هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 42
  1. #1

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها




    هنا سيتم وضع قصص المرحلة الأولى

    الموضوع للقصص فقط ويمنع الرد هنا

    الرد في الموضوع الأصلي و إلا أكلتكم بدون ملح
    -smil" class="inlineimg" />

  2. #2

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    المرحلة 1:

    المشهد :



    "لحظات تجري بسرعة الرياح .. أنظار موجهة نحو حبل المصير"


    المشاركون :

    ساعة التخدير

    شيزوكو

    الوجه المبتسم

    سيناري لاشا

    عين الظلام

    كودو خالد



    الفائزة:

    سيناري لاشا


    المحكّمة :

    رواتي






    المرحلة الثانية

    المشهد :
    " يقف المندى بماء البحر المالح ؛ يخرق الأمواج بنظراته الحزينة لعالم كان ماضيه بينما الرمال تشده ليتوغل في الأدغال التي خلفه"

    رواتي

    الوجه المبتسم


    عين الظلام

    تشيزوكو

    ساعة التخدير

    كودو خالد


    الفائزة :

    تشيزوكو

    المحكّمة :

    سيناري لاشا




    الجولة 3

    المشهد :

    " قطعة ألماس .. لمعان الشمس وقت الأصيل "

    رواتي

    ساعة التخدير

    سيناري

    الوجه المبتسم

    soloist

    عين الظلام

    الفائز :

    ساعة التخدير

    المحكّمة :

    تشيزوكو




    الجولة 4:

    المشهد :

    " وابتسم قناع الزيف .. دماء مسلمة سقطت "

    المشاركون:

    تشيزوكو

    Rimu pie

    سيناري لاشا

    الوجه المبتسم

    رواتي

    عين الظلام

    Pink lips

    كودو خالد

    المحكم :

    ساعة التخدير

    الفائزة :

    رواتي






    المرحلة 5 :


    المشهد

    " أنا لقيطة يا أنت "



    ساعة التخدير

    سيناري لاشا

    تشيزوكو

    الوجه المبتسم









    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 30-7-2014 الساعة 04:39 PM

  3. #3

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ (المرحلة الأولى)







    الجريمة الكاملة

    "سيد صفوت أنت متهم بقضية قتل السيد لبيب رجل الأعمال المشهور"
    نطق بهذه الجملة القاضي بطريقة حماسية مشابهة لهتلر وموازية لها في دكتاتوريتها.
    خلف ذلك السجن زج بصفوت الرجل المسكين كان يبدو ذلك من قسمات وجهه.
    عاد صفوت بذاكرته إلى الخلف قبل يوم كامل قضاه مع حفنة من المجرمين المشوهين والذين لم يردعهم قطع يد ولا رجل وتذكر كيف قضى يومه كله متكورًا على نفسه متسع العينين يبلع ريقه بصعوبة
    ويجلس بذلك الزي المخطط بالأبيض والأسود
    كان كل ما حدث قبل يوم فقط!
    يوم واحد فصل بين السعادة والحزن..
    والنعيم والشقاء...
    يوم واحد فصله عن حضن الوالدة المحبة...
    وكلمات والده الدافئة..
    ومدير عمله الجديد ذي الابتسامة الهادئة..
    كل ذلك بدأ قبل يوم واحد..
    وياله من يوم!
    ***
    أخذ شريط الأحداث السريع يعرض سريعًا على ذاكرة صفوت...
    كان قد خرج من عمله سعيدًا فرحًا...
    دخل زقاقًا جانبيًا وياليته لم يدخل..
    في طريقه إلى البقالة..
    عبر ذلك الزقاق كان هناك رجل مستند إلى الجدار ..
    ظنه صفوت متسولًا لم يعبأ به..
    إلى أن تعثر بساقه...
    فقام غضبًا..
    وتكلم..
    ولكن الرجل لم يرد فأمسكه من كتفيه وهزه من شدة الغضب...
    فإذا بالرجل يسقط..
    سقط على نفسه...
    ولكن هذا ليس كل ما حدث...
    لعجب صفوت.. رأى يديه ملطختين بالدم..
    ولحماقته تعجب..
    ورأى شيئًا بجوار الجثة..
    فحمله فإذا هو...
    مسدس!
    وفي هذه الأثناء مر رجل...
    وشاهد ما حدث..
    ولا داعي لأن نتعب ذاكرته بتذكر البقية...
    ***
    أعاده صوت المفوض وهو يقول للقاضي:
    سيدي القاضي..
    إن القضية واضحة لقد أقدم القاتل صفوت....
    ثم سكتت قليلًا
    أغلق صفوت عينيه
    أهذا ما يوصف به
    "القاتل صفوت"
    لقد كان طول حياته يأمل أن ينادى ب"الدكتور صفوت"
    "الشيخ صفوت!"
    "العمدة صفوت"
    "الوسيم صفوت"
    "العبيط صفوت!"
    حتى هذه لا بأس بها أما القاتل صفوت؟!
    ازداد إغلاقه لعينيه مع بشاعة الوصف
    أكمل المفوض:
    على قتل رجل الأعمال سعيد وبصماته منتشرة على المسدس
    والدم كان يغطي يديه..
    تجرع صفوت المرارة وهو يتذكر غباءه وهو يمسك الجثة، والمسدس
    زاد الغباء غباءً...
    ما الذي دفعه لكل هذا الغباء
    هز رأسه آسفًا على نفسه.
    بالإضافة إلى وجود الشاهد
    أخذ صفوت يقول:
    يا للشاهد ألم يتواجد في مكان الحادث إلا في ذلك الوقت؟
    لم لم ينتظر قليلًا حتى يذهب ويغسل يديه؟!
    لم؟
    لم!
    وهنا ابتسم المفوض وهو نظر إلى صفوت و يقول:
    كما وجدنا شيئًا يثبت دافع الجريمة...
    وهنا صرخ صفوت:
    كلا.. لا... كيف يكون لدي دافع لقتل رجل لا أعرفه أصلًا..
    كلا..
    لا..!
    وهنا صفق المفوض فأتى أحد رجال الشرطة بسترة صفوت
    وبحركة مسرحية أخرج المفوض من جيبه شيكًا مصرفيًا
    وقال وهو يتابع ابتسامه:
    أرأيت سيدي القاضي..لقد كان الدافع السرقة.
    صرخ صفوت مجددًا:
    كاذبون! نعم كاذبون!
    لقد لفقتم لي هذا!
    أجاب المفوض ببرود:
    أتحب أن ترى تقرير البصمات؟
    وأخرج تقرير البصمات من جيبه وهو يقول:
    انظر سيدي القاضي بصماته!.. منذ يوم.. أي يوم الحادثة
    ثم تابع بأسلوب رجل المحاكم:
    وهنا يا سيدي وقد اكتملت القضية على الجاني نأمل منكم قيادته إلى حبل المصير !
    ثم تابع بلذة:
    إلى حبل المشنقة...
    أخذ القاضي تفاحة من إفطاره وقال وهو يقضمها:
    هذه قضية لا تحتاج إلى تفكير.. هل لديك محامي يا صفوت؟
    ودون أن ينتظر إجابة قال:
    على العموم القضية واضحة ولا تحتاج لمحامي.. دعوني أكمل إفطاري بمناسبة هذه القضية التافهة..
    شرق القاضي فسعل ثم شرب الماء ونظر إلى صفوت وهو يقول:
    وتحسدني أيضًا؟! .. أحضروا حبل المشنقة
    تم إحضار حبل المشنقة..
    وهوى صفوت...
    هوى وهو لا يكاد يصدق اللحظات الماضية التي تجري كالريح لقد حيكت ضده جريمة ...

    نعم جريمة كاملة بحق!
    لا يوجد منفذ منها..
    خرج رجل من قاعة المحكمة وهو يبتسم.
    ماذا؟ إنه نفس الشاهد لحظة..
    أخذ صفوت يفكر
    هل من الممكن أن بكون ذلك الشاهد ذا الحلة الأنيقة هو القاتل وانتظر كبش الفداء...
    إن كان كذلك فهذا يفسر كل شيء..
    صرخ بكل ما آوتي من قوة وهو يشير إلى الرجل
    "أوقفوه هذا هو المجرم الحقيقي أوقفوه.."
    توقع حركة مفاجئة ولكن كل ما حدث..
    أن انفجرت القاعة بالضحك
    قال المفوض وهو يمسح دمعة في عينه
    "هذا هو رئيس الشرطة يا فتى"
    ومع قوله تبخر كل شيء وكل أمل..
    أخرج من القفص ووقف أمام المشنفة وقال القاضي:
    دائمًا ما نسأل الشخص عن أمنيته قبل موته فما تريد؟
    قال صفوت بكل قوة :
    أتمنى أن أرى الميت..
    حيًا!

    ولعجبه ابتسم القاضي وقال:
    لكل ما أردت..
    وفتح باب القاعة ولعجب صفوت دخل الميت!
    اتسعت عينا صفوت ..
    إنه يمشي على قدميه!
    اقترب منه الميت واحتضنه..
    ولكم أن تتخيلوا الفزع الذي أصابه أسرع يبتعد عن الميت وهو يصرخ بهستيرية..
    ولكن الميت نطق..
    نعم نطق وهو ينزع قناعه وقال:
    أخفت مني يا بني؟
    اتستعت عينا صفوت وهو يقول:
    أمي رواتي؟!
    جاء دور المفوض لنزع قناعه وقال:
    لقد خفت كثيرًا يا شقيقي..
    وابتسم ابتسامته الهادئة..
    قال صفوت بعجب:
    صفوان؟
    إذن فأنت وأشار إلى القاضي الذي انتزع القناع وهو يقول بضحكة
    صافية دافئة:
    نعم أنا والدك.
    قال صفوت هذا يفسر كل شيء...
    يفسر عرقلة الميت لي..
    ويفسر إحضار المشنقة في قاعة المحكمة
    ويفسر الجريمة الكاملة التي حيكت ضدي!
    ضحك الأب مجددًا وقال:
    كل هذا بسبب أمك العجوز رواتي..
    لقد أصرت على تحتفل وتحتفي بك بهذه الطريقة
    "اللا معقولة"
    بمناسبة وظيفتك
    ابتسمة العجوز ابتسامة ملؤها التجاعيد وهي تقول:
    نعم يا صغيري... وأمامك "مطبخ مسومس" اختر منه ما تشاء
    وسأقوم بطهيه
    اسرع صفوت يحتضن أمه

    النهاية!
    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 24-6-2014 الساعة 09:48 AM

  4. #4

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ (المرحلة الأولى)




    فرصة أخرى



    جلستُ أمام مكتبي أقلب الأوراق المبعثرة هنا وهناك بأعداد بدت لي لا متناهية..

    كان مكتبي تجسيدا ماديا لمعنى كلمة "الفوضى".. الأوراق والكتب والعديد من الأقلام الملونة كانت منتشرة فوقه بشكل عشوائي..

    نظرتُ إليها وفكرت: بالرغم من أنه يبدو فوضويا إلا أنني أستطيع إيجاد أي شيء أريده في منتهى السهولة.. فمن مهاراتي "الفوضى المنظمة" كما اعتاد هو أن يقول..... لحظة.. لقد فكرتُ فيه مجددا..

    امتقع لوني وحاولت تغيير مجرى تفكيري بسرعة.. تناولت قلما برتقالي اللون.. تأملته قليلا وابتسمت بالرغم مني: لطالما سخر من عادتي في استخدام الأقلام الملونة كالفتيات، و....

    قطعتُ أفكاري بسرعة.. لماذا هو مجددا؟ لماذا ما يزال يغزو أفكاري بالرغم من مرور عام كامل على آخر تواصل بيننا؟

    حاولت تركيز أفكاري على الكتب.. الاختبارات الجامعية تقترب وعلي أن أركز.. كنت بالكاد قد بدأت تركيزي الجديّ عندما علا رنين هاتفي المحمول القابع على مكتبي تحت بضعة أوراق..

    تنهدتُ مستاءً من المقاطعة المقيتة ومرتاحاً في مكان ما من داخلي لاضطراري لإيقاف الدراسة المقيتة أيضاً!
    أزحتُ الأوراق سريعا ونظرتُ إلى الاسم المتربع على الشاشة أمامي..

    علاء

    مرت بضع لحظات قبل أن أستوعب الأمر.. فركتُ عينيّ وأعدتُ النظر.. إنه اسمه حقاً!

    توترتُ رغما عني.. حاولت ضغط زر التجاهل ولكني ولسببٍ ما لم أستطع.. وهكذا بقيتُ مشدوها مثبتا عينيّ على الاسم حتى ابتلع الصمت الرنة الأخيرة..

    مرت لحظات من الفراغ التام.. لماذا هو؟ لماذا الآن؟ وبعد كل هذا الوقت؟!

    حاولتُ تناسي هذا المشتت المفاجئ وغير المتوقع والعودة إلى الكتب، ولكن الحروف بدت لي كطلاسم غريبة لا معنى لها..

    ~

    نهضتُ من مكاني وارتميتُ على سريري منهك الذهن والجسد.. شعرتُ بصداعٍ حاد يغزو رأسي..

    علاء.. أول مرة التقيتُ به كانت قبل سنوات عديدة عندما كنت في المتوسطة.. كان ينافسني في نيل أعلى الدرجات، وفيما كنتُ حاد الطبع سريع الانفعال مصمماً على التحدي والفوز، كان هو هادئاً متأنياً سمحاً ومبتسم الوجه دائماً، ولا يبدو أنه يأخذ المنافسة على محمل الجد.. وهكذا لم أملك إلا أن أكرهه!

    لم أتواصل معه فعلياً إلا عندما وصلنا المرحلة الثانوية، فمع نضجي العقلي اعترفتُ لنفسي بأني كنت في قرارتها معجباً به وراغباً في صداقته!

    ربما يبدو هذا تقليدياً للبعض ولكن هكذا بدأ تطور علاقتنا.. علاقتنا الغريبة التي لا أعرف كيف أصفها! فبالرغم من اختلاف طباعنا واهتماماتنا ومشاداتنا العديدة، إلا أنني أعترف الآن أني كنتُ أراه كصديق حقيقي رغم أني لم أعترف بهذا علناً على الإطلاق! ولا أدري حقاً ما إذا كان قد رآني كصديق يوماً ما أم لا..

    ~

    لا أدري كم مر من الوقت وأنا مستلقٍ ومستغرقٌ في أفكاري.. العديد من المواقف والذكريات مرت بخاطري..

    تذكرتُ يوم بقي معي تحت المطر غائصاً في الوحل يدفع معي سيارتي العالقة رغم رحيل باقي الرفاق الذين كانوا يرافقوننا في الرحلة الجماعية..

    تذكرتُ يوم خرجتُ من قاعة الاختبار ورفضتُ إتمامه حتى يسمحوا لعلاء بدخول الاختبار وهو الذي كان متأخراً بسبب الزحام، وكيف بررتُ هذا يومها بأني لا أرضى أن أتفوق عليه بطريقة مشينة كهذه!..

    تذكرتُ يوم وصل شجارنا إلى حد التشابك بالأيدي، ويوم ظننا الأستاذ أشقاء خاصة مع نحل كلينا الشديد واللافت للنظر، ويوم التخرج ومواقفه العديدة، وغيرها الكثير من الذكريات ذات المشاعر المتضاربة.. ولكني لم أنجح مطلقاً في تذكر يوم لقاءنا الأخير..

    ~

    إنها سنة واحدة ولكني لم أعد أذكر سبب الشجار الكبير الذي اندلع بيننا في ذلك اليوم.. لقد علت أصواتنا واشتبكنا حد الإدماء واضطر الرفاق للفصل بيننا..

    أكان حقاً سبباً خطيراً؟ أم كان انفجاراً لضغوط مكبوتة من سنين؟ لم نتحدث بعدها ولم يبادر أي منا حتى بالاتصال.. بل لم أره مطلقاً ولو صدفة منذ ذلك اليوم..

    حاولتُ جاهداً تجنب حتى التفكير به.. لا أدري أكان هذا كراهيةً له، أم ندماً على عدم تنازلي واعترافي برؤيتي له كصديق حقيقي رغم كل ما كان بيننا..

