خاتم من تراب (بقلمي د. عمر قزيحه)

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 5 من 5

العرض المتطور

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,357
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي خاتم من تراب (بقلمي د. عمر قزيحه)

    خاتم من تراب

    وقفت المحبوبة تنتظر، اليوم عيد ميلادها! اليوم ذكرى زواجها! وقفت في نيران الانتظار، وفضول اللهفة، تنادي الساعة أن تحركي يا حمقاء! أسرعي! ألا ترين أنني أنتظر هديتي؟
    وبعد ساعات جاء الزوج المسكين، يلهث تعبًا بعد يوم طويل من العمل، فوجئ بها تصرخ في وجهه تسأله عن الهدية، قبل أن تسأله عن نفسه وشعوره، ضمها إليه وهي تتأفف! قبَّلها وهي تتبرَّم!
    مد يده في حقيبته، أخرجها بعلبة صغيرة، وفيها يتألق بريق ذهب ما يزال طفلًا، خاتم في مرحلة النمو، ذهب خالص، والتوى فم المحبوبة، لا في انبهار بل في غضب، هذا؟ ألا تستحي؟ أمثل هذا بمقامي يليق؟ وضربت الخاتمَ يدُها تلقيه أرضًا، داسته بقدمها، وانصرفت بلا رجوع، والرجل إلى أنثاه وعطفها يشعر بالجوع...
    وهل ستشبعه الأيام طعمًا بلسمًا لتتقبل قرارة أعماقه مرارة الخيانة وقسوة الإهانة؟ لا، فما كُسر يعاني آلام الكسر إلى الأبد...
    واجتمعت جوقة أنغام الشرور والشياطين مع هذه المرأة تهنئها على (ذكائها)! تتعاطف مع وجودها ووجدانها، والسنون تمضي، وكل منهن بطفل تلتهي، وبزوج تلتهي، وصديقتنا تكبر تباعًا، والتجاعيد تزحف سراعًا، وما من أحد عنها بسائل...
    وبعد سنين أخرى، قالوا لها جاءكِ النصيب فافرحي! كادت ترقص حبورًا، ونبض قلبها سرورًا، جاء النصيب من جديد، لأمل الحياة في روحها تجديد، وفي بيت صديقتها فهمت، وكل الأمور استوعبت، أن هذا مطلق منذ سنوات، ورجل لعب المشيب برأسه ألمًا ووهنًا، وحالته المادية لا بأس بها، صديقتنا تبسمت، وهل هذه مشاكل؟ المهم رجل إلى صدري يستكين، وبين ذراعيه يحتويني، يمسح شعري ويتغزل بحلاي الذي لا يراه أحد سواه...
    وبعد قليل، دخل العريس في يده علبة يمدها إليها، وبوغتت المحبوبة القديمة، وجمد الرجل، وقد التقت العيون لقاء مباشرًا، منذ سنوات طوال تفرقا في هذا المشهد بالتحديد...
    لكن لم تكن السنون قد أعلنت حربها عليهما آنذاك...
    بيد أن الرجل قد وعى درسه جيدًا جدًا...
    فالعلبة مملوءة بالتراب مصيرنا جميعًا...
    وفي حياء عجيب، مدت المرأة يدها، تسلمت العلبة، نظرت إلى محتواها في انبهار! شمت رائحة التراب في شوق ونهم، ثم ضمت العلبة إليها في حنان كأنها طفل!
    لكن، هل سيغفر قلبه لها ما فعلته به في غابر الأيام؟
    هذا ما لا نعلم إجابته، وتحتار القلوب في بيان تفاصيله...


