خارج الحدود -قصة قصيرة-

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الصورة الرمزية مهوسة الانمي

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    22
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post خارج الحدود -قصة قصيرة-

    خارج الحدود
    رفعت بصري الى البيت الماثل أمامي ، بينما قال أبي بصوت بدا عليه الفخر الشديد لحسن انتقاءه لهذا المنزل الفاخر: ما رأيكم به يا أولاد ؟؟ أليس المنزل غاية في الروعة وآية في الجمال؟؟
    لم يستطع أي منا نحن الأربعة وأمي الاعتراض على كلامه مطلقاً، فقد كان المنزل حقاُ آية في الروعة والجمال، فقد كان المنزل يذكرك بإحدى القصص ، يذكرك بتلك اللفترة التي كان من الممكن ان تكون ألقاب أصحاب ذلك المنزل في ذلك الوقت هي ( اللورد فلان) و( الكونتيسة فلانة).
    كان المنزل ذا طلاء من اللونين الأبيض و الزهري الخفيف جداً في بعض الأجزاء، وكان المنزل مكون من طابقين ، وكلاهما كما وضح من المنظر الظاهر أمامنا مليئان بالنوافذ الزجاجية، فقد كانت هناك أربعة نوافذ تظهر أمامي في الطابق السفلي وقد اصطفت على خط مستقيم مع مسافة لا تقل عن 40 سم بين النافذة والأخرى، أما الطابق العلوي فكما أرى يوجد حوالي سته نوافذ .
    أما عن مقدمة المنزل فكانت هناك أربع درجات تقريباً تؤدي الى الباب الرئيسي للمنزل، وكانت محاطة بعامودين من الرخام على الطرز الروماني العتيق.
    أما حول المنزل فقد امتدت حوله مسافة كبيرة من البساط الأخضر المزركش بعدد من الزهور الملونة والأشجار الظليلة هنا وهناك، ولن أنسى بالطبع ذلك الممر الحجري الذي استطاع ان يشق طريقاً بين المنزل وبين البوابة الأمامية.
    إن المنزل بإختصار ( جنة الله في أرضه)!!!
    دخلنا الى المنزل لنتفحصه من الداخل، لا شئ مثير بصدد تلك الغرف الفارغة الأن بالطبع، ولكنني ما أن دخلت المنزل حتى كان هناك ذلك الممر الذي تقبع على جانبيه غرفتان فارغتان الاولى ذات مساحة أكبر من الثانية، وذلك المطبخ القابع وراء السلم المبني على الطراز العتيق.
    أما بالنسبة للطابق العلوي فكان يحتوي على أربع غرف، وعندها انطلقت اختاي سماح ولينه وأخي هشام ليحتل كل واحد منهم غرفة ، وهكذا لم يتبقى سوى غرفة واحدة لأبواي، أما أنا فأخذت أجول بين الغرف باحثة عن واحدة إضافية ملقاة هنا أو هناك، وللأسف لم أجد واحدة، ولكن مهلاُ كيف نسيت ذلك السلم الملتوي المختبئ داخل جدارين يحيطان به وكأنهما يحاولان اخفاءه.
    ببساطة اتجهت نحو السلم الذي فوجئت ما ان بدات بالصعود بأنه سلم ملتوي ، وفي نهايته كان هناك باب ، مددت يدي نحو المقبض لأديره بهدوء وتوتر شديدين ، ثم دفعت الباب لأنظر للداخل...............
    آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه........ .............
    لا لا لم أر جثة...