    لقد ظننتُ الأوان قد فات وتمنيتُ شراء النسيان حتى لا تعذبني الذكريات.. والآن.. وبعد كل هذا الوقت أرى اسمه متربعاً على شاشتي.. ولا أعرف حقاً لِم لَم أمح هذا الاسم حتى هذا اليوم..

    ~

    ورنّ الهاتف مجدداً...

    كنت قد غرقتُ في النوم دون أن أشعر.. وكان رنين الهاتف الذي انبثق من أعماق السكون كفيلاً بإيقاظي على الفور..

    هل هذا هو مجدداً؟
    ألقيتُ نظرةً سريعةً على ساعة الحائط.. إنني نائم منذ بضع ساعات!

    تحركتُ نحو الهاتف، وبالرغم من أني لم أكن أنوِ الرد عليه، فقد تلهفتُ في مكان ما في داخلي لأن أرى اسمه مجدداً على الشاشة.. ولكن الاسم الذي رأيته كان مختلفا.. إنه سامر..

    لسببٍ ما شعرتُ بالإحباط.. سامر زميل قديم من أيام الثانوية وحتى الجامعة.. وكان أحد الذين شهدوا الشجار الكبير.. ضغطت زر الرد ورفعتُ الهاتف إلى أذني..


    • نعم سامر.. ما الأمر؟
    • عماد...

    كان صوته مضطرباً...


    • أسرع إنه علاء...

    لحظات وكنتُ أجري خارجاً من الشقة.. كانا على بعد شارع واحد من منزلي.. كانا في طريقهما إلى هنا..

    علاء كان قادماً إلى هنا.. لماذا؟؟ لا.. هذا ليس الوقت المناسب لمثل هذا.. الأهم الآن هو... علاء!

    لقد كان علاء وسامر قادمين إلى منزلي، ولكن علاء سقط في إحدى تلك الآبار القديمة الضيقة والعميقة التي تملأ الحي والتي لم تستمع البلدية يوما لشكاوانا حولها..

    لم أرَ تفاصيل الطريق.. ولم أنتبه أين تسير خطواتي.. لم أشعر بقدميّ ولم أبصر بعينيّ.. كل ما كان يملأ ذهني وقتها هو سؤال واحد.. هل فات الأوان؟؟

    ~

    عندما وصلتُ إلى سامر كان حشدٌ من الأشخاص يحيطون بالبئر.. أقبل سامر نحوي فور رؤيتي.. كان وجهه مصفراً وشاحباً وكانت يداه ترتجفان: ستصل النجدة قريباً.. هذا فظيع.. فظيعٌ حقا!

    أردتُ سؤاله السؤال الأهم ولكن الكلمات احتبست في حلقي.. ولكن بدا أن سامراً قرأ سؤالي في عينيّ فقد بدأ يهز رأسه بحيرةٍ وتعب وهو يردد: لا أدري.. لا أدري.. ناديته ولكنه لا يجيب.. لا أدري!

    شعرتُ بالعالم يدور.. لم أعد أحس بالوقت.. كل شيء كان يمر بسرعة.. كانت اللحظات تمر بسرعة الرياح.. وكانت المشاهد تتالى أمام ناظري كفيلم سنيمائي..

    الحشد يزداد.. النجدة تصل.. رجال يأتون ويذهبون.. أصوات تنادي في البعيد.. حبال تتدلى.. وتوتر يزداد.. لم أعد أفقه شيئاً مما يدور حولي.. شعرتُ وكأني سأفقد وعيي.. حاولتُ التركيز.. اقتربتُ من الحشد.. وبدأت الكلمات المتداخلة تتضح لي شيئاً فشيئاً..


    • إنه ضيق جداً.. رجال الإنقاذ لم يتمكنوا من الدخول..



    • هل هو ميت؟ ربما مات!



    • ألن يوسعوا البئر؟



    • إنه قديم سيتداعى..



    • أليس هنالك أمل؟



    • إنه لا يجيب..



    • أنا سأنزل!



    كنتُ صاحب العبارة الأخيرة.. كان إعلاني الصاخب هذا مفاجئاً للجميع بمن فيهم أنا نفسي! نظر رجال الإنقاذ نحوي بريبة.. ابتلعت ريقي وأكملتُ إعلاني بصوتٍ عالٍ: أنا صديقه!

    شعرتُ بغصة في حلقي مع كلمتي هذه.. لماذا احتاج مني الأمر كل هذا الوقت لأقوم بهذا الإعلان؟!



    • أنا أعرفه.. إنه نحيل جداً ولهذا عبر جسده جدران البئر الضيقة بسهولة! أنا نحيل أيضاً! أنا مستعد للنزول.. سأخرجه من هناك!

    كانت النظرات المصوبة نحوي نظراتٍ حائرة.. رأيت بينها أيضاً نظرات سامر الحائرة والخائفة والمؤنّبة أيضاً.. أعرف.. إنني غبي جداً.. لقد استغرق مني الأمر وقتاً طويلاً!

    ~

    تأكد المنقذون من جديتي.. وتأكدوا من استقرار وضعي النفسي والجسدي.. ووجدوا أني خيارهم الأنسب..

    أعطوني تعليماتٍ دقيقة.. وعلموني كيف أثبته بالحبل عندما أجده.. سيرفعونه ثم سينزلون الحبل لي مجدداً..

    استوعبتُ كل التعليمات وحفظتها بدقة.. ثبتوا الحبل بإحكامٍ حول جسدي وبدأوا إنزالي إلى غياهب العتمة..

    كانت العيون تراقب بقلق.. ورويداً رويداً بدأت تلك العيون تختفي ولم أعد أرى سوى الظلام وسراب بعيد من الضوء..


    • هل كل شيء على ما يرام؟



    • كل شيء بخير..



    • هل وجدته؟



    • قليلاً بعد..


    كانوا ينزلونني ببطء شديد.. كان يجب أن أحذر من الاصطدام بجوانب هذه البئر العتيقة.. فآخر ما نريده هو أن تنهار الجدران فوق رأسينا..

    استشعرتْ قدمي جسماً ما..


    • لقد وجدتُه!


    صحتُ بهذا وأشعلتُ الضوء المثبت بالخوذة التي أعارني إياها رجال الإنقاذ.. وهناك رأيته..

    ها أنا ذا ألقاه أخيراً بعد مرور عام كامل.. مسجى في قاع بئر عميقة.. بوجه شاحب ودماء تسيل من رأسه..

    استجمعتُ قواي الخائرة.. وبصعوبة تمكنت أخيراً من تحريك يدي المرتجفة ومدها ببطء لتتحسس عنقه..


    • إنه حي!!

    صحتُ بهذا وأنا أشعرُ بأن صوتي كان أعلى من أي يوم مضى.. وبأن أنفاسي كلها قد خرجت مع هذه الصيحة.. رغبتُ حقا بالبكاء ولكني تمالكتُ نفسي.. فمهمتي لم تنتهِ بعد!

    ثبتُّ علاء جيداً بالحبل بعد أن فككته عني.. وصحت بهم أن ارفعوه.. كنت في غاية التوتر وأعلم يقيناً أن أولئك الذين في الأعلى لم يكونوا بحالٍ أفضل..

    إنه غير متوازن.. لا يجب أن يصطدم بالجدار.. لا يجب أن يصطدم بالجدار..! ولكنه فعل.. لقد اصطدم بالجدار بعنف...


    • توقفوا توقفوا.. ببطء.. لا.. لا.. أنزلوه!

    تناهت هذه الأصوات القادمة من الأعلى إلى أذنيّ.. وبلغ توتري أقصاه.. وبدأت أشعر ببعض الحصى يتساقط من جدران البئر.. وبدأت أسمع أصوات تشققات وتصدعات قادمة من مكان ما في العمق.. هل سينتهي كل شيء هنا؟؟!!

    وصلني صوتهم مجدداً: ستنهار البئر في أية لحظة! سننزله ببطء.. تعلق بالحبل.. حاول التعلق به من الأعلى.. سنخرجكما معاً! سيتحمل الحبل!

    هل سيتحمل حقاً؟ كنت أعرف أن فرقة الإنقاذ التي وصلت لم تكن بكامل تجهيزاتها.. ولا يبدو أن الحبل من النوع الذي يتحمل الأوزان الثقيلة.. هل هم يراهنون على خفة وزنينا؟!

    ابتلعت ريقي بصعوبة وشعرتُ بأنني أسمع دقات قلبي بوضوح.. كان جسد علاء قد عاد للأسفل مجدداً..

    هل أتعلق؟ هل أفعل؟! هل سيقل احتمال نجاته لو فعلت؟ لو كان بقائي هنا سيزيد من احتمالية نجاته ولو بنسبة واحد بالمئة فأنا لا أمانع الموت هنا مطلقاً!

    ~

    كان هذا ما أعلنته لنفسي.. وكان هذا ما كنتُ على وشك إعلانه للمنقذين عندما باغت ذهني سؤال كان قد بقي بلا جواب..

    لماذا كان علاء قادماً إلى منزلي؟ لماذا حاول الاتصال بي؟ هل أراد الصلح؟ هل رآني يوماً كصديق؟ كان عليّ أن أسأل سامراً عن هذا.. ولكن لا.. ما فائدة معرفة هذا إن لم أسمعه من علاء مباشرة؟

    أريد أن أسمع منه! أريد أن أكلمه مجدداً! أريد أن أخبره بأنني آسف! أريد فرصةً أخرى! لو كان تعلقي بهذا الحبل سيزيد من احتمالية حصولي على فرصة جديدة مع علاء ولو بنسبة واحد بالمئة فأنا سأراهن على هذه النسبة!

    ~

    لم تستغرق كل هذه الأفكار أكثر من بضع ثواني.. كانوا ينادونني من الأعلى أن أسرع.. وتمسك جيداً.. كان في الأمر الكثير من الخطر.. لن يتم تثبيت الحبل بي بل أنا من سيتمسك به.. ولكن الوقت يمر.. والجدران تتصدع.. والحجارة المتساقطة تزداد حجماً..

    سأراهن على نسبة الواحد بالمئة!

    قفزتُ بسرعة وتعلقتُ بالحبل وناديتهم أن ارفعوا.. إننا نرتفع ببطء.. الحجارة تتساقط.. بقعة النور في الأعلى تتسع.. مر الوقت بطيئاً جداً.. كل ثانية كأنها دهر!

    أرجوك يا إلهي.. أعطني فرصةً أخرى!

    اصطدمنا بالجدار.. أصابتني بعض الحجارة المتساقطة.. يداي تتخدران..

    أرجوك يا إلهي..!

    شعرت بالحبل المشدود يتآكل..

    أرجوك يا إلهي..!

    كانت كل الأنظار موجهة نحو حبل المصير..

    أرجوك يا إلهي..!

    وشعرتُ بنورٍ شديد يغمرني خلال عينيّ المغمضتين..

    فتحتُ عينيّ بصعوبة لأواجه الوجوه المذعورة المترقبة والقلقة..

    تلقفتني العديد من الأيدي.. لكني لم أشعر بعد أنني نجوت..

    لم أتأكد من نجاتي إلا عندما نظرتُ خلفي ورأيتُ النور يغمرهُ هو الآخر..

    لقد نجوت!

    وخارت قواي تماماً!

    ~

    أسرع المسعفون نحونا.. رأيتهم يقومون بعمل الإسعافات الأولية لعلاء قبل نقله إلى سيارة الإسعاف..

    اقتربتُ منه والخوف يغمر قلبي.. كانوا ينادون باسمه وهم يسعفونه.. ناديتُ معهم.. ناديتُ باسمه لأول مرة منذ زمن!

    الغصة في حلقي تكبر..

    استمروا في إسعافه وقلبي يخفق وجلاً..

    وفي لحظة مفاجئة.. شعرتُ بالزمن قد توقف..

    رأيتُ جفنيه يتحركان.. يُفتحان ببطء.. يرمشان.. رأيتُ عينيه تقلبان النظر فيما حولهما ببطء.. وشعرتُ بشيءٍ ساخن يسيل على خديّ..

    عندما التقت عينانا.. ارتسمت على وجهه الشاحب ابتسامةٌ افتقدتُها طويلا...



    * تمت *
    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 24-6-2014 الساعة 09:48 AM

  5. #5

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ (المرحلة الأولى)





    مشيج :


    يتردد الصدى بين الممرات الضيقة و الصخور في غنج!


    فوق التوابيت تستلقي روائح عالمٍـ منسيٍ ؛ عالم تلون بالأسود و الأبيض ؛ يعود لماضٍ سحيقٍ سكريٍ !


    و حورياتٌ ساحراتٌ بين الغيوم الوردية يتضاحكن في صوت غريب لذيذ ؛ يطللن من فوق على النوارس البيضاء السابحة في البحيرات العذبة !


    تتراقص أعشاب البحر فوق العشب و تلف أشجارًا أوراقها صفحات من فضةٍ ؛ تتدلى منها عناقيد العقيق و المرجان ؛ تغمرها بالنفحاتِ و الأمل !


    تللك النجوم المتناثرة في البركـ ؛ دوامات فضاءٍ وعرٍ ملونٍ يلعب جنبها صبيان من سكر !


    مذاق الملح عبر الأثير يجتاحه في تلك الوقفة الخرافية ؛ في ذلك الطفو !


    عالمٌ جميلٌ هذا الذي ؛ إما أطل من نوافذنا و أنار العتمة التي تملؤنا بملامحه !

    أو أطللنا نحن عليه من نافذته فشدَّ رؤوسنا و كان كريمًا
    !


    فما من وسن أو وصب يقدر على أن يأخذنا للغياب مرة أخرى !



    المدار الراقص في سماء الطيوف ؛ لا شيء في الأفق الأيمن سوى البياض ، إن فقاعات القلب تتراكم هنا.. !


    الأفق الأيسر أسود .. ملايين العفاريت و الجن وراء الخليج المملوء بحطام السفن و الأماني و الجماجم ؛ !


    تغتسل و تستحم في زحمة الزبد و وحشة الخلجان و الكهوف الصخرية التي تعانقها الطحالب الخضراء في شغف !


    على الشطآن و في ضفف الصحاري دبب قطبية تبني حضارات و حضارات !


    خجولة هي الأحلام نوعًا ما .. مصطفة على الثلوج تحاول الحفاظ على شبابها !




    جاء الصوت من البحر ؛ و يعود للبحر العتيق !


    لا يطاق هذا الشوق للفيض !



    الشمس تمشط شعرها عند المغيب !


    حولها جنيات يحمن باسمات ؛ ينعكس اللون البرتقالي على أجنحتهن المزركشة !


    فتلتمع الأحجار الكريمة الصغيرة القابعة على ظهورهن دلالة على استيقاظها من النوم لتوها !



    و يبقى ذاكـ الرجل البلوري يراقب صورته السريالية في لذة !

    بينما مخلوقاته الطيفية قد نامت في سكون الليل و إشراقات قوس قزح بين أحضان القمر
    !




    أسمع أحدكم عن الفراق بنظرية إقليدس ؟‼


    أيًا كان هذا المشيج ، فطعمه شبيه بالفواكه الخرافية !




    * ‘



    رويدًا رويدًا ؛ تفيق الروح من إغفاءتها و تعود للواقع القذر !


    رويدًا رويدًا تبتعد لتصدمنا !


    لم تكن بلاد العجائب إلا لوحات على التلفاز !



    { اللعنة على هاته الأفلام الرخيصة .. يا ولد ! قم و غير القناة .. }


    نزع رداء خلوته في الزاوية و وارى الدفتر الصغير الذي دومًا ما يخبأه تحته عن النور ؛


    ذاك الذي ينقش عليه بأنامله النبوءات و الأساطير !


    و يرسم عليه في وجل و ترقب .. خوفًا من أن يمسكـ بالجرم المشهود !


    اتجه نحو التلفاز العتيق يتلمس بمجساته دفتره في جيبه خشية أن يقع منه فيصل للأيدي الخطأ !


    ثم باشر ضغطه على الأزرار التي تكاد تهوي برقة ؛ موجهًا ظهره للجالس على الأريكة الهرمة !

    مرددًا في أعماقه بعيدًا عن القذارة
    !


    { اللعنة على من لا يفهم الفن }



    عاد لزاويته ليرسم بنهم .. يتحسس من حين لآخر الجثة الهامدة هناك !


