ويبقى الاملمادامت الحياة
عندما يخالجنا شعور بالعجز.. بفقد الأمل .. نعتزل العالم حولنا ونعتزل أنفسنا .. تغزونا أشباح الكآبة .. وتنسج الاحزان شباكها حولنا ونصبح جسدا بلا روح
نكون من اختار السواد شعارا والمقابر وطنا وتقبلنا العزاء عن أنفسنا
فتشنا عن الآبار الناضبة وأدلونا بدلونا فيها .. وبحثنا عن الصحاري النائية ونصبنا خيامنا البالية بها .. وظللنا نرقب نجوم السماء بصمت قاتل مغيبين عقولنا عن التبصر والتفكر .. شاردين بها في عالم الخيال
تاركين ورائنا واقعا يكتظ بكل أشكال الحياة
فلنبقى هكذا ماشئنا .. فلن نحقق شيئا ولن نشعر بأننا احسن حالا
فلنبحث عن أنفسنا ونفتش عن ذاتنا .. حتما سنجدها
ننفض عنا غبار الأيام وتراكمات السنين
ننقح أفكارنا ونطرح السيء منها
نشحذ قوتنا بوقود الإيمان ( وتزودو فإن خير الزاد التقوى)
نثق أن الله معنا ونتيقن بأن كل ما هو آت خير مما أفل وفات
وقتها فقط .. سوف يتغير التصوير .. وتختلف الرؤيا وتتبدى الحقيقة
وتدب الحياة من جديد في تلك الاجسام الواهنة التي ظلت زمنا خاوية
لم يسمع فيها سوى صوت صفير الريح .. وتنهدات قلب موجوع ..
وزفرات تنبعث من صدر مثقل بالآلام مثخن بالجراح
عندها نتحول إلى كتلة من نشاط متقد
ذلك النشاط الذي حرك الساكن منا وأيقظ المتكاسل فينا
ففجر طاقات ظلت كامنة واستنهض عزائم كانت فاترة لنصبح بعد ذلك
شخصية جديدة
المفضلات