" الدنيا " و " الحياة الدنيا "

[ منتدى نور المعرفة ]


النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    الصورة الرمزية Yonko Akagami

    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    المـشـــاركــات
    551
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post " الدنيا " و " الحياة الدنيا "





    سلام من الله عليكم




    (الموضوع إما أن يقرأ كاملا أو لا يقرأ)


    فيما مضى، كنت لا أفرق بين كل من الدنيا والحياة الدنيا، وكنت أظن أن كلاهما واحد، فكان الذم عندي للدنيا، على أنه للحياة الدنيا ! لكن، بما أننا نتعلم في كل يوم ما هو جديد على عقولنا، وننظر ونتفكر في طرق أخرى لنُسير به آلية التفكير لهذا العقل، نجد أننا يجب أن نحدث من عقولنا - يمكنك استخدام ال 4G ^^ - وأن لا تمر تلك الكلمات والأفكار علينا مرور الكرام، يجب أن تلاحق هذه الأفكار بأفعال على أرض الواقع ليتم رسمها جليا فيما نحن مستخلفين فيه، وبهذا يظهر جليا أن هناك لبس في مفهومي للدنيا والحياة الدنيا ؟! فكيف أذم وأذكر سوءات ما يجب علي بنائه، والإهتمام به، وتأدية حق الإستخلاف فيه ؟ لماذا كنت أرى ذكرا طيبا للدنيا في القرآن، لكني في المقابل وجدت أن الحياة الدنيا هي التي تذم ؟ هل ما أقوله فلسفة ما ؟ وهل بالضرورة أن يكون ما " أتفلسف " به صحيحا ؟

    أولا عليك أن تعلم أن ما أقوله فلسفة، نعم، لكن هذه الفلسفة قد يكون لها أثر إيجابي على نمط التفكير السلبي الذي نعيشه! وبالطبع، ما أذكره من فلسفه أأمن به الآن - وآمنت به منذ عام تقريبا فقط ! - وليس بالضرورة أن يكون هو الصحيح، لكنها أصح الفلسفات التي اطلعت عليها بهذا الموضوع - من وجهة نظري - والآن دعونا من هذا الكلام ولننتقل الى مفهوم الدنيا..
    الدنيا في معجم المعاني تعني " الحياة الحاضرة وعكسها الآخرة "، ومن الملاحظ أيضا أن معجم المعاني، لم يتطرق الى كلمة " الدنيا " بمفردة وحسب، فذكر مثلا " بالعدوة الدّنيا " تعني بحافّة الوادي و ضفّته الأقرب للمدينة و "زهرة الحياة الدنيا " تعني زينتها و بهجتها و " أقام الدُّنيا وأقعَدها " : أحدث ضجَّة كبيرة.....
    اذن ماذا بعد، لنشاهد بعض الأيات الكريمة من القرآن الكريم التي ورد فيها لفظ
    " الدنيا ":

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    "ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "
    "وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ"
    "وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ"
    "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ"
    "فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
    "وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"
    "وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
    "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"

    والآن ماذا عن الحياة الدنيا ؟!
    لاحظ أننا عندما نقول الحياة الدنيا، أي الحياة التي تعيش بها حياة دنية وضيعة، نخرج بها عن شرع رب العباد، وتقترب فيها الى " الحيوانية " حياة وضيعة فيها العقاب والأمراض والآلام، الحياة التي تنتمي لغير شرع الله، هذه هي الحياة الدنيا ؟!
    ولنشاهد ما ورد في القرآن الكريم حول الحياة الدنيا:

    "زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
    "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
    " الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ "
    " مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ "
    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ "
    " فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا "

    ماذا بعد ؟
    لاحظ هنا أن القرآن الكريم، وفي مجمل ما ذكر حول الدنيا، كان فيها من صفات طلب الرحمة والمغفرة والثواب، انظر كيف كان عيسى عليه السلام وجيها في الدنيا والآخرة، انظر كيف تكون لنا هذه الدنيا حسنة وطريق تأخذنا الى الآخرة كما يرضى الله تعالى، لكن ماذا عن الآيات التي وردت فيها كلمة دنيا وورد فيها صور للعقاب ؟!
    وهنا نذكر أن الدنيا التي ينال فيها المجرم والكافر عقابه على ما أدى فيها هو الحق والعدل، الم نقل أن الدنيا هي الحياة الحاضرة ؟ ومن الحكم الحق والعدل أيضا أن ينال المجرمون فيها جزائهم لما قاموا به من أفعال شنيعة ..إذن فهي دنيا ينفذ بها حكم الحق...
    والذم الذي ورد في الحياة الدنيا هو ذم في مجمل ما ذكر من آيات، لكن هناك آيات ذكر فيها المؤمنون والحياة الدنيا أيضا ؟!
    هذه الآيات التي ذكرت لا تشكل معظم ما ذكر في الحياة الدنيا، كما أن الدنيا ذكرت في مجمل مواضعيها في موضع الحمد والرحمة وإحقاق الحق، فإن معظم ما ذكرت به الحياة الدنيا كان على شكل ذم لهذا النمط من الحياة ....

