منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 1 من 12 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 236
  1. #1
    aseeeeen
    [ ضيف ]

    Exclamation منـ أروعـ ماقرأتـ ->::.. استمـــتعـ بحياتــــــكـ ..::<-

    بسمـ الله الرحمن الرحيمـ
    سلامـ من المولى الكريمـ ... لكمـ أيها الأحبــــــاب ... ورحمة منه وبركات ...
    .................................................. ........
    الحياه الدنيا .. دار التعب والشقاء .. الدار التيـ لاترضيـ أحد ولا يرضى عنها الا من رحمـ ربيـ .. وعرفـ سنة الله التيـ سنها بها ..
    هذه الدنيا الغريبه ..
    بالامسـ ... كنا نضحكـ .. نفرحـ ..
    واليومـ ترانا نبكيـ نتأفف نتضايق .. على حبيب غاب أو أمنية لمـ تتحققـ .. أو مرضـ فاجئنا .. ليذهب النومـ والراحة عنا ..
    مصائب من كل الجهات ... فالحكمة التي تقول :: يومـ لكـ وعشرة عليكـ :: لمـ تأتيـ من فراغـ !!
    إلهيـ .. لطفكـ ورحمتكـ مانرجوه .. فياااااربـ لطفكـ ... ياااااربـ رحمتكـ ..
    .........
    أكثرنا .. وربما كلنــا ... يعرفـ الشيخـ الفاضل .. محمد العريفيـ ..
    وربما سمعتمـ وقرأتمـ عنـ كتابهـ الرائــــــــعـ ""استمتعـ بحياتكـ"" .. كتاب "لن يوفيه حقه أيما كلامـ"..
    يجعل من يقرأه بحقـ ""يستمــــــتعـ بحياته"".. بما يحتويه من حكمـ قصصـ ومواقف .. يحكيها الشيخـ "حفظه الله"
    لذا فكرت بكتابة مقتطفات مما أعجبنيـ منه ..
    ""والحقـ يقال بأن كل مافيه عجب عجاب""
    وجميعـ الحقوقـ محفوظه لكاتب الكتاب الذيـ سأكتب منه ^^ جزاه الله ألف خير ....
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    الكتاب بعد المقدمه يحويـ الكثير من المواضيعـ .....
    وكما قلت سأحاول كتابة المفيد والنافعـ بإذنه تعالى ..
    ::::::::::


    الموضوعـ الأول :: هؤلاء لن يستفيدوا ...
    يقول الشيخـ :::: أذكر أن رسالة جاءتنيـ على هاتفيـ المحمول .. نصها : فضيلة الشيخـ .. ماحكمـ الانتحار؟
    فاتصلت بالسائل .. فأجاب شاب فيـ عمر الزهور ..
    قلت له : عفواً لمـ أفهمـ سؤالكـ .. أعد السؤال !!!!!
    فأجاب بكل تضجر : السؤال واضحـ .. ماحكمـ الانتحار ؟
    فأردت أن أفاجئهـ بجواب لا يتوقعهـ .. فضحكت وقلت : مستحب ..
    صرخـ : ماذا!!
    قلت : ما رأيكـ أنـ نتعاون فيـ تحديد الطريقهـ التيـ تنتحر بها؟!!
    سكت الشاب ...
    فقلت : طيب .. لماذا تريد أنـ تنتحر؟
    قال : لأنيـ ما وجدت وظيفهـ .. والناسـ مايحبوننيـ .. وأصلاً أنا انسان فاشل .. و..
    وانطلقـ يرويـ ليـ قصة مطولهـ تحكيـ فشلهـ فيـ تطوير ذاتهـ .. وعدمـ استعدادهـ للاستفادهـ بماهو متاحـ بين يديهـ من قدرات ..
    وهذهـ آفة عند الكثيرين ..
    لماذا ينظر أحدنا إلى نفسهـ نظرة دونيهـ ..؟؟
    لماذا يلحظ ببصرهـ إلى الواقفين على قمة الجبل ويرى نفسهـ أقل من أن يصل إلى القمة كما وصلوا .. أو على الأقل أن يصعد الجبل كما صعدوا ..
    ومن يتهيب صعود الجبال xxx يعشـ أبد الدهر بين الحفر
    تدريـ من الذيـ لن يستفيد من هذا الكتاب؟؟
    ولا من أيـ كتاب آخر من كتب المهارات ؟؟
    إنهـ الشخصـ المسكين الذيـ استسلمـ لأخطائهـ وقنعـ بقدراتهـ , وقال : هذا طبعيـ الذيـ نشأت عليهـ ..
    وتعودت عليهـ , ولا يمكن أن أغير طريقتيـ .. والناسـ تعودوا عليـ بهذا الطبعـ .. أما أن أكون مثل خالد فيـ طريقة القائهـ ..
    أو أحمد فيـ بشاشتهـ .. أو زياد فيـ محبة الناسـ لهـ ...
    فهذا محال ...
    جلست يوماً معـ شيخـ كبير بلغـ من الكبر عتياً .. فيـ مجلسـ عامـ , كل من فيهـ عوامـ متواضعوا القدرات .. وكان الشيخـ يتجاذب أحاديث عامة معـ من بجانبهـ ..
    لمـ يكن يمثل لمن فيـ المجلسـ إلا واحداً منهمـ لهـ حقـ الاحترامـ لكبر سنهـ .. فقط ..
    ألقيت كلمة يسيرهـ .. ذكرت خلالها فتوى للشيخ العلامهـ عبدالعزيز بن باز .. فلما انتهيت ..
    قال ليـ الشيخـ مفتخراً : أنا والشيخـ ابن باز كنا زملاء ندرسـ فيـ المسجد عند الشيخـ محمد بن ابراهيمـ .. قبل اربعين سنهـ ..
    التفت أنظر إليهـ .. فإذا هو قد انبلجت أساريرهـ لهذهـ المعلومهـ .. كان فرحاً جداً لأنهـ صاحب رجلاً ناجحاً يوماً من الدهر ..
    بينما جعلت أردد فيـ نفسيـ : ولماذا يامسكين ماصرت ناجحاً مثل ابن باز؟
    مادامـ أنكـ عرفت الطريقـ لماذا لمـ تواصل؟
    لماذا يموت ابن باز .. فتبكيـ عليهـ المنابر ... والمحاريب .. والمكتبات .. وتئن أقوامـ لفقدهـ ..
    وأنت ستموت يوماً من الدهر .. ولعلهـ لايبكيـ عليكـ أحد .. إلا مجاملة .. أو عادة ..!!!

    كلنا قد نقول يوماً من الأيامـ .. عرفنا فلاناً .. وزاملنا فلاناً .. وجالسنا فلاناً !!
    وليسـ هذا هو الفخر .. إنما الفخر أن تشمخـ فوقـ القمة كما شمخـ ..
    فكن بطلاً واعزمـ من الآن أن تطبقـ ما تقتنعـ بنفعهـ من قدرات .. كن ناجحاً .. اقلب عبوسكـ ابتسامة .. وكآبتكـ بشاشة .. وبخلكـ كرماً .. وغضبكـ حلماً .. اجعل المصائب أفراحاً .. والإيمان سلاحاً ..
    استمتــــــعـ بحياتكـ .. فالحياة قصيرة لا وقت فيها للغمـ ..
    ^^
    انتهى كلامهـ فيـ موضوعهـ هذا ..
    .................

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    الموضوعـ الثانيـ :: طور نفسكـ ..
    يقول الشيخـ :::: تجلسـ معـ بعضـ الناسـ وعمرهـ عشرون سنهـ .. فترى لهـ أسبوباً ومنطقاً وفكراً معيناً ..

    ثمـ تجلسـ معهـ وعمرهـ ثلاثون .. فإذا قدراتهـ هيـ هيـ .. لمـ يتطور فيهـ شيء ..

    بينما تجلسـ معـ آخرين فتجدهمـ يستفيدون من حياتهمـ .. تجدهـ كل يومـ متطوراً عن اليومـ الذيـ قبلهـ ..

    بل ما تمر ساعة إلا ارتفعـ بها ديناً أو دنيا .. إذا أردت أن تعرف أنواعـ الناسـ فيـ ذلكـ .. فتعال نتأمل فيـ أحوالهمـ واهتماماتهمـ ..
    القتوات الفضائية مثلاً .. من الناسـ من يتابعـ ماينميـ فكرهـ المعرفيـ .. ويطور ذكاؤهـ ..
    ويستفيد من خبرات الآخرين من خلال متابعة الحوارات الهادفهـ .. يكتسب منها مهارات رائعهـ فيـ النقاشـ ..
    واللغهـ .. والفهمـ .. وسرعة البديهة .. والقدرة على المناظرهـ .. وأساليب الاقناعـ ..
    ومن الناسـ من لايكاد يفوتهـ مسلسل يحكيـ قصة حب فاشلهـ .. أو مسرحية عاطفية .. أو فيلمـ خياليـ مرعب ..
    أو أفلامـ لقصصـ .. افتراضية تافههـ .. لاحقيقة لها ..
    تعال بالله عليكـ .. وانظر إلى حال الأول وحال الثانيـ بعد خمسـ سنوات .. أو عشر ..
    أيهما سيكون أكثر تطوراً فيـ مهاراتهـ ؟.
    فيـ القدرهـ على الاستيعاب ؟.
    فيـ سعة الثقافهـ ؟.
    فيـ القدرهـ على الاقناعـ ؟.
    فيـ أسلوب التعامل معـ الأحداث ؟.
    لا شكـ أنهـ الأول ..
    بل تجد أسلوب الأول مختلفاً .. فاستشهاداتهـ بنصوصـ شرعية .. أو أرقامـ وحقائقـ ..
    أما الثانيـ فاستشهاداتهـ بأقوال الممثلين .. والمغنين ..
    حتى قال أحدهمـ يوماً فيـ معرضـ كلامهـ ... والله يقول "اسعى ياعبديـ وأنا أسعى معاكـ"!!!!!!
    فنبهناهـ إلى أن هذهـ ليست آيهـ ... فتغير وجههـ وسكت .. ثمـ تأملت العبارهـ .. فإذا الذيـ ذكرهـ هو مثل مصريـ انطبعـ فيـ ذهنهـ من احدى المسلسلات !!!!!!!!!
    نعمـ .. كل اناء بمافيهـ ينضحـ ..
    بل تعال الى جانب آخر .. فيـ قراءة الصحف والمجلات .. كمـ همـ أولئكـ الذين يهتمون بقراءة الأخبار المفيدة والمعلومات النافعهـ التيـ تساعد على تطوير الذات .. وتنمية المهارات .. وزيادة المعارف .. بينما كمـ الذين لايكادون يلتفتون إلى غير الصفحات الرياضية والفنية ؟!!
    حتى صارت الجرائد تتنافسـ فيـ تكثير الصفحات الرياضية والفنية ..على حساب غيرها ..
    قل مثل ذلكـ فيـ مجالسنا التيـ نجلسها .. وأوقاتنا التيـ نصرفها ..
    فأنت إذا أردت أن تكون رأساً لا ذيلاً .. احرصـ على تتبعـ المهارات أينما كانت .. درب نفسكـ عليها ..
    كان عبدالله رجلاً متحمساً .. لكن تنقصهـ بعضـ المهارات ..
    خرجـ يوماً من بيتهـ إلى المسجد ليصليـ الظهر ..
    يسوقه الحرصـ على الصلاة ويدفعهـ تعظيمهـ للدين .. كان يحث خطاهـ خوفاً من أن تقامـ الصلاة قبل وصولهـ إلى المسجد ..
    مر أثناء الطريقـ بنخلة فيـ أعلاها رجل بلباسـ مهنتهـ يشتغل باصلاحـ التمر .. عجب عبدالله من هذا الذي مااهتمـ بالصلاة .. وكأنهـ ماسمعـ أذاناً ولا ينتظر إقامهـ .. !!
    فصاحـ بهـ غاضباً : انزل للصلاة ..
    فقال الرجل بكل برود : طيب .. طيب ..
    فقال : عجل .. صل ياحـ مـ ا ر ..!!
    فصرخـ الرجل : أنا حـ مـ ا ر ..؟!! ثمـ انتزعـ عسيباً من النخلة ونزل ليفلقـ بهـ رأسهـ !!!! غطى عبدالله وجههـ بطرف غترتهـ لئلا يعرفهـ .. وانطلقـ يعدو إلى المسجد ..
    نزل الرجل من النخلة غاضباً .. ومضى إلى بيتهـ وصلى وارتاحـ قليلاً .. ثمـ خرجـ إلى نخلتهـ ليكمل عملهـ ..
    دخل وقت العصر وخرجـ عبدالله إلى المسجد .. مر بالنخلة فإذا الرجل فوقها .. فغير اسلوب تعاملهـ ..
    قال : السلامـ عليكمـ .. كيف الحال ؟ ..
    قال : الحمدلله بخير ..
    قال : بشر !! كيف الثمر هذهـ السنة ..
    قال : الحمدلله ..
    قال عبدالله : الله يوفقكـ ويرزقكـ .. ويوسعـ عليكـ .. ولايحرمكـ أجر عملكـ وكدكـ لأولادكـ ..
    ابتهجـ الرجل لهذا الدعاء .. فأمن على الدعاء وشكر ..
    فقال عبدالله :
    لكن يبدو أنكـ لشدة انشغالكـ لمـ تنتبهـ إلى أذان العصر !!
    قد أذن العصر .. والإقامة قريبة .. فلعلكـ تنزل لترتاحـ وتدركـ الصلاة .. وبعد الصلاة أكمل عملكـ .. الله يحفظ عليكـ صحتكـ ..
    فقال الرجل : إن شاءالله .. إن شاءالله ..
    وبدأ ينزل برفقـ ..
    ثمـ أقبل على عبدالله وصافحهـ بحرارهـ ..
    وقال : أشكركـ على هذه الأخلاقـ الرائعهـ .. أما الذيـ مر بيـ الظهر فياليتنيـ أراهـ لأعلمهـ من الـ حـ مـ ا ر !!
    ^^
    انتهى كلامهـ فيـ موضوعهـ هذا ..
    :: اضاءه ::
    مهاراتكـ فيـ التعامل معـ الآخرين ..
    على أساسها تتحدد طريقة تعامل الناسـ معكـ .. ^^
    .................
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ


    الموضوعـ الثالث : أيـ الناسـ أحب إليكـ ؟
    يقول الشيخـ :::: تكون أقوى الناسـ قدرة على استعمال مهارات التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً يجعلهـ يشعر أنه أحب الناسـ إليكـ ..


    فتتعامل معـ أمكـ تعاملاً رائعاً مشبعاً بالتفاعل والأنس والاحتفاء إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقيـ لم يلقه أحد منك قبلها ..

    وقل مثل ذلك عند تعاملكـ معـ أبيكـ ..معـ زوجتكـ .. أولادكـ .. زملائكـ .. بل قل مثلهـ عند تعاملكـ مع من تلقاهمـ مرة واحدة .. كبائع في دكان .. أو عامل في محطة وقود ..

    كل هؤلاء تستطيعـ أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إليهم إذا أشعرتهم أنهم أحب الناس إليك .. وقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك ..

    إذ إن من تتبعـ سيرتهـ .. وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية .. فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة .. حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه .. وبالتالي يكون هو أيضا صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليهم .. لأنه أشعرهم بمحبته ..

    كان عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية من دهاة العرب .. حكمة وفطنة وذكاء .. فأدهى العرب أربعة .. عمرو واحد منهم ..

    أسلم عمرو وكان رأساً في قومه .. فكان إذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق رأى البشاشة والبشر والمؤانسة .. وإذا دخل مجلساً فيه النبي صلى الله عليه وسلم رأى الاحتفاء والسعادة بمقدمهـ .. وإذا دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ناداه بأحب الأسماء إليه ..

    شعر عمرو بهذا التعامل الراقي .. ودوام الاهتمام والتبسم أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأراد أن يقطع الشك باليقين .. فأقبل يوماً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ... ثم قال : يارسول الله .. أي الناس أحب إليك ؟

    فقال صلى الله عليه وسلم : عائشة ..

    قال عمرو : لا .. من الرجال يارسول الله ؟ .. لست أسألك عن أهلك ..

    فقال صلى الله عليه وسلم : أبوها ..

    قال عمرو : ثم من؟

    قال : ثم عمر بن الخطاب ..

    قال : ثم أي .. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعدد رجالاً .. يقول : فلان .. ثم فلان ..

    بحسب سبقهم إلى الإسلام .. وتضحيتهم من أجله ..

    قال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم ..

    فانظر كيف استطاع صلى الله عليه وسلم أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه .. بل كان عليه الصلاة والسلامـ ينزل الناس منازلهم .. وقد يترك أشغاله لأجلهم .. لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده ..

    لما توسع صلى الله عليه وسلم بالفتوحات وبدأ ينتشر الإسلام .. جعل صلى الله عليه وسلم يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام .. وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً .. وكان عدي بن حاتم الطائي .. ملكاً ابن ملك .. أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قبيلة "طيء" .. وكان عدي قد هرب من الحرب فلم يشهدها .. واحتمى بالروم في الشام ..

    وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء .. كانت هزيمة طيء سهلة .. فلا ملك يقود .. ولا جيش مرتب .. وكان المسلمون في حروبهم .. يحسنون إلى الناس .. ويعطفون وهم في قتال .. كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين .. وإظهار قوة المسلمين لهم ..

    أسر المسلمون بعض قوم عدي .. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم .. مضوا بالأسرى إلى المدينة .. حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بفرار عدي إلى الشام ..

    فعجب صلى الله عليه وسلم من فراره !! كيف يفر من الدين ؟ كيف يترك قومه ؟

    ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل .. لم يطب المقام لعدي في ديار الروم .. فاضطر للرجوع إلى ديار العرب .. ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومصالحته .. أو التفاهم على شيء يرضيهما ..

    يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة ::

    مارجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني .. وكنت على دين النصرانية .. وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي ..

    فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة .. فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر ..

    قال : فكرهت مكاني ذلك ..

    فقلت : والله لو أتيت هذا الرجل .. فإن كان كاذباً لم يضرني .. وإن كان صادقاً علمت .. فقدمت فأتيته ..

    فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدي بن حاتم .. هذا عدي بن حاتم .. فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد .. فقال لي : عدي بن حاتم ؟

    قلت : عدي بن حاتم ..

    فرح النبي صلى الله عليه وسلم بمقدمه .. واحتفى به .. مع ان عدياً محارب للمسلمين وفار من الحرب .. ومبغض للإسلام .. ولاجىء إلى النصارى ..

    ومع ذلك لقيه صلى الله عليه وسلم بالبشاشة والبشر .. وأخذ بيده يسوقه معه إلى بيته .. عدي وهو يمشي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الرأسين متساويين ..!!!

    فمحمد (صلى الله عليه وسلم) ملك على المدينة وماحولها .. وعدي ملك على جبال طيء وماحولها ..

    ومحمد (صلى الله عليه وسلم) على دين سماوي "الإسلام" .. وعدي على دين سماوي "النصرانية" ..

    ومحمد (صلى الله عليه وسلم) عنده كتاب منزل "القرآن" .. وعدي عنده كتاب منزل "الإنجيل" ..

    كان عدي يشعر أنه لافرق بينهما إلا في القوة والجيش ..

    في أثناء الطريق وقعت ثلاثة مواقف :
    !!!!!!!!!!