    ينتظر أن يبلغ عتبة معينة يُفْتَح له بعدها الباب ليخرج للأبد من هذا المستنقع النتن !


    ـآلنـهآيةة !
    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 24-6-2014 الساعة 09:49 AM سبب آخر: :> !!

  6. #6

    الصورة الرمزية الوجه المبتسم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    804
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ (المرحلة الأولى)





    أفكار سوداوية


    إناء بداخله قطعة كبيرة من الثلج.. وُضِع فوقها ثقل متصل بحبل يمتد للأعلى ليتدلى بعدها على عنق ذلك الشاب النحيل.. ويأخذه بعيدًا عن حياته الكئيبة التي سأم منها...
    أخذ يتذكر ما واجه من صعاب ومواقف أرهقته وحولت حياته إلى جحيم.. لم يذق طعمًا للسعادة منذ صغره رغم كم المال الهائل الذي يمتلكه والده.. لكن كما يقال.. لا يمكن للمال فقط أن يجلب السعادة.. فربما يكون الفقير يحمل في قلبه جبالًا من السعادة لا تقارن بذرات صغيرة بقلب أغنى أغنياء العالم...
    مع ذلك.. كان فرحه الوحيد يكمن في رؤيته لوجه والدته الحنون.. التي يفضل أن يرى الابتسامة على وجهها المنير حتى إن كان ذلك يعني هلاكه.. لكنها رحلت.. بلا عودة.. رحلت وأخذت معها كل أطياف السعادة من قلبه الصغير.. رحلت وتركته في عالم يلفه الظلام.. ويسحبه للحضيض...
    لم يشعر بعدها بطعم النجاح والتخرج.. كان يسعى للحصول على درجات عالية ليرفع رأس والدته.. بيد أن ذلك أصبح بلا معنى بعد رحيلها.. وما زاد الوضع سوءًا.. عدم قبوله في أي عمل حتى الآن رغم تخرجه بدرجة الامتياز.. لكن يبدو بأن كل طريق قد يمده ببعض السرور يوصله إلى نهاية مسدودة...
    لا ينسى أيضًا ما أطلقه عليه والده من ألفاظ تحمل في طياتها سخرية مشوبة بالغضب العارم كان نتيجة لعدم دخوله للمجال الذي يرغب به والده.. ثم إهداره للمال في أعمال محظورة بعدما التقى ببعض الرفقة الفاسدة.. ظن أنهم قد ينسونه ما يقاسي من آلام.. هه؟! ما الذي كان يفكر به حينها؟! كيف يمكن لشيء كهذا أن ينهي معاناته؟! فهو لم يجني من رفقته لهم سوى المزيد من التعاسة...
    بدأ ضغط الحبل يشتد حول عنقه.. نظر إلى الساعة المعلقة على الحائط.. لم يتبق له غير ربع ساعة على أقل تقدير ويغادر هذه الحياة.. اتخذ هذا التدبير ليفكر مع نفسه لساعة ويتذكر تعاسته قبل أن يموت.. ربما يكون هذا الشيء الوحيد الذي استفاده من دراسته الطويلة.. فقد استطاع أن يقدر بأن قطعة الثلج ستحتاج إلى ساعة تقريبًا لتذوب في هذا الجو.. وهي الفرصة اليتيمة التي أعدها ليعبر بها عن ما يخالج نفسه.. لكنه لم يشعر بالوقت الذي انقضى.. كانت اللحظات تجري بسرعة الرياح عكس ما كان يظنه.. وعليه الآن أن يكمل ما بدأه.. لا سبيل للتراجع...

    *****

    أغلق عينيه وانتظر النهاية.. لكنه فوجئ بحرارة لم يتوقعها تنبعث من خده.. وتدلي الحبل مرة أخرى.. فتح عينيه بصدمة ليرى الشخص الماثل أمامه.. والذي كان سبب الحرارة التي شعر بها.. فهو كما يبدو قد وجه إليه ضربة قوية بكفه "معاذ؟! ما الذي أتى بكِ إلى هنا الآن؟! ظننت أنك لن تعود قبل ساعتين من الآن؟!".. لم تصله إجابة لسؤاله الذي بدا تافهًا حينها.. لكنه بوغت بسؤال من نوع آخر.. "ما الذي كنت تظن بأنك تفعل أيها الأحمق؟! لهذا كنت تسألني عن الوقت الذي سأقضيه بالخارج.. لم أكن مطمئنًا لوضعك الحالي.. كما أني تلقيت خبرًا سعيدًا وأتيت لأبشرك.. لكني اكتشفت بأنك لا زلت لا تستخدم عقلك بشكل جيد.. هل كنت تظن أن حزنك سينتهي بهذه الطريقة؟! ألم تفكر في العقاب الذي ستناله لأنك لم تحافظ على الأمانة التي وهبك الخالق؟! كيف يمكنك أن تزهق روحك بهذه الطريقة المشينة؟! هل كانت أمك لتكون سعيدة بفعلك؟! إن كان الأمر كذلك.. لما تظن أنها أسمتك سعد برأيك؟!"
    انهمرت الدموع على وجنتيه ندمًا على ما كان سيفعله للتو.. صدق من نعته بالأحمق.. كيف آل به الحال إلى هذا؟! كان سينهي حياته بلا جدوى.. ابتسم ابتسامة سخرية من نفسه وقال: "لا بد أني قد فقدت عقلي.. لم أظن بأني قد أفعل هذا يومًا.. ربما كان من الجيد أنك عدت.. لم أفكر في عاقبة الأمر من قبل.. كنت أظن بأن كل شيء سينتهي هنا.. ولم أدرك ما سيحدث بعدها.. الحمد لله.. دائمًا تأتي في الوقت المناسب وتخرجني من أفكاري السوداوية"
    "الحمد لله.. يجب أن تعود إلى رشدك الآن وتنزع هذا الحبل من عنقك".. اتجهت أنظار الاثنين إلى الحبل الذي كان يحمل مصير أحدهما منذ لحظات قليلة.. وبدأ سعد بالتخلص من الحبل الذي وضعه بعد أن نسي قيمة الحياة.. ثم تذكر بضع كلمات أطلقها رفيقه وغفل عنها سابقًا.. وجه نظراته إليه وسأله: "صحيح.. ما الخبر السعيد الذي أردت أن تبشرني به؟!".. بدت علامات السرور على وجه معاذ وهو يقول: "كدت تنسيني ذلك بأفكارك المجنونة.. لقد أُعجِبت إحدى المؤسسات بمشروع التخرج الخاص بنا.. وعرضت علينا العمل معهم براتب جيد.. أليس هذا رائعًا؟!" ارتسمت ابتسامة رضى على شفتي سعد وتذكر قول الله عز وجل في محكم كتابه بأن بعد العسر يسرًا.. وعاهد نفسه على أن لا يفكر بإنهاء حياته مجددًا مهما حدث...
    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 24-6-2014 الساعة 09:49 AM

  7. #7

    الصورة الرمزية عين الظلام

    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المـشـــاركــات
    3,718
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Down Icon رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ (المرحلة الأولى)



    مع أنه من المخجل أن أسميها قصة .. مقارنةً بإبداعكم ... لكني لا أريد .. أن أغادر القطار .. من المحطة الأولى ...

    هذه المحاولة الضعيفة .. تمت كتابتها في الساعات الأخيرة ... وبإذن الله .. المركز الأخير [ بامتياز ] ^____^"

    نبدأ .. على بركة الرحمن ...


    عنوان القصة .. { على شفا حفرة! } ...


    " حينما تتعثر فتسقط أحلامكَ، فلا تيأس .. فربما سقوطها ذاك، يضيء لكَ آفاقَ نجاحٍ كانتْ محجوبةً عنك! " .

    أن تكون مالكًا لبستانٍ حوى ما لذ وطاب من الثمار وناطحات السحاب من الأشجار، لهو أمرٌ رائعٌ فعلًا.

    مؤكد أن ذلك البستان، سيكون العمل فيه كفيلًا أن يغطي نفقاتكَ ونفقات أسرتكَ المؤلفة من سبعة أفراد.
    ولكن، أن يلتهم حريقٌ أكثر من نصف أسرتك وبستانك، فهي ضربةٌ موجعةٌ بل اثنتان!
    وحينما تكون النيران قد التهمت الجزء المثمر من البستان، فتلك هي الضربة التي تقصم الظهر!!.

    يعيش إياس في قريةٍ نائيةٍ، حيث يمتلك هنالك في أحد أطرافها، إرث عائلته المتناقل بينهم؛ لم يكن إرثهم ذهبًا ولا فضةً ولا نفيس المجوهرات.

    ولكنهم تناقلوا أرضًا، إن كان للجمال وصفًا فكانت هي؛ ففيها الهواء العليل، والماء الزلال، والإخضرار على مد البصر، ومن الثمار ما لذ وطاب.

    أتم إياس خمسة عقود من العمر، وهو متزوج، وقد رزق بخمسة أبناء، كانوا ذكرين وثلاث إناث.

    كان إياس جادًا ومخلصًا في عمله، لا يكل أو يمل من الاعتناء بأرضه؛ حتى كان رزق أرضه الرزق الذي لا ينضب.
    وقد كان كاسمه، إذ كان العطاء هو ذاته؛ يجود على أهله، صديقه، ضيفه، وكل من طرق بابه.
    قبل سنةٍ خالية، وفي الشتاء المنصرم تحديدًا؛ ألمَّ بإياس ألمٌ أتعبه وأثقل حركة جسده، حتى ثناه عن رعاية أرضه كما كان.
    ظل أبناؤه الخمس مع والدتهم، يعتنون بالأرض ولا يهملونها، حتى إذا انقضى الشتاء، كانت في أبهى حلة، فيغدو عائد مالها، علاجًا لوالدهم من مرضه الذي يشتد.
    كل شيءٍ سار كما ينبغي له، قدم الربيع وها هو يغادر، وثمار الصيف قد اقترب نضجها، وما بعد النضج إلا البيع، ليدر المال على العائلة، فيقضوا حاجياتهم.
    ولكن الأقدار المحتمة، لا يمكن التنبؤ بها أو معرفة زمانها؛ فقبيل الحصاد بأيامٍ قليلة، اندلع حريقٌ ملتهمًا كل ما وجد في طريقه، من ثمارٍ وأشجارٍ .. وأرواح!.
    قضتْ زوجة إياس نحبها، مع ولديها وابنتها الوسطى، إثر ذاك الحريق؛ كما قضى نصف البستان أو أكثر نحبه هو الآخر، ولم يبقَ سوى نصفٍ ما عهد على أشجاره أن تحمل ثمرًا.
    وبعدما كان حلم إياس، أن يؤسس حياةً جديدةً لأبنائه بعد هذا الصيف؛ يجد نفسه الآن يصارع مرضه، بعدما خسر زوجته وثلاثةً من أبنائه، مع أكثر من نصف ما يملك!.

    بدأت الأيام تتوالى، كل يومٍ يأخذ نصيبه من حفنة المال الصغيرة التي تملكها تلك العائلة الصغيرة؛ وأخذت الأيام تجري لحظاتها بسرعة الرياح، غير آبهةٍ بحال العائلة الصعب.

    حاولتْ سوسن الابنة الكبرى ذات العشرين ربيعًا، أن تقترح على أبيها فكرة العمل في المدينة المجاورة، ولكنّ جهلها بالمدن وأحوالها، جعل والدها في خشيةٍ عليها كما بدا الأمر صعبًا جدًا لها، فامتنعا.
    اضطر إياس أن يتخلى عن نصف أرضه فيبيعها، حتى يؤمن المال اللازم له ولابنتيه، سوسن وريم المدللة الصغيرة ذات السبع سنوات؛ وذلك بعد أن تعسر عليه هو الآخر، أن يجد عملًا مع حالته الصحية المتدهورة!.

    أخذ الشتاء ببرده يدنو ويدنو حتى غشاهم، فأخذوا يقطعون الأخشاب من الأشجار التي لا تثمر لوهنها، محتمين بالنار التي يوقدونها من البرد الشديد الذي يعايشونه.

    فلم يكفهم ما جنوه من مال، إلا لشراء الطعام والدواء والحاجيات الأخرى؛ فلم يكن ذلك الجزء من الأرض الخربة، ليدر عليهم بالمال الوفير ببيعه.

    لم يكن المال وحده الذي ينزف، بل حتى الأشجار التي بتروها لينتفعوا من أخشابها تكاد أن تنضب مع مرور الشتاء؛ حتى جاء اليوم الذي لم يتبقَّ فيه سوى شجرة الذكريات الضخمة الهرمة.

    تلك الشجرة التي بعمر إياس أو تزيد، تلك التي حوت نقوشًا من يديه ثم أيدي أطفاله؛ احتضنت كل ذكرياته، بأفراحها وأتراحها، وحيدًا كان أو مع من أحب.
    وقف إياس بأسى أمام الشجرة التي عرفها مذ نعومة أظافره، إذ لا خيار أمامه إلا أن يقطعها، فعدم قطعها يعني البرد المهلك، وقطعها يؤمن عددًا من الأخشاب، لا يوجد في غيرها من الشجرات الهزيلة، لعله يكفي ليقضي على ما تبقى من الشتاء.
    نظر إلى منزله حيث البرد يجوب حوله وداخله، ثم ألقى بنظره على الشجرة كنظرة المودع الأخيرة لها ولذكرياتها، توجهتْ أنظاره كأنظارٍ موجهة نحو حبل المصير؛ ثم هم لقطعها، ففعل بعد عناء.
    جراء قطع تلك الشجرة، اهتز ثبات جذورها كأنها تطالب بالخروج؛ وبالفعل قد أُخرجتْ، فإخراجها يعني المزيد من الأخشاب، وبالتالي التدفئة.
    أُخرجتْ بعدما نكثت التربة التي تحتها، وقلبتها رأسًا على عقب، ليصعد ذاك الشيء المعدني إلى الأعلى فيُرى.

    كان صندوقًا مقفلًا بإحكام، وقد ثُبت مفتاحه به؛ كل ما حادث به إياس نفسه: " أنى لهذا الصندوق أن يتواجد أسفل هذه الشجرة؟!! ".

    انتزعه إياس ليرى ما شأنه، ثم فتحه؛ فتحه ليجد بداخله العديد من المجوهرات والذهب، تاركةً على وجهه علامات تعجبٍ قد ارتسمتْ.
    " لماذا يدفن أحدهم صندوقًا ثمينًا كهذا كأنه يتخلص منه " هكذا حدث إياس نفسه.
    تناول إياس ورقةً صغيرةً مهترئةً، يظهر عليها تقادم العهد والزمن، كانتْ محشوةً وسط تلك المجوهرات؛ فتحها وجال ببصره داخلها، ليقرأ ما سطر فيها.
    " حينما تصبح هدفًا لطاغية، يتخلص من الفقير كأنه حثالةٌ قذرة، ويستحل مال الغني بلا ثمنٍ بعد أن يذله، فترضخ للتخلي عن مالك، حتى تغادر أرضه سالمًا ولا تكون حثالة!
    قد يذرف البشر دموعهم، ويتناقلون الأسى، لأنهم دفعوا بأشياءٍ أحبوها ثمنًا؛ ولكنهم يجهلون أحيانًا، أن ذاك الثمن المدفوع، منجاة إلى دربٍ أفضل! ".
    ذرفتْ عينا إياس وفاضتْ بالدمع، وأخذ ينظر حوله إلى أرضه الخربة بعدما كانت عامرة، وأخذ يرفع بصره صوب السور الذي قسمها اثنتين، إذ صار هناك من يشاطره إياها، بعدما كانت له.
    أطرق ببصره إلى الورقة مرةً أخرى، وأخذ يتحدث بصوتٍ أجهش: " دفعتُ وما أدراك أي ثمنٍ ذاك الذي دفعتُ، فسبحان من جعل من ذاك الثمن، بداية تفريج محنتي!؛ شكرًا ربي، مفرج همي، ومنفس كربي ".

    النهاية
    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 24-6-2014 الساعة 09:49 AM

  8. #8

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ (المرحلة الأولى)









    السماء رمادية يشرنقها و شاح من غمام .. تماماً كوجه ذاك الواقف على مقربة مني

    شاحب يراوده دخان سجارته ..



