:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاتُه ..
تحيَّة طيبة برائحة الياسمين .. لكل الأعضاء والزائرين -flowers0" class="inlineimg" />
عدتُ للمشاركة في قلم الأعضاء .. القسم النشيط والمفضل لدي –بعد اللغة العربية- ^^
وأحببتُ مشاركتكم بمقالة كتبتُها مؤخرًا .. لكم نصُّها:
فتبـيَّـنوا وتثـبَّـتوا
يتفنَّنُ الإنسانُ في إصدار الأحكام على الأشياء من حوله حسبَ ما يراه ، ولا جدال أنَّ هذا من حقِّه مادام أمرًا يقبلُ الأخذ والرَّد ، واختلافُ النَّاس في آرائهم أمرٌ طبعي لا يُنكَرُ ولا يُستهجن بل هو في صالحهم ؛ فلو كانت نظرة الناس واحدة تجاه كلِّ شيء لما وجدنا للحياة طعمًا ولا قيمة .
ولعلَّ هذه المقدمة تدفعُني للحديث عنْ أهمية الإيمان بخصوصية وجهات النظر وعدم الاعتماد على رؤى الآخرين في إصدار الأحكام خاصة تجاه الأشخاص ؛ فليس بالضرورة أنْ أوافق هواهم بأن أحب ما يُحبون وأماثلهم بما يكرهون ، وقد يُجانبون الصَّواب .. فهل أضعُ مصيري معلَّقًا تحت صوابهم من عدمه ؟!
وللأسف .. كم من شخص بنى سمعة سيئة عن آخر وظلمهُ بحجَّة أنَّ فلانًا يراهُ بهاتيك النظرة !! ، وهذا من الخطورة بمكان على المجتمع ؛ فمن شأنه أن يُفسد كثيرًا من العلاقات والأواصر الإنسانية التي يُرجى منها النماء والتطور كما حثَّنا الدينُ الحنيفُ على ذلك .
وأذكُر هُنا قصَّة لي حدثت قبل عدة أشهر .. فإبَّان بداية دراستي في الكلِّية حصل وأنْ أُدرجت إحدى المواد في خطتي الدراسية ، والتي حذَّرني زميلان من أخذها عند أحد الأساتذة ، وقُدِّر لي أن أقع فيما حُذِّرتُ منه .. وبعد أنْ علموا بما حدث لم يفتؤوا عن بثِّ عبارات التشاؤم والتنفير بل وحتى التعزية؛فهم يرون أنَّ هذا الأستاذ مقبرة الطلاب !!
لا أنكرُ أني خفتُ حينها بل وفكَّرتُ بحذف المادة .. ولكنَّ الله سلَّم ، وعزمتُ على دراسة المادة لديه بعد توكلي على الله ونيَّتي في بذل المستطاع ، وحين دراستي للمادة بدأ تدريجيًا تساقُط التهم المزعومة يومًا بعد يوم ، حتى أنجزتُ المادة عند هذا الوحش -المزعوم- وبدرجة فاقت كثيرًا من المواد الأخرى .
فأصبح نجاحي في المادة نجاحين : اجتياز المادة بدرجة مرتفعة و بيانُ الصورة السليمة للأستاذ . فماذا لو أصغيتُ لهذين الزميلين وأصدرتُ بما قالوه قرارًا ؟! ألن أكون مخطئا في حق الأستاذ بل بحق نفسي ؟!
وللأسف بأننا نلحظُ هذه الحالة لدينا كثيرًا خاصة بين طلَّاب المدارس والجامعات .
وأنا لا أدعو هُنا لإغلاق باب الفائدة من وجهات النظر الأخرى وإلغائها تمامًا!
فقد تُضاءُ لنا إحدى زوايا الرؤيا المُعتمة بفضل رأي أو مشورة أحدهم ، وأيضًا نأخذُ من الآراء مؤشِّراتٍ غير يقينيَّة تُساعدُنا في اتخاذ قراراتنا المبنيَّة في الأصل على ما نراه، فليكن لدينا الوعي الكامل لعدم التَّسرع في إصدار الأحكام حتى نتبيَّن ونتثبَّت بأنفسنا .
.. . .. . .. . ..
بانتظار آرائكم ومرئيَّاتكم ‘‘
~فائق احترامي~
المسلم
المفضلات