    إذن الخلاصة التي أود قولها بين الدنيا والحياة الدنيا:
    الدنيا هي الإختبار الذي وضعنا فيه، ولكل اختبار أسئلة وعلامات، بقدر ما يجيب الإنسان الذي يخضع للإختبار إجابات صحيحة، بقدر ما اكتسب علامة ترفعه درجة للأعلى وتقدمه خطوة للأمام في طريقه للنجاح، الدنيا هي دار الإستخلاف التي خلقنا الله تعالى لأجل بنائها وعمرانها، هي الدنيا التي تدنوا منا لتصبح قريبة منا لا انفصال عنها، أن نحق الحق بها، ونعمرها، ونعمل فيها لنيل الحسنة في الدنيا والآخرة، رغبة في رضاء الله تعالى، هذه الدنيا يجب أن لا تلام إن أبينا نحن أن نحيا " حياة دنيا وضيعة "، الدنيا بمفهومها الإيجابي يجب أن يحث على مبدأ العمارة والإستخلاف، مبدأ البناء لا الهدم، مبدأ الهمة لا التكاسل والتراخي، الدنيا التي خلقنا الله تعالى فيها ورزقنا فيها من الطيبات التي عرفنا قيمتها وطيبها مما حف به هذا الإختبار من مكاره، الدنيا التي قال عنها الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم في صحيح مسلم " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون "

    أما الحياة الدنيا فهي نمط الحياة التي نحيا بها داخل " الدنيا "، نمط لا يكون همه الا الدون من الأمور ومحكماتها، إن الدون من الدنيا الذي يترك أشراف الأمور ويركز على الشهوات وإشباع الأنا، يركز على الأمور السطحية، الأمور التي تجعلنا في الدنيا مجرد عبث وجدنا فيها ونحيا فيها كما تحيا الحيوانات، وبالنهاية شريعة الغاب هي الحكم ...
    والآن، هل هذا الأمر فقط؟!

    أعتقد أنه ليس كذلك، فهذا رأيي في موضوع الدنيا والآخرة، ورأيته فعلا يمثل قاعدة الإختبار الذي أحب أن أحيا فيه وأن أقدمه.. ، وحقيقة خير من تحدث عن هذا الموضوع، وهذه الفكرة، ‫الدكتور أحمد خيري العمري‬ في كتابه ‫‏سيرة خليفة قادم‬، ويظهر تأثري جليا بما ذكر في فصله الذي ذكر " ذم الدنيا " في نهايات الكتاب...


    نسأل الله تعالى التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة



  2. 6 أعضاء شكروا Yonko Akagami على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية مــــانــــآ

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    460
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: " الدنيا " و " الحياة الدنيا "

    و عليك السلام و الرحمة من الله تعالى

    سبحان الله للمره الاولى اعرف هناك فرق بين تلك الكلمتين فعلا القران عظيم لمن يتدبره
    ويكتشف عظمته سبحان العظيم الذي آنزل هذا الوحي على رسوله
    فعلا استفدت من كل كلمة و ما عساي ان آقول الا اللهم لا تجعلنا نعيش حيوات البهائم التي
    تآكل و تشرب و تنام فقط و اجعلنا نعمر الارض و نحن المسلمين آجدر بها نسآل الله آن يجعلنا
    نرفع بآمتنا و نرفع عنها الجهل اللهم اعف عنا الزلل
    جزاك الله على الموضوع الرائع جدا
    صدق في كل كلمة كتبها هنا الدكتور خيري
    و شكرا لك لنقلها هنا آيضًا

  4. #3

    الصورة الرمزية إيفان الخير

    تاريخ التسجيل
    Aug 2015
    المـشـــاركــات
    280
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: " الدنيا " و " الحياة الدنيا "

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الصراحة موضوع رائع وجميل جزاك الله خيرا

    وملاحظتي الوحيدة أنه يجب نقل الموضوع إل قسم " نور عل نور "

    يجب أن يفتحوا قسم الفلسفة الإيجابية ويضعوا يونكو مشرفا
    ولا أعلم إذا كان هذا مدحا أم ذما XD

  5. #4

    الصورة الرمزية ConanQ8

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    84
    الــــدولــــــــة
    الكويت
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: " الدنيا " و " الحياة الدنيا "

    والله هذه المرة الأولى التي أنتبه فيها ،
    كيف أنها وردت مرة الدنيا ومرة الحياة الدنيا !
    سبحان الله

    جزاك الله خيرًا

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...