    عيناه هادئتان هامدتان، مثل خطواتي التي لم يغريها شيء للتسارع،حتى صافرة القطار التي بشرت بقرب انطلاقه.

    ارتسمت على شفتيّ ابتسامة باهتة ولهاث الصافرة البئيس يلفظ أنفاسه في مسامعي

    ولولا أني أمتلك قدم لص لما استطعت اقتحام القطار في آخر لحظة دون أن ينغلق بابه على معطفي الأسود

    وهكذا اقتحمت بكياني القطار وطافت أحداقي في أنحائه وكدت أن أوقن بأني الوحيدة هناك

    قبل أن تقع عيناي على سيد يربض في المقعد الخلفي يعتمر قبعة سوداء و يقلب في رواية
    " رجل المستحيل" ~> ساعة ^^


    وعدا ذلك فلا شيء مثير للاهتمام في القطار


    أشحت بوجهي عن السيد وانطلق القطار و مضيت أنا إلى مقعدي المعتاد وارتميت فوقه

    وأرسلت بصري إلى الخارج إلى ما وراء النافذة و انسليت بتفكيري عن كل ما هو حولي

    حتى جاءني صوت السيد:

    " وجهتي نحو محطة القلم القصصية و أنتِ إلى أين وجهتك" ؟

    وصمتُّ عن الرد تاركة الدخان الذي خلفته كلماته يترنح في أرجاء المقصورة الفارغة إلا منا

    أكمل و يبدو بأن صمتي قد راق له :

    "هناك معركة الأقلام الأشاوس حيث سيخوض الكتاب غمار الابداع .. سمعت أن هذا القطار سيقل الكتاب ولكن لا أرى أحداً عدانا "

    وما كدت أفتح فمي لأرد عليه حتى سمعنا صوت صافرة القطار تعلن توقفها عند المحطة التالية:

    3 فتيات يكتنفهن الهدوء ~> الوجه المبتسم.. سيناري .. تشيزوكو

    سرن بخطى وتيدة و استقر كيان كل واحدة منهنّ على أحد الكراسي في المقصورة و استمرت رحلة القطار



    ربما 3 ساعات تلك التي مرت و السكون ذاته لم يتغير

    " بقيت محطتان"

    ***

    التفتُ نحو المتحدثة وخيل إليّ بأنها تداعب صفحات
    " الأسود يليق بك ! "
    نظرت إلي بنظرات خلت من أي شيء عدى الغموض و الغموض فقط:

    " أقلت شيئاً غريباً"

    تفقدتُني لأرى نفسي وقد عاجلتها بابتسامة مقتضبة :










    " لا فقط كنت أتساءل إن كنت ستتوجهين نحو أرض المعركة القلمية"

    رفعت حاجباها و عيناها لم تبتعد عن الصفحة التي تطالعها إنشاً واحداً :
    " ومن يهتم!"

    إنه صوت الصافرة مرة أخرى:

    و الآن الراكب شاب ترقرقت زخات العرق على جبينه .. بدا و كأنه بالكاد أدرك الرحلة

    ولكني ممتنة أن غير هذا الجو المقتضب الذي نعيشه الآن ~> أعني عين الظلام

    ***

    بدأ الرمادي بالانقشاع ليحل محله النور مخلفاً بعده أجواء خلابة ساحرة

    و الآن المحطة الأخيرة

    فتح الباب ليدخل منه شاب لاهث وصدره يعلو ويهبط بعنف :

    " الحمد لله أدركته في اللحظة الأخيرة" ~> كودو خالد

    ابتسمت على موقفه و تحرك القطار لأقف على قدميّ و أواجه الركاب :




    قد لا تعبر الكلمات عن الكم الذي يفيه صاحبها من شكر !

    فالكثير من البشر حين يتقدمون بالشكر يمتزج مع أرواحهم امتنان كبير المدى

    قد يراه البعض في أعين صاحبه و يكاد يلامسها بين كلماته

    ونادراً ما ينتقل الشعور فيبدو محسوساً يفيض بالكثير !!


    لذا :

    شكراً لكل من شارك في هذه الجولة و أتحفنا بروعة ما خطت يداه التي تستمد من ذهنه المستنير .

    فلست و لسنا نخفي بأننا سعدنا كثيراً ونحن نتنقل بين أجزاء الكلمات التي ارتقت لرتب التنافس بين محترفيها


    يتبع ~












  9. #9

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ (المرحلة الأولى)

    سأبدأ بمن أرسل قصته بالترتيب:

    ساعة التخدير :

    وصف جميل .. لغة سلسة ومبدعة

    و الفكرة مبتكرة

    ولا معقولة كذلك والأهم أنك جعلت مني عجوزاً

    ويل لك مني

    لا هفوات و لا زلات أنعم و أكرم بقلمك






    تشيزوكو :

    وما أدراك ما تشيزوكو

    كَم هُو سيّء كُوِني أقرَأ لحرِفكِ للمرَّة الأولَى, إذ يبدُو

    أنَّني فوَّت الكثيَر عَلى نفِسي.

    صدقاً أنا أعني ما قلته حقاً

    لديك لغة راقية .. أفكار سلسة تنساب بعذوبة

    إيقاع أحداث منتظم و نهاية رااااااائعة هي أقل ما يقال عنها

    استمري على هكذا إبداع



    الوجه المبتسم :

    لا رُسم على وجهك عبوساً قط !!

    قصتك جميلة و أفكارك رائعة كما شخصياتك

    تجعلين القارئ يتخيل ما يكتب في نصك

    المأخذ الوحيد وهو خطأ شائع :

    الاستفهام لا نستفهم عنه بـ : لما

    إنما بـ : لمَ

    نصك سلس لم يُتكلف و أجدت استخدام حبل المصير


    و أخيراً بورك مسك قلمك


    سيناري لاشا :وَجدت فيما سطرته قلَماً نادِر لأعُجَب بهِ, جديَداً لأغُوص فِي عالمِه,

    وَكم أحبِّ البحَث عَن هكذا أقلَام وهَكذا أشخَاص,

    [ أسلُوبكِ جميْل ]

    وإنْ لَم تكُن تلَك أكثَر مِن عبارَة مُوجَزة لًوصِفه

    إلَّا أنَّها صادقَة تماماً, لمسَت لُغةَّ ثريَّة مُتنوَّعة جذَّابة

    وغيَر مُملَّة بتاتاً, تأخُذنا فِي عوالِمها, حرُوفكِ تحتاجَ

    إلى الهدُوء والسَّكُون الدَّاخلِي والخارجِي لأنَّها كفيَلة

    بإحداث كلِّ الصَّخب الجميَل الّذِي يعيَث بالقلَب والجوارِح

    الِّتي تبَحث عَن حرَف أدبِي بَحت تغٌوص فِي أعماقِه,إنَّما

    تفهَمه ولا يستعِصي علِيها الاستِمتاع بالحكايَا والأحداث

    بيَن ثنايَا سطُورِه, لذا اسمِحي لِي أن أبدِي إعجابِي

    بـ أبجديَّتكِ الفاتنَة, بـ تشبِيهاتكِ الأخَّاذة, بأسلُوبكِ

    الّذِي يدَفع المرَء لقراءَة السَّطر الأوَّل فالأخيَر دُونما

    توقَّف, أو انقَطاع, حتَّى أنَّني ودَدت أن أعُود لقراَءة

    الحكايَة منُذ البدايَة مِن جديَد لأنَّ هُناك نشَوة فرَح

    وَ شعلَة إعجابَ لَم تنِطفئ وكَم هِيَ جميَلة تلَك الحكايَات

    الِّتي تحتِفظ ببرِيقها, وتحِيي أجواءَها الفاتنَة مرَّةً بعد أخرى دونما اكتفاء

    طبقت اللا معقول بحذافيره




    عين الظلام :

    لغة سلسة خالية من أي أخطاء وهفوات ~> تبارك الرحمن

    وكما هو متوقع الفكرة سامية انسانية تنبض بالجمال

    أسلوبك بعيد عن الوصف .. أسلوب سردي يميل إلى قصص الحكمة و العظة

    وهذا نوع مرغوب في القصص فالبعض لا يحب الوصف و الاسهاب في عالم القصص

    بل ما يبحث عنه الفائدة و اللغة وهذا ما امتازت به قصتك

    إلى جانب أن نهايتها سعيييييييييييدة



    كودو خالد :

    ما خطبك و ساعة مع البوليسي


    مع هذا أقول أبدعت .. لا عثرات املائية و لا زلات لغوية أو نحوية

    و الوصف غير متكلف و الأحداث متسلسلة بمنطقية

    و الشخصيات جميلة و النهاية كذلك

    كما أجدت استخدام حبل المصير هنا














































    مااااااذااااااااااا؟!
    لماذا تصرخون و لماذا كل هذه البلبلة؟!

    >>>> كنّا مروقين يا جماعة...
    لا تعصبوا ، أخاف أنا
    ...















    يبدو أن التغابي لا ينفع...
    و أنا في عجلة من أمري و لن أفلح في حرق أعصابكم...

    بالنسبة للفائز..


    سيناري لاشا



    يمنع الرد هنا التفاصيل في الموضوع الثاني

    " يغلق " ~> أقنع نفسي بأن علامة مغلق موجود xD

  10. #10

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها



    ‏" حياتي كحياته تتلون في كل بداية و نهاية "


    " يقف المندى بماء البحر المالح ؛ يخرق الأمواج بنظراته الحزينة لعالم كان ماضيه بينما الرمال تشده ليتوغل في الأدغال التي خلفه"

    "تلك الأسطر هي كل ما تمكنت من تخزينه في ذاكرتي وكل ما نجحت عيني في استراقه من غلاف الرواية التي كانت تمسكها إحدى فتيات الجامعة و تتمختر فيها

    لا يهم فهذا الآن مجرد ماضٍ .. وها أنذا أعيش أجواء الاجازة بطريقتي الخاصة ! "




    [ منذ بداية الإجازة والأيام روتينية قليلة التغيير ..

    ضاعفت ساعات نومي دفعة واحدة لتكون ثماني ساعات في اليوم،

    وباقي اليوم موزع على أشياء عدة والكثير من الأعمال التي لا تنتهي ..

    مكعبي -مكعب روبيك- بدأ يُصدر صريراً كالألعاب القديمة،

    ويُخرج إحدى قطعه في محاولة للفرار منّي ..

    مسكين حين يظن أنه من الصعب إصلاحه!
    الصباح .. كم أحب الصباح أنا،

    وقت الهدوء والعزلة وسمو الروح والصفاء والانتعاش .. مهلاً أقلت الهدوء؟! ..

    هذا ما يبدو عليه الصباح دائماً، وما أراه في مخيلتي بعيداً عن أصوات أعمال البناء التي تخرق أذني كل يوم و صوت الشيطان الذي أشاطره المنزل! ..

    على العموم فالصباح أجمل من غير جامعة، ومن غير شمس صوب عيني فبؤس واحد يكفي و يفي .

    صحيح .. تذكرت أنّ نظري قد ضعُف بمقدار ربع درجة في العينين ..

    لا أنكر أني مهملة، ولا أحب ارتداء نظارتي كل وقت، لكن فكرة النقصان المستمر تخيفني .. قليلاً فقط!

    ظننت سابقاً بأن الكتابة ضرب من الترتيب الذهني، وأن هذه المذكرات أُنشئت لأن عقلي بحاجة لذلك الترتيب ..

    وبطريقة ما، فالحديث هنا زاد الفوضى الدماغية! ..

    إنني إنسانة صعبة، كثيرة الارتباك سريعة التشتيت ..

    لا أستطيع فعل عدة أشياء في آن واحد،

    ولا حتى توزيع الحماس على أشياء عدة ..

    وهذا الكلام هنا لأني أردت كتابة أي شيء؛ وذلك لأن كبح الجموح يؤثر على تركيزي،

    ولأني الآن أريد التركيز في أمر آخر .. وأظن أن هذا القدر كافٍ لكف ذلك الجموح، ولهذا سأصمت ولكن قبل ذلك .... ]


    عمتي قد أتت سأذهب سريعاً مع السلامة !


    ~~


    هذا ما خطته أنامل "ميرال" و هي تنصت إلى بنات أفكارها ، ولكن سماع خطوات زوجة والدها الغاضبة جعلها تصفع دفتي المذكرة بخوف و هلع !


    فمجرد مرور صورة تلك المرأة المتعجرفة في ذاكرتها يجلب لجسدها قشعريرة مؤلمة ..

    هبّت بنبضات قلب متسارعة تدل على خشيتها من عقاب آخر من تخلفها عن فعل الأوامر ..

    توسطت الغرفة بأبعادها القياسية المتناهية في الصغر ..

    و نكست رأسها الى الأسفل و كأنها دمية تطيع صاحبها الإنسان .. يحركها كيف يشاء ..
    و لا يعلم بأن لها روحاً ساكنة و إن كانت خامدة .. فهي تشعر .. تدرك .. تتحسس .. تلتمس الحرية بصرخة صاخبة .. في عالم الصمت .. ! !


    ما زال الوقع قائما ..


    ومع كل خطوة يزداد اضطراب خفقات قلبها و تتهلل أشباح خيالها لتعد العدة في بث الرعب و القلق النفسي و التلاعب بأعصابها !!


    وبعد ضباب حافل بالكوابيس

    رُسمت خطوات زوجة الأب المُتأرجحة و السريعة ، وجديلة شعرها تتراقص يمنة و يسرى و لم تلبث أن تسمرت لأنّ المساحة تقلّصت بينهما واختفت

    فانتصبت "ميرال" في مكانها بينما تشرع من أمامها بنظراتها

    حيث تِقف صاحبة الصّوتِ المُزدريَ قبالتها مباشرة

    والآن تلقّفتها أيدي الخيَال وامتهنت شرودًا كَادْ أن يقترف اللّا نهائية لولا

    أنْ استشعرت نظرات زوجة والدها التي بدت و كأنها تقذف برصاصات نحوها


    صرخت في وجهها حتى لكأن الأرض ترتج من شدة الصرخة .. و لكأن عظام [ ميرال ] قد تفتت في أماكنها .. بصمت .. !

    تخرس .. و تتحمل الألم .. من أجل من .. !

    آخر شرارة حياة .. تختبئ خلف قناعها الغامض !



    والآن ابتدأت اسطوانة التهزيئات المتوالية تعاد على مسامع [ ميرال] كما كل يوم

    فشياطين زوجة الأب لا يهدأ لها بال حتى ترى [ ميرال ] غائصة في وحل الأعمال الذي لا ينتهي


    وقعت كلماتها التي توائم نظراتها في رعونتها موقع حرقة في قلب [ ميرال ]

    وغلفت في أعماقها الحنظل و كأن بها ناقفة له و متماهية فيه

    وجعلت من قلبها غابة بالية أحرقت كل ما فيه من مروج و ورود و أبادت خضرته


    ولم تلبث هنيهة حتى صاحت فيها:

    " قفي الآن ولا تفكّري باستئناف شرودكِ والسّفر مع أوهامك واذهبي لشراء ما كُتب في هذه القائمة "



    واقتربت منها ، وبيدها تلك العباءة وهيَ تَهم برفع يدها ..
    لتغرقها في السّواد ، ولم تكن [ ميرال] لتعلم ؟! أهو من غَرق فيها ؟ أمَ أنها من تقمّصته وتوغّلت في أحراشه ؟!

    وهكذا ، اختفت في غَياهبْ الْقِماِشِ الأسود ، ولم يعد هناك سوى عيناها الهاربتان
    من سطوة الإخفاء ، ويدها الّتي امسكت بقائمة الأغراض

    ~~




    مضَت الدَّقائِقُ تجرُّ بعْضُهَا بعْضاً, ولَم تلُح لها بادرة استجابة من البائع بعد

    ولَم يتحرَّك ساكِنُ الصَّمِتِ بيْنها وبيْنَ القابعِ خلْفَ طاولة البيع.

    مسكينة هي بل يا له من حظ عاثر .. فههُوَ قَد رآحَ يُسلِّي نفْسَهُ بـ نفْثِ دُخانِ السَّجائِر .!



    قطَّبَت حآجبيْهَا فِي دلالَةٍ علَى آنزِعاجِهآ, سعَلتْ مرَّتيْنِ

    لـ تُضيْفَ لـ آختنآقِها بهذِه الرّآئِحَةِ لمْسَةً اعتراض لبقة!.