    ولكنني وجدت غرفة، غرفة فارغة، وسرعان ما احتللتها بوضع اليد وبدأت برسم الصور في خيالي لهذه الغرفة وكيف ستكون عليه.
    والأن....
    أقف وسط الغرفة وأتأملها وقد أصبحت الأن مفروشة ومزينة بتلك الصور والزينة والوسائد الجميلة فيها، رائعة بمعنى الكلمة، واللهم لا غرور.....
    فقد انتقلنا الى هنا اليوم، وبدأ كلا منا بترتيب غرفته، ولذلك فأنا لم أر أي من اخوتي- هشام وسماح و لينه- طوال اليوم.
    وعندما تردد صدى آذان العشاء في الارجاء كنا جميعا قد تهالكنا على الآرائك والمقاعد في غرفة التلفاز، وبعد تناولنا لطعام العشاء توجهنا جميعا نحو غرفنا استعداداً للنوم.
    بهذا استلقيت على سريري بتعب شديد ، وأخذت أفكر فيما سأفعله يوم غد، ولكنني لم أسترسل في التفكير طويلاً، فقد استطاع جسدي المرهق أن يخضع عقلي للتوقف عن التفكير والنوم، وسرعان ما كنت بالفعل قد استغرقت في النوم.
    فجأة استيقظت ، نظرت للظلام الذي عم الغرفة الا من ضوء القمر الخفيف، ونظرت الى الساعة لأجدها الواحدة.
    حاولت النهوض ولكن جسدي المتعب رفض أن يجاريني في نهوضي، وبهذا كنت قد استغرقت في نوم عميق مرة أخرى.
    استيقظت مرة أخرى ، ولكن هذه المرة لم أستيقظ وحدي ولكن صوت لينه ويداها اللتان كانتا تهزانني عوامل كافية جداً للإستيقاظ.
    " استيقظي يا كسولة، الساعة الأن الواحدة والنصف"!!!
    نهضت بكسل شديد لأجلس على طرف السرير ، بينما خرجت لينه من الغرفة بعد أن اطمئنت على أنها أدت مهمتها على أكمل وجه.
    توجهت الى الحمام وغسلت وجهي ومن ثم انطلقت للأسفل لأبدأ يومي.
    مضى اليوم عادياُ جداً، فقد أخذت أساعد أمي في نرنيب بعض الأغراض ووضعها في المكان المناسب، وقد أعدت ترتيب بعض الأشياء في غرفتي، وعندما انتهى اليوم كنت قد استلقيت على السرير المريح أفكر فيما يمكن عمله يوم غد، وسرعان ما استغرقت في النوم.
    مرة أخرى استيقظت لأنظر للغرفة الغارقة في الظلام، وأنظر للساعة التي تشير للواحدة، انها المرة الثانية التي أستيقظ فيها بهذا الشكل الغريب وفي الساعة الواحدة، أليس ذلك غريبا؟!
    ولكنني هذه المرة لن أعاود النوم ، بل سأنهض من السرير وأتوجه الى المطبخ لأتناول كوب من الماء وذلك لشعوري بالظمأ الشديد.
    توجهت نحو الباب وفتحته لأنزل السلم، التي ما أن نزلتها حتى وجدت لينه تبتسم لي وتقول: صباح الخير!
    نظرت لها باستغراب شديد وقلت: ماذا دهاك يا فتاة؟؟
    ثم نظرت الى النافذة وسرعان ما وضعت يدي فوق عيني وأنا أحميها من أشعة الشمس .
    مهلاً............. شمس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
    أهذا حقيقي؟؟
    نظرت للينه وصرخت بها: أي وقت هو الأن؟؟؟
    نظرت لي بدهشة وقالت: ا نها الواحدة صباحا يامنار.
