَ كلّهِ .. ثمّ يأتي آخرَ العمُرِ فيقولُ يا ليتني .. يا حسرتاهُ على ما فرّطتُ .. يا ويلتاهُ .. !

    المجتمعِ:

    ثم إنّي قد تبصّرتُ في مجتمعاتنا فرأيتُ أكثرهُم كاذباً خائناً .. و ما تفشّتِ هاتانِ الصّفتانِ في مُجتمعٍ إلا أفسدتاهُ و لو كانَ بهِ من أئمّةِ الهدى ما بهِم .. و من ثمّ فإنّ العقائدَ خاطئةٌ و التصرّفاتِ مُشينةٌ .. فقد ضاعَ أعظمُ السَّوّادِ في إمّعةٍ لا مفرّ منها إلا غُربة حقيقيةٍ لا يُطيقُها إلا من وفّقهُ اللهُ .. فالحجابُ مهتوكٌ سترهُ مفضوحُ عِرضهُ بينَ العوامّ و معاييرُ الاحتشامِ أصبحتْ تخضعُ لمتغيّراتِ الموضةِ و المُسلسلاتِ التّلفازيّةِ و بعضُ أقوالِ السّفهاءِ .. و حينا نشاءُ فنقولُ أنّنا نطبّقُ الشّرعَ و ندعو إلى اللهِ .. و بيوتُنا عورةٌ كلّها .. و اعلمْ أنّهُ ما تفسّختْ عرى الإلتزامِ لدى النّساء إلا غوى المُجتمعُ بأكملهِ .. تمييعٌ في القولِ و تمايلٌ في السّيرِ و تقشيرُ للدّينِ على أبوابِ الصّالاتِ و ممرّاتِ القاعاتِ فهوَ حرٌّ خارجها عبدٌ داخلها لطبائعِ اللئامِ و ثقافة التّغريبِ المُشرِفَةِ علينا بالهلاكْ .. و ليتَ الأمرَ يقفُ على حدّ النّساء فقد تبادرَ إلى العيانِ شيءٌ ما بينَ الذّكورةِ و الأنوثةِ لم أعرف لهُ تعريفاً فإنّ لهُ شكلُ الذّكورِ و ملابسُ لا هي ملحقةٌ بنساءٍ و لا برجالٍ .. مصفّفةً شعورُهمْ مقلّدةً رقابُهم محبّسةً أكفافُهم في بعضٍ من زينةِ النّساءِ تسمعٌ لقولهمِ فإذا هم كالطّيرِ تهوي بهِ الرّيحُ حيثً تشاءِ .. هؤلاءِ استفزّوا الدمّ في عروقِ الرّجالِ من الأطفالِ و أهانوا بمظاهرهمْ معالمَ الجمالِ في النّساءِ .. فلا هُم إلى هؤلاءِ و لا إلى هؤلاءِ .. و إن حادثتُهم تجدُهم مشوّهي ثقافةٍ مختلّي انتماءٍ فهمُ عبيدٌ لشهواتِهمْ و لا أسفْ .. ثم إنّكَ لترجعُ البصرَ في نحوِ التّعاملاتِ في المعايشِ و الأرزاقً تجدُ علّةَ الفهمِ بينهُم فأذكاهُم من كثرَ غشّهُ و خداعهُ و أظفرهُم من نالَ من غفلةِ العامّةِ ما يكنزُ بهِ المالَ و أبرعهُم ذاكَ من مكرَ لإخوانهِ فأصابُ مكرهُ و أحاقَ بهِ و لو بعدَ حينْ .. فسماحةُ البيعِ و الشّراءِ و لطفُ القولِ و تعاملُ التُجّارِ التي كانْ سببا في إسلامِ أغلبِ أهلِ الشّرقِ لم تعُد إلا أسطورةً تروى في قصص ابنِ بطّوطةَ و ما إلى ذلكَ أما ما لدينا فالأفضلُ سترُهُم حتّى لا تحيقَ بالإسلامِ ظلماتُهمْ .. و الاعجبُ من هذا و ذاكَ شقاقُ الأهلِ و نِزاعُ الرّفاق .. فهُم بينَ محزونٍ و موجوعٍ .. هذا ما زارني .. و ذاكَ قصّرَ في حقّي و الآخرُ لأسوءنّهُ حتّى ليعرفَ من أنا .. فتفرّقتْ عنهُم حبالُ المودّةِ .. فهمْ بينَ متوّعدٍ و ناقمٍ و كارهٍ و حاسدٍ و ما استشعرَ أحدُهمْ يوماً حقيقةَ الدّنيا و زيفها فلا و ربّي لا تقومُ لقاطعٍ رحمٍ قائمةُ و لو ملكَ الدّنيا بأجمعها و قد أرانا اللهُ ما يعظنا بهِ و ما تفطّنا لهُ ..