    ولكِنّ ذلِكَ لَم يبْدُو سببَاً مُقنِعاً

    للبائع لـ يُخِمَد نارَ ما ارْتكَز بيْنَ إصبَعيْنِ مِن يدِهـ اليُسْرَى .

    " المعذرة هلا توقفت عن نفث دخان سجائرك بوجهي !"


    "قآلَتْهآ بضَجرٍ لـ يسْتسلِمَ لهآ ويسحق سجارته في المنفضة أمامه ويتناول القائمة بتأفف "

    ~~




    هاهي الآن تخرج من المحل بعد معركة تلاعب بأعصابها و حساسيتها تجاه السجائر

    تستمر خطواتها بالتقدم و الآن يمكنها الاحساس بنسمات هادئة تحرك نقابها و تداعب خصلتين تمردتا من جانبيه

    أعادت تلك الخصلتين إلى الداخل و عدلت من حجابها و التفتت إلى حيث تتدفق النسائم

    " هواء البحر منعش "





    ماء بريال واحد .. ماء بريال واحد !!




    ملامح مثابرة لطيفة اتخذت من وجهه مسكنا
    ويده تمسك بزجاجة الماء تلك

    طفل في الثامنة من عمره لم تثنه أشعة الشمس المحرقة من أن يشمر عن ساعده و يدور بهذه الزجاجات بحثاً عمن يرحم حاله و يشتريها منه

    أطرقت برأسها في حسرة .. طوال الطريق و وهي تشتم حظها العاثر .. وحتى هذه اللحظة
    ما زالت تتسخط على قدرها الذي أجبرها على مشاطرة زوجة أبيها المنزل بعد مشكلة والديها العويصة و التي انتهت بالطلاق لتبقى [ ميرال ] أسيرة أوامر زوجة أبيها المزاجية


    وهذا الفتى يتحرك هنا بملابسه الرثة وسط لهيب الشمس فأنّى له هذه الابتسامة و هذه القدرة على التحمل؟!


    " ماء من فضلك "

    دون أن تشعر وجدت نفسها تنطق بهذه الجملة


    تلفت الطفل و قد تهللت أساريره و التمعت زخات العرق على جبينه:

    "كم تريدين يا آنسة؟ "

    " كل ما عندك!"

    قالتها بابِتسامَةٍ, استَرقَها ذلِكَ الطِّفُل ولكِنُّه أحآلَها شيْئاً


    أجْمَل وأكْثَر براءَةً وصِدْقاً دُونَ شفقَةٍ كسَتْ نبْرَتِها حيْنَ مد لها بأربعة زجاجات مع إيْماءةٍ مُوافقةٍ مِن رأسِه


    دفَعتْهُ لاحتضانِ بضْعِ وريْقاتٍ نقديَّةٍ تكْفلُ لهُ قيمتها و لكنه توقف لوهلة:


    " المعذرة يا آنسة ليس لديّ فكة" !

    " لست مضطراً لهذا يمكنك أخذها كلها "

    نكس الطفل رأسه مردداً:
    - شكراً لك
    ثم آبتسَم ومضَى مُودِّعاً وقَد توَّجَه هذِه المرَّةَ لسيد الدكان الوردي !

    بدت سعادته بالغة وهو يمد أحد تلك الأوراق النقدية للبائع ثم ينعم بوجبة آيس كريم شهية
    على الكرسي قرب المحل
    ~~
    ووسط كم الفرح الذي غلف قلبها بدت فكرة تحطم كل ذرة من سعادتها ..

    امتلأت فجأة بالخوف والقلق والارتعاب ..


    سرت رجفة قوية في جسدها كله، فأسقطت ما تحمله من أكياس ..

    ماذا تقول لزوجة أبيها!

    تعلم جيداً أنها ستلاقي من التوبيخ حتى قبل أن تفسر لها ..

    أتخبرها بالحقيقة، أم تلفق لها حدثاً يُبقي لها ماء وجهها ..

    تسمرت في مكانها غارقة في التفكير قبل أن تستوعب لزوم التقاط ما أسقطته ..

    جمعت كل شيء على مجموعتين حتى تحملهم مرة واحدة ..

    التفتت يميناً قبل أن تفعل .. ثم رأت ما أعاد لها أشلاء كيانها بعد أن نُهش بكل الأفكار السوداء ..


    كان صافياً لامعاً ..


    رغم أنها تمرّ من هذا المكان كثيراً وتنظر إلى الشيء ذاته كل يوم،

    لكن منظره اليوم مختلف جداً ..

    "مختلف رغم صورته المعهودة، رغم أن رائحته هي نفسها، وحركته العشوائية تماماً كما تعرفها ..

    إلا أن تلاعب الأمواج يعيد لها رسم فكرة الحياة ..

    الحيا التي تضربها كثيراً،

    قد تبدو سيئة لمن لا يفهمها.. لكنها في الواقع جميلة .. جميلة كالبحر ..

    أمواجه تضرب بعضها بعنف، تتقاتل ضد بعضها، ثم تخمد ..

    وينشأ قتال آخر في حيز آخر وبكيفية أخرى ..

    لكن القتال الصغير هنا هو حياة هذا البحر، وحياتها كحياته تتلون بكل بداية معركة ونهايتها .."

    تمت
    ~~


    >>
    سيناري سأفجر رأسك بل سأرسل الغول ليأكلك و السبب سأكتبه بالموضوع الآخر -_- <<

  11. #11

    الصورة الرمزية الوجه المبتسم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    804
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    قد يكون الضوء أقرب مما تتصور~


    فتح عينيه ببطء.. يرقب السماء الصافية من فوقه.. ويتحسس الرمل الذي أمسكه بقبضة يده.. عرف حينها أنه على الشاطئ.. لم يعد بين أحضان أمواج البحر بعد الآن.. ويبدو أنه لن يعود إليها مجددًا...

    استرجع بعض ذكريات الماضي العتيق.. حب والده للبحر.. وتعلقه هو الآخر به.. رحلات البحث عن اللؤلؤ اللاتي لطالما رافق والده بها.. موت والدته الذي ترك أثرًا في قلبه...

    تردد حينها صدى كلمات والدته الأخيرة في عقله: "يقف المندى بماء البحر المالح.. يخرق الأمواج بنظراته الحزينة لعالم كان ماضيه بينما الرمال تشده ليتوغل في الأدغال التي خلفه"...

    لقد أخبرته بأنه سيحتاج -لا محالة- لهذه الكلمات.. وأنه ربما لن يعود للبحر حينها.. وإن أراد ذلك.. لكنه لم يذكر العبارة الأخيرة.. وكأنها مسحت من عقله تمامًا.. يعلم أنها الحل لما واجهه.. أخبرته والدته أنها مهمة جدًا.. بأهمية حياته.. ومع ذلك.. لم يفلح في استرجاعها.. وكأنها ماتت بموت صاحبتها...

    لم يدرك معنى الكلمات حينها.. ازداد تعلقه بالبحر.. وبرحلات البحث عن اللؤلؤ التي أصر على مرافقة والده بها.. واكتسب خبرة والده ومهارته.. فكان بذلك بعض السلوى...

    بيد أن الأمور لم تدم على هذا الحال.. تبدد كل شيء.. مذ رحلة والده الأخيرة التي لم يعد منها.. حينها كان يصارع المرض.. ولم يُسمَح له بالذهاب.. ذهبت كل محاولاته هباءً.. وعده والده أن يشارك في الرحلة القادمة.. فعل ذلك.. ذهب في الرحلة التي بعدها.. كانت رحلة بحث.. لكن الهدف منها مختلف.. رحلة للبحث عن آخر خيوط أمل قد تعيد والده إليه...

    انقلبت حياته رأسًا على عقب.. لم يذهب مجددًا في رحلة بحث.. مضت عشرة أيام على فقد والده.. يشعر بأنه لا زال على قيد الحياة.. لكن نفوره من البحر ازداد.. حتى أصبح لا يرغب في وضع قدمه على الماء المالح.. وكأنه سيجد بذلك الدليل على موت والده...

    اتجه إلى الغابة القريبة التي أصبح يذهب إليها.. كبديل قد ينسيه عشقه للبحر.. وإن كان يظن أن هذا بلا جدوى.. أخذ يبحث بين الأشجار عن ما يقطعه.. ويستفيد من خشبه.. ليبيعه ويكسب قوته من خلال ذلك.. تعمق أكثر في بحثه عن ما يناسب.. لم يدرك أنه وصل لطرف آخر للبحر.. لم يدرك وجوده سابقًا.. أثاره منظر بعض قطع الخشب المتناثرة على الشاطئ.. بدت له كأخشاب سفينة صغيرة.. شوه البحر معالمها.. وأحالها إلى حطام...

    اقترب أكثر ليتأكد من الأمر.. ظن أنه يتوهم ذلك.. ولم يصدق عينيه اللتين وقعتا على أثر منقوش على إحدى القطع الخشبية.. كان النقش واضحًا.. انجلى بعض الضيق من قلبه.. وتضاعفت ذرات الأمل بداخله.. بما أن هذه القطع تعود إلى سفينة والده.. فمن المحتمل أن يكون والده قريبًا...

    انتبه من أفكاره وهو يرى خيوط النور التي تبعثها الشمس قد بدأت بالخفوت.. لم يشعر بمرور الوقت.. يجدر به أن يبحث عن مكان ليقضي به هذه الليلة.. وبينما هو في غمار البحث.. لمح ضوءًا قادمًا من بين صخور منيفة.. قرر تحري الأمر.. ازداد معدل نبضات قلبه وهو يدنو منها.. أطلق صرخة تعج بالسعادة.. كيف لهذا أن يحدث؟! والدي هنا؟! لا يمكن...

    عانق والده بشوق كبير.. وعيناه تذرفان الدموع.. لم يصدق أن والده كان قريبًا لهذا الحد.. بينما ظن والده أن البحر أتلف سفينته الصغيرة.. ورماه في جزيرة نائية لم يتمكن من تبين ملامحها سابقًا بسبب ساقه المصابة.. وانتظر شفاءها ليخوض البحر من جديد بروح مفعمة بالأمل...

    أدرك الفتى بعدها أنه لم يفهم المغزى من كلمات والدته بالشكل الصحيح.. فهي قد استخدمت البحر لتشير إلى الماضي وأحزانه.. بينما مثلت الأدغال المستقبل المجهول الذي لا بد أن يمضي به.. وتذكر عندها الجملة المفقودة.. "لا تعمِ عينيك عما حولك.. فقد يكون الضوء أقرب مما تتصور"...

  12. #12

    الصورة الرمزية عين الظلام

    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المـشـــاركــات
    3,718
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Down Icon رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها - الجولة الثانية ^____^"



    [ على رصيف الكلمات ]



    " الفارق بين من نحب ومن نكره؛ بأن الأول يسكن القلب، والثاني يسكن العقل! ".

    ارتشفتْ آخر رشفةٍ من كوب العصير البارد الماكث على مكتبها، نهضتْ بجسدها إلى الأعلى قاصدةً القيام فالحراك.
    شعرتْ بوخزة ألمٍ، تطرق باب رأسها بعنفٍ؛ تحسستْ رأسها بيدها، ثم قررت الاستسلام للاستلقاء!.
    ارتمتْ بجسدها المثقل على سريرٍ يمكثُ جوارها، ثم أخذتْ تجوب بعينيها التعبتين أرجاء الغرفة.
    ضاقتْ نظراتها في الغرفة، حتى بدت صغيرةً رغم سعة حجمها!؛ وتأرجحتْ عيناها كأنهما تعانيان الثمل!، حتى استقرتا على صورةٍ بالقرب منها.
    أخذتْ رباب تتأمل صورتها مع ذاك الشخص، ثم تمتمتْ قبل أن تنتشلها الذكريات من مكانها: " أبدو سعيدةً هناك! " وابتسمتْ بفتور، مغمضةً عينيها باستسلام.

    وقفتْ عند شاطئ الذكريات، على رصيف الكلمات المغادرة، التي يفترض لها أن تغادر القلوب، لتسكن القلوب!.
    تجلس على إحدى الطاولات، محملقةً في اللاشيء!؛ يد تأتيها من الخلف، فتحجب عن عينيها الرؤية.
    " فراس!!، متى ستقلع عن هاته العادة " قالتْها وهي تنزع يده عن عينيها.
    تقدم حتى صار إزاءَها، ثم تحدث مبتسمًا: " أعتذر أعتذر؛ ولكن، لسببٍ ما، أحب أن أقدم لكِ المفاجآت بهذه الطريقة ".
    " مفاجأة!! " قالتها بدهشة وتعجب؛ لتنظر إلى نقطة ضيقة، حيث جوار موضع ذراعها على الطاولة، فوجدتْ علبةً صغيرةً تقطن بالجوار: " فرااااس!، يا لكَ من .... ".
    أخرجتْ محتوى العلبة، والذي كان عقدًا فاخرًا باهظ الثمن؛ لم يكن العقد أولى هداياه لها، ففراس ينتمي إلى عائلة ثرية!.
    حملتْ العقد وأودعا الطاولة، فارين منها نحو رصيف الكلمات؛ حيث تفر الكلمات هناك، متبادلةً بين قلوب المحبين.
    لم يكن الرصيف رصيفًا فاخرًا، بل كان محض ممشى اعتدا السير فيه معًا، والسعادة تغمرهما، للطف وعذوبة الكلمات.
    تعانق الكلمات قلب رباب، مبللةً إياه بالسعادة؛ كأنه يقف عند بحرٍ، مندًّى بمائه المالح؛ ذاك الماء الذي يتطاير رذاذًا هنا وهناك، مداعبًا الجسد برقةٍ ولطف؛ تمامًا كما تفعله تلكَ الكلمات مع قلبها.

    تجري لحظات السعادة ودقائقها، مع جريان الكلمات على رصيفها؛ حتى يكاد الذي يراها، يقول عنها [ إنها لا تنتهي! ].

    ولكن، وبصورةٍ مفاجئةٍ، توقفتْ دقائق تلك اللحظات عن المسير؛ مع أن الزمن أبى أن يتوقف!.
    " حبيبتي، يجب أن أغادر فورًا! " هكذا قال فراس بعد أن نظر لساعته، منطلقًا بسرعةٍ، كالهارب من عرين الأسد!.
    لم يُعطَ الكلم فرصةً أن يصل إلى مسامع متلقيه!، كأنه بتر على المقصلة!.

    نظرتْ رباب إلى موضع خطى فراس، وظله المنطلق فارًا بسرعةٍ؛ نظرتْ إلى فتات الكلمات التي للتو كان يتبادلونها.
    تلك الكلمات، التي كانت تأتي كالأمواج الهادئة، تبلل القلوب برقة ونعومة؛ قد تحولتْ إلى أمواجٍ عاتيةٍ، بعد أن عصفتْ بها رياح الفرار.
    أخذتْ تخرق بنظراتها الأمواج، لعالمٍ كان ماضيها، بل لشخصٍ كان كل ماضيها!.
    أرادتْ الانسحاب كما جرت العادة، ولكنّ شكوكها أجبرتها على المضي فالغوص؛ كأنها رمالٌ متحركة، تشدها لتتوغل في أدغالها التي خلفها.
    تشدها للغوص في خبايا، كانتْ مستترةً عنها، لم تدركها لطيب قلبها وصفائه.
    وانطلقتْ خلفه!.

    وفرًتْ عبرةً تسيل على وجنة رباب، من عينها المغمضة، وهي ملقاةً على السرير بأسى.
    لم يكن هنالكَ من داعٍ، لتجرع ذاكرتها مزيدًا من الهم والأوجاع، في تذكر بقية أحداثها بتفاصيلها، مع ذاك المدعو فراس.
    فهي في نهاية الأمر، قد علمتْ بأنها لم تكن سوى دميةٍ، أراد اللهو واللعب بها قليلًا؛ مقابل هداياه، التي كان يغدقها عليها، كطفلٍ اقتنى .. بمصروفه ما اشتهى!.
    مازالتْ تتذكر كيف رأتهما معًا، منسجمين على رصيف كلماتٍ آخر؛ لكم حثتْها نفسها وجوارحها ذاك اليوم، بأن تدفع بهما نحو ذات الرمال التي غاصتْ فيها، لتجعلهما حبيسين أدغالها!؛ ولكنها آثرتْ عدم الاكتراث.
    أطرقتْ ببصرها للجهة المعاكسة، عائدةً أدراجها؛ وأخذت تتمتم بينها وبين نفسها: " هل ستهب رياح الفرار على هذا الرصيف أيضًا؟!! " وابتسمت بأسى!.

