بسم الله الرحمن الرحيم ،
السلآم عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ،
~
سؤال هو الحياة قد حرت في حله ، مأسات و فـرح ، لوعـات و شوق ، صمت و كـلام ، هدوء و ضجة ،
كان لزاماً على الكل دون إستثناء عيشها كلها ، دون أن يخير من بينها .
أذكر بالصغر عندما كنت ألتمس من السماء صديقاً ، و من الوردات ألواناً ، و من الجد هزلاً .
كانت الحياة في نظري مجرد تجربة متحررة جداً من أي قيود ، لآ قوانين فيها و لا بنود ،
فكنت أجعل من نفسي فراشة ، تحلق و طيراً ثارة .
كان ذلك بالبادئ . كاملاً متكاملاً . لا يحتاجه شيء .
لعل هذا يذكرني بقصة آدم و حواء حينما كانا يحفلان بالنعيم فمنعهما ذلك من أن يروا الجانب المظلم
ليتجنباه . فيقعا فريسة سهلة لإعواءات نفسيهما . و يبتغيان من وراء المجد أمجاداً
كما يقال [ من أرادها كلها ، تركها كلها ] . حكمة مفادها أن الكمال شيء مستحيل التحقيق .
نعود للقصة ؛
قد إرتقيت بنفسي لأعلى درجة ، درجة أني صرت أربط نفسي بأني شيء يبنى عليه الوجود ،
كان تفكيراً راقياً جداً ، كان نتاج تحرر فكري تملكني بالكامل .
أول مفهوم علمتني إياه الحياة ، هو [الحنان] ،
أجل الحنان ، وجدته في من أحبني ، أمي تم أمي تم أمي
كانت درساً لقنته لي الحياة بجدارة ، حنان سخي جداً كانت لتضحي بروحها ، حتى أبقى بجانبها ،
تم أبي ، عشت كإبنه و كذلك كصديقه ، رغم إنشغالاته الدائمة المداومة ،
إلا أني كنت بالنسبة له الصديق . كان حنانه أتجاهي ، ماذا يمكن القول عنه ، لست أحد اللفظ المناسب
كان شلال حنان .
أذكر خادمة قد ربتني و كان لها الأثر الأسمى في بناء شخصيتي ، كانت راقية جداً
يجعلني رقيها أتمنى لو أكون هي ، كانت حنونة على ، جعلت من كل وقتها مرتعاً لتربيتي و الحنان علي
الحنان بالنسبة لي ، هو أن تحضن بلطافة و رقة
أن تجد أن هناك من يخاف عليك ، و يحترمك ، ويرعاك أكثر من نفسه ،
أن تعلم أن هناك من سيفطر قلبه إذا ما أصابك شيء ، أجل هذا هو الحنان .
ثاني مفهوم [الموت] ،
آآه ، حينما أتذكر ذلك اليوم يوم اخذ النصف من عمري ، كان ثمنه ، أني علمت معنى الموت
لآ أريد الحديث فيه لكن سأدعه منسياً ،
نتج مذ ذلك الحين خوف غريب من الموت ، خوف مرضي ، فقد صرت لآ افكر إلا بذلك
هو النهاية ، هو كابوس نجهل كيف قد يكون ، أجل كان هذا بالسابق ،
قبل أن أجد نفسي و أجد القطعة الناقصة من الأحجية ، ألا و هي [الله] .
ثالث مفهوم ،
[ الحب ]
أمر مستحيل التصديق ن لم أذكر أنه قد كان بإمكاني أن أحب أحداً
كنت أعيش بنرجسية كبيرة ، ما أحببت إلا نفسي ، قبل أن أخرج إلى العالم الخارجي ،
خارج أسوار المنزل ، لأجد أني وحيد جداً ، فتولد عن وحدتي تلك رغبة عارمة في الإنسجام مع الباقين ،
فوجدت أن السبيل لنيل ذلك هو أن أحبهم ، لم يكن بالأمر السهل لكني جعلت منه حقيقة .
أحببتهم ، فتكون لدي مفهوم مبسط عن الحب ، أنا لم أحبهم بمعنى الكلمة ، بل أوهمتهم أني أحبهم
باللجوء للمفهوم المكون لدي ،
لكن الحب الذي أود الحديث عنه ، هو حب لعله لم يحصل معي إلآ قبل لحظات إن صح التعبير ،
لكنه كان أول حب ، بالنسبة للحب المتداولبين الناس مفهومه ،
الحب بين الجنسين ،
فتاة ، أجل إنها فتاة ،
تعودت دائماً الجلوس بالحديقة و أتأمل و أستمع للموسيقى الهادئة كالعادة ،
فإذا بفتاة تمر بقربي ، لفتني لون ملابسها الغريب الذي يميل نوعاً ما للون الأزرق الفاتح الباهت لم أأبه لها حتى فتذهب ممسكة بإحدى الكتب ، و تجلس تحت إحدى الأشجار متقابلة معي ،
فأنظر إليها قليلاً ، فأراها ترفع رأسها فأنهض فأذهب كي لآ تظن أني أنظر إليها
و في اليوم التالي بنفس الوقت ، أذهب إلى الحديقة ، لأجدها هناك ثانية ،
لآ اعيرها أي إهتمام ، البتة ،
و في اليوم التالي أجدها هناك أيضاً ، تعودت على ذلك لأيام ،
فأعجبت بها نوعاً ما فقررت أن أعرف من تكون ، فتبعتها يوماً دون أن تدري إلى حيت تسكن ،
لأعرف أنها إبنة طبيب معروف بالمدينة ، كنت أود أذهب إليها و أكلمها لكن الأمر كان صعباً جداً
فهي لآ تعرفني حتى فكيف قد أكلمها ، حقيقة أعجبت بها كثيراً
و في كل يوم يزيد إعجابي بها ، ليتحول الإعجاب لحب ، حتى يوم ، لربما قد إكتشفت ذلك ،
إكتشفت الأمر الذي طال كثمانه ، فأجدها عوض أن تجلس تحت الشجرة متقابلة بمكاني المعتاد
تجل بمكاني ، لآ اعلم هل الامر معني أم لآ ،
فأجلس بقربها كأن شيئاً لم يكن ، فأناديها بإسمها ، [لا داعي لذكره]
فلا ترد ، فظننت أنها معرضة عني ، فتملكني شعور غريب أفقدني الإحساس بالحياة ،
فأعيده بصوت خافت ، فتلتفت إلي و تذكر إسمي ،
هل يصدق ذلك أحد ، أجل أمر يقارن بالمعجزة ، و تمظر إلي و تبتسم ،
إبتسامة أفتك من رصاصة في ولوجها القلب ،
أمر غريب ، فأقول بدون أن أدري [أحبك] ،
لكن المفاجأة هي أن تقول بدورها ، أنا أيضاً ، كأني دخلت النعيم لتوي ،
قلبي ينبض بأقصى درجة ، حتى أنه أصبح يتعثر بالضربات ،
فأسألها ماذا تعرفين عني غير إسمي ، فتخبرني بأمور ، و تسألني بدورها فأخبرها ،
عجباً فلم أصدق أن تكون هذه القصة حقيقية فعلاً ،
لكن أقسم أنها حدثت ،
فأعلم أنه لآ شيء مستحيل البتة ، لأن الوجود نفسه ، إن تفكرنا سيكون مستحيلاً ،
/
نقـطة نهاية ،
[ وردة من مذكراتي ]
~
المفضلات