    عندها لم أتمالك نفسي فجريت مسرعة نحو الغرفة ، وفتحت بابها فاستقبلني ظلام الغرفة ونور القمر!!!!!!!!!!
    صدرت عني صرخة قصيرة جاء على أثرها صوت لينه القلق من أسفل السلم: منار، هل انت بخير؟؟؟
    جريت مسرعة نحوها ونزلت السلم لأجذبها من يدها بعنف وأجرها نحو غرفتي، دفعتها أمامي الى الداخل وأنا أصرخ: أهو النهار أم الليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    سمعت صوتها الباكي وهي تقول: انه النهار يا منار، فماذا هناك؟؟
    أفلت يدها المسكينه ودخلت الغرفة لأجد كلامها صحيح تماماً ، فنور الشمس كان قد أغرق غرفتي بالكامل!!!
    سمعت صوت خطوات لينه الخائفة على السلم ، فقد أرعبتها!!!
    وضعت يدي على رأسي لفترة ثم انطلقت نحو الحمام لأغسل وجهي وأستحم، وطوال تلك الفترة كنت أحاول اقناع تفسي بأنني قد توهمت الأمر كله .
    نزلت الى الطابق السفلي بعد ان انتهيت، وتوجهت الى المطبخ لأجد الأسرة قد التفت حول طاولة الطعام ، وما أن دخلت حتى التفت لي الجميع وأخذوا يحدقون بي، وبهذا استنتجت أن لينه قد أخبرتهم بما حدث.
    تجاهلت نظراتهم تلك ومضيت أعد فطوري بكل ثقة ، بعدها توجهت نحو غرفة التلفاز وجلست هناك، ثم تبعتني لينه وسماح بالجلوس، بينما دخل هشام – أخونا الأصغر- وهو يقول بحماس شديد: لم لا نخرج ونتمشى قليلا في حينا الجديد؟؟
    نظرت لنا سماح – وهي التي تليني مباشرة في ترتيب أعمارنا- وقالت: معه حق، لم لا نتمشى قليلا فلربما نجد أصدقاء.
    وبهذا كنا جميعا – انا واخوتي- بالخارج نتمشى ، ومضت تلك النزهة القصيرة سريعاً، ولم نجد أصدقاء كما أملت سماح، ولكنني اكتشفت شيئان أثارا اهتمامي للحظات..
    الأول: وهو أن منزلنا هو المنزل الوحيد الذي ابتعد عن منازل الحي كلها وانعزل بمسافة لا بأس بها.
    الثاني: أن منزلنا هو الوحيد من نوعه من حيث تصميمه.
    ولكن لم أعر اي من النقطتين اهتماماً، ومضى اليوم كأي يوم حتى جاء ميعاد النوم ودخل كلا منا الى غرفته.
    استلقيت في سريري وأنا أفكر فيما حدث صباح اليوم، يبدو أنني كنت بالفعل أتوهم، ويبدو أن هذا كان هو نفسه استنتاج أبواي، فهما لم يتكلما معي بشأن ما حدث اليوم اطلاقاً.ي
    ولكنني لم أسترسل في التفكير فسرعان ما استغرقت في النوم، ولم أسترسل في النوم كثيرا فقد استيقظت فجأة، نظرت للنافذة المظلمة الا من نور القمر ، ومن ثم الى الساعة التي رأيت عقربها قد استقر عند الساعة الواحدة!!
    عندها وبشكل تلقائي نهضت من السرير واتجهت للنافذة وفتحتها فاستقبلني نسيم الهواء البارد، أخذت أحدق بالقمر لثوان معدودة ، ومن ثم اتجهت الى الباب الغرفة وأخذت أنزل السلم.
    ما أن وصلت الى آخر درجة في السلم لأكتشف أن المكان منير بشدة، نظرت لسبب هذا النور ، لأكتشف أن هذا النور هو نور الشمس!!!!!!!!!!
