بسم الله الرحمن الرحيم....
السلاااااام عليكم.... كيف حالكم يا أعضاء مسومس.... وأعضاء منتدى القلم.....
أنا جديدة على منتدى القلم.... لكني من أصحاب القلم.... وإلي يكتبون باستمرار.....
وحبيت أحطلكم موقف آلمني صار معي اليوم..... أتمنى الموضوع يعجبكم.....

قصتي والعجوز ....
صباح هذا اليوم .... استيقظت بنشاط على غير العادة ...
بدلت ملابسي .... ووضعت حاسوبي في حقيبته .... وخرجت دون أن أتناول شيئاً ....
تأملت الطريق جيداً من حولي وأنا في طريقي إلى الجامعة .... أحاطت بي الأفكار....
لقد انتهى الدوام الصيفي منذ أسبوع ...
لكني لم آخذ أي مواد هذا الصيف .... بل باشرت التدريب الميداني ....
تدريبي يستمر ثلاثة أشهر ... والفصل الصيفي شهرين ....
إذاً فأنا في طريقي للجامعة ... ولكن ليس إليها .... وإنما لمكان تدريبي ....
المستشفى ...
إنه بجوار الجامعة مباشرةً .... وصلت إلى هناك .... وذهبت مباشرةً لقاعة التدريب .... في أنظمة المعلومات....
أخرجت حاسوبي ... وبدأت أقلب في صفحات الإنترنت.... وزرت منتداي "مسومس"....
وبعد قليل ... وصلت زميلتي.... بدت غريبة... وسألتني إن كنت شربت شيئاً....
فذهبنا سوياً لشراء كوب النسكافيه.... وفي طريقنا .... أخبرتني أنها تعرضت لموقف غريب في طريق قدومها....
حين صعدت الحافلة الآتية للمستشفى... كانت تبحث عن مكان.... وفجأة.... رأت شيخاً عجوزاً يقف لها وكأنه يقول اجلسي بجانبي ....
شعرت صديقتي بالإحراج... ولحكم سنه ... جلست بجانبه.....
كان رث الثياب.... غريب المعالم....
بدأ بالكلام والكلام.... يسألها عن كذا وكذا.... يخبرها عن نفسه كذا وكذا دون أن تسأل.....
كانت تهز برأسها أن نعم.... ولم تكن تفهم نصف ما يقول....
ما فهمته منه أنه آتٍ للمستشفى لمراجعة طبيب العيون .... لعملية أجراها في عينه.....
سألها ماذا تعملين ... فقلت أتدرب.... فسألها: تدريب أم تسلية..... ثم قال: تدريب وتسلية بصوتٍ عال سمعها كل من في الحافلة..... حتى إن من كانت تجلس أمامها... نظرت إليها وابتسمت.....
صعدنا لآلة المشروبات في الطابق الثاني... لأن هناك طابوراً على التي في طابقنا....
ضحكنا على موقف هذا العجوز... وعدنا إلى قاعة التدريب لإكمال عملنا....
وحين أصبحت الساعة الواحدة بعد الظهر... بدأنا بلملمة أغراضنا استعداداً للذهاب....
أرادت صديقتي رؤية أخيها الذي يعمل في الطابق الثالث لوضع حاسوبها لديه....
فتوجهنا إلى حيث المصاعد... وكنا ننتظر وصوله لنصعد....
وفجأة إذا بشخص يحادثني.... نظرت وإذا بشيخ يبدو بحالة مزرية....
فسألني عن قسم العيون....
لكوني متدربة جديدة.... لم أعلم أين قسم العيون.... فقلت له بأني لا أعلم....
فسألني إلى أين أنت ذاهبة... وكرر علي السؤال مرتين.... فقلت له: مع صاحبتي.
فقال لي: "انا مالي صاحب..... مالي صاحب"
لم تكن صاحبتي تسمع ما يقول... ولكنها أتت وسحبتني.... لأنه نفسه الذي كان بجانبها.... وكلامه لا ينتهي.....
وبعدها.... رأيته يسأل امرأة تنتظر أحد المصاعد أيضاً...
ثم بدأ بالسؤال بصوتٍ عالٍ.... فقال له أحدهم.... إنه في الطابق الثاني....
فصعد معنا إلى المصعد... وظل الناس يصعدون إلى أن اكتظ بنا المكان.... وأخيراً دخل رجل شديد البدانة وقال... لا بأس من صعدوي جميعنا بأوزان خفيفة؟؟؟...
المهم بأن المصعد بدأ بالصعود ولست أعلم كيف.... وحين وصلنا إلى الطابق الثاني.... قال له الرجل:"يلا يا حجي... قسم العيون في هالطابق".
فقال العجوز:"وين أروح... لا لا أنا رح أطلع عالرابع...."
وظل الرجل في المصعد وسط استغراب الجميع... ونزلت أنا و"صاحبتي" في الثالث.... وبعدها... نزلنا على قدمينا وذهبت كلٌ منا متوجهة إلى طريق عودتها.... ولم نعلم ما الذي حل بذاك العجوز.....
ظلت هيأة العجوز أو الحجي في بالي كثيراً.... وظلت كلمته ترن في أذني "أنا مالي صاحب"
تسألت في نفسي كثيراً.... أين أولاده.... كيف وصل به الحال إلى هنا..... لم هو بهذه الهيأة....
منذ الثامنة إلى الواحدة.... ولم يصل إلى طبيب العيون..... لماذا.....
أين أولاده.... أين هم .....
مالي صاحب.... مالي صاحب.....


لست أدري.... ولكني أحببت أن أكتب هذا الكلام لكل من يقرأه.....
احرصوا على والدكم إذا كبر.... إحرصوا على والدتكم.... احرصوا على والديكم....
ولا تدعوا مشهد هذا العجوز يتكرر.....