-
صدقيني :
كم من قفار لا تعرف الرواء أبدًا ، و يستهويها البقاء على ظمئها وعطشها وجدبها..
حتى و إن جاءها فيض المزون من جميع جهاتها الفرعية !
من فوقها و من جوفها و أسفل منها
لن تستجيب.. و لن تروي
و ماتلبث أن تنفض عنها ماعلق بها من قطرات ..
لا توريةً ولا مجازًا فيما أقول !!
أعني فعلا أنها تعزف عن الرواء باختيارها ومحض إرادتها رغم يباسها المدقع
ربما تقولين لي أن هذا تصور لا وجود له إلا في خيالي الخصب - و قد لا تلامين لما تعرفينه من خيالي -
لكني هذه المرة أقول الحقيقة وكل الحقيقة
أعرف ما أتحدث عنه يا سارة ، وذاك واقع عايشته بنفسي
خلال فترة من عمري مضت قضيتها قفرًا -بمحض اختياري- أرى الرواء و لا أشتهيه و أعزف بنفسي عنه
ليس لأني أجهل ماهية الرواء و لا نتاجه ..
ولا أني أخشى غرقًا أو موتًا من شبع ..
لكنه حاجة في نفسي من كبر و بعض غفلة و استهتار
تصدقين :
أني جلست على ظمأي هذا ما يربو على 10 سنوات ؟!
ترتجيني روحي أن أبقي على ماتبقى منها لكن نفسي تأبى فأأبى !
كأني حكمت على روحي اليباس دونما ذنب جنته
و كلما استروتني روحي
تمن عليها نفسي برواء من سراب
وبئس الرواء ، ما ارتويت منه يومًا وما زاد روحي إلا يباسًا و ظمأً
تعلمين يا سارة :
و أظنك لا تعلمين أبدًا... و أكاد أجزم ذلك
كيف عانيت قبل أن يلقي بك الله على دربي
لتنتشلي فؤادي من مهلكة وفساد عظيمين
و دون أن تدري و دون أن أدري و دون أن يدري فؤادي
فيكتب الله الرواء لقلبي على يدك ،أو بالأحرى على لسانك
(الله يهديك)
قلتها عابرة ...
لكنها كانت كالزلال على قلبي ،فأزهر روضا و ارتوى و اهتدى
( تمت )
المفضلات