    لم أتمكن حتى من الصراخ، فقد بلغ ذهولي درجة لا أستطيع معه سوى النظر والتحديق في النافذة المنيرة بفضل أشعة الشمس الحارقة!!!
    اتجهت نحو النافذة وفتحتها لأمد يدي محاولة الاحساس بشعاع الشمس، وكأنني أريد أن أتيقن أنني لا أتوهم وجود الشمس، وبالفعل أحسست بسرعة بسخونة أشعة الشمس على ذراعي!!
    سمعت صوت أمي من ورائي وهي تقول : منار، ماذا تفعلين؟؟
    التفت لها وأخذت أحدق بها دون أن أتكلم ، سألتني مرة أخرى: منار ، ماذا بك؟؟
    بجهد جهيد استطعت أن أهمس: لا شئ، سأذهب الى الحمام.
    وبالفعل توجهت مسرعة نحو الحمام، ولكنني وقفت أمام مرآة الحمام وأنا أتأمل وجهي بانتظار ظهور أي علامة تدل على المرض، ولكنني لم أجد أي علامة على المرض تفسر هذه الهلوسة العقلية، ولكن ماذا لو لم تكن هلوسة؟؟
    أهذا يعني ان غرفتي مسكونة؟؟ ولكن لا يستطيع أي شبح أو حتى جن أو شيطان التحكم في الليل والنهار والشمس والقمر، فأنا مؤمنة ، وأعلم يقيناً أن الله سبحانه هو المالك المتصرف في الشمس والقمر.
    اذن فهناك سر لما يحدث.... ولكن ما هو؟؟؟
    أمضيت فترة ما بعد الظهر كلها في غرفتي التي ما أن دخلتها بعد خروجي من الحمام حتى وجدت ضوء النهار قد عم الغرفة!!
    كنت جالسة في غرفتي أحدق بالنافذة وأفكر فيما يحدث لي عندما اكتشفت وجود فتاتان أبصرتهما من النافذة، لوحت لي احداهما مرحبة فلوحت لها بدوري .
    وسرعان ما أشارت لي احداهما بالنزول ، وبهذا ارتديت ملابسي ونزلت لهما، وما أن اقتربت منهما حتى اتضحت لي ملامحهما أكثر.
    فقد كانت الأولى ذات شعر أسود مموج ينسدل بخفة على ظهرها وقد عقصته على شكل ذيل حصان ، وكانت ذات عينان بنيتان يلائمان بشرتها الحنطية، وكان قومها رشيقا متناسقاً ، وكان طولها متوسطاً.
    أما الأخرى فكانت ذات بني فاتح ناعم يصل الى وجنتيها ، وكانت عينها عسليتان يناسبان بشرتها والتي لا أستطيع وصفها بالبيضاء، ولكنها كانت أفتح من بشرة الأخرى، وكانت قصيرة نوعا ما بالنسبة لقامتي الطويلة مما أعطى وجهها مظهرا طفولياً جذاباً.
    عرفتني الأولى على اسمها والذي كان ( لمى) ، أما الاخرى فكان اسمها ( رندا).
    بداية تعارفنا وأخبرتهما بأنني قد انتقلت الى هنا حديثاً، فرحبا بي ، وانطلقنا نلعب في الحديقة التي قبعت وراء منزلنا.
    ثم جلسنا على شكل حلقة على الأرض العشبية ، وبدأنا نتحدث، وقد فرحت حقاً بلقائهما، فقد كانتا لطيفتين حقاً وقد نسيت بفضلهما ما حدث لي صباحاً.
    فجأة سألتني لمى: كيف علمتم بهذا المنزل؟؟
    نظرت لها باستغراب لسؤالها هذا ثم قلت: هناك سمسار أخبرنا عنه.
    عندها سألت رندا: وهل أنت مرتاحة في المنزل؟؟
    بدأ الشك يساورني وأنا أقول: نعم، نوعاً.
    استوقفتني لمى قائلة: نوعاً؟! ماذا تقصدين؟؟
    سألتهما بتردد: ألا تلاحظان شيئاً غريباً عند استيقاظكن من النوم؟؟
    نظرا لي بدهشة ، فقلت بسرعة: لا يهم أبداً.