    د. عمر قزيحه
    24-2-2025
    الساعة 7:30 صباحًا

  2. 2 أعضاء شكروا أ. عمر على هذا الموضوع المفيد:


  3. #2

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,674
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Actions Go Next View Icon رد: خاتم من تراب (بقلمي د. عمر قزيحه)

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    جميل!،
    رحمتهما!!،
    كيف اجتمعا أخرى؟!!،
    ما شاء الله، ربي يبارك، بديع لم أتصور ذلك أبدا!!
    كيف للطمع أن يفعل!، سبحان الله،

    بوركت يارب
    امطر بالمزيد!،
    وفقك ربي لكل خير،
    في حفظ المولى،،
    ~

  4. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,357
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: خاتم من تراب (بقلمي د. عمر قزيحه)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة
    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته~

    جميل!،
    رحمتهما!!،
    كيف اجتمعا أخرى؟!!،
    ما شاء الله، ربي يبارك، بديع لم أتصور ذلك أبدا!!
    كيف للطمع أن يفعل!، سبحان الله،

    بوركت يارب
    امطر بالمزيد!،
    وفقك ربي لكل خير،
    في حفظ المولى،،
    ~
    أشكر لكِ دعاءكِ الطيب
    سأحكي لكِ عن أمر، شخص أعرفه، مثلي أستاذ مدرسة، طلب يد فتاة للزواج...
    وليس هو من كان صاحب المبادرة، بل أخاها، هو استشار أمه وأخته، لأنه (يعرف شخصًا على خلق ودين)، ثم عرض الأمر على صديقه، وصديقه وافق على ذلك...
    وكادت الخطبة تتم، وكان الشاب فرحًا بذلك، لكنه فوجئ بالرفض التام، هكذا بغتة، مثل الصاعقة...
    حاول أن يفهم السبب، كان الرد إنها ظنته مهندسًا، لكن هي لا تقبل أبدًا بأن تتزوج أستاذ مدرسة، إما مهندسًا وإما لا!
    بعد سنوات طوال جدًا جدًا، صارت تلك الفتاة تلميذة في مرحلة الإعداد لتكون معلمة، عند هذا الأستاذ نفسه!

  5. #4

    الصورة الرمزية Jomoon

    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المـشـــاركــات
    5,674
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: خاتم من تراب (بقلمي د. عمر قزيحه)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ. عمر مشاهدة المشاركة
    أشكر لكِ دعاءكِ الطيب
    سأحكي لكِ عن أمر، شخص أعرفه، مثلي أستاذ مدرسة، طلب يد فتاة للزواج...
    وليس هو من كان صاحب المبادرة، بل أخاها، هو استشار أمه وأخته، لأنه (يعرف شخصًا على خلق ودين)، ثم عرض الأمر على صديقه، وصديقه وافق على ذلك...
    وكادت الخطبة تتم، وكان الشاب فرحًا بذلك، لكنه فوجئ بالرفض التام، هكذا بغتة، مثل الصاعقة...
    حاول أن يفهم السبب، كان الرد إنها ظنته مهندسًا، لكن هي لا تقبل أبدًا بأن تتزوج أستاذ مدرسة، إما مهندسًا وإما لا!
    بعد سنوات طوال جدًا جدًا، صارت تلك الفتاة تلميذة في مرحلة الإعداد لتكون معلمة، عند هذا الأستاذ نفسه!
    سبحان الله!، العجب العجاب!!،
    كم كان عمرها حين طلب يداها؟!،
    لأنك قلت بعد سنوات طوال، صارت تلميذة …،
    الحال غريب جدًا!،
    تعجبت فعلًا!!،
    بوركت
    ~

  6. #5


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,357
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: خاتم من تراب (بقلمي د. عمر قزيحه)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jomoon مشاهدة المشاركة

    سبحان الله!، العجب العجاب!!،
    كم كان عمرها حين طلب يداها؟!،
    لأنك قلت بعد سنوات طوال، صارت تلميذة …،
    الحال غريب جدًا!،
    تعجبت فعلًا!!،
    بوركت
    ~

    هو أعتقد كان في بداية العشرينات، وهي لا أعلم...
    لكن في التعليم حين يجرون مباريات التثبيت أحيانًا يضعون شرط التقدم لها بين 20-45 سنة مثلًا لمن هو خارج التعليم...
    ولا شرط للسن لمن هم داخله... لذا لا يوجد مانع أن تكون هي مثلًا في أواخر الثلاثينات أو منتصفها حين صارت تلميذة له...

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...