أ. عمر
25-2-2025, 01:28 AM
خاتم من تراب
وقفت المحبوبة تنتظر، اليوم عيد ميلادها! اليوم ذكرى زواجها! وقفت في نيران الانتظار، وفضول اللهفة، تنادي الساعة أن تحركي يا حمقاء! أسرعي! ألا ترين أنني أنتظر هديتي؟
وبعد ساعات جاء الزوج المسكين، يلهث تعبًا بعد يوم طويل من العمل، فوجئ بها تصرخ في وجهه تسأله عن الهدية، قبل أن تسأله عن نفسه وشعوره، ضمها إليه وهي تتأفف! قبَّلها وهي تتبرَّم!
مد يده في حقيبته، أخرجها بعلبة صغيرة، وفيها يتألق بريق ذهب ما يزال طفلًا، خاتم في مرحلة النمو، ذهب خالص، والتوى فم المحبوبة، لا في انبهار بل في غضب، هذا؟ ألا تستحي؟ أمثل هذا بمقامي يليق؟ وضربت الخاتمَ يدُها تلقيه أرضًا، داسته بقدمها، وانصرفت بلا رجوع، والرجل إلى أنثاه وعطفها يشعر بالجوع...
وهل ستشبعه الأيام طعمًا بلسمًا لتتقبل قرارة أعماقه مرارة الخيانة وقسوة الإهانة؟ لا، فما كُسر يعاني آلام الكسر إلى الأبد...
واجتمعت جوقة أنغام الشرور والشياطين مع هذه المرأة تهنئها على (ذكائها)! تتعاطف مع وجودها ووجدانها، والسنون تمضي، وكل منهن بطفل تلتهي، وبزوج تلتهي، وصديقتنا تكبر تباعًا، والتجاعيد تزحف سراعًا، وما من أحد عنها بسائل...
وبعد سنين أخرى، قالوا لها جاءكِ النصيب فافرحي! كادت ترقص حبورًا، ونبض قلبها سرورًا، جاء النصيب من جديد، لأمل الحياة في روحها تجديد، وفي بيت صديقتها فهمت، وكل الأمور استوعبت، أن هذا مطلق منذ سنوات، ورجل لعب المشيب برأسه ألمًا ووهنًا، وحالته المادية لا بأس بها، صديقتنا تبسمت، وهل هذه مشاكل؟ المهم رجل إلى صدري يستكين، وبين ذراعيه يحتويني، يمسح شعري ويتغزل بحلاي الذي لا يراه أحد سواه...
وبعد قليل، دخل العريس في يده علبة يمدها إليها، وبوغتت المحبوبة القديمة، وجمد الرجل، وقد التقت العيون لقاء مباشرًا، منذ سنوات طوال تفرقا في هذا المشهد بالتحديد...
لكن لم تكن السنون قد أعلنت حربها عليهما آنذاك...
بيد أن الرجل قد وعى درسه جيدًا جدًا...
فالعلبة مملوءة بالتراب مصيرنا جميعًا...
وفي حياء عجيب، مدت المرأة يدها، تسلمت العلبة، نظرت إلى محتواها في انبهار! شمت رائحة التراب في شوق ونهم، ثم ضمت العلبة إليها في حنان كأنها طفل!
لكن، هل سيغفر قلبه لها ما فعلته به في غابر الأيام؟
هذا ما لا نعلم إجابته، وتحتار القلوب في بيان تفاصيله...
د. عمر قزيحه
24-2-2025
الساعة 7:30 صباحًا
وقفت المحبوبة تنتظر، اليوم عيد ميلادها! اليوم ذكرى زواجها! وقفت في نيران الانتظار، وفضول اللهفة، تنادي الساعة أن تحركي يا حمقاء! أسرعي! ألا ترين أنني أنتظر هديتي؟
وبعد ساعات جاء الزوج المسكين، يلهث تعبًا بعد يوم طويل من العمل، فوجئ بها تصرخ في وجهه تسأله عن الهدية، قبل أن تسأله عن نفسه وشعوره، ضمها إليه وهي تتأفف! قبَّلها وهي تتبرَّم!
مد يده في حقيبته، أخرجها بعلبة صغيرة، وفيها يتألق بريق ذهب ما يزال طفلًا، خاتم في مرحلة النمو، ذهب خالص، والتوى فم المحبوبة، لا في انبهار بل في غضب، هذا؟ ألا تستحي؟ أمثل هذا بمقامي يليق؟ وضربت الخاتمَ يدُها تلقيه أرضًا، داسته بقدمها، وانصرفت بلا رجوع، والرجل إلى أنثاه وعطفها يشعر بالجوع...
وهل ستشبعه الأيام طعمًا بلسمًا لتتقبل قرارة أعماقه مرارة الخيانة وقسوة الإهانة؟ لا، فما كُسر يعاني آلام الكسر إلى الأبد...
واجتمعت جوقة أنغام الشرور والشياطين مع هذه المرأة تهنئها على (ذكائها)! تتعاطف مع وجودها ووجدانها، والسنون تمضي، وكل منهن بطفل تلتهي، وبزوج تلتهي، وصديقتنا تكبر تباعًا، والتجاعيد تزحف سراعًا، وما من أحد عنها بسائل...
وبعد سنين أخرى، قالوا لها جاءكِ النصيب فافرحي! كادت ترقص حبورًا، ونبض قلبها سرورًا، جاء النصيب من جديد، لأمل الحياة في روحها تجديد، وفي بيت صديقتها فهمت، وكل الأمور استوعبت، أن هذا مطلق منذ سنوات، ورجل لعب المشيب برأسه ألمًا ووهنًا، وحالته المادية لا بأس بها، صديقتنا تبسمت، وهل هذه مشاكل؟ المهم رجل إلى صدري يستكين، وبين ذراعيه يحتويني، يمسح شعري ويتغزل بحلاي الذي لا يراه أحد سواه...
وبعد قليل، دخل العريس في يده علبة يمدها إليها، وبوغتت المحبوبة القديمة، وجمد الرجل، وقد التقت العيون لقاء مباشرًا، منذ سنوات طوال تفرقا في هذا المشهد بالتحديد...
لكن لم تكن السنون قد أعلنت حربها عليهما آنذاك...
بيد أن الرجل قد وعى درسه جيدًا جدًا...
فالعلبة مملوءة بالتراب مصيرنا جميعًا...
وفي حياء عجيب، مدت المرأة يدها، تسلمت العلبة، نظرت إلى محتواها في انبهار! شمت رائحة التراب في شوق ونهم، ثم ضمت العلبة إليها في حنان كأنها طفل!
لكن، هل سيغفر قلبه لها ما فعلته به في غابر الأيام؟
هذا ما لا نعلم إجابته، وتحتار القلوب في بيان تفاصيله...
د. عمر قزيحه
24-2-2025
الساعة 7:30 صباحًا