    وانطلقنا نلعب مرة أخرى حتى سقطت قطرة ماء فجأة على رأسي، وكانت تلك القطرة هي التي أتى بعدها الغيث، فقد بدأت السماء تمطر!!
    قلت لهما : يجب أن أذهب قبل أن تبتل ملابسي.
    نظرت لي رندا بابتسامة ثم أخرجت قلادة من جيبها وعلقتها حول رقبتي قائلة: هذه هدية لكي تتذكريني بها.
    نظرت للقلادة والتي كانت ذات سلسلة فضية لامعة يتدلى منها قلب ذا حواف فضي وداخله كانت تستقر احدى الأحجار الامعة من اللون الفيروزي، وقد شككت في أن تكون هذه السلسلة من الأحجار الكريمة.
    نظرت لها بفرح وقلت: ولكن هذا كثير.
    ابتسمت لي ، فتابعت: شكراً جزيلاً، انها رائعة!
    قالت لمى: يجب أن نذهب الأن.
    سألتهما: ولكن أين تسكنون؟؟
    أشارت رندا لبيت قبع خلفها بمسافة بعيدة نوعاً قائلة: هذا هو، وراء بيتك بمسافة ليست ببعيدة.
    قلت بسرعة: حسناً ، أراكم غداً فقد ابتلت ملابسي تماماً.
    ثم ودعتهما لأنطلق جارية نحو المنزل الذي ما أن دخلته حتى قالت أمي بفزع: منار، ماالذي بللك هكذا؟؟
    قلت ببساطة: لقد أمطرت.
    ما أن قلت هذه الجملة حتى سمعت صوت باب المنزل يفتح ويغلق، ومن ثم دخل هشام ، فسألته أمي: أكانت السماء تمطر يا هشام؟؟
    نظر لها بدهشة ثم قال ساخراً: تمطر؟! اننا في فصل الصيف يا أمي، وكما ترين فالسماء صافية.
    نظرت لي أمي بدورها، وكانت حالتي لا توصف حين ذاك، فقد أمطرت السماء وقد رأيت ذلك بنفسي، وملابسي هي خير دليل على ذلك، فكيف يقولون هذا.
    وسرعان ما جائتني فكرة ، فانطلقت نحو غرفتي مسرعة و نظرت من النافذة لأجدها بالفعل تمطر!!!!!
    أطلقت زفرة يأس تام ، ثم ذهبت الى الحمام وأخذت حماماً ساخناً وانطلقت الى غرفتي والتي كان المطر قد توقف تماماً كما وضح لي من النافذة.
    جلست على السرير وأنا أحدق في النافذة بصمت شديد، فقد كنت أفكرفي احتمالية ما أكون قد جننت؟!!!!!!!
    فالسماء قد أمطرت في تلك الحديقة، وفي غرفتي........فقط!!!
    وبينما أنا كذلك دخلت أمي وهشام الى الغرفة ، جلست أمي مقابلي على السرير وسألتني قائلة: أين كنت يا منار؟؟
    أجبتها ببساطة: كنت ألعب مع فتاتان في نفس عمري تقريباً.
    سألتني مرة أخرى: وماهي أسماؤهم؟؟
    - لمى و رندا.
    - وهل تعلمين أين يسكنون؟؟
    قلت في حماس: أجل فهم سكنون وراء منزلنا ، ولكن المسافة ليست بالبعيدة جداً.
    قال هشام: ولكن يا منار منزلنا هو آخر منزل في الحي ولا توجد أي منازل بعده!!
    أحسست وكأن صوته هو خنجر من الصقيع البارد اخترق صدري ليصيب قلبي بالتجمد، وبالفعل فقد أحسست وأكن قلبي قد توقف ، وصرخت به: بل يوجد .
    قالت أمي بهدوء: انه محق يا منار، نحن آخر منزل في هذا الحي ولا توجد أي منازل بعدنا.
    صرخت بيأس: بل يوجد ، يوجـــــــــد!!
