السلام عليكم ورحمة الله ...
هذه مشاركتي الأولى معكم راجياً أن تنال رضاكم ...
هي لحظات تأمل تستغرق ثوانٍ تتكرر من حين لآخر خاصة عندما أكون جالساً في المسجد إما في انتظار الصلاة أو بعد الانتهاء منها. لحظات قصيرة أتحدث فيها إلى نفسي قائلاً: آهٍ يا مصحفي! كل هذه المصاحف المنتشرة في المسجد وكتل الغبار تعلوها وتكاد تطمس ملامحها. لماذا لا نقرأ القرآن العظيم؟ كل هذه النسخ الفاخرة و المزخرفة لا تجد من يحملها فبالكاد لمسها شخص أثناء ترتيبها في المسجد فقط عند تدشينه. إن كانت أيدينا و أرجلنا ستشهد ضدنا يوم القيامه فما بالنا بالمصاحف التي تنظر إلينا و ننظر إليها يومياً خمس مرات دون أن نمد أيدينا لنلتقطها و نقرأها في حين أننا ندفع للحصول على صحيفة اليوم التي تحمل من الكلام الفارغ و المغالطات و المساوئ و الصور ما تحوي!!
سبحان الله العظيم كم هو رؤوف بعباده حليم بهم! ينهض الشخص منا صباحاً متكاسلاً لينطلق إلى مدرسته أو عمله بعد أن يصلي صلاة الفجر في المنزل في وقت متأخر بسرعة لكنه يستغرق الوقت الكافي للتلبس و التعطر للعمل. نضيع الساعات على مقاعد الدراسة و العمل ونعود للمنزل بحثاً عن الطعام كالمفاجيع فنشبع المعدة بما لذ و طاب و ننسى الفقير المعدم الذي لم يذق في حياته طعم البصل فما بالك باللحم! ثم نطمس على قلوبنا بالنوم الثقيل إلى منتصف العصر أو المغرب و ننهض متكاسلين متأففين من كثرة الأكل و نقضي الصلاة الفائتة على مضض وفي أنفسنا تأفف من هذا الكبت!
ثم نخرج من المنزل للأسواق نتمشى بعيداً عن الحر و ازعاج الأهل لنسترق النظرات على الناس ونعلك سير الأصحاب طوال الوقت ونحن جالسين في مقاهي نحتسي القهوة و الكابوتشينو لا لشيء معين غير تمضية الوقت الثمين ... نسمع الأذان يتردد في أرجاء مركز التسوق و نتكاسل عن الذهاب للمصلى للصلاة بحجة وجوده في مكان بعيد و نحن للتو بدأنا شرب القهوة ... ندفع للقهوة و الشاي في المقهى ما يحتاجه فقير معدم للعيش لشهر كامل ولا نبالي ثم نتحسر على هروب البركة عن أرزاقنا. ثم نتذكر صلاتنا فنذهب بسرعة إلى المصلى لنؤديها على مضض و نرمق المصحف المغبر أو الذي بين يدي العامل الآسيوي يقرأ منه، في تلك اللحظة ينطلق الضمير مؤنباً قائلاً: "آهٍ يا مصحفي ... آهٍ يا مصحفي" !!!
المفضلات