    في تلكَ الأثناء، لم ترضَ عبرةً واحدةً، أن تسير يتيمةً على وجنتها؛ بل تسارعتْ أخواتها خلفها، تتلألأ واحدةً تلو الأخرى على كلتا وجنتيها.

    يد تقترب من إحدى وجنتيها، لتمسح عنها الدموع بلطف؛ ثم يتحرك ثغرٌ، يهمس بهدوء: " لا تقلقي عزيزتي، سينتهي كلُّ شيءٍ قريبًا ... قريبًا " وابتسم لها حالما قشعت غطاء عينيها لتبصره!.
    ثم أردف مكملًا: " لقد تحدثتُ مع الطبيب، وشرحتُ له وضعكِ النفسي، وتلك الأوهام التي تتعبكِ؛ وأخذتُ موعدًا منه، لكي نبدأ العلاج ".
    تبدد التعب الملازم لها من تلك الذكريات، التي ليست إلا محض أوهام، اختلقتها بنفسها.
    مسحتْ وجنتها الأخرى بيدها، فنظرتْ إلى ذاك الشيء الذي تحمله بيدها، والذي لم يكن سوى صورة لها مع زوجها تأملتها فحملتها، قبل أن تغوص في الأوهام.

    أطرقتْ ببصرها بعيدًا عن عيني زوجها، ثم تمتمتْ داخل نفسها: " من فراس؟!! .. ومن أين أتيتُ به؟!!، يا لي من غبية!! ".
    عادتْ ببصرها إلى عينيه مرةً أخرى، لتكمل حديثها مع نفسها: " ولكن يا سيد فراس، ستصبح وأمثالكَ من الماضي، من الماضي الذي لا يُدَّكر أبدًا ... قريبًا. حقًا كم أبدو سعيدةً .. هنا " وابتسمتْ بسعادة.

    النهاية
    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 24-6-2014 الساعة 09:55 AM

  13. #13

    الصورة الرمزية تشيزوكو

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    4,317
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها




    (( هل أملك غيرهم؟ ))




    5-1-2014

    عندما استيقظتُ هذا الصباح كان سقفُ الغرفة قد انهار!

    كان هذا إيذاناً ببداية الحرب بيني وبين ساكني المنزل المخفيين..

    لا تسألوني لمَ لمْ أُصَب.. ولا لمَ لمْ أبلّغ الشرطة.. ففي الواقع أنا واثقٌ أنه وبمجرد استيقاظي في الغد سيكون كل شيء كما كان!

    ~

    بدأ الأمر منذ عشرة أيام.. منذ انتقلتُ أنا وإخوتي الثلاثة إلى هذا المنزل المشئوم..

    عرفتُ أن هذا المنزل غير طبيعي منذ قدمنا لرؤيته أول مرة.. منذ أن خطونا خطوتنا الأولى إلى داخل حديقته الجرداء.. رأيتُ الستائر البيضاء ترفرف في غرفة المعيشة..

    التفتُ إلى صاحب المنزل وسألته: قلتَ أن المنزل غير مؤثث.. ألا يشمل هذا الستائر؟

    سألني: أية ستائر؟

    التفتُّ نحو النافذة لأشير إليها ولكن الستائر كانت قد اختفت!

    اتهمتُ بصري يومها ولم أعلم عن المصائب التي يحملها لنا هذا المنزل..

    ~

    منذ أن اشتريناه ونقلنا أثاثنا إليه بدأت الظواهر الغريبة تتكرر..

    كانت بسيطة في البداية.. أطباق تتكسر.. أصوات أسمعها بينما نحن الأربعة مجتمعون في غرفة واحدة.. ستائر تتمزق.. وأثاثٌ يُغير أماكنه..

    أكثر ما أغاظني في الأمر أنني كنتُ الوحيد الذي يلاحظ هذه الظواهر.. وكلما ناديتُ أحد إخوتي ليرى ما رأيته كنتُ أفاجأ بأن كلَّ شيء قد عاد طبيعياً!

    حتى الأطباق المتكسرة كانت تعود لأماكنها سليمة! كاد الأمر يصيبني بالجنون.. إخوتي ظنوها مقالب أقوم بها.. حاولتُ التجاهل.. ولكن عندما استيقظتُ اليوم.. كان سقف الغرفة قد انهار!

    هذا كثير! أنا واثقٌ أنه سيعود كما كان بمجرد أن أنادي أحداً ليرى هذا! ما الذي يحاول هؤلاء أن يفعلوا؟ ولماذا يفعلون هذا لي أنا بالذات؟ ومن هم؟؟

    ~

    لقد كانت حياتي مع إخوتي كالبحر! على الرغم من ملوحتها فقد احتوت أياماً هادئة بنسائم عليلة، كما احتوت أياماً عاصفة مخيفة..

    أنا أكبر إخوتي وقد تحملتُ الكثير من أجلهم منذ وفاة والديّ.. لقد توفيا وأنا في السادسة عشر.. ومن يومها صرتُ المسئول عن إخوتي الصغار الثلاثة..

    إنهم الآن شبانٌ كبار.. ولكنهم كلُّ حياتي.. كل الآلام والمتاعب والعرق والدم.. كل الذل والمعاناة والضرب والقهر.. كل السهر والنوم في الأزقة ولعق الجروح.. كل شيء.. كل شيء كان لأجلهم.. ولأجلهم أنا مستعد لأن أغرق في بحرهم المالح وبسرور!

    إنهم كلُّ حياتي.. هل أملك غيرهم؟

    ~

    على مائدة الإفطار كان أخي مراد قد أعد بعض البيض.. لطالما أصريتُ عليه أن يدع مهمة طهو الإفطار لي ولكنه لا يستجيب! أريده أن يتفرغ لعمله..

    مراد هو أخي الذي يليني مباشرة.. يصغرني بخمسة أعوام.. تركتُ المدرسة لأجل أن يتمكن من إتمام تعليمه.. رفضتُ أن يعمل في أية وظيفة حتى يتخرج..

    ها هو الآن.. شاب قدير.. في الحادية والثلاثين من عمره.. تخرج من الجامعة.. ويعمل في وظيفة مرموقة.. بقي أن أُزوّجه! أنا فخور به حقاً!

    جلس أربعتنا لتناول الإفطار.. سليم ومهند هما الآن في الخامسة والعشرين والثالثة والعشرين.. تخرجا حديثا وأبحث لهما عن عملٍ الآن.. يحاولان دائماً إقناعي بترك هذا العمل المتعب لهما.. ولكن.. هل أملك إلا بحرهما المالح لأغرق به؟

    كانا مجرد طفلين عند وفاة والدينا قبل عشرين عاماً.. قلبي معلّقٌ بهما إلى أبعد الحدود.. لا يزالان طفلين بالنسبة لي.. إخوتي الثلاثة هم كل حياتي.. سأفعل المستحيل لحمايتهم.. حتى لو اضطررتُ لمحاربة هؤلاء السكان المخفيين!

    إنهم كلُّ حياتي.. هل أملك غيرهم؟

    يبدو أن القلق الذي كان في عينيّ لم يخف على أخي مراد.. فسألني: ما بالك؟ أنت لا تأكل جيداً.. هل أنت متعب؟

    كان يبدو قلقاً عليّ في الفترة الأخيرة.. ربما ظن أن بي مشكلةً ما.. لا يعلم أن المشكلة في هذا المنزل.. حتى لو كان عليّ أن أخوض هذه المعركة وحيداً فسأفعل!

    ~

    عندما خرجت من باب المطبخ.. سقطت لوحةٌ من الجدار.. هرع إخوتي خلفي: ما الذي حدث؟

    لم أجب.. بدأت اللوحات تتساقط واحدةً تلو الأخرى.. رأيتُ نظرة رعب ترتسم في عيونهم.. قطع الأثاث بدأت تتحرك بسرعة.. تجمدنا في أماكننا.. ولوهلة شعرتُ بجسم ما يعبر بجانبي تماماً متجهاً إلى المطبخ!

    التفتُّ سريعاً.. عضضتُ على شفتيّ بغيظ.. وأسرعتُ للمطبخ.. لكني كنتُ متأخراً..

    الأطباق بدأت تتساقط وتتكسر.. كانت ترتفع وحدها في الهواء وتُلقى بقوةٍ على الأرض.. شهدتُ هذا بعينيّ.. بل لقد شهد إخوتي هذا أيضاً! هذا مختلف! إنه مختلف عن المرات السابقة!

    بدأ مهند يتمتم بكلماتٍ غريبة.. نظرته كانت مرتعبة.. كان يتعرق بغزارة.. ولكني رأيتُ عرقه يتحول أمام عينيّ إلى دماءٍ غزيرة..

    ~


    • مهند!!


    صرختُ باسمه بقوة! نظر إليّ في رعب.. كان الدم يغطي الآن وجهه تماماً! عيناه بدأتا تلمعان.. وابتسامةٌ مخيفةٌ علت وجهه..

    لم أعرف ما حصل.. تجمدتُ في مكاني من الرعب! حوّلتُ نظري إلى سليم ومراد.. أردتُ أن أستمد من وجهيهما الشجاعة.. ولكنّ الأحمر القاني كان يسيل من وجهيهما بغزارة!

    لقد كنتُ الناجي الوحيد!

    العيون اللامعة تجمعت حولي.. الابتسامات المخيفة بدأت تقترب.. إخوتي الثلاثة يدنون مني بخطواتهم.. أيديهم ممدودةٌ نحوي.. همساتهم تردد بأصواتٍ غريبةٍ على أذنيّ: تعال.. تعال إلينا! عليك أن تنضم إلينا!

    أنا خائف! أنا خائف جداً!

    ولكن....

    مهند.. سليم.. مراد.. ما الذي حلّ بهم؟؟ ماذا فعلوا لهم؟؟

    الوجوه المخيفة الثلاثة تقترب..

    هذه الوجوه.. كانت يوماً وجوهاً أحببتُها.. وجوهاً مبتسمةً مشرقة..

    مراد.. رآني يوماً وهو عائدٌ من مدرسته الثانوية.. كنتُ أعملُ حمّالاً في فترة الاستراحة بين وظيفتي الصباح والمساء اللتين أعمل بهما..

    كان مراد متمرداً.. يرغب في ترك الدراسة والتسكع.. يريد الحرية.. كنتُ أقسو عليه كثيراً ليستمر.. وأظنه كرهني..

    ولكن في ذلك اليوم.. عندما التقت عينانا.. هو الذي يسير بثيابٍ نظيفة مرتبة يحمل حقيبة جلدية أنيقة ويرتدي حذاءً لامعاً.. وأنا.. بالأخلاق التي أرتديها.. بحذائي البالي وظهري المنحني تحت كيس الرمل الضخم.. في تلك اللحظة.. رأيت دمعاً يتجمع في عينيه.. رأيته يكبر.. يضيق به المكان.. يسيل مدراراً على خديه..

    لم يقل شيئاً.. لم ينطق.. لم تتغير تعابيره.. فقط اقترب.. حمل كيساً ككيسي.. وسار إلى جانبي.. ودموعه لا تتوقف..

    لم أدعه يعمل معي بعدها.. ولكن شيئاً ما تغير في داخله.. لم يعد كما كان.. صار رجلاً!

    سليم.. عندما تخرج من الجامعة منذ بضع سنين.. بقي يبكي على كتفي ساعةً من الزمن دون توقف..

    هو بالكاد يذكر والدينا.. أنا كنت معيله وعائلته.. كان يردد دائماً أن حلمه هو أن يسعدني ويريحني عندما يكبر.. ولكن هل أملك أن أراه يتعب لأجلي؟

    مهند.. مدللي الصغير.. كان في الثالثة عندما لم يعد لنا في الدنيا سوى بعضنا.. كان الروح والحياة في المنزل.. كان يجري عليّ عند عودتي للبيت.. يظل مستيقظاً وينتظرني حتى لو عدتُ بعد منتصف الليل..

    ورغم التعب والمشقة.. أحمله على كتفيّ.. أدور به.. أداري الدمع في عينيّ.. فلم أتمكن اليوم أيضاً من جلب حلوى تسعده أو لعبةٍ تنعش قلبه!

    لقد بكيتُ يوماً كاملاً – حتى خلال عملي – عندما ناداني يوماً "بابا"! لم يكررها ولكنها كانت أغلى من كنوز الأرض بالنسبة لي..

    من يومها توقفتُ عن شراء زجاجات الماء خلال عملي.. تحملتُ العطش طوال اليوم.. ولكني كنت أرتوي عندما أشاهد ابتسامته الخلابة عندما أعود للمنزل مع قطعةٍ من الحلوى! ألم أقل لكم أني مستعدٌ لأن أغرق في بحرهم المالح وبسرور؟

    إنهم كل حياتي.. هل أملك غيرهم؟

    هذه الوجوه الثلاثة.. التي أحببتها أكثر من كل شيء.. وضحيت لأجلها بكلّ شيء.. والتي تعني لي كلَّ شيء.. هذه الوجوه.. تقترب مني الآن.. مغطاة بالدماء.. بعيونٍ لامعة.. وبابتساماتٍ مخيفة مرعبة!

    ~

    لستُ خائفاً على نفسي! الموتُ لا يرعبني.. غاية رعبي أن أفقدهم.. أعيدوهم إليّ!

    كانوا على بُعد خطوة الآن..


    • أعيدوهم إليّ!!!


    صرختُ بها بأقصى ما أستطيع!


    • سأفعل أيَّ شيء! أعيدوهم إليّ!! خذوني أنا ولكن أعيدوهم!


    اقترب مني أحد الثلاثة فدفعته بعيداً!


    • أعد إليّ أخي! قلتُ أعده! ألا تفهم! قلتُ أعيدوهم!!!


    تقطعت أنفاسي من الصراخ.. بدأتُ ألهثُ في تعب.. سمعتُ فجأة فحيحاً يملأ الجو.. ثم وفي لمح البصر.. اختفت الأرضية من تحت قدميّ.. وبدأتُ أهوي!

    ~

    عندما أفقت كان السواد يلف العالم.. لم أرَ شيئاً.. كنتُ فقط أستمر في سماع صوت الفحيح يقترب ويبتعد.. أين أنا؟



    • أنت في عالمنا!


    شعرتُ بالرعب! هذا الصوت لم تلتقطه أذناي بل عقلي! والأدهى أنني لم أرفع صوتي بالحديث! لقد أجاب على السؤال الذي طرحته في ذهني!


    • ما الذي تريدونه؟ أين إخوتي؟


    لا أعرف كيف كنت أخاطبهم تحديداً.. ولكني استمريتُ فيما أفعله مهما كان.. المهم أننا نتواصل!


    • هل تريدهم حقاً؟ التضحية كبيرة إن أردتَ استعادتهم!



    • سأفعل أيَّ شيء!



    • إذن عليكَ أن تنضم إلينا! كن واحداً منا وسيعود إخوتك كما كانوا!


    ما معنى هذا؟ ألن أعود إليهم؟؟ إخوتي.. أحبابي.. كلُّ حياتي.. بحري المالح!



    • أستطيع سماع ما تفكر به! تريدهم أن يعودوا؟ لكنك لن تعود معهم! ستُعتقهم! لست سوى عبءٍ عليهم الآن!



    • أنت لا تفهم شيئاً!



    • بل أنت من لا يفعل! الأهم الآن.. معك ثوانٍ لتقرر الانضمام لنا.. وإلا فلن يعود إخوتك أبداً!


    سأتركهم؟ سأتركهم للأبد؟؟

    وقفتُ صامتاً.. أغلقتُ عينيّ.. لا زلتُ مبللاً بماءهم المالح.. شعرتُ بنظراتي تخرق أمواج ذكرياتنا.. عالمنا الماضي.. إنني أبتعد.. بعيداً جداً.. الرمال تشدني لأتوغل في الأدغال من خلفي!