    قالت أمي بصوت لم أستطع تفسير نبرته: منار، نامي الان وسنتكلم في الصباح.
    ومن ثم خرجت هي وهشام بهدوء من الغرفة وأغلقوا الباب خلفهم، بينما رميت أنا بنفسي على السرير ودفنت رأسي في الوسادة وبدأت بالبكاء، فأنا متيقنة أن هناك منزل وراء منزلنا ، فقد رأيته، كما أنني متيقنه من أنني قابلت لمى و رندا، متيقنة تمام اليقين كتيقني من رؤية الليل والنهار في نفس الساعة!!
    بعدها استسلمت للنوم، فقد كنت جد مرهقة نفسياً وجسدياً، ولم أكتشف أنني قد غرقت في النوم الا عندما استيقظت على يد تهزني برفق.
    نظرت لأجد صاحبة اليد هي رندا!!
    سألتها بدهشة: ما الذي تفعلينه هنا؟؟
    قالت بهدوء: أنا لست وحدي!!
    وأشارت الى ركن من أركان الغرفة ، فوجئت بوجود لمى أيضاً وشخص آخر بين لي ضوء القمر من أنه عجوز حقاً.
    قلت في دهشة و ذهول: من أنتم؟؟ وماذا تفعلون في غرفتي؟؟
    جاء صوت رندا مجيباً: لا تقلقي، فنحن لن نؤذيك أبداً ، ولكننا نعلم أنك في محنة.
    رددت كالبغبغاء وراءها: محنة؟!
    عندها فقط تكلم العجوز بصوت رخيم وهادئ تماماً: ألا تلاحظين دائما اختلاف مناخ غرفتك عن الغرف الأخرى لهذا المنزل، بل وعن العالم الخارجي بأكمله كما حدث يوم أمطرت أمس؟!
    لم أستطع الاجابة من فرط دهشتي ، اما هو فأكمل بنفس اللهجة: ألا تلاحظين أن نور القمر يكون هو مصباح غرفتك بينما يكون شعاع الشمس هو مصباح بقية المنزل؟؟
    استطعت أن أقول بصوت مبحوح: أجل!!
    سألني : وهل تعلمين لماذا؟؟
    اكتفيت بهز رأسي نافية فقال بهدوء غريب: لأن غرفتك خارج الحدود.!!!!!
    - عذراً؟!!!!!
    هذا ما استطعت نطقه فقط ، بينما قال العجوز: أظنك تستحقين تفسيراً بعد كل ما مررت به....
    تابع قائلاً: هناك خط فاصل بين عالمنا وعالمكم لكي لا يتداخل العالمان ، وهذا الخط يسمى بالحدود، وقد استطاع أحد ما منذ زمن من عالمنا بناء هذه الغرفة بحيث تكون هي البوابة لعالمكم، وهذا الشخص تم اعدامه في عالمنا ، ولكن لم يستطع أحد ان يدمر تلك الغرفة، وبهذا بقيت غرفتك تلك خارج حدود عالمكم، ولهذا قلت لك أن غرفتك خارج الحدود!!
    قلت بدهشة: أتعني أنكم من عالم آخر؟؟
    قالت رندا: أجل يا منار..
    عندها قلت : ألهذا لم يجد هشام بيتكم؟؟ وألهذا أمطرت السماء في نافذة غرفتي فقط؟؟
    أومأ العجوز: أجل، فقد كانت غرفتك متأثرة بمناخ عالمنا، أما نحن وأقصد بذلك أنا و( فيرا )و( سامندا) أو لمى و رندا بلغة عالمكم حراس حدود عالمنا ، وعندما اتيت الى هنا واخترت تلك الغرفة تولينا مسؤولية دخولك عالمنا.
    قلت وقد سرت الرجفة في أوصالي: وماذا ستفعلون بي؟؟
    قال العجوز: من المفترض أن يتم اعدامك، ولكنني قد أرسلت لك لمى ورندا للتحقق من انك لا تشكلين خطراً على عالمنا، وقد اكتشفنا انه لا علاقة لك بهذا الخطأ وأنك قد اكتشفت تلك الغرفة بالخطأ، وبهذا قررنا مسح الجزء من ذاكرتك الذي يحتوي على أي معلومات عنا أو عن الغرفة.