    الأصدقاء:

    عجبتُ لأولئكَ الذينَ يُلقونَ عنهُم المؤونةَ بقولهِم هذا صديقي و ذاكَ رفيقي .. و همْ ليسوا لهُ بأصدقاءٍ و لا رفقاءٍ .. إن كلمةَ الصّديقِ لهي أعلى مرتبةً من كثيرٍ مما يتّصفُ بهِ أولو زماننا هذا .. فمن عرفَ للكلمةِ حقّها و أوردها موردها و أوفى لها الجزاءَ إلا قليلٌ قليلْ .. و حسبك من المدّعينَ كلمةٌ جارحةٌ و نفسٌ متلوّنةٌ و طبعٌ لا يستقرُّ و غيٌّ إما أن يكونَ لنفسهِ أو يجلبهُ لكَ فيجنيَ عليكَ و على نفسهِ .. و أخلاقُ الأصدقاءِ أولى بالتّجريبِ و طباعُهمْ أولى بالخبرةِ قبلَ النّداءِ فمبلغُ الثّمنِ غالٍ غيرُ رخيصْ و ما كلّهُم يطيقهُ! .. فلا تخترْ من النّاسِ إلا من تجرّبهُ و تخبرهُ فتعلمَ منهُ تقوى و خيراً .. فهو لكَ ناصحٌ معينٌ ما أصلحتَ .. و معاتبٌ ساترٌ ما أسأتَ .. لا يريكَ من طبعهِ سوءاً و لا يُريبٌكَ منهُ خلقُ و لا تصرّفْ .. خالصُ المودّةِ نقيّ الشرّاب مُستساغُ الكلامِ يقيمُ لكَ قدركَ و يعرفُ لأهلكَ فضلهُم .. يجدُّ في إعانتكَ على قضاءِ حاجتكَ و لا يتأفّفُ من كثرةِ حوجتكَ .. إن وجدتهُ فعضّ عليهِ بنواجذكَ و إلا فلا تفرّط بنفسكَ فيسخطكَ اللهُ بقرينِ سوءٍ يضلّكَ .. كنْ وحيداً و عشْ وحيداً حينها .. فأسلمُ لكَ حينما تموتُ وحيداً ..

    التّأصيلُ:

    أصبحنا نتعاطى معَ الدّينِ تعاطيَ الإنسانِ مع ثوبهِ فهو كساءٌ و زينةٌ تلبسُ متى ما راقَ لنا و تُخلعُ متى ما خالفتْ أهواءنا .. فلا تجدُهُم إلا كموحلٍ في الحرامِ يستنجدُ بجذعٍ بالي .. فهُم لا يؤصّلونَ و لا يردّونَ و لا يسألونَ أكثرُهُم .. بل يفعلونَ ما يرونهُ صائباً و ما يوافقُهُم و ينفعُهُم و يزيدُ من خيرِهم الذي يحسبونهُ خيراً .. فنحنُ في زمانٍ أصبحَ الحلالُ فيهِ مكروهاً و الحرامُ مرغوباً بشتّى طرقهِ و الشّيطانُ ذكيُّ الفكرِ خبيرٌ بداوخلِ الإنسانِ يأتيهِ من الطّرفِ الذي يشتهيهِ حتّى إذا أنفذَ منهُ حصاةً أخذَ يُوسعُ في القدّ حتّى يتفرّقَ بنيانهُ و يضيعَ دينهُ .. فهو هكذا على الدأبِ و ما أكثرَ تُبّاعهُ .. لا يرعوونَ عن باطلٍ و لا يقفونَ عندَ حدٍّ أو ميقاتْ فهو يزيّنُ لهُم ما يشاءُ و هُم يفعلونَ ما يُؤمرونْ .. حتّى إذا كنتُ أحدّثُ أحدهُم عن حلالٍ و حرامٍ قالَ لي: هذا ليسَ زمنَ الحلالِ و الحرامْ .. هذا زمنٌ "اقضِ مصلحتكَ بأيّ طريقة" و الغايةُ تبرّرُ الوسيلةَ .. و هذا حالٌ لا يخفى على الكثيرِ و لعلّهُ يسرُّ بعضهُم و لكنّهُ يضرُّ آخرينَ و اللهُ لا يضيّعُ حقّ أحدٍ أبداً ..