    بحرهم الذي أحببته رغم ملوحته.. رغم عواصفه.. رغم هدير أمواجه.. بحرهم ذو النسمات العليلة.. لم يعد في نطاق بصري.. الأدغال تلتهمني!


    • موافق!! فقط أخبرني بما عليّ أن أفعل!


    علا صوت الفحيح من حولي..


    • أحسنت! سنعيدك الآن إلى عالمك.. عليك أن تجد أقرب سكين.. وأن تقطع حبل حياتك! عندما تسيل حياتك مع الدم عبر معصمك.. ستصبح واحداً منا!


    وقبل أن أجيب.. شعرتُ بأنني أهوي مجدداً.. في ظلماتٍ متجددة..

    ~

    عندما فتحتُ عينيّ هذه المرة.. كنتُ على سريري..

    السقف كان في مكانه الآن!

    بجانبي كان هناك طبق فواكه وسكين.. إنها أقرب سكين!

    بدأتُ أكتب أحداث اليوم التي تقرؤونها الآن – أياً كنتم - قبل الوداع الأخير..

    لو قرأتموها يا إخوتي فأريدكم أن تعلموا.. أني أحبكم! من صميم فؤادي!

    إلى الملتقى.. سأنضم الآن للنصل الذي سيقودني إلى عالمي الجديد وسيحرركم!

    وأريدكم أن تعلموا أني مهما غصتُ في الأدغال.. فسأشتاقُ دوماً بحركم!

    أنتم كل حياتي.. هل أملك غيركم؟



    ~

    ~

    ~



    • كيف هو يا دكتور؟



    • أعطيته إبرةً مهدئة.. أعد عليّ ما حصل..



    • لقد كان يتصرف بغرابةٍ مؤخراً.. يتحدث عن ظواهر غريبة وسكان مخفيين.. صباح اليوم بدأ يرمي اللوحات ويكسر الأطباق.. بدأ بالصراخ فجأة ودفع أحدنا ثم سقط مغشياً عليه! نقلناه إلى غرفته ولكن عندما عدنا.. وجدناه يحاول الانتحار!



    • ممم.. أظنها أعراض حالةٍ عصبية.. يظهر بالفحص أن أعصابه ليست على ما يرام.. قلتَ بأنه كان معيلكم؟ ربما ساءت نفسيته لأنكم لم تعودوا بحاجته.. يحدث هذا أحياناً.. يخلق له الوهم أنه لا يزال عليه حمايتكم من مجهولٍ ما.. سأصف له بعض الأدوية.. ولكن عليكم أن تعتنوا به جيداً!



    • بالتأكيد يا دكتور! إنه كل حياتنا.. هل نملك غيره؟!



    ~ تمت ~

    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 24-6-2014 الساعة 09:56 AM

  14. #14

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها




    يد بيضاء!

    في جنح الظلام وعتمته..
    أسرع ذلك الكيان الأسود بالركض في ذلك الشارع بكل ما أوتي من قوة حتى يخيل لمن يشاهده أنه تحول إلى ماكينة لا يشغلها سوى الركض..
    الركض فقط!
    ثم انعطف إلى ذلك الشارع الجانبي أو الزقاق إن صح التعبير واتجه إلى أحد جدرانه وأسند ظهره إليه..
    إن أردنا وصف ذلك الرجل فكلمة "فزع" لن تكفي لوصف تلك التشنجات الفزعة التي ظهرت على محياه وعينيه اللتين اتسعتا على آخرهما...
    ذكريات عصيفة تصارعت بعقله وهو يتذكر تلك اللحظات الماضية..
    لقد كشف!
    نعم لقد كشف لأول مرة وهو يسرق أحد المحلات..
    فلم يجد له سبيلًا سوى أن يركض..
    نعم يركض فقط!
    لقد كادت العملية أن تكون ناجحة لولا أن صاحب المتجر عاد لأنه نسي ساعته...
    عندما بلغ الرجل هذه النقطة من ذكرياته زاد عصفها وعادت للوراء كثيرًا..
    عادت لزمن أبعد من هذا..
    زمن الطفولة...
    عندما هرب من حضن أبيه وأمه وارتمى في الشارع بسبب أصدقاء السوء...
    فقد أدمن السيجارة بسببهم..
    وكان السبيل الوحيد لأن يشرب هذه النتانة وأن يعيش..
    هو أن يسرق!
    تذكر لكم تبلل بالذنوب..
    لم يراعي عهدًا ولا ذمة!
    لم يسلم منه لا الكبير ولا الصغير!
    بل إنه في إحدى المرات أقدم على القتل من أجل المال..
    ومما زاده غمًا فوق غمٍ وهو يتذكر
    أنه لم يكتفي بالسرقة وحسب بل تعدى الأمر إلى أنه أصبح تاجر مخدراتٍ
    يخرب أبناء الوطن...
    توقفت ذاكرته بغتتًا..
    فلقد سمع صوت الحق وهو ينادي لصلاة الفجر...
    ترقرقت دمعة في مقلتيه ثم لم تلبث أن نزلت
    لكم غمرت الذنوب وبلبلتني!
    لكم ضيعت حق الله!
    فلم أسجد له فيحياتي سجدةً!
    هكذا فكر..
    وزاد..
    ما السبيل؟
    ماذا يفعل؟
    وإذا به من مكانه يرى وجوهًا غطاها الإيمان واكتست بالنور في ظلمات الليل
    كيف لا "وبشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"
    جذبه منظر الشيوخ الذين يشع الإيمان نورًا من وجوههم
    وجذبه منظر الطفل الصغير الذي لم يتعدى السابعة وهو يرتدي
    الثوب فرحًا بذهابه للمسجد..
    نزلت دموع الرجل وهو يقول:
    ما أخرك يا نفس فقومي إلى رب رحيم..
    أسرع الرجل وهو يتجه نحو المسجد ليصلي مع
    جموع المسلمين وليفتح صفحةً جديدة مع الناس..
    ومع ربه..
    وكفى!
    صفحة تضمحل بها سيئاته...
    وتضيء وتسعد بقربه من ربه

    تمت بحمد الله
    التعديل الأخير تم بواسطة أثير الفكر ; 24-6-2014 الساعة 09:56 AM

  15. #15

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    في زمن الدخان ، تتعالى روائح طعنات الخناجر التي توغلت في أعماق تلبدت باليأس و الكمد !


    إن العين قد ذبلت بعد آخر دمعة !


    الخندق مظلم ؛ إلى آخره .. فلا يوجد البصيص الذي تحكي لنا الأساطير عنه في نهايته ، تبدو طريقًا مختومة بالأوهام .. !


    كل هاته الترهلات و الأوجاع ناجمة عن الخوف الذي يدب في الصميم



    لا شيء .. لا شيء البتة على مدى البصر سوى اصفرار يفيض سخونة و جو ثقيل خانق و أمواج ذهبية تتكرر برتابة !


    إنها المجتزءات الست للصحراء !

    لا أدري كيف ضعت .. لا أدري كيف تورطنا كلنا و ضعنا ، و كيف التقينا !


    لكنه كان مقدرًا لنا أن نجتمع رغم كل شيء !


    بعد الانفجار العظيم ، تطايرنا شظايا عبر الربع الخالي ، !

    تناثرنا غبارًا في المجرة ، تلعب بنا الجمادات الباردة المالحة و أدغال في الخلف تشد و تبلع كالرمال المتحركة !

    ، ليقف كل واحد فيجد أن حالة احتراق تتلبسه .. ليست سهلة هاته المباغتات !



    - استيقظت رواتي بين طيات الحبات الذهبية تلهث الكلمات في داخلها فنتحسس أنفاسها عبرها من بعيد !


    - عاد لـلوجه المبتسم وعيها و هي تتخبط بين الأمواج الصحراوية فتطفو حينًا و تتوارى عن البصائر حينًا آخر ، تتسعر في قلبها حمم الحروف متأهبة للانطلاق !


    - فتحت تشيزوكو عينها ببطء ضائعة في القفار يتأهب بركان أبجديتها لانفجارٍ أعظم !


    - قام عين الظلام مترنحًا كالذبيح الصاعد مغمورًا بالرمال تشتعل فيه أشياء سريعة الالتهاب اذ ما استشعرت قلما و ورقة في الجوار!


    - تحركت شفاه ساعة التخدير الجافة من كل شيء بين ضغط اللفح و القيظ و الانبعاثات الساخنة من كل صوب ، و هو مستلقٍ كالمومياء دون حركة على الفراش الناري الأسمر ، يتخبط بين الرغبة الجارفة في النقر على مفاتيح الآلة الكاتبة العتيقة بحدة ، و بين إكمال الغفوة للأبد إلى أن تنتشله الصقور المارة على الجيف .. يبدو أن الخيار الأول هو الأنسب في هذا العالم الغريب الذي قُذفنا إليه !


    -بعد إلحاح ذرات الرمل التي داعبت أنف كودو خالد قفز خائفًا هائمًا لا يدري أين وضعته الأقدار و الاهوال ، يتحسس قلبه الخافق بقوة كأنه قرع طبول السامبا في صحاري العالم الآخر فيصل لأبعد بُعْدٍ .. لا شيء أمامه ، لا شيء خلفه .. مجرد روائح الفزع النافذة منه و الانصهار .!


    لن يجدي التأمل في الكثبان مثلما نفعل الآن .. لهذا بدأت مطاردة التنبؤات و إلا نستنا الذاكرة و الأرض !


    أيًا كان السبيل الذي مرّ كل واحد منه ، لكنه كان كفيلًا لإيصالنا لمكانين ..
    ..

    واحة .. أو مجرد سراب !!


    كنا ستة في بداية الانفجار !

    إننا المجتزءات الـست للصحراء !

    تركنا السراب للتائهين و عابري السبيل ، أما الواحات فهي لنا !






    " تحت قرص الشمس وقت الهاجرة


    لي عودةة !

  16. #16

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها



    النشرة الجوية :



    - رواتي : الأجواء صافية و السماء زرقاء .. رصدت أجهزتنا رياح طفيفة ، بل نسائم من الشمال .. كانت ميرال مميزة .. لما تبدو زوجات الأب بهذا السوء دومًا .. ماذا لو أصبحت أنا زوجة أب ، هل أتحول لمخلوق خشن و قاسٍ . لم أبحث لا عنها و لا عن الصبي و لا الماء و هذا هو المطلوب جيد


    - الوجه المبتسم : الغابات المطيرة في اوج جمالها و بريقها .. مناخها ممتاز .. لا يمكن أن يجمع أي شيء في ما كتبتيه انت و رواتي إلا اللغة العربية و هذا ممتاز لأنهما بعيدتان عن بعضهما لم يجل في بالي شيء من هذا القبيل ..لم أبحث عن البحر بذلك الشكل ولا عن الولع به هكذا و لا عن تلك الأدغال التي وجد فيها الرجل والده و هذا هو الطلوب جيد !


    - عين الظلام : أليس الربيع جميلا .. كل تلك الشاعرية التي تفوح من كل شيء و كل ذلك البريق ، هاته النسائم السكرية منعشة .. لا يمكن أن يجمع أي شيء في ما كتبته انت و الوجه المبتسم إلا اللغة العربية و هذا ممتاز لأن كتابتكما بعيدتان عن بعضهما ، و لم يجل في بالي شيء من هذا القبيل .. لم أبحث عن عاشقين يرتدي أحدهما فروًا ناعمًا مواريًا بشاعته .. لم أبحث عن مريضة نفسانيًا .. لكن كنت أتمنى أن أراها تنتحر في النهاية .. و لكن نهايتك غير متوقعة .. و هذا هو المطلوب !

    - تشيزوكو : ما اجمل الانوار التي تزين الاجواء في القطب الشمالي ، أنها ساحرة و أخاذة للألباب .. أرأيت يومًا قوس قزح في الليل .. لا يمكن أن يجمع أي شيء في ما كتبتيه انت وعين الظلام إلا اللغة العربية و هذا ممتاز لأن كتابتكما بعيدتان عن بعضهما ، و لم يجل في بالي شيء من هذا القبيل .. لم أبحث عن مختل عقليًا يرى أشباحًا لا وجود لها ثم يقطع معصمه من الوريد إلى الوريد .. أحب المشاكل و الامراض النفسية أقرأ عن الكثير عنها .. رغم ان ما كتبتيه طويل عليّ لكنه مميز و خالفني و هذا هو المطلوب !

    - ساعة التخدير : بداية الخريف ، ان السماء التي بدأ تبدد لونها الازرق جميلة رغم كل شيء ... لا يمكن أن يجمع أي شيء في ما كتبته انت وتشيزوكو إلا اللغة العربية و هذا ممتاز لأن كتابتكما بعيدتان عن بعضهما ، و لم يجل في بالي شيء من هذا القبيل ... لم أبحث عن متمرد مجرم يضيع حياته في الشارع ثم يتوب .. مميز ، هذا هو المطلوب !

    - كودو خالد : السماء ملبدة ، نستشعر امطار ، ليست طوفانية و لكن الجو ليس جميل .. قطعت نصف الطريق نحو ما يجول في هذا العقل هنا .. لكنك تعلم ان هذا ليس هو المطلوب بينما هو المرغوب، من المفترض ان تبتعد عما تقوله لك العبارة و تعاكسها ، فبما انها تدل على حورية بحر لا يجب هذا فغن قام الجميع بما قمت ببه سيكون لدينا قصة واحدة عن الأسطورة البحرية تختلف فقط في الأحداث .. واثقة انك تسرعت لكنت قمت بعمل جيد " رغم أني لا أنكر اني أفكر في أسطورة حورية البحر بشغف و ربما سأكتبها و أضعها هنا XD

















    لن أثرثر أكثر من هذا لأني كنت أود أن أخبركم بماذا فكرت به حين كتبت عبارتي بالتفاصيل المملة و السرد الطويل و الوصف الدقيق .gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" /> ..

    سأحاول تخزين الحروف للآتي !

    كما أن كل الأعضاء التي تشارك هنا من عقل و عين ويد و ظهر و ربما أشياء اخرى قد تورمت ..



    ... لذا و بكل بساطة !!





































    - تشيزوكو مسست شغاف القلب




    مبروك ♥ .. كنت مميزًا و قمت بما لم أفكر فيه و لم تتبع ما أردته لم تقم بالمطلوب و هذا هو المطلوب !!






    استلمي النصف الآخر من المقود رواتي الآن !
    .. سأذهب لأغط في نوم عميق عميــــــــــق حتى أصير الأسطورة النائمة و يُحكى عني للأطفال في العصور الآتية حين تعم في كوكب الأرض الفوضى و الحروب و خراب و يسود الفقر المدقع و الغنى الفاحش لتنقسم البشرية إلى قسمين ، فئة هجينة غير مرغوب فيها و فئة نقية حاكمة ثم يُعرف أن ..
    > قيل تعبانة من الكلام قيل.gif" border="0" alt="" title="0" class="inlineimg" />

    .. المرأة كائن
    يحرك لسانه بسرعة الضوء ، الرجل يتحدث ربع ما تتحدثه المرأة خلال اليوم .. المرأة مخلوق ثرثار بامتياز ~ أنا لا دخل لي فيهن و لست مسؤولة عما قيل أعلاه فهذا الكلام مكتوب في جنح الظلام و الخيبة !!


    > - اقطع الكهرباء عنها ..

    - لا من فضلك ، سأتوقف الآن .




  17. #17

    الصورة الرمزية أثير الفكر

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    5,262
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها



    تك .. تك .. تك




    بِبُطءْ .. بِحَذرٍ تتَحرَّكْ .. وذَاتُ الصَّوْتِ لا يَتَغيَّرْ ..


    بِرتَابةٍ وَ رُوتِيْنٍ مُمِلِّ كَرُوتِيْن مُوظَّفٍ فِيْ ساعاتِ


    صبَاحِهِ الأًولَى ..


    وذَلِكَ الدُّخَانْ ما زَالَ يَلُوح فِي
    الهَواءْ ..



    لَينْشُرَ عبَقهُ فِي كُلِّ اتّجاهْـ تارِكةً فُنْجانَها يَنْتَظُر أن تمتد يَدهـا إِليْهِ ..








    [ قال لي مداعبا ..

    كيف عرفت مكاني ؟

    رددت : بالقلب يعرف المجهول !