    قلت في فزع: أليس هناك حل آخر؟؟
    قال بهدوء: هناك حل آخر وهو اعدامك.
    عندها قالت رندا بصوت حنون: لا تقلقي ، فلن نمسح الا الجزء المتعلق بنا.
    ساد صمت مطبق علينا حتى قالت لمى: ماذا اخترت يا منار؟؟
    نظرت لرندا التي ربتت على ظهري بحنان وقالت: لا تقلقي.
    أخذت نفساً عميقاً وقلت بحزم: امسحوا ذاكرتي اذن.
    تقدم العجوز نحوي قائلاً : حسناً.
    فجأة قلت: وماذا عن الغرفة؟؟
    أجابني بهدوء: ستبقين أنت وأسرتك في هذا المنزل ولكننا سنمحو الحاجز الذي يحيط بالغرفة والذي يسمح لها بأن تخترق حدود عالمنا ، وبهذا تعود غرفتك طبيعية تماماً، فهل أنت مستعدة الأن لعملية محو الذاكرة؟؟
    أخذت نفساً عميقاً قبل أن أقول: أجل مستعدة.
    فجأة استيقظت من النوم!!!!!!
    تثاءبت في سريري ونهضت منه بكسل شديد ، كان ضوء النهار يغمر الغرفة..
    أخذت أحاول أن أتذكر ما حلمت به ، ولكن كالعادة بلا فائدة، فأنا لا أتذكر ما أحلم به أبداً....
    اتجهت نحو المرآة لأنظر لشعري الذي انتفش حول وجهي فبدا وجهي كالأسد!!
    كنت أمشط شعري وأنا جالسة على الكرسي المقابل للمرآة أفكر فيما سأفعله اليوم عندما اكتشفت ذلك الشئ الامع عند رقبتي، مددت يدي أتحسسه فاكتشفت ان ذلك الشئ ماهو الا قلادة!!
    نظرت لها من خلال المرآة ، كانت ذات سلسلة فضية لامعة وبها قلب معلق ذا ايطار فضي لامع مثلها وكانت تستقر داخلها احدى الأحجار الكريمة التي كانت على شكل قلب ، وكانت لامعة ذات لون فيروزي جميل جداً.
    أخذت أنظر لها باستغراب شديد، فلا أذكر أنه كان لدي قلادة بهذه المواصفات أبداً...
    فمن أين أتت هذه القلادة اذن؟؟
    أني أتساءل........!!!!
    تمت بحمد الله وتوفيقه.

  2. #2

    الصورة الرمزية مهوسة الانمي

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    22
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: خارج الحدود -قصة قصيرة-

    للأسف توقعت ردود....
    ولكن الموضوع كالصحراء لا أثر فيه لأي أحد...

  3. #3

    افتراضي رد: خارج الحدود -قصة قصيرة-

    السلام عليكنم

    قصتك رائعة جدا ليست صحراء بل جنة خضراء تزهر بأحلى الألوان وتغرد بها العصافير بلا انقطاع .

    أسلوبك رائع أعجبتني القصة كثيرا وخاصة النهاية حين ترى القلادة ولا تتذكر من اين جائتها .
    أسلوب الوصف لديك أيضا جميل فقد رأيتُ المنزل من وصفك له وودت أن يكون لي منزل مثله ...
    أعجبني ايضا كيف جمعتي بين خفة القصة والغموض والخيال فيها بشكل متناسق منسجم بديع .

    شكرا لك على هذا الموضوع وأتمنى لكِ المزيد من الابداع

    كل علم وأنتِ بخير والى الله أقرب

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...