    المآلُ:

    حتّى إذا أطرقنا إلى النّهاياتِ و صرنا على بوابةِ الخاتمةِ ألفينا ما كانَ من زرعنا سابقاً .. فما بالُكَ بفردٍ نشأ على حبّ الدنيا و تضييعِ القيمِ و الأخلاقِ الإسلاميّةِ حتّى تغدوَ محضَ مُجاملاتٍ اجتماعيّةٍ و حسنَ وفاءٍ لا غيرْ .. و ما بالكَ بمنْ نشأ لا يفقهُ من سيرةِ علمائهِ و لا نبيّهِ و لا صحابةِ رسولهِ إلا أساطيرَ تُروى ما قبلَ المنامِ حتّى إذا نامَ نسيها فما اعتبرَ و لا استفادُ .. و ما عهدُك بمن ضيّعَ الصّلواتِ و اتّبعَ الشّهواتِ و آثرَ الدّنيا على الآخرةِ و أمل في عمرهِ الآمالَ فما اعتبرَ بمن سبقهُ و لا فطنَ لقريبِ أجلهِ .. و تناسى أن بعدَ المتعةِ سؤالْ .. و بعدَ الحياةِ موتْ .. و بعدَ السّعةِ ضيقْ .. و بعدَ النّور ظلامْ .. و بعدَ التهاون تشديدْ .. فقد أعذرَ من أنذرْ .. و ما النّاصحُ بأفضلِ من المنصوحْ .. كلّنا في الأرضِ تُرابُ و مآلنا يوماً إلى تُرابْ .. و العبرةُ لمنْ وعيَ الابتلاءَ و فهمَ الامتحانَ و قدّمَ لنفسهِ ما يُشرّفكَ غداً ..


    كُتبَ بِتَاريخِ 15/صفر/1433هـ الموافق 9/ينايرْ/2012م


    ابنُ الفاتِحْ ..
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن الفاتح ; 2-12-2012 الساعة 02:52 PM

  2. #2

    الصورة الرمزية أَصِيلُ الحَكَايَا

    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المـشـــاركــات
    1,934
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حَصادُ الخيباتِ ..

    أعود بعد القراءة إن شاءالله،بارك الله في قلمكم أخي الفاضل
    التعديل الأخير تم بواسطة أَصِيلُ الحَكَايَا ; 2-12-2012 الساعة 11:43 PM

  3. #3


    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    3,560
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حَصادُ الخيباتِ ..

    وعليك سلام الله ورحمته وبركاته

    جميل أن تلقى للأحبة صوتا يتردد وقعه صدىً يحكم طيات النفس

    وإن دار الدنيا على زوال فلا قوت إلا ما عُلم نفعه وإلا فالتراب محِلُّهُ

    فقد أرشفت للقلب وقع ترددٍ لا تدري أين هام وأن يستندُ

    شكراً لطيب ما أجزته ها هنا وإني على إدراكه لست أمتدحُ

    فقط وبُعدٌ أنا لا نقوى على ذاته إلا إن عكفنا أنّا نصترخُ


  4. #4

    الصورة الرمزية أَصِيلُ الحَكَايَا

    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المـشـــاركــات
    1,934
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حَصادُ الخيباتِ ..

    وما أرانا إلا وقد أجحفناه حقه من حفاوة الإستقبال وحسن الإصغاء ،معذرة منكم لن تفي ، وللرفع أخرى ~

  5. #5

    الصورة الرمزية إسلام 2006

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    5,906
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حَصادُ الخيباتِ ..

