مقدمة في هذا العلم :
لغة : عقد الشيء أي شده و أبرمه .
اصطلاحا : العلم الذي يبحث في الإيمان بالله وما يجب من التوحيد له و الإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وما يتفرع من هذه الأصول.
مسمياته:
يسمى بـ : علم السنة في السابق ، أصول الدين ، التوحيد ، العقيدة .
س_ مالفرق بين أهل السنة والجماعة وبين السلف الصالح ؟
ج_ أهل السنة والجماعة: مصطلح عام يشمل جميع من هو في منهج النبي _ صلى الله عليه وسلم _ .
السلف الصالح: مصطلح خاص بالقرون الثلاثة المفضلة الذين قال فيهم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _
(( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ... )) الحديث رواه البخاري
س_ لماذ تسمى أهل السنة و الجما عة بأهل الحق وأهل السنة و الجماعة ؟
ج_ سمُوا بأهل الحق: لأنهم تميزوا عن أهل الباطل بحقهم وهذه من مقتصد الشريعة الإسلامية حتى يتبين الحق وأهله ولتستبين سبيل المجرمين.
وسموا بأهل السنة: لأنهم اهتموا بالسنة وقدموها على الآراء والأهواء.
وسموا بأهل الجماعة: لأنهم اجتمعوا على السنة فأصبحوا متفقين لا متفرقين.
س_ مالمقصود بالسلف الصالح؟
السلف
لغة: كل ما تقدم عنك.
اصطلاحا: القرون الثلاثة المفضلة.
ومن مميزات أهل السنة والجماعة :
1- الاعتماد على نصوص الوحي والتسليم لها و عدم الاعتراض عليها.
2- الاتفاق وعدم الافتراق:
وهذا هو سبب اتفاق أهل السنة و الجماع في جميع أنحاء الأرض . سبب اتفاقهم ، لأن مصدرهم القرآن والسنة.
3- التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط:
فأهل السنة و الجماعة بين الروافض و النواصب ، وبين الجبرية و القدرية ، وبين الوعيدية و الجهمية.
4- حبهم للسنة واهتمامهم بها وموالاة أهلها.
5- الثبات على منهجهم لاعتقادهم بصحته.
القواعد مع التفصيل :
1- مصدر التلقي هو القرآن و السنة :
قال تعالى (( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ... )) البقرة
وقال تعالى (( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنهم يتبعون أهوائهم.... )) القصص
وقال عليه الصلاة و السلام (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ... ))
س_ لماذا كان القرآن الكريم والسنة المصدر الأول ؟
ج_ لأنهما صدق وعدل وأن ما فيهما فلاح ونجاح.
2- الدين كامل :
قال تعالى (( اليم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دين ... )) المائدة
وقال أيضا (( .... مافرطنا في الكتاب من شيء ... )) الأنعام
وقال أيضا (( ...ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ... )) النحل
وقيل لسلمان الفارسي _ رضي الله عنه _ (( قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة فقال : أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ، وأن نستنجي باليمين ،و أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار ، وأن نستنجي برجيع أو بعظم )) رواه مسلم
وقال الإمام مالك (( من ابتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة والله تعالى يقول : (( اليوم أكملت لكم دينكم ... ))
3- التسليم لنصوص وعد الاعتراض عليها وعدم الخوض في الغيبيات بالعقل :
قال تعالى (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ..)) النور
وقال _ عليه الصلاة والسلام (( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ... )) أو كما قال _ عليه الصلاة والسلام_
ومن أمثلة ذلك :
أن رجلا سأل ابن عمر _ رضي الله عنهما _ عن الأضحية فقال ( هل الأضحية واجبة فقال ك ضحى رسول الله والمسلمون ، أعاد الرجل فأعد عليه ابن عمر فأعاد في المرة الثالثة فقال له ابن عمر : ألا تفهم ، ضحى رسول الله والمسلمون .
والغيب :
كل ما غاب عنك.
والعلم يحصل بثلاثة أمور :
1- أن ترى الشيء .
2- أن ترى شبيهه .
3- أن يأتيك خبرا صحيحا عنه.
فهذه الأمور لاتصلح في حق الله تعالى إلا الأمر الثالث وهو خبر أشرف خلق الله _ عليه الصلاة و السلام _
فقاعدة أهل السنة و الجماع قبو هذا العلم الغيبي وعدم الخوض بالعقل.
4- خبر الآحاد حجة في باب الاعتقاد كما هي حجة في باب الفقه :
فهنا أهل البدع لا يقبلون خبر الآحاد في علم العقيدة.
قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا... )) الآية ومفهوم المخالفة ( إن جاءك ثقة فاقبلوا منه ) فهنا دل على الواحد لا جماعة .
وفي السنة كثير جدا:
بالقول :
قال _قال عليه الصلاة والسلام _ ( نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع ))
والفعل :
أن النبي كان يبعث الواحد إلى الأمصار فيقيم عليهم الحجة ويرفع السيف إن لم يؤمنوا .
بالتقرير :
في مسألة تحويل القبلة .
وبالإجماع :
جميع الصحابة متفقون على قَبول خبر الواحد.
5- الأخذ بجميع النصوص ودرء التعارض بينها :
قال تعالى (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) النساء
وقال ابن القيم في نونيته :
ونصوصه ليست تعارض بعضها بعضا فسل عنها عليم زمان
وإذا ظننت تعارض فيها فذا
من آفة الأفهام و الأذهان
أو أن يكون البعض ليس بثابت
ما قاله المبعوث بالقران
وأسباب التعارض أربعة :
1- الاختلاف بين العموم و الخصوص و بين المطلق والمقيد.
2- عدم صحة الأدلة في أحد الطرفين أو كليهما.
3- الجهل بلغة العرب.
4- وقوع النسخ.
6- درء التعارض بين النقل و العقل وعند توهم التعارض يقدم النقل و يتهم العقل :
والسب في ذلك 3 أمور :
1_ عدم ثبوت النقل ( الدليل ) .
2- عدم صحة العقل .
3- الخطأ في الاستدلال بالنقل.
7- يجب فهم النصوص بفهم الصحابة :
قال تعالى (( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا .... )) البقرة
وقال (( والسابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحته الأنهار خالدين فيه ذلك الفوز العظيم )) التوبة
وقال عليه الصلاة والسلام في حديث الافتراق (( وتفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في التار إلى واحدة فقالوا : ومن؟ فقال : الجماعة )) أي الصحابة.
س_ لماذا كان الصحابة أفضل الناس ؟
ج_ يتجلى في ثلاثة أمور :
1- أعلمهم بلغة العرب.
2- أعلمهم بالكتاب و السنة.
3- أكثر الناس تقوىِِ وصلاحا .
وبهذا القدر يكون قد انتهى الدرس الأول.
تابعونا في الدرس القادم إن شاء الله في نفس هذا الموضوع .
...يتبع ...
المفضلات