    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    تابعـ للموضوعـ السابقـ ^^
    ........
    بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت فيـ وسط الطريقـ فجعلت تصيحـ : يارسول الله .. ليـ إليكـ حاجة ..فانتزعـ النبيـ صلى الله عليه وسلمـ يده من يد عديـ ومضى إليها .. وجعل يستمعـ إلى حاجتها ..
    عديـ بن حاتمـ .. الذيـ قد عرف الملوكـ والوزراء جعل ينظر إلى هذا المشهد .. ويقارن تعامل النبيـ صلى الله عليه وسلمـ معـ الناسـ بتعامل من رآهمـ من قبل من الرؤساء والسادة ..
    فتأمل طويلاً ثمـ قال :: والله ماهذه بأخلاقـ الملوكـ .. هذه أخلاقـ الأنبياااااء ..
    وانتهت المرأة من حاجتها فعاد النبيـ صلى الله عليه وسلمـ إلى عديـ .. ومضا يمشيان .. فبينما هما كذلكـ .. فإذا برجل يقبل على النبيـ صلى الله عليه وسلمـ ..
    فماذا قال الرجل ؟!!
    هل قال :: يارسول الله عنديـ أموال زائدة أبحث لها عن فقير ؟!!
    أمـ قال :: حصدت أرضيـ وزاد عنديـ الثمر .. فماذا أفعل به ؟!
    ياليته قال شيئاً من ذلكـ .. لعل عدياً إذا سمعه يشعر بغنى المسلمين وكثرة أموالهمـ ..
    قال الرجل :: يارسول الله .. أشكو إليكـ الفاقة والفقر ..
    مايكاد هذا الرجل يجد طعاماً يسد به جوعة أولاده .. ومن حوله من المسلمين يعيشون على الكفاف ليسـ عندهمـ مايساعدونه به ..
    قال الرجل هذه الكلمات وعديـ يسمعـ .. فأجابه النبيـ صلى الله عليه وسلمـ بكلمات ومضى .. فلما مشيا خطوات .. أقبل رجل آخر .. قال :: يارسول الله أشكو إليكـ قطعـ الطريقـ ؟!!
    يعنيـ أننا يارسول الله لكثرة أعدائنا حولنا لا نأمن أن نخرجـ عن بنيان المدينة لكثرة من يعترضنا من كفار أو لصوصـ ..
    أجابه النبيـ صلى الله عليه وسلمـ بكلمات ومضى .. جعل عديـ يقلب الأمر فيـ نفسه .. هو فيـ عز وشرف فيـ قومه .. وليسـ له اعداء يتربصون به ..
    فلماذا يدخل هذا الدين الذيـ أهله فيـ ضعف ومسكنة .. وفقر وحاجة ..
    وصلا إلى بيت النبيـ صلى الله عليه وسلمـ .. فدخلا .. فإذا وسادة واحدة فدفعها النبيـ صلى الله عليه وسلمـ إلى عديـ إكرامآ له .. وقال :: خذ هذه فاجلسـ عليها ..
    فدفعها عديـ إليه وقال :: بل اجلسـ عليها أنت .. فقال صلى الله عليه وسلمـ :: بل أنت .. حتى استقرت عند عديـ فجلسـ عليها ..
    عندها .. بدأ النبيـ صلى الله عليه وسلمـ يحط الحواجز بين عديـ والإسلامـ .. ياعديـ أسلمـ .. تسلمـ .. أسلمـ تسلمـ .. أسلمـ تسلمـ ..
    قال عديـ :: إنيـ على دين ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ :: أنا أعلمـ بدينكـ منكـ ..
    قال :: انت أعلمـ بدينيـ منيـ ؟
    قال :: نعمـ .. ألست من الركوسية؟!
    والركوسية ديانة نصرانية مشربة بشيء من المجوسية .. فمن مهارته صلى الله عليه وسلمـ فيـ الاقناعـ أنه لمـ يقل ألست نصرانيآ ..
    وإنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدقـ منها فأخبره بمذهبه فيـ النصرانية تحديدآ ..
    كما لو لقيكـ شخصـ فيـ أحد بلاد أوروبا وقال لكـ :: لماذا لا تتنصر ؟
    فقلت :: إنيـ على دين ..
    فلمـ يقل لكـ :: ألست مسلمآ .. ولمـ يقل :: ألست سنيآ .. وإنما قال :: ألست شافعيآ أو حنليآ ..
    عندها ستدركـ أنه يعرف كل شيء عن دينكـ ..
    فهذا الذيـ فعله المعلمـ الأول صلى الله عليه وسلمـ معـ عديـ .. قال :: ألست من الركوسية؟
    فقال عديـ :: بلى ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ :: فإنكـ إذا غزوت معـ قومكـ تأكل فيهمـ المرباعـ؟
    قال :: بلى ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ :: فإن هذا لايحل لكـ فيـ دينكـ ..
    فتضعضعـ لها عديـ .. وقال :: نعمـ ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ:: أما إنيـ اعلمـ الذيـ يمنعكـ من الإسلامـ ..
    أنكـ تقول :: إنما اتبعه ضعفة الناسـ ومن لا قوة لهمـ ..
    وقد رمتهمـ العرب ..
    ياعديـ .. أتعرف الحيرة؟ "الحيرة مدينة بالعراقـ"
    قلت :: لمـ أرها وقد سمعت بها ..
    قال :: فو الذيـ نفسيـ بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرجـ الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت فيـ غير جوار أحد ..
    أيـ سيقوى الإسلامـ إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة تخرجـ من الحيرة حتى تصل إلى مكة ليسـ معها محرمـ .. من غير أحد يحميها ..
    وتمر على مئات القبائل فلا يجرؤ أحد أن يعتديـ عليها أو يسلبها مالها .. لأن المسلمين صار لهمـ قوة وهيبة ..
    إلى درجة أن أحدآ لايجرؤ على التعرضـ لمسلمـ خوفآ من انتصار المسلمين له ..
    فلما سمعـ عديـ ذلكـ .. جعل يتصور المنظر فيـ ذهنه .. امرأة تخرجـ من العراقـ حتى تصل إلى مكة .. معنى ذلكـ أنها ستمر بشمال الجزيرة ..
    يعنيـ ستمر بجبال طيء .. ديار قومه ..
    فتعجب عديـ وقال فيـ نفسه :: فأين عنها ذُعّار طي الذين سعروا البلاد !!
    ثمـ قال صلى الله عليه وسلمـ :: وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ..
    قال :: كنوز ابن هرمز ؟؟
    قال :: نعمـ كسرى بن هرمز .. ولتنفقن أمواله فيـ سبيل الله ..
    قال صلى الله عليه وسلمـ :: ولئن طالت بكـ حياة لترين الرجل يخرجـ بملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدآ يقبله منه ..
    يعنيـ من كثرة المال يخرجـ الغنيـ يطوف بصدقته لا يجد فقيرآ يعطيه إياها .. ثمـ بدأ صلى الله عليه وسلمـ يعظ عديآ ويذكره بالآخرة ..
    فقال :: وليلقين الله أحدكمـ يومـ يلقاه ليسـ بينه وبينه ترجمان , فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنمـ , وينظر عن شماله فلا يرى إلا جهنمـ " ..
    سكت عديـ متفكرآ ..
    ففاجأه صلى الله عليه وسلمـ قائلآ :: ياعديـ .. فما يفركـ أن تقول لا إله إلا الله ؟ .. أو تعلمـ من إله اعظمـ من الله ؟!!
    قال عديـ :: فإنيـ حنيف مسلمـ .. أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمدآ عبده ورسوله ..
    فتهلل وجه النبيـ صلى الله عليه وسلمـ فرحآ مستبشرآ ..
    قال عديـ بن حاتمـ :: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار ..
    ولقد كنت فيمن فتحـ كنوز كسرى .. والذيـ نفسيـ بيده لتكونن الثالثة لان رسول الله صلى الله عليه وسلمـ قد قالها" ..
    فتأمل كيف كان هذا الأنسـ منه صلى الله عليه وسلمـ لعديـ .. وهذا الاحتفاء الذيـ قابله به .. حتى شعر به عديـ .. تأمل كيف كان كل ذلكـ جاذبآ لعديـ للدخول فيـ الإسلامـ ..
    فلو مارسنا هذا الحب معـ الناسـ .. مهما كانوا .. لملكنا قلوبهمـ ..
    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..
    :: اضاءة ::
    بالرفقـ واستعمال مهارات التعامل والإقناعـ ..
    نستطيعـ أن نحققـ مانريد ..
    .................

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    الموضوعـ الخامسـ : التواضعـ ..
    يقول الشيخـ :::: كنت فيـ مجلسـ فيه عدد من الوجهاء ..
    فتحدث أحد من رآه استغنى ! وقال فيـ أثناء حديثه ::

    ومررت بأحد العمال .. فمد يده ليصافحنيـ .. فترددت ثمـ مددت يديـ وصافحته ..

    ثمـ قال بشيء من الغرور :: معـ انيـ لا اعطيـ يديـ لأيـ أحد !!

    ما شاء الله يقول :: لا أعطيـ يديـ لأيـ أحد ..

    أما رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. فكانت الأمَة المملوكة الضعيفة .. تلقاه فيـ وسط الطريقـ .. فتشتكيـ إليه من ظلمـ أهلها .. أو كثرة شغلها .. فينطلقـ معها إلى أهلها ليشفعـ لها ..

    وكان يقول ::

    "لا يدخل الجنة من كان فيـ قلبه مثقال ذرة من كبر ".. كمـ سمعنا الناسـ يرددون ::

    يا أخيـ .. فلان متكبر .. فلان "شايف نفسه" .. ويبغضونه بسبب هذا الخلقـ ويذمونه ..

    وتسأله :: لماذا لمـ تستعن بجاركـ فيـ كذا ؟!

    فيقول :: فلان متكبر علينا .. مايعطينا وجه !!

    آآآآه كمـ همـ مبغوضون أولئكـ الذين يتكبرون على الناسـ .. ويعاملونهمـ باستعلاء ..

    كمـ هو منبوذ .. ذاكـ الذيـ يطغى أن رآه استغنى ..

    ذاكـ الذيـ يصعر خده للناسـ ويمشيـ فيـ الأرضـ مرحآ ..

    ذاكـ الذيـ يتكبر على العمال .. والخدامـ .. والفقراء ..

    يتكبر على محادثتهمـ .. ومصافحتهمـ .. ومجالستهمـ ..

    لما دخل صلى الله عليه وسلمـ مكة فاتحآ .. جعل يمر بطرقات مكة ..

    التيـ طالما أوذيـ فيها .. واستهزئ به ..

    كمـ سمعـ فيـ طرقاتها .. يامجنون .. ساحر .. كاهن .. كذاب ..

    وهو اليومـ يدخلها قائدآ عزيزآ .. ممكنآ .. قد أذل الله أهلها بين يديه ..

    فكيف كان شعوره وهو داخل ؟!

    قال عبدالله بن أبيـ بكر رضيـ الله عنهما ::

    لما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلمـ إلى "ذيـ طوى " .. وقف على راحلته معتجرآ بقطعة بُرْدٍ حمراء ..

    وإن رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ليضعـ رأسه تواضعآ لله .. حين رأى ما أكرمه الله به من الفتحـ .. حتى إن عثنونه "طرف لحيته" ليكاد يمسـ واسطة الرحل ..

    وقال أنسـ رضيـ الله عنه ::

    دخل رسول الله صلى الله عليه وسلمـ مكة يومـ الفتحـ وذقنه على راحلته متخشعآ ..

    وقال ابن مسعود :: أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ فكلمه فيـ شيء .. فأخذته الرعدة ..

    فقال صلى الله عليه وسلمـ :: هون عليكـ .. فإنما انا ابن امرأة من قريشـ تأكل القديد "اللحمـ المجفف" ..

    وكان صلى الله عليه وسلمـ يقول :: اجلسـ كما يجلسـ العبد .. وآكل كما يأكل العبد ..

    نعمـ ..
    تواضعـ تكن كالنجمـ لاحـ لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيعـ
    ولا تكـ كالدخــــان يعلو بنفسه *** على طبقات الجو وهو وضيعـ
    باختصار ::
    من تواضعـ لله رفعه .. ومازاد الله عبدآ بالتواضعـ إلا عزآ ..

    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..
    .................

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    الموضوعـ الخامسـ : لا للعداوات ..

    يقول الشيخـ :::: تجد أن الناسـ عند التعامل معهمـ لهمـ طبائعـ ..
    منهمـ الغضوب ومنهمـ البارد ..

    ومنهمـ الذكيـ ومنهمـ الغبيـ ..

    والمتعلمـ والجاهل ..

    ومنهمـ حسن الظن وسيئ الظن .. و :
    من عامل الناسـ لاقى منهمـ نصابآ *** فإن سَوْسَهـــمُـ بغي وطغيـــان
    فالظالمـ يغفل عن ظلمه ويرى أنه أعدل الناسـ ..
    والغبيـ يرى انه أذكى الناسـ ..

    والأخرقـ السفيه .. يرى أنه حكيمـ زمانه !!

    أذكر لما كنت شابآ - وأظننيـ لاأزال كذلكـ -

    أعنيـ لما كنت فيـ أوائل الدراسة الثانوية .. أقبل علينا ضيف ثقيل .. لاأدريـ هل أكمل دراسته الابتدائية أمـ لا؟ لكن الذيـ أجزمـ به أنه يقرأ ويكتب ..

    وكنت مشغولآ وقت دخوله بمسألة شرعية لمـ أجد لها جوابآ ..

    وضعت له مايوضعـ للضيف من قِرى .. ثمـ تناولت الهاتف وجعلت أكرر الاتصال بالشيخـ الإمامـ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- لسؤاله عنها .. لمـ أجد الشيخـ ..

    رآنيـ صاحبيـ منشغلآ إلى هذا الحد .. فسألنيـ :: بمن تتصل ..

    قلت :: بالشيخـ ابن باز .. عنديـ استفتاء مهمـ ..

    فبادرنيـ قائلآ بكل ثقة :: سبحان الله .. ابن باز .. وأنا موجود؟!!

    تجد من الناسـ كثيرين كذلكـ .. فتحمل ثقلهمـ .. وعاملهمـ بلطف .. واكسبهمـ ..

    حاول بقدر استطاعتكـ أن لا تكسب عداوات .. فلمـ تبعث عليهمـ وكيلآ ..

    أنقذ مايمكن إنقاذه .. ولاتعذب نفسكـ ..
    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..
    :: اضاءة ::
    الحياة أقصر من أن تشغلها باكتساب عداوات ..
    .................

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ


    الموضوعـ السادسـ : ابتسمـ .. ثمـ ابتسمـ .. ثمـ ابتسـ .. ثمـ ابتـ .. ..
    يقول الشيخـ :::: أعرفه منذ سنين ..
    فهو أحد زملائيـ فيـ عمليـ .. على كل حال ..
    لكن هل تصدقـ أننيـ إلى الآن لا أدريـ هل نبتت له أسنان أمـ لا؟
    دائمـ التجهمـ .. والعبوسـ .. وكأنه إذا ابتسمـ نقصـ عمره .. أو قلَّ ماله !!
    قال جرير بن عبدالله البجليـ :: مارآنيـ رسول الله صلى الله عليه وسلمـ إلا تبسمـ فيـ وجهيـ ..
    الابتسامة أنواعـ .. ومراتب ..
    فمنها البشاشة الدائمة .. أن يكون وجهكـ صبوحآ مبتهجآ دائمآ ..
    فلو كنت مدرِّسآ ودخلت الفصل على طلابكـ .. فالقهمـ بوجه بشوشـ ..
    ركبت طائرة .. ومشيت فيـ الممر والناسـ ينظرون إليكـ كن بشوشآ ..
    دخلت بقالة .. أو محطة وقود .. مددت له الحساب .. ابتسمـ ..
    ولو كنت فيـ مجلسـ .. ودخل شخصـ وسلمـ بصوت عال .. ومر بنظره على الجالسين .. ابتسمـ ..
    ولو دخلت على مجموعة .. وصافحتهمـ .. ابتسمـ ..
    وعمومآ ::
    الابتسامة لها من التأثير الكبير فيـ امتصاصـ الغضب والشكـ والتردد .. مالا يشاركها غيرها ..
    البطل هو الذيـ يستطيعـ التغلب على عواطفه .. ويتبسّمـ .. حتى فيـ أحلكـ المواقف ..
    كان أنسـ بن مالكـ رضيـ الله عنه يمشيـ معـ النبيـ صلى الله عليه وسلمـ يومآ ..
    والنبيـ صلى الله عليه وسلمـ عليه بُرد نجرانيـ غليظ الحاشية .. فلحقهما أعرابيـ ..
    أقبل هذا الأعرابيـ يجريـ وراء النبيـصلى الله عليه وسلمـ يريد أن يلحقـ به .. حتى إذا اقترب منه .. جبذه بردائه جبذة شديدة .. فتحركـ الرداء بعنف على رقبة النبيـ صلى الله عليه وسلمـ ..
    قال أنسـ :: حتى نظرت إلى صفحة عاتقـ رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. قد أثرت بها حاشية البُرد من شدة جبذته ..
    فماذا يرد هذا الرجل ؟!
    لعل بيته يحترقـ وأقبل يريد معونة ..
    أو أحاطت بهمـ غارة من المشركين .. فأقبل فزعآ يريد نصرة ..
    اسمعـ ماذا يريد ..
    قال :: يا محمد .. (لاحظ لمـ يقل : يارسول الله) ..
    قال :: يا محمد .. مُر ليـ من مال الله الذيـ عندكـ ..
    فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. ثمـ ضحكـ .. ثمـ أمر له بعطاء ..
    نعمـ .. كان صلى الله عليه وسلمـ بطلآ لاتستفزه مثل هذه التصرفات .. ولا يعاقب أو تثور أعصابه على التافهات ..
    كان واسعـ البطان .. قويآ يضبط أعصابه ..
    دائمـ الابتسامة حتى فيـ أحلكـ الظروف .. يفكر فيـ عواقب الأمور قبل ان يفعلها .. وماذا يفيد لو انه صرخـ بالرجل او طرده !!
    هل سيشفى جرحـ عنقه ! أو يصلحـ أدب الرجل ! كلا ..
    إذن ليسـ مثل الصبر والتحمل ..
    نعمـ بعضـ الأمور نثور عليها ونغضب .. وعلاجها بشيء آخر تمامآ .. نعالجها بالرفقـ .. واللين .. والتبسمـ .. وإحسان الظن .. وكظمـ الغيظ .. وكسب الناسـ ..
    وصدقـ صلى الله عليه وسلمـ لما قال :: "ليسـ الشديد بالصُّرَعَة .. إنما الشديد الذيـ يملكـ نفسه عند الغضب" ..
    كان النبيـ الكريمـ صلى الله عليه وسلمـ .. يجذب الناسـ بالتبسمـ والبشاشة ..
    خرجو إلى غزوة خيبر .. وفيـ أثناء القتال .. وقعـ من حصن اليهود جراب فيه شحمـ .. قِربة كاملة مملوءة سمنآ .. التقطه عبدالله بن مغفل رضيـ الله عنهوحمله على عاتقه فَرِحآ ومضى به إلى رَحله وأصحابه ..
    فلقيه الرجل المسئول عن جمعـ الغنائمـ وترتيبها .. فجذب الجراب إليه .. وقال ::
    هاتِ هذا نقسمه بين المسلمين ..
    فتعلقـ به عبدالله :: لا والله .. لا أعطيكه .. أنا اصبته ..
    قال :: بلى .. وجعلا يتجاذبان الجراب ..
    فمرّ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. فرآهما .. وهما يتجاذبان الجراب ..
    فتبسمـ صلى الله عليه وسلمـ ضاحكآ .. ثمـ قال لصاحب المغانمـ :: لا أبالكـ .. خَلِّ بينه وبينه .. فتركه الرجل فيـ يد عبدالله ..
    فانطلقـ به عبدالله إلى رَحله وأصحابه .. فأكلوه ..
    وأخيرآ .. تبسمكـ فيـ وجه أخيكـ صدقة ..
    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..
    :: قــدوة ::
    وما رآنيـ إلا تبسمـ !