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    قلم معطاء جذاب كعادتك، لم أقرأ موضوعا في المنتدى بطول موضوعك منذ مدة طويلة لقلة فراغ الوقت ولكن كعادة مواضيعك دائما ما اخرج منها بفائدة جديدة اتعلمها، جزاك الله خيرا على هذا النقد البناء وارشاد الامة الى عادات سيئة قد صارت من تغلغلها في المجتمعات ويكأنها شروط لتستقيم بها الحياة وهي والله للحياة أهدم

    بارك الله تعالى فيك وفي قلمك ولا تحرمنا روعة تواجدكما

    في أمان الله تعالى

  6. #6

    الصورة الرمزية عمر الحسيني

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    56
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حَصادُ الخيباتِ ..

    بارك الله فيك أخي علي المشاركه الرائعه

    وننتظر منك أن تتحفنا بالمزيد

  7. #7

    الصورة الرمزية aboalwleed

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    2,967
    الــــدولــــــــة
    الفلاح
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حَصادُ الخيباتِ ..

    هذا الموضوع حقاً من أجمل ما قرأت .. لا أدري كيف غاب هذا الموضوع عاماً كاملاً دون رفعه أو كتابة أي رد !

    حقاً يستحق التمييز بمستواه الراقي .. وأفكاره المرتبة ،، ورسائله القيمة

    أسأل الله عزوجل أن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال .. ويرزقنا حسن الخاتمة والمآل

  8. #8

    الصورة الرمزية Hope Tear

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    8,025
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: حَصادُ الخيباتِ ..

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    هنيئاً لآل القلم بعودة أباطرة روحه إليه ..
    علّها كانت فاتحة خير للمزيد من العطاء لكم ولمن سبقكم =)


    ما أدرجته من مواضيع وإن كانت صغيرة فهي كبيرة في فحواها
    فما هذه الأمور إلا أسس وواقع على كل منّا معايشته في دنياه ..



    البذرة الأولى :
    ما ذكرته من أسس ومبادئ وقواعد تشتمل على بعد نظر راقي وعميق الأثر
    فحقاً أنّى للمربي الحصول على ذرية صالحة إن لم يكن الأساس الذي يرويها !
    كلمكَ طيب ولطيف، بوركَ من حرفٍ في موضعه ..


    المدرسة :
    مذهل جداً ورائع، هذا النص برمته يحوي الكثير من الدروس والعبر ..
    فعلاً كما الأسرة البيت الأول فالمدرسة البيت الثاني، فأنّى للطفل أن تقوى تنشئته إن لم يُكمّل أحدهما الآخر ؟
    إن كان أحدهما يهدم الآخر بمبادئه، أقواله وتناقض أفعاله، فيتخبط المتلقي في بحر هؤلاء وهؤلاء
    المدرسة وعاء يحوي الكثير وقد يكون لبعضهم المنقذ ! فعلاً المناهج والتلقين وحصر التفكير،
    عدم الخروج والتفكير خارج الصندوق أو فتح المجالات وآفاق للمتعلمين كي يمارسوا حق المعرفة
    فما المتعلم إلا شغوف ومتشرب لما يجيب عن تسؤلات تكتنف عقله ممّا يعايشه ويحاكي فكره
    الرغبة الملحة والبحث الشغوف هما اللذان يملكهما المتعلم للوصل إلى الجواب الذي يشفي نهمه للعلم
    فإن هو حُصر وقيّد ضمن ما عليه حفظه تلقيناً دون فهم، فسلّم على تلك العقول ... !


    البيئة، الأهداف، ..... إلخ :
    كلامك في الصميم، لا تعليق سوى أنه أصاب الهدف المنشود :"(


    قلمكَ ثري وندي، يحرك الوجدان ويحمل الكثير من هموم الأمة
    أنّى له أن يفيض علينا بالمزيد والمزيد دون توقف ..
    لعل قلباً ينهل ويفيق شيئاً فشيئاً مع بصيص الأمل

    شكراً لحرفك وقلمك، جُزيتَ كل الخيرات
    حريّ بك الاستمرار دون توقف فالأمة بحاجة إلى أمثالك
    بوركت ........ =)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...