اصابني الملل يوما, سألت أحدهم ان كان يمتلك كتابا اقرؤه, اجابني بالنفي لكنه دلني على مكتبة قريبة, اتجهت اليها و انا احاول تذكر سبب اعتزالي للقراءة, مضيت اعصف ذهني و افكاري لكنني لم اجد اي إجابة.
تخيلت نفسي اسبح في بحور المعرفة؛ اقرأ عن تاريخ هذا البلد و عن عادات تلك البلاد, او عن مشاكل امتنا المعاصرة او عن اي شيء مشوق كنت مستعدة لقراءة رواية المهم ان أقرأ.
دخلت المكتبة و كلي شوق و حنين , دخلتها و انا على يقين بانني سأقرأ شيئا ما يعلق في ذهني, كنت متأكدة بأنني سأخرج من المكتبة و قد ازددت علما و لو بمعلومة بسيطة.
اتجهت نحو الرفوف و بدأت اتصفح تصنيفات الكتب , كتب طبخ, كتب أبراج, كتب سحر و شعوذة , قصص أطفال , تاريخ العرب, تاريخ الغرب,دينية, قضايا معاصرة للأمة و كتب للكبار فقط؛ بدأت أعد الكتب في كل صنف ووجدت كتب للكبار فقط و كتب الشعوذة اكثرها في حين كتب قضايا الأمة و تاريخ العرب أقلها و هو ما صدمني قلت لأذهب للكتب الدينية و أرى ما يلزمني منها صدمت بأنها كتب موجهة فقط للنساء من حيث اللباس و العادات و كأن النساء فقط وحدهن مخالفات , و الرجال يجاهدون العدو و ينشرون الدعوة في حين النساء مقصرات في أمور عبادتهن.
انتقلت الى رف قضايا الامة و تفحصت مقدمات الكتب, كل مقدمات تتحدث عن مشاكل الأمة و ان فلسطين هي المشكلو ويجب حلها لكن ليس باسم الاسلام مطلقا؛ فترى هذا شيوعي و هذا ليبرالي و هذا علماني , اشمئززت لما ثرأت فاتجهت الى التاريخ , فوجدت فيها سير ذاتية كتبت منافقة لأصحابها أو لأفكار أصحابها فوجدت كتابا عن تاريخ فلسطين: الذي اوجد فيه بأن المرأة المحجبة كانت جاهلة و المرأة السافرة كانت في قمة العلم كتشويه حقير لتاريخ فلسطين لا بل تشويه لتاريخ كل العرب "المسلمين" الذي ربط التزامهم بالدين بالجهل , والابتعاد عنه بالعلم.
اغلقت الكتاب على عجل و أعدته مكانه ثم قلت في نفسي:" الآن تذكرت لماذا اعتزلت القراءة كي لا يتلوث عقلي بسموم كتاب حاقدين.
المفضلات