    .................
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ




    الموضوعـ السابعـ : الثبات على المبادئ ..
    يقول الشيخـ :::: كلما كانت شخصية الشخصـ أقوى .. وثباته على مبادئه أشد .. كان أهمَّـ فيـ الحياة ..
    أحيانآ يكون من مبادئكـ عدمُـ أخذ الرشوة .. مهما ملَّحوا أسمائها .. بخشيشـ .. هدية .. عمولة .. فأثبت على مبدئكـ ..

    زوجة يكون من مبادئها .. عدمُـ الكذب على زوجها .. مهما زيّنوه لها .. تمشية حال .. كذب أبيضـ .. فلتثبت على مبادئها ..

    من المبادئ ..

    عدمـ تكوين علاقات محرمة معـ الجنسـ الآخر ..

    عدمـ شرب الخمر ..

    شخصـ لايدخن .. جلسـ معـ أصحابه .. ليثبُتْ على مبادئه ..

    الشخصـ الثابت على مبادئه وإن انتقدهُ أصحابه أحيانآ .. واتهموه بعدمـ المرونة .. إلا أن مشاعرهمـ الداخلية تؤمن أنها أمامـ بطل ..

    فتجد أن أكثرهمـ يلجأ إليه عند الشدائد .. أو ليستشيره فيـ مشاكله الشخصية .. ويشعر بأهميته أكثر من غيره ..

    وليسـ هذا خاصآ بأحد الجنسين دون الآخر .. بل الرجال والنساء فيـ ذلكـ سواء .. فاثبت على مبادئكـ ولا تقدمـ تنازلات .. عندها سيرضخـ الناسـ لها ..

    لما ظهر الإسلامـ فيـ الناسـ جعلت لقبائل تَفِدُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..

    فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رجلآ .. فلما قدموا أنزلهمـ رسول اللهصلى الله عليه وسلمـ المسجد ليسمعوا القرآن ..

    فسألوه :: عن الربا والزنا والخمر ؟

    فأخبرهمـ أن ذلكـ كله حرامـ ..

    وكان لهمـ صنمـ ورثوا عبادته وتعظيمه عن آبائهمـ .. اسمه "الرّبّة" .. ويصفونه بـ "الطاغية" ..

    وينسجون حوله القصصـ والحكايات للدلالة على قوته .. فسألوه عن "الربة" ماهو صانعـ بها ؟

    فقال صلى الله عليه وسلمـ دون تردد :: اهدموها ..

    ففزعوا .. وقالوا :: هيهات .. لو تعلمـ الربة أنكـ تريد أن تهدمها .. قتلت أهلها !!

    وكان عمر رضيـ الله عنه حاضرآ .. فعجب من خوفهمـ من هدمـ صنمـ .. فقال :: ويحكمـ يامعشر ثقيف !! ماأجهلكمـ !! إنما الربة حجر !! لايضر ولاينفعـ ..

    فغضبوا .. وقالوا :: إنا لمـ نأتكـ ياابن الخطاب ..

    فسكت عمر ..

    فقالوا :: نشترط أن تدعـ لنا الطاغية ثلاث سنين .. ثمـ تهدمه بعدها إن شئت ..

    فرأى النبيـ صلى الله عليه وسلمـ أنهمـ يساومونه على أمر فيـ العقيدة !! وهيـ أعظمـ مبدأ فيـ حياة المسلمـ .. والتوحيد هو أصل الإسلامـ .. فما دامـ أنهمـ سيسلمون .. فما الداعيـ للتعلقـ بالصنمـ ..!!

    فقال صلى الله عليه وسلمـ :: لا ..

    قالوا :: فدعه سنتين .. ثمـ اهدمه ..

    قال :: لا ..

    قالوا :: فدعه سنة واحدة ..

    قال :: لا ..

    قالوا :: فدعه شهرآ واحدآ !!

    قال :: لا ..

    فلما رأوا أنه لمـ يستجب لهمـ فيـ ذلكـ .. علموا أن المسألة مسألة شركـ وإيمان .. لا مجال فيها للمفاوضة !!

    قالوا :: يارسول الله .. فتولَّ أنت هدمها .. أما نحن فإنا لن نهدمها أبدآ ..

    فقال صلى الله عليه وسلمـ :: سأبعث إليكمـ من يكفيكمـ هدمها ..

    فقالوا :: والصلاة .. لانريد أن نصليـ .. فإننا نأنف أن تعلوا إست الرجل رأسة !!

    يعنيـ :: لايرضون لشدة تكبرهمـ أن تكون مؤخرة أحدهمـ وقت السجود أعلى من رأسه !!

    فقال صلى الله عليه وسلمـ :: أما كسر أصنامكمـ بأيديكمـ فسنعفيكمـ من ذلكـ ..

    وأما الصلاة .. فلا خير فيـ دين لاصلاة فيه ..!!

    فقالوا :: سنؤتيكها .. وإن كانت دناءة .. فكاتبوه على ذلكـ ..

    وذهبوا إلى قومهمـ .. ودعوهمـ إلى الإسلامـ .. فأسلموا على مضضـ ..

    ثمـ قدمـ عليهمـ رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمـ لهدمـ الصنمـ .. فيهمـ خالد بن الوليد .. والمغيرة بن شعبة الثقفيـ ..

    فتوجه الصحابة إلى الصنمـ ..

    ففزعت ثقيف .. وخرجـ الرجال والنساء والصبيان .. وجعلوا يرقبون الصنمـ .. وقد وقعـ فيـ قلوبهمـ أنه لن ينهدمـ .. وأن الصنمـ سيمنعـ نفسه ..

    فقامـ المغيرة بن شعبة .. فأخذ الفأسـ .. والتفت إلى الصحابة الذين معه وقال :: والله لأضحكنّكمـ من ثقيف !!

    ثمـ أقبل المغيرة بن شعبة إلى الصنمـ .. فضرب الصنمـ بالفأسـ .. ثمـ سقط على الأرضـ وجعل يرفسـ برجله ..

    فصاحت ثقيف .. وارتجوا .. وفرحوا .. وقالوا :: أبعد الله المغيرة .. قتلته الربة .. ثمـ التفتوا إلى بقية الصحابة وقالوا :: من شاء منكمـ فليقترب ..

    عندها قامـ المغيرة ضاحكآ .. وقال :: ويحكمـ يامعشر ثقيف .. إنما هيـ لُكاعـ (أيـ مزحة) .. وهذا صنمـ .. حجارة ومدر .. فاقبلوا عافية الله واعبدوه ..

    ثمـ أقبل يهدمـ الصنمـ .. والناسـ معه .. فما زالوا يهدمونها حجرآ حجرآ .. حتى سوّوها بالأرضـ ..
    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..

    :: وحيـ ::
    "من طلب رضا الناسـ بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناسـ ,
    ومن طلب رضا الله بسخط الناسـ رضيـ الله عنه وأسخط عنه الناسـ"
    صدقـ رسول الله صلى الله عليه وسلمـ ..
    .................
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    الموضوعـ الثامن : إذا لمـ يكن ماتريد فأرد مايكون..!!
    يقول الشيخـ :::: مادمت مُلزمآ فاستمتعـ ..
    هكذا كنت أقول لشاب أصيب بمرضـ السكر .. فكان يشرب الشايـ من غير سكر .. ويتأسف لحاله ..
    كنت أقول له :: هل إذا تأسفت وحزنت أثناء شربكـ الشايـ .. هل تنقلب المرارة حلاوة ..
    قال :: لا ..
    قلت :: مادمت ملزمآ .. فاستمتعـ ..
    أعنيـ انّ الدنيا لا تأتيـ دائمآ على مانحب ..
    وهذا يقعـ فيـ حياتنا كثيرآ ..
    سيارتكـ قديمة .. مكيف لايشتغل .. مراتب ممزقة ..
    ولا تستطيعـ حاليآ تغييرها ..
    ما الحل ؟! مادمت ملزمآ فاستمتعـ ..
    تقدمت للدراسة بالجامعة .. فقبلت فيـ كلية لاترغب فيـ الدراسة فيها .. حاولت تعديل الحال فلمـ تستطعـ .. فاضررت لمواصلة الدراسة .. وأكملت سنتين وثلاث ..
    فما الحل ؟! مادمت ملزمآ فاستمتعـ ..


    تقدمت لوظيفة فلمـ تقبل .. وقبلت فيـ أخرى .. وبدأت دوامكـ فيها ..
    فما الحل ؟! مادمت ملزمآ فاستمتعـ ..
    خطبت فتاة فرفضت .. وتزوجت آخر ..
    ما الحل ؟! مادمت ملزمآ فاستمتعـ ..
    كثير من الناسـ يجعل الحل هو الاكتئاب الدائمـ .. والتأفف من واقعه .. وكثرة التشكيـ إلى من عرف ومن لمـ يعرف! وهذا لايَرُدّ إليه رزقآ فاته .. ولايعجل برزقـ لمـ يكتب له ..
    إذن ما الحل ؟!
    إذا لمـ يكن ماتُريد فأرِدْ مايكون ..
    العاقل فهو الذيـ يتكيف معـ واقعه كيفما كان .. مادامـ لا يستطيعـ التغيير إلى الأحسن ..
    أحد أصدقائيـ كان يشرف على بناء مسجد .. فضاقت بهمـ النفقة .. فتوجهوا إلى أحد التجار للاستعانة به فيـ إكمال البناء ..
    فتحـ لهمـ الباب .. جلسـ معهمـ قليلآ .. وأعطاهمـ ماتيسر ..
    ثمـ اخرجـ دواء من جيبه وجعل يتناوله ..
    قال له أحدهمـ :: سلامات .. عسى ماشر !!
    قال :: لا .. هذه حبوب منوّمة .. منذ عشر سنين لاأنامـ إلا بها ..
    دعوا له .. وخرجوا ..
    فمروا على حفريات وأعمال طرقـ عند مخرجـ المدينة .. وقد وضعـ عندها انوار تعمل بمولد كهربائيـ قد ملأ الدنيا ضجيجآ ..
    ليسـ هذا هو الغريب ..
    الغريب أن حارسـ المولد هو عامل فقير قد افترشـ قصاصات جرائد .. وناااامـ ..
    نعمـ عشـ حياتكـ .. لا وقت فيها لِلهمّـ .. تعامل معـ المعطيات التيـ بين يديكـ ..
    خرجـ صلى الله عليه وسلمـ معـ أصحابه فيـ غزوة فقلَّ طعامهمـ .. وتعبوا .. فأمرهمـ .. أن يجمعوا ما عندهمـ من طعامـ .. وفرشـ رداءه .. وصار الرجل يأتيـ بالتمرة .. والتمرتين .. وكسرة الخبز .. وكلها تجتمعـ فوقـ هذا الرداء ..
    ثمـ أكلوا .. وهمـ مستمتعون .. ربّما لمـ يشبعـ منهمـ أحد .. لكنه على الأقل أكل مايسدّ به رمقه .. والجود من الموجود .. ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..
    :: لمحـــة ::
    ماكل مايتمنى المرء يدركه ..
    تجريـ الرياحـ بما لاتشتهيـ السفن
    .................
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    الموضوعـ التاسعـ : مشاكل ليسـ لها حل ..
    يقول الشيخـ :::: كمـ ترى من الناسـ غاضبآ وهو يقود سيارته .. وربما ضرب بيديه على مقودها .. وردد :: أوووه دائمآ زحمة .. زحمة!!
    أو قد تراه يمشيـ فيـ الطريقـ .. ولايحتمل أن يكلمه أحد .. بل متضايقـ أشد الضيقـ .. ويردد :: أوووف حرّرر شديييد .. !!
    وربما كنت زميلآ له فيـ مكتب واحد .. تبتلى برؤيته كل يومـ .. ويشغلكـ كلما جلسـ .. "ياخيـ العمل كثييير .. أوووه إلى متى مايزيدون رواتبنا" ..
    ويدخل عابسآ .. ويخرجـ ساخطآ ..
    وربما أكثر التشكيـ من آلامـ بدنه .. أو إعاقة ولده ..
    باختصار : لابد أن نقتنعـ جميعآ أننا تواجهنا فيـ حياتنا مشاكل ليسـ لها حل .. فلابد أن نتعامل مهعا بأريحية ..
    قال: السمـــاء كئيبة وتجهمــــــــــا *** قلت: ابتسم، يكفي التجهم في السما!
    قال: الصبــا ولى! فقلت له: ابتسـم *** لن يرجـــع للأسف الصبا المتصــــــــرما
    قال: التي كانت سمائي في الهـوى *** صارت لنفســي في الغـــرام جهنمـــــآ
    خانت عهـــــودي بعدما ملكتهـــــــــا *** قلبـــــي فكيـــف أطيـــق أن أتبسمـــا
    قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتهــــــا *** قضيــت عمــــــــرك كلـــــه متألمـــــــآ
    قال: العدى حولي علت صيحاتهـــم *** أَأُسَــــــرُّ والأعداء حولي في الحمـــى؟
    قلت: ابتســم لم يطلبــوك بذمهـــم *** لـــو لـم تكـن منهـم أجـــلَّ وأعظمــــــا!
    قال: الليـــالي جرعتنــي علقمــــــآ *** قلت ابتســم ولئــن جُرعـت العلقمــــــا
    فلعـــل غيـــــرك إن رآك مُرَنِّمــــــــآ *** طرحـ الكآبــــــة خلفـــــــه وترنمــــــــا
    أتــــراك تغنـــم بالترنـــــم درهمـــــآ *** أم أنت تخســــر بالبشـــاشة مغنمـــــآ
    فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى *** متلاطــــم ولذا نحــــب الأنجمـــــــــــــا
    "الأبيات لإيليا أبو ماضيـ"

    نعمـ استمتعـ بحياتكــ ..
    انتبه أن تكون ظروفكـ مؤثرة على سلوككـ .. فيـ عملكـ .. أولادكـ .. زملاؤكـ .. فما ذنبهمـ أن يتعذبوا بأمور ليسـ لهمـ طرفآ فيها .. ولايملكون حلها ؟!
    لاتجعلهمـ إذا رأوكـ .. أو ذكروكـ .. ذكروا معكـ الهمـ والحزن ..
    لذا نهى صلى الله عليه وسلمـ عن النياحة على الميت .. والصراخـ .. وشقـ الجيب .. وحلقـ الشعر .. و ....
    لماذا؟! لأن التعامل معـ الموت يكون بتغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه .. والدعاء له ..
    أما الصراخـ والعويل فلا ينفعـ شيئآ .. سوى أنه يقلب متعة الحياة إلى أحزان ..
    مشى المعافى بن سليمان معـ صاحب له ..
    فالتفت إليه صاحبه عابسآ وقال :: ماأشد البرد اليومـ ؟
    فقال المعافى :: استدفأت الآن ؟؟
    قال :: لا ..
    قال :: فماذا استفدت من الذمـ ؟؟ لو سبّحت لكان خيرآ لكـ ..
    ما أحسن فهمه وأحكمه ...
    :: عشـ حياتكـ ::
    لا تنقب عن المشكلات .. ولاتدقق فيـ صغائر الأمور ..
    وإنما استمتعـ بحياتكـ ..
    .................

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ


    الموضوعـ العاشر : لاتقتل نفسكـ بالهمـ ..
    يقول الشيخـ ::::كان سعد أحد طلابيـ فيـ الجامعة .. غاب أسبوعآ كاملآ .. ثمـ لقيته فسألته ::
    سلامات .. سعد..؟
    قال :: لاشيء .. كنت مشغولآ قليلآ ..
    كان الحزن واضحآ عليه .. قلت :: ما الخبر ؟
    قال :: كان ولديـ مريضآ .. عنده تليف فيـ الكبد .. وأصابه قبل أيامـ تسممـ فيـ الدمـ .. وتفاجأت أمسـ أن التسممـ تسلل إلى الدماغـ ..
    قلت :: لاحول ولاقوة إلا بالله .. اصبر .. وأسأل الله أن يشفيه .. وإن قضى الله عليه بشيء .. فأسأل الله أن يجعله شافعآ لكـ يومـ القيامة ..
    قال :: شافعـ ؟ ياشيخـ .. الولد ليسـ صغيرآ ..
    قلت :: كمـ عمره ؟
    قال :: سبعـ عشرة سنة ..
    قلت :: أسأل الله أن يشفيه .. ويباركـ لكـ فيـ إخوانه ..
    فخفضـ رأسه وقال :: ياشيخـ .. ليسـ له إخوان .. لمـ أُرْزقـ بغير هذا الولد .. وقد أصابه ماترى ..
    كان حاله مؤثرآ .. لكنيـ تجلّدتُ وقلت له :: سعد .. بكل اختصار .. لاتقتل نفسكـ بالهمـ .. لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ..
    ثمـ خففت عنه مصابه وذهبت .. نعمـ لاتقتل نفسكـ بالهمـ .. فالهمـ لايخفف المصيبة ..
    أذكر أنيـ قبل فترة .. ذهبت إلى المدينة النبوية .. التقيت بخالد ..
    قال ليـ :: مارأيكـ أن نزور الدكتور : عبدالله ..
    قلت :: لماذا .. ما الخير ؟
    قال :: نعزيه ..
    قلت :: نعزيه ؟!
    قال :: نعمـ .. ذهب ولده الكبير بالعائلة لحضور حفل عرسـ فيـ مدينة مجاورة .. وبقيـ هو فيـ المدينة لارتباطه بالجامعة ..
    وفيـ أثناء عودتهمـ وقعـ لهمـ حادث مروعـ .. فماتوا جميعآ .. إحدى عشر نفسآ !!
    كان الدكتور رجلآ صالحآ قد جاوز الخمسين .. لكنه على كل حال .. بشر .. له مشاعر وأحاسيسـ .. فيـ صدره قلب .. وله عينان تبكيان .. ونفسـ تفرحـ وتحزن ..
    تلقّى الخبر المفزعـ .. صلى عليهمـ .. ثمـ وسدهمـ فيـ التراب بيديه ..
    إحدى عشر نفسآ ..
    صار يطوف فيـ بيته حيران .. يمر بألعاب متناثرة .. قد مضى عليها أيامـ لمـ تحركـ .. لأن خلود وسارة اللتين كانتا تلعبان بها .. ماتتا ..
    يأويـ إلى فراشه .. لمـ يرتب .. لأن أمـ صالحـ .. ماتت ..
    يمر بدراجة ياسر .. لمـ تتحركـ .. لأن الذيـ كان يقودها .. مااات ..
    يدخل غرفة ابنته الكبرى .. يرى حقائب عرسها مصفوفة .. وملابسها مفروشة على سريرها .. ماتت .. وهيـ ترتب ألوانها وتنسقها ..
    سبحان من صبّره .. وثبت قلبه .. كان الضيوف يأتون .. معهمـ قهوتهمـ .. لأنه لا أحد عنده يخدمـ أو يُعين .. العجيب أنكـ إذا رأيت الرجل فيـ العزاء ..
    حسبت أنه أحد المعزِّين .. وأن المصاب غيره ..
    كان يردد .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. لله ما أخذ ولله ما أعطى .. وكل شيء عنده بأجل مسمى ..
    وهذا هو قمة العقل .. فلو لمـ يفعل ذلكـ .. لمات همآ ..
    أعرف أحد الناسـ أراه دائمآ سعيدآ .. وإذا تأملت حاله وجدت :
    وظيفته متواضعة ..
    بيته مستأجر ضيّقـ .. إيجار ..
    سيارته قديمة ..
    أولاده كثيرون ..
    ومعـ ذلكـ كان دائمـ الابتسامة .. محبوبآ .. يعيشـ حياته ..
    صحيحـ .. لاتقتل نفسكـ بالهمـ .. ولاتكثر التشكّيـ .. فيملّكـ الناسـ ..
    كرجل عنده ولد معوقـ .. فيشغلكـ كلما رآكـ .. ولديـ مريضـ .. ضاقـ صدريـ .. مسكين ولديـ ..
    فتجد أنكـ تملّ منه وتودّ لو تصرخـ به قائلآ :: يا أخيـ خلاصـ فهمنا ..
    أو إمرأة معـ زوجها دائمآ تردد عليه :: بيتنا قديمـ .. سيارتنا متهالكة .. ثيابيـ ليست على الموضة ..
    ما الفائدة من هذا التشكيـ إلا بتجديد المواجعـ ..
    أفنيت يامسكين عمركـ بالتأوه والحزن ..
    وظللت مكتوف اليدين تقول حاربنيـ الزمن

    إن لمـ تقمـ بالعبء انت فمن يقومـ به إذن
    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..

    :: إضاءة ::
    عشـ حياتكـ بما بين يدكـ من معطيات .. لتسعد
    .................

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ


    الموضوعـ الحاديـ عشر : لاتباليـ بكلامـ الخَلقـ ..
    يقول الشيخـ :::: أعجبتنيـ عبارة رددها ابنيـ عبدالرحمن يومآ ..
    وأظنه فيـ ذلكـ السن لمـ يكن يفقه معناها ..
    كان يقول :: طنِّشـ تعِشـ تَنْتَعِشـ ..!!
    تأملت فيـ هذه العبارة وأنا ألاحظ انتقادات الناسـ .. وآرائهمـ .. وأحاديثهمـ .. فوجدت أن الناسـ فيـ كلامهمـ وذمهمـ يتنوعون ..
    فيهمـ الناصحـ الصادقـ الذيـ لايتقن فن النصيحة .. وبالتاليـ يحزنكـ بأسلوب نصحه .. أكثر مما يفرحكـ ..
    وفيهمـ الحاسد .. الذيـ يقصد حزنكـ وهمكـ ..
    وفيهمـ قليل الخبرة .. الذيـ يهذيـ بما يدريـ .. ولو سكت لكان خيرآ له ..
    وفيهمـ من طبيعته الانتقاد أصلآ .. فهو ينظر للحياة بنظارة سوداء ..
    وقديمآ قيل :: لو اتحدت الأذواقـ لبارت السلعـ ..
    وذكروا أن جحا ركب على الحمار .. وولده يمشيـ بجانبه .. فمروا بجمعـ من الناسـ .. فقال الناسـ :: انظروا لهذا الأب الغليظ يركب مرتاحآ .. ويدعـ ولده يمشيـ فيـ الشمسـ ..
    سمعهمـ جحا .. فأوقف الحمار .. ونزل .. وأركب ولده ..
    ثمـ مشيا .. وجحا يشعر بنوعـ من الزهو .. فمرا بقومـ آخرين .. فقال أحدهمـ :: انظروا إلى هذا الابن العاقـ .. يركب ويدعـ أباه يمشيـ فيـ الشمسـ ..
    سمعمـ جحا .. فأوقف الحمار .. ثمـ ركب معـ ولده .. ليتقيا كلامـ الناسـ وانتقاداتهمـ ..
    فمرا بقومـ .. فقالوا :: انظروا إلى هذين الغليظين .. لا يرحمون الحيوان ..
    فنزل جحا .. وقال :: ياولديـ .. انزل ..
    فنزل الولد وجعل يمشيـ بجانب أبيه .. والحمار ليسـ فوقه أحد ..
    فمرا بقومـ .. فقالوا :: انظروا إلى هذين السفيهين .. يمشيان والحمار فارغـ .. وهل خلقـ الحمار إلا ليُركب ..
    فصرخـ جحا وجرّ ولده معه .. ودخلا تحت الحمار .. وحملاه ..!!
    ولو أنيـ كُنت معهمـ فيـ ذاكـ الزمان .. ورأيت جحا وقتها لقلت له ::
    يا حبيب القلب .. افعل ماتشاء .. ولا تبال بكلامـ الخلقـ .. رضا الناسـ غاية لاتدركـ ..
    ومن الذيـ ينجو من الناسـ سالمآ *** ولو غاب عنهمـ بين خافيتيـ نسر ..
    بعضـ الناسـ .. لا يفكر فيـ رأيه قبل أن يطرحه ..
    يأتيكـ مثلآ بعدما تتزوجـ .. ويقول .. لماذا تخطب فلانة ؟ ولماذا تزوّجتها ؟
    وكأنيـ بكـ .. تتمنى أن تصرخـ فيـ وجهه وتقول :: ياااا أخيـ تزوجت .. خلاصـ .. انتهى الموضوعـ .. ما أحد طلب منكـ اقتراحات ..
    أو يأتيكـ وقد بعت سيارتكـ .. فيقول .. ليتكـ أخبرتنيـ .. فلان كان سيعطيكـ أكثر .. يا أخيـ .. بسـ!! الرجل باعـ سيارته .. خلاصـ وانتهى .. لا تشغله بالالتفات وراءه!!
    وعمومآ ..
    ليسـ يخلة المرء من ضد ولو *** طلب العُزْلة فيـ رأسـ جبل ..!!
    فلا تعذب نفسكـ ..
    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..
    :: تجربة ::
    قال أحد السلف :: من جعل دينه عرضة للخصومات .. أكثر التنقل!!
    .................
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    الموضوعـ الثانيـ عشر : أخرجهمـ من الحفرة ..
    يقول الشيخـ :::: ألمـ يقعـ مرة أن أحرجكـ شخصـ فيـ مجلسـ عامـ بكلمة جارحة ..
    أو ربما سخر منكـ .. بأيـ شيء وإن كان صغيرآ .. بلباسكـ أو كلامكـ .. أو أسلوبكـ .. فظهر الاحراجـ على وجهكـ .. وامتقعـ لونكـ ..
    فدافعـ عنكـ شخصـ ما .. فشعرت بامتنان عظيمـ له .. لأنه كأنما أمسكـ بطرف ثوبكـ عندما دفعكـ غيركـ إلى الهاوية ..
    مارسـ هذه المهارة معـ الآخرين .. وسترى لها تأثيرآ ساحرآ ..
    لو دخلت على شخصـ وأقبل ولده يحمل طبقآ فيه طعامـ .. لكنه استعجل قليلآ .. فكاد ان يقعـ الطبقـ على الأرضـ .. فانطلقـ الأب عليه ثائرآ .. يصرخـ به قائلآ ::
    لماذا العجلة ؟
    كمـ مرة اعلمكـ ؟
    فاحمر وجه الولد واصفرَّ ..
    فقلت أنت :: لا .. بل فلان بطل .. رجُل .. ماشاءالله عليه يحمل كل هذا لوحده .. ولعله استعجل لأن فيه أغراضـ أخرى أيضآ ..
    الله أيـُّ امتنان سيشعر به الغلامـ لكـ ..
    هذا معـ الصغار .. فما بالكـ معـ الكبار ..
    لو أثنيت على زميل فيـ اجتماعـ .. بعدما صبوا عليه وابلآ من اللومـ ..
    أو أثنيت على أحد إخوانكـ .. بعدما انكبَّ أفراد الأسرة عليه معاتبين ..
    شاب أحرجه شخصـ بسؤال أمامـ الناسـ :: بَشِّرْ يا فلان .. كمـ نسبتكـ فيـ الجامعة ؟!
    بالله عليكـ .. هل هذا سؤال يسأله عاقل أمامـ الناسـ ؟!!
    فانقلب وجه الشاب متلونآ ..
    فأنقذته قائلآ بلطف :: لماذا يا أبا فلان تسأله عن نتيجته فيـ الجامعة ؟ هل ستزوجه ؟!! أمـ عندكـ وظيفة له ؟! أو ......
    فضحكوا ونُسيـ السؤال ..
    أو :: لو عاتبه على دنوِّ معدله الدراسيـ .. فقلت :: يا أخيـ لاتلمه .. تخصصه صعب .. لكن سيكون افضل فيـ الفصل القادمـ إن شاءالله ..
    كسب محبة الناسـ فرصة يقتنصها الأذكياء ..
    إذا هبت رياحكـ فاغتنمها *** فإن لكل خافقة سكـــون
    كان عبدالله بن مسعود رضيـ الله عنه .. يمشيـ معـ النبيـ صلى الله عليه وسلمـ .. فمرّا بشجرة فأمره النبيـ أن يصعدها .. ويحتزَّ له عودآ يتسوكـ به ..
    فرقى ابن مسعود وكان خفيفآ .. نحيل الجسمـ .. فأخذ يعالجـ العود لقطعه ..
    فأتت الريحـ فحركت ثوبه وكشفت ساقيه .. فإذا هما ساقان دقيقتان صغيرتان .. فضحكـ القومـ من دقة ساقيه ..
    فقال النبيـ صلى الله عليه وسلمـ :: ممـّ تضحكون ؟!..
    من دقة ساقه ؟!
    والذيـ نفسيـ بيده إنهما اثقل فيـ الميزان من أحد ..
    فماذا سيكون شعور عبدالله بن مسعود .. بعدما ضحكـ الناسـ منه .. ثمـّ دافعـ عنه النبيـ صلى الله عليه وسلمـ وأثنى عليه ..

    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..
    :: وجهة نظر ::
    كسب محبة الناسـ فرصـ يقتنصها الأذكياء ..
    .................

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    الموضوعـ الثالث عشر : الخطوط الحمر ..
    يقول الشيخـ :::: كان من طلابيـ فيـ الجامعة ..
    كان واسعـ الثقافة ..
    حريصآ على تكوين علاقات معـ الناسـ ..
    لكنه كان ثقيل الدمـ عليهمـ ..
    جاءنيـ يومآ .. وقال :: يادكتور .. زملائيـ يغضبون منيـ دائمآ .. لا يتحملون مزاحيـ ..
    قلت فيـ نفسيـ :: أنا لا احتملكـ ساكتآ .. فكيف أحتملكـ متكلمآ ..؟! خاصة إذا كنت تستخف دمكـ وتمزحـ ..!
    سألته :: لماذا لا يحتملون مزاحكـ ؟! اعطنيـ مثالآ ..
    قال :: عطسـ أحدهمـ فقلت :: الله يلعنكـ .. (ثمـ سكتُّ) .. فما غضب .. أكملت قائلآ :: يا إبليسـ .. ويرحمكـ يافلان ..!!
    آآآه .. ما أثقل مزاحه !!
    مسكين كان يظن نفسه بذلكـ .. خفيفَ الدمـ !!
    الناسـ مهما قبِلوا مزاحكـ ومداعباتكـ .. إلا أنه تبقى هناكـ خطوط حمراء لا يحبّون أن تتعداها .. خاصة إذا كان ذلكـ امامـ الآخرين ..
    بعضـ الناسـ لايراعيـ ذلكـ .. فتجد أنه يعتديـ على حاجاتهمـ ..
    فمثلآ من باب (الميانة) يأخذ هاتفكـ الجوال ويتصل به كما يريد ..
    أو ربما أرسل رسائل من هاتفكـ الشخصيـ إلى أشخاصـ أنت لا ترغب أن يظهر رقمـ هاتفكـ عندهمـ ..
    أو يأخذ سيارتكـ بغير إذنكـ .. أو يحرجكـ بطلبها حتى تأذن على مضضـ ..
    أو تجد مجموعة طلاب يسكنون فيـ شقة واحدة .. يستيقظ أحدهمـ ليذهب إلى جامعته .. فيجد أن معطفه قد لبسه فلان .. وحذاءه فيـ رجل فلان ..
    ومن تعديـ الخطوط الحمر أنكـ .. تجد بعضـ الناسـ يُحْرجـ صاحبَهُ بمزحة ثقيلة أو سؤال محرجـ فيـ مجلسـ عامـ ..
    والشخصـ مهما بلغـ من المحبة لكـ .. إلا انه يبقى بشرآ يرضى ويغضب .. ويفرحـ ويسخط ..
    لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلمـ إلى المدينة راجعآ من تبوكـ .. قدمـ عليه فيـ ذلكـ الشهر عروة بن مسعود الثقفيـ .. وكان سيدآ جليل القدر .. رفيعـ المكانة عند قومه ثقيف .. فأدركـ النبيـ صلى الله عليه وسلمـ قبل أن يصل المدينة .. فأسلمـ .. وسأله أن يرجعـ إلى قومه فيدعوهمـ إلى الإسلامـ ..
    فخاف عليه صلى الله عليه وسلمـ من أذى قومه .. وقال له :: إنهمـ قاتلوكـ ..
    وعرف صلى الله عليه وسلمـ أن قبيلة ثقيف فيهمـ نخوة الامتناعـ .. والصرامة فيـ التعامل .. حتى لو كان معـ رئيسهمـ ..
    فقال عروة :: يا رسول الله .. انا أحب إليهمـ من أبكارهمـ .. وأبصارهمـ ..
    وكان محببآ مطاعآ فيهمـ ..
    فخرجـ يدعو قومه إلى الإسلامـ رجاء أن لا يخالفوه .. لعظمـ منزلته فيهمـ ..
    فلما وصل إلى ديار قومه .. رقى على مرتفعـ وصاحـ بهمـ حتى اجتمعوا .. وهو سيدهمـ ..
    فدعاهمـ إلى الإسلامـ .. وأظهر لهمـ أنه أسلمـ .. وجعل يردد :: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدآ رسول الله ..
    فلما سمعوا منه ذلكـ .. صاحوا .. وثاروا أن يتركوا آلهتمـ .. ورموه بالنبل من كل جهة ..
    حتى وقعـ صريعآ رضيـ الله عنه ..
    فأقبل إليه أبناء عمه .. وهو ينازعـ الموت .. وقالوا :: يا عروة : ما ترى فيـ دمكـ ؟
    يعنيـ :: هل نأخذ بثأركـ ونقتل من قتلكـ ؟!
    فقال :: كرامة أكرمنيـ الله بها .. وشهادة ساقها الله إليـ .. فليسـ فيـَّ إلا ما فيـ الشهداء الذين قتلوا معـ رسول الله صلى الله عليه وسلمـ .. فلا تقتلوا لأجليـ أحدآ .. ولا تأخذوا بثأريـ من أحد ..
    فقيل إن النبيـ صلى الله عليه وسلمـ .. لما بلغه خبر مقتله .. قال فيه :: إن مثله فيـ قومه .. كمثل صاحب ياسين فيـ قومه .. رضيـ الله عنه ..
    فانتبه !
    الناسـ لهمـ أحاسيسـ مهما بلغت فيـ القرب منهمـ فلا تجترئ عليهمـ كثيرآ .. من خلال مزاحكـ .. أو تعاملكـ .. ابقـ بعيدآ عن الخط الأحمر ..
    لا تجرحهمـ مهما بلغت منزلتكـ فيـ قلوبهمـ .. وإن كانوا فيـ منزلة الأخـ والولد .. لذا نبه النبيـ صلى الله عليه وسلمـ على ذلكـ .. فنهى عن ترويعـ المؤمن ..
    كان صلى الله عليه وسلمـ يومآ يسير معـ أصحابه .. وكان كل واحد منهمـ معه متاعه .. سلاحه .. فراشه .. طعامه .. نزلوا منزلآ .. فنامـ رجل منهمـ .. فأقبل صاحبه إلى حبل معه فأخذه .. مازحآ .. فاستيقظ الرجل .. فوجد متاعه ناقصآ .. ففزعـ .. وأخذ يبحث عن حبله ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ :: لا يحل لمسلمـ أن يروعـ مسلمآ ..
    وفيـ يومـ آخر ..
    كانوا يسيرون معـ النبيـ صلى الله عليه وسلمـ فيـ مسير .. فنعسـ رجل وهو على راحلته .. فغافله صاحبه وانتزعـ سهمآ من كنانته .. فشعر الرجل بمن يعبث بسلاحه .. فانتبه فزعآ مذعورآ ..
    فقال صلى الله عليه وسلمـ :: لا يحل لرجل أن يروعـ مسلمآ ..
    ومثله الذيـ يمزحـ معكـ ويظن أنه يسرّكـ وهو يضرّكـ بل يملأ قلْبكـ فزعآ وغمآ ..
    فيراكـ أوقفت سيارتكـ عند بقالة - مثلآ - وهيـ تشتغل فيأتيـ ويقودها ويذهب بها بعيدآ .. ويوهمكـ أنها سرقت .. مازحآ .. قد يجاملكـ صاحبكـ ويضحكـ أحيانآ على مزحة مروعة .. لكنه متألمـ ..
    ولربما صبر الحليمـ على الأذى *** وفؤاده من حره يتـــــــأوه

    ولربما شكل الحليمـ لســـــانه *** حـــــذر الكلامـ وإنه لمفوه

    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..

    :: وجهة نظر ::
    كسب محبة الناسـ فرصـ يقتنصها الأذكياء ..
    .................

    الموضوعـ الرابعـ عشر :
    يقول الشيخـ :::: كل صاحب همـ يتفنن فيـ صيد مايريد ..
    عاشقـ المال بتفنن فيـ جمعه وتنميته .. ويحرصـ على تعلمـ مهارات التجارة والربحـ .. القنوات الفضائية تتفنن فيـ اصطياد الناسـ بتنويعـ البرامجـ واختيار الأساليب المتجددة ..
    وتدريب مقدميـ البرامجـ على مهارات تجذب الناسـ لمتابعتها ..
    وقل مثل ذلكـ فيـ وسائل الإعلامـ المقروءة .. والمسموعة ..
    ومثله مروجو البضائعـ المختلفة سواء كانت حلالآ أمـ حرامآ ..
    كلهمـ يحرصون على اتقان المهارات التيـ تفيدهمـ فيـ مجالهمـ الذيـ يحبونه ..
    وكسب القلوب فن من الفنون له طرقه وأساليبه .. هب أنكـ دخلت مجلسآ فيه أربعون رجلآ .. فمررت بالناسـ تصافحهمـ ..
    فالأول .. مددت يدكـ إليه مسلمآ فناولكـ طرف يده .. وقال ببرود :: أهلآ .. أهلآ ..
    والثانيـ .. كان مشغولآ بحديث جانبيـ .. ففاجأته بالسلامـ .. فرد ببرود أيضآ وصافحكـ دون أن ينظر إليكـ ..
    والثالث .. كان يتحدث بهاتفه .. فمد يده إليكـ دون أن يتلفظ بكلمة ترحيب .. أو يبديـ لكـ أيـ اهتمامـ ..
    أما الرابعـ .. فلما رآكـ مقبلآ قامـ مستعدآ للسلامـ ..
    فلما التقت عينكـ بعينه ابتسمـ وأظهر البشاشة بلقياكـ ..
    وصافحكـ بحرارة ..
    واحتفى بقدومكـ .. وأنت لاتعرفه ولا يعرفكـ !!
    ثمـ أكملت سلامكـ على الناسـ .. وجلست .. بالله عليكـ !
    ألا تشعر أن قلبكـ ينجذب نحو ذلكـ الشخصـ ؟
    بلى .. ينجذب إليه .. وأنت لاتعرفه .. ولاتدريـ عن اسمه .. ولاتعلمـ وظيفته ولا مركزه .. ومعـ ذلكـ استطاعـ أن يسلب قلبكـ .. لا بماله .. ولا بمنصبه .. ولا بحسبه ونسبه .. وإنما بمهارات تعامله ..
    إذن القلوب لا تكسب بالقوة ولا بالمال ولا بالجمال ولا بالوظيفة .. وإنما تكسب بأقل من ذلكـ وأسهل .. ومعـ ذلكـ فقليل من يستطيعـ كسبها ..
    أذكر أن أحد طلابيـ فيـ الكلية أصيب بمرضـ نفسيـ .. كان نوعآ صعبآ من الاكتئاب .. كان والده ضابطآ يشغل منصبآ عاليآ .. جاء مرارآ إلى الكلية وقابلنيـ وتعاونّا على علاجـ ابنه ..
    كنت أذهب إلى بيتهمـ أحيانآ فأراه قصرآ منيفآ .. وأرى مجلسـ الأب مليئآ بالضيوف .. لا تكاد تجد فيه مكانآ فارغآ ..
    كنت أعجب من محبة الناسـ لهذا الرجل وإقبالهمـ عليه ..
    مضت سنوات وتقاعد الأب من منصبه .. فذهبت إليه زائرآ .. دخلت القصر .. ثمـ دلفت إلى المجلسـ وفيه أكثر من خمسين كرسيآ .. فلمـ أر فيـ المجلسـ إلا الرجل يتابعـ برنامجآ فيـ التلفاز .. وخادمآ يخدمه بالقهوة والشايـ .. جلست معه قليلآ ..
    فلما خرجت جعلت أتذكر حاله لما كان فيـ وظيفته .. وحاله الآن ..
    مالذيـ كان يجمعـ الناسـ فيـ ما مضى ؟ ما الذيـ كان يجعلهمـ يلتمون عليه مؤانسين متحببين ؟!
    أدركت عندها أن الرجل لمـ يكسب الناسـ بأخلاقه ولطفه وحسن تعامله .. وإنما كسبهمـ بمنصبه ووجاهته وسعة علاقاته .. فلما زال المنصب زالت معه المحبة ..
    فخذ من صاحبنا درسآ ..
    وتعامل معـ الناسـ بمهارات تجعلهمـ يحبونكـ لشخصكـ .. يحبون أحاديثكـ وابتسامتكـ ورفقكـ وحسن معشركـ ..
    يحبون تغاضيكـ عن أخطائهمـ ..
    ووقوفكـ معهمـ فيـ مصائبهمـ ..
    لا تجعل قلوبهمـ معلقة بكرسيكـ وجيبكـ !!
    الذيـ يوفر لأولاده وزوجته المال والطعامـ والشراب لمـ يكسب قلوبهمـ .. وإنما كسب بطونهمـ .. والذيـ يغدقـ على أهله الأموال .. معـ سوء التعامل .. لمـ يكسب قلوبهمـ .. إنما كسب جيوبهمـ ..
    لذلكـ لاتستغرب إذا وجدت شابآ تقعـ له مشكلة فيشكوها إلى صديقـ أو إمامـ مسجد أو مدرسـ .. ويتركـ أباه .. لأن الأب لمـ يكسب قلبه .. ولمـ يحطمـ الأسوار بينهما .. بينما كسب هذا القلب مدرسـ أو صديقـ .. وربما كسب عدو حاقد !!
    وأمر آخر مهمـ ..
    ألا تلاحظ معيـ أن بعضـ الناسـ إذا دخل مجلسآ مزدحمآ .. وجعل يتلفت باحثآ عن مكان يجلسـ فيه .. رأيت الجالسين يتسابقون عليه كل يناديه ليجلسـ بجانبه! .. لماذا ؟
    هل دعيت يومآ إلى عشاء .. وكان بنظامـ (البوفيه المفتوحـ) .. بحيث أن كل شخصـ يأخذ طعامه فيـ طبقـ ويجلسـ على إحدى الطاولات الدائرية .. ألمـ ترى بعضـ الناسـ ما إن يملأ طبقه بالطعامـ حتى يتهافت عدد من الناسـ يشيرون إليه بوجود مكان فارغـ .. ليجلسـ معهمـ ..
    بينما آخر يملأ طبقه بالطعامـ .. ويتلفت ولا أحد يناديه أو يقبل عليه .. حتى تسوقه قدماه إلى إحدى الطاولات ..
    لماذا حرصـ الناسـ على الأول دون الثانيـ ..
    ألا تشعر أن بعضـ الناسـ تقبل عليه القلوب أينما كان .. وكأن فيـ يده مغناطيسيآ يجذبها به جذبآ !!
    عجبآ ّ!
    كيف استطاعـ هؤلاء جميعآ كسب الناسـ ؟!
    إنها طرقـ ذكية يستطيعـ بها الشخصـ أن يصيد بها القلوب ..
    ^^
    انتهى كلامه فيـ موضوعه هذا ..


    الموضوع الخامس عشر:::

    قبل عشر سنوات.. في أيام ربيع.. وفي ليلة باردة كنت في البر مع أصدقاء..
    تعطلت إحدى السيارات..فأضطررنا إلى المبيت في العراء.. أذكر أنا أشعلنا نارا تحلقنا حولها..
    وما أجمل أحاديث الشتاء في دفء النار..
    طال مجلسنا فلاحظت أحد الأخوة انسل من بيننا..
    كان رجلاً صالحاً..
    كانت له عبادات خفية..كنت أراه يتوجه إلى صلاة الجمعة مبكراً..بل أحياناً وباب الجامع لم يفتح بعد..!!
    قام وأخذ إناء من ماء ظننت أنه ذهب ليقضي حاجته..
    أبطأ علينا..
    فقمت أترقبه..
    فرأيته بعيداً عنا.. قد لف جسده برداء من شدة البرد وهو ساجد على التراب في ظلمة الليل.. وحده
    يتملق ربه ويتحبب إليه.. كان واضحاً أنه يحب الله تعالى.. وأحسب ان الله يحبه أيضاً..
    أيقنت ان لهذه العبادة الخفية.. عزاً في الدنيا قبل الآخرة..
    مضت السنوات..
    وأعرفه اليوم..قد وضع الله له القبول في الأرض.. له مشاركات في الدعوة وهداية الناس..
    إذا مشى في السوق او المسجد.. رأيت الصغار قبل الكبار يتسابقوون إليه..مصافحين..ومحبين..
    كم يتمنى الكثيرون من تجار.. وأمراء...ومشهورين.. أن ينالوا في قلوب الناس من المحبة مثل مانال ولكن هيهاااات..
    أأبيت سهران الدجى..وتبيته نوماً! ــــــــــــــــــ وتبغي بعد ذاك لحقاي؟
    نعم.. {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً} .. أي يجعل الله لهم محبة في قلوب الخلق..
    إذا أحبك الله جعل لك القبول في الأرض..
    قال عليه الصلاة والسلام: إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل.. فقال: إني قد أحببت فلاناً فأحبه..
    فيحبه جبريل..
    ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه..فيحبه أهل السماء..
    قال: ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض..
    فذلك قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً}..
    وإذا أبغض الله عبداً..نادى جبريل: إني أبغضت فلاناً فأبغضه..
    فيبغضه جبريل..
    ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضه..
    فيبغضه أهل السماء.. ثم تنزل له البغضاء في الأرض..
    آآآه..ما أجمل أن تعيش على الأرض..تأكل وتشرب.وتنام..والله ينادي باسمك في السماء{إني احب فلاناً فأحبوه}..
    قال الزبير بن العوام رضي الله عنه: من أستطاع منكم أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل..
    والعبادة الخفية أنواع.. منها:
    الحفظا على صلاة الليل.. ولو ركعة واحدة وتراً كل ليلة..تصليها بعد العشاء مباشرة.. أو قبل أن تنام.. أو قبل الفجر.. لتكتب عند الله من قوام الليل..
    قال عليه الصلاة والسلام: إن الله وتر يحب الوتر..فأوتروا ياأهل القرآن..ومنها:
    السعي في الإصلاح بين الناس.. بين الزملاء المتخاصمين..
    بين الجيران..بين الزوجين..
    قال عليه الصلاة والسلام: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟
    قالوا: بلى..
    قال:إصلاح ذات البين.. وفساد ذات البين هي الحالقة.

    ومنها:
    الإكثار من ذكر الله .. فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره ..
    وفي الحديث .. قال صلى الله عليه وسلم :" ألا أنبئكم بخير أعمالكم .. وأزكاها عند مليككم .. وأرفعها في درجاتكم .. وخير لكم من إعطاء الذهب والورق .. وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ..؟
    قالوا: بلى يارسول الله؟
    قال: ذكر الله عز وجل "..
    ومنها:
    صدقة السر .. فصدقة السر تطفئ غضب الرب ..
    كان أبو بكر رضي الله عنه إذا صلى الفجر خرج إلى الصحراء .. فاحتبس فيها شيئاً يسيراً .. ثم عاد إلى المدينة ..
    فعجب عمر رضي الله عنه من خروجه .. فتتبعه يوماً خفية بعدما صلى الفجر .. فإذا أبو بكر يخرج من المدينة ويأتي على خيمة قديمة في الصحراء .. فاختبأ له عمر خلف صخرة ..
    فلبث أبو بكر في الخيمة شيئاً يسيراً ..
    ثم خرج ..
    فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمة .. فإذا فيها امرأة ضعيفة عمياء .. وعندها صبية صغار ..
    فسألها عمر: من هذا الذي يأتيكم ..
    فقالت: لا أعرفه .. هذا رجل من المسلمين .. يأتينا كل صباح .. منذ كذا وكذا ..
    قال: فماذا يفعل؟
    قالت: يكنس بيتنا .. ويعجن عجيننا .. ويحلب داجننا .. ثم يخرج ..
    فخرج عمر وهو يقول: لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبابكر .. لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبابكر ..
    ولم يكن عمر رضي الله عنه بعيداً في تعبده وإخلاصه عن أبي بكر ..
    فقد رآه طلحة بن عبيدالله .. خرج في سواد الليل .. فدخل بيتاً ثم خرج منه ودخل بيتاً آخر .. فعجب طلحة .. ماذا يفعل عمر في هذه البيوت!!
    فلما أصبح طلحة ذهب إلى البيت الأول .. فإذا عجوز عمياء مقعدة .. فقال لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟
    قالت: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا .. يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى ..
    فخرج طلحة وهو يقول: ثكلتك أمك يا طلحة .. أعثراتُ عمر تتبع؟
    وخرج عمر مرة رضي الله عنه إلى ضواحي المدينة .. فإذا برجل عابر سبيل نازل وسط الطريق .. وقد نصب خيمة قديمة .. وقعد عند بابها .. مضطرب الحال ..
    فسأله عمر: من الرجل؟
    قال: من أهل البادية .. جئت إلى أمير المؤمنين أُصيب من فضله ..
    فسمع عمر أنين امرأة داخل الخيمة .. فسأله عنه؟
    فقال الرجل: انطلق رحمك الله لحاجتك ..
    قال عمر: هذا من حاجتي ..
    فقال: امرأتي في الطلق -يعني تلد- وليس عندي مال ولا طعام ولا أحد ..
    فرجع عمر إلى بيته سريعاً ..
    فقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنها وعن أبيها: هل لك في خير ساقه الله إليك؟
    قالت: وما ذاك؟
    فأخبرها بخبر الرجل ..
    فحملت امراته معها متاعاً .. وحمل هو جراباً فيه طعام .. وقِدْراً وحطباً .. ومضى إلى الرجل ..
    ودخلت امرأة عمر على المرأة في خيمتها .. وقعد هو عند الرجل ..
    فأشعل النار وأخذ ينفخ الحطب .. ويصنع الطعام .. والدخان يتخلل لحيته ..
    والرجل قاعد ينظر إليه .. فبينما هو على ذلك .. إذ صاحت امرأته من داخل الخيمة .. يا أمير المؤمنين .. بشر صاحبك بغلام ..
    فلما سمع الرجل .. كلمة "أمير المؤمنين" .. فزِع وقال: أنت الخليفة عمر بن الخطاب ..
    قال: نعم ..
    فاضطرب الرجل .. وجعل يتنحّى عن عمر ..
    فقال له عمر: ابقَ مكانك ..
    ثم حمل عمر القدر .. وقربه إلى الخيمة وصاح بامراته أم كلثوم .. أشبعيها .. فأكلت المرأة من الطعام ..
    ثم أخرجت باقي الطعام خارج الخيمة .. فقام عمر فأخذه فوضعه بين يدي الرجل .. وقال له:
    كل فإنك قد سهرت من الليل ..
    ثم نادى عمر امرأته فخرجت إليه ..
    فقال للرجل: إذا كان من الغد .. فأْتِنا نأمر لك بما يصلحك ..
    فرحم الله عمر .. تواضع .. وعبادة خفية .. والغاية كسب محبة الله ..

    وكان علي بن الحسين رضي الله عنهما يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل..
    فيتصدق بها..ويقول: إن صدقة السر تطفي غضب الرب..
    فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد..
    فقالوا: هذا ظهر حمال..وماعلمناه اشتغل حمالاً..
    فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينة..من بيوت الارامل والأيتام..كان يأتيهم طعامهم بالليل..
    لايدرون من يحضره إليهم..فلعموا أنه هو الذي كان يحمل الطعام إلى بيتوتهم بالليل وينفق عليهم..
    وصام أحد السلف شعرين سنة..يصوم يوماً ويفطر يوماً.. وأهله لايدرون عنه..
    كان له دكان يخرج إليه غذا طلعت الشمس ويأخذ معه فطوره وغداءه..
    فإذا كان يوم صومه تصدق بالطعام..
    وإذا كان يوم فطره أكله..
    فإذا غربت الشمس.. رجع إلى أهله وتعشى معهم..
    نعم..كانوا يستشعرون العبودية لله في جميع أحوالهم..
    هم المتقون والله يقول:
    {إن للمتقين مفازا*حدائق وأعنابا* وكواعب أترابا * وكأساً دهاقا* لايسمعون فيها لغواً ولاكذابا* جزاء من ربك عطاء عطاء حساباً}
    فاطلب محبة الخالق..وهو يتكفل بزرع محبتك في قلوب خلقه..

    ::إضاءة..::
    ليس الغاية أن تكون ظواهر الآخرين تحب..
    إنما الغاية ان تحبك بوطنهم أيضاً..


    الموضوع السادس عشر :

    الشجاعة..
    قال لي بعدما خرجنا من الوليمة:
    تصدق كنت أعرف اسم الصحابي الذي ذكرتم قصته..ولم تتذكروا أسمه..
    قلت: عجباً!! لماذا لم تذكره!.. وقد رأيتنا متحيرين؟!
    خفض رأسه وقال: خجلت أن أتكلم..
    قلت في نفسي: تباً للجبن..
    وآخر كان يدرس معي في السنة الأخيرة من الثانوية..
    التقيت به يوماً في ذلك الحين فقال لي:
    قبل يومين دخلت الفصل..فرأيت الطلاب واجمين..والمدرس جالس على كرسيه..بدون شرح..
    جلست وسألت الذي بجانبي: ما الخبر؟!
    قال: زميلنا عساف مات البارحة.. رحمه الله..
    كان في الفصل عدد من أصدقاء عساف..
    تاركون للصلاة..
    والغون في عدد من المحرمات..
    كان تأثير الخبر عليهم واضحاً.. حدثتني نفسي أن ألقي عليهم كلمة وعظية أحثهم فيها على الصلاة.. وبر الوالدين..وإصلاح النفسي..
    قلت له : ممتااااز..هل فعلت؟
    قال: بصراحة..لا..خجلت..
    سكت..وكظمت غيظي وأنا أقول في نفسي: تباً للجبن؟!!
    امرأة تسألها: لماذا لم تصارحي زوجك في بالموضوع؟
    فتقول: أستحي!!خفت أن يتضايق مني!!خفت أن يهجرني..خفت..
    تباً للجبن.!
    شاب تسأله: لم لم تخبر أباك بالمشكلة قبل أن تتفاقم؟!
    فيقول: أخاف..ما أتجرأ..
    أو ربما رفع أحدهم ضغطك بقوله:أستحي أن أبتسم..أخجل أن أثني عليه..
    أخاف أن يقول الناس: فلان يجامل..يستخف دمه..
    أسمع هذه التصرفات كثيراً.. فأتمنى أن أصرخ فيهم: ياجبناااااء..إلى متى؟!
    الجبان لايبني مجداً..
    هو صفر على الشمال دائماً.. إن حضرمجلساً تلحف بجبنه ولم يشارك برأي..أو ينطق بكلمة..
    وإن ذكروا نكتة ضحكوا وعلقوا.. أما هو فخفض راسه وتبسم..
    وإن حضر اجتماعاً..لم ينتبه أحد لوجوده..
    والأعظم من ذلك إن كان أباً .. أو زوجاً..أو مديراً.. أو حتى زوجة أو أماً..
    الناس يكرهون الجبان..وليس له قدر فعود نفسك على الشجاعة في الإلقاء..
    الشاجعة في النصح..
    الشجاعة في تطبيق مهارات التعامل مع الناس..
    وجهة نظر
    عود نفسك ودربها.. وإنما النصر صبر ساعة..


    الموضوع السابع عشر :


    العفو عن الآخرين ..


    لا تخلو الحياة من عثرات تصيبنا من الناس ..
    فهذه مزحة ثقيلة ..
    وتلك كلمة نابية ..
    وتعدٍّ على حاجات شخصية ..
    خصومة بين اثنين في مجلس ..
    أو اختلاف في وجهات نظر .. أو آراء ..
    وبعضنا يكبر الموضوع في نفسه .. وليس عنده استعداد للعفو أو النسيان ..
    أو ربما لم يملك استعداداً لقبول أعذار الآخرين والعفو عنهم ..
    بعض الناس يعذب نفسه بعدم عفوه .. يملأ صدره بأحقاد تشغله تعذبه ..
    ولله در الحسد ما أعدله .. بدأ بصاحبه فقتله ..
    فلا تعذب نفسك .. هناك أشياء لا يمكن أن تعاقب عليها .. فكن كبيراً
    اِنسَ الماضي .. وعش حياتك ..
    لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً ..
    واطمأن الناس .. خرج حتى جاء الكعبة فطاف بها سبعاً على راحلته ..
    فلما قضى طوافه .. دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة .. ففتحت له فدخلها ..
    فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم مما كانت قريش تصوره بجهلها وكفرها..
    ورأى إبراهيم عليه السلام مصوراً في يده الأزلام يستقسم بها ..
    فقال صلى الله عليه وسلم : قاتلهم الله .. جعلوا شيخنا يستقسم بالأزلام !! ما شأن ابراهيم والأزلام ؟!
    ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ..
    ثم أمر صلى الله عليه وسلم بتلك الصور كلها فطمست ..
    ثم وجد فيها حمامة من عيدان فكسرها بيده .. ثم طرحها ..
    ثم وقف على باب الكعبة ..
    وقد اجتمع له الناس في المسجد مسلمين والكفار ينظرون إليه ..
    ثم صلى ركعتين ثم انصرف إلى زمزم .. فاطلع فيها .. ودعا بماء فشرب منها وتوضأ ..
    والناس يبتدرون وضوءه ..
    والمشركون يتعجبون من ذلك .. ويقولون : ما رأينا ملكاً قط ولا سمعنا به مثل هذا ..
    ثم أقبل إلى مقام إبراهيم فأخره عن الكعبة .. وكان ملصقا بها ..
    ثم قام صلى الله عليه وسلم على باب الكعبة وجعل ينظر إلى الناس ـ وياليتني كنت معهم ـ ثم خطب فقال :
    لا إله إلا الله ..
    وحده لا شريك له ..
    صدق وعده ..
    ونصر عبده ..
    وهزم الاحزاب وحده ..
    ألا كل مأثرة .. أو دم .. أو مال يُدَّعى .. فهو موضوع تحت قدمي هاتين .. إلا سدانة البيت .. وسقاية الحاج ..
    ثم جعل يقرر بعض الأحكام الشرعية فقال :
    أَلَا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا .. ففيه الدية مغلظة مائة من الابل .. أربعون منها في بطونها أولادها .. ومضى في خطبة مباركة..
    ثم نظر إلى رؤوس قريش وساداتها .. فصاح بهم :
    يا معشر قريش .. إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية .. وتعظّمها بالآباء ..
    الناس من آدم .. وآدم من تراب ..ثم تلا "
    { يَاأَيُّهَاالنَّاسُ إِنَّاخَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍوَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًاوَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّأَكْرَمَكُمْ عِندَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّاللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
    ثم جعل يتأمل في وجوه الكفار ..
    وهو في عزه وملكه عند الكعبة .. وهم في ذلهم وضعفهم ..
    في مكان طالما كذبوه فيه .. وأهانوه ..
    وألقوا الأوساخ على رأسه وهو ساجد ..
    وكفار قريش بين يديه .. مهزومين .. أذلاء .. صاغرين ..
    ثم قال : يا معشر قريش .. ما ترون أني فاعل فيكم ؟
    فانتنفضوا .. وقالوا : تفعل بنا خيراً .. أنت أخ كريم .. وابن أخ كريم ..
    عجباً !!
    هل نسوا ما كانوا يفعلونه بهذا الأخ الكريم .. أين سبكم : مجنون .. ساحر .. كاهن ؟!
    ما دام أخاً كريماً .. وأبوه أخ كريم !! فلماذا حاربتموه ؟!
    أين تعذيبكم للمسلمين الضعفاء ..
    هذا بلال واقف .. وآثار التعذيب لا تزال في ظهره ..
    وتلك نخلة قريبة قتلت عندها أمية .. وزوجها ياسر ..
    وهذا ابنهما عمار مع المسلمين يشهد ..
    اليوم تقولون: أخ كريم؟ّ!
    أين حبسكم له مع المسلمين الضعفاء .. ثلاث سنين في شعب بني عامر .. حتى أكلوا ورق الشجر من شدة الجوع ..؟!!
    ما رحمتم بكاء الصغير ..
    ولا أنين الشيخ الكبير ..
    ولا حاملاً ولا مرضعاً !!
    أين حربكم له في بدر .. وأحد .. وتحزبكم عليه في الخندق ؟
    أين منعكم له من دخول مكة معتمراً .. لما جاءكم قبل سنين .. وتركتموه محبوساً في الحديبية .. ممنوعاًمن دخول مكة ؟
    أين صدكم لعمه أبي طالب عن الإسلام وهو على فراش الموت ؟
    أين ..؟ أين ..؟
    شريط طويييييل من الذكريات المؤلمة يمر أمام ناظريه صلى الله عليه وسلم ..وهو ينظر إلى وجوه كفار قريش بين يديه.. ويقلب طرفه في فجاج الحرم.. وربما امتد بصره إلى جبال مكة حول الحرم.. أو إلى شوارعها وطرقاتها..
    ليس هو فقط .. بل أمام ناظري أبي بكر وعمر ..
    وعثمان وعلي ..
    وبلال وعمر ..
    فكل واحد من هؤلاء .. له مع قريش قصة حزينة ..
    كان يستطيع أن ينزل بهم أقسى أنواع العقوبة .. فهم أعداء محاربون .. معتدون .. خونة ..
    نعم خونة .. خانوا صلح الحديبية .. واعتدوا ..
    كانوا مجرمين .. متحيرين .. لا يدرون ماذا سيُفعل بهم ..
    فإذا به صلى الله عليه وسلم يدوس على الأحقاد.. ويحلق بهمته عاااالياً ..
    ويقول كلمة يهتف بها التاريخ : اذهبوا .. فأنتم الطلقاء ..
    فينطلقون .. مستبشرين .. تكاد أرجلهم تطير من الفرح
    أحقاً عفا عنا ؟!!
    ثم يتلفت صلى الله عليه وسلم ينظر حول الكعبة .. فإذا ثلثمائة وستون صنماً .. تعبد من دون الله .. عند بيته المعظّم ..!!
    فجعل صلى الله عليه وسلم يضربها بيده الكريمة .. فتهوي .. وهو يقول :
    جاء الحق .. وزهق الباطل .. جاء الحق .. وما يبدئ الباطل وما يعيد ..
    عدد من كفار قريش العتاة البغاة .. الذين لهم تاريخ أسود مع المسلمين .. فروا من مكة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إليها ..
    منهم صفوان بن أمية ..
    فإنه فر منها هارباً .. وقد تحير أين يذهب ..
    فمضى إلى جدة ليركب منها إلى اليمن ..
    فلما رأى الناس عفو رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ونسيانه للماضي الأليم ..
    جاء عمير بن وهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
    يا نبي الله إن صفوان بن أمية سيد قومه .. وقد خرج هارباً منك .. ليقذف نفسه في البحر .. فأّمِّنه .. صلى الله عليك ..
    قال صلى الله عليه وسلم بكل بساطة : هو آمن ..
    قال عمير : يا رسول الله .. فأعطني آية يعرف بها أمانك ..
    فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمامته التي دخل فيها مكة .. حتى إذا رآها صفوان .. عرفها فوثق في صدق عمير ..
    خرج بها عمير حتى أدركه .. وهو يريد أن يركب في البحر ..
    فقال : يا صفوان .. فداك أبي وأمي .. الله .. الله في نفسك أن تهلكها .. فهذا أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلمقد جئتك به ..
    فقال صفوان : ويحك .. أغرب عني فلا تكلمني .. فإنك كذاب ..
    وكان خائفاً من مغبة ما كان فعله بالمسلمين ..
    فصاح به عمير قال : أي صفوان .. فداك أبي وأمي .. رسول الله ..
    أفضل الناس ..
    وأبر الناس ..
    وأحلم الناس ..
    وخير الناس ..
    وهو ابن عمك .. عزُّه عزك .. وشرفُه شرفك .. وملكُه ملكك ..
    قال صفوان : إني أخافه على نفسي ..
    قال عمير : هو أحلم من ذاك وأكرم ..
    فرجع صفوان معه .. حتى وصلا إلى مكة .. فمضى به عمير حتى وقف به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    فقال صفوان : إن هذا يزعم أنك قد أمنتني ..
    قال صلى الله عليه وسلم : صدق ..
    قال صفوان : أما دخولي في الإسلام .. فاجعلني بالخيار فيه شهرين ..
    فقال صلى الله عليه وسلم : أنت بالخيار فيه أربعة أشهر ..
    ثم أسلم صفوان بعد ذلك ..
    ما أجمل العفو عن الناس .. ونسيان الماضي الأليم ..
    هذا خلق بلا شك لا يستطيعه إلا العظماء .. الذين يترفعون بأخلاقهم عن سفالة الانتقام .. والحقد .. وشفاء الغيظ ..
    فالحياة قصيرة - على كل حال - .. نعم هي أقصر من أن ندنسها بحقد وضغينة ..
    حتى في الحاجات الخاصة .. كان صلى الله عليه وسلم هيناً ليناً ..
    قال المقداد بن الأسود رضي الله عنه :
    قدمت المدينة أنا وصاحبان لي ..
    فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد ..
    فأتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. فذكرنا له .. فأضافنا في منزل وعنده أربع أعنز ..
    فقال عليه الصلاة والسلام : احلبهن يا مقداد .. وجزئهن أربعة أجزاء .. وأعط كل إنسان جزءاً فكنت أفعل ذلك ..
    فكان المقداد كل مساء .. يحلب فيشرب هو وصاحباه .. ويبقى جزء النبي عليه الصلاة والسلام .. فإن كان موجوداً شربه .. وإن كان غائباً حفظوه له حتى يرجع ..
    وفي ليلة من الليالي .. تأخر النبي صلى الله عليه وسلم في المجيء إليهم ..
    واضطجع المقداد على فراشه .. فقال في نفسه :
    إن النبي صلى الله عليه وسلم .. قد أتى أهل بيت من الأنصار .. فأطعموه ..
    فلو قمت فشربت هذه الشربة ..
    فلم تزل به نفسه حتى قام فشربها .. ولم يبق للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً ..
    قال المقداد : فلما دخل في بطني وتقار .. أخذني ما قدم وما حدث ..
    فقلت : يجيء الآن النبي صلى الله عليه وسلم جائعاً ..ظمآناً .. فلا يرى في القدح شيئاً .. فيدعو علي ..
    فسجيت ثوباً على وجهي .. يعني من الهم ..
    فلما مضى بعض الليل ..
    وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ..
    فسلم تسليمة تسمع اليقظان .. ولا توقظ النائم .. والمقداد على فراشه .. ينظر إليه ..
    فأقبل صلى الله عليه وسلم إلى إنائه ..
    فكشف عنه فلم ير شيئاً .. فرفع بصره إلى السماء ..
    ففزع المقداد .. وقال : الآن يدعو عليَّ ..
    فتسمع ماذا يقول .. فإذا به صلى الله عليه وسلم .. يقول :
    اللهم اسق من سقاني .. وأطعم من أطعمني ..
    فلما سمع المقداد ذلك .. قال في نفسه: أَغتنم دعوة النبي عليه الصلاة والسلام ..
    قام فأخذ الشفرة السكين .. فدنا إلى الأعنز .. ليذبح إحداها .. ليطعم النبي صلى الله عليه وسلم ..
    فجعل يجسهن ينظر أيتهن أسمن ليذبحها ..
    فوقعت يده على ضرع إحداهن فإذا هي حافل .. مليئة باللبن ..
    ونظر إلى الأخرى فإذا هي حافل ..فنظرت فإذا هي كلهن حفل .. فحلب في إناء كبير .. فملأه حتى علت رغوته ..
    ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم.. فقال : اشرب ..
    فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة اللبن .. قال :أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد ؟
    فقال : اشرب يا رسول الله ..
    فقال : ما الخبر يا مقداد ؟
    قال : اشرب ثم الخبر ..
    فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم ناول القدح للمقداد ..
    فقال المقداد : اشرب يا رسول الله ..فشرب ثم ناوله القدح ..
    قال : اشرب يا رسول الله ..
    قال المقداد .. فلما عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روي .. وأصابتني دعوته ..
    ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض ..
    فقال رسول الله : إحدى سوآتك يا مقداد ! .
    فقلت : يا رسول الله .. إنك قد أبطأت علينا الليلة .. وكنت جائعاً فقلت في نفسي لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تعشى عند بعض الأنصار ..
    وقص عليه القصة كلها .. وكيف أن الأعنز حلبت في ليلة واحدة مرتين .. على غير العادة ..
    فتعجب النبي عليه الصلاة والسلام كيف تمتليء أضرع الأعنز حليباً بهذه السرعة!! فهي لايمكن أن تحلب مرتين في ليلة واحدة!!
    فقال : ما كانت هذه إلا رحمة الله .. ألا كنت آذنتي توقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها ..
    فقلت : والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتَها .. وأصبتُها معك من أصابها من الناس ..


    وجهة نظر ..
    الحياة أخذ وعطاء ..
    فاجعل عطاءك أكثر من أخذك

    الموضوع الثامن عشر:


    قضاء الحاجات..

    لما بدأت في دراسة الماجستير.. اطلعت على عدد أوسع من كتب الفرق والطوائف.. من بين هذه المذاهب..المذهب البراجماتي.. وترجمته بالعربية: المذهب النفعي..
    لما تبحرت في دراسة هذا المذهب أدركت لماذا كنا نسمع في أوروبا وأمريكا.. أنه في كثير من الأحيان يهجر الابن أباه.. وإذا قابله في مطعم فكل واحد منهما يحاسب عن نفسه..
    فعلاً..مادام أني لن أستفيد منك فلماذا أخدمك؟!
    لماذا أنفق مالي؟!
    واصرف قوتي؟!
    وأبذل جهدي؟! دون مردود مادي يعود علي..
    الإسلام قلب هذا الميزان..
    فقال الله{وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}
    وقال صلى الله عليه وسلم: {لئن امشي مع اخي في حاجة حتى أثبتها له..أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهراً}..
    ومن كان في حاجة أخيه..كان الله في حاجته..
    وكان صلى الله عليه وسلم يمشي في الطريق فتوقفه الجارية وتقول: لي إليك حاجة..فيقف معها حتى يسمع حاجة..
    وقد يمضي معها إلى بيت سيدها ليقضيها لها..
    بل كان صلى الله عليه وسلم يخالط الناس ويصبر على أذاهم..
    كان يعاملهم بنفس رحيمة..وعين دامعة..ولسان داع..وقلب عطوف..
    كان يشعر أنه هو وهم..جسد واحد..يشعر بفقر الفقير..وحزن الحزين.. ومرض المريض..وحاجة المحتاج..
    انظر إليه صلى الله عليه وسلم..وقد جلس في مسجده يحدث أصحابه.. فإذا به يرى سواداً مقبلاً عليه من بعيد..
    نظر إليهم فإذا هم قوم فقراء أقبلوا عليه من مضر.. من قبل نجد..
    وكانوا من شدة فقرهم قد اجتابوا النمار..
    يعني يملك أحدهم قطعة قماش فلايجد ثمن الإبرة والخيط..فيخرق القماش من وسطه ثم يخرج رأسه ويسدل باقيه على جسده..
    أقبلوا قد اجتابوا النمار..وتقلدوا السيوف..وليس عليهم أزر ولا شيء غيرها.. لاعمامة ولاسراويل ولارداء..
    فلما رأى رسلوا الله صلى الله عليه وسلم الذي بهم من الجهد والعري والجوع..تغير وجهه.. ثم قام..فدخل بيته.. فلم يجد شيئاً يتصدق به عليهم..
    فخرج..ودخل بيته الآخر..
    وخرج..يبحث يلتمس شيئاً لهم.. فلم يجد..
    ثم راح إلى المسجد..فصلى الظهر..ثم صعد منبره..
    فحمد الله وأثنى عليه.. ثم قال: أما بعد..فإن الله عز وجل.. أنزل في كتابه:{ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}
    ثم قرأ.. {ياايها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغدواتقوا الله إن الله خبير ما تعملون} ..وجعلوا يتلوا الآيات والمواعظ..ثم صاح بهم..وقال: تصدقوا قبل أن لاتصدقوا.. تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة.. تصدق امرؤ من ديناره.. من درهمه.. من بره..من شعيره..
    ولايحقرن أحدكم شيئاً من الصدقة..
    وجعل يعدد أنواع الصدقات حتى قال: ولو بشق تمرة..
    فقام رجل من الأنصار بصرة في كفه..فناولها رسول الله صلى الله عليهم وسلم وهو على منبره..
    فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعرف السرور في وجهه..
    وقال: من سن سنة حسنة..فعمل بها كان له أجرها.. ومثل من أجر من عمل بها لاينقص من أجورهم شيء.. ومن سن سنة سيئة..فعمل بها..كان عليه وزرها..ومثل وزر من عمل بها لاينقص من أوزارهم شيء..
    فقام الناس..فتفرقوا إلى بيوتهم..وجاءوا بصدقات.. فمن ذي دينار.. ومن ذي درهم.. ومن ذي تمر.. ومن ذي ثياب..
    حتى اجتمع بين يديه صلى الله عليه وسلم كومان.. كوم من طعام.. وكوم من ثياب.. فلما رأى صلى الله عليه وسلم ذلك تهلل وجهه حتى كأنه فلقة من قمر.. ثم قسمه بين الفقراء.. رواه مسلم
    نعم..كان صلى الله عليه وسلم يدخل إلى قلوب الناس..بقضاء حاجاتهم..يصرف من جهده ووقته وماله لأجلهم..
    لما سئلت عائشة عن حاله صلى الله عليه وسلم في بيته..قالت: كان يكون في حاجة أهله.. أو في مهنة أهله..
    أفلا تجعل من طرق دخولك إلى قلوب الناس.. قضاء حاجاتهم..
    احتاج شخص إلى مستشفى فأوصلته إليه..
    استعان بك في مشكلة فأعنته عليها..يراك تقضي حاجته.. وتقف معه في كربته..وهو يعلم أنك لاترجوا من ذلك جزاء ولاشكوراً فيحبك ويدعوا لك.. ويكون مستعداً لعونك لو أحتجت..
    أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم***فطالما استعبد الإنسان إحسان
    رؤية..
    من عاش لغيره فسيعيش متعباً..لكنه سيحيا كبيراً...ويموت كبيراً..


    الموضوع التاسع عشر:

    انتظر.. لاتعترض..!!

    أذكر أن محاضراً كان يتكلم عن فن الحوار.. فعرض شيئاً من قصة يوسف عليه السلام..
    فلما وصل إلى قوله تعالى: {ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إن أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه}.. جعل يتأمل في الحاضرين ثم سألهم:
    ودخل معه السجن فتيان؟! أيهما دخل قبل الآخر.. يوسف أم الفتيان؟
    فصاح أحدهم: يوسف..
    فصاح آخر: لا..لا..الفتيان..
    فانطلق ثالث: لا..لا.. بل يوسف.. يوسف..
    فاستذكى رابع وقال: دخلوا مع بعض!! وتكلم خامس.. وارتفع اللغط..حتى ضاع الموضوع الأساسي..
    ويبدو أن المحاضر قصد ذلك.. فجعل يتأمل وجوههم..والوقت يمضي..ثم ابتسم ابتسامة عريضة..وأشار لهم بخفض الأصوات وقال:
    وما المشكلة !! دخل قبلهم أو دخلوا قبله !! هل تستحق المسألة كل هذات الخلاف؟!
    فعلاً.. لو تأملت واقعنا لوجدت أننا في أحيان كثيرة نكون ثقلاء على الآخريين بكثرة أعتراضنا على مايقولون فيكون أحدهم متحمساً في قصة يحكيها..
    ثم يفاجأ بمن يعترض ويفسد عليه متعة الحديث بالاعتراض على أشياء لاتؤثر في القصة شيئاً..
    نعم.. لاتكن ثقيلاً تعترض على كل شيء..
    أذكر أن أخي سعود لما كان طفلاً في السابعة..دخل المسجد لصلاة العشاء.. ويبدو أنه كان مستعجلاً وتأخر الإمام في المجيء لإقامة الصلاة..
    فلما ضاق بذلك ذرعاً توجه نحو المؤذن وكان شيخاً كبيراً ضعيف السمع ووقف خلفه..
    ثم قبض على أنفه بيده وقال محاولاً تغيير صوته:
    أقم الصلاة..ثم ولى هارباً !!
    أما المؤذن فما كاد يسمع ذلك حتى تحرك ناهضاً ليقيم الصلاة.. فنبهه بعض المأمومين.. فجلس وجعل يتلفت مغضباً يتمنى رؤية الغلام لعقابه..
    كان موقفاً طريفاً..
    لكني لم أورده لطرافته..
    وإنما لأني جلست بعدها في مجلس فذكر أحد الجالسين القصة وقال في أثنائها: وكان سعود مستعجلاً لأنه سيذهب إلى البحر مع أبيه ـ مع العلم بأن الرياض في صحراء ولاتقع على ساحل بحر ـ.. فتحيرت هل أفسد عليه قصته وأعترض.. أم أن المعلومة غير مؤثرة في القصة فلا داع للاعتراض واكتساب العداوات.. فآثرت الثاني وسكت..
    وأحياناً قد تعترض على شيء أنت غير فاهمه أصلاً..لعل له عذراً وأنت تلوم..
    كان زياد لطيفاً حريصاً على نصح الناس.. وقف يوماً عند إشارة مرور فإذا به يسمع صوتاً عالياً لأغان غربية.. تحير من أين هذا الصوت..وأخذ يتلفت يبحث عن مصدره..فإذا هو من السيارة المجاورة له..
    وإذا صاحبها قد زاد صوت المذياع إلى أعلى درجاته..حتى أسمع البعيد والقريب..
    جعل صاحبي يضرب على منبه سيارته ويحاول أن يبه ذاك الرجل إلى خفض صوت مذياعه..
    لكن الرجل لايلتفت ولايرد..
    يبدو أنه لشدة انسجامه مع مايسمع صار لايدري عما حوله..
    حاول زياد أن يتبين وجه السائق الذي أسدل غترته على جانبي وجهه. وبعد جهد رآه فإذا لحيته تملأ وجهه!!
    ازداد العجب..شخص بهذه الهيئة بدل أن يسمع إلى القرآن يستمع الأغاني!!
    لا..وبصوت عالِ أيضاً!!
    أضاءت الإشارة خضراء.. ومشى الجميع..
    أصر زياد على مناصحة الرجل فجعل يمشي وراءه..وقف الرجل عند دكان..ونزل ليشتري منه حاجة..
    أوقف زياد سيارته وراءه وصار يتأمله وهو يمشي فإذا الثوب قصير واللحية تملأ عارضيه..تسابقت إلى قلبه الوساوس.. أظنه نزل ليخرج الآن بعلبة سجائر!!
    خرج الرجل فإذا في يده مجلة إسلامية!!
    لم يصبر زياد..وأخذ ينادي بلطف: ياأخي.. لو سمحت.. هيه..لم يرد علي الرجل ولم يتلفت..
    رفع صوته: هيه..هيه..لو سمحت..ياأخي..اسمع..
    وصل الرجل سيارته وركبها..ولم يتلفت..
    نزل زياد وقد غضب وأقبل إليه.. وقال: يا أخي.. الله يهديك..ما تسمع!!
    نظر الرجل إليه وابتسم وشغل سيارته..فاشتغل المذياع مباشرة بصوت مزعج جداً..
    فثار زياد.. وقال: ياأخي حرام عليك.. أزعجت الناس..
    فجعل الرجل يزيد ابتسامته.. والأغاني بأعلى صوت.. ثار زايد أكثر.. وجعل وجهه يحمر..وصار يرفع صوته ليسمعه..
    فلما رأى الرجل أن الأمر وصل إلى هذا الحد.. جعل يشير بيديه إلى أذنيه وينفضهما..
    ثم أخرج دفتراً صغيراً من جيبه مكتوب على أول ورقة منه: أنا رجل أصم لا أسمع.. فضلاً اكتب ماتريد!!

    لمحة..


    قال الله تعلى: {وكان الإنسان عجولاً}


    فانتبه لاتغلب عجلتك تؤدتك..


    الموضوع العشرون :

    لا تلعنه إنه يشرب الخمر.
    أكثر الناس الذين نخالطهم مهما بلغ أحدهم من السوء
    إلا أنه لا يخلو من خير وإن كان قليلاً
    فلو استطعنا أن نعثر على مفتاح الخير لكان حسناً
    اشتهر عن بعض المجرمين أنه كان يسطو على بيوت الناس ويسرق أموالهم
    لينفق بعضها على ضعفاء وأيتام!! أو يبني بها مساجد!!
    أو كالتي ترى أيتاماً جوعى فتزني لتحصل مالاً تسد به جوعهم
    بنى مسجداً لله من غير حله.... فكان بمحمد الله غير موفّق
    كمطعمة الأيتام من كدِّ عرضها...لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
    وكم من حاملسكين ليطعن بها فأستعطفه طفل أو امرأة فرقَّ قلبه وألقى سكينه عنه
    إذن عامل الناس جميعاً بما تعلم فيهم من خير..قبل أن تسئ الظن بهم..
    نبينا وقرة أعيننا محمدصلى الله وعليه وسلم.. بلغ من خلقه أنه كان يلتمس المعاذير للمخطئين ويحسن الظن بالمذنبين
    وكان إذا قابل عاصياًينظر فيه على جوانب الإيمان قبل جوانب الشهوة والعصيان
    ما كان يسئ الظن بأحد يعاملهم كأنهم أولاده وإخوانه
    يحب لهم الخير كما يحبه لنفسه
    كان رجلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد ابتُلي بشرب الخمر..فأتوا به يوماً وقد شرب خمراً إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم فأمر به فجلد
    ثم مرت أيامفشرب خمرا فجيء به أخرى فجلد
    فلما ولى خارجاًقال رجل من الصحابة لعنة الله ما أكثر ما يؤتى به
    فألتفت إليه صلى الله عليه وسلموقد تغير وجهه فقال له : لا تلعنه..
    فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله
    فإذا تعاملت مع الناس فكن عادلا..أذكر الخير الذي فيهم وأشعرهم أن شرّهم لم يجعلك تنسى خيرهم
    فهذا يقربّهم إليك

    فن..


    قبل أن تبدأ في نزع شجرة الشجر في الآخرين


    ابحث عن شجرة الخير واسقها



    الموضوع الحادي والعشرون :
    الموضوع الحادي والعشرون:


    الصدق

    أذكر أني كنت أراقب على الطلاب يوماً في قاعة الامتحان .. وكان الامتحان يوم خميس ..
    ومع أنيوم الخميس هو إجازة أصلاً إلا أننا اضطررنا أن نجعل فيه امتحاناً لزحمة المواد الدراسية ..
    بعد مضي ربع ساعة من بداية الامتحان .. أقبل أحد الطلاب متأخراً .. كان المسكين يبدو عليه الاضطراب الشديد ..
    قلت له : عفواً .. أتيت متأخراً ولن أسمح لك بدخول الامتحان ..فبدأ يرجوني أن أسمح له ..
    قلت : ما الذي أخرك ؟!
    قال : والله يا دكتور .. راحت علي نومة !!
    أعجبني صدقه .. وقلت تفضل .. فدخل وامتحن ..
    بعده بدقائق أقبل طالب آخر ..
    قلت : ما أخرك ؟
    قال : يا دكتور والله الطريق زححححمة ..
    تعرف الناس في الصباح طالعين لدواماتهم ..
    هذا رايح جامعته ..
    وهذا لشركته ..
    وهذا ..
    وجعل يعدد عليَّ ليقنعني أن الطريق زحمة .. ونسي المسكين أن اليوم إجازة للموظفين .. وربما ليس في الطرق إلا طلابنا !!
    قلت له : يعني الشوارع زحمة .. والسيارات تملأ الطرق ؟
    قال : إي والله يا دكتور كأنك كنت معي ..
    قلت : يا شاطر !! إذا أردت أن تكذب فاضبط الكذبة .. يا أخي اليوم خمييييس .. يعني ما فيه دوامات .. من أين جاءت الزحمة ؟!!
    قال : آه يا دكتور .. نسيت .. " بنشر علي الكفر " .. أي تعطلت إحدى إطارات السيارة فوقف لإصلاحها ..!!
    كان المسكين مضطرباً متورطاً .. فضحكت ودخل ليمتحن .. نعم ..
    ما أقبح أن يكتشف الناس أنك تكذب عليهم ..
    الكذب ينفر الناس عنك .. ويفقدك المصداقية عندهم ..
    ويجعلهم لا يثقون فيك ..
    فلو وقعت لأحدهم مشكلة .. فلن يشكوها إليك ..ولو تكلمت بشيء لن يسمعوه بتقبل ..
    ما أقبح الكذب
    قال صلى الله عليه وسلم : يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانةوالكذب
    وسئل صلى الله عليه وسلم .. فقيل له : يا رسول الله .. أيكون المؤمن جباناً ؟
    فقال : نعم ..
    فقيل : أيكون المؤمن بخيلاً ؟
    فقال : نعم ..
    فقيل : أيكون المؤمنكذاباً ؟
    فقال : لا ..
    وقال عبد الله بن عامر رضي الله عنه :
    دعتني أمي يوماً .. ورسول اللهصلى الله عليه وسلمقاعد في بيتنا .. فقالت :
    ها .. تعالأعطيك ..
    فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :وما أردت أن تعطيه ؟
    قالت : أعطيه تمراً ..
    فقال لها :أما إنك لو لم تعطيه شيئاً .. كتبت عليك كذبة
    وكان صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة .. لم يزل معرضاً عنه ..
    في كثير من الأحيان يندفع بعض الناس إلى الكذب .. لأجل إظهار أنفسهم بصورة أكبر من الحقيقة ..
    فتجده يكذب في بطولات يؤلفها ..
    ومواقفيخترعها ..
    أو يزيد في القصص .. ليملّحها ..
    أو يدعي أشياء عنده .. وهو كاذب .. فيتشبع بما لم يعط ..
    أو تجد الكذاب يعد ويخلف ..
    أو يتورط بأمور .. فيختلق أعذاراً متنوعة .. وسرعان ما يكتشف الناس كذبه فيها ..
    وقف الإمام الزهري أمام السلطان .. فشهد على شيء ..
    فقال السلطان : كذبت ..
    فصاح الزهري : أعوذ بالله .. والله لو نادى منادٍ من السماء : إن الله أحلَّ الكذب .. لما كذبت .. فكيف وهو حرام!!

    حقيقة..


    خدعوك فقالوا:كذبة بيضاء..لأن الكذب لونه أسود..



    الموضوع الثاني والعشرون :

    الموضوع الثاني والعشرون:


    اضبط لسانك..

    إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه.
    هكذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم الناس من إطلاق الكلام على عواهنه، دون النظر في العواقب.
    عدم ضبط اللسان قد يؤدي إلى المهالك.

    إحفظ لسانك أيها الإنسان..لا يلدغنك إنه ثعبان


    كم في المقابر من قتيل لسانه..كانت تهاب لقاءه الشجعان

    كم من امرأة طلقها زوجها بسبب اللسان..
    يختلف معها فتردد قائلة له :
    طلقني..أتحداك تطلقني.. إن كنت رجلا طلقني؟
    فيأمرها بالسكوت..
    ويصرخ بها..
    ينهرها..
    يشتد الأمر بينهما.. فينهدم البناء.. ويطلقها..
    لذا أمر صلى الله عليه وسلم الشخص إذا غضب أن يسكت، نعم يسكت لأنه إن لم يضبط لسانه أرداه في المهالك..

    يموت الفتى من زلةٍ بلسانه~~~وليس يموت المرء من زلة الرجل

    أذكر أني دخلت مرة في مشكلة بين عائلتين للإصلاح بينهما..
    وقصة الخلاف: أن رجلاً عاقلاً كبيراً في السن أظنه قد تجاوز الستين من عمره، خرج في نزهة صيد مع مجموعة من أصدقاءه، وسنهم جميعا متقاربة،
    دارت بينهما أحاديث وذكريات الصبا..
    ثم تكلموا عن أراض لأجدادهم بالقرية..
    فثار خلاف بين اثنين منهم، حول أحد الأراضي يملكها أحدهما، وادعى الآخر أنها لجده..
    اشتد بينهما النقاش حتى قال مالك الأرض لصاحبه: والله لئن رأيتك قريبا من أرضي لأفرغن هذا في رأسك..
    ثم تناول بندقية الصيد التي بجانبه، ووجهها أعلى من رأس صاحبه بمرتين أو ثلاثة ثم أطلق منها رصاصة..
    ثار الرجلان وكادا أن يقتتلا.. لكن أصحابهما هدؤوهما..
    وتفرقوا إلى بيوتهم، لم يستطع الرجل الذي أطلق عليه الرصاصة أن ينام من شدة الغيظ..
    طلع عليه الصبح إلا وقد أجمع أن يشفي غيظه من صاحبه، فحمل سلاحاً من نوع كلاشينكوف، ومضى يبحث عن صاحبه، حتى رآه في سيارته عند مدرسة بنات.. كان صاحبه متقاعداً من وظيفته، ويعمل سائقاً لسيارة خاصة لنقل المدرسات، وقد أوقف سيارته عند باب المدرسة وجلس داخلها ينتظر خروجهن..
    وبجانبه مجموعة من السيارات تشبه سيارته كلها مخصصة لنقل المدرسات أو الطالبات..
    اختبأ الرجل خلف شجرة بعيدة، لئلا ينتبه إليه..وكان ضعيف البصر.. فوجه سلاحه إلى السائق الذي بدا من ملامحه أنه صاحبه..وحاول جاهداً أن يسدد الطلقة إلى رأسه..
    ثم ضغط على الزناد.. ودوى صوت الرصاص، وانطلقت ثلاث رصاصات، واستقرت في رأس السائق..
    ثار الناس واضطربوا.. وفزعت الطالبات.. وارتفع الصراخ.. واجتمع رجال الشرطة.. وأحاطوا بالمنطقة ..والرجل قد هشمت الطلقات جمجمته.. ومات..
    أما القاتل فقد توجه بكل هدوووووء إلى مخفر الشرطة، واخبرهم بالقصة وقال:
    أنا قتلت فلاناً.. والآن قد شفيت صدري، فاقتلوني أو أحرقوني أو أسجنوني.. أفعلوا ماشئتم .. أدخلوه لغرفة التوقيف..
    وخرج الضابط لمعاينة مكان الحادث..فلما اطلع على بطاقة المقتول، فإذا المفاجأة الكبرى!!
    إذ بالقتيل ليس هو صاحبه، الذي أراد أن يشفي صدره منه، وإنما هو شخص آخر ليس له دخل بالقضية..
    فأقبل الضابط يمشي بسرعة، والرجل المسن المقصود، بالقتل يمشي بجانبه.. حتى أدخله مخفر الشرطة، وأوقفه أمام الزنزانة .. وقال:
    يا فلان أتدعي أنك قتلت هذا، الرصاص أصاب شخصا آخر!!
    فصرخ المسكين وأصابته حالة هستيرية، ثم أغمي عليه ومكث في غيبوبته أياماً.. ثم شفي وأدخل السجن وحكم عليه القاضي الشرعي بإقامة حد القتل عليه..
    وصدق أبو بكر لما قال:
    ما شيء أحوج إلى طول سجن من لسان..
    لا أنسى خبر ذلك الخليفة الذي جلس يوما مع نديمه..يضاحكه ويمازحه..لعب الشيطان برؤوسهما، فشربا خمراً..
    فلما غابت العقول.. وسيطرت أم الخبائث..وصار الواحد منهما أضل من الحمار.. ألتفت الخليفة إلى حاجبه وأشار له إلى النديم، وقال : اقتلوه..
    وكان الخليفة إذا أمر أمراً لم يراجع فيه..
    فانطلق الحاجب إلى النديم وتله برجليه..وهو يصرخ..ويستغيث بالخليفة..والخليفة يضحك ويردد : أقتلوه..أقتلوه
    فقتلوه..والقوه في بئر مهجورة..
    فلما أصبح الخليفة..اشتاق إلى من يؤانسه..فقال أدعو لي نديمي فلان..
    قالوا قتلناه!!
    قال قتلتموه !!؟
    من قتله؟!
    ولماذا؟
    ومن أمركم؟!
    وجعل يدافع عباراته..
    فقالوا: أنت أمرتنا البارحة واخبروه بالقصة..فسكت..وخفض رأسه متندما ثم قال: ربك كلمة قالت لصاحبها دعني..
    أعود وأقول:
    كم من شخص نفر الناس عن شخصه..وبغضهم في نفسه..وجر لنفسه الويلات بسبب عدم ضبطه للسانه..
    قال ابن الجوزي:
    ومن العجب أن من الناس من يقوى على التحرز من أكل الحرام، ومن الزنا والسرقة، لكنه لا يقوى على أن يتحرز من حركة لسانه فيتكلم في أعراض الناس، ولا يقدر على منع نفسه من ذلك

    عجيبة


    الحيوان لسانه طويل ولا ينطق


    والإنسان لسانه قصير ولا يسكت



    :: قــــرار ::
    قدرتنا على أسر قلوب الآخرين ..
    وكسب محبتهمـ الصادقة ..
    تمنحنا جانبآ كبيرآ من المتعــــة بالحياة ..

    .................


    الردود القادمه ستحويـ بإذن الله الكثير من مواضيعـ هذا الكتاب ... فانتظروا ^^
    ومن أراد المشاركة فيـ كتابة أية موضوعـ فليتفضل مشكورآ ..
    لاحرمتمـ الأجر جميــــــــعآ ..


    التعديل الأخير تم بواسطة aboalwleed ; 25-10-2009 الساعة 10:06 PM سبب آخر: اكمال مسيرة الأخ رحمه الله من قبل الأخ الفاضل جيمس بوند07

  2. #2

    الصورة الرمزية سجين العالمَين

    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المـشـــاركــات
    2,110
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    جميل جداً جداً
    أنتظر الباقي
    شكراً

  3. #3

    الصورة الرمزية صديقة وينري

    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المـشـــاركــات
    153
    الــــدولــــــــة
    اليونان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    الســلِام عليكم ورحمة الله ..

    شكراَ لكَ أخي على موضوعكَ و على كتابتكَ المتميزة ..

    رحم هؤلاء الأشخاص الذين نشروا العلم والدين ..

    وتعبوا من أجله لكِي يكونوا أقــرب إلى الرب ..

    تم قراءة الموضوع بشكل جيد .

  4. #4


    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المـشـــاركــات
    102
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    جزاك الله خيراً أخى ...

    جعله الله في ميزان حسناتك ...

    فى انتظار الباقي ...

    تقبل مروري ...

    "شادن"

  5. #5

    الصورة الرمزية نور الاسلام

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    1,319
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aseeeeen مشاهدة المشاركة
    فكن بطلاً واعزمـ من الآن أن تطبقـ ما تقتنعـ بنفعهـ من قدرات .. كن ناجحاً .. اقلب عبوسكـ ابتسامة .. وكآبتكـ بشاشة .. وبخلكـ كرماً .. وغضبكـ حلماً .. اجعل المصائب أفراحاً .. والإيمان سلاحاً ..
    استمتــــــعـ بحياتكـ .. فالحياة قصيرة لا وقت فيها للغمـ ..
    ^^
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    فعلا موضوع راااائع ....كنت بانتظار مثله
    وهذه الكلمات الجمييله رائعة..و هذا الكتاب من اروع الكتب ...جزاكم الله خيرا على وضعه..و اعتقد ان الاعضاء سيشاركون بجزء كبير فيه
    و السلام عليكم

  6. #6
    aseeeeen
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    شكراً لكمـ جميـــعاً ..
    .................
    الموضوعـ الثانيـ :: طور نفسكـ ..
    يقول الشيخـ :::: تجلسـ معـ بعضـ الناسـ وعمرهـ عشرون سنهـ .. فترى لهـ أسبوباً ومنطقاً وفكراً معيناً ..
    ثمـ تجلسـ معهـ وعمرهـ ثلاثون .. فإذا قدراتهـ هيـ هيـ .. لمـ يتطور فيهـ شيء ..
    بينما تجلسـ معـ آخرين فتجدهمـ يستفيدون من حياتهمـ .. تجدهـ كل يومـ متطوراً عن اليومـ الذيـ قبلهـ ..
    بل ما تمر ساعة إلا ارتفعـ بها ديناً أو دنيا .. إذا أردت أن تعرف أنواعـ الناسـ فيـ ذلكـ .. فتعال نتأمل فيـ أحوالهمـ واهتماماتهمـ ..
    القتوات الفضائية مثلاً .. من الناسـ من يتابعـ ماينميـ فكرهـ المعرفيـ .. ويطور ذكاؤهـ ..
    ويستفيد من خبرات الآخرين من خلال متابعة الحوارات الهادفهـ .. يكتسب منها مهارات رائعهـ فيـ النقاشـ ..
    واللغهـ .. والفهمـ .. وسرعة البديهة .. والقدرة على المناظرهـ .. وأساليب الاقناعـ ..
    ومن الناسـ من لايكاد يفوتهـ مسلسل يحكيـ قصة حب فاشلهـ .. أو مسرحية عاطفية .. أو فيلمـ خياليـ مرعب ..
    أو أفلامـ لقصصـ .. افتراضية تافههـ .. لاحقيقة لها ..
    تعال بالله عليكـ .. وانظر إلى حال الأول وحال الثانيـ بعد خمسـ سنوات .. أو عشر ..
    أيهما سيكون أكثر تطوراً فيـ مهاراتهـ ؟.
    فيـ القدرهـ على الاستيعاب ؟.
    فيـ سعة الثقافهـ ؟.
    فيـ القدرهـ على الاقناعـ ؟.
    فيـ أسلوب التعامل معـ الأحداث ؟.
    لا شكـ أنهـ الأول ..
    بل تجد أسلوب الأول مختلفاً .. فاستشهاداتهـ بنصوصـ شرعية .. أو أرقامـ وحقائقـ ..
    أما الثانيـ فاستشهاداتهـ بأقوال الممثلين .. والمغنين ..
    حتى قال أحدهمـ يوماً فيـ معرضـ كلامهـ ... والله يقول "اسعى ياعبديـ وأنا أسعى معاكـ"!!!!!!
    فنبهناهـ إلى أن هذهـ ليست آيهـ ... فتغير وجههـ وسكت .. ثمـ تأملت العبارهـ .. فإذا الذيـ ذكرهـ هو مثل مصريـ انطبعـ فيـ ذهنهـ من احدى المسلسلات !!!!!!!!!
    نعمـ .. كل اناء بمافيهـ ينضحـ ..
    بل تعال الى جانب آخر .. فيـ قراءة الصحف والمجلات .. كمـ همـ أولئكـ الذين يهتمون بقراءة الأخبار المفيدة والمعلومات النافعهـ التيـ تساعد على تطوير الذات .. وتنمية المهارات .. وزيادة المعارف .. بينما كمـ الذين لايكادون يلتفتون إلى غير الصفحات الرياضية والفنية ؟!!
    حتى صارت الجرائد تتنافسـ فيـ تكثير الصفحات الرياضية والفنية ..على حساب غيرها ..
    قل مثل ذلكـ فيـ مجالسنا التيـ نجلسها .. وأوقاتنا التيـ نصرفها ..
    فأنت إذا أردت أن تكون رأساً لا ذيلاً .. احرصـ على تتبعـ المهارات أينما كانت .. درب نفسكـ عليها ..
    كان عبدالله رجلاً متحمساً .. لكن تنقصهـ بعضـ المهارات ..
    خرجـ يوماً من بيتهـ إلى المسجد ليصليـ الظهر ..
    يسوقه الحرصـ على الصلاة ويدفعهـ تعظيمهـ للدين .. كان يحث خطاهـ خوفاً من أن تقامـ الصلاة قبل وصولهـ إلى المسجد ..
    مر أثناء الطريقـ بنخلة فيـ أعلاها رجل بلباسـ مهنتهـ يشتغل باصلاحـ التمر .. عجب عبدالله من هذا الذي مااهتمـ بالصلاة .. وكأنهـ ماسمعـ أذاناً ولا ينتظر إقامهـ .. !!
    فصاحـ بهـ غاضباً : انزل للصلاة ..
    فقال الرجل بكل برود : طيب .. طيب ..
    فقال : عجل .. صل ياحـ مـ ا ر ..!!
    فصرخـ الرجل : أنا حـ مـ ا ر ..؟!! ثمـ انتزعـ عسيباً من النخلة ونزل ليفلقـ بهـ رأسهـ !!!! غطى عبدالله وجههـ بطرف غترتهـ لئلا يعرفهـ .. وانطلقـ يعدو إلى المسجد ..
    نزل الرجل من النخلة غاضباً .. ومضى إلى بيتهـ وصلى وارتاحـ قليلاً .. ثمـ خرجـ إلى نخلتهـ ليكمل عملهـ ..
    دخل وقت العصر وخرجـ عبدالله إلى المسجد .. مر بالنخلة فإذا الرجل فوقها .. فغير اسلوب تعاملهـ ..
    قال : السلامـ عليكمـ .. كيف الحال ؟ ..
    قال : الحمدلله بخير ..
    قال : بشر !! كيف الثمر هذهـ السنة ..
    قال : الحمدلله ..
    قال عبدالله : الله يوفقكـ ويرزقكـ .. ويوسعـ عليكـ .. ولايحرمكـ أجر عملكـ وكدكـ لأولادكـ ..
    ابتهجـ الرجل لهذا الدعاء .. فأمن على الدعاء وشكر ..
    فقال عبدالله :
    لكن يبدو أنكـ لشدة انشغالكـ لمـ تنتبهـ إلى أذان العصر !!
    قد أذن العصر .. والإقامة قريبة .. فلعلكـ تنزل لترتاحـ وتدركـ الصلاة .. وبعد الصلاة أكمل عملكـ .. الله يحفظ عليكـ صحتكـ ..
    فقال الرجل : إن شاءالله .. إن شاءالله ..
    وبدأ ينزل برفقـ ..
    ثمـ أقبل على عبدالله وصافحهـ بحرارهـ ..
    وقال : أشكركـ على هذه الأخلاقـ الرائعهـ .. أما الذيـ مر بيـ الظهر فياليتنيـ أراهـ لأعلمهـ من الـ حـ مـ ا ر !!
    ^^
    انتهى كلامهـ فيـ موضوعهـ هذا ..
    :: اضاءه ::
    مهاراتكـ فيـ التعامل معـ الآخرين ..
    على أساسها تتحدد طريقة تعامل الناسـ معكـ .. ^^

    .................

  7. #7

    الصورة الرمزية صديقة وينري

    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المـشـــاركــات
    153
    الــــدولــــــــة
    اليونان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    السلام عليكم ورحمة الله ..

    شكراَ لكَ على التكمــلة
    تمت القــرأة

    ..

  8. #8

    الصورة الرمزية الوعد القادم

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    686
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    مختارات مهمة لدفع النفس

    مشكور أخوي

  9. #9

    الصورة الرمزية نور الاسلام

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    1,319
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    جزاكم الله خيرا على التكملة,,,

  10. #10

    الصورة الرمزية ابتسامه :)

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    33
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..



    شكرا لك أخي على الموضوع الرائعة .. جعله الله في ميزان حسناتك ..



    حقا أنه كتاب رائع .. يبعث السرور و الرضا في النفس .. أشتريت هذا الكتاب من



    أحد أسواق مكة المكرمة .. لذا كان عزيزا على نفسي .. و قد احببته كثيرا ..



    أتمنى أن ينفعنا الله به ..





    و جزاك الله خيرا .

  11. #11
    aseeeeen
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    شكراً لكمـ جميـــعاً ..
    "صديقة وينري ... نور الاسلام"
    أشكركما شكراً خاصاً ..
    وأتمنى لكما كثير افاده ^^

    .................
    الموضوعـ الثالث : أيـ الناسـ أحب إليكـ ؟
    يقول الشيخـ :::: تكون أقوى الناسـ قدرة على استعمال مهارات التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً يجعلهـ يشعر أنه أحب الناسـ إليكـ ..
    فتتعامل معـ أمكـ تعاملاً رائعاً مشبعاً بالتفاعل والأنس والاحتفاء إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقيـ لم يلقه أحد منك قبلها ..
    وقل مثل ذلك عند تعاملكـ معـ أبيكـ ..معـ زوجتكـ .. أولادكـ .. زملائكـ .. بل قل مثلهـ عند تعاملكـ مع من تلقاهمـ مرة واحدة .. كبائع في دكان .. أو عامل في محطة وقود ..
    كل هؤلاء تستطيعـ أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إليهم إذا أشعرتهم أنهم أحب الناس إليك .. وقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك ..
    إذ إن من تتبعـ سيرتهـ .. وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية .. فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة .. حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه .. وبالتالي يكون هو أيضا صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليهم .. لأنه أشعرهم بمحبته ..
    كان عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية من دهاة العرب .. حكمة وفطنة وذكاء .. فأدهى العرب أربعة .. عمرو واحد منهم ..
    أسلم عمرو وكان رأساً في قومه .. فكان إذا لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق رأى البشاشة والبشر والمؤانسة .. وإذا دخل مجلساً فيه النبي صلى الله عليه وسلم رأى الاحتفاء والسعادة بمقدمهـ .. وإذا دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ناداه بأحب الأسماء إليه ..
    شعر عمرو بهذا التعامل الراقي .. ودوام الاهتمام والتبسم أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأراد أن يقطع الشك باليقين .. فأقبل يوماً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليه ... ثم قال : يارسول الله .. أي الناس أحب إليك ؟
    فقال صلى الله عليه وسلم : عائشة ..
    قال عمرو : لا .. من الرجال يارسول الله ؟ .. لست أسألك عن أهلك ..
    فقال صلى الله عليه وسلم : أبوها ..
    قال عمرو : ثم من؟
    قال : ثم عمر بن الخطاب ..
    قال : ثم أي .. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعدد رجالاً .. يقول : فلان .. ثم فلان ..
    بحسب سبقهم إلى الإسلام .. وتضحيتهم من أجله ..
    قال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم ..
    فانظر كيف استطاع صلى الله عليه وسلم أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه .. بل كان عليه الصلاة والسلامـ ينزل الناس منازلهم .. وقد يترك أشغاله لأجلهم .. لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده ..
    لما توسع صلى الله عليه وسلم بالفتوحات وبدأ ينتشر الإسلام .. جعل صلى الله عليه وسلم يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى الإسلام .. وربما احتاج الأمر أن يرسل جيشاً .. وكان عدي بن حاتم الطائي .. ملكاً ابن ملك .. أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قبيلة "طيء" .. وكان عدي قد هرب من الحرب فلم يشهدها .. واحتمى بالروم في الشام ..
    وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء .. كانت هزيمة طيء سهلة .. فلا ملك يقود .. ولا جيش مرتب .. وكان المسلمون في حروبهم .. يحسنون إلى الناس .. ويعطفون وهم في قتال .. كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين .. وإظهار قوة المسلمين لهم ..
    أسر المسلمون بعض قوم عدي .. وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم .. مضوا بالأسرى إلى المدينة .. حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بفرار عدي إلى الشام ..
    فعجب صلى الله عليه وسلم من فراره !! كيف يفر من الدين ؟ كيف يترك قومه ؟
    ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل .. لم يطب المقام لعدي في ديار الروم .. فاضطر للرجوع إلى ديار العرب .. ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومصالحته .. أو التفاهم على شيء يرضيهما ..
    يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة ::
    مارجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني .. وكنت على دين النصرانية .. وكنت ملكاً في قومي لما كان يصنع بي ..
    فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة .. فخرجت حتى قدمت الروم على قيصر ..
    قال : فكرهت مكاني ذلك ..
    فقلت : والله لو أتيت هذا الرجل .. فإن كان كاذباً لم يضرني .. وإن كان صادقاً علمت .. فقدمت فأتيته ..
    فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدي بن حاتم .. هذا عدي بن حاتم .. فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد .. فقال لي : عدي بن حاتم ؟
    قلت : عدي بن حاتم ..
    فرح النبي صلى الله عليه وسلم بمقدمه .. واحتفى به .. مع ان عدياً محارب للمسلمين وفار من الحرب .. ومبغض للإسلام .. ولاجىء إلى النصارى ..
    ومع ذلك لقيه صلى الله عليه وسلم بالبشاشة والبشر .. وأخذ بيده يسوقه معه إلى بيته .. عدي وهو يمشي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الرأسين متساويين ..!!!
    فمحمد (صلى الله عليه وسلم) ملك على المدينة وماحولها .. وعدي ملك على جبال طيء وماحولها ..
    ومحمد (صلى الله عليه وسلم) على دين سماوي "الإسلام" .. وعدي على دين سماوي "النصرانية" ..
    ومحمد (صلى الله عليه وسلم) عنده كتاب منزل "القرآن" .. وعدي عنده كتاب منزل "الإنجيل" ..
    كان عدي يشعر أنه لافرق بينهما إلا في القوة والجيش ..
    في أثناء الطريق وقعت ثلاثة مواقف :
    !!!!!!!!!!
    التعديل الأخير تم بواسطة aseeeeen ; 26-5-2009 الساعة 03:45 PM

  12. #12

    الصورة الرمزية Dek2on

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    1,901
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    مشكور .......... بأنتظار التكملة

  13. #13

    الصورة الرمزية سعود سعد

    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المـشـــاركــات
    779
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    أهلا aseeeeeeeeen ..!

    اعذرني .. دقايق إن لم تصبح ساعات ..
    وأرجع .. بعد قراءة الموضوع بدقة .. بدقة .. بدقة .. بدقة !
    _____
    سعود !

  14. #14

    الصورة الرمزية غرييب

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    403
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    ما شاء الله كتااب رائع ,,

    قرأت الموضوع الاول وعجبني فكتبت اسم الكتاب في قوقل وطلعت لي صفحة تحميل الكتاب ,, حبيت احمله واشوفه لكن للاسف ما حمل عندي ><" لكن قلت اضع لكم الرابط يمكن يفيدكم من موقع الدكتور العريفي نفسه
    http://www.alarefe.com/play-338.html

    في امان الله

  15. #15

    الصورة الرمزية ساتو ميواكو

    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المـشـــاركــات
    1,054
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    كتاب أقلُ ما يُقالُ عنه أنهُ رائع ..
    و يكفي أن الشيخَ قضى في كتابتهِ العشرينَ عاماً , جُهودٌ آتت ثِمارها فجزاهُ اللهُ خيراً ..
    حقيقةً أكثرُ ما أضحكني في الكتاب الطفل الذي قالَ حينَ سألهُ المُعلم ماذا تُريدُ أن تكونَ في المُستقبل فأجاب بكلِ براءة :
    محمد العريفي ..!
    لا ألومه فحتى أنا تمنيتُ ذاتَ الأُمنية ذاتَ مرة ^^"
    جزاكَ اللهُ خيراً أخي الفاضل و جعلَ ما تضعهُ في موازينِ حسناتِك ..
    فيـ أمانِ الله

  16. #16

    الصورة الرمزية جبروت ابتسامة

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    2,333
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<


    سلمت يداك .. يـعطيك ألف عااااافيه خيوو..
    ~**~
    فـعــلآ كتاب رآاآاآئــــع ..
    من كثر ما اقرأ فيه اختفى
    ~**~
    لا حرمتـ رأيتـ وجهه الكريم



  17. #17

    الصورة الرمزية howida

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المـشـــاركــات
    974
    الــــدولــــــــة
    ماليزيا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    مـــرحــبا .. أخــوي ،
    مــا شــاء الله أعــجبني المــوضوع الأول كثيـــرا ،
    لــي عــودة لأكمــل الباقـــي ،
    شكــرا لــكـ عـ المـــجهــود ،
    دمـــت بخيـــر ~

  18. #18

    الصورة الرمزية كاكاش

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    24
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    مشكور وماقصرت أخوي

  19. #19
    aseeeeen
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    اوف .. نسيت إنيـ كتبت موضوعـ هنا ..
    حياكمـ الله جميـــــعآ


    dek2on
    حياكـ يارجل ^^
    العفوو .. التكملة قريبة بإذن الله ..
    شكرآ لمروركـ وشكرآ لرفعـ الموضوعـ .. أسعدكـ الباريـ ..

    سعودي كوم
    حياكـ يا سعووووووووووووووووووووووووودي ..^^
    ترجعـ بالسلامة .. ولاتدققـ كثير
    .. ترى ماأنصحكـ .. كل شيـ واضحـ ..
    شكريات للمرور خيو .. ربيـ يسعدكـ ..


    غرييب
    أهلآ بكـ ^^
    شكريات على الرابط .. بسـ حتى أنا مارضيـ يحمل ليـ ><
    لو بغيت أرسل لكـ الكتاب .. من عنونيـ أرسله ماعنديـ أيـ مانعـ ..
    بسـ تتكفل بالتكملة

    شكرآ لمروركـ وتنويركـ .. ربيـ يسعدكـ ..

    سيما


    نفسـ الصورة بسـ أضيفيـ عليها للمرور

    أسعدكـ الله ..
    ^^




  20. #20
    aseeeeen
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: منـ أروعـ ماقرأتـ >>::.. استمـــــــــــتعـ بحياتـــــ^^ــــــــكـ ..::<<

    ساتو ميواكو
    حياكـ الله وبياكـ ^^
    بحقـ كتاب أروعـ من الروعة .. وهذه والله قليلة بحقه ..
    إن شالله الموضوعـ القادمـ عن هذه القصة ..
    ولا ألومكـ إذا تمنيت ذلكـ ^^
    وإياكـ جزى الله ..
    وشكرآ لمروركـ وتنويركـ .. أسعدكـ المولى ..

    جبروت ابتسامة
    أهلآ .. وحياكـ الباريـ ..
    سلمكـ الله وعافاكـ ^^
    خخخـ حلوة
    .. وأنت كذلكـ ..
    وشكرآ لمروركـ وتنويركـ .. أسعدكـ المولى ..


    howida
    حياكـ الله وبياكـ ^^
    قراءة ماتعة .. وفقكـ الله ..
    وشكرآ لمروركـ .. أسعدكـ الباريـ ..


    كاكاش
    أهلآ بكـ ^^
    العفووو ربيـ يعافيكـ .. سلمـ على ناروت
    شكرآ لمروركـ .. أسعدكـ الله ..

    ^^



صفحة 1 من 12 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...