    كتدفق المياه الرجراجة من ينابيعها الصافية البكر،

    انسابت بيننا الأحاديث بلا هدف .

    صمت كي ينصت إلى دقات قلبه المطمئنة وإيقاع هذا الخطو الجديد ..

    كنت أتعمد السير ببطء كأني أتذوق طعم الخطوات ،

    و قلبي يكاد يمزق بوجيبه جدار صدري ..

    أما عنه ، فماذا أقول ؟ هو أنا و حسبي ذاك !

    فقد أسلمتني إليه الأيام القاحلة كتلة آلام منهارة ففك أجزائي الصدئة و غسلها في شلالات الوضوح والاستكنان ثم ركبني من جديد و امتلأ جناني به ..


    آه يا عبق الفؤاد !

    ماأنت إلا نبض ينعشني كل يوم ..

    لك حضور يحبس أنفاسي ..

    إلى من أشاركه أدق تفاصيل يومي ..

    أيا نبضي .. هلا تعود ؟!

    لتنثر لمساتك الدافئة على شتات روحي ..

    فبخاطري ألف شجون أود أن أبثها لك ..

    أعد الثواني تلو الثواني لرؤيتك ..

    فهلا تعود !

    أنت يا توأم الروح ، يامنية النفس الدائمة الخالدة ..

    ياأنشودة القلب في كل زمان ومكان ..

    ( مهما هجرت ومهما نأيت .. ارقبي القمر .. ارقبيه جيدا ، وإذا رأيت مغيبه وراء الأفق فاذكريني )

    .. تلك كانت آخر كلماتك ...

    وأنا أقلب أوراق الذكريات لمحتك بين طياتها و خلف سطور حكاياتها ..

    أحسست بشوق غريب .. شيء يذكرني بطفولة لذيذة ..

    و ذكريات طعمها ألذ من السكر ..

    خلجات عواطفي أرادت أن تتحدث لكن خانها التعبير !

    بعض المشاعر تضيق بها الكلمات فتعانق الصمت !

    هنيهة تحملت خيانة كلماتي ،

    لكن لم يدم ذلك طويلا فقد شعرت بشيء يجري على خدي !

    عرفت أن مشاعري فاضت بطريقتها التي تحب !
    حين تكون الأنثى أمام من تحب تأتي الكلمات على هيئة دموع ! ]


    ~*~




    تِلْك المذكرات هِيَ ذاتُ المذكرات , صفحاتٌ تِلْوَ صَفحاتْ !! ..

    كلامٌ مُنَمَّق و خطرات ترتب فوضى الدماغ !!




    تساقطت زخات المطر كقطع الألماس!


    اختفت سحنة الغروب وقت الأصيل!



    ~*~




    قُرْبَ النَّافِذَةِ كُرْسِيٌّ فارِغ تَهُزُّهـ الرِّياحُ تارَةً


    وتَتْرُكهُ ساكِناً تارَةً أُخْرَة ليْسَ فِيهِ سِوَى بقَايا من عِطْرها






    وذِكْرياتِ رُوحٍ قَد سكَنتْهُ وارْتَمت فِي أحْضانِه يَوْماً مَّـا !!


    بَرُدَتْ القَهْوَةُ وسَقَط الكُرْسِيٌّ مَقْلُوباً فالرِّيحُ تغلَّبتْ علَى خِفَّتِه الْغَيِر مُعْتاَدة ..


    تَطايَرتْ أْوراَقُ المذكرات ..




    وبَقِيتْ السّاعةُ كمَا هِيَ بِذاتِ الصَّوْت وذاتِ الرَّتابَة


    لِيُولَد صباحٌ آَخرُ وَحِيْد !! .

  18. #18

    الصورة الرمزية ساعة التخدير

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    2,373
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    وقف هنالك وحيدًا...
    على تلك الشرفة يداعب الهواء وجهه...
    ناظرًا نحو الأفق...
    نحو الشفق الذي انبرى بحمرته التي ملأت الكون في وقت الأصيل...
    كانت أشبه بطعنة من نصل سكين لقلب انفجر دمًا قانيًا انتشر في كل الأرجاء...
    هكذا فكر الشخص..
    هكذا تأمل مناجيًا الشفق...
    تمنى لو يثب بكيانه فيعانق ذلك الشفق!
    كلمات منه لم تكفي لتخرج لتعبر عن هذا الجمال!
    اكتفى بكلمات العين ورسائل الإعجاب الخارجة منها ...
    عندما تنظر إلى الشفق يختلط بك الحاضر بالماضي..
    حلقة ناقصة في كيانك...
    حلم لطالما راوده..
    انفجارٌ صامت قانٍ غمر السماء..
    فطال السحاب ملون إياها..
    فكتست السحاب ثوب زاهيًا...
    بأصابع باردة أمسك كوب الماء..
    رفعه لفمه ليشربه..
    ولكنه توقف..
    تذكر ذلك الموقف...
    دارت وحارت به الذكريات كدوامة...
    صفحات تقلب سريعةً شريط يمر كشخص يعدو..
    تذكر ذلك الموقف وابتسامة تتراقص على فمه..
    عندما كان يجلس مع صديقه خارج المقهى وأخذ يحرك
    كأس الماء بحركة دائرية وينظر فيه مرارًا وتكرارًا
    استعجب صديقه وهو يسأله عن السبب فابتسم دون أن يجيب...
    كانت المنطقة مليئة برجال الشرطة فسرقة حدثت بالقرب منهم...
    أخذ يحرك الكأس إلى أن انتهوا وخرجوا ولكن لعجب صديقيه
    أخذ الماء معه..
    تعجب فسأله لم يفعل هذا والماء متنشر في كل مكان؟
    ابتسم عندما بلغ هذه النقطة..
    تجرع رشفة من الماء ثم مد يده داخل الماء...
    ليخرج ماسة كبيرة براقة..
    ازدادت ابتسامته واتسعت فقد كان هو من سرق الماسة...
    حرك يده يداعب شعره معجبًا بنفسه..
    رفع تلك الماسة إلى قرص الشمس الذي اكتسى مع الكون ذلك اللون الأحمر..
    فانتقل ذلك الحمار إلى الماسة التي تلونت زاهية بالأحمر وأصبحت مزيجًا من ماسة وزمردة تشع ذلك الضوء الأحمر الذي انعكس في مقلتيه
    ابتسم..
    ولكن هذه المرة كانت يبتسم للماسة..
    فليس خلف كل منظرِ جميل جمال..
    وليس خلف كل منظر قبيح قبح...
    فخلف هذا الماسة المتلألئة بضوء الشفق..
    التي جمعت بين جمال الشفق وجمال المعدن...
    جريمة...
    جريمة وهل يدرك ما الجريمة؟ ..
    لقد فكر إن للشفق لحلقة ناقصة...
    يشعر أنه جزء من كيانه ..
    يشعر أنه مكمل له وهو متمم له..
    أعاد الماسة إلى كوب الماء..
    فخفت الضياء بعد توهج...
    لقد أدرك الآن ما هي الحلقة الناقصة..
    لقد أدرك ما بينه وبين الشفق...
    شعر بتوجس..
    شعر باضطراب قلبه..
    أحس أن الكون يدور وأن الشفق يؤنبه...
    لقد شبه الشفق بطعنة في القلب انتشرت دماؤه في كل الكون...
    نعم..
    لقد قتل من أجل هذه الماسة..
    ورويدًا رويدًا انزاح الشفق...
    وأفلق الصبح بعد أن تكور على الليل...
    ليقضي على ذلك الشفق..
    ومع انتهاء الشفق..
    وبزوغ شمس الحق!
    سمع طرقات على الباب..
    انهار..
    لقد علم كما انهار الشفق أمام شمس الحقيقة!
    ها قد انهار أمام العدالة فقد بزغت شمس الحق!
    وجاء دوره ليعدم...
    كما عدمت الشمس شفق الأصيل!
    تمت بحمد الله




  19. #19

    الصورة الرمزية الجاثوم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    610
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    الفولكلور


    كل شيء غائب في حضرة الصمت العريق و الليل الثقيل ، لا شيء إلا القمر المكتمل المختمر بوشاح الظلام ، و الندى المتناثر هنا و هناك على أفرشة السماء الداكنة كأنها قطع ألماس مهشمة شريدة ينعكس عليها نور القمر الخافت ..!


    لا تدب في هذا الوقت المحرم إلا الروامس العطشة ، و الضحايا .. أيًا كان مقصد هذا الأخرق ، فلا شك أنه يرغب في الانتحار ، فهو يعلم أن الجرائم في جنح السواد قد كثرت في هاته المدينة ، أو لعله من المغضوب عليهم نظرًا للعفن الذي يفوح منه .. في الأزقة القذرة كان يسير غامرًا رأسه في سترته ليحمي نصفه من البرد تاركًا النصف الآخر لشعره الأشعث ، يحث الخطى و كأنما في روضة يتنزه ، هو لا يدري أنه يقترب رويدًا من بحيرة الشيطان .. لم يكن إلا حفيفًا لتلتقط أذناه الذبذبات عبر الأثير و ليدرك أنه في الزمان و المكان الخطأ ، تحسس مسدسه في جيبه بأصابعه الخشنة و انطلق في سباق النجاة من براثين المجهول ... أضحى الحفيف قرعًا قويًا على الطبول ، وخزًا مؤلمًا في كل ما هو فيه ، وهو لا يزال يركض يقطر عرقًا حتى تبللت الخصلات المستلقية على جبينه ، ليزداد عفنه و تنبعث منه روائح الفزع النفاثة .. يلتفت بين الفينات خلفه ليصدم في كل مرة بخيال متوحش آخر يتبعه ثم يعود ليصوب نظره للأمام ، لأقرب شعله ، ليلج عالمًا منيرًا ، و كأن النور يبدد الظلال .. لم تكن إلا لحظات تسابق الرياح ؛ كان كل شيء في لمح البصر ، لم يخرج من دائرة الأمل حتى ، لم يدرك أن حبل المصير الذي يتشبث به مجرد سراب ، لتصل إليه مخالب أكلة الموت ، فتتمزق حنجرته من أمرين ، الصراخ حد سقوط عينيه من مكانهما ، و من الشيء الذي انقض على رقبته ... !


    مُوَجَهٌ هو المسدس نحو اللا شيء ، لم يصِب في تك الطلقة إلا القمر ، لكن لم يُسْمع لا بكاء الرصاصة و لا نواح القمر و لا نداءه ،هذا لأن الليل كثافته أثقل من كثافة الضوء .. !


    تبددت العباءات السوداء و الأعين القانية و الأنياب الملطخة بالدماء المشعة في ذلك الظلام الدامس ، لم يبق إلا الرجل الممد تخبو حياته رويدًا يشهق ، تجري قربه أنهارٌ قرمزية ، إنها الشيء الملون الوحيد في هذا السواد السائد الغاشم .. إنها الوجبة الأخيرة لهاته الليلة !!


    ها هو القرص الأسمر يقترب من نافذة السماء ليبث فينا الدفء و الأمان ، لكن لن يرد الحياة تجري في عروق الجثث الهامدة الغارقة في دمها المتخثر .. عادت تلك الخرافات للقصر المهجور القابع على حافة الرابية يطل على البحر العظيم .. و ذاك الصبي لا زال كما تركوه جالسًا حزينًا قرب النافذة التي تتدلى منها قلادة فضية تحمل في نهايتها قطعة ألماس عشوائية الشكل حمراء اللون تخترقها الأشعة الأولى في هذا الصباح فترتسم عليها أشكال مميزة جميلة ، مبللاً بماء البحر المالح ، في العلية التي اكتسبت لونًا برتقاليًا حلوًا مع هذا الأصيل .. يداعب بين الفينات خصلاته البنية الأسيلة بأظافره الطويلة و على وجهه ارتسم تاريخ ما ، قد عجن بلون وجهه الأبيض الناصع .. !


    " سيبستيان ، عليك التوقف عن هاته العادة ، انظر لبشرتك كم تأذت بسبب الشمس ، كما أنك لم تتغذى أو تشرب أي دماء منذ مدة ... هيا ، قد حلَّ الصباح ، إنه موعد النوم ، تابوتك جاهز ! "


    " أنا قادم "


    يتركـ الذكريات التي مضى عنها قرن ، يترك صورة الوحوش التي نهشتها دون رحمة ، يترك ألماستها المعلقة و يترك حمرة الشفق وقت الأصيل التي لا طالما جمعتهما .. ثم يمضي لتابوته واعدًا شبح إليزابيث أنه سيزورها من جديد غدًا !!

    النهايةة !!
    التعديل الأخير تم بواسطة الجاثوم ; 1-7-2014 الساعة 12:06 AM

  20. #20

    الصورة الرمزية الوجه المبتسم

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    804
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: هنا فقط ستنبثق الكلمات من مبدعيها]~ هنا قصص المراحل كلها

    *أنت كما تريد*

    نظرت لساعة يدها وهي تستجدي الثواني أن تتوقف قليلًا وتمهلها بعض الوقت.. تعلم أنها لن تصل في الوقت المحدد إن استمرت على هذا الحال...
    أحنت ظهرها بخفة.. وبدأت بتثبيت حذائها ذي الكعب العالي من جديد على قدمها.. أنبت نفسها بشدة على انتعالها لهذا الحذاء.. فهي لم تنل منه غير المتاعب مذ أول مرة رأته في أحد المراكز التجارية المعروفة...
    أطلقت آهة خافتة بعد اصطدام شيء ما بكتفها الرقيق.. ورفعت رأسها وهي مستعدة لإطلاق سيل من الكلمات البذيئة...
    - عذرًا أختي.. لم أتعمد فعلها.. شُغِلت بمراجعة أمر مهم في دفتر ملاحظاتي ولم أنتبه جيدًا للطريق أمامي...
    تحجرت الكلمات على شفتيها وهي تستمع للنبرة الهادئة الوقورة التي يشوبها شيء من الحياء...
    بحلقت بعينيها في الشاب الماثل أمامها.. كان قد أحنى رأسه وبدا مستعدًا لإتمام مسيره...
    منعها غرورها من تركه يذهب دون أن تسمعه بعض الكلمات القاسية.. كيف لا وهي من عُرِفت بالملكة الجليدية...
    تأففت بغرور بينما رفعت يدها لتعدل خصلات شعر أخرجتها عمدًا من تحت حجابها -إن كان يصح أن يحمل اسم حجاب- والذي انسدل على رأسها بإهمال.. ثم هتفت:
    - كان عليك أن تدرك ذلك قبل أن تصطدم بي.. ما الذي سأفعله باعتذارك بعد أن حدث ما حدث؟!
    رفع الشاب رأسه بعد أن فاجأته كلماتها.. بيد أنه أدرك مقدار خطئه وأشاح بوجهه بعيدًا.. وأخذ يتمتم ببضع كلمات يطلب بها الصفح من خالقه في محاولة لتمالك أعصابه...
    - حسنٌ.. كلنا نرتكب الأخطاء.. كما أنني لست المخطئ الوحيد هنا.. ومع ذلك بادرت بالاعتذار.. على كل حال.. ليس لدي وقت لأضيعه.. لكن سأترك لكِ هذه الكلمات.. ولكِ حرية قبول الاعتذار وقبولها من عدمه.. "جميع الفتيات خلقن من العنصر ذاته.. لكن كل منهن تمتلك الخيار في أن تكون قطعة من الألماس لا يرى لمعانها إلا من يستحق.. أم قطعة فحم يستطيع أي شخص استخدامها"...
    باغتت تلك الكلمات قلب الفتاة.. تصلب جسدها وهي تدرك ما فعلته من أمور سيئة حتى يومها هذا.. واكتست وجنتاها حمرة أشبه بحمرة الشفق وقت الأصيل...
    طفقت تلملم شتات نفسها.. تحاول إسدال ثوب الستر على جسدها تارة.. وتخفي خصلات شعرها تحت المسمى حجابًا تارة أخرى.. وخطواتها تتسارع في محاولة منها للعودة إلى المنزل دون أن تكسب المزيد من الخطايا.. حمدت الله أن هداها إلى الطريق القويم.. وحملت امتنانًا عميقًا في قلبها مصحوبًا بالدعاء لذلك الشاب الصالح الذي كان له دور كبير